رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب الإعجاب بين الفتيات
الكتاب من تاليف عبد الرحمن بن رشيد الوهيبي
استهل الوهيبى البحث بظاهرة اهتمام الشباب بالشابات فقال:
"اتصالات هاتفية من المعجبة تستمر الساعات الطوال دون حاجة
التقليد الأعمى للمحبوبة في كل شيء سواء في الشكل أو طريقة الكلام أو المداومة على لغة الورود مع المحبوبة وتقديم الهدايا
مطاردة محبوبتها في كل مكان، وكثرة محادثتها لغير فائدة، والتفكير الدائم بها "
وهذه البداية والتى بنى عليها الكتاب خاطئة فالمفروض هو ان يتكلم عن الإعجاب بين الرجل والمرأة فى كتاب الله ولكنه افترض ان كل الإعجاب بين الفتاة والفتى او بين الرجل والمرأة حرام
بين الله أن النفس البشرية تعجب بالحسن وهو درجة جمال المراة وحتى الرسل0ص9 كالنبى(ص) ألخير لم تسلم نفسه من ذلك حيث اعجب بحسن بعض النساء وأراد الزواج منهن فاخبره الله بالتالى :
أنه يحرم عليه الزواج منهن إلا إن كانوا من ملك اليمين فقال:
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
إذا الإعجاب بحسن المراة مباح شرط إرادة الزواج
وقد اشترط الله ألا تكون المعجب بها كافرة فقال :
" "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
كما اشترط على المرأة ألا يكون يكون المعجب به كافر فقال:
"ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
إذا الاعجاب مباح سواء للمرأة أو للرجل شرط أن يكون الهدف من الإعجاب هو الزواج
ثم حدثنا الوهيبى عن كون الإعجابمدخل شيطانى فقالك
"(1) انتكاس موازين الحب في الله:
السبب الأول: انتكاس موازين الحب في الله والبغض في الله اللذين هما أوثق عرى الإيمان فاختلط الحابل بالنابل، تأتي إحداهن وتقولها بملء فيها أحبك في الله وهي بعيدة كل البعد عن هذه المحبة وتترفع هذه المحبة منها؛ لأنها تربط ذلك بالنظرات المتلاحقة لمن أعجبت بها، والكلمات الغرامية وغير ذلك، وكان الأولى أن تقول مثلا: (أحبك من أجل شكلك أعجبني، أو أحبك حبا مؤقتا )
نعم هذه محبة، ولكن في أي شيء؟! في المال، أم في الشكل، أم في الجمال، أم في المرح معها؟ المحبة في الله أعز من أن تخط إلى هذا المستوى وسنوضح في بيان علاج هذا الإعجاب مفهوم الحب في الله الحقيقي
غالبا يصدر الإعجاب من الفتاة في وقت تغلب عليها الغفلة وقلة الأعمال الصالحة التي تربط المؤمن بالله تعالى، وتحصنه من الشيطان، فلما انشغل قلبها بمحبوبتها، فتفكر فيها جل وقتها، فكان هذا مدخلا للشيطان عليها "
مفهوم الحب فى الله والبغض فى الله مرتبط بأحكام الله وقد بينا حكم الله فى إعجاب الرجل بالمرأة وانه أمر مباح طالما كان الغرض الزواج ومن ثم لا يمكن ان يكون حسب شروك الله ويكون مدخل شيطانى
ثم قال انه يترتب على إعجاب الفتاة بالفتى والعكس التجمل والتنظف بشكل إسرافى فقال:
"(2) التجمل والاهتمام بالشكل الزائد عن المعقول :
من أسباب الوقوع في الإعجاب تجمل بعض الفتيات من طالبات أو معلمات، تجملا زائدا عن المعقول، مما يؤدي إلى الافتتان بهن، فتلبس الواحدة منهن ما يفتن كالضيق أو المفتوح أو تقص القصات الغربية لشعرها، وتبالغ في ذلك لدرجة تلفت النظر "
وقطعا هذا الامر لا يحدث فى الغالب وإنما هو فى حالات كثيرة لا تنطبق على الطبقات الاكثر فقرا إلا فى النادر عندما تريد الفتاة ان ينتشلها الفتى من الفقر فهى تفعل ذلك للخروج من وضع صعب فى المعيشة
ثم قال ان من بين اسباب الإعجاب المحرم فى رأيه عدم استغلال وقت الفراغ فقال:
"(3)عدم استغلال أوقات الفراغ فيما ينفع، فالشباب طاقة فلا ينبغي أن تضيع فيما لا ينفع، وغالب أسباب وقوع الفتيات في هذه الظاهرة هو فراغ أوقاتهن وكذلك فراغهن الروحي، فمن المؤسف والمحزن أن يشغل هذا الفراغ بهذه الأمور التافهة وفي المقابل نجد الأعداء تجمعوا وتعاونوا في عملهم لتحقيق ما لديهم من غايات وأهداف، والدول الكافرة في سباق دولي في جميع المجالات، وفي تخطيط يستهدف المسلمين
وفي الوقت نفسه نجد أبناء المسلمين وبناتهم يشغلون غالب أوقاتهم في هذه الأمور التافهة وأمثالها، فهذا هو حال أغلب شبابنا مع الأسف!
(ولذلك نجد أن عدد المسلمين ألف مليون ولا أثر لهم على الساحة العالمية سوى الانتصارات الرياضية، فالفراغ والصحة والمال ثالوث مدمر إذا لم يوجد التوجيه السليم)
فلو انشغلت هذه الفتاة بما ينفعها ويملأ فراغها لما وجدت الوقت تلاحق فيه محبوبتها "
كلام الرجل هنا مركز على عدم انتفاع المراهقين والمراهقات بوقت الفراغ وهو كلام ينطبق على كل الناس وليس على مرحلة سنية معينة والرجل غاب عنه ان هذه السن بالذات هى سن لابد فيها من الإعجاب والحب مهما حذر المحذرون ومهما حرم المحرمون وكما قلت أباح الله انشغال الكبار والصغار بالمعجبين والمعجبات شرط ألا يشغلهم هذا عن طاعة الله وأن يكون الإعجاب هدفه الزواج
وبدلا من لزوم الشباب الصغار على ضياع الأمة يجب ان يكون اللوم موجه للكل خاصة الحكام فهم من يشغلون الناس عن الحق بما يقومون به من أفعال غرضها ألا يطبق حكم الله
ثم حدثنا عن انشغال المدرسات ببعض الطالبات دون البعض الأخر فقال:
"(4) اهتمام المدرسات بطالبات دون غيرهن:
الاهتمام الزائد من بعض المدرسات بطالبة معينة لجمالها أو رشاقتها أو تفوقها، فما يؤدي إلى استمالة الطالبة وبالتالي تعلها بها، وقد لا تشعر المدرسة بذلك السبب "
وهو امر قد لا يدخل فى الإعجاب الحبى بين الفتى والفتاة وإنما هو إعجاب بالنفس حيق تعجب الفتاة بذاتها وهو أمر أخر غير ما يتحدث عنه الوهيبى وهو ما يسمونه الاغترار بالنفس
ثم قال عن دور وسائل الإعلام فى المشكلة:
"(5)من أعظم أسباب انتشار هذه الظاهرة (الإعجاب) ما تعرضه وسائل الإعلام بأنواعها من قصص الحب والغرام مما يؤجج في الفتاة مشاعر الحب فلا تجد لها مصرفا سوى هذا الطريق وهذا بالطبع يكون على خطوات حتى يصل بها أحيانا إلى العشق وأحيانا إلى ما حرم الله، قال تعالى: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} والمعجبة غير المحبة في الله أحيانا يصل بها إلى أن تشتهي النظر إلى من أعجبت بها أو محادثتها لمجرد المحادثة أو لمسها بالمصافحة أو المعانقة أو حتى التقبيل عافانا الله من هذا البلاء)"
قطعا ظاهرة الإعجاب لا تتعلق بوسائل الإعلام الحديثة والتى لم تكن موجودة حين أعجب النبى الأخير (ص) بحسن بعض النسوة كما قال تعالى " لو أعجبك حسنهن"
الإعجاب ظاهرة نفسية موجودة فى البشرية منذ آدم (ص)وستظل موجودة وجدت وسائل إعلام حديثة أم لا
ثم حدثنا عن امر عجيب فى الظاهرة فقال:
"(6) ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
من العوامل المساعدة على انتشار هذه الظاهرة هو ترك الإنكار على من ابتلين بهذا الداء، وتعويض ذلك بالحديث عنهن وغيبتهن في المجالس واجتماعات المدرسات مثلا، ولو أن كل من رأى من ابتليت بهذا الأمر فنصحها وبين لها طريق الحق دون جرح لها أو سخرية أو تشهير ورافق ذلك الإخلاص من الناصحة، والموعظة الحسنة لأثمر ذلك كثيرا وحد من انتشار هذه الظاهرة "
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى تلك الظاهرة غير ممكن لأسباب أولها أن الإعجاب ظاهرة نفسية داخلية وهى لا تظهر للواقع إلا فى حالات نادرة كأفعال وثانيها ان الله لم يحرم الإعجاب كما سبق القول طالما الغرض منه الزواج فلا يمكن أن تنهى شابا عن النظر إلى فتاة معجب بها يريد زواجها ولا يمكن أن تمنع فتاة من أن تنظر إلى فتى معجبة به تريد زواجه مع القول الماثور " اذهب فانظر إليها "
الوهيبى اعتبر الإعجاب كله حرام يتطلب علاجا فقال:
"العلاج:
معرفة حقيقة الحب في الله وما هي معاييره وضوابطه والذي تؤجر عليه كما ورد في الأحاديث التي تبين فضل الحب في الله، ومن هذه الأحاديث:
ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - - -: ((يقول الله تعالى يوم القيامة بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))
وفي حديث آخر: ((قال الله عز وجل: المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء))
وفي حديث آخر: ((قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في))
والأحاديث كثيرة في ذلك
ولكن ليس هذا الأجر لأي محبة، بل للحب في الله فما معنى ذلك؟
أي لا أحب من أجل منصب ولا من أجل مصلحة ولا من أجل جمال أو مرح أو زينة، بل أعظم من ذلك، إنه في الله فأحب فلانة؛ لأنها طائعة لله وهذا شيء يحبه الله وأحبها لخلقها الذي يحبه الله، وأفرح لفعلها الخير وأحزن ولا أرض ارتكابها للمعصية، أنصحها إن أخطأت وأقف معها إن كانت على صواب حتى وإن لم أرها دائما، حتى وإن لم ألتقي بها إلا قليلا، فلا يؤثر ذلك على محبتي لها، أعطيها حقوق الأخوة الواجبة لها
(فإذا فعلنا ذلك حصلنا على أجر المحبة في الله)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (حقيقة التوحيد ألا يحب إلا لله وتحب ما يحبه الله، فلا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} فالفرق ثابت بين الحب لله والحب مع الله، فأهل التوحيد يحبون غير الله لله والمشركون يحبون غير الله مع الله)"
الرجل يركز على الحب لله والإعجاب بغرض الزواج من ضمنه فحب أو إعجاب الفتى بالفتاة أو العكس بغرض الزواج هو من ضمن حب الله لأنه طاعة لأحكام الله
والوهيبى يعتبر الإعجاب المباح هو حرام ولذلك عليه عقاب ينبغى الا يعرض المسلم أو المسلمة نفسه له فيقول:
" معرفة عقوبة محبة غير الله لغير الله أو مع الله:
أن تتعرف هذه المعجبة على عقوبة محبة غير الله لغير الله في الدنيا والآخرة وبالتالي تحاول التخلص منها، ففي الدنيا:
1 - الألم والحسرة كلما فارقتها
2 - اشتغال القلب بها وبما لا ينفع، وقد قال العلامة ابن القيم: (ولو لم يكن للقلب المشتغل بمحبة غير الله، المعرض عن ذكره العقوبة، إلا صدأ قلبه وقسوته وتعطيله عما خلق له لكفى بذلك عقولة وقد قال - - -: ((إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد)) قيل يا رسول الله: (فما جلاؤها)؟ قال: ((تلاوة القرآن))
وأما عقوبته في الآخرة: فكل محبة لغير الله ستنقلب عداوة يوم القيامة، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}
3-تقوية الإيمان وبذلك بفعل ما يسبب زيادته من الأعمال الصالحة وتلاوة القرآن وأداء الصلاة بخشوع ودعاء الله تعالى أن يرزقنا محبته ومحبة من يحبه والدعاء أمره عظيم، ننصح من ابتليت بهذا الداء أن تلزمه (ولا يرد القضاء مثل الدعاء) فاحرصي أخيتي على التقرب إلى الله بالعبادات، وقد ورد في الصحيح: (قال تعالى: ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ـ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )
4- واجب المعلمة ويقع على عاتق المعلمة واجب عظيم للحد من هذه الظاهرة وانتشارها:
أ - فيجب أن تعرف أن التدريس ليس مجرد إلقاء درس من المقرر على الطالبات بقدر ما هو توجيه ونصح وإرشاد، يقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فيا معلمات أعددن الفتيات إعدادا إسلاميا، ووجهوهن إلى ما يبعدهن عن هذه التصرفات
ب - على المعلمة ألا تقبل أي هدية تهدى لها من الطالبة حتى ولو صغرت كوردة مثلا أو غيرها؛ لأن ذلك لا يجوز شرعا فهذه الهدية من هدايا العمال وقد قال - - -: ((هدايا العمال غلول))
جـ - عدم قبول الرسائل من الطالبات وخاصة التي تحمل كلمات الإعجاب وما لا يليق، فهناك من المدرسات من تصلها الرسالة تلو الرسالة ولا تنكر عليهن إن لم تكن ترضى، أو ترضى بها
د - عقد الندوات في المدارس لتنبيه الطالبات لخطورة مثل هذا الداء
أ - أن تتذكر هذه المعجبة بأن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، فإذا تركت هذا التعلق وأخلصت النية في تره سيعوضها الله ما هو أعظم منه
ب - أن تتذكر لحظات الاحتضار وأنه قد تحسن خاتمة الإنسان وقد تسوء، فينطق بما تعلق به قلبه، فكيف بك أخيتي وأنت لا تستطيعين ذكر لا إله إلا الله بسبب تعلقك بمحبوبتك التي قد تلهجين باسمها في آخر لحظات حياتك
جـ - ألا تحتقر هذه المعصية وتعلم أن الذنوب تجتمع فتهتك صاحبها
(5) بذل النصح لمن ابتليت بذلك
على كل مسلمة بذل النصح لمن ابتليت بهذا الداء وإيضاح الحق لها؛ لأن في ذلك إنقاذ لها مما هي فيه وهذا من حق المسلم على المسلم
ففي يوم القيامة يتعلق الجار بجاره ومن يراه على منكر ولم ينكر عليه يوم العرض على الله فيقول رأيتني على منكر فلم تنصحني، وتخيلي أخيتي لو أن كل واحدة منا رأت ذلك فأنكرت ونصحت بالتي هي أحسن بدون فضيحة أو تشهير وإذا حدث هذا فلن نرى هذا الانتشار الواسع لهذه الظاهرة
فعلى المسلمة غض البصر عمن تخشى الفتاة الافتتان بها؛ لأن النظر بشهوة محرم ولو كان من امرأة لامرأة، ففيه تهذيب للنفوس والبعد بها عما لا يحل
(7) ترك ما يفتن من الملابس المحرمة
نقول لمن تلبس الملابس الفاتنة: تذكري أنك ستمتحنين في قبرك وستسألين يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة ولا مؤنس لك في قبرك إلا العمل الصالح، هذا الجسم الذي طالما بالغت مبالغة شديدة في العناية به وتجميله بما حرم الله ستحرقه النار ما لم تقيه بالعمل الصالح، وتذكري عند لبسك الضيق ضيق القبر وضمته
من أعظم الأسباب في الوقوع في هذا هو اتباع الهوى فهذه المعجبة بسبب اتباعها لما تهواه وقعت في هذا المحظور وقد يستفحل الأمر غالبا إلى العشق وفي هذا فساد ومرض للقلب فلهذه نقول ما ذكره العلامة ابن القيم:
((إن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه، ومن نصر هواه وما تشتهيه نفسه فسد عليه عقله ورأيه، وإذا خالف هواه في هذا الأمر وصدع للحق فإن ذلك يطرد الداء عن القلب ويورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه وفي الحديث الصحيح: (ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده)) "
وكل هذا الكلام يكون فى الإعجاب المحرم والوهيبى لم يفرق بين الإعجاب المحرم وهو الإعجاب بالكفار أو الإعجاب للزنى وبين الإعجاب المباح للزواج
ثم اقترح الوهيبى افتراحات لعلاج كا ظنه مشكلة فقال :
ط1 - توزيع الأشرطة والكتيبات التي تدعو إلى محبة الله وعدم التعلق بغيره وترسيخ عقيدة محبة الله والحب فيه والبغض فيه وذلك في مدارس البنات والكليات
2 - عقد الندوات في المدارس من قبل طالبات العلم الشرعي (من مدرسات أو طالبات) للتحذير من عواقب هذا العشق المسمى (حبا في الله) زورا وبهتانا
3 - إلقاء المواعظ والمحاضرات في المدارس من قبل المشايخ وطلبة العلم لتنبيه الطالبات لخطورة مثل هذا الداء والإجابة على استفساراتهن
4 - تشجيع وتوجيه حلقات المسجد داخل مدارس البنات
5 - القيام بدور النصيحة والتوجيه لمن اشتهرن بالإعجاب والإنكار عليهن وتخويفهن بالله من مغبة هذا العشق المحرم
6 - التزام المنتسبات للتعليم بلباس الحشمة وعدم التفنن في التجميل ووضع المساحيق والملابس والقصات (فالمدارس دور للتربية وليست مكانا لعرض الأزياء ونشر الرذيلة) ومعاقبة من يخالفن ذلك
7 - إزالة ومنع ما وجد من مخالفات بأسرع وقت في المدارس كقصة غربية، أو زي مخالف للدين والأنظمة أو الأعراف أو ملابس عليها صور أو عبارات أجنبية أو كتابات على الجدران ومعاقبة من تثبت إدانتها بشيء من ذلك وهذا سيحد من انتشار أسباب الإعجاب والعشق، وغيرهما
8 - أن تكون المدرسات والإداريات قدوة حسنة في الخير لا أن يكن سببا في نشر التسريحات والموضات والأزياء!؟؟ فقد جاء في الحديث: (ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)
نسأل الله أن يحفظ بناتنا ويقيهن أسباب الشر ويبصرهن بدينهن "
وقطعا الوهيبى هنا يحرم ما أحل الله من إباحة الإعجاب بغرض الزواج وهو أمر شئنا ام أبينا ينشغل به الشباب والشابات وحتى الكبار فما ينبغى تعليمه هو :
أن الإعجاب مباح بين الرجل والمرأة طالما كان الغرض منه الزواج
ان الإعجاب لا يجب ان يتطور إلى الزنى المحرم
ان الإعجاب لا يجب أن يتطور إلى أن يكون تشهير أو شهرة بأى طرف
أى يشغل الإعجاب الرجل او المراة شغلا يجعله أو يجعلها تنسى أو ينسى طاعة أحكام الله الأخرى
الكتاب من تاليف عبد الرحمن بن رشيد الوهيبي
استهل الوهيبى البحث بظاهرة اهتمام الشباب بالشابات فقال:
"اتصالات هاتفية من المعجبة تستمر الساعات الطوال دون حاجة
التقليد الأعمى للمحبوبة في كل شيء سواء في الشكل أو طريقة الكلام أو المداومة على لغة الورود مع المحبوبة وتقديم الهدايا
مطاردة محبوبتها في كل مكان، وكثرة محادثتها لغير فائدة، والتفكير الدائم بها "
وهذه البداية والتى بنى عليها الكتاب خاطئة فالمفروض هو ان يتكلم عن الإعجاب بين الرجل والمرأة فى كتاب الله ولكنه افترض ان كل الإعجاب بين الفتاة والفتى او بين الرجل والمرأة حرام
بين الله أن النفس البشرية تعجب بالحسن وهو درجة جمال المراة وحتى الرسل0ص9 كالنبى(ص) ألخير لم تسلم نفسه من ذلك حيث اعجب بحسن بعض النساء وأراد الزواج منهن فاخبره الله بالتالى :
أنه يحرم عليه الزواج منهن إلا إن كانوا من ملك اليمين فقال:
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
إذا الإعجاب بحسن المراة مباح شرط إرادة الزواج
وقد اشترط الله ألا تكون المعجب بها كافرة فقال :
" "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
كما اشترط على المرأة ألا يكون يكون المعجب به كافر فقال:
"ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
إذا الاعجاب مباح سواء للمرأة أو للرجل شرط أن يكون الهدف من الإعجاب هو الزواج
ثم حدثنا الوهيبى عن كون الإعجابمدخل شيطانى فقالك
"(1) انتكاس موازين الحب في الله:
السبب الأول: انتكاس موازين الحب في الله والبغض في الله اللذين هما أوثق عرى الإيمان فاختلط الحابل بالنابل، تأتي إحداهن وتقولها بملء فيها أحبك في الله وهي بعيدة كل البعد عن هذه المحبة وتترفع هذه المحبة منها؛ لأنها تربط ذلك بالنظرات المتلاحقة لمن أعجبت بها، والكلمات الغرامية وغير ذلك، وكان الأولى أن تقول مثلا: (أحبك من أجل شكلك أعجبني، أو أحبك حبا مؤقتا )
نعم هذه محبة، ولكن في أي شيء؟! في المال، أم في الشكل، أم في الجمال، أم في المرح معها؟ المحبة في الله أعز من أن تخط إلى هذا المستوى وسنوضح في بيان علاج هذا الإعجاب مفهوم الحب في الله الحقيقي
غالبا يصدر الإعجاب من الفتاة في وقت تغلب عليها الغفلة وقلة الأعمال الصالحة التي تربط المؤمن بالله تعالى، وتحصنه من الشيطان، فلما انشغل قلبها بمحبوبتها، فتفكر فيها جل وقتها، فكان هذا مدخلا للشيطان عليها "
مفهوم الحب فى الله والبغض فى الله مرتبط بأحكام الله وقد بينا حكم الله فى إعجاب الرجل بالمرأة وانه أمر مباح طالما كان الغرض الزواج ومن ثم لا يمكن ان يكون حسب شروك الله ويكون مدخل شيطانى
ثم قال انه يترتب على إعجاب الفتاة بالفتى والعكس التجمل والتنظف بشكل إسرافى فقال:
"(2) التجمل والاهتمام بالشكل الزائد عن المعقول :
من أسباب الوقوع في الإعجاب تجمل بعض الفتيات من طالبات أو معلمات، تجملا زائدا عن المعقول، مما يؤدي إلى الافتتان بهن، فتلبس الواحدة منهن ما يفتن كالضيق أو المفتوح أو تقص القصات الغربية لشعرها، وتبالغ في ذلك لدرجة تلفت النظر "
وقطعا هذا الامر لا يحدث فى الغالب وإنما هو فى حالات كثيرة لا تنطبق على الطبقات الاكثر فقرا إلا فى النادر عندما تريد الفتاة ان ينتشلها الفتى من الفقر فهى تفعل ذلك للخروج من وضع صعب فى المعيشة
ثم قال ان من بين اسباب الإعجاب المحرم فى رأيه عدم استغلال وقت الفراغ فقال:
"(3)عدم استغلال أوقات الفراغ فيما ينفع، فالشباب طاقة فلا ينبغي أن تضيع فيما لا ينفع، وغالب أسباب وقوع الفتيات في هذه الظاهرة هو فراغ أوقاتهن وكذلك فراغهن الروحي، فمن المؤسف والمحزن أن يشغل هذا الفراغ بهذه الأمور التافهة وفي المقابل نجد الأعداء تجمعوا وتعاونوا في عملهم لتحقيق ما لديهم من غايات وأهداف، والدول الكافرة في سباق دولي في جميع المجالات، وفي تخطيط يستهدف المسلمين
وفي الوقت نفسه نجد أبناء المسلمين وبناتهم يشغلون غالب أوقاتهم في هذه الأمور التافهة وأمثالها، فهذا هو حال أغلب شبابنا مع الأسف!
(ولذلك نجد أن عدد المسلمين ألف مليون ولا أثر لهم على الساحة العالمية سوى الانتصارات الرياضية، فالفراغ والصحة والمال ثالوث مدمر إذا لم يوجد التوجيه السليم)
فلو انشغلت هذه الفتاة بما ينفعها ويملأ فراغها لما وجدت الوقت تلاحق فيه محبوبتها "
كلام الرجل هنا مركز على عدم انتفاع المراهقين والمراهقات بوقت الفراغ وهو كلام ينطبق على كل الناس وليس على مرحلة سنية معينة والرجل غاب عنه ان هذه السن بالذات هى سن لابد فيها من الإعجاب والحب مهما حذر المحذرون ومهما حرم المحرمون وكما قلت أباح الله انشغال الكبار والصغار بالمعجبين والمعجبات شرط ألا يشغلهم هذا عن طاعة الله وأن يكون الإعجاب هدفه الزواج
وبدلا من لزوم الشباب الصغار على ضياع الأمة يجب ان يكون اللوم موجه للكل خاصة الحكام فهم من يشغلون الناس عن الحق بما يقومون به من أفعال غرضها ألا يطبق حكم الله
ثم حدثنا عن انشغال المدرسات ببعض الطالبات دون البعض الأخر فقال:
"(4) اهتمام المدرسات بطالبات دون غيرهن:
الاهتمام الزائد من بعض المدرسات بطالبة معينة لجمالها أو رشاقتها أو تفوقها، فما يؤدي إلى استمالة الطالبة وبالتالي تعلها بها، وقد لا تشعر المدرسة بذلك السبب "
وهو امر قد لا يدخل فى الإعجاب الحبى بين الفتى والفتاة وإنما هو إعجاب بالنفس حيق تعجب الفتاة بذاتها وهو أمر أخر غير ما يتحدث عنه الوهيبى وهو ما يسمونه الاغترار بالنفس
ثم قال عن دور وسائل الإعلام فى المشكلة:
"(5)من أعظم أسباب انتشار هذه الظاهرة (الإعجاب) ما تعرضه وسائل الإعلام بأنواعها من قصص الحب والغرام مما يؤجج في الفتاة مشاعر الحب فلا تجد لها مصرفا سوى هذا الطريق وهذا بالطبع يكون على خطوات حتى يصل بها أحيانا إلى العشق وأحيانا إلى ما حرم الله، قال تعالى: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} والمعجبة غير المحبة في الله أحيانا يصل بها إلى أن تشتهي النظر إلى من أعجبت بها أو محادثتها لمجرد المحادثة أو لمسها بالمصافحة أو المعانقة أو حتى التقبيل عافانا الله من هذا البلاء)"
قطعا ظاهرة الإعجاب لا تتعلق بوسائل الإعلام الحديثة والتى لم تكن موجودة حين أعجب النبى الأخير (ص) بحسن بعض النسوة كما قال تعالى " لو أعجبك حسنهن"
الإعجاب ظاهرة نفسية موجودة فى البشرية منذ آدم (ص)وستظل موجودة وجدت وسائل إعلام حديثة أم لا
ثم حدثنا عن امر عجيب فى الظاهرة فقال:
"(6) ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
من العوامل المساعدة على انتشار هذه الظاهرة هو ترك الإنكار على من ابتلين بهذا الداء، وتعويض ذلك بالحديث عنهن وغيبتهن في المجالس واجتماعات المدرسات مثلا، ولو أن كل من رأى من ابتليت بهذا الأمر فنصحها وبين لها طريق الحق دون جرح لها أو سخرية أو تشهير ورافق ذلك الإخلاص من الناصحة، والموعظة الحسنة لأثمر ذلك كثيرا وحد من انتشار هذه الظاهرة "
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى تلك الظاهرة غير ممكن لأسباب أولها أن الإعجاب ظاهرة نفسية داخلية وهى لا تظهر للواقع إلا فى حالات نادرة كأفعال وثانيها ان الله لم يحرم الإعجاب كما سبق القول طالما الغرض منه الزواج فلا يمكن أن تنهى شابا عن النظر إلى فتاة معجب بها يريد زواجها ولا يمكن أن تمنع فتاة من أن تنظر إلى فتى معجبة به تريد زواجه مع القول الماثور " اذهب فانظر إليها "
الوهيبى اعتبر الإعجاب كله حرام يتطلب علاجا فقال:
"العلاج:
معرفة حقيقة الحب في الله وما هي معاييره وضوابطه والذي تؤجر عليه كما ورد في الأحاديث التي تبين فضل الحب في الله، ومن هذه الأحاديث:
ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - - -: ((يقول الله تعالى يوم القيامة بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))
وفي حديث آخر: ((قال الله عز وجل: المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء))
وفي حديث آخر: ((قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في))
والأحاديث كثيرة في ذلك
ولكن ليس هذا الأجر لأي محبة، بل للحب في الله فما معنى ذلك؟
أي لا أحب من أجل منصب ولا من أجل مصلحة ولا من أجل جمال أو مرح أو زينة، بل أعظم من ذلك، إنه في الله فأحب فلانة؛ لأنها طائعة لله وهذا شيء يحبه الله وأحبها لخلقها الذي يحبه الله، وأفرح لفعلها الخير وأحزن ولا أرض ارتكابها للمعصية، أنصحها إن أخطأت وأقف معها إن كانت على صواب حتى وإن لم أرها دائما، حتى وإن لم ألتقي بها إلا قليلا، فلا يؤثر ذلك على محبتي لها، أعطيها حقوق الأخوة الواجبة لها
(فإذا فعلنا ذلك حصلنا على أجر المحبة في الله)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (حقيقة التوحيد ألا يحب إلا لله وتحب ما يحبه الله، فلا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} فالفرق ثابت بين الحب لله والحب مع الله، فأهل التوحيد يحبون غير الله لله والمشركون يحبون غير الله مع الله)"
الرجل يركز على الحب لله والإعجاب بغرض الزواج من ضمنه فحب أو إعجاب الفتى بالفتاة أو العكس بغرض الزواج هو من ضمن حب الله لأنه طاعة لأحكام الله
والوهيبى يعتبر الإعجاب المباح هو حرام ولذلك عليه عقاب ينبغى الا يعرض المسلم أو المسلمة نفسه له فيقول:
" معرفة عقوبة محبة غير الله لغير الله أو مع الله:
أن تتعرف هذه المعجبة على عقوبة محبة غير الله لغير الله في الدنيا والآخرة وبالتالي تحاول التخلص منها، ففي الدنيا:
1 - الألم والحسرة كلما فارقتها
2 - اشتغال القلب بها وبما لا ينفع، وقد قال العلامة ابن القيم: (ولو لم يكن للقلب المشتغل بمحبة غير الله، المعرض عن ذكره العقوبة، إلا صدأ قلبه وقسوته وتعطيله عما خلق له لكفى بذلك عقولة وقد قال - - -: ((إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد)) قيل يا رسول الله: (فما جلاؤها)؟ قال: ((تلاوة القرآن))
وأما عقوبته في الآخرة: فكل محبة لغير الله ستنقلب عداوة يوم القيامة، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}
3-تقوية الإيمان وبذلك بفعل ما يسبب زيادته من الأعمال الصالحة وتلاوة القرآن وأداء الصلاة بخشوع ودعاء الله تعالى أن يرزقنا محبته ومحبة من يحبه والدعاء أمره عظيم، ننصح من ابتليت بهذا الداء أن تلزمه (ولا يرد القضاء مثل الدعاء) فاحرصي أخيتي على التقرب إلى الله بالعبادات، وقد ورد في الصحيح: (قال تعالى: ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ـ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )
4- واجب المعلمة ويقع على عاتق المعلمة واجب عظيم للحد من هذه الظاهرة وانتشارها:
أ - فيجب أن تعرف أن التدريس ليس مجرد إلقاء درس من المقرر على الطالبات بقدر ما هو توجيه ونصح وإرشاد، يقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فيا معلمات أعددن الفتيات إعدادا إسلاميا، ووجهوهن إلى ما يبعدهن عن هذه التصرفات
ب - على المعلمة ألا تقبل أي هدية تهدى لها من الطالبة حتى ولو صغرت كوردة مثلا أو غيرها؛ لأن ذلك لا يجوز شرعا فهذه الهدية من هدايا العمال وقد قال - - -: ((هدايا العمال غلول))
جـ - عدم قبول الرسائل من الطالبات وخاصة التي تحمل كلمات الإعجاب وما لا يليق، فهناك من المدرسات من تصلها الرسالة تلو الرسالة ولا تنكر عليهن إن لم تكن ترضى، أو ترضى بها
د - عقد الندوات في المدارس لتنبيه الطالبات لخطورة مثل هذا الداء
أ - أن تتذكر هذه المعجبة بأن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، فإذا تركت هذا التعلق وأخلصت النية في تره سيعوضها الله ما هو أعظم منه
ب - أن تتذكر لحظات الاحتضار وأنه قد تحسن خاتمة الإنسان وقد تسوء، فينطق بما تعلق به قلبه، فكيف بك أخيتي وأنت لا تستطيعين ذكر لا إله إلا الله بسبب تعلقك بمحبوبتك التي قد تلهجين باسمها في آخر لحظات حياتك
جـ - ألا تحتقر هذه المعصية وتعلم أن الذنوب تجتمع فتهتك صاحبها
(5) بذل النصح لمن ابتليت بذلك
على كل مسلمة بذل النصح لمن ابتليت بهذا الداء وإيضاح الحق لها؛ لأن في ذلك إنقاذ لها مما هي فيه وهذا من حق المسلم على المسلم
ففي يوم القيامة يتعلق الجار بجاره ومن يراه على منكر ولم ينكر عليه يوم العرض على الله فيقول رأيتني على منكر فلم تنصحني، وتخيلي أخيتي لو أن كل واحدة منا رأت ذلك فأنكرت ونصحت بالتي هي أحسن بدون فضيحة أو تشهير وإذا حدث هذا فلن نرى هذا الانتشار الواسع لهذه الظاهرة
فعلى المسلمة غض البصر عمن تخشى الفتاة الافتتان بها؛ لأن النظر بشهوة محرم ولو كان من امرأة لامرأة، ففيه تهذيب للنفوس والبعد بها عما لا يحل
(7) ترك ما يفتن من الملابس المحرمة
نقول لمن تلبس الملابس الفاتنة: تذكري أنك ستمتحنين في قبرك وستسألين يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة ولا مؤنس لك في قبرك إلا العمل الصالح، هذا الجسم الذي طالما بالغت مبالغة شديدة في العناية به وتجميله بما حرم الله ستحرقه النار ما لم تقيه بالعمل الصالح، وتذكري عند لبسك الضيق ضيق القبر وضمته
من أعظم الأسباب في الوقوع في هذا هو اتباع الهوى فهذه المعجبة بسبب اتباعها لما تهواه وقعت في هذا المحظور وقد يستفحل الأمر غالبا إلى العشق وفي هذا فساد ومرض للقلب فلهذه نقول ما ذكره العلامة ابن القيم:
((إن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه، ومن نصر هواه وما تشتهيه نفسه فسد عليه عقله ورأيه، وإذا خالف هواه في هذا الأمر وصدع للحق فإن ذلك يطرد الداء عن القلب ويورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه وفي الحديث الصحيح: (ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده)) "
وكل هذا الكلام يكون فى الإعجاب المحرم والوهيبى لم يفرق بين الإعجاب المحرم وهو الإعجاب بالكفار أو الإعجاب للزنى وبين الإعجاب المباح للزواج
ثم اقترح الوهيبى افتراحات لعلاج كا ظنه مشكلة فقال :
ط1 - توزيع الأشرطة والكتيبات التي تدعو إلى محبة الله وعدم التعلق بغيره وترسيخ عقيدة محبة الله والحب فيه والبغض فيه وذلك في مدارس البنات والكليات
2 - عقد الندوات في المدارس من قبل طالبات العلم الشرعي (من مدرسات أو طالبات) للتحذير من عواقب هذا العشق المسمى (حبا في الله) زورا وبهتانا
3 - إلقاء المواعظ والمحاضرات في المدارس من قبل المشايخ وطلبة العلم لتنبيه الطالبات لخطورة مثل هذا الداء والإجابة على استفساراتهن
4 - تشجيع وتوجيه حلقات المسجد داخل مدارس البنات
5 - القيام بدور النصيحة والتوجيه لمن اشتهرن بالإعجاب والإنكار عليهن وتخويفهن بالله من مغبة هذا العشق المحرم
6 - التزام المنتسبات للتعليم بلباس الحشمة وعدم التفنن في التجميل ووضع المساحيق والملابس والقصات (فالمدارس دور للتربية وليست مكانا لعرض الأزياء ونشر الرذيلة) ومعاقبة من يخالفن ذلك
7 - إزالة ومنع ما وجد من مخالفات بأسرع وقت في المدارس كقصة غربية، أو زي مخالف للدين والأنظمة أو الأعراف أو ملابس عليها صور أو عبارات أجنبية أو كتابات على الجدران ومعاقبة من تثبت إدانتها بشيء من ذلك وهذا سيحد من انتشار أسباب الإعجاب والعشق، وغيرهما
8 - أن تكون المدرسات والإداريات قدوة حسنة في الخير لا أن يكن سببا في نشر التسريحات والموضات والأزياء!؟؟ فقد جاء في الحديث: (ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)
نسأل الله أن يحفظ بناتنا ويقيهن أسباب الشر ويبصرهن بدينهن "
وقطعا الوهيبى هنا يحرم ما أحل الله من إباحة الإعجاب بغرض الزواج وهو أمر شئنا ام أبينا ينشغل به الشباب والشابات وحتى الكبار فما ينبغى تعليمه هو :
أن الإعجاب مباح بين الرجل والمرأة طالما كان الغرض منه الزواج
ان الإعجاب لا يجب ان يتطور إلى الزنى المحرم
ان الإعجاب لا يجب أن يتطور إلى أن يكون تشهير أو شهرة بأى طرف
أى يشغل الإعجاب الرجل او المراة شغلا يجعله أو يجعلها تنسى أو ينسى طاعة أحكام الله الأخرى