- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
تواجه شركة فيسبوك انتقادات جديدة بشأن مزاعم استخدامها أساليب تهدف إلى تشويه سمعة معارضين لها وإحراج الشركات المنافسة والتقليل من شأن مشاكل بداخلها.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا بتفاصيل ما يُقال إنه الأساليب التي لجأت إليها فيسبوك بالتعاون مع شركة علاقات عامة من أجل "نفي وتشتيت" الانتقادات.
ودفع تقرير الصحيفة مشرعين أمريكيين إلى الدعوة إلى تشديد لوائح تنظيم عمل شبكات التواصل الاجتماعي.
ونفت فيسبوك عددا من المزاعم.
ويزعم تقرير نيويورك تايمز أن فيسبوك :
حثت مراسلين على التحقيق في ما إذا كانت توجد صلات مالية تجمع الملياردير جورج سوروس، صاحب الأعمال الخيرية البارز، وحركة مناهضة لشبكة التواصل الاجتماعي.
سعت إلى تشويه سمعة معارضين مناهضين لفيسبوك ووصفتهم بأنهم معادون للسامية.
طلبت نشر مقالات تشوه سمعة منافسين.
خففت من حدة منشورات عن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية.
بحثت توريط شركات منافسة في القضايا الخلافية المتعلقة بها.
وقالت الصحيفة إن شركة "ديفاينرز" للعلاقات العامة وزعت وثيقة تشير إلى أن سوروس داعم مستتر لحركة "التحرر من فيسبوك" المناهضة لفيسبوك.
وشجعت الوثيقة الصحفيين على البحث في وجود علاقات مالية بين الشركات المناهضة لفيسبوك وسوروس، الذي يعد هدفا دائما لنظريات المؤامرة وحملات تشويه معادية للسامية.
وقالت مؤسسة "أوبن سوسايتي" التابعة لسوروس إنها لم تمنح أي دعم لحملات تستهدف فيسبوك. وقالت إن سلوك فيسبوك "غريب".
وقال رئيس المؤسسة، باتريك غاسباراد "أساليبكم تهدد القيم ذاتها التي ترتكز عليها ديمقراطيتنا".
وردا على تقرير الصحيفة، قالت فيسبوك إنها أرادت أن تبين أن حركة "التحرر من فيسبوك" لم تكن "مجرد حملة شعبية عفوية" وأن الحركة كانت "تحصل على دعم من معارض معروف لشركتنا".
هل سعت فيسبوك إلى تشويه سمعة معارضين؟
في يوليو/ تموز الماضي، قاطع محتجون جلسة اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأمريكي في الوقت الذي كان أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة فيسبوك يدلي بشهادته.
وحمل المحتجون لافتات تصوّر مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ والرئيسة التنفيذية لعمليات الشركة، شيريل ساندبيرغ، في شكل رأسي أخطبوط.
وقالت نيويورك تايمز إن فيسبوك اتصلت بمنظمة "رابطة مكافحة التشهير" للحقوق المدنية اليهودية، وطلبت التعليق على اللافتات.
ونشرت الرابطة، بعد وقت قصير، بيانا وصفت فيه الصورة بأنها "معادية للسامية".
ولم ترد فيسبوك على هذه الزعم.
وقالت الرابطة إنها ترد بصفة دائمة على تقارير مزاعم معاداة السامية وتقيّم كلا منها على نحو مناسب.
هل قللت فيسبوك من شأن المعلومات بشأن التدخل في الانتخابات؟
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، أعرب مدراء تنفيذيون في فيسبوك عن غضبهم بسبب قيام كبير مسؤولي أمن المعلومات بالشركة، أليكس ستاموس، بفتح تحقيق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكي بدون موافقة.
وأضافت أن ساندبيرغ كانت قلقة من أن التحقيقات في التدخل في الانتخابات جعلت فيسبوك "مكشوفة" أمام أي إجراء قانوني.
وأمرت الشركة بأن تكون المدونات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات "أقل تحديدا".
ولم تذكر أول مدونة اسم روسيا على الإطلاق، كما "أجّلت" الشركة الكشف عن المعلومات لأسابيع.
وقالت فيسبوك إنها لم تذكر روسيا بالاسم في ورقة بحثية بشأن التدخل في الانتخابات لأنها شعرت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية "أفضل من يحدد المصدر".
وأضافت الشركة أنها لم تثن على الإطلاق الخبراء الأمنيين فيها عن التحقيق بشأن التدخل في الانتخابات.
هل نشرت أخبارا سلبية عن منافسين؟
قالت الصحيفة إن فيسبوك كانت مسؤولة عن عشرات المقالات التي تنتقد ممارسات شركتي أبل وغوغل.
وكانت المقالات تُنشر على موقع "إن تي كيه" الإخباري المحافظ، الذي يشارك موظفين ومكاتب مع شركة "ديفاينرز" للعلاقات العامة.
وعلى الرغم من أن موقع "إن تي كيه" لا يحظى بجمهور عريض، إلا أن مقالاته تنشرها في الغالب منصات أكبر مثل "بريتبارت".
وقالت فيسبوك إن زوكربيرغ كان واضحا عندما اختلف مع انتقادات الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، لشركته وقال إنه "لا يوجد ما يدعو إلى الاستعانة بأي شخص آخر" لانتقاد أبل.
وأضافت أن زوكربيرغ وساندبيرغ "انخرطا في معركة ضد الأخبار الكاذبة".
هل حاولت فيسبوك ترويج عناوين إيجابية؟
في فبراير/ شباط 2018، ساندت ساندبيرغ علنا تشريعا جديدا يحمّل شبكات التواصل الاجتماعي المسؤولية في حالة الإخفاق في التصدي لجرائم الاتجار بالبشر لأغراض جنسية على منصاتها، في حين عارضت شركات تكنولوجية أخرى القانون المقترح.
وقالت الصحيفة إن فيسبوك شعرت أن مساندة التشريع يبدو إيجابيا وسوف يحظى برضاء المشرعين.
لكن فيسبوك قالت إن ساندبيرغ ساندت التشريع لأنه "كان أصوب إجراء يمكن اتخاذه".
هل سعت فيسبوك إلى توريط غوغل في جدل؟
بعد أن كشفت نيويورك تايمز عن أن فيسبوك أبرمت صفقات غير معلنة مع شركات صناعة هواتف لمشاركة بيانات المستخدمين معهم، أنشأت الشركة مجموعات تركيز تهدف إلى اختبار كيفية التعامل مع ذلك.
وقالت الصحيفة إنه عندما طُلب من فيسبوك الإدلاء بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ضغطت فيسبوك من أجل أن تتضمن الجلسة مندوبا من شركة غوغل.
ما هي المزاعم الأخرى؟
قال التقرير أيضا إن فيسبوك حثت الموظفين على استخدام أجهزة تعمل بنظام تشغيل أندرويد فقط، بعد أن انتقد تيم كوك، مدير شركة أبل، شبكة التواصل الاجتماعي.
لكن فيسبوك قالت إنها شجعت الموظفين والمدراء التنفيذيين على استخدام نظام تشغيل أندرويد لأنه "أكثر أنظمة التشغيل شيوعا في العالم".
وأضافت الصحيفة أن فيسبوك جاهدت من أجل تحديد طريقة التعامل مع مشاركة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2015، يدعو فيها إلى حظر هجرة المسلمين.
ماذا كان رد الفعل؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا يشير إلى أن الروح المعنوية في فيسبوك تراجعت في ظل التدقيق المستمر في ممارسات الشركة.
وأضافت الصحيفة أن الشركة أجرت مسحا داخليا شمل 29 ألف موظف أفاد نصفهم فقط بأنهم "متفائلون" بشأن مستقبل الشركة، وهو ما يمثل تراجعا بواقع 32 في المئة مقارنة بمسح مماثل قبل عام.
وقال غاسباراد، رئيس مؤسسة "أوبن سوسايتي"، إن فيسبوك استخدمت أساليب "من دليل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" التي "لا تشير في أي نقاش هام إلى نزاهة انتخاباتنا".
وقال ديفيد سيسيلين، عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، في منشور إن "فيسبوك لا يمكن الوثوق بها لتنظيم نفسها".
وأضاف "سيظل مدراء فيسبوك في موضع يعلي من أرباحهم الطائلة على حساب مصلحة المستخدمين".
وقال "ينبغي للكونغرس أن يعمل على سن قوانين جديدة تضع القوى الاقتصادية موضع المساءلة".
وقالت فيسبوك إنها أنهت علاقتها مع شركة "ديفاينرز"، وأنها لم تخف أعمالها مع المؤسسة الاستشارية على الإطلاق.