رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب الأمصار ذوات الآثار
الكتاب تأليف شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي وهو يدور ليس عن الآثار البنائية وانما عن الآثار بمعنى رواية الأحاديث ويعتبر كتابا تاريخيا وليس له أهمية فى شىء وهو مبنى على القراءة فى كتب التاريخ وليس مبنى على الرؤية والمشاهدة لأنه يتحدث عن عصور تاريخية متعددة وقد قسمها إلى أمصار أى مدن وفى هذا قال الذهبى:
"المدينة المشرفة دار الهجرة
كان العلم وافرا بها في زمن التابعين، كالفقهاء السبعة
وزمن صغار التابعين، كزيد بن أسلم، و ربيعة الرأي، و يحيى بن سعيد، وابي الزناد ثم في زمن تابعي التابعين، كعبد الله بن عمرو بن أبي ذئب، وابن عجلان , و جعفر الصادق ثم الإمام مالك، ومقرئها الإمام نافع، وابراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، واسماعيل بن جعفر ثم تناقص العلم بها جدا في الطبقة التي بعدهم، ثم تلاشى
مكة
كان العلم بها يسيرا زمن الصحابة ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، وكذلك في أيام التابعين، كمجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة و زمن أصحابهم، كعبد الله بين أبي نجيح، وابن كثير المقرئ، وحنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، و نحوهم وفي زمن الرشيد، كمسلم بن خالد الزنجي، والفضيل بن عياض، وابن عيينة
ثم أبي عبد الرحمن المقرئ، والأزرقي، والحميدي، وسعيد بن منصور ثم في أثناء المائة الثالثة، تناقص علم الحرمين، وكثر بغيرهما
بيت المقدس
نزلها جماعة من الصحابة، كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس وما زال بها علم ليس بالكثير، ثم نقص جد اثم ملكها النصارى تسعين عاما، ثم أخذها المسلمون
دمشق
من بلاد الشام، القطر المتسع المشتمل على عدة بلاد ومدن وقرى
نزلها عدة من الصحابة، منهم بلال الصحابي، والمؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره وكثر بها العلم في زمن معاوية ثم في زمن عبد الملك واولاده وما زال بها الفقهاء، والمقرئون، والمحدثون في زمن التابعين وتابعيهم ثم إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، و دحيم , وسليمان بن بنت شرحبيل ثم أصحابهم وعصرهم
وهي دار قرآن وحديث وفقه وتناقص العلم بها في المائة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك، و لا سيما في دولة نور الدين، وايام محدثها ابن عساكر، والمقادسة النازلين، بسفحها ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيمية، والمزي، واصحابهما، و لله الحمد
مصر
وهي بلد عظيم، وقطر متسع شرقي، و غربي، و صعيد أعلى وادنى
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر رضي الله عنهما وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها في زمن التابعين
ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، و يحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، والى زمن ابن وهب، والإمام الشافعي، وابن القاسم، واصحابه
وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان و ثلاثمائة، و بنوا القاهرة وكان قاضيها إذ ذاك، أبوالطاهر الذهلي البغدادي المالكي، فأقروه حتى مات، ثم ولوه للإسماعيلية المتشيعين، وشاع التشيع بها، وقل الحديث والسنة، إلى أن وليها أمراء السنة النبوية بعد مائتي سنة وانقذها الله من أيديهم على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله فتراجع العلم إليها , و ضعف الروافض، والحمد لله
الإسكندرية
تبع لمصر، ما زال بها الحديث قليلا، حتى سكنها السلفي، فصارت مرحولا إليها في الحديث والقرآن، ثم نقص بعد ذلك
بغداد
هي أعظم بلاد العراق بنيت في آخر أيام التابعين , واول من بث فيها الحديث هشام بن عروة، و بعده شعبة، وهشيم
وكثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورة بالأثر والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه
وهي دار الإسناد العالي والحفظ، ومنزل الخلافة والعلم إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع
حمص
نزلها خلق من الصحابة، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين، والى أيام حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة
ثم إسماعيل بن عياش، و بقية، وابي المغيرة، وابي اليمان ثم أصحابهم، ثم تناقص ذلك في المائة الربعة وتلاشى، ثم عدم بالكلية
الكوفة
نزلها جماعة من الصحابة، كابن مسعود، وعمار بن ياسر، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، و خلق من الصحابة
ثم كان بها من التابعين كعلقمة، ومسروق، وعبيدة، والأسود ثم الشعبي، والنخعي، والحكم بين عتيبة، وحماد، وابي إسحاق، ومنصور، والإعمش، واصحابهم
وما زال العلم بها متوفرا إلى زمن ابن عقدة، ثم تناقص شيئا فشيئا وتلاشى، وهي الآن دار الروافض
البصرة
نزلها أبوموسى الأشعري , وعمران بن الحصين، وابن عباس، وعدة من الصحابة، وكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم و صويحبه أنس بن مالك رضي الله عنه
ثم الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وابوالعالية
ثم قتادة، وايوب، و ثابت البناني، و يونس، وابن عون
ثم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، واصحابهما
وما زال بها هذا الشأن وافرا إلى رأس المائة الثالثة، وتناقص جدا وتلاشى
اليمن
دخلها معاذ بن جبل وابوموسى الأشعري أصله من تهامة اليمن، و خرج منها أئمة التابعين، وتفرقوا في الأرض
وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه , واخوه قدامة بن منبه، و طاووس، وابنه
ثم معمر، واصحابه
ثم عبد الرزاق، واصحابه
وعدم منها بعدهم الإسناد
الأندلس
كقرطبة، واشبيلية، و غرناطة، و بلنسية
فتحت في أيام الوليد بن عبد الملك، و جلب العلم إليها، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المائة الثالثة بابن حبيب , و يحيى بين يحيى، واصحابهما
ثم ببقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح
و خرج منها مثل ابن عبد البر، وابي عمروالداني، وابن حزم الطاهري، وابي الوليد الباجي , وابي علي الغساني , و لم تزل بها أثارة من علم، إلى أن ستولى على قرطبة، واشبيلية النصارى، فتناقص بها العلم
إقليم المغرب
فأدناه إقليم إفريقية، وامها هي مدينة القيروان، كان بها سحنون بن سعيد الفقيه صاحب ابن القاسم
واما بجاية، وتلمسان، وفاس، ومراكش، و غالب مدائن المغرب، فالحديث بها قليل، و بها المسائل
الجزيرة
أكبر مدائنها الموصل يعني كمنبج، و بالس، والرها، خرج منها جماعة من المحدثن
وحران , والرقة، و غير ذلك، خرج منها حفاظ وائمة، ثم تناقص، ثم انطوى البساط
الدينور
خرج منها حفاظ كمحمد بن عبد العزيز الدينوري، وابي محمد بن قتيبة، وعبد الله بن محمد بن وهب، وعمر بن سهل، المتوفى سنة (330)، وابي بكر بن السني
همذان
دار السنة، لها " تاريخ " لصالح بن أحمد الحافظ، و لشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، و صار بها علماء من سنة (255) وهلم جرا
و ختمت بالحافظ أبي العلاء العطار واولاده ثم استباحها التتار، والجنكزخانية
الري
صارت دار علم بجرير بن عبد الحميد، وامثاله ثم بابن حميد، وابن مهران الجمال، وابراهيم بن موسى، وسهل بن زنجلة ثم بابن وارة، وابي زرعة، وابي حاتم، وابنه، والى أثناء المائة الرابعة، و ذهب ذلك
قزوين
ذكرت في المائة الثانية، و خرج منها محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثم القزويني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعمرو بن رافع، واسماعيل بن توبة، و يحيى بن عبدك، وكثير بن هشام و خلق بعدهم ثم ابن ماجة، و صاحبه أبوالحسن القطان
جرجان
صار بها حديث كثير في المائة الثالثة، بإسحاق بن إبراهيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني ثم بأبي نعيم بن عدي، واسحاق بن إبراهيم البحري، وابي أحمد بن عدي، وابي بكر الإسماعيلي، والغطريفي، وأصحابهم ثم أغلق الباب
نيسابور
دار السنة والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبد الله
ثم يحيى بن يحيى، وابن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الرحمن بن بشر، وعبد الله بن هاشم، والذهلي، واحمد بن يوسف، ومسلم، وابراهيم ابن أبي طالب، وابي عبد الله البوشنجي
ثم بابن خزيمة، وابي العباس السراج، وابن الشرقي وخلائق وما يزال يرحل إليها، واخر شيوخها المؤيد الطوسي، إلى أن دخلها التتار، ثم مضت كأن لم تكن
طوس
صارت دار علم بعد المائتين، كان بها محمد بن أسلم الطوسي، واصحابه، إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حجة الإسلام الغزالي وهي بقدر حماة ظنا
هراة
منها أبو رجاء عبد الله بن واقد، والفضل بن عبد الله الهروي واحمد بن نجدة، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن إدريس، ومحمد بن المنذر، وما زال بها علم وحديث، وعالي إسناد، إلى أن ختمت بأبي روح عبد المعز بن محمد، و دثرت
مرو
بلد كبير من أقاصي خراسان، خرج منها أئمة، وكان بها بريدة بن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و طائفة من الصحابة
ثم عبد الله بن يريدة، و يحيى بن يعمر، وعدة من التابعين
ثم الحسين بن واقد، وابوحمزة السكري، وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى، وابوتميلة، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعبدان بن عثمان، واصحابهم
ثم نقص ذلك في المائة الرابعة، و لم ينقطع إلى خروج التتار وفرغ ذلك
بلخ
صار بها علماء في أواخر المائة الثانية، كعمر بن هارون، ومكي بن إبراهيم، و خلف بن أيوب، وقتيبة بن سعيد , ومحمد بن أبان، وعيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن علي بن طرخان، ثم نقص ذلك وتلاشى
بخارى
نزلها عيسى بن موسى غنجار، واحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وعبد الله بن محمد المسندي، وابوعبد الله البخاري، و صالح بن محمد جزرة، واصحابهم وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف
سمرقند
بها أبومحمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ثم محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، واخرون
الشاش
وهي آخر بلاد الإسلام التي بها الحديث، منها الحسن بن صاحب الشاشي، والهيثم بن كليب، ومحمد بن علي أبو بكر القفال الشاشي، ثم فرغ ذلك وعدم
فرياب
خرج منها جماعة من العلماء، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي، صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي، صاحب التصانيف، سمع بفرياب سنة (226)
خوارزم
بلد كبير، رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأب القاسم بن عساكر، من ثمان مجلدات خرج منها جماعة من العلماء، من أقدمهم الحافظ عبد الله بن أبي
شيراز
خرج منه جماعة من االفقهاء، وحديثها قليل، وقل من ارتحل إليه كرمان، سجستان، الأهواز، تستر، قومس إقليم واسع، خرج منه محدثون
الدامغان
مدينة كبيرة، وسمنان مدينة صغيرة، و بسطام مدينة متوسطة، وهذه المدائن أوائل مدن خراسان من الجهة الغربية
قهستان
أكبر مدائن هذا الإقليم، ثم زنجان، وابهر واقليم قهستان ملاصق لإقليم قومس، وهو غربي قومس، وهو شرقي متشامل عن العراق، متاخم لقزوين فالأقاليم التي لا حديث بها يروى، و لا عرفت بذلك: الصين، أغلق الباب والهند، والسند، والخطى، وبلغار، و صحراء القفحاق، وسراة، وقرم وبلاد التكرور، والحبشة، والنوبة، والبجاوة، والزنج والى أسوان، وحضرموت، والبحرين، و غير ذلك واما اليوم فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق، وفارس، واذربيجان، بل لا يوجد بأران، و جيلان، وارمينية، والجبال، و خراسان التي كانت دار الآثار، واصبهان التي كانت تضاهي بغداد في علوالإسناد وكثرة الحديث والأثرى والباقي من ذلك في مصر، و دمشق _ حرسها الله تعالى _ وما تاخمها، وشيء يسير بمكة، وشيء بغرناطة، ومالقة، وشيء بسبتة، وشيء بتونس
نسأل الله حسن الخاتمة
لكن القرآن وفروع الفقه موجود كثير شرقا و غربا، و لكن ذلك مكدر في المشرق و غيره بعلوم الأوائل، واراء المتكلمين والمعتزلة، فالأمر لله تعالى، وهذا تصديق لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقل العلم، و يكثر الجهل "
فنسأل الله تعالى العظيم علما نافعا، وعملا متقبلا، و رزقا حلالا واسعا طيبا، وحسن الخاتمة لنا و لجميع المسلمين أجمعين آمين"
القيمة التاريخية لما جمعه الذهبى قليلة جدا وكما قلت الكتاب لم يكتب بناء على رحلات الرجل ومن ثم فالمعلومات قد تكون خاطئة فى كثير من الأحيان خاصة أن المدن والقرى كثيرة ولا يحيط بها علما إلا رب العالمين ولا يمكن لأحد ان ينزل حوالى خمسين ألف قرية من الصين وحتى المغرب ومن القوقاز وحتى وسط أفريقيا وجنوبها فيعرف ما بها حتى ولو حل كل يوم بقرية فإنها هذا يتطلب أن يعيش مائة وخمسين عاما كل يوم يكون فيه فى قرية
والمعروف أن الكتاتيب وهى أماكن تعليم القرآن كانت موجودة فى كل بلدة من بلاد الإسلام ولابد أن يكون المحفظ ذو معرفة ببعض الروايات حتى يعلم التلاميذ بعض الأخلاق وما شابهها
الكتاب تأليف شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي وهو يدور ليس عن الآثار البنائية وانما عن الآثار بمعنى رواية الأحاديث ويعتبر كتابا تاريخيا وليس له أهمية فى شىء وهو مبنى على القراءة فى كتب التاريخ وليس مبنى على الرؤية والمشاهدة لأنه يتحدث عن عصور تاريخية متعددة وقد قسمها إلى أمصار أى مدن وفى هذا قال الذهبى:
"المدينة المشرفة دار الهجرة
كان العلم وافرا بها في زمن التابعين، كالفقهاء السبعة
وزمن صغار التابعين، كزيد بن أسلم، و ربيعة الرأي، و يحيى بن سعيد، وابي الزناد ثم في زمن تابعي التابعين، كعبد الله بن عمرو بن أبي ذئب، وابن عجلان , و جعفر الصادق ثم الإمام مالك، ومقرئها الإمام نافع، وابراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، واسماعيل بن جعفر ثم تناقص العلم بها جدا في الطبقة التي بعدهم، ثم تلاشى
مكة
كان العلم بها يسيرا زمن الصحابة ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، وكذلك في أيام التابعين، كمجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة و زمن أصحابهم، كعبد الله بين أبي نجيح، وابن كثير المقرئ، وحنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، و نحوهم وفي زمن الرشيد، كمسلم بن خالد الزنجي، والفضيل بن عياض، وابن عيينة
ثم أبي عبد الرحمن المقرئ، والأزرقي، والحميدي، وسعيد بن منصور ثم في أثناء المائة الثالثة، تناقص علم الحرمين، وكثر بغيرهما
بيت المقدس
نزلها جماعة من الصحابة، كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس وما زال بها علم ليس بالكثير، ثم نقص جد اثم ملكها النصارى تسعين عاما، ثم أخذها المسلمون
دمشق
من بلاد الشام، القطر المتسع المشتمل على عدة بلاد ومدن وقرى
نزلها عدة من الصحابة، منهم بلال الصحابي، والمؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره وكثر بها العلم في زمن معاوية ثم في زمن عبد الملك واولاده وما زال بها الفقهاء، والمقرئون، والمحدثون في زمن التابعين وتابعيهم ثم إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، و دحيم , وسليمان بن بنت شرحبيل ثم أصحابهم وعصرهم
وهي دار قرآن وحديث وفقه وتناقص العلم بها في المائة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك، و لا سيما في دولة نور الدين، وايام محدثها ابن عساكر، والمقادسة النازلين، بسفحها ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيمية، والمزي، واصحابهما، و لله الحمد
مصر
وهي بلد عظيم، وقطر متسع شرقي، و غربي، و صعيد أعلى وادنى
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر رضي الله عنهما وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها في زمن التابعين
ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، و يحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، والى زمن ابن وهب، والإمام الشافعي، وابن القاسم، واصحابه
وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان و ثلاثمائة، و بنوا القاهرة وكان قاضيها إذ ذاك، أبوالطاهر الذهلي البغدادي المالكي، فأقروه حتى مات، ثم ولوه للإسماعيلية المتشيعين، وشاع التشيع بها، وقل الحديث والسنة، إلى أن وليها أمراء السنة النبوية بعد مائتي سنة وانقذها الله من أيديهم على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله فتراجع العلم إليها , و ضعف الروافض، والحمد لله
الإسكندرية
تبع لمصر، ما زال بها الحديث قليلا، حتى سكنها السلفي، فصارت مرحولا إليها في الحديث والقرآن، ثم نقص بعد ذلك
بغداد
هي أعظم بلاد العراق بنيت في آخر أيام التابعين , واول من بث فيها الحديث هشام بن عروة، و بعده شعبة، وهشيم
وكثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورة بالأثر والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه
وهي دار الإسناد العالي والحفظ، ومنزل الخلافة والعلم إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع
حمص
نزلها خلق من الصحابة، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين، والى أيام حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة
ثم إسماعيل بن عياش، و بقية، وابي المغيرة، وابي اليمان ثم أصحابهم، ثم تناقص ذلك في المائة الربعة وتلاشى، ثم عدم بالكلية
الكوفة
نزلها جماعة من الصحابة، كابن مسعود، وعمار بن ياسر، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، و خلق من الصحابة
ثم كان بها من التابعين كعلقمة، ومسروق، وعبيدة، والأسود ثم الشعبي، والنخعي، والحكم بين عتيبة، وحماد، وابي إسحاق، ومنصور، والإعمش، واصحابهم
وما زال العلم بها متوفرا إلى زمن ابن عقدة، ثم تناقص شيئا فشيئا وتلاشى، وهي الآن دار الروافض
البصرة
نزلها أبوموسى الأشعري , وعمران بن الحصين، وابن عباس، وعدة من الصحابة، وكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم و صويحبه أنس بن مالك رضي الله عنه
ثم الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وابوالعالية
ثم قتادة، وايوب، و ثابت البناني، و يونس، وابن عون
ثم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، واصحابهما
وما زال بها هذا الشأن وافرا إلى رأس المائة الثالثة، وتناقص جدا وتلاشى
اليمن
دخلها معاذ بن جبل وابوموسى الأشعري أصله من تهامة اليمن، و خرج منها أئمة التابعين، وتفرقوا في الأرض
وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه , واخوه قدامة بن منبه، و طاووس، وابنه
ثم معمر، واصحابه
ثم عبد الرزاق، واصحابه
وعدم منها بعدهم الإسناد
الأندلس
كقرطبة، واشبيلية، و غرناطة، و بلنسية
فتحت في أيام الوليد بن عبد الملك، و جلب العلم إليها، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المائة الثالثة بابن حبيب , و يحيى بين يحيى، واصحابهما
ثم ببقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح
و خرج منها مثل ابن عبد البر، وابي عمروالداني، وابن حزم الطاهري، وابي الوليد الباجي , وابي علي الغساني , و لم تزل بها أثارة من علم، إلى أن ستولى على قرطبة، واشبيلية النصارى، فتناقص بها العلم
إقليم المغرب
فأدناه إقليم إفريقية، وامها هي مدينة القيروان، كان بها سحنون بن سعيد الفقيه صاحب ابن القاسم
واما بجاية، وتلمسان، وفاس، ومراكش، و غالب مدائن المغرب، فالحديث بها قليل، و بها المسائل
الجزيرة
أكبر مدائنها الموصل يعني كمنبج، و بالس، والرها، خرج منها جماعة من المحدثن
وحران , والرقة، و غير ذلك، خرج منها حفاظ وائمة، ثم تناقص، ثم انطوى البساط
الدينور
خرج منها حفاظ كمحمد بن عبد العزيز الدينوري، وابي محمد بن قتيبة، وعبد الله بن محمد بن وهب، وعمر بن سهل، المتوفى سنة (330)، وابي بكر بن السني
همذان
دار السنة، لها " تاريخ " لصالح بن أحمد الحافظ، و لشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، و صار بها علماء من سنة (255) وهلم جرا
و ختمت بالحافظ أبي العلاء العطار واولاده ثم استباحها التتار، والجنكزخانية
الري
صارت دار علم بجرير بن عبد الحميد، وامثاله ثم بابن حميد، وابن مهران الجمال، وابراهيم بن موسى، وسهل بن زنجلة ثم بابن وارة، وابي زرعة، وابي حاتم، وابنه، والى أثناء المائة الرابعة، و ذهب ذلك
قزوين
ذكرت في المائة الثانية، و خرج منها محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثم القزويني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعمرو بن رافع، واسماعيل بن توبة، و يحيى بن عبدك، وكثير بن هشام و خلق بعدهم ثم ابن ماجة، و صاحبه أبوالحسن القطان
جرجان
صار بها حديث كثير في المائة الثالثة، بإسحاق بن إبراهيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني ثم بأبي نعيم بن عدي، واسحاق بن إبراهيم البحري، وابي أحمد بن عدي، وابي بكر الإسماعيلي، والغطريفي، وأصحابهم ثم أغلق الباب
نيسابور
دار السنة والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبد الله
ثم يحيى بن يحيى، وابن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الرحمن بن بشر، وعبد الله بن هاشم، والذهلي، واحمد بن يوسف، ومسلم، وابراهيم ابن أبي طالب، وابي عبد الله البوشنجي
ثم بابن خزيمة، وابي العباس السراج، وابن الشرقي وخلائق وما يزال يرحل إليها، واخر شيوخها المؤيد الطوسي، إلى أن دخلها التتار، ثم مضت كأن لم تكن
طوس
صارت دار علم بعد المائتين، كان بها محمد بن أسلم الطوسي، واصحابه، إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حجة الإسلام الغزالي وهي بقدر حماة ظنا
هراة
منها أبو رجاء عبد الله بن واقد، والفضل بن عبد الله الهروي واحمد بن نجدة، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن إدريس، ومحمد بن المنذر، وما زال بها علم وحديث، وعالي إسناد، إلى أن ختمت بأبي روح عبد المعز بن محمد، و دثرت
مرو
بلد كبير من أقاصي خراسان، خرج منها أئمة، وكان بها بريدة بن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و طائفة من الصحابة
ثم عبد الله بن يريدة، و يحيى بن يعمر، وعدة من التابعين
ثم الحسين بن واقد، وابوحمزة السكري، وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى، وابوتميلة، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعبدان بن عثمان، واصحابهم
ثم نقص ذلك في المائة الرابعة، و لم ينقطع إلى خروج التتار وفرغ ذلك
بلخ
صار بها علماء في أواخر المائة الثانية، كعمر بن هارون، ومكي بن إبراهيم، و خلف بن أيوب، وقتيبة بن سعيد , ومحمد بن أبان، وعيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن علي بن طرخان، ثم نقص ذلك وتلاشى
بخارى
نزلها عيسى بن موسى غنجار، واحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وعبد الله بن محمد المسندي، وابوعبد الله البخاري، و صالح بن محمد جزرة، واصحابهم وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف
سمرقند
بها أبومحمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ثم محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، واخرون
الشاش
وهي آخر بلاد الإسلام التي بها الحديث، منها الحسن بن صاحب الشاشي، والهيثم بن كليب، ومحمد بن علي أبو بكر القفال الشاشي، ثم فرغ ذلك وعدم
فرياب
خرج منها جماعة من العلماء، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي، صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي، صاحب التصانيف، سمع بفرياب سنة (226)
خوارزم
بلد كبير، رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأب القاسم بن عساكر، من ثمان مجلدات خرج منها جماعة من العلماء، من أقدمهم الحافظ عبد الله بن أبي
شيراز
خرج منه جماعة من االفقهاء، وحديثها قليل، وقل من ارتحل إليه كرمان، سجستان، الأهواز، تستر، قومس إقليم واسع، خرج منه محدثون
الدامغان
مدينة كبيرة، وسمنان مدينة صغيرة، و بسطام مدينة متوسطة، وهذه المدائن أوائل مدن خراسان من الجهة الغربية
قهستان
أكبر مدائن هذا الإقليم، ثم زنجان، وابهر واقليم قهستان ملاصق لإقليم قومس، وهو غربي قومس، وهو شرقي متشامل عن العراق، متاخم لقزوين فالأقاليم التي لا حديث بها يروى، و لا عرفت بذلك: الصين، أغلق الباب والهند، والسند، والخطى، وبلغار، و صحراء القفحاق، وسراة، وقرم وبلاد التكرور، والحبشة، والنوبة، والبجاوة، والزنج والى أسوان، وحضرموت، والبحرين، و غير ذلك واما اليوم فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق، وفارس، واذربيجان، بل لا يوجد بأران، و جيلان، وارمينية، والجبال، و خراسان التي كانت دار الآثار، واصبهان التي كانت تضاهي بغداد في علوالإسناد وكثرة الحديث والأثرى والباقي من ذلك في مصر، و دمشق _ حرسها الله تعالى _ وما تاخمها، وشيء يسير بمكة، وشيء بغرناطة، ومالقة، وشيء بسبتة، وشيء بتونس
نسأل الله حسن الخاتمة
لكن القرآن وفروع الفقه موجود كثير شرقا و غربا، و لكن ذلك مكدر في المشرق و غيره بعلوم الأوائل، واراء المتكلمين والمعتزلة، فالأمر لله تعالى، وهذا تصديق لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقل العلم، و يكثر الجهل "
فنسأل الله تعالى العظيم علما نافعا، وعملا متقبلا، و رزقا حلالا واسعا طيبا، وحسن الخاتمة لنا و لجميع المسلمين أجمعين آمين"
القيمة التاريخية لما جمعه الذهبى قليلة جدا وكما قلت الكتاب لم يكتب بناء على رحلات الرجل ومن ثم فالمعلومات قد تكون خاطئة فى كثير من الأحيان خاصة أن المدن والقرى كثيرة ولا يحيط بها علما إلا رب العالمين ولا يمكن لأحد ان ينزل حوالى خمسين ألف قرية من الصين وحتى المغرب ومن القوقاز وحتى وسط أفريقيا وجنوبها فيعرف ما بها حتى ولو حل كل يوم بقرية فإنها هذا يتطلب أن يعيش مائة وخمسين عاما كل يوم يكون فيه فى قرية
والمعروف أن الكتاتيب وهى أماكن تعليم القرآن كانت موجودة فى كل بلدة من بلاد الإسلام ولابد أن يكون المحفظ ذو معرفة ببعض الروايات حتى يعلم التلاميذ بعض الأخلاق وما شابهها