رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب أسرار المعوذتين
مؤلف الكتاب هو فرحان العطار من المعاصرين والكتاب من الكتب التى تخرج عن سياق المراد من نزول القرآن وهو فهم المعنى وتطبيقه كأحكام
معنى المعوذتين هوالاستعاذة بالله من كل الشرور والمراد الاحتماء بطاعة أحكام الله من كل الأضرار وقد استهل العطار الكتاب بالمقدمة التالية:
"أما بعد فروى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله (ص)" ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس )"بمثل هذا استقبل النبي (ص)هاتين السورتين العظيمتين ، و هو استقبال له دلالات و علامات يجدر الوقوف عندها ، ويحسن تأملها والرشف من معينها ، و قد تأملت ما وجدته من كلام العلماء والمفسرين ، فأدهشني ما وجدته من فوائد و فرائد ، فعملت على ترتيبها و تنسيقها بشكل مختصر لتعم الفائدة ، و جعلتها بنقاط مرتبة ، وأفكار متسلسلة "
الرواية التى بدأ بها المؤلف تتعارض مع الروايات الأخرى فمعنى لم ير مثلهن قط أنهن أفضل القرآن وهو ما يناقض تفضيل سورة الفاتحة فى القول " أُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ"
وكذلك سورة الإخلاص وتفضيل آية الكرسى وغير ذلك من الروايات وكل الروايات التى تعتبر أن سورة كذا أفضل القرآن هى روايات لم يقلها النبى (ص) فكل القرآن عظيم
ثم ذكر العطار ما اعتقد أنه أسرار المعوذتين فقال:
"من أسرار المعوذتين:
"1- أن من مقاصد السورتين : تعميق التوحيد في النفوس و تعزيزه ، وذلك لحاجة النفوس لمن يحفظها ويدفع عنها أنواع الشرور والأذى ، وتعلقها بمن يحميها ويدفع عنها الشر ويرفعه عنها .
2- وفي السورتين شهادة على بلاغ النبي (ص)لرسالته بكل أمانة وصدق ، يشهد لهذا قول أبي بن كعب : سألت رسول الله (ص)عن المعوذتين فقال : ( قيل لي فقلت ) فنحن نقول كما قال رسول الله (ص)" رواه البخاري ."
لا يوجد فى المعوذنين أى لفظ يدل على الشهادة المزعومة أن الرسول(ص) أبلغ الرسالة وإنما الرواية هى التى فيها الدليل على ما قال ومن ثم فهذا تحميل اللأفاظ السوؤتين ما ليس فيهما
"3- قال ابن تيمية في " ففي سورة الإخلاص الثناء على الله،وفي المعوذتين دعاء العبد ربه ليعيذه، والثناء مقرون بالدعاء، كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب والعبد : نصفها ثناء للرب،ونصفها دعاء للعبد، والمناسبة في ذلك ظاهرة؛ فان أول الإيمان بالرسول الإيمان بما جاء به من الرسالة وهو القران، ثم الإيمان بمقصود ذلك وغايته وهو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم والعذاب . وهو الجزاء، ثم معرفة طريق المقصود وسببه وهو الأعمال : خيرها ليفعل، وشرها ليترك . ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان وهو ذكر الله ودعاؤه، كما بنيت عليه أم القران، فان حقيقة الإنسان المعنوية هو المنطق، والمنطق قسمان : خبر وإنشاء، وأفضل الخبر وانفعه وأوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة وسورة الإخلاص، وأفضل الإنشاء الذي هو الطلب وانفعه وأوجبه ما كان طلبا من الله، كالنصف الثاني من الفاتحة والمعوذتين . "
الكلام هو تحميل السورتين ما ليس فيهما فلا ذكر فيهما للإيمان ولا للأعمال
كما ان الدعاء الكلامل ليس حقيقة الإيمان لكون الإيمان تصديق بكل ما طلب الله التصديق به والدعاء جزء من ألوف مؤلفة من الأحكام طلب الله الإيمان بها
"4- أن الشر الذي يصيب العبد لا يخلو من قسمين :
أ - إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه ، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالا بصاحبه و هذا سببه الوسوسة من شياطين الإنس والجن و هذا ما تضمنته سورة الناس .
ب - وإما شر واقع به من غيره ، وذلك الغير إما مكلف ، أو غير مكلف ، والمكلف إما نظيره وهو الإنسان ، أو ليس نظيره وهو الجني وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها و هذا ما تضمنته سورة الفلق
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة ."
الكلام هنا ليس سليما فقوله فى السورة الأولى " من شر ما خلق" تضمن كل الشرور لأن الاستعاذة كانت ط من شر ما خلف" وهو كل الشرور والشرور كلها تصدر من المخلوقات فهذا القول بعده هو الذى بين بعض الأجزاء
"5- سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج ، وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل . فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه ، لأنه ليس من كسبه . والشر الثاني في سورة الناس فيدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي . فهذا شر المعائب والأول شر المصائب ، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما فانتظمتهما السورتان بأحسن لفظ واوجز عبارة"
كرر الرجل هنا نفس ما قاله فى رقمى 3 وهو الاستعاذة من خارج الإنسان ورقم 4 وهو الاستعاذة من داخل الإنسان
"6- الاستعاذة في سورة الفلق من المضار البدنية و تكون من الإنسان وغيره ، جاءت الاستعاذة عامة ، والاستعاذة في سورة الناس من الأضرار التي تعرض للنفوس البشرية وتخصها فجاءت الاستعاذة مخصصة من نوع واحد ."
لا يوجد استعاذة من المضار البدنية فى سورة الفلق قكل ما ذكر هو أمور نفسية النفث وهو كلام والحسد كلام نفسى والوقب أيضا
"7- واعلم أن هذه السورتين لطيفة : وهي أن المستعاذ به في السورة الأولى مذكور بصفة واحدة وهي أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد، وأما في سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاثة: وهي الرب والملك والإله والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة،"
ملاحظة صحيحة ولكنها لا تفيد المسلم بشىء
"8- يترتب على ما سبق أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في السورة الثانية سلامة الدين، وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت: أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت،"
الخطأ هو فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في السورة الثانية سلامة الدين فالقول فى الفلق من شر ما خلق شمل كل شىء من الشرور
"9- فرق بين نفس الالتجاء الاعتصام وبين طلب ذلك ، فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما بالله أتى بالفعل الدال على ذلك فقال ( أعوذ ) دون الفعل الدال على طلب ذلك ، و لا ضير أن يأتي بالسين . فيقول : استعيذ بالله أي أطلب منه أن يعيذني ، ولكن هذا معنى غير نفس الاعتصام والالتجاء الهرب إليه . فالأول مخبر عن حاله وعياذه بربه وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه . والثاني : طالب سائل من ربه أن يعيذه كأنه يقول : أطلب منك أن تعيذني فحال الأول أكمل"
الفرق هنا ليس من ضمن السورتين ولا ورد بهما لأنه كل منهما بدأ بقل أعوذ
"10- اقترن الحاسد والساحر في السورة لأن مقصد هما الشر للناس ، والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ، ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه فلهذا والله أعلم قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر ، لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين . وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس "
الخطأ أن شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب انفردوا بها وهو ما يخالف أن الوسوسة تكون من الاثنين كما قال تعالى ""وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" والسورة نفسها تقول أن الوسوسة تقع فى صدور الاثنين وهى قوله " الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
"11- قال بعضهم : لما أمر القارىء أن يفتح قراءته بالتعوذ من الشيطان الرجيم، ختم القرآن بالمعوذتين ليحصل الاستعاذة بالله عند أول القراءة وعند آخر ما يقرأ من القرآن، فتكون الاستعاذة قد اشتملت على طرفي الابتداء والانتهاء، فيكون القارىء محفوظا بحفظ الله، الذي استعاذ به من أول أمره إلى آخره "
هذا الكلام يكون صحيحا لو أن المسلم يقرأ القرآن كله مرة واحدة ولكنه كما قال تعالى " فاقرءوا ما تيسر منه" فهو لا يختم بالمعوذتين فيكون بدأ باستعاذة وانتهى باستعاذة فى كل مرة
"12- في سورة الفلق تم تخصيص ثلاثة أنواع من الشرور بعد ذكر عموم الشر لتكون كالتالي:
أحدهما: وقت يغلب وقوع الشر فيه وهو الليل.
والثاني: صنف من الناس أقيمت صناعتهم على إرادة الشر بالغير. والثالث: صنف من الناس ذو خلق من شأنه أن يبعث على إلحاق الأذى بمن تعلق به."
سبق الكلام عن الثلاثة فى الملاحظة فى رقم7 وكما قلنا هى لا تفيد المسلم بشىء
"13- بعث الأمل في النفوس وانتظارها لموعود الله عز وجل بالفرج وذلك من قوله تعالى (الفلق ) و هو كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من الأرض والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب والنوى وغير ذلك. فطلوع الصبح مثلا كالمثال لمجيء الفرج فتعليق العياذ باسم الرب المضاف إلى الفلق المنبئ عن النور عقيب الظلمة والسعة بعد الضيق والفتق بعد الرتق عدة كريمة باعاذة العائذ مما يعوذ منه وانجائه منه وتقوية لرجائه بتذكير بعض نظائره ومزيد ترغيب له في الجد والاعتناء بقرع باب الالتجاء إليه عز وجل"
كلام ليس له أصل عن ألمل بكلمة الفلق فهو كما يفلق الخير يفلق الضرر كما فلق البحر لإغراق بنى إسرائيل وكما فلق الرض عيونا ليغرق كفار قوم نوح(ص)
14- لما كانت الاستعاذة في سورة الفلق من شر كل شيء أضيف الرب إلى كل شيء أي بناء على عموم الفلق ولما كانت في سورة الناس من شر الوسواس لم يضف إلى كل شيء"
كلام لا أساس له ولا يفيد المسلم بشىء
"15- لما كان شر الأشياء الظلام، فإنه أصل كل فساد، وكانت شرارته مع ذلك وشرارة السحر والحسد خفية، خصها بالذكر من بين ما عمه من الخلق لأن الخفي يأتي من حيث لا يحتسب الإنسان فيكون أضر"
وصف الظلام بأنه شر ألأشياء وهو مخالفة لكون الله خالق الظلام كما قال " خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور" وما خلقه الله حسن وليس شر كما قال تعالى "الذى أحسن كل شىء خلقه" ثم كيف يوصف مخلوق لا يرتكب شرا بأنه شر الأشياء؟
16- العائن حاسد خاص وهو اضر من الحاسد . ولهذا والله أعلم . إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ، لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد . وليس كل حاسد عائنا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته"
هذا الكلام من ضمن الجنون فالمعروف عند القوم أن العائن حاسد فكيف فرق الرجل بينهما؟
كما أن الحسد ومنه الحسد العينى هو عملية نفسية وهى تضر الحاسد وليس المحسود لكونها ذنب
"17- وتأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله : ( إذا حسد ) لأن الرجل قد يكون عنده حسد . ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه ، ولا بلسانه ولا بيده ، بل يجد في قلبه شيئا من ذلك ، ولا يعاجل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله ولا يأتمر لها بل يعصيها طاعة لله وخوفا وحياء منه وإجلالا له أن يكره نعمه على عباده ، فيرى ذلك مخافة لله وبغضا لما يحب الله ومحبة لما يبغضه . فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك ويلزمها بالدعاء للمحسود وتمنى زيادة الخير له بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسد ، ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح . فهذا الحسد المذموم وهذا كله حسد تمني الزوال ."
الحسد كما قال الله عملية نفسية وهو قوله " حسدا من عند أنفسهم" وأما ما يقع من اعتداءات منه فليس حسدا
"18- ونكر غاسق وحاسد وعرف النفاثات، لأن كل نفاثة شريرة، وكل غاسق لا يكون فيه الشر إنما يكون في بعض دون بعض، وكذلك كل حاسد لا يضر. ورب حسد محمود، وهو الحسد في الخيرات، ومنه: لا حسد إلا في اثنتين، ومنه قول أبي تمام:
وما حاسد في المكرمات بحاسد"
هناك فهم خطا للنفاثات فالنفاثات تعنى الوقيعة بين الخلق وليس النفث الجسدى
"19- تعتبر سورة الفلق من أكبر أدوية المحسود فإنها تتضمن التوكل على الله ، والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شر حاسد النعمة فهو مستعيذ بولي النعم وموليها كأنه يقول : يا من أولاني نعمته وأسداها إلي أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني وهو حسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه"
كون المحسود مضرور من الحسد الذى هو كلام فى نفس الحاسد هو خبل فالمضرور هو الحاسد وقال شر الحاسد أى عدوانه على المحسود بالفعل كحرق الممتلكات أو اغراق الأرض وما شابه فالشر ليس حسدا وإنما هو اعتداء بناء على ما فى النفس من كراهية
20- تأمل حكمة القرآن وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة شره جميعه . فإن قوله : [من شر الوسواس ] ، يعم كل شره ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا وهي الوسوسة التي هي بداية الإرادة ، فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية . فيوسوس إليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه . فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه ، فيصير إرادة ، ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسي علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب . فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مددا لهم وعونا . فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى : [ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ] ، أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا كلما فتروا أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ."
هذا كلام فيه خلط فالوسوسة هى كل ما يفعله الشيطان " ما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
"21- فأصل كل معصية وبلاء ، إنما هو الوسوسة . فلهذا وصفه بها لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا . فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله عليه فله فيه حظ بالسرقة والخطف ومن شره أنه إذا نام العبد عقد على رأسه عقدا تمنعه من اليقظة كما في صحيح البخاري ومن شره أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح كما ثبت عن النبي (ص)"
الخطأ أن أصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة وهو ما يناقض كون البلاء بالخير والشر كما قال تعالى "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
22- في قوله تعالى : ( الخناس ) وجيء من هذا الفعل بوزن فعال الذي للمبالغة دون الخانس والمنخنس إيذانا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله . وأن ذلك دأبه وديدنه لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحيانا . بل إذا ذكر الله هرب وانخنس وتأخر . فإن ذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها كما يقمع المفسد والشرير بالمقامع التي تردعه من سياط وحديد وعصي ونحوها . فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها .
"23- قال ابن القيم " فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار ، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه "
كلام بلا دليل وليس له علاقة صريحة بالسورة
24- وتأمل السر في قوله تعالى : [يوسوس في صدور الناس] ، ولم يقل في قلوبهم والصدر هو ساحة القلب وبيته فمنه تدخل الواردات إليه فتجتمع في الصدر ، ثم تلج في القلب فهو بمنزلة الدهليز له و هذا من رحمة الله عز وجل ."
الخطأ اعتبار القلوب غير الصدور وهما واحد فالقوم هناك يقصدون القلب العضلى والصدر الجسمى
"25- وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين:
أحدهما: لأن الناس معظمون؛ فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا.
الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم، فأعلم بذكرهم أنه هوالذي يعيذ منهم. وإنما قال: "ملك الناس إله الناس" لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم. وفي الناس من يعبد غيره، فذكر أنه إلههم ومعبودهم، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه، دون الملوك والعظماء فهو ربهم الحق والملك الحق والإله الواحد المستحق للعبادة وحده و ما دونه فهو مربوب لا يملك لنفسه ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا"
بالقطع الكلام هنا ليس صحيحا فالله قال رب الناس لكون الجنة والناس وهم البشر هم المختارين المكلفين فقط
26- جاءت الاستعاذة برب الناس مضافا إليهم خاصة لأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس فكأنه قيل : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي تملك عليهم أمورهم وهو الاههم ومعبودهم"
27- والآية من باب الترقي، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس، فتقول: فلان رب الدار، وشبه ذلك، فبدأ به لاشتراك معناه, وأما الملك فلا يوصف به إلا آحاد من الناس، وهم الملوك، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس، فلذلك جيء به بعد الرب، وأما الإله فهواعلى من الملك، ولذلك لا يدعي الملوك أنهم آلهة، وإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير.
28- في تكرير لفظ الناس أنه إنما تكررت هذه الصفات، لأن عطف البيان يحتاج إلى مزيد الإظهار، ولأن هذا التكرير يقتضي مزيد شرف الناس، لأنه سبحانه كأنه عرف ذاته بكونه ربا للناس، ملكا للناس، إلها للناس."
وهذا كلام لا يفيد المسلم بشىء
29- في السورة الثانية بيان لشرف الناس و ذلك لأمور منها :
أولا : أنه ختم كتابه بسورة الناس و هذا له دلالته واسراره .
ثانيا : أن آخر كلمه عند ختم المصحف هي كلمة ( الناس ) و في هذا مزيد شرف و عناية .
ثالثا : تكرر كلمة ( الناس ) خمس مرات في هذه السورة و هذا أيضا له دلالاته
فدل ذلك بأن الناس أشرف مخلوقاته وإلا لما ختم كتابه بتعريف ذاته بكونه ربا وملكا وإلها لهم."
الخطأ هنا بيان شرف الناس وهو خطا لأن الناس منهم من هو فى أحسن تقويم ومنهم وهم أألكثرية فى أسفل سافلين
29- في السورتين ابطال رد على من اتهامات المشركين للنبي (ص)بأنه ساحر أو بأن له رئي من الجن و نحو ذلك من الاتهامات ."
كلام لا أساس له لأن السورة اتهام بكل من السحرة والحساد والنافثين وليس رد عن النبى(ص)
30- في سورة الناس تذكير بخطورة شياطين الأنس وقل من ينتبه لهذا الأمر ولو قام أحدنا بزيارة للسجون أو دور الملاحظة لعلم خطر هذه الوسوسة من شياطين الأنس حتى كان التذكير بها في آخر المصحف"
الرجل هنا ناقض ما سبق أن قاله أن الجن فقط من يوسوس للناس فى رقم 10حيث قال: وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس" وهنا فى رقم30أثبت وسوسة شياطين الإنس وهو تناقض
مؤلف الكتاب هو فرحان العطار من المعاصرين والكتاب من الكتب التى تخرج عن سياق المراد من نزول القرآن وهو فهم المعنى وتطبيقه كأحكام
معنى المعوذتين هوالاستعاذة بالله من كل الشرور والمراد الاحتماء بطاعة أحكام الله من كل الأضرار وقد استهل العطار الكتاب بالمقدمة التالية:
"أما بعد فروى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله (ص)" ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس )"بمثل هذا استقبل النبي (ص)هاتين السورتين العظيمتين ، و هو استقبال له دلالات و علامات يجدر الوقوف عندها ، ويحسن تأملها والرشف من معينها ، و قد تأملت ما وجدته من كلام العلماء والمفسرين ، فأدهشني ما وجدته من فوائد و فرائد ، فعملت على ترتيبها و تنسيقها بشكل مختصر لتعم الفائدة ، و جعلتها بنقاط مرتبة ، وأفكار متسلسلة "
الرواية التى بدأ بها المؤلف تتعارض مع الروايات الأخرى فمعنى لم ير مثلهن قط أنهن أفضل القرآن وهو ما يناقض تفضيل سورة الفاتحة فى القول " أُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ"
وكذلك سورة الإخلاص وتفضيل آية الكرسى وغير ذلك من الروايات وكل الروايات التى تعتبر أن سورة كذا أفضل القرآن هى روايات لم يقلها النبى (ص) فكل القرآن عظيم
ثم ذكر العطار ما اعتقد أنه أسرار المعوذتين فقال:
"من أسرار المعوذتين:
"1- أن من مقاصد السورتين : تعميق التوحيد في النفوس و تعزيزه ، وذلك لحاجة النفوس لمن يحفظها ويدفع عنها أنواع الشرور والأذى ، وتعلقها بمن يحميها ويدفع عنها الشر ويرفعه عنها .
2- وفي السورتين شهادة على بلاغ النبي (ص)لرسالته بكل أمانة وصدق ، يشهد لهذا قول أبي بن كعب : سألت رسول الله (ص)عن المعوذتين فقال : ( قيل لي فقلت ) فنحن نقول كما قال رسول الله (ص)" رواه البخاري ."
لا يوجد فى المعوذنين أى لفظ يدل على الشهادة المزعومة أن الرسول(ص) أبلغ الرسالة وإنما الرواية هى التى فيها الدليل على ما قال ومن ثم فهذا تحميل اللأفاظ السوؤتين ما ليس فيهما
"3- قال ابن تيمية في " ففي سورة الإخلاص الثناء على الله،وفي المعوذتين دعاء العبد ربه ليعيذه، والثناء مقرون بالدعاء، كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب والعبد : نصفها ثناء للرب،ونصفها دعاء للعبد، والمناسبة في ذلك ظاهرة؛ فان أول الإيمان بالرسول الإيمان بما جاء به من الرسالة وهو القران، ثم الإيمان بمقصود ذلك وغايته وهو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم والعذاب . وهو الجزاء، ثم معرفة طريق المقصود وسببه وهو الأعمال : خيرها ليفعل، وشرها ليترك . ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان وهو ذكر الله ودعاؤه، كما بنيت عليه أم القران، فان حقيقة الإنسان المعنوية هو المنطق، والمنطق قسمان : خبر وإنشاء، وأفضل الخبر وانفعه وأوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة وسورة الإخلاص، وأفضل الإنشاء الذي هو الطلب وانفعه وأوجبه ما كان طلبا من الله، كالنصف الثاني من الفاتحة والمعوذتين . "
الكلام هو تحميل السورتين ما ليس فيهما فلا ذكر فيهما للإيمان ولا للأعمال
كما ان الدعاء الكلامل ليس حقيقة الإيمان لكون الإيمان تصديق بكل ما طلب الله التصديق به والدعاء جزء من ألوف مؤلفة من الأحكام طلب الله الإيمان بها
"4- أن الشر الذي يصيب العبد لا يخلو من قسمين :
أ - إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه ، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالا بصاحبه و هذا سببه الوسوسة من شياطين الإنس والجن و هذا ما تضمنته سورة الناس .
ب - وإما شر واقع به من غيره ، وذلك الغير إما مكلف ، أو غير مكلف ، والمكلف إما نظيره وهو الإنسان ، أو ليس نظيره وهو الجني وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها و هذا ما تضمنته سورة الفلق
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة ."
الكلام هنا ليس سليما فقوله فى السورة الأولى " من شر ما خلق" تضمن كل الشرور لأن الاستعاذة كانت ط من شر ما خلف" وهو كل الشرور والشرور كلها تصدر من المخلوقات فهذا القول بعده هو الذى بين بعض الأجزاء
"5- سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج ، وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل . فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه ، لأنه ليس من كسبه . والشر الثاني في سورة الناس فيدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي . فهذا شر المعائب والأول شر المصائب ، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما فانتظمتهما السورتان بأحسن لفظ واوجز عبارة"
كرر الرجل هنا نفس ما قاله فى رقمى 3 وهو الاستعاذة من خارج الإنسان ورقم 4 وهو الاستعاذة من داخل الإنسان
"6- الاستعاذة في سورة الفلق من المضار البدنية و تكون من الإنسان وغيره ، جاءت الاستعاذة عامة ، والاستعاذة في سورة الناس من الأضرار التي تعرض للنفوس البشرية وتخصها فجاءت الاستعاذة مخصصة من نوع واحد ."
لا يوجد استعاذة من المضار البدنية فى سورة الفلق قكل ما ذكر هو أمور نفسية النفث وهو كلام والحسد كلام نفسى والوقب أيضا
"7- واعلم أن هذه السورتين لطيفة : وهي أن المستعاذ به في السورة الأولى مذكور بصفة واحدة وهي أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد، وأما في سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاثة: وهي الرب والملك والإله والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة،"
ملاحظة صحيحة ولكنها لا تفيد المسلم بشىء
"8- يترتب على ما سبق أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في السورة الثانية سلامة الدين، وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت: أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت،"
الخطأ هو فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في السورة الثانية سلامة الدين فالقول فى الفلق من شر ما خلق شمل كل شىء من الشرور
"9- فرق بين نفس الالتجاء الاعتصام وبين طلب ذلك ، فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما بالله أتى بالفعل الدال على ذلك فقال ( أعوذ ) دون الفعل الدال على طلب ذلك ، و لا ضير أن يأتي بالسين . فيقول : استعيذ بالله أي أطلب منه أن يعيذني ، ولكن هذا معنى غير نفس الاعتصام والالتجاء الهرب إليه . فالأول مخبر عن حاله وعياذه بربه وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه . والثاني : طالب سائل من ربه أن يعيذه كأنه يقول : أطلب منك أن تعيذني فحال الأول أكمل"
الفرق هنا ليس من ضمن السورتين ولا ورد بهما لأنه كل منهما بدأ بقل أعوذ
"10- اقترن الحاسد والساحر في السورة لأن مقصد هما الشر للناس ، والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ، ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه فلهذا والله أعلم قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر ، لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين . وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس "
الخطأ أن شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب انفردوا بها وهو ما يخالف أن الوسوسة تكون من الاثنين كما قال تعالى ""وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" والسورة نفسها تقول أن الوسوسة تقع فى صدور الاثنين وهى قوله " الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
"11- قال بعضهم : لما أمر القارىء أن يفتح قراءته بالتعوذ من الشيطان الرجيم، ختم القرآن بالمعوذتين ليحصل الاستعاذة بالله عند أول القراءة وعند آخر ما يقرأ من القرآن، فتكون الاستعاذة قد اشتملت على طرفي الابتداء والانتهاء، فيكون القارىء محفوظا بحفظ الله، الذي استعاذ به من أول أمره إلى آخره "
هذا الكلام يكون صحيحا لو أن المسلم يقرأ القرآن كله مرة واحدة ولكنه كما قال تعالى " فاقرءوا ما تيسر منه" فهو لا يختم بالمعوذتين فيكون بدأ باستعاذة وانتهى باستعاذة فى كل مرة
"12- في سورة الفلق تم تخصيص ثلاثة أنواع من الشرور بعد ذكر عموم الشر لتكون كالتالي:
أحدهما: وقت يغلب وقوع الشر فيه وهو الليل.
والثاني: صنف من الناس أقيمت صناعتهم على إرادة الشر بالغير. والثالث: صنف من الناس ذو خلق من شأنه أن يبعث على إلحاق الأذى بمن تعلق به."
سبق الكلام عن الثلاثة فى الملاحظة فى رقم7 وكما قلنا هى لا تفيد المسلم بشىء
"13- بعث الأمل في النفوس وانتظارها لموعود الله عز وجل بالفرج وذلك من قوله تعالى (الفلق ) و هو كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من الأرض والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب والنوى وغير ذلك. فطلوع الصبح مثلا كالمثال لمجيء الفرج فتعليق العياذ باسم الرب المضاف إلى الفلق المنبئ عن النور عقيب الظلمة والسعة بعد الضيق والفتق بعد الرتق عدة كريمة باعاذة العائذ مما يعوذ منه وانجائه منه وتقوية لرجائه بتذكير بعض نظائره ومزيد ترغيب له في الجد والاعتناء بقرع باب الالتجاء إليه عز وجل"
كلام ليس له أصل عن ألمل بكلمة الفلق فهو كما يفلق الخير يفلق الضرر كما فلق البحر لإغراق بنى إسرائيل وكما فلق الرض عيونا ليغرق كفار قوم نوح(ص)
14- لما كانت الاستعاذة في سورة الفلق من شر كل شيء أضيف الرب إلى كل شيء أي بناء على عموم الفلق ولما كانت في سورة الناس من شر الوسواس لم يضف إلى كل شيء"
كلام لا أساس له ولا يفيد المسلم بشىء
"15- لما كان شر الأشياء الظلام، فإنه أصل كل فساد، وكانت شرارته مع ذلك وشرارة السحر والحسد خفية، خصها بالذكر من بين ما عمه من الخلق لأن الخفي يأتي من حيث لا يحتسب الإنسان فيكون أضر"
وصف الظلام بأنه شر ألأشياء وهو مخالفة لكون الله خالق الظلام كما قال " خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور" وما خلقه الله حسن وليس شر كما قال تعالى "الذى أحسن كل شىء خلقه" ثم كيف يوصف مخلوق لا يرتكب شرا بأنه شر الأشياء؟
16- العائن حاسد خاص وهو اضر من الحاسد . ولهذا والله أعلم . إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ، لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد . وليس كل حاسد عائنا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته"
هذا الكلام من ضمن الجنون فالمعروف عند القوم أن العائن حاسد فكيف فرق الرجل بينهما؟
كما أن الحسد ومنه الحسد العينى هو عملية نفسية وهى تضر الحاسد وليس المحسود لكونها ذنب
"17- وتأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله : ( إذا حسد ) لأن الرجل قد يكون عنده حسد . ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه ، ولا بلسانه ولا بيده ، بل يجد في قلبه شيئا من ذلك ، ولا يعاجل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله ولا يأتمر لها بل يعصيها طاعة لله وخوفا وحياء منه وإجلالا له أن يكره نعمه على عباده ، فيرى ذلك مخافة لله وبغضا لما يحب الله ومحبة لما يبغضه . فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك ويلزمها بالدعاء للمحسود وتمنى زيادة الخير له بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسد ، ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح . فهذا الحسد المذموم وهذا كله حسد تمني الزوال ."
الحسد كما قال الله عملية نفسية وهو قوله " حسدا من عند أنفسهم" وأما ما يقع من اعتداءات منه فليس حسدا
"18- ونكر غاسق وحاسد وعرف النفاثات، لأن كل نفاثة شريرة، وكل غاسق لا يكون فيه الشر إنما يكون في بعض دون بعض، وكذلك كل حاسد لا يضر. ورب حسد محمود، وهو الحسد في الخيرات، ومنه: لا حسد إلا في اثنتين، ومنه قول أبي تمام:
وما حاسد في المكرمات بحاسد"
هناك فهم خطا للنفاثات فالنفاثات تعنى الوقيعة بين الخلق وليس النفث الجسدى
"19- تعتبر سورة الفلق من أكبر أدوية المحسود فإنها تتضمن التوكل على الله ، والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شر حاسد النعمة فهو مستعيذ بولي النعم وموليها كأنه يقول : يا من أولاني نعمته وأسداها إلي أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني وهو حسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه"
كون المحسود مضرور من الحسد الذى هو كلام فى نفس الحاسد هو خبل فالمضرور هو الحاسد وقال شر الحاسد أى عدوانه على المحسود بالفعل كحرق الممتلكات أو اغراق الأرض وما شابه فالشر ليس حسدا وإنما هو اعتداء بناء على ما فى النفس من كراهية
20- تأمل حكمة القرآن وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة شره جميعه . فإن قوله : [من شر الوسواس ] ، يعم كل شره ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا وهي الوسوسة التي هي بداية الإرادة ، فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية . فيوسوس إليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه . فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه ، فيصير إرادة ، ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسي علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب . فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مددا لهم وعونا . فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى : [ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ] ، أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا كلما فتروا أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ."
هذا كلام فيه خلط فالوسوسة هى كل ما يفعله الشيطان " ما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
"21- فأصل كل معصية وبلاء ، إنما هو الوسوسة . فلهذا وصفه بها لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا . فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله عليه فله فيه حظ بالسرقة والخطف ومن شره أنه إذا نام العبد عقد على رأسه عقدا تمنعه من اليقظة كما في صحيح البخاري ومن شره أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح كما ثبت عن النبي (ص)"
الخطأ أن أصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة وهو ما يناقض كون البلاء بالخير والشر كما قال تعالى "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
22- في قوله تعالى : ( الخناس ) وجيء من هذا الفعل بوزن فعال الذي للمبالغة دون الخانس والمنخنس إيذانا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله . وأن ذلك دأبه وديدنه لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحيانا . بل إذا ذكر الله هرب وانخنس وتأخر . فإن ذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها كما يقمع المفسد والشرير بالمقامع التي تردعه من سياط وحديد وعصي ونحوها . فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها .
"23- قال ابن القيم " فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار ، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه "
كلام بلا دليل وليس له علاقة صريحة بالسورة
24- وتأمل السر في قوله تعالى : [يوسوس في صدور الناس] ، ولم يقل في قلوبهم والصدر هو ساحة القلب وبيته فمنه تدخل الواردات إليه فتجتمع في الصدر ، ثم تلج في القلب فهو بمنزلة الدهليز له و هذا من رحمة الله عز وجل ."
الخطأ اعتبار القلوب غير الصدور وهما واحد فالقوم هناك يقصدون القلب العضلى والصدر الجسمى
"25- وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين:
أحدهما: لأن الناس معظمون؛ فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا.
الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم، فأعلم بذكرهم أنه هوالذي يعيذ منهم. وإنما قال: "ملك الناس إله الناس" لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم. وفي الناس من يعبد غيره، فذكر أنه إلههم ومعبودهم، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه، دون الملوك والعظماء فهو ربهم الحق والملك الحق والإله الواحد المستحق للعبادة وحده و ما دونه فهو مربوب لا يملك لنفسه ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا"
بالقطع الكلام هنا ليس صحيحا فالله قال رب الناس لكون الجنة والناس وهم البشر هم المختارين المكلفين فقط
26- جاءت الاستعاذة برب الناس مضافا إليهم خاصة لأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس فكأنه قيل : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي تملك عليهم أمورهم وهو الاههم ومعبودهم"
27- والآية من باب الترقي، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس، فتقول: فلان رب الدار، وشبه ذلك، فبدأ به لاشتراك معناه, وأما الملك فلا يوصف به إلا آحاد من الناس، وهم الملوك، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس، فلذلك جيء به بعد الرب، وأما الإله فهواعلى من الملك، ولذلك لا يدعي الملوك أنهم آلهة، وإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير.
28- في تكرير لفظ الناس أنه إنما تكررت هذه الصفات، لأن عطف البيان يحتاج إلى مزيد الإظهار، ولأن هذا التكرير يقتضي مزيد شرف الناس، لأنه سبحانه كأنه عرف ذاته بكونه ربا للناس، ملكا للناس، إلها للناس."
وهذا كلام لا يفيد المسلم بشىء
29- في السورة الثانية بيان لشرف الناس و ذلك لأمور منها :
أولا : أنه ختم كتابه بسورة الناس و هذا له دلالته واسراره .
ثانيا : أن آخر كلمه عند ختم المصحف هي كلمة ( الناس ) و في هذا مزيد شرف و عناية .
ثالثا : تكرر كلمة ( الناس ) خمس مرات في هذه السورة و هذا أيضا له دلالاته
فدل ذلك بأن الناس أشرف مخلوقاته وإلا لما ختم كتابه بتعريف ذاته بكونه ربا وملكا وإلها لهم."
الخطأ هنا بيان شرف الناس وهو خطا لأن الناس منهم من هو فى أحسن تقويم ومنهم وهم أألكثرية فى أسفل سافلين
29- في السورتين ابطال رد على من اتهامات المشركين للنبي (ص)بأنه ساحر أو بأن له رئي من الجن و نحو ذلك من الاتهامات ."
كلام لا أساس له لأن السورة اتهام بكل من السحرة والحساد والنافثين وليس رد عن النبى(ص)
30- في سورة الناس تذكير بخطورة شياطين الأنس وقل من ينتبه لهذا الأمر ولو قام أحدنا بزيارة للسجون أو دور الملاحظة لعلم خطر هذه الوسوسة من شياطين الأنس حتى كان التذكير بها في آخر المصحف"
الرجل هنا ناقض ما سبق أن قاله أن الجن فقط من يوسوس للناس فى رقم 10حيث قال: وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس" وهنا فى رقم30أثبت وسوسة شياطين الإنس وهو تناقض