رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب الديمقراطية .. تلك الزفة الكاذبة
المؤلف هو على فريد والكتاب يدور حول أن الديمقراطية ما هى إلا خازوق من خوازيق الكفار للتمكن من حكم بلاد المسلمين بغير حكم الله ويبدأ المؤلف بمقدمة جميلة وهى أنه لا يعرف حقيقة الأمر إلا من رآه وعاشه فيقول:
"الذي بعثوه بورقهم إلى المدينة لينظر أيها أزكى طعاما؛ اكتشف الفاجعة!!
والذي قال لهما:"يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك" اكتشف- وهو العزيز- أن زوجته ليست عزيزة!!
والذين دلتهم على موته دابة الأرض تأكل منسأته؛ عرفوا حقيقتهم بعدما لبثوا في العذاب المهين!!
أبشع ما يمكن أن يحدث لك أن تطول مدة وهمك .. وأبشع الوهم الوهم المقدس؛ طوله عنا، وقصره ضنى، وأنت بين العنا والضنى كالسائر في أرض شوك موحلة؛ إن اتقى الشوك لم يسلم من الطين، وإن اتقى الطين لم يسلم من الشوك.
الوهم متاهة الشيطان .. دركات بعضها فوق بعض، في كل دركة عالم من الرغبة والرهبة، تسلمك الدركة لأختها؛ ترى خيرا فيه بعض الشر، ثم ترى شرا فيه بعض الخير، ثم شرا محضا لا خير فيه؛ يستزلك له الشيطان ببعض ما كسبت يداك؛ فإن دلفت بوابته فلن تلبث أن تصل قعره!!"
والمستفاد أن الفرد طالما هو بعيد عن الأمر فهو لا يعرف حقيقته ومن ثم يكون فى الغالب واهم يعتقد أوهام لا يفيق منها إلا حين تداهمه الحقيقة وهى المصيبة الفاجعة فى حالتنا
ويقرر على فريد أن الديمقراطية تبغض الإسلام فهو ليس جزء منها والإسلام يبغض الديمقراطية بمعنى أنها ليست جزء منه فيقول:
"لا وجود للإسلام في الديمقراطية ..
ولا وجود للديمقراطية في الإسلام ..
من قال لكم غير هذا فلا تصدقوه ..
إن كان عالما فهو كاذب، وإن كان جاهلا فحسبكم جهله!!
الديمقراطية- عند التحقيق- كفر محض لا فرق بينها وبين السجود للات والعزى وهبل؛ إلا كالفرق بين الإلحاد والعلمنة؛ كلاهما يسلم للآخر:
الإلحاد ينفي الموجد عن الوجود ..
والعلمانية تقصي الموجد عن حكم الموجود ..
والديمقراطية ترهن إرادة الموجد بإرادة الموجود ..
ومن أثبت الله وأقصى حكمه كان كمن نفى الله وأنكر وجوده؛ فإن ربا لا يحكم ولا يتصرف هو والعدم سواء!!
ومن رهن إرادة الله بإرادة خلقه سلبه ألوهيته وأضفى على خلقه ما سلبه منه؛ فصار الله- بذلك- خيارا ضمن خيارات؛ لا أمره أمر ولا نهيه نهي، وللناس "الخيرة من أمرهم"؛ إن قبلوا حكمه فعلوه، وإن رفضوا حكمه عطلوه .. فأي إله هذا الذي الإلحاد ينفيه، والعلمانية تقصيه، والديمقراطية تجعله خيارا لعبيده
ومواليه؟!
الديمقراطية بنت العلمانية، والعلمانية بنت الإلحاد، ويوشك من خطب هذه أن يتزوج تلك؛ فيجمع بين أختين من شر أب!!"
بناء على ما سبق فالديمقراطية هى كفر مماثل لعبادة الأوثان لعبادة عدة أرباب ..ففيها الله ودينه خارج المعادلة لأنها تعنى حق التشريع للناس فكما اخترع المشركون والكفار أحكام أديانهم فأهل الديمقراطية يخترعون دينهم بالتشريع
ويضرب على فريد أمثلة على استبعاد شرع الله وتحكيم البشر فيه بدلا من أن يكون هو حاكمهم فيقول:
"حين تدعى إلى المشاركة في التصويت على مساواة المرأة بالرجل في الميراث، أو التصويت على ما يزعمونها حقوقا للوطيين؛ فهذه صورة ديمقراطية خالصة لا إشكال فيها .. إن ذهبت فشاركت- رفضا أو قبولا-؛ فقد كفرت بالإسلام وآمنت بالديمقراطية، وإن رفضت المبدأ من أساسه- لعلمك أن هذا معلوم من الدين بالضرورة لا يجوز مجرد المشاركة في الاستفتاء عليه-؛ فقد كفرت بالديمقراطية وآمنت بالإسلام!!
ليس هناك صورة أظهر سوادا ولا بياضا من هذه الصورة، ومهما حاول الإسلاموقراطيون تلوين مساحات الكفر السوداء في هذه الصورة بألوان الإجراءات والآليات الخضراء؛ فلن يستطيعوا طمس معالم الكفر الأسود فيها.
إذا رأيت إسلامقراطيا يصر على سحب أوهام نفسه عن الإسلام إلى الديمقراطية، أو سحبها عن الديمقراطية إلى الإسلام؛ فاعلم أن هذا الطيب إنما أتي من أمرين لا ثالث لهما: ضغط الواقع، وقصور قدراته العقلية ..
ضغط الواقع يدفع للترقيع، وقصور القدرات العقلية يمنع من إدراك أصل المسألة .. وكلا الأمرين يصح أن يكون نتيجة وسببا لا يدرى- أحيانا- أيهما السبب وأيهما النتيجة .. تماما كالجدلية المربكة عن أولية البيضة أو الدجاجة!!
في محاولته لجعل الديمقراطية شورى والشورى ديمقراطية؛ يغفل هذا الطيب أو يتغافل عن اختلاف المركز في المنهجين؛ فالمركز في الشورى هو الله، أما في الديمقراطية فهو الشعب- وليته كان- وبحسب المركز تكون الأطراف، وبحسب المنطلقات تكون النتائج!!"
وفى الفقرة السابقة على من اعتبروا الشورى هى الديمقراطية وهى أمور مختلفة فالشورى هى حق أعطاه الله للناس فى بعض المسائل التى يكون فيها خيارات عديدة مثل زواج البنت حيث يتشاور الأبوين معها فيمن يختارون كزوج لها من بين عدة أفراد ومثل أن يجتمع أهل التعليم للنظر فى مسألة تعليمية ومثل أن يجتمع المجاهدون لرسم خطة الدفاع او الهجوم ومثل أن يتشاور الوالد مع ابنته التى طلقت ولم يدخل بها للنظر فى اعادة النصف الثانى من المهر للمطلق أم لا بينما الديمقراطية تقول أن الشعب أعطى كله أو بعضه حق احتيار القرارات دون رجوع لأى أسس سوى الأغلبية التصويتية
ويحدثنا فريد عن الخبث الذى يسمى خداع الديمقراطية فيقول:
"أخبث ما في الديمقراطية أن خبثها شديد الخفاء شديد الوضوح؛ (كالنظارة)؛- لطول ملازمتها وجهك- تصبح كأنها عضو فيه؛ فتبحث عنها- أحيانا- وهي فوق أنفك!!
تسحرك الديمقراطية بآلياتها وإجراءاتها وانتخاباتها وصناديقها وحريتها ومساواتها؛ فتظن أن تلك الأشياء هي الديمقراطية؛ فإذا سمعت من يصفها بالكفر؛ انتفضت كالملدوغ مستنكرا أن تكون الحرية والمساواة والاختيار والاستفتاء وحكم الشعب لنفسه كفرا؟!
وليس غالب هذا كفرا؛ ولكنهم سحروا عينيك بروضة غناء نبتت في مستنقع، وسقوك ماء المستنقع مقطرا؛ فنسيت أصله الخبيث بطعمه المستحدث!!
كفر الديمقراطية في فلسفتها الأيدلوجية وليس في (غالب) إجراءاتها العامة التي يمكن أن توجد فيها وفي سواها .. وفلسفتها تقول لك: الديمقراطية هي: حكم الشعب للشعب بما يختاره الشعب؛ فما أقره الشعب وجب إقراره حتى لو حرمه الله، وما رفضه الشعب وجب رفضه حتى لو فرضه الله؛ فصار الشعب بذلك
إلها يشرع لخلق لم يخلقهم، وصار الله بذلك- وحاشاه جل وعلا- مجرد خيار لخلقه الذين خلقهم .. والله جل وعلا لم يقل: وربهم شورى بينهم؛ بل قال:" وأمرهم شورى بينهم"، ولم يقل: وشاورهم في الله، بل قال: "وشاورهم في الأمر". ولم يقل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الشعب ودستوره أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، بل قال:" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"."
إذا الديمقراطية تجعل الناس أربابا سواء كان الكل يشرع أو النخبة المختارة التى تشرع وهى لا يهمها فى التشريع موافقة ما أراد الله أم لا بينما الإسلام أن تختار ما اختار الله بمجرد أن تقول أنا مسلم فليس لك حرية بعدها وفى هذا قال فريد:
"لك- كإنسان- أن تختار أي دين تريد، "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، فإذا اخترت الإسلام دينا فليس لك بعده- كمسلم- أن تختار غير شريعته حكما ونظاما؛ فإذا زعمت- وأنت مسلم تحققت فيك الشروط وانتفت عنك الموانع- أنك حر في اختيار شريعة غير شريعة الإسلام؛ فقد صدقت بعض الصدق في كونك حرا وكذبت كل الكذب في كونك مسلما .. كيف تعطي لنفسك حرية الخروج عن شريعة الإسلام ثم تمنع الإسلام من حرية تسمية هذا الخروج كفرا؟! من أنت لتفرض على الإسلام أهواءك ثم تجبره على أن يبقيك ضمن دائرته؟!"
ويحدثنا فريد عن كون الديمقراطية فى النهاية هى لعبة النخبة والمراد حكم الأغنياء فى النهاية فهم من يحركون افراد الشعب كقطع الشطرنج فهم يوهمون الكل أنهم متساوون ولكن التشريعات التى تصدرها النخبة دوما ما تكون فى صالحها وليس فى صالح الشعب وفى هذا قال :
"لقد أوهموك أن الديمقراطية هي إجراءاتها وآلياتها فرحت تلوك مصطلحاتها الضخمة عن الحرية والمساواة وحكم الشعب لنفسه .. وليتهم- حين خدعوك بهذا الكفر المأسلم- جعلوا الشعب حاكما على الحقيقة، أو أفهموك ماهية هذا الشعب الذي تقضى الأمور باسمه وليس له فيها ناقة ولا جمل .. إنما هي النخب العسكرية والاقتصادية والإعلامية التي تتلاعب بعقول الشعب فتجعل الحق باطلا والباطل حقا ثم توجه العامة والغوغاء وأنصاف المتعلمين إلى اختيار بعينه- يختار لهم- ويظنون أنهم أحرار في اختيارهم!!
الإنسان كائن عقائدي لا يمكن أن يعيش- غالبا- بغير دين حتى لو كان دينا كاذبا، ولو فتشت وراء غالب هذه الأفكار التي تموج بالبشر ويموج بها البشر في شتى مناحي الحياة؛ لوجدت دينا ما، أو فلسفة ما، أو عقيدة ما!!
لن تستطيع- واقعا- نزع أي مذهب من أصله الفلسفي لتكتفي بآلياته وإجراءاته، كما لا يمكن للآليات والإجراءات أن تخلو تماما من انعكاسات الأصل الفلسفي عليها .. قد تتفق بعض آليات الشيوعية مع بعض آليات الديمقراطية؛ لكنك ستلمس بوضوح بصمات المنهجين في آليات هذه وتلك .. بل إن ظهور المذهب بثوب مختلف في فرع غير أصله الفلسفي سيشير بالضرورة إلى الأصل الفلسفي؛ تماما كما تشير الفكرة الحداثية الأدبية الحمقاء عن (موت المؤلف) إلى الفكرة الفلسفية الأيدلوجية الكافرة عن (موت الإله)؛ هذه من تلك وإن تمظهرت في الأدب بغير مظهرها في الفلسفة!!
الآليات اجتهاد بشري خاضع للزمان والمكان والظروف والسياقات، ولكن من المحال عقلا وواقعا أن يختفي الأصل العقدي تماما من آلياته؛ وإلا كان الأصل ناقصا غير مكتمل .. الإسلام دين قانونه الشريعة (الحكم لله، والسيادة للشريعة، والسلطة للأمة)؛ وحين يطبق هذا القانون بإجراءاته وآلياته الخاضعة للاجتهاد البشري لن يطبق إلا من خلال اتكائه على الأصل العقدي له، وكل إجراء يتعدى الاجتهاد فيه دائرة أصله لا يعول عليه؛ لأنه يسقط الأصل أو يشوهه .. وأغلب الظن أن الإيغال في تتبع الآليات والإجراءات بغير تحرز وضبط شديدين؛ سيصل بنا إلى الحوم حول حمى المباديء الكفرية ذاتها، ومن حام حول حمى يوشك أن يرتع فيه؛ تماما كما رتع قسطنطين بالنصرانية في الوثنية فأخرج للناس دينا (وثنصرانيا) ليس فيه من النصرانية سوى الأسماء!!"
وتحدث المؤلف عن خداع الفرق المختلفة فى بلادنا لما يسمى التيار الإسلامى فى موضوع الديمقراطية فقال:
"كان العلمانيون والليبراليون يشغبون على الإسلاميين فيذكرونهم أن الديمقراطية ليست صناديق اقتراع فقط؛ بل أصولا فلسفية خاصة وقواعد مبادئية عامة لا بد من التوافق عليها قبل الوصول لمرحلة الاقتراع .. وما رأيت أحدا منهم بدأ بخدعة الآليات الإجرائية إلا انتهى إلى الفلسفة دون أن يدري، حتى صرت أشك أن المؤمن بالآليات دون الفلسفة كائن خرافي لا وجود له كالغول والعنقاء والخل الوفي!!
ثم هب أن الآليات متوافقة مع الإسلام أو لا يرفضها الإسلام .. لماذا نصر على استخدام المصطلح الغربي؟!!
المصطلح هوية .. والهوية: دين ولغة وثقافة وحضارة؛ فكأن المصطلح مرآة تعكس الهوية بأجزائها مفرودة في صور، أو إضبارة تختزل أجزاء الهوية بكليتها مكثفة في حروف .. مصطلحات كل قوم هويتهم، وبقدر استخدامك مصطلحا بعينه بقدر علو هوية هذا المصطلح وأهله في نفسك وسفول نفسك وهويتك فيها؛ فإذا استخدمت مصطلح قوم فقد غلبت- دريت أو لم تدر- دينهم على دينك، ولغتهم على لغتك، وثقافتهم على ثقافتك، وحضارتهم على حضارتك .. وأي شيء يبلغه الغالب في المغلوب أكثر من هذا؟!"
وانتهى فريد إلى أن الشورى والديمقراطية لا يمكن لهما الاتفاق فتظل الشورى فى إطار طاعة الله حيث يختار الإنسان ضمن اختيارات أعطاها الله بينما الديمقراطية اختيارات إنسانية محضة لا تعود أحكام الله أبدا وفى هذا قال :
"(الديمقراطية والشورى) مصطلحان متضادان بالكلية ينتميان لحضارتين مختلفتين بالكلية، ويحملان في حروفيهما حمولات وإيحاءات وظلالا تاريخية وعقدية وثقافية ولغوية وحضارية لا يمكن- بهذه الحمولات والإيحاءات- أن يمتزجا في نفس إنسان وروحه وعقله أبدا!!
المصطلح احتلالي بطبعه، يحمل وجه حضارته وفلسفتها .. هو شعارها ودثارها؛ تماما كورقة العملة أو أعلام البلدان؛ رموز موحية مختزلة في ورق أو قماش أو حروف أو مخترعات .. وهو- بحسب الأنا والآخر- أداة احتلال وتبعية واستلاب، ونقيضه أداة مقاومة وأصالة وتحرر .. وهنا تكمن مراوغة المصطلح كما تكمن خدعة المصطلحين؛ فالذين سموا الاحتلال استعمارا أرادوا تخفيف وقعه البغيض على النفوس، تماما كما سموا (اللوطية) (شذوذا) ثم (مثلية)؛ ليخففوا بشاعة انتكاس الفطرة في النفوس؛ فمصطلح اللوطية يشيع في النفس إحساسا جارفا بالإثم الديني يتبعه نفور مجتمعي، ومصطلح الشذوذ يسقط الإحساس بالإثم الديني ويثبت فقط معنى مخالفة المجتمع عرفا وتقاليدا .. أما مصطلح المثلية؛ فهو مصطلح محايد تماما يخلو من إيحاءات الإثم الديني والمخالفة المجتمعية معا، بل ويميل إلى دفع الناس لقبول اللوطيين وتقبلهم .. وقس على هذه الأحابيل الخادعة ما يحدث في مصطلحات كثيرة، مثل: حقوق الإنسان، وتحرير المرأة، والمشروبات الروحية .. وغيرها من المصطلحات التي يرققون بها بشاعة ما يرتكبون فيها!!"
وفى الفقرة السابقة يقرر فريد أن الكفار استبدلوا تعاريف الإسلام بتعاريفهم لتخفيف وقعها على الناس فبدلا من الشركية تسمى الديمقراطية كما تسمى الخمر المشروبات الروحية وكما يسمى زنى الرجال بالشذوذ والمثلية وبين أن المسلم لابد أن يتمسك بتعاريف الله فقال:
"إن استعلاءنا بمصطلحات ديننا هو الخطوة الأولى لاستعادة هويتنا التي تمثل الدين واللغة والثقافة والحضارة، وليس هذا رفضا للآخر أو احتقارا له؛ بل هو اكتفاء ذاتي بما نملك .. وما نملك عظيم لو تدبرناه!!"
وتحدث فريد عن كون اجراءات الديمقراطية تؤدى بنا فى النهاية إلى اقرار الكفر بحجة الأغلبية التصويتية فقال:
"دونك هذه الإجراءات فأخبرني أين الإسلام فيها:
غضب البعض لمجرد الدعوة إلى مناقشة مساواة المرأة بالرجل في الميراث، أو الاستفتاء على ما يزعمونها حقوقا للوطيين .. وإنه والله لغضب حميد محمود يدل على وجود بقية عقل إن كان قد ذهب الدين .. ولكن أليست هذه هي الديمقراطية الإجرائية التي تريد؟! أليست هذه هي الآليات؟! إنها مجرد مناقشة!!
- ولكن شرع الله لا يناقش!!
- من تحدث الآن عن شرع الله؟! نحن نتحدث عن الديمقراطية!!
_ ولكن الديمقراطية التي أفهمها وأريدها لا تخالف شرع الله، هي مجموعة من الإجراءات تنظم حياة الناس ضمن الأطر الدينية!!
_ لا، هذه ليست الديمقراطية، أنت تتحدث الآن عن الشورى .. الشورى: حكم المسلمين للمسلمين وغيرهم بشرع الله .. الديمقراطية: هي حكم الشعب للشعب بما يختاره الشعب؛ فإذا اختار الشعب نظاما معينا للحكم فلا راد لاختياره، سواء أكان هذا النظام موافقا أم مخالفا للإسلام .. الشعب هو البدء والمنتهى!!
_ ولكن، أين الله؟!
_ في السماء!!
_ أنا لا أمزح!!
_ ولا أنا .. إذا زاد عدد المصوتين على إعطاء اللوطي الحق في اللواط؛ فإن الديمقراطية لا تفرض عليك ذلك حسب؛ بل وتفرض عليك أيضا تقبل لوطيته بصدر رحب والكف عن تسميته لوطيا!!
- ولكن الله يقول غير ذلك!!
_ نحن نتكلم عن إرادة الشعب ورغباته فقط!!
- ولكن الله ...
- نعم، الله موجود ولكنه ليس الحكم هنا، الصندوق هو الحكم، ألم ترض بالصندوق ابتداء؟! ألم تجعله مصدر الأمر وقطب رحاه؟!
- نعم، جعلته كذلك، ولكن فيما لا يخالف شرع الله!!
- ما هذا العبث .. قلت لك هذه ليست ديمقراطية!!
- ولكن الديمقراطية فيها (مباديء فوق دستورية) لا يجوز مناقشتها أو المساس بها!!
- هذا صحيح تماما، ولكن .. حتى هذه المباديء لا بد أن يتفق عليها الشعب أولا .. مرد عدم المساس بهذه المباديء هو الشعب وليس الله؛ فإن وافق الشعب فبها ونعمت، وإن لم يوافق فلا يجوز فرض مباديء معينة عليه لأن مجموعة من المتخلفين القادمين من عصر الجمل أرادت ذلك!!
- ولكن الله والإسلام ..
- لا تكثر الكلام، الشعب هو البدء والمنتهى، هل أنت موافق؟!
- لا، لست موافقا ..
- جميل جدا، الديمقراطية أيضا فيها معارضة، أنشيء حزبا سياسيا معارضا ضمن الإطار الديمقراطي، واعلم أننا سنناقش في برلماننا كل شيء؛ حتى الصلاة إذا كانت ستعطل الإنتاج سنمنعها إن رأت الأغلبية ذلك، ولتصل أنت في بيتك حين تعود إليه مساء!!
- ولكن، هذا كفر!!
- ربما .. ولكنها إجراءات الديمقراطية التي صدعت رؤوسنا بالمطالبة بها!!
***
هذه هي الصورة على الحقيقة .. ومهما حاولنا تجميل قبحها أو أسلمة كفرها فلن نستطيع .. لقد قالها رفعت المحجوب قديما- كما ذكر أبو مصعب السوري عليه من الله شآبيب الرحمة حيا ومنتقلا- حين رفض ممثلو الإسلاميين في مجلس الشعب التصويت على قانون مخالف للشريعة، ولما تم إقرار القانون لقلة أصواتهم؛ أخبروا المحجوب أنهم يبرؤون إلى الله من هذا القانون المخالف للشريعة؛ فذكرهم بالقاعدة الدستورية التي تقول: إن القانون لا يأخذ شرعيته إلا من طرحه للتصويت قبولا ورفضا .. ورفضهم للقانون وفق معايير الديموقراطية هو سبب إقراره؛ فقد أتيحت الفرصة للاستفتاء عليه تأييدا ومعارضة؛ فصاروا بتصويتهم بالرفض مشاركين دستوريا في إقرار قانون محرم دينيا!!!"
إذا فى النهاية الديمقراطية تؤدى لاقرار الكفر فى النهاية وبين فريد أن التيار الذى سمى نفسه إسلاميا عندما دخل اللعبة انتهى به الأمر لكونه شارك فيما لا يقره وأتاح للكفار فرصة التباهى بكونهم لهم حرية الرأى وفى هذا قال :
"يا الله .. إنه خلاط التفاصيل الذي ضربوهم فيه .. إنه النظام العالمي الذي ظنوا- واهمين- أنهم يستطيعون خلخلة أصوله من داخله فخلخل هو أصولهم وأسقطها .. إنه روضة المستنقع التي أعجبتهم خضرتها فدخلوها فدوخهم عفن رائحتها فلما لم يستطيعوا الخروج منها اعتادوا العفن!!ظنوه تدرجا فكان استدراجا .. ظنوها حديبية فكانت أحدا!!وضع الكفار لهم أصول اللعبة، وحددوا لهم مسارات الحركة، واستدرجوهم ببعض المكاسب التافهة؛ فصاروا يرون قطعة الجبن ولا يبصرون الفخ، وكلما حاولوا التملص والخلاص وضعوا لهم قطعة جبن أخرى في فخ آخر .. وهكذا دواليك حتى تحولوا هم أنفسهم إلى فخ بلا جبن يصاد به غيرهم؛ فكسب الكفار بهم ثلاثة مكاسب لم يكونوا يحلمون بها:
استنزفوهم عقديا حتى تماهت أطروحاتهم مع أطروحات العلمانية الكافرة، واستخدموهم سياسيا لإضفاء الشرعية على الأنظمة الكفرية العميلة، وسوقوهم دينيا للتشويش على القوى الإسلامية الأخرى وإحباط حركتها واتهامها بالاختراق والعمالة!!
لقد صاروا إسلامقراطيين يعبدون الشعب والصندوق من دون الله ويتنازلون عن كل ما لا يمكن التنازل عنه من أجل الكفر الذي اقتنعوا أنهم سيصلون به إلى الإيمان .. وحين وصلوا- وأعطاهم الشعب أصواته ورضي بعجرهم وبجرهم-؛ لم يكونوا يملكون من القوة ما يحافظون به على مكاسبهم التي تلبسوا بالكفر من أجلها؛ فخسروا عنب الشام وبلح اليمن، وظهرت الديمقراطية على حقيقتها .. ظهرت أنيابها ومخالبها .. وأغلق النظام العالمي الديمقراطي المجال العام وفتح المعتقلات والقبور .. ثم أبقى مسارات محددة سلفا لبقية السيف وسقط المعتقلات والقبور ليستخدمهم من جديد- كما استخدم إخوانهم من قبل- حتى ينتهي من حفر قبور جديدة وبناء معتقلات أخرى!!
الكفر الذي تلبسوا به لم يوصلهم إلى الإيمان الذي توهموه .. ونحن- وإن عذرنا الأوائل بالجهل حين خدعتهم الديمقراطية بالحرية والمساواة- كيف سنعذر الأواخر به وقد ظهرت الديمقراطية على حقيقتها بالأنياب والمخالب؟!
إن كان هؤلاء الأواخر أجبروا على هذا فمن أدخلهم المنظومة ابتداء؟! وإن كانوا لم يعرفوا الواقع قبل الدخول فها قد عرفوه بعد الدخول، فهل يستوي الحفاظ على مكاسب متوهمة ستنزع منهم عما قريب بالأنياب والمخالب مع شرعنة الكفر من خلالهم بالحرية والمساواة؟!
ويكأن الراعي لا يزال يسمن الأغنام للذبح، وويكأن الأغنام لا تزال ترتع وتشكر الراعي!!
الذي قال: "صدق الله وكذب بورقيبة" انتقل إلى رحمة الله غير مبدل أو متخاذل وجاء بعده قوم لم يكتفوا بمناقشة ما لا يناقش؛ بل صوتوا- وهم الأغلبية- على مساواة المرأة بالرجل في الميراث، وزواج المسلمة بالكافر، وإقرار قانون تخفيضات الجمارك على الخمور .. ثم رفعوا الجلسة لأداء صلاة المغرب!!هذا- والله- الوجع المعتق!!
يذكرني (حم) والرمح شاجر
فهلا تلا (حم) قبل التقدم؟!
عبث أنف الهالك شنودة أن يقارف مثله حين رفض حكم المحكمة بإنفاذ الطلاق لعلة غير علة الزنا؛ وضرب بحكمها وبالقانون وبالدولة عرض الحائط قائلا: "لن نخالف القانون الإلهي، ولا أحد يفرض قوانينه علينا."!!ولا قارفه رئيس الوزراء الأسباني حين قال:" الديمقراطية التي تخالف الدستور أو تتجاوزه لا نعترف بها"!!ولا قارفه ألكسندر دوبريندت أحد أبرز شخصيات حزب الاتحاد المسيحي الألماني حين قال:" تراثنا المسيحي ليس خاضعا للنقاش، ومن غير الوارد إضافة يوم عطلة إسلامية في ألمانيا."!!وفي الوقت الذي تصوت فيه أنجيلا ميركل وحزبها على قانون اللواط بـ (لا)؛ يصوت النواب المسلمون في البرلمان الألماني على القانون بـ (نعم)؛ لأن اللوطيين يساعدون المسلمين في الحصول على مطالبهم .. هكذا إذن .. اعبد ربنا سنة ونعبد ربك سنة!!لا زلت أذكر كلام بعض إخواننا الطيبين حين كنت أحذرهم من هذا الفخاخ؛ فيقولون:" إنه لا يتصور في مجتمعاتنا التي يغلب عليها الإسلام أن يوافق المسلمون على تشريع يصادم صريح القرآن وصحيح السنة؛ بل إن هذا مستحيل أيضا من الناحية الإجرائية لأن كل الدساتير الوضعية في الدول العربية- على ما فيها من عوج- تنص على عدم مصادمة أصول التشريع الإسلامي."!!آه يا وجع المعرفة!!ها قد أقر الإسلاميون أنفسهم- في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة- بما يصادم صريح القرآن وصحيح السنة .. فأين أساطير الدساتير عن خوابير الدياجير!!"
فى الفقرات السابقة بين أن المشاركين فى الديمقراطية ممن يسمون بالتيار الإسلامى صاروا فى النهاية إلى المشاركة فى الكفر بأحكام الله من خلال اقرارهم بقوانين كافرة أو من خلال جعل الأنظمة الكافرة التى تحكمنا أنظمة شرعية تستند كما يقولون إلى الانتخابات
وتحدث فريد عن كون الديمقراطية خداع خداع لتقرير حكم كافر فى بلاد المسلمين فقال:
إنهم يخدعوننا ..
الديمقراطية لم تكن بالنسبة لنا نظام حكم قط؛ بل كانت حصان طروادة .. إعادة تموضع لفرسان معبد في حملة صليبية .. رشقة نيران أخيرة لتنظيف أرض المعركة .. حركة التفافية لفتح ثغرة فكرية في روح المسلم وعقله .. وحين لوثوا العقل وشوهوا الروح هان على المسلمين هدم حصونهم بأيديهم وأيدي المشركين في الوقت الذي يعود فيه المشركون إلى عقائدهم وهوياتهم!!
ما يسمى الكنيست الإسرائيلي يقر قانون القومية الذي يجعل ما يسمى إسرائيل دولة يهود فقط، ويحدد القدس عاصمة لها، ويمنع استخدام تاريخ غير التاريخ العبري في المعاملات الرسمية، ويحول اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة ذات وضع خاص، ويضع الديمقراطية في المرتبة الثانية بعد يهودية الدولة!!الديمقراطية أداة حرب وليست نظام حكم .. وقد استخدموها في كل بلد بما يوائم سياقاته للسيطرة عليه؛ بل استخدموها هوية لهم ضد الشيوعية، وروجوها في العالم الإسلامي ليكسبوا بوهم حريتها ومساواتها وعدالتها عقول المسلمين .. وحين فتحت للإسلاميين بعض المجال العام ووصلوا بها إلى الحكم؛ عادوا فأطبقوا عليهم بالانقلابات العسكرية المباشرة، أو بالتفاصيل الديمقراطية الكفرية التي تضع المسلم أمام خيارين: عقيدته مع خسارة المكاسب، أو مكاسبه مع خسارة العقيدة .. ولعمري إن هذا لأبشع من الانقلابات العسكرية المباشرة!!حرية التعبير لم تمنعهم من البطش بجارودي وغيره حين شكك في المحرقة!!حرية الاستفتاء لم تمنع ألمانيا الديمقراطية من رفضها السماح للأتراك المتواجدين فيها بإجراء عمليات تصويت في القنصليات التركية بألمانيا على إعادة العمل بعقوبة الإعدام معللة ذلك بمخالفته للقوانين الألمانية والقيم الأوربية .. رغم أن معاهدة فيينا 1961 م أعطت الحصانة للمقرات الدبلوماسية والقنصلية!!"
وبين فريد أن الديمقراطية فى بلادنا خدعة كبرى غما وصل التيار الذى يسمى الإسلامى مرة إلى سدة الحكم إلا وقاموا بمنعه من الحكم إما بحكم تسليمه الحكم وأما بالانقلاب عليه عسكريا ومن ثم فالوصول لحكم الله عن طريق الصناديق غير ممكن لأن الكفار سيتصدون له وفى هذا قال :
"احترام خيار الشعوب لم يمنعهم من تدبير الانقلابات أو دعمها في كل بلد أرادوا السيطرة عليه وعلى ثرواته: من إيران مصدق، إلى مصر مرسي، مرورا بـ تشيلي، وغواتيمالا، والأرجنتين، وهاييتي، وهندوراس، والبرازيل وفنزويلا، وتركيا!!
زعم المساواة لم يدفعهم للبكاء على الآلاف المؤلفة التي يقتلونها في مشارق الأرض ومغاربها بأيديهم أو بأيدي عملائهم، كما بكوا على قتلى شارل إيبدو!!حرية المعتقد والمرأة لم تمنعهم من حظر النقاب أو الحجاب في بعض ديمقراطيتهم أو تشويهه والانتقاص منه في ديمقراطيات أخرى!!الديمقراطية ليست إجراءات .. إنها فلسفة وعقيدة ودين .. عقيدة ربها الأنا ونبيها الهوى وقبلتها المصلحة .. وهي بإطلاقاتها العلمانية ستدمر البشرية، كما ستدمرها بتقيداتها التشريعية؛ فحين يقصى الله عن الوجود ليصبح الإنسان رب نفسه لن يقف أمام إفساده شيء، وحين يستأثر الإنسان بحق التشريع يفسد نظام الدنيا بأهوائه المتقلبة ومصالحه المتباينة؛ فلا يبقى مرجع يرجع إليه سوى الهوى والمصلحة .. وأي نظام يقوم على الهوى والمصلحة؟! .. من أنف من عبودية الله استعبده الله لكل شيء!!
إني لأعلم أننا- لطول تقلبنا في حمأة الديكتاتورية والطغيان- نشتاق العدل الذي قامت عليه السموات والأرض .. وهذا مطلب فطري لا ينكره أحد .. بل إننا- كمسلمين- مأمورون ببذل الجهد والجهاد لتحقيق إعمار الأرض بالعدل من خلال تحقيق العبودية لله وحده .. بيد أننا نخطيء بشدة حين نظن أن استخدامنا لمنهج ثبت أركان الطغيان عندنا سيحقق لنا العدل المنشود والكرامة الضائعة والحرية المؤودة .. ولئن خدعنا مرة فلا يجوز أن نخدع أخرى."
ومن ثم اتضحت الصورة للكل وهو انه لا يمكن الوصول لحكم بلد بحكم الله عن طريق الديمقراطية ومن ثم فلا حل سوى الحرب نفسها بالسلاح أو التجمع بالهجرة لبلد ما والتمكن منه بقوة السلاح وساعتها يمكن من تلك المنطقة البداية الصحيحة كما فى الهجرة للمدينة
وبين فريد أن التيار الذى سار فى طريق الخطأ طريق الديمقراطية عليهم أن يعرفوا أن نواياهم الحسنة لا تكفى فهم يشاركون فى تثبيت الأنظمة الكافرة فى الحكم بالمشاركة فى لعبة الديمقراطية ومن ثم عليهم الخروج منها وفى هذا قال فريد:
"المعافرون في الطريق الخطأ قد يشكر جهدهم وجهادهم، وتقدر تضحياتهم ونضالاتهم، ولكنهم- في النهاية- ليسوا أكثر من "عاملة ناصبة" يزرعون البحر ويغزلون الهواء ويبنون على الرمل .. وحقيق بمن وضحت له الطريق ألا ينكر فضل من خلصت نيته وبذل وسعه منهم؛ فلو لم يكن لهم من فضل سوى أنهم أرشدونا بخطئهم إلى الصواب؛ لكفاهم ذلك فضلا!!
نحن كغيرنا من الأمم تجري علينا سنن الله كما جرت عليهم، ولكننا- لضغط الواقع ومعايشة أهوال التفاصيل- نتعجل النصر؛ فنتعلق بالأوهام ونضل عن سواء السبيل؛ فيردنا الله إلى سبيله بالمصائب ويربينا بالمحن حتى لا يبقى في قلوبنا سواه، ولا بين أعيننا سوى طريقه!!"
وبين الرجل فى النهاية أنه لا طريق سوى تحكيم شرع الله فقد فشلت كل الطرق ولكنه لم يوضح الطريق المفروض على ذلك التبار سلوكه فقال :
"اجتهد أوباش الترك في اعتناق الطورانية، كما اجتهد أوشاب العرب في اعتناق العروبية .. حكم العرب الدنيا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحكم الأتراك الدنيا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحكم اليهود الدنيا بسليمان صلى الله عليه وسلم!!تخلى العرب عن محمد صلى الله عليه وسلم ليحصلوا على الغساسنة، والمناذرة، وجمع لا يكاد يحصى من آباء رغال .. وتخلى الأتراك عن محمد صلى الله عليه وسلم ليحصلوا على الأوغوز، والكرلوك، والأويغور، وجمع لا يكاد يحصى من يهود الدونمة .. وتمسك بقية السبي البابلي من بني إسرائيل بسليمان عليه السلام ليحصلوا على الأرض المقدسة ويتحكموا في الغساسنة والمناذرة والكرلوك والأوغوز!!
العقائد تكسب دائما .. وإن نخر المثقفون أولاد المثقفين!!لقد كانت الحقائق أظهر من أن تخفى؛ بيد أن غطاء الوهم كان أكثف من قدرة العين على البصر .. ومع سريان تيار الوعي في روحك ستتداعى أوهامك شيئا فشيئا كما بنيت شيئا فشيئا، ولن تشعر بتداعي بنيان أوهامك حتى يساقط الحجر الأخير .. وحده الحجر الأخير يحدث دويا؛ لأنه لا يسقط على فراغ؛ بل على أحجار أوهامك المتساقطة في القاع!!إذا حدث هذا فمرحبا بك ..
لقد نجوت من المنظومة .. ولا بأس عليك!!
لا معرفة دون عقل، ولا عقل دون تجربة!!
الحكمة أثر سياط الدهر على ظهر إنسان!!"
الطريق هو التجمع فى مكان بالهجرة له كما هاجر النبى(ص) والمسلمون للمدينة وحكموا المكان بحكم الله وساعتها تكون هذه نقطة الانطلاقة
المؤلف هو على فريد والكتاب يدور حول أن الديمقراطية ما هى إلا خازوق من خوازيق الكفار للتمكن من حكم بلاد المسلمين بغير حكم الله ويبدأ المؤلف بمقدمة جميلة وهى أنه لا يعرف حقيقة الأمر إلا من رآه وعاشه فيقول:
"الذي بعثوه بورقهم إلى المدينة لينظر أيها أزكى طعاما؛ اكتشف الفاجعة!!
والذي قال لهما:"يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك" اكتشف- وهو العزيز- أن زوجته ليست عزيزة!!
والذين دلتهم على موته دابة الأرض تأكل منسأته؛ عرفوا حقيقتهم بعدما لبثوا في العذاب المهين!!
أبشع ما يمكن أن يحدث لك أن تطول مدة وهمك .. وأبشع الوهم الوهم المقدس؛ طوله عنا، وقصره ضنى، وأنت بين العنا والضنى كالسائر في أرض شوك موحلة؛ إن اتقى الشوك لم يسلم من الطين، وإن اتقى الطين لم يسلم من الشوك.
الوهم متاهة الشيطان .. دركات بعضها فوق بعض، في كل دركة عالم من الرغبة والرهبة، تسلمك الدركة لأختها؛ ترى خيرا فيه بعض الشر، ثم ترى شرا فيه بعض الخير، ثم شرا محضا لا خير فيه؛ يستزلك له الشيطان ببعض ما كسبت يداك؛ فإن دلفت بوابته فلن تلبث أن تصل قعره!!"
والمستفاد أن الفرد طالما هو بعيد عن الأمر فهو لا يعرف حقيقته ومن ثم يكون فى الغالب واهم يعتقد أوهام لا يفيق منها إلا حين تداهمه الحقيقة وهى المصيبة الفاجعة فى حالتنا
ويقرر على فريد أن الديمقراطية تبغض الإسلام فهو ليس جزء منها والإسلام يبغض الديمقراطية بمعنى أنها ليست جزء منه فيقول:
"لا وجود للإسلام في الديمقراطية ..
ولا وجود للديمقراطية في الإسلام ..
من قال لكم غير هذا فلا تصدقوه ..
إن كان عالما فهو كاذب، وإن كان جاهلا فحسبكم جهله!!
الديمقراطية- عند التحقيق- كفر محض لا فرق بينها وبين السجود للات والعزى وهبل؛ إلا كالفرق بين الإلحاد والعلمنة؛ كلاهما يسلم للآخر:
الإلحاد ينفي الموجد عن الوجود ..
والعلمانية تقصي الموجد عن حكم الموجود ..
والديمقراطية ترهن إرادة الموجد بإرادة الموجود ..
ومن أثبت الله وأقصى حكمه كان كمن نفى الله وأنكر وجوده؛ فإن ربا لا يحكم ولا يتصرف هو والعدم سواء!!
ومن رهن إرادة الله بإرادة خلقه سلبه ألوهيته وأضفى على خلقه ما سلبه منه؛ فصار الله- بذلك- خيارا ضمن خيارات؛ لا أمره أمر ولا نهيه نهي، وللناس "الخيرة من أمرهم"؛ إن قبلوا حكمه فعلوه، وإن رفضوا حكمه عطلوه .. فأي إله هذا الذي الإلحاد ينفيه، والعلمانية تقصيه، والديمقراطية تجعله خيارا لعبيده
ومواليه؟!
الديمقراطية بنت العلمانية، والعلمانية بنت الإلحاد، ويوشك من خطب هذه أن يتزوج تلك؛ فيجمع بين أختين من شر أب!!"
بناء على ما سبق فالديمقراطية هى كفر مماثل لعبادة الأوثان لعبادة عدة أرباب ..ففيها الله ودينه خارج المعادلة لأنها تعنى حق التشريع للناس فكما اخترع المشركون والكفار أحكام أديانهم فأهل الديمقراطية يخترعون دينهم بالتشريع
ويضرب على فريد أمثلة على استبعاد شرع الله وتحكيم البشر فيه بدلا من أن يكون هو حاكمهم فيقول:
"حين تدعى إلى المشاركة في التصويت على مساواة المرأة بالرجل في الميراث، أو التصويت على ما يزعمونها حقوقا للوطيين؛ فهذه صورة ديمقراطية خالصة لا إشكال فيها .. إن ذهبت فشاركت- رفضا أو قبولا-؛ فقد كفرت بالإسلام وآمنت بالديمقراطية، وإن رفضت المبدأ من أساسه- لعلمك أن هذا معلوم من الدين بالضرورة لا يجوز مجرد المشاركة في الاستفتاء عليه-؛ فقد كفرت بالديمقراطية وآمنت بالإسلام!!
ليس هناك صورة أظهر سوادا ولا بياضا من هذه الصورة، ومهما حاول الإسلاموقراطيون تلوين مساحات الكفر السوداء في هذه الصورة بألوان الإجراءات والآليات الخضراء؛ فلن يستطيعوا طمس معالم الكفر الأسود فيها.
إذا رأيت إسلامقراطيا يصر على سحب أوهام نفسه عن الإسلام إلى الديمقراطية، أو سحبها عن الديمقراطية إلى الإسلام؛ فاعلم أن هذا الطيب إنما أتي من أمرين لا ثالث لهما: ضغط الواقع، وقصور قدراته العقلية ..
ضغط الواقع يدفع للترقيع، وقصور القدرات العقلية يمنع من إدراك أصل المسألة .. وكلا الأمرين يصح أن يكون نتيجة وسببا لا يدرى- أحيانا- أيهما السبب وأيهما النتيجة .. تماما كالجدلية المربكة عن أولية البيضة أو الدجاجة!!
في محاولته لجعل الديمقراطية شورى والشورى ديمقراطية؛ يغفل هذا الطيب أو يتغافل عن اختلاف المركز في المنهجين؛ فالمركز في الشورى هو الله، أما في الديمقراطية فهو الشعب- وليته كان- وبحسب المركز تكون الأطراف، وبحسب المنطلقات تكون النتائج!!"
وفى الفقرة السابقة على من اعتبروا الشورى هى الديمقراطية وهى أمور مختلفة فالشورى هى حق أعطاه الله للناس فى بعض المسائل التى يكون فيها خيارات عديدة مثل زواج البنت حيث يتشاور الأبوين معها فيمن يختارون كزوج لها من بين عدة أفراد ومثل أن يجتمع أهل التعليم للنظر فى مسألة تعليمية ومثل أن يجتمع المجاهدون لرسم خطة الدفاع او الهجوم ومثل أن يتشاور الوالد مع ابنته التى طلقت ولم يدخل بها للنظر فى اعادة النصف الثانى من المهر للمطلق أم لا بينما الديمقراطية تقول أن الشعب أعطى كله أو بعضه حق احتيار القرارات دون رجوع لأى أسس سوى الأغلبية التصويتية
ويحدثنا فريد عن الخبث الذى يسمى خداع الديمقراطية فيقول:
"أخبث ما في الديمقراطية أن خبثها شديد الخفاء شديد الوضوح؛ (كالنظارة)؛- لطول ملازمتها وجهك- تصبح كأنها عضو فيه؛ فتبحث عنها- أحيانا- وهي فوق أنفك!!
تسحرك الديمقراطية بآلياتها وإجراءاتها وانتخاباتها وصناديقها وحريتها ومساواتها؛ فتظن أن تلك الأشياء هي الديمقراطية؛ فإذا سمعت من يصفها بالكفر؛ انتفضت كالملدوغ مستنكرا أن تكون الحرية والمساواة والاختيار والاستفتاء وحكم الشعب لنفسه كفرا؟!
وليس غالب هذا كفرا؛ ولكنهم سحروا عينيك بروضة غناء نبتت في مستنقع، وسقوك ماء المستنقع مقطرا؛ فنسيت أصله الخبيث بطعمه المستحدث!!
كفر الديمقراطية في فلسفتها الأيدلوجية وليس في (غالب) إجراءاتها العامة التي يمكن أن توجد فيها وفي سواها .. وفلسفتها تقول لك: الديمقراطية هي: حكم الشعب للشعب بما يختاره الشعب؛ فما أقره الشعب وجب إقراره حتى لو حرمه الله، وما رفضه الشعب وجب رفضه حتى لو فرضه الله؛ فصار الشعب بذلك
إلها يشرع لخلق لم يخلقهم، وصار الله بذلك- وحاشاه جل وعلا- مجرد خيار لخلقه الذين خلقهم .. والله جل وعلا لم يقل: وربهم شورى بينهم؛ بل قال:" وأمرهم شورى بينهم"، ولم يقل: وشاورهم في الله، بل قال: "وشاورهم في الأمر". ولم يقل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الشعب ودستوره أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، بل قال:" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"."
إذا الديمقراطية تجعل الناس أربابا سواء كان الكل يشرع أو النخبة المختارة التى تشرع وهى لا يهمها فى التشريع موافقة ما أراد الله أم لا بينما الإسلام أن تختار ما اختار الله بمجرد أن تقول أنا مسلم فليس لك حرية بعدها وفى هذا قال فريد:
"لك- كإنسان- أن تختار أي دين تريد، "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، فإذا اخترت الإسلام دينا فليس لك بعده- كمسلم- أن تختار غير شريعته حكما ونظاما؛ فإذا زعمت- وأنت مسلم تحققت فيك الشروط وانتفت عنك الموانع- أنك حر في اختيار شريعة غير شريعة الإسلام؛ فقد صدقت بعض الصدق في كونك حرا وكذبت كل الكذب في كونك مسلما .. كيف تعطي لنفسك حرية الخروج عن شريعة الإسلام ثم تمنع الإسلام من حرية تسمية هذا الخروج كفرا؟! من أنت لتفرض على الإسلام أهواءك ثم تجبره على أن يبقيك ضمن دائرته؟!"
ويحدثنا فريد عن كون الديمقراطية فى النهاية هى لعبة النخبة والمراد حكم الأغنياء فى النهاية فهم من يحركون افراد الشعب كقطع الشطرنج فهم يوهمون الكل أنهم متساوون ولكن التشريعات التى تصدرها النخبة دوما ما تكون فى صالحها وليس فى صالح الشعب وفى هذا قال :
"لقد أوهموك أن الديمقراطية هي إجراءاتها وآلياتها فرحت تلوك مصطلحاتها الضخمة عن الحرية والمساواة وحكم الشعب لنفسه .. وليتهم- حين خدعوك بهذا الكفر المأسلم- جعلوا الشعب حاكما على الحقيقة، أو أفهموك ماهية هذا الشعب الذي تقضى الأمور باسمه وليس له فيها ناقة ولا جمل .. إنما هي النخب العسكرية والاقتصادية والإعلامية التي تتلاعب بعقول الشعب فتجعل الحق باطلا والباطل حقا ثم توجه العامة والغوغاء وأنصاف المتعلمين إلى اختيار بعينه- يختار لهم- ويظنون أنهم أحرار في اختيارهم!!
الإنسان كائن عقائدي لا يمكن أن يعيش- غالبا- بغير دين حتى لو كان دينا كاذبا، ولو فتشت وراء غالب هذه الأفكار التي تموج بالبشر ويموج بها البشر في شتى مناحي الحياة؛ لوجدت دينا ما، أو فلسفة ما، أو عقيدة ما!!
لن تستطيع- واقعا- نزع أي مذهب من أصله الفلسفي لتكتفي بآلياته وإجراءاته، كما لا يمكن للآليات والإجراءات أن تخلو تماما من انعكاسات الأصل الفلسفي عليها .. قد تتفق بعض آليات الشيوعية مع بعض آليات الديمقراطية؛ لكنك ستلمس بوضوح بصمات المنهجين في آليات هذه وتلك .. بل إن ظهور المذهب بثوب مختلف في فرع غير أصله الفلسفي سيشير بالضرورة إلى الأصل الفلسفي؛ تماما كما تشير الفكرة الحداثية الأدبية الحمقاء عن (موت المؤلف) إلى الفكرة الفلسفية الأيدلوجية الكافرة عن (موت الإله)؛ هذه من تلك وإن تمظهرت في الأدب بغير مظهرها في الفلسفة!!
الآليات اجتهاد بشري خاضع للزمان والمكان والظروف والسياقات، ولكن من المحال عقلا وواقعا أن يختفي الأصل العقدي تماما من آلياته؛ وإلا كان الأصل ناقصا غير مكتمل .. الإسلام دين قانونه الشريعة (الحكم لله، والسيادة للشريعة، والسلطة للأمة)؛ وحين يطبق هذا القانون بإجراءاته وآلياته الخاضعة للاجتهاد البشري لن يطبق إلا من خلال اتكائه على الأصل العقدي له، وكل إجراء يتعدى الاجتهاد فيه دائرة أصله لا يعول عليه؛ لأنه يسقط الأصل أو يشوهه .. وأغلب الظن أن الإيغال في تتبع الآليات والإجراءات بغير تحرز وضبط شديدين؛ سيصل بنا إلى الحوم حول حمى المباديء الكفرية ذاتها، ومن حام حول حمى يوشك أن يرتع فيه؛ تماما كما رتع قسطنطين بالنصرانية في الوثنية فأخرج للناس دينا (وثنصرانيا) ليس فيه من النصرانية سوى الأسماء!!"
وتحدث المؤلف عن خداع الفرق المختلفة فى بلادنا لما يسمى التيار الإسلامى فى موضوع الديمقراطية فقال:
"كان العلمانيون والليبراليون يشغبون على الإسلاميين فيذكرونهم أن الديمقراطية ليست صناديق اقتراع فقط؛ بل أصولا فلسفية خاصة وقواعد مبادئية عامة لا بد من التوافق عليها قبل الوصول لمرحلة الاقتراع .. وما رأيت أحدا منهم بدأ بخدعة الآليات الإجرائية إلا انتهى إلى الفلسفة دون أن يدري، حتى صرت أشك أن المؤمن بالآليات دون الفلسفة كائن خرافي لا وجود له كالغول والعنقاء والخل الوفي!!
ثم هب أن الآليات متوافقة مع الإسلام أو لا يرفضها الإسلام .. لماذا نصر على استخدام المصطلح الغربي؟!!
المصطلح هوية .. والهوية: دين ولغة وثقافة وحضارة؛ فكأن المصطلح مرآة تعكس الهوية بأجزائها مفرودة في صور، أو إضبارة تختزل أجزاء الهوية بكليتها مكثفة في حروف .. مصطلحات كل قوم هويتهم، وبقدر استخدامك مصطلحا بعينه بقدر علو هوية هذا المصطلح وأهله في نفسك وسفول نفسك وهويتك فيها؛ فإذا استخدمت مصطلح قوم فقد غلبت- دريت أو لم تدر- دينهم على دينك، ولغتهم على لغتك، وثقافتهم على ثقافتك، وحضارتهم على حضارتك .. وأي شيء يبلغه الغالب في المغلوب أكثر من هذا؟!"
وانتهى فريد إلى أن الشورى والديمقراطية لا يمكن لهما الاتفاق فتظل الشورى فى إطار طاعة الله حيث يختار الإنسان ضمن اختيارات أعطاها الله بينما الديمقراطية اختيارات إنسانية محضة لا تعود أحكام الله أبدا وفى هذا قال :
"(الديمقراطية والشورى) مصطلحان متضادان بالكلية ينتميان لحضارتين مختلفتين بالكلية، ويحملان في حروفيهما حمولات وإيحاءات وظلالا تاريخية وعقدية وثقافية ولغوية وحضارية لا يمكن- بهذه الحمولات والإيحاءات- أن يمتزجا في نفس إنسان وروحه وعقله أبدا!!
المصطلح احتلالي بطبعه، يحمل وجه حضارته وفلسفتها .. هو شعارها ودثارها؛ تماما كورقة العملة أو أعلام البلدان؛ رموز موحية مختزلة في ورق أو قماش أو حروف أو مخترعات .. وهو- بحسب الأنا والآخر- أداة احتلال وتبعية واستلاب، ونقيضه أداة مقاومة وأصالة وتحرر .. وهنا تكمن مراوغة المصطلح كما تكمن خدعة المصطلحين؛ فالذين سموا الاحتلال استعمارا أرادوا تخفيف وقعه البغيض على النفوس، تماما كما سموا (اللوطية) (شذوذا) ثم (مثلية)؛ ليخففوا بشاعة انتكاس الفطرة في النفوس؛ فمصطلح اللوطية يشيع في النفس إحساسا جارفا بالإثم الديني يتبعه نفور مجتمعي، ومصطلح الشذوذ يسقط الإحساس بالإثم الديني ويثبت فقط معنى مخالفة المجتمع عرفا وتقاليدا .. أما مصطلح المثلية؛ فهو مصطلح محايد تماما يخلو من إيحاءات الإثم الديني والمخالفة المجتمعية معا، بل ويميل إلى دفع الناس لقبول اللوطيين وتقبلهم .. وقس على هذه الأحابيل الخادعة ما يحدث في مصطلحات كثيرة، مثل: حقوق الإنسان، وتحرير المرأة، والمشروبات الروحية .. وغيرها من المصطلحات التي يرققون بها بشاعة ما يرتكبون فيها!!"
وفى الفقرة السابقة يقرر فريد أن الكفار استبدلوا تعاريف الإسلام بتعاريفهم لتخفيف وقعها على الناس فبدلا من الشركية تسمى الديمقراطية كما تسمى الخمر المشروبات الروحية وكما يسمى زنى الرجال بالشذوذ والمثلية وبين أن المسلم لابد أن يتمسك بتعاريف الله فقال:
"إن استعلاءنا بمصطلحات ديننا هو الخطوة الأولى لاستعادة هويتنا التي تمثل الدين واللغة والثقافة والحضارة، وليس هذا رفضا للآخر أو احتقارا له؛ بل هو اكتفاء ذاتي بما نملك .. وما نملك عظيم لو تدبرناه!!"
وتحدث فريد عن كون اجراءات الديمقراطية تؤدى بنا فى النهاية إلى اقرار الكفر بحجة الأغلبية التصويتية فقال:
"دونك هذه الإجراءات فأخبرني أين الإسلام فيها:
غضب البعض لمجرد الدعوة إلى مناقشة مساواة المرأة بالرجل في الميراث، أو الاستفتاء على ما يزعمونها حقوقا للوطيين .. وإنه والله لغضب حميد محمود يدل على وجود بقية عقل إن كان قد ذهب الدين .. ولكن أليست هذه هي الديمقراطية الإجرائية التي تريد؟! أليست هذه هي الآليات؟! إنها مجرد مناقشة!!
- ولكن شرع الله لا يناقش!!
- من تحدث الآن عن شرع الله؟! نحن نتحدث عن الديمقراطية!!
_ ولكن الديمقراطية التي أفهمها وأريدها لا تخالف شرع الله، هي مجموعة من الإجراءات تنظم حياة الناس ضمن الأطر الدينية!!
_ لا، هذه ليست الديمقراطية، أنت تتحدث الآن عن الشورى .. الشورى: حكم المسلمين للمسلمين وغيرهم بشرع الله .. الديمقراطية: هي حكم الشعب للشعب بما يختاره الشعب؛ فإذا اختار الشعب نظاما معينا للحكم فلا راد لاختياره، سواء أكان هذا النظام موافقا أم مخالفا للإسلام .. الشعب هو البدء والمنتهى!!
_ ولكن، أين الله؟!
_ في السماء!!
_ أنا لا أمزح!!
_ ولا أنا .. إذا زاد عدد المصوتين على إعطاء اللوطي الحق في اللواط؛ فإن الديمقراطية لا تفرض عليك ذلك حسب؛ بل وتفرض عليك أيضا تقبل لوطيته بصدر رحب والكف عن تسميته لوطيا!!
- ولكن الله يقول غير ذلك!!
_ نحن نتكلم عن إرادة الشعب ورغباته فقط!!
- ولكن الله ...
- نعم، الله موجود ولكنه ليس الحكم هنا، الصندوق هو الحكم، ألم ترض بالصندوق ابتداء؟! ألم تجعله مصدر الأمر وقطب رحاه؟!
- نعم، جعلته كذلك، ولكن فيما لا يخالف شرع الله!!
- ما هذا العبث .. قلت لك هذه ليست ديمقراطية!!
- ولكن الديمقراطية فيها (مباديء فوق دستورية) لا يجوز مناقشتها أو المساس بها!!
- هذا صحيح تماما، ولكن .. حتى هذه المباديء لا بد أن يتفق عليها الشعب أولا .. مرد عدم المساس بهذه المباديء هو الشعب وليس الله؛ فإن وافق الشعب فبها ونعمت، وإن لم يوافق فلا يجوز فرض مباديء معينة عليه لأن مجموعة من المتخلفين القادمين من عصر الجمل أرادت ذلك!!
- ولكن الله والإسلام ..
- لا تكثر الكلام، الشعب هو البدء والمنتهى، هل أنت موافق؟!
- لا، لست موافقا ..
- جميل جدا، الديمقراطية أيضا فيها معارضة، أنشيء حزبا سياسيا معارضا ضمن الإطار الديمقراطي، واعلم أننا سنناقش في برلماننا كل شيء؛ حتى الصلاة إذا كانت ستعطل الإنتاج سنمنعها إن رأت الأغلبية ذلك، ولتصل أنت في بيتك حين تعود إليه مساء!!
- ولكن، هذا كفر!!
- ربما .. ولكنها إجراءات الديمقراطية التي صدعت رؤوسنا بالمطالبة بها!!
***
هذه هي الصورة على الحقيقة .. ومهما حاولنا تجميل قبحها أو أسلمة كفرها فلن نستطيع .. لقد قالها رفعت المحجوب قديما- كما ذكر أبو مصعب السوري عليه من الله شآبيب الرحمة حيا ومنتقلا- حين رفض ممثلو الإسلاميين في مجلس الشعب التصويت على قانون مخالف للشريعة، ولما تم إقرار القانون لقلة أصواتهم؛ أخبروا المحجوب أنهم يبرؤون إلى الله من هذا القانون المخالف للشريعة؛ فذكرهم بالقاعدة الدستورية التي تقول: إن القانون لا يأخذ شرعيته إلا من طرحه للتصويت قبولا ورفضا .. ورفضهم للقانون وفق معايير الديموقراطية هو سبب إقراره؛ فقد أتيحت الفرصة للاستفتاء عليه تأييدا ومعارضة؛ فصاروا بتصويتهم بالرفض مشاركين دستوريا في إقرار قانون محرم دينيا!!!"
إذا فى النهاية الديمقراطية تؤدى لاقرار الكفر فى النهاية وبين فريد أن التيار الذى سمى نفسه إسلاميا عندما دخل اللعبة انتهى به الأمر لكونه شارك فيما لا يقره وأتاح للكفار فرصة التباهى بكونهم لهم حرية الرأى وفى هذا قال :
"يا الله .. إنه خلاط التفاصيل الذي ضربوهم فيه .. إنه النظام العالمي الذي ظنوا- واهمين- أنهم يستطيعون خلخلة أصوله من داخله فخلخل هو أصولهم وأسقطها .. إنه روضة المستنقع التي أعجبتهم خضرتها فدخلوها فدوخهم عفن رائحتها فلما لم يستطيعوا الخروج منها اعتادوا العفن!!ظنوه تدرجا فكان استدراجا .. ظنوها حديبية فكانت أحدا!!وضع الكفار لهم أصول اللعبة، وحددوا لهم مسارات الحركة، واستدرجوهم ببعض المكاسب التافهة؛ فصاروا يرون قطعة الجبن ولا يبصرون الفخ، وكلما حاولوا التملص والخلاص وضعوا لهم قطعة جبن أخرى في فخ آخر .. وهكذا دواليك حتى تحولوا هم أنفسهم إلى فخ بلا جبن يصاد به غيرهم؛ فكسب الكفار بهم ثلاثة مكاسب لم يكونوا يحلمون بها:
استنزفوهم عقديا حتى تماهت أطروحاتهم مع أطروحات العلمانية الكافرة، واستخدموهم سياسيا لإضفاء الشرعية على الأنظمة الكفرية العميلة، وسوقوهم دينيا للتشويش على القوى الإسلامية الأخرى وإحباط حركتها واتهامها بالاختراق والعمالة!!
لقد صاروا إسلامقراطيين يعبدون الشعب والصندوق من دون الله ويتنازلون عن كل ما لا يمكن التنازل عنه من أجل الكفر الذي اقتنعوا أنهم سيصلون به إلى الإيمان .. وحين وصلوا- وأعطاهم الشعب أصواته ورضي بعجرهم وبجرهم-؛ لم يكونوا يملكون من القوة ما يحافظون به على مكاسبهم التي تلبسوا بالكفر من أجلها؛ فخسروا عنب الشام وبلح اليمن، وظهرت الديمقراطية على حقيقتها .. ظهرت أنيابها ومخالبها .. وأغلق النظام العالمي الديمقراطي المجال العام وفتح المعتقلات والقبور .. ثم أبقى مسارات محددة سلفا لبقية السيف وسقط المعتقلات والقبور ليستخدمهم من جديد- كما استخدم إخوانهم من قبل- حتى ينتهي من حفر قبور جديدة وبناء معتقلات أخرى!!
الكفر الذي تلبسوا به لم يوصلهم إلى الإيمان الذي توهموه .. ونحن- وإن عذرنا الأوائل بالجهل حين خدعتهم الديمقراطية بالحرية والمساواة- كيف سنعذر الأواخر به وقد ظهرت الديمقراطية على حقيقتها بالأنياب والمخالب؟!
إن كان هؤلاء الأواخر أجبروا على هذا فمن أدخلهم المنظومة ابتداء؟! وإن كانوا لم يعرفوا الواقع قبل الدخول فها قد عرفوه بعد الدخول، فهل يستوي الحفاظ على مكاسب متوهمة ستنزع منهم عما قريب بالأنياب والمخالب مع شرعنة الكفر من خلالهم بالحرية والمساواة؟!
ويكأن الراعي لا يزال يسمن الأغنام للذبح، وويكأن الأغنام لا تزال ترتع وتشكر الراعي!!
الذي قال: "صدق الله وكذب بورقيبة" انتقل إلى رحمة الله غير مبدل أو متخاذل وجاء بعده قوم لم يكتفوا بمناقشة ما لا يناقش؛ بل صوتوا- وهم الأغلبية- على مساواة المرأة بالرجل في الميراث، وزواج المسلمة بالكافر، وإقرار قانون تخفيضات الجمارك على الخمور .. ثم رفعوا الجلسة لأداء صلاة المغرب!!هذا- والله- الوجع المعتق!!
يذكرني (حم) والرمح شاجر
فهلا تلا (حم) قبل التقدم؟!
عبث أنف الهالك شنودة أن يقارف مثله حين رفض حكم المحكمة بإنفاذ الطلاق لعلة غير علة الزنا؛ وضرب بحكمها وبالقانون وبالدولة عرض الحائط قائلا: "لن نخالف القانون الإلهي، ولا أحد يفرض قوانينه علينا."!!ولا قارفه رئيس الوزراء الأسباني حين قال:" الديمقراطية التي تخالف الدستور أو تتجاوزه لا نعترف بها"!!ولا قارفه ألكسندر دوبريندت أحد أبرز شخصيات حزب الاتحاد المسيحي الألماني حين قال:" تراثنا المسيحي ليس خاضعا للنقاش، ومن غير الوارد إضافة يوم عطلة إسلامية في ألمانيا."!!وفي الوقت الذي تصوت فيه أنجيلا ميركل وحزبها على قانون اللواط بـ (لا)؛ يصوت النواب المسلمون في البرلمان الألماني على القانون بـ (نعم)؛ لأن اللوطيين يساعدون المسلمين في الحصول على مطالبهم .. هكذا إذن .. اعبد ربنا سنة ونعبد ربك سنة!!لا زلت أذكر كلام بعض إخواننا الطيبين حين كنت أحذرهم من هذا الفخاخ؛ فيقولون:" إنه لا يتصور في مجتمعاتنا التي يغلب عليها الإسلام أن يوافق المسلمون على تشريع يصادم صريح القرآن وصحيح السنة؛ بل إن هذا مستحيل أيضا من الناحية الإجرائية لأن كل الدساتير الوضعية في الدول العربية- على ما فيها من عوج- تنص على عدم مصادمة أصول التشريع الإسلامي."!!آه يا وجع المعرفة!!ها قد أقر الإسلاميون أنفسهم- في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة- بما يصادم صريح القرآن وصحيح السنة .. فأين أساطير الدساتير عن خوابير الدياجير!!"
فى الفقرات السابقة بين أن المشاركين فى الديمقراطية ممن يسمون بالتيار الإسلامى صاروا فى النهاية إلى المشاركة فى الكفر بأحكام الله من خلال اقرارهم بقوانين كافرة أو من خلال جعل الأنظمة الكافرة التى تحكمنا أنظمة شرعية تستند كما يقولون إلى الانتخابات
وتحدث فريد عن كون الديمقراطية خداع خداع لتقرير حكم كافر فى بلاد المسلمين فقال:
إنهم يخدعوننا ..
الديمقراطية لم تكن بالنسبة لنا نظام حكم قط؛ بل كانت حصان طروادة .. إعادة تموضع لفرسان معبد في حملة صليبية .. رشقة نيران أخيرة لتنظيف أرض المعركة .. حركة التفافية لفتح ثغرة فكرية في روح المسلم وعقله .. وحين لوثوا العقل وشوهوا الروح هان على المسلمين هدم حصونهم بأيديهم وأيدي المشركين في الوقت الذي يعود فيه المشركون إلى عقائدهم وهوياتهم!!
ما يسمى الكنيست الإسرائيلي يقر قانون القومية الذي يجعل ما يسمى إسرائيل دولة يهود فقط، ويحدد القدس عاصمة لها، ويمنع استخدام تاريخ غير التاريخ العبري في المعاملات الرسمية، ويحول اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة ذات وضع خاص، ويضع الديمقراطية في المرتبة الثانية بعد يهودية الدولة!!الديمقراطية أداة حرب وليست نظام حكم .. وقد استخدموها في كل بلد بما يوائم سياقاته للسيطرة عليه؛ بل استخدموها هوية لهم ضد الشيوعية، وروجوها في العالم الإسلامي ليكسبوا بوهم حريتها ومساواتها وعدالتها عقول المسلمين .. وحين فتحت للإسلاميين بعض المجال العام ووصلوا بها إلى الحكم؛ عادوا فأطبقوا عليهم بالانقلابات العسكرية المباشرة، أو بالتفاصيل الديمقراطية الكفرية التي تضع المسلم أمام خيارين: عقيدته مع خسارة المكاسب، أو مكاسبه مع خسارة العقيدة .. ولعمري إن هذا لأبشع من الانقلابات العسكرية المباشرة!!حرية التعبير لم تمنعهم من البطش بجارودي وغيره حين شكك في المحرقة!!حرية الاستفتاء لم تمنع ألمانيا الديمقراطية من رفضها السماح للأتراك المتواجدين فيها بإجراء عمليات تصويت في القنصليات التركية بألمانيا على إعادة العمل بعقوبة الإعدام معللة ذلك بمخالفته للقوانين الألمانية والقيم الأوربية .. رغم أن معاهدة فيينا 1961 م أعطت الحصانة للمقرات الدبلوماسية والقنصلية!!"
وبين فريد أن الديمقراطية فى بلادنا خدعة كبرى غما وصل التيار الذى يسمى الإسلامى مرة إلى سدة الحكم إلا وقاموا بمنعه من الحكم إما بحكم تسليمه الحكم وأما بالانقلاب عليه عسكريا ومن ثم فالوصول لحكم الله عن طريق الصناديق غير ممكن لأن الكفار سيتصدون له وفى هذا قال :
"احترام خيار الشعوب لم يمنعهم من تدبير الانقلابات أو دعمها في كل بلد أرادوا السيطرة عليه وعلى ثرواته: من إيران مصدق، إلى مصر مرسي، مرورا بـ تشيلي، وغواتيمالا، والأرجنتين، وهاييتي، وهندوراس، والبرازيل وفنزويلا، وتركيا!!
زعم المساواة لم يدفعهم للبكاء على الآلاف المؤلفة التي يقتلونها في مشارق الأرض ومغاربها بأيديهم أو بأيدي عملائهم، كما بكوا على قتلى شارل إيبدو!!حرية المعتقد والمرأة لم تمنعهم من حظر النقاب أو الحجاب في بعض ديمقراطيتهم أو تشويهه والانتقاص منه في ديمقراطيات أخرى!!الديمقراطية ليست إجراءات .. إنها فلسفة وعقيدة ودين .. عقيدة ربها الأنا ونبيها الهوى وقبلتها المصلحة .. وهي بإطلاقاتها العلمانية ستدمر البشرية، كما ستدمرها بتقيداتها التشريعية؛ فحين يقصى الله عن الوجود ليصبح الإنسان رب نفسه لن يقف أمام إفساده شيء، وحين يستأثر الإنسان بحق التشريع يفسد نظام الدنيا بأهوائه المتقلبة ومصالحه المتباينة؛ فلا يبقى مرجع يرجع إليه سوى الهوى والمصلحة .. وأي نظام يقوم على الهوى والمصلحة؟! .. من أنف من عبودية الله استعبده الله لكل شيء!!
إني لأعلم أننا- لطول تقلبنا في حمأة الديكتاتورية والطغيان- نشتاق العدل الذي قامت عليه السموات والأرض .. وهذا مطلب فطري لا ينكره أحد .. بل إننا- كمسلمين- مأمورون ببذل الجهد والجهاد لتحقيق إعمار الأرض بالعدل من خلال تحقيق العبودية لله وحده .. بيد أننا نخطيء بشدة حين نظن أن استخدامنا لمنهج ثبت أركان الطغيان عندنا سيحقق لنا العدل المنشود والكرامة الضائعة والحرية المؤودة .. ولئن خدعنا مرة فلا يجوز أن نخدع أخرى."
ومن ثم اتضحت الصورة للكل وهو انه لا يمكن الوصول لحكم بلد بحكم الله عن طريق الديمقراطية ومن ثم فلا حل سوى الحرب نفسها بالسلاح أو التجمع بالهجرة لبلد ما والتمكن منه بقوة السلاح وساعتها يمكن من تلك المنطقة البداية الصحيحة كما فى الهجرة للمدينة
وبين فريد أن التيار الذى سار فى طريق الخطأ طريق الديمقراطية عليهم أن يعرفوا أن نواياهم الحسنة لا تكفى فهم يشاركون فى تثبيت الأنظمة الكافرة فى الحكم بالمشاركة فى لعبة الديمقراطية ومن ثم عليهم الخروج منها وفى هذا قال فريد:
"المعافرون في الطريق الخطأ قد يشكر جهدهم وجهادهم، وتقدر تضحياتهم ونضالاتهم، ولكنهم- في النهاية- ليسوا أكثر من "عاملة ناصبة" يزرعون البحر ويغزلون الهواء ويبنون على الرمل .. وحقيق بمن وضحت له الطريق ألا ينكر فضل من خلصت نيته وبذل وسعه منهم؛ فلو لم يكن لهم من فضل سوى أنهم أرشدونا بخطئهم إلى الصواب؛ لكفاهم ذلك فضلا!!
نحن كغيرنا من الأمم تجري علينا سنن الله كما جرت عليهم، ولكننا- لضغط الواقع ومعايشة أهوال التفاصيل- نتعجل النصر؛ فنتعلق بالأوهام ونضل عن سواء السبيل؛ فيردنا الله إلى سبيله بالمصائب ويربينا بالمحن حتى لا يبقى في قلوبنا سواه، ولا بين أعيننا سوى طريقه!!"
وبين الرجل فى النهاية أنه لا طريق سوى تحكيم شرع الله فقد فشلت كل الطرق ولكنه لم يوضح الطريق المفروض على ذلك التبار سلوكه فقال :
"اجتهد أوباش الترك في اعتناق الطورانية، كما اجتهد أوشاب العرب في اعتناق العروبية .. حكم العرب الدنيا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحكم الأتراك الدنيا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحكم اليهود الدنيا بسليمان صلى الله عليه وسلم!!تخلى العرب عن محمد صلى الله عليه وسلم ليحصلوا على الغساسنة، والمناذرة، وجمع لا يكاد يحصى من آباء رغال .. وتخلى الأتراك عن محمد صلى الله عليه وسلم ليحصلوا على الأوغوز، والكرلوك، والأويغور، وجمع لا يكاد يحصى من يهود الدونمة .. وتمسك بقية السبي البابلي من بني إسرائيل بسليمان عليه السلام ليحصلوا على الأرض المقدسة ويتحكموا في الغساسنة والمناذرة والكرلوك والأوغوز!!
العقائد تكسب دائما .. وإن نخر المثقفون أولاد المثقفين!!لقد كانت الحقائق أظهر من أن تخفى؛ بيد أن غطاء الوهم كان أكثف من قدرة العين على البصر .. ومع سريان تيار الوعي في روحك ستتداعى أوهامك شيئا فشيئا كما بنيت شيئا فشيئا، ولن تشعر بتداعي بنيان أوهامك حتى يساقط الحجر الأخير .. وحده الحجر الأخير يحدث دويا؛ لأنه لا يسقط على فراغ؛ بل على أحجار أوهامك المتساقطة في القاع!!إذا حدث هذا فمرحبا بك ..
لقد نجوت من المنظومة .. ولا بأس عليك!!
لا معرفة دون عقل، ولا عقل دون تجربة!!
الحكمة أثر سياط الدهر على ظهر إنسان!!"
الطريق هو التجمع فى مكان بالهجرة له كما هاجر النبى(ص) والمسلمون للمدينة وحكموا المكان بحكم الله وساعتها تكون هذه نقطة الانطلاقة