رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى رسالة أسلوبان في دفع العدوان
الكتيب تأليف سفر بن عبد الرحمن الحوالي وقد بين فى المقدمة أن دفع العدوان يكون بأسلوب من اثنين وفى هذا قال فى المقدمة:
"وبعد:
فهناك لغتان (أي أسلوبان في دفع العدوان)
1 - لغة الاستجداء والضعف التي تقتصر على الشجب والمطالبة بالقرارات الدولية من الحكام وتقتصر على البيانات الخطابية من العلماء والمثقفين.
2 - لغة القوة وهي التي تضع البرامج العملية للنكاية في العدو والتأثير عليه ليس عسكريا فقط بل واقتصاديا وإعلاميا وقانونيا أيضا وفق تخطيط محكم ومن أهدافها شد أزر الشعوب الإسلامية وبيان مشروعية مقاومتها ونقل أخبارها والدفاع عن قضاياها أمام العالم وفضح خطط العدو. وكل عاقل يعلم أن هذا من أهم أسباب القوة وأعظم أنواع السلاح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث حسانا وكعب بن مالك (رضي الله عنهما) على هجاء المشركين ويقول " اهجهم وروح القدس معك " وأخبر أن ذلك أشد على المشركين من وقع النبل وهو عليه الصلاة والسلام كان عمره كله مجاهدا في سبيل الله مع أن أيام المعارك معدودة على الأصابع."
الحوالى هنا يتحدث عن شىء واقع فى حياتنا المعاصرة وهو ان حكام المنطقة لا يردون عدوان الكفار ويكتفون بخطابات ونداءات للتنديد بالعدوان واحيانا يسمحون لشعوبهم بالتظاهر ضد ذلك وأحيانا لا يسمحون حفاظا على ذلك ففى تلك الحالة هو كلام سواء من الحكام أو الشعوب
ومن ثم لا يوجد تطبيق لمبدأ إعداد القوة أيا كان نوعها والرد على العدوان وحتى من زعموا من الحكام ان عندهم أسلحة متطورة وجيوش أثبتت الحروب كما فى الحالة العراقية والليبية ان ما يصدر عنهم من كلام هو أكاذيب ومن ثم أضاع أمثال صدام والفذافى اموال النفط بلا أى فائدة فلم يرى نووى ولا طائرات متطورة ولا صواريخ رغم ان كل منهم اشترى كما فى وسائل اعلامه من الشرق والغرب ولم يعثر على تلك الأسلحة المشتراة على الإطلاق وكانت النتيجة هدم البلدين
ثم نقل الحوالى عن ابن تيمية التالى:
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) (التوبة 41) والجهاد بالنفس يكون باللسان كما يكون باليد، بل قد يكون أقوى منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم " رواه النسائي وغيره.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: " اهجهم وهاجهم " وكان ينصب له منبر بالمسجد ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وهجائه للمشركين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أيده بروح القدس " وقال إن جبريل معك مادمت تنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " هي أنكى فيهم من النبل " وكان عدد من المشركين يكفون عن أشياء ممن يؤذي المسلمين خشية هجاء حسان، حتى إن كعب بن الأشرف لما ذهب إلى مكة كان كلما نزل عند أهل بيت هاجهم حسان بقصيده فيخرجونه من عندهم، حتى لم يبق له بمكة من يؤويه.
وفي الحديث " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " و " أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل تكلم بحق عند سلطان جائر فأمر به فقتل " (الصارم المسلول 215 طبعة المكتب الإسلامي)."
وما يقوله الحوالى هو كلام لا محل له من الواقع فحكام المنطقة باعوا المنطقة بما فيها وهم فقط يؤدون أدوارا تمثيلية من خلال التنديدات والإعلان عن الصفقات الوهمية وزمن يريد الجهاد والرد على العدوان مصيرهم على أيدى الحكام هو القتل أو السجن ومن ثم فعندما يتوجه بالخطاب فى الفقرة التالية لآحاد الناس هو مخطىء بالقطع :
"ومن ضعف بعض المسلمين وتخاذلهم أنهم لا يجيدون من أساليب الدفاع عن إخوانهم المجاهدين وقضاياهم إلا الكتابة (وبأسماء مستعارة غالبا) على شبكة المعلومات، ولذلك جاءت هذه الحملة لتجعلهم يستطيعون مخاطبة العالم بقوة ووضوح ويرفعون رؤوسهم بذلك وينفضون عنهم غبار الخوف والتخفي ويعملون بشكل منظم ومخطط لإحياء روح المقاومة لدى الأمة في كل الميادين وما عليهم إلا أن يكونوا أكثر إيجابية وجرأة فينضموا لها ويكتسبوا من آراء القائمين على أعمالهم المتعددة مع الالتزام بضوابطها. فإن كلمة هادئة رصينة يكتبها أحدهم باسمه الصريح ضمن برنامج مؤسسي هي لبنة في الصف المرصوص وإن كلمة صارخة يكتبها باسم مستعار في سوق مائج من الأقاويل لهي فقاعة لا قيمة لها إلا التنفيس والمؤقت"
وما يقوله الحوالى هنا إضعاف للبقية الباقية ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالحكام لم يدعوا لأحد مجال للعمل الصالح أيا كان وهم يعملون ما يقدرون على فعله خاصة ان الشعوب استكانت وهى لا تتحرك إلا تحت الضغط الأقصى وهو الجوع والغلاء الفاحش
ثم بين الحوالى وجوب أن يكون هناك فرق فى الخطاب بين من يجاهدون الأعداء بالفعل وهم من سماهم اهل الثغور وبين مخاطبة الشعوب المستكينة الخاضعة فقال:
"* هناك فرق بين مخاطبة أهل الثغور وبين مخاطبة سائر الأمة فحين نتحدث إلى إخواننا المجاهدين في فلسطين أو غيرها نحثهم على الاستمرار في المقاومة وألا ينخدعوا بسراب السلام مع من لا يريد السلام أصلا بل يريد القضاء على المقاومة أما حين نتحدث عن واجبي وواجبك وأمثالنا فينبغي أن يكون الحديث عن إيجاد وسائل سلمية للمقاومة ومنها ما أشرنا إليه أعلاه، وهكذا لكل مقام مقال.
* لعلك تعلم يا أخي أن من الخلل في منهج التفكر لدى كثير من المسلمين انك لو كتبت لهم بيانا حماسيا كتبته في عشر دقائق ثم عدت إلى دنياك وهمومك الخاصة لأعجبهم وملأوا الدنيا ثناء عليك وسموك الشيخ المجاهد، ولكن لو أنك وضعت برنامجا أو خطة لمقاومة مؤثرة للعدوان لاستبقهم الشيطان بسوء الظن وجاءك النقد من كل جهة بأن هذا ضد الجهاد، أو لا ينفع أو أنه يناقض حديثا سابقا لك وجهته لأهل الثغور محذرا لهم إياهم من إلقاء السلاح استسلاما للعدو."
الحوالى هنا يتناسى أن ما نحيا فيه من الواقع يشبه المرحلة المكية فلا يوجد مجتمع مسلم اساسا لعدم وجود مكان يحكم بما أنزل الله ومن ثم فالحديث عن الجهاد أيا كان لا يصح إلا عندما يجتمع المسلمون فى منطقى منا ويحكمون انفسهم بحكم الله ساعتها يصح الكلام عن الجهاد ورد العدوان
الوضع الحالى لمن يجاهد حاليا هو وضع اليائس الذى لا يجد من يناصره وهو يفعل أقصى ما يستطيع ولكن لا حياة لمن تنادى
ثم كلمنا عن أن ألنة ستصل لمرحلة الوعى مستقبلا فقال:
"هذا واقعنا يا أخي وحل هذه المعضلة الفكرية ليس في يدي أو يدك لكن نرجو أن تذوب مع الزمن واثقين أن الأمة سوف تتدرج في الوعي حتى تصل إلى ما كان عليه السلف الصالح أو على الأقل إلى ما عليه الشعوب الأخرى من إدراك لحقيقة المقاومة وتعدد ميادينها وتكامل عناصرها."
والكلام غير صحيح فالشعوب يعرفون ومع هذا لا يتحركون إما خوفا من بطش الحكام وإما رضا بحياتهم ومن ثم لن تعى الشعوب شيئا إلا نادرا فالقلائل هم من يعرفون ويعملون ولكنهم لن يجدوا ناصرا من الشعوب وإنما سيجدوا الشعوب معادية لهم
ثم حدثنا عن كون الحرب الحالية والسابقة هى حرب على الإسلام فى كل المجالات فقال :
"هناك كثير من المسلمين لا يدركون أن الحرب هي حرب على الدين والقيم والمناهج التربوية والطهارة الأخلاقية في كل بلاد الإسلام وليست مجرد احتلال عسكري لبلد أو بلدين، ولا يفقهون أن القتال نفسه إنما هو لحفظ الدين قبل حماية الأرض، فلا شيء عندنا يتقدم على الإيمان والعقيدة لا المال ولا الأرض، والمقاومة في هذا الميدان العظيم الواسع أعم وأوسع من أن تكون بالسيف وحده، وكل بلد إسلامي يستطيع حشد الألوف من المقاتلين وتدريبهم في شهور ولكن تخريج علماء ومفكرين يذودون عن العقيدة ويردون الشبهات ويثبتون الأمة على دينها يحتاج لجهد هائل وزمن قد يطول، وفي تجربة الأمة مع
الاستعمار الحديث ما يوضح ذلك فقد أخرجت جيوشه من أرضها ولكن حل محله أنظمة إلحادية محاربة لله ولرسوله أضاعت عشرات من السنين!!."
حديث خيالى ووهمى فنحن نترك اس المشكلة وهى أن الحكام والطبقة الغنية هم من يسيطرون على السلطة وهم من يقفون فى طريق الإسلام وليس الأجانب من خارج المنطقة ولن يتم أى إصلاح طالما سكتت الشعوب عليهم ولا يوجد أى حل فى الأفق حاليا للتخلص منهم فهم إن تخلصت من أحدهم نافقك من معه ثم عادوا وانقلبوا عليك حدث هذا فى مصر وتونس وغيرهم حيث عادت نفس الطبقة للحكم بعد ان هادنت شعوبها فترة قصيرة جدا
الحل هو الانتقال للمرحلة المدنية بتجمع المصلحين فى بلد ما وحكمه بحكم الله وساعتها يمكن رد أى عدوان طالما أخلص هؤلاء المخلصين ولكن هيهات حدوث ذلك حاليا
ثم قال عن قصر معرفة البعض بقضايا بلاد المسلمين :
" هناك كثير من المسلمين لا يعرف من المجاهدين إلا فئة واحدة ولا يعرف من قضايا الإسلام إلا قضية أو قضيتين؟
فعلى من يقع عبء التعريف بقضايا الأمة؟ وكيف تكون الوسائل لذلك؟ ألا توافقني يا أخي أن هذا من باب ما لا يتم الواجب إلا به وأن جراحات الأمة تحتاج إلى حملات وليس حملة واحدة؟!
* وهناك من لا يعرف إلا حالتين:
1_ أن يرمي بنفسه في بلد احتله الكفار ويقاتل تحت أي راية بأي وسيلة ويقاتل أول من يقع عليه نظره من جنود العدو وقد ينال الشهادة من أول معركة ونحن نرجو أن يكون في هذا العمل إعذار لصاحبه عند الله وإسقاط للواجب عليه لكنه لا يصلح منهجا لكل الأمة.
2_ أن يقعد يتحسر ويلوم نفسه ويلوم غيره أو ينفس عن نفسه بالكتابة بالأسماء المستعارة ويفرغ شحنته في ألفاظ قاسية وعبارات شديدة لا يخص بها المعتدين وحدهم بل يشمل بها كل طوائف الأمة، وهذه سلبية قاتلة لا تضر العدو بشيء والانتساب بها للجهاد هو من مخادعة النفس وتغرير الشيطان غير أن فئات كثيرة من الأمة بدأت العمل لتسد الفراغ الهائل بين هذين الحالين ونرجو أن يتم لها ذلك. ونحسب أن هذه الحملة وما يتفرع منها محاولة لذلك وخطوة على الطريق الصحيح والله الموفق"
قصر المعرفة عند البعض ليس مشكلة طالما كان يقوم بعمل صالح ولكن المشكلة الحالية هى توجيه الجهود لحرب الجانب بينما الأعداء فى الداخل هم أساس كل ما نحن فيه من فساد وظلم فحرب الصينيين وحرب الأمريكان ومن قبلهم الروس وغيرهم لم تحدث أى فرق فما زالت تلك الأمم تضرب فى المنطقة فى أى مكان لأن اساس البلاد هم أنصارهم فى الداخل وهم الحكام الذين يقيمون القواعد لهم والذين يؤدون الجزية لهم مقابل الحفاظ على كراسيهم التى يسمونها أمن البلاد
حروبنا كلها موجهة نحو الجهات الخاطئة فلا يمكن أن تنتصر فى حرب خارجية وانت لا يوجد لك اساس صالح فى الداخل فنحن كمن يرقع ثوبا بقطع جديدة فتقوم بسحب خيوط القديم لتتسع الخروق وتزداد الرقع حتى اصبح الثوب معظمه خروق كبيرة
الكتيب تأليف سفر بن عبد الرحمن الحوالي وقد بين فى المقدمة أن دفع العدوان يكون بأسلوب من اثنين وفى هذا قال فى المقدمة:
"وبعد:
فهناك لغتان (أي أسلوبان في دفع العدوان)
1 - لغة الاستجداء والضعف التي تقتصر على الشجب والمطالبة بالقرارات الدولية من الحكام وتقتصر على البيانات الخطابية من العلماء والمثقفين.
2 - لغة القوة وهي التي تضع البرامج العملية للنكاية في العدو والتأثير عليه ليس عسكريا فقط بل واقتصاديا وإعلاميا وقانونيا أيضا وفق تخطيط محكم ومن أهدافها شد أزر الشعوب الإسلامية وبيان مشروعية مقاومتها ونقل أخبارها والدفاع عن قضاياها أمام العالم وفضح خطط العدو. وكل عاقل يعلم أن هذا من أهم أسباب القوة وأعظم أنواع السلاح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث حسانا وكعب بن مالك (رضي الله عنهما) على هجاء المشركين ويقول " اهجهم وروح القدس معك " وأخبر أن ذلك أشد على المشركين من وقع النبل وهو عليه الصلاة والسلام كان عمره كله مجاهدا في سبيل الله مع أن أيام المعارك معدودة على الأصابع."
الحوالى هنا يتحدث عن شىء واقع فى حياتنا المعاصرة وهو ان حكام المنطقة لا يردون عدوان الكفار ويكتفون بخطابات ونداءات للتنديد بالعدوان واحيانا يسمحون لشعوبهم بالتظاهر ضد ذلك وأحيانا لا يسمحون حفاظا على ذلك ففى تلك الحالة هو كلام سواء من الحكام أو الشعوب
ومن ثم لا يوجد تطبيق لمبدأ إعداد القوة أيا كان نوعها والرد على العدوان وحتى من زعموا من الحكام ان عندهم أسلحة متطورة وجيوش أثبتت الحروب كما فى الحالة العراقية والليبية ان ما يصدر عنهم من كلام هو أكاذيب ومن ثم أضاع أمثال صدام والفذافى اموال النفط بلا أى فائدة فلم يرى نووى ولا طائرات متطورة ولا صواريخ رغم ان كل منهم اشترى كما فى وسائل اعلامه من الشرق والغرب ولم يعثر على تلك الأسلحة المشتراة على الإطلاق وكانت النتيجة هدم البلدين
ثم نقل الحوالى عن ابن تيمية التالى:
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) (التوبة 41) والجهاد بالنفس يكون باللسان كما يكون باليد، بل قد يكون أقوى منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم " رواه النسائي وغيره.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: " اهجهم وهاجهم " وكان ينصب له منبر بالمسجد ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وهجائه للمشركين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أيده بروح القدس " وقال إن جبريل معك مادمت تنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " هي أنكى فيهم من النبل " وكان عدد من المشركين يكفون عن أشياء ممن يؤذي المسلمين خشية هجاء حسان، حتى إن كعب بن الأشرف لما ذهب إلى مكة كان كلما نزل عند أهل بيت هاجهم حسان بقصيده فيخرجونه من عندهم، حتى لم يبق له بمكة من يؤويه.
وفي الحديث " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " و " أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل تكلم بحق عند سلطان جائر فأمر به فقتل " (الصارم المسلول 215 طبعة المكتب الإسلامي)."
وما يقوله الحوالى هو كلام لا محل له من الواقع فحكام المنطقة باعوا المنطقة بما فيها وهم فقط يؤدون أدوارا تمثيلية من خلال التنديدات والإعلان عن الصفقات الوهمية وزمن يريد الجهاد والرد على العدوان مصيرهم على أيدى الحكام هو القتل أو السجن ومن ثم فعندما يتوجه بالخطاب فى الفقرة التالية لآحاد الناس هو مخطىء بالقطع :
"ومن ضعف بعض المسلمين وتخاذلهم أنهم لا يجيدون من أساليب الدفاع عن إخوانهم المجاهدين وقضاياهم إلا الكتابة (وبأسماء مستعارة غالبا) على شبكة المعلومات، ولذلك جاءت هذه الحملة لتجعلهم يستطيعون مخاطبة العالم بقوة ووضوح ويرفعون رؤوسهم بذلك وينفضون عنهم غبار الخوف والتخفي ويعملون بشكل منظم ومخطط لإحياء روح المقاومة لدى الأمة في كل الميادين وما عليهم إلا أن يكونوا أكثر إيجابية وجرأة فينضموا لها ويكتسبوا من آراء القائمين على أعمالهم المتعددة مع الالتزام بضوابطها. فإن كلمة هادئة رصينة يكتبها أحدهم باسمه الصريح ضمن برنامج مؤسسي هي لبنة في الصف المرصوص وإن كلمة صارخة يكتبها باسم مستعار في سوق مائج من الأقاويل لهي فقاعة لا قيمة لها إلا التنفيس والمؤقت"
وما يقوله الحوالى هنا إضعاف للبقية الباقية ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالحكام لم يدعوا لأحد مجال للعمل الصالح أيا كان وهم يعملون ما يقدرون على فعله خاصة ان الشعوب استكانت وهى لا تتحرك إلا تحت الضغط الأقصى وهو الجوع والغلاء الفاحش
ثم بين الحوالى وجوب أن يكون هناك فرق فى الخطاب بين من يجاهدون الأعداء بالفعل وهم من سماهم اهل الثغور وبين مخاطبة الشعوب المستكينة الخاضعة فقال:
"* هناك فرق بين مخاطبة أهل الثغور وبين مخاطبة سائر الأمة فحين نتحدث إلى إخواننا المجاهدين في فلسطين أو غيرها نحثهم على الاستمرار في المقاومة وألا ينخدعوا بسراب السلام مع من لا يريد السلام أصلا بل يريد القضاء على المقاومة أما حين نتحدث عن واجبي وواجبك وأمثالنا فينبغي أن يكون الحديث عن إيجاد وسائل سلمية للمقاومة ومنها ما أشرنا إليه أعلاه، وهكذا لكل مقام مقال.
* لعلك تعلم يا أخي أن من الخلل في منهج التفكر لدى كثير من المسلمين انك لو كتبت لهم بيانا حماسيا كتبته في عشر دقائق ثم عدت إلى دنياك وهمومك الخاصة لأعجبهم وملأوا الدنيا ثناء عليك وسموك الشيخ المجاهد، ولكن لو أنك وضعت برنامجا أو خطة لمقاومة مؤثرة للعدوان لاستبقهم الشيطان بسوء الظن وجاءك النقد من كل جهة بأن هذا ضد الجهاد، أو لا ينفع أو أنه يناقض حديثا سابقا لك وجهته لأهل الثغور محذرا لهم إياهم من إلقاء السلاح استسلاما للعدو."
الحوالى هنا يتناسى أن ما نحيا فيه من الواقع يشبه المرحلة المكية فلا يوجد مجتمع مسلم اساسا لعدم وجود مكان يحكم بما أنزل الله ومن ثم فالحديث عن الجهاد أيا كان لا يصح إلا عندما يجتمع المسلمون فى منطقى منا ويحكمون انفسهم بحكم الله ساعتها يصح الكلام عن الجهاد ورد العدوان
الوضع الحالى لمن يجاهد حاليا هو وضع اليائس الذى لا يجد من يناصره وهو يفعل أقصى ما يستطيع ولكن لا حياة لمن تنادى
ثم كلمنا عن أن ألنة ستصل لمرحلة الوعى مستقبلا فقال:
"هذا واقعنا يا أخي وحل هذه المعضلة الفكرية ليس في يدي أو يدك لكن نرجو أن تذوب مع الزمن واثقين أن الأمة سوف تتدرج في الوعي حتى تصل إلى ما كان عليه السلف الصالح أو على الأقل إلى ما عليه الشعوب الأخرى من إدراك لحقيقة المقاومة وتعدد ميادينها وتكامل عناصرها."
والكلام غير صحيح فالشعوب يعرفون ومع هذا لا يتحركون إما خوفا من بطش الحكام وإما رضا بحياتهم ومن ثم لن تعى الشعوب شيئا إلا نادرا فالقلائل هم من يعرفون ويعملون ولكنهم لن يجدوا ناصرا من الشعوب وإنما سيجدوا الشعوب معادية لهم
ثم حدثنا عن كون الحرب الحالية والسابقة هى حرب على الإسلام فى كل المجالات فقال :
"هناك كثير من المسلمين لا يدركون أن الحرب هي حرب على الدين والقيم والمناهج التربوية والطهارة الأخلاقية في كل بلاد الإسلام وليست مجرد احتلال عسكري لبلد أو بلدين، ولا يفقهون أن القتال نفسه إنما هو لحفظ الدين قبل حماية الأرض، فلا شيء عندنا يتقدم على الإيمان والعقيدة لا المال ولا الأرض، والمقاومة في هذا الميدان العظيم الواسع أعم وأوسع من أن تكون بالسيف وحده، وكل بلد إسلامي يستطيع حشد الألوف من المقاتلين وتدريبهم في شهور ولكن تخريج علماء ومفكرين يذودون عن العقيدة ويردون الشبهات ويثبتون الأمة على دينها يحتاج لجهد هائل وزمن قد يطول، وفي تجربة الأمة مع
الاستعمار الحديث ما يوضح ذلك فقد أخرجت جيوشه من أرضها ولكن حل محله أنظمة إلحادية محاربة لله ولرسوله أضاعت عشرات من السنين!!."
حديث خيالى ووهمى فنحن نترك اس المشكلة وهى أن الحكام والطبقة الغنية هم من يسيطرون على السلطة وهم من يقفون فى طريق الإسلام وليس الأجانب من خارج المنطقة ولن يتم أى إصلاح طالما سكتت الشعوب عليهم ولا يوجد أى حل فى الأفق حاليا للتخلص منهم فهم إن تخلصت من أحدهم نافقك من معه ثم عادوا وانقلبوا عليك حدث هذا فى مصر وتونس وغيرهم حيث عادت نفس الطبقة للحكم بعد ان هادنت شعوبها فترة قصيرة جدا
الحل هو الانتقال للمرحلة المدنية بتجمع المصلحين فى بلد ما وحكمه بحكم الله وساعتها يمكن رد أى عدوان طالما أخلص هؤلاء المخلصين ولكن هيهات حدوث ذلك حاليا
ثم قال عن قصر معرفة البعض بقضايا بلاد المسلمين :
" هناك كثير من المسلمين لا يعرف من المجاهدين إلا فئة واحدة ولا يعرف من قضايا الإسلام إلا قضية أو قضيتين؟
فعلى من يقع عبء التعريف بقضايا الأمة؟ وكيف تكون الوسائل لذلك؟ ألا توافقني يا أخي أن هذا من باب ما لا يتم الواجب إلا به وأن جراحات الأمة تحتاج إلى حملات وليس حملة واحدة؟!
* وهناك من لا يعرف إلا حالتين:
1_ أن يرمي بنفسه في بلد احتله الكفار ويقاتل تحت أي راية بأي وسيلة ويقاتل أول من يقع عليه نظره من جنود العدو وقد ينال الشهادة من أول معركة ونحن نرجو أن يكون في هذا العمل إعذار لصاحبه عند الله وإسقاط للواجب عليه لكنه لا يصلح منهجا لكل الأمة.
2_ أن يقعد يتحسر ويلوم نفسه ويلوم غيره أو ينفس عن نفسه بالكتابة بالأسماء المستعارة ويفرغ شحنته في ألفاظ قاسية وعبارات شديدة لا يخص بها المعتدين وحدهم بل يشمل بها كل طوائف الأمة، وهذه سلبية قاتلة لا تضر العدو بشيء والانتساب بها للجهاد هو من مخادعة النفس وتغرير الشيطان غير أن فئات كثيرة من الأمة بدأت العمل لتسد الفراغ الهائل بين هذين الحالين ونرجو أن يتم لها ذلك. ونحسب أن هذه الحملة وما يتفرع منها محاولة لذلك وخطوة على الطريق الصحيح والله الموفق"
قصر المعرفة عند البعض ليس مشكلة طالما كان يقوم بعمل صالح ولكن المشكلة الحالية هى توجيه الجهود لحرب الجانب بينما الأعداء فى الداخل هم أساس كل ما نحن فيه من فساد وظلم فحرب الصينيين وحرب الأمريكان ومن قبلهم الروس وغيرهم لم تحدث أى فرق فما زالت تلك الأمم تضرب فى المنطقة فى أى مكان لأن اساس البلاد هم أنصارهم فى الداخل وهم الحكام الذين يقيمون القواعد لهم والذين يؤدون الجزية لهم مقابل الحفاظ على كراسيهم التى يسمونها أمن البلاد
حروبنا كلها موجهة نحو الجهات الخاطئة فلا يمكن أن تنتصر فى حرب خارجية وانت لا يوجد لك اساس صالح فى الداخل فنحن كمن يرقع ثوبا بقطع جديدة فتقوم بسحب خيوط القديم لتتسع الخروق وتزداد الرقع حتى اصبح الثوب معظمه خروق كبيرة