إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

قراءة فى خطبة السفر في الإجازة

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,704
الإقامة
مصر

xm    xm

 

 

قراءة فى خطبة السفر في الإجازة
بدأت الخطبة بالحمدلة والصلاة وهى تدور حول ما يسمونه الإجازة الصيفية حيث قال الخطيب:
"أما بعد .. أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإن تقوى الله هي الزاد في الحال والسفر، (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) .
أيها الأحبة .. عندما نتحدث عن السياحة والسفر فإننا نتحدث عن أهم قضايا الإجازة الصيفية "
بداية فى الإسلام لا يوجد شىء اسمه اجازات أى تعطل عن العمل حتى فى أيام العيد ففى يوم الجمعة الذى جعلوه اجازة قال تعالى عن العمل قبل الصلاة " إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" وقال فى العمل بعد الصلاة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله"
ثم ذكر الرجل ما ظن أنه فوائد السفر فقال:
"ولا شك أن السفر له فوائد كثيرة أشار إليها الشافعي رحمه الله في قوله:
تغرب عن الأوطان تكتسب العلا /وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة/وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار ذل وشدة/وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته/بدار هوان بين واش وحاسد
فالشافعي رحمه الله عد من فوائد السفر خمس فوائد: وهي: انفراج الهم، واكتساب المعيشة، وتحصيل العلم، واكتساب الأدب، وصحبة الأخيار .
وقال الثعالبي: من فضائل السفر، أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، ومن بدائع الأقطار ، ومحاسن الآثار ، ما يزيده علما بقدرة الله تعالى .
أيها المبارك .. هل ستسافر؟ وإلى أين تسافر ؟ وهل تعود من سفرك مأجورا ، أو تعود مأزورا ، أو تعود سالما لا لك ولا عليك.
هذا التفصيل يجرنا إلى الحديث عن أنواع السفر ."
قطعا السفر فيه فوائد وله مضار وقد ذكر الله أن السفر متعب وسماه بلوغ البلدة بشق الأنفس وهو تعب الأنفس فقال " وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس"
وبين الخطيب وجود أنواع للسفر منها المباح ومنها المحرم فقال:
"السفر أنواع ، منه الواجب والمستحب والمباح والمحرم والمكروه .
فمن السفر المشروع : السفر لطلب العلم النافع .
وقد ألف أهل العلم وصنفوا في الرحلة في طلب العلم ، وجمع ميراث محمد - صلى الله عليه وسلم - . ورحل جابر بن عبد الله الصحابي الجليل، من المدينة مسيرة شهر في حديث عن رسول الله بلغه عن عبد الله بن أنيس، حتى سمعه عنه. قال الإمام الشعبي: لو سافر رجل من الشام إلى أقصى اليمن في كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعا.
ولهذا لما سئل الشعبي عن هذا العلم الغزير الذي وهبه الله ، من أين لك هذا العلم؟ قال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد (يعني السفر في طلب العلم) ،وصبر كالجماد ، وبكور كبكور الغراب .
وإن من السنن الحسنة التي انتشرت في بلادنا المباركة سنة الدورات العلمية المكثفة التي تعقد في كثير من المدن ، ويسافر إليها الشباب من شتى الأماكن ليتلقوا مفاتيح العلوم ، والتأصيل العلمي في فنون العلم . فعلى الشاب أن يختار من هذه الدورات أو من مواد كل دورة ما يناسب مستواه العلمي ، ثم بعد ذلك يحرص على الاستفادة وجمع الفوائد ومراجعة العلم ، مع التأدب بآداب مجالس العلم . والتي ذكرها العلماء في كتب فضل العلم وآداب العالم والمتعلم ، وطرق الاستفادة من الشيوخ ، ومن الكتب المعاصرة النافعة كتاب (معالم في طريق الطلب) للشيخ عبد العزيز السدحان وفقه الله فهو كتاب مفيد مليء بالفوائد والتجارب في تلقي العلم وتحصيله والتأدب بآدابه .
ومن السفر المشروع أيضا السفر إلى بيت الله الحرام أو مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فيرجع الشاب إن رجع من سفره مثابا مأجورا ، وإن مات مات على عمل صالح.
وتأملوا معي قصة هذا الشاب الذي خرج مع إخوانه لأداء العمرة .. وعندما وصلوا إلى مكة دخلوا المسجد الحرام ، وهم بلباس الإحرام ، كانوا مسافرين فقالوا : لعلنا نصلي أولا ثم نؤدي العمرة ، صفوا للصلاة ، وتقدم الشاب يصلي بهم ، وبدأ يقرأ القرآن ، (والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى ، وللآخرة خير لك من الأولى ، ثم قال: ولسوف يعطيك ربك فترضى ، فتوقف لسانه ، ثم توقفت أنفاسه ، وخر بين يدي ربه ميتا ، محرما مصليا قارئا للقرآن . وسوف يرضى بإذن الله تعالى .
ومن السفر المشروع السفر لصلة الرحم وزيارة الأقارب ، فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((زار رجل أخا له في قرية، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فقال: أين تريد؟ قال: أريد أخي في هذه القرية، قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) .
أيها الإخوة .. من أنواع السفر : السفر المباح : كالسفر للترويح البريء وإجمام النفس وهذا مباح في الأصل ، وقد يتحول إلى عبادة مستحبة كأن يكون عونا للإنسان على الطاعة ، أو توسعة على الأهل والأولاد وإدخالا للسرور عليهم في حدود الاعتدال ."
ذكر الخطيب هنا السفر للترويح البريء وإجمام النفس ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى الترويح البرىء فالسفر مثلا للاستحمام فى مياه البحر او التعرض للأشعة الشمسية وأمثال هذا هو ضرب من الخبل النفسى فالاستحمام يجوز بأى ماء فلماذا يسرف الإنسان ويتعب نفسه فى السفر من أجل شىء من الممكن ان يفعله فى مكانه وكذلك التعرض لأشعة الشمس وكذلك ما يسمى السفر للتنزه فى حدائق الحيوانات والنبات قهذا محرم إلا يكون سفرا لدراسة الحيوان والنبات لأن هذا تضييه للوقت فى غير طاعة الله
ثم قال :
"ومن أنواع السفر : السفر المحرم ،كالسفر لبلاد الكفر بلا ضرورة ، وقد ذكر أهل العلم شروطا ثلاثة لجواز السفر إلى بلاد غير المسلمين، أولها: أن يكون عند الإنسان دين يدفع به الشهوات، ثانيها: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات، ثالثها: وجود الحاجة للسفر كالعلاج أو الدعوة إلى الله أو تعلم علم ينفع المسلمين أو للتجارة، وكل ذلك مشروط بأن يكون مظهرا لدينه، عالما بما أوجب الله عليه، قوي الإيمان بالله، قادرا على إقامة شعائره، ولديه من العلم والتقوى ما يحول بينه وبين التأثر بالشبه والشهوات .
ومن السفر المحرم أيضا : السفر لبعض البلدان الفاسدة ، وقضاء الأوقات فيها على المحرمات .
يتهافت الشباب على وكالات السفر ليسافروا إلى تلك البلدان ، بل وحتى بعض كبار السن لم يسلموا من هذه المنكرات فهذا شيخ قد جاوز عمره الستين سنة ، سافر من هذه البلاد إلى إحدى البلدان المعروفة ليتعاطى الخمور ويقع في أحضان المومسات -عافاني الله وإياكم- فشرب في اليوم الأول ست زجاجات من الخمر، وشرب في اليوم التالي أكثر من ذلك، وشرب في اليوم الثالث اثنتي عشرة زجاجة؛ وبينما هو جالس مع أصحابه شعر بنوع من الغثيان ، فذهب ليتقيأ (أكرمكم الله) في دورة المياه . انتظره أصحابه طويلا ثم ذهبوا إليه ليجدوه ميتا ورأسه في محل قضاء الحاجة عافانا الله و إياكم من ذلك .
تحولت السياحة في عرف الكثير من الناس إلى صياعة .. تحرر من الواجبات .. وارتكاب للمحرمات ، وتعاط للمسكرات والمخدرات ، وسهرات مع النساء العاهرات .. يسافرون عبر بوابات المطار ، فيعودون عبر بوابات الإيدز والمخدرات ، بل قد يعود بعضهم وقد انسلخ من عقيدته ، وتمرد على دينه وأهله .
أخي الكريم .. يا من أعد العدة للسفر الحرام ، اسأل نفسك وأنت تدعو دعاء السفر : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى .
هل تريد حقا بهذا السفر البر والتقوى .
وإذا عدت إلى بلادك بعد سفرك وأنت تقول: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ، فاسأل نفسك: أزاد إيمانك في سفرك هذا أم لا؟ هل تحب أن يعلم الناس ما الذي صنعته خلال سفرك أم لا؟ فكيف بالله .. (وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) .
هل بلغك خبر ذاك الشاب الذي ابتعد عن أهله فقلت غيرته واختلى بالمعاصي فمات بين يدي عاهرة؟ وهل سمعت بخبر من مات وقد ملأ بطنه بالشراب المحرم؟ أو ما علمت بوباء الإيدز والأمراض الجنسية التي فتكت بالملايين ممن ولغوا في المحرمات .
ومن المؤسف أن إحصائيات الإيدز في العالم لا زالت في ازدياد ، بما في ذلك الدول العربية والخليجية .
إنهم صرعى الشهوات الذين شغلتهم لذة الشهوة المحرمة عن تأمل عواقبها وعقابها .. مثلهم كما يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر كمثل الكلب .
يقول ابن الجوزي : إن الكلب قال للأسد: يا سيد السباع ، غير اسمي فإنه قبيح . فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم . قال: فجربني ، فأعطاه شقة لحم ، وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك . فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر . فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي وما كلب إلا أحسن اسم ، فأكل .
وهكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل ، فالله الله في حريق الهوى إذا ثار ، وانظر كيف تطفئه ط
ما ذكره الرجل عن السفر لبلاد الكفر وإباحته لضرورة قاهرة هو أمر صحيح ولكن الحكام يقومون بابتعاث الطلبة للجنون كدراسة الدين ولفتنا عند الأجانب وهو أمر يندى له الجبين كما يقومون بالتعاثهم لدراسات معظمها إن لم يكن كلها كفر وجلب كفر لبلاد المسلمين والغريب أم المبتعثين معظمهم يعود لنشر الكفر فى البلاد لأن الكفار يقومون بتجنيدهم كعملاء لهم والغريب أن هؤلاء هم من ينولون المناصب المختلفة فى المستقبل ويحافظون على مصالح الكفار ولا يهمهم أى مصلحى أخرى
ثم قال الخطيب:
"أيها الأحبة .. كيف يكون سفرنا مباركا؟
القاعدة النبوية هي قوله - صلى الله عليه وسلم -
frown.gif
اتق الله حيثما كنت) .. كما عند الترمذي عن أبي ذر ، وهذا من جوامع الكلم .
تقوى الله تعني : المحافظة على أوامر الله ، واجتناب نواهيه .
تقوى الله ليست محددة بزمان ولا مكان ، وأنت عبد لله في جميع الأحوال
ولا يليق بالعبد أن يعطي نفسه إجازة دينية في السفر ، والله يقول (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) .
مهمة الإنسان في هذه الحياة عبادة الله ، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
المسلم الحق ثابت على مبادئه، معتز بدينه وعقيدته، في كل زمان ومكان ، فمحياه كله لله، وأعماله جميعها لمولاه، (قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين ، لا شريك له وبذالك أمرت وأنا أول المسلمين)"
قطعا على المسلم طاعة أحكام الله فى سفره ثم قال مبينا ما سماه آداب السفر:
"الحمد لله على إحسانه ...
أيها المؤمنون .. للسفر آداب كثيرة .
فيستحب لمن عزم على السفر أن يبدأ بالتوبة من المعاصي وأن يخرج من مظالم الخلق ويقضي ما أمكنه من ديونهم، ويكتب وصيته ، ويترك لأهله ما يلزمهم من نفقة ونحوها. ويستحب له أن يطلب رفيقا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه .
وقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرفقة في السفر، فقال: ((الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب)) رواه أحمد وأبوداود والترمذي ومالك وصححه الألباني ."
قطعا رواية لم يقلها النبى(ص) لأنه لو قالها فقد اعتبر نفسه وصاحبه فى الغار شيطانان كما قال تعالى "ثانى اثنين إذ هما فى الغار"
ولكان إبراهيم(ص) ولوط(ص) شيطانان لأنهما سافر أى هاجرا من بلد الكفر التى أهلكها الله قبل الهلاك
لا الراكب شيطان ولا الاثنين ولا الثلاثة طالما هم فى طاعة اللهثم قال:
"ويشرع للمسافر أن يدعو بدعاء السفر في أول سفره ، كما يستحب له التكبير إذا ارتفعت به الأرض، والتسبيح إذا انخفضت به الأرض ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفره إذا علا على شرف كبر، وإذا هبط واديا سبح، وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا) رواه البخاري ."
هذا الكلام يجعلنا نترك حكم الله فى الركوب للسفر وهو قوله تعالى :
"والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون"
فهنا المذكور هو قول سبحان ولا يوجد فى الآيات تكبير والكلام يكون عند بداية السفر بالركوب وليس فى اآ مرحلة أخرى
ثم قال :
وعلى المسافر أن يراعي تصرفات أبنائه وبناته ، وأن يحذر من انفلاتهم في مشاهدة القنوات الفضائية التي توجد في بعض الفنادق والشقق المفروشة ، وعليه أن يلزم نساءه الحجاب الشرعي ، فلا تتساهل المرأة في أمر الحجاب في الأسواق والطرقات بحجة أنها لا تعرف في السفر .
أيها الأحبة .. وقبل أن نسافر ، علينا أن نتذكر أننا كلنا مسافرون ، مسافرون في حياتنا وسائرون إلى ربنا .
كل إنسان في هذه الحياة مسافر إلى ربه كما يقول ابن القيم فمن الناس من يحط رحله في الجنة ومنهم من يحط رحله في النار ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .
إنه السفر الذي لا بد له من التزود ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) .
تزود للذي لا بد منه فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد"
 
عودة
أعلى