- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
الصمت القاتل ينتشر في مدن سوريا التي بات الدمار سمتها الغالبة.. اقتربنا أكثر من المشهد فسمعنا صوت مدرس يشرح، ورأينا طالبا ينصت، فأيقنا أن إرادة الحياة وتحصيل العلم لم تمت، فالمدارس كانت إحدى ضحايا القصف، بعضها تحول إلى مراكز عسكرية للقوات النظامية والشبيحة، وأخرى دُمرت كليا أو جزئيا وباتت لا تصلح لاستقبال الطلاب.
الغوطة الشرقية وحماة نموذجان عن هذه المعاناة، ففي الأولى، الصفوف الدراسية عبارة عن أقبية تحت الأرض وسط إمكانيات بسيطة، وفي الثانية، يؤكد الناشطون أن 70% من مدارس ريف حماة دمرت بالكامل بقصف مدفعي واستهداف مباشر براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة.
البداية كانت من الغوطة التي أيقن أصحاب العلم والأساتذة وخريجو الجامعات فيها، أن كارثة حقيقية ستلحق بجيل كامل إذا توقفوا عن التعليم، وأمام هذا الإصرار افتتحوا مؤسسات تعليمية وأرفقوها بحملات توعية للأهالي بضرورة إرسال أطفالهم لتحصيل العلم.
دعاة علم وتعلم
وعن هذا يقول رئيس مجمع التربية والتعليم في الغوطة عدنان السليك إنهم أنهوا العام الماضي وعقدوا الامتحانات لجميع المراحل الدراسية ولطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي باعتراف وتنسيق مع الهيئة الوطنية للتعليم العالي في الائتلاف الوطني المعارض.
ولكن اللافت هذه السنة -حسب السليك- زيادة الإقبال على التسجيل، مما يؤشر أن السوريين يثبتون للعالم أنهم دعاة علم وتعلم لا اقتتال ودم.
'نحن من كتبنا هذه المناهج التعليمية وأنشأناها ودرسناها في زمن النظام، والآن سنعدل ما أُجبرنا على كتابته في هذه المناهج وسندرسها للأجيال الحرة القادمة من جديد'، يقول بثقة أحد المدرسين.
وتابع أن الطلاب في جميع المراحل يدرسون بالكتب نفسها التي كانت تدرس على زمن النظام ليستطيعوا إجراء امتحانات عامة لكافة المواد، ومن ثم توزيع الشهادات على الطلاب الناجحين وترقيتهم إلى الصفوف التالية.
هذا الإصرار لدى الهيئة التعليمية نقطة في بحر الطلاب، حيث تقول إحدى الطالبات إنه رغم الظروف القاسية 'التي نعيشها والقتل والقصف والتدمير وفقداني لبعض أفراد عائلتي، فإننا بعزيمة وهمة ونشاط سنقبل على عامنا الجديد لنبني سوريا المستقبل، ونكون أداة تبني ولا تهدم، ومثالاً متميزاً في طلبنا للعلم'.
هذا الوعي والإدراك وحب الحياة ترافق مع قطعها مع النظام القديم ولو حتى بمادة دراسية هي 'التربية القومية'، 'لعل أجمل ما رأيته وعشته في مدارسنا الثورية، وهو ما كان لنا أن نشعر به في مدارس النظام، هو إلغاء المادة المملة المتعبة التي لم نكن نفهم منها أي شيء سوى حفظها كما هي'.
شكوى وإهمال
المحطة التالية للجزيرة نت كانت في حماة فوجدت الوضع التعليمي فيها كارثيا، فهنا الشكوى هي السمة الغالبة، 'والشكوى لغير الله مذلة' حسب أحد المسؤولين.
يقول أحد المدرسين إن طاقة استيعاب بعض المدارس زادت عن حدها بعد نزوح طلاب مدارس أخرى إليها بسبب قصف بعض المدارس في المدينة وتحويل بعضها الآخر إلى مراكز عسكرية لقوات النظام، وأدى ذلك إلى ضغط كبير على المدارس في الأحياء الأخرى مما جعل بعضها يتحول من دوام واحد في اليوم إلى دوامين وبعضها إلى ثلاثة، وهذا حال مدارس حمص وغيرها من المدن.
والشكوى تنتقل من المدرس إلى الطالب، إذ يؤكد يزيد الذي يدرس في الصف الثاني الإعدادي، صعوبة تأمين الكتب المدرسية وحاجة الكثير منهم إلى شرائها إن وجدت أصلا في مديرية التربية.
وتشكو إحدى المسؤولات عن المدارس في المدينة من إهمال مديرية التربية في حماة لشؤون الطلاب في المدارس والمرافق العامة فيها، وعن وجود أكثر من خمسين طالبا لاجئا في كل مدرسة، بينما سرّحت مديرية التربية عددا من المدرسين غير المثبّتين ومن طُلب التحقيق معهم، كما ثبّتت بعض المدرسين من أرياف حماة بدلا عنهم.
وخلصت المسؤولة إلى أن 75% فقط من الطلاب عادوا إلى مدارسهم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية نظرا لمغادرة البعض منهم وصعوبة تأمين المصاريف الدراسية, في حين تتناقص هذه النسبة إلى 60% في المرحلة الثانوية نظراً للضغط الأمني على الطلبة الذكور في هذه المرحلة، ومضايقات الأمن السوري وجيش النظام للمدارس الثانوية الخاصة بالإناث.
الغوطة الشرقية وحماة نموذجان عن هذه المعاناة، ففي الأولى، الصفوف الدراسية عبارة عن أقبية تحت الأرض وسط إمكانيات بسيطة، وفي الثانية، يؤكد الناشطون أن 70% من مدارس ريف حماة دمرت بالكامل بقصف مدفعي واستهداف مباشر براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة.
البداية كانت من الغوطة التي أيقن أصحاب العلم والأساتذة وخريجو الجامعات فيها، أن كارثة حقيقية ستلحق بجيل كامل إذا توقفوا عن التعليم، وأمام هذا الإصرار افتتحوا مؤسسات تعليمية وأرفقوها بحملات توعية للأهالي بضرورة إرسال أطفالهم لتحصيل العلم.
دعاة علم وتعلم
وعن هذا يقول رئيس مجمع التربية والتعليم في الغوطة عدنان السليك إنهم أنهوا العام الماضي وعقدوا الامتحانات لجميع المراحل الدراسية ولطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي باعتراف وتنسيق مع الهيئة الوطنية للتعليم العالي في الائتلاف الوطني المعارض.
ولكن اللافت هذه السنة -حسب السليك- زيادة الإقبال على التسجيل، مما يؤشر أن السوريين يثبتون للعالم أنهم دعاة علم وتعلم لا اقتتال ودم.
'نحن من كتبنا هذه المناهج التعليمية وأنشأناها ودرسناها في زمن النظام، والآن سنعدل ما أُجبرنا على كتابته في هذه المناهج وسندرسها للأجيال الحرة القادمة من جديد'، يقول بثقة أحد المدرسين.
وتابع أن الطلاب في جميع المراحل يدرسون بالكتب نفسها التي كانت تدرس على زمن النظام ليستطيعوا إجراء امتحانات عامة لكافة المواد، ومن ثم توزيع الشهادات على الطلاب الناجحين وترقيتهم إلى الصفوف التالية.
هذا الإصرار لدى الهيئة التعليمية نقطة في بحر الطلاب، حيث تقول إحدى الطالبات إنه رغم الظروف القاسية 'التي نعيشها والقتل والقصف والتدمير وفقداني لبعض أفراد عائلتي، فإننا بعزيمة وهمة ونشاط سنقبل على عامنا الجديد لنبني سوريا المستقبل، ونكون أداة تبني ولا تهدم، ومثالاً متميزاً في طلبنا للعلم'.
هذا الوعي والإدراك وحب الحياة ترافق مع قطعها مع النظام القديم ولو حتى بمادة دراسية هي 'التربية القومية'، 'لعل أجمل ما رأيته وعشته في مدارسنا الثورية، وهو ما كان لنا أن نشعر به في مدارس النظام، هو إلغاء المادة المملة المتعبة التي لم نكن نفهم منها أي شيء سوى حفظها كما هي'.
شكوى وإهمال
المحطة التالية للجزيرة نت كانت في حماة فوجدت الوضع التعليمي فيها كارثيا، فهنا الشكوى هي السمة الغالبة، 'والشكوى لغير الله مذلة' حسب أحد المسؤولين.
يقول أحد المدرسين إن طاقة استيعاب بعض المدارس زادت عن حدها بعد نزوح طلاب مدارس أخرى إليها بسبب قصف بعض المدارس في المدينة وتحويل بعضها الآخر إلى مراكز عسكرية لقوات النظام، وأدى ذلك إلى ضغط كبير على المدارس في الأحياء الأخرى مما جعل بعضها يتحول من دوام واحد في اليوم إلى دوامين وبعضها إلى ثلاثة، وهذا حال مدارس حمص وغيرها من المدن.
والشكوى تنتقل من المدرس إلى الطالب، إذ يؤكد يزيد الذي يدرس في الصف الثاني الإعدادي، صعوبة تأمين الكتب المدرسية وحاجة الكثير منهم إلى شرائها إن وجدت أصلا في مديرية التربية.
وتشكو إحدى المسؤولات عن المدارس في المدينة من إهمال مديرية التربية في حماة لشؤون الطلاب في المدارس والمرافق العامة فيها، وعن وجود أكثر من خمسين طالبا لاجئا في كل مدرسة، بينما سرّحت مديرية التربية عددا من المدرسين غير المثبّتين ومن طُلب التحقيق معهم، كما ثبّتت بعض المدرسين من أرياف حماة بدلا عنهم.
وخلصت المسؤولة إلى أن 75% فقط من الطلاب عادوا إلى مدارسهم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية نظرا لمغادرة البعض منهم وصعوبة تأمين المصاريف الدراسية, في حين تتناقص هذه النسبة إلى 60% في المرحلة الثانوية نظراً للضغط الأمني على الطلبة الذكور في هذه المرحلة، ومضايقات الأمن السوري وجيش النظام للمدارس الثانوية الخاصة بالإناث.