رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب يوتوبيا لتوماس مور
عنوان الكتاب الحكومة المثلى للدولة وجزيرة يوتوبيا الجديدة والمؤلف توماس مور كان مسئولا ذو مناصب متنوعة فى انجلترا منها الوزير الأول أى رئيس الوزراء وكبير القضاة والمنصب المكتوب على غلاف الكتاب أنه رئيس الأمن فى لندن والكتاب ترجمة انجيل بطرس سمعان ومن إصدارات الهيئة العامة المصرية للكتاب
ويبدو أن الرجل اتخذ هذا الكتاب لنقد النظام فى انجلترا خاصة الملك والنبلاء ولكنه من أجل ألا يؤذيه أحد كتب فى الكتاب أمرين :
الأول مدح الملك كما فى بداية الكتاب الأول :
"نشأ خلاف بين الملك الذى لا يقهر ملك انجلترا الملك هنرى الثامن الذى يتميز بجميع صفات الملك المثالى " ص89
الثانى أعلن أنه لا يوافق على كل ما قاله هيثلوداى من كلام عن انتقاد النظام الملكى وعيوب النبلاء والنظام الموجود فى بلاد العالم القديمة فقال:
"وحتى ذلك الحين لا أستطيع الموافقة على كل ما قاله بالرغم من أنه فيما عدا ذلك رجل لا يشق له غبار فى علمه "ص231
ومما سبق نجد أن الرجل استعمل خياله فى انتقاد النظام الذى ينتمى له والانتقادات معظمها نابع من دراسة مور للعهدين القديم والجديد وبصفته كرئيس للوزراء وكبير للقضاة وغير ذلك كان ذو منصب فى الكنيسة يستطيع به أن يصلح النظام الكنسى المتبع وقت ذاك ومن ثم ليس من المستبعد أن يكون هذا الكتاب وغيره من كتاباته فى انتقاد النظام سببا فى اعدامه فيما بعد مع أنه خدم النظام
ومور الاشتراكى فى الكتاب هو كاثوليكى محافظ على كبار رجال الدين الذين فى رأى الكتاب لا يحاكمون كباقى الناس وهو عنصرى يؤيد بقاء العبيد والعبودية وهى أمور لا يمكن أن تجتمع معا فى نفس رجل يدعى الإنسانية والتى هى أساسا كلمة لا يفهم معناها من يقولها لأن الإنسانية تعنى خير وشر الإنسان معا وليس كما يتصور البعض خير الإنسان
الكتاب هو حكاية روفائيل هيثلوداى رحلاته ليوتوبيا لتوماس مور من خلال صديقهما المشترك بطرس جايلز الذى يعرفه على روفائيل فى مدينة انتويرب ويجلسون معا فى بيت مور فى تلك المدينة وهم يسمعون حكايات الرجل ويناقشونه فى بعض منها وروفائيل هيثلوداى شخصية خيالية تمثل مور نفسه فيما أراده من إصلاحات عجز أن يقولها علنا للملك والنبلاء والكنيسة وهيثلوداى فى أول الكتاب يقول أنه لم يعمل مستشارا للملوك أو الكبار لأنه فى حالة عمله سيكون خاسرا لو عمل معهم لأنه إما أن ينافقهم وإما أن ينصحهم وينتقدهم ولن يسمع أحد لكلامه فى أحسن الأحوال وفى أسوأ الأحوال سيحاكم ويعاقب ولذا فهو فر من ذلك العمل وهذا الرأى من مور يعلن فيه ندمه على عمله بالمناصب الحكومية لأنه لم يقدر على النصيحة والانتقاد ومن ثم لم يصلح شىء لأن كل الأمور تؤدى إلى سير دائرة الظلم كما هى عليه
الكتاب يناقش قضايا هامة فى النظام السياسى للدولة منها:
- عقوبة جريمة السرقة فى عهده فيقول أن عقوبة اعدام اللص عقوبة غير مناسبة لهذا الجرم فهى قاسية ومع هذا لم يمنع وجودها من وجود السرقة وأن الأولى هو توفير عمل للصوص أولا قبل عقابهم فلا يمكن أن نعاقب إنسان ليس لديه دخل يوفر له الضروريات وهو قوله على لسان هيث لوداى :
"فإن التى تفرض على اللصوص تتعدى حدود العدالة كما أنها ضارة بالصالح العام فهى عقوبة بالغة القسوة ومع ذلك فليست رادعا كافيا فالسرقة وحدها ليست جرما كبيرا يعاقب عليه بالموت كما انه ليست هناك عقوبة يمكن التفكير فيها كفيلة بأن تمنع من السرقة أولئك الذين يفتقرون إلى حرفة يكسبون منها عيشهم ...فى حين كان من الأفضل تدبير بعض الوسائل ليكسبوا بها عيشهم " ص101
ويبين أن ضياع جزء من مال الشخص لا يمكن أن يكون مقابله ضياع حياة آخذ المال فيقول :
"أنى لا أحسبه من العدل فى شىء ـن يفقد الإنسان حياته لأن شخصا منى بضياع بعض ماله فرأيى الشخصى هو ان جميع متاع الدنيا لا يمكن أن يساوى حياة إنسان "ص110
ويتناول أمورا قضائية أخرى منها وهى تشجيع الناس على الفضيلة بإقامة تماثيل للعظماء منهم وهو قوله:
"ولا يعمل اليوتوبيون على مقاومة الجريمة بالعقوبة فقط بل يحثون الناس على الفضيلة بأنواع من التكريم ومن هنا يكرمون فى السوق عظماء الرجال ممن قاموا بخدمات جليلة لبلادهم لتماثيل تظل شاهدة بأعمالهم النبيلة "ص196
ويستبعد المحامين من القضاء لأنه هذا يفضى للحقيقة بسرعة فيقول:
"ويرون من الخير أن يقوم الشخص بالدفاع عن قضيته ويقول للقاضى ما كان سيقوله للمحامى وهكذا يقل الغموض وتتكشف الحقيقة بسهولة أكثر "ص196
كما تبنى مبدأ عدم محاكمة الكهنة فقال :
"ولا تنال أية فئة اخرى فى يوتوبيا ما يناله الكهنة من تكريم ويبلغ ذلك درجة تجعلهم حتى إذا ارتكبوا جريمة لا يحاكمون أما محكمة بل يتركون لله وحده وأنفسهم "ص220
آخذا ذلك من قول كتاب تعاليم الرسل(الديسقولية) فقال :
" لا تدن الأسقف ولا صاحبك العلمانى إذا دنت أخاك فقد صيرت نفسك دينا ربا وما يصطفيك أحدا لهذا الفعل بل أنت وحدك الذى توجبه على نفسك لأن الكهنة وحدهم هم الذين أمروا أن يدينوا يقول الرب احكموا بالحق وكونوا محسنين فى الوساطة بعدل ص73
-ينعى الرجل على النبلاء تعطلهم عن العمل فهم لا يعملون ويعيشون عالة على غيرهم حلالا وحرما وينعى عليهم أن كل واحد منهم يعطل عشرات الرجال والنساء من خدمه عن العمل حيث لا يعملون عملا منتجا كالحرس واللبيس وفى هذا قال على لسان هيث :
"هناك أولا ذلك العدد الكبير من النبلاء الذين لا يكتفون بأن يعيشوا عاطلين مثل ذكور النحل على عمل الغير وكدهم وأقصد اولئك الذين يؤجرون أراضيهم والذين يسلبونهم كل صغيرة وكبيرة عن طريق رفع الإيجار علما بأن هذه هى الناحية الوحيدة التى يمارسون فيها التقشف أما فيما عدا هذا فهم مسرفون لدرجة أن اسرافهم المفرط يؤدى بهم إلى التسول هؤلاء النبلاء لا يكتفون بان يعيشوا هم انفسهم فقط فى تعطل ولكتهم يجرون وراءهم قطيعا ضخما من الخدم العاطلين ممن لم يتعلموا قط حرفة يكسبون منها عيشهم"ص102
ولعل هذا النقد مأخوذ من مثل العبد الحكيم والعبد الردى فى العهد الجديد وهو :
45"فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! 47اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. 50يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، 51فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ" سفر متى 25
-ينتقد مور عملية تحويل الملاك الكبار أراضيهم وأراضى غيرهم بالتزوير والاغتصاب إلى مراعى وهو ما خرب عملية الإنتاج الزراعى وقد بين أن الله عاقبهم على هذا الظلم بوباء تفشى فى الأغنام والواجب هو ترك الأراضى الزراعية على ما هى عليه من الزراعة وعدم تحويلها لمراعى طمعا فى الصوف الذى تحتكره قلة من الأغنياء لأن هذا يكثر من عدد العاطلين وفى هذا قال :
"وهكذا اضطرت أعداد كبيرة من الناس إلى التحول إلى البطالة ذلك بعد ان تحولت كل هذه الراضى إلى مراع مات عدد كبير من الأغنام بالطاعون....فقد تجمعت الأغنام فى أيدى قلة من الأغنياء الذين لا تضطرهم الحاجة إلى البيع قبل أن يرغبوا فى ذلك وهم لا يرغبون فى ذلك حتى يتسنى لهم البيع بالأسعار التى يطلبونها "ص107
وقد اقترح الرجل اقتراحات لعلاج المشاكل الناتجة من تحويل الأرض الزراعية لمراعى فقال:
"سنوا قانونا بأن كل من يهدم مزرعة أو قرية من القرى الزراعية يعيد إقامتها أو يسلمها لمن يعيد إقامتها ويرغب فى بنائها حدوا من حق الأغنياء فى شراء كل شىء ومن ذلك الامتياز الذى يخول لهم ممارسة نوع من الاحتكار لمصلحتهم" ص108
-يعترض الرجل على كثرة المتسولين وكثرة النساك والرهبان ويقترح الحلول للقضاء على هذه البطالة التى تبرر بالدين وهو لا يقول هذا صراحة وإنما يقولها من باب الدعابة ويبدو أن هذا كان خوفا من سلطة الكنيسة فيقول :
"ولو كان بيدى الأمر لأصدرت قانونا يقضى بأن يوزع كل أولئك المتسولين بين الأديرة البندكتية وأن يصلح الرجال اخوة بالأديرة كما يسمونهم وتصبح النساء راهبات وهنا التسم الكاردينال معتبرا الأمر مجرد دعابة تؤخذ مأخذ العزل أما الباقون فأخذوه مأخذ الجد إلا ان عالما فى اللاهوت وكان ناسكا سر سورا بالغا بهذه الدعابة التى تنال من القسوس والرهبان فأهذ هو ايضا فى الدعابة ...قال لا لن تتخلصوا ولا حتى بهذه الطريقة من المتسولين إلا إذا دبرتم أمرنا نحن النساك أيضا فأجاب المتطفل ولكن هذا أمر قد دبر بالفعل فقد دبر قداسة الكاردينال أمركم خير تدبير عندما قرر حبس جميع المتشردين وجرهم إلى العمل فأنتم أسوأ المتشردين على الإطلاق"ص118
ويحارب الرجل الرهبنة ويبين أنها لا تباح للنساء إلا فى سن العجز وبعد فقدان الأزواج بالموت والرجال من الكهنة لابد أن يتزوجوا فيقول :
"ولا يحرم جنس الإناث من الانخراط فى سلك الكهنة إلا أنه لا يختار لذلك إلا الأرامل المتقدمات فى السن ولا يحدث إلا نادرا والكهنة من الرجال يتخذون لهم زوجات من افضل نساء البلد"ص220
وكلامه مأخوذ من كتاب تعاليم الرسل المسمى بالديسقولية وهو يقول:
"الأرامل فليقمن على أن لا يكون سنهن دون ستين سنة لكى يكون لهن بذلك ثبات حتى لا يتزوجن بعد ذلك ثانية لأنكم إذا أقمتم حداثة السن وعددتموها فى عداد الأرامل ولم تحتمل أن تقيم أرملة لحداثة سنها بل تزوجت دفعة أخرى فإنها تأتى بعار على مجد الأرملة" ص129
-ينتقد مور النظام الملكى فيقول ان الحكم ليس بالتوريث وإنما باختيار الشعب وأن الملك يرعى مصالح الشعب وليس مصلحته الخاصة فيقول على لسان هيث :
"لنفرض أنى سأبين لهم أن أفراد الشعب يختارون الملك ليرعى مصالحهم وليس مصلحته الخاصة ...ولذا فواجب الملك أن يسهر على مصلحة شعبه أكثر مما يسهر على مصلحته الخاصة تماما كما أن واجب الراعى ما دام راعيا هو أن يطعم خرافه قبل أن يطعم نفسه"ص127
ويبين الرجل أن الحاكم يكون منتخبا وهو يعزل إن ظلم وكذلك كل أصحاب المناصب الأخرى فيقول
"ويشغل الحاكم منصبه طوال الحياة ما لم يعزل إن اتهم بالطغيان أما الرؤساء الأول فينتخبون سنويا ولكنهم لا يستبدلون بغيرهم إلا لسبب قوى "ص149
وهو يبين أن الحكام يختارون فقط من اهل العلم فيقول:
"ويرفع إلى طبقة رجال العلم ومن بين جماعة الدراسين هذه يختار أهل يوتوبيا السفراء والكهنة والرؤساء ألأول وأخيرا الحاكم أو الأمير ذاته" ص155
ويبدو أن هذه الانتقادات ضد الملك والنبلاء ورجال الكنيسة هى التى قادته للإعدام فيما بعد فهى اتهامات صريحة لهم بالجهل والفساد والظلم
-يبين مور أن سبب البلاء أى الظلم فى كل الأنظمة هو الملكية الخاصة وأما فى يوتوبيا فالملكية المشتركة هى الحل لكل المشاكل الناتجة من الملكية الخاصة حيث يسود العدل بسببها فيقول :
"فلو أن تلك النظم أفضل وهى أفضل بالفعل إلا أنها قد تبدو غريبة لأن الأفراد هنا يتمتعون بحق الملكية الخاصة أما هناك فكل شىء مشترك "ص132
"فإنه يبدو لى أنه حيثما وجدت الملكية الخاصة وكان المال هو المعيار الذى يقاس به كل شىء فيكاد يكون من المستحيل تقريبا أن يسود المجتمع العدل أو الرخاء "ص133
والرجل يبين أن ما حصل من ظلم هو مؤامرة ينظمها أغنياء كل عصر فيقول:
"لهذا عندما أفكر فى هذه الأمور وأتأمل حالة جميع الدول المزدهرة فى كل مكان فى هذه الأيام فإنى ولتدركنى رحمة الله لا أرى سوى نوع من المؤامرة التى يدبرها الأغنياء الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة باسم المصلحة ص229 العامة وهم يعدون ويخططون الطرق والوسائل التى يستطيعون بواسطتها ان يحتفظوا بكل ما جهزوه عن طريق ما يمارسونه من أعمال شريرة "ص228
وهو يبين أن لا حل سوى الاشتراكية ومنع البيع والشراء بالنقود وإنما عن طريق تبادل السلع فيقول :
"بل الأكثر فى تلك الناحية التى تشكل الأساس الرئيسى للبناء كله وأعنى لذلك اشتراكية الحياة والمعيشة عندهم وعدم تبادل النقود فهذا وحده يقضى تماما على النبل والعظمة والفخامة والجلال وهى صفات تعد فى تقدير عامة الشعب الأمجاد والمفاخر الحقيقية للدولة" ص231
والفكرة مأخوذة من قول العهد الجديد "21قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». سفر متى 19
-النظام الصحى حيث يبين وجود نظام صحى يحرص على المشاعر الانسانية حيث تذبح البهائم خارج المدينة حتى لا تلوث المدينة فتظل نظيفة فيقول :
"وتنقل الذبائح من هناك بعد ان يقوم العبيد بذبحها وتنظيفها فهم لا يسمحون للمواطنين بالتعود على ذبح الحيوان إذ يظنون أن ممارسة ذلك تقلل تدريجيا من الشعور بالرحمة وهى أروع مشاعر الطبيعة الإنسانية كما أنهم لا يسمحون لإحضار أى شىء قذر أو غير نظيف إلى المدينة لئلا يتلوث الهواء برائحة التعفن فيؤدى ذلك إلى الأوبئة" ص160
ويبين نظام العلاج فى يوتوبيا فى المشافى حيث يقدم طعام واحد للكل فيما عدا الرؤساء والأجانب فيقول:
"يفضل أن يعالج فى المستشفى عن أن يعالج فى بينه ولعد ان يتسلم المشرف على المرضى الطعام الموصى به من ألأطباء عندئذ يقسم أفضل المأكولات بالتساوى بين القاعات تبعا لعدد الأفراد فى كل منها فيما إدا الحاكم .. وكذلك السفراء والأجانب" ص161
ويتحدث عن حالات الأمراض المستعصية التى تتحول لعبء على المريض وغيره ويطالب فيها المريض بإنهاء حياته أو السماح للآخرين بإنهاء حياته فيقول:
" أما من يعانون من أمراض ميئوس من شفائها فيواسونهم بالجلوس نعهم والتحدث إليهم وبالتخفيف عنهم بجميع الوسائل الممكنة فإذا لم يكن مستعصيا فحسب بل مصحوبا أيضا لعذاب وألم مستمر فعندئذ يدعو الكهنة والرؤساء المريض ما دام قد أصلح غير قادر على تحمل جميع واجبات الحياة وأصبح عبئا على ذاته وحملا على غيره وصار ميتا حيا يدعونه ألا يطيل هذا الداء والبلاء أكثر من ذلك وألا يتردد فى الموت بعد أن اصبحت الحياة عذابا بل يعتمد على الرجاء الصالح ويحرر ذاته من تلك الحياة المرة وكأنه يتحرر من سجن وآلة التعذيب أو أن يسمح بإرادته للغير أن يخلصوه منها فإن فعل ذلك فقد تصرف بحكمة لأنه بموته لم يضع حدا لمتعة بل لعذاب ولأنه بذلك يطيع مشورة الكهنة فهم مفسروا كلمة و إرادة الله" ص191
وهذا الحل هو ما يسمونه الموت الرحيم حاليا والغريب أنه ينسبه لإرادة الله
-السياسة الخارجية ليوتوبيا فيتحدث مور عنها ومن بين ما ذكره التالى:
الدفاع عن مواطنيها بالخارج فيقول:
"أما إذا أصيب أحد مواطنى يوتوبيا بعاهة أو قتل ظلما فى بلد أخر وسوار كان المسئول عن ذلك هو الحكومة أو فرد من المواطنين فإنهم يتحققون من الوقائع أولا عن طريق سفير من سفراءهم ثم إذا لم يسلم لهم المذنبون فإنهم يعاقبونهم إما بالموت وإما بان يجعلوا منهم عبيدا" ص202
ويبين أنهم يستخدمون المال لاستئجار جنود للحرب بدلا عنهم فى البلاد البعيدة عنهم فيقول:
"ذلك أنه فضلا عن المال الذى يحتفظون به فى بلادهم فلديهم اموال طائلة خارج البلاد نتيجة لأن شعوبا كثيرة مدينة لهم بكثير من المال كما أسلفت وهكذا يستأجرون الجند من جميع البلاد الأخرى ويبعثون بهم إلى القتال" ص205
ويبين أنهم لا يحاربون عدوا إلا إذا على حدودهم أو على حدود المستعمرات التى يقيمونها لمساعدة غيرهم وهم لا يقتلون الأسرى وفى هذا قال :
"فإذا تحقق لهم النصر فلا يتبع ذلك عمليات قتل لا ينجو منها أخد فهم يفضلون اسر المهزومين عن قتلهم كما أنهم لا يطاردون الجيش الهارب أبدا دون أن يتركوا وراءهم فرقة مجهزة من الرجال على استعداد للقتال تحت لوائهم وتلك قاعدة لا يخرجون عنها ص208
ويبدو مور فى الحكاية وكأنه اختار من النصرانية ما راق له ونسبه لدولة يوتوبيا ومن أمثلة ذلك :
-زواج امرأة واحدة فقط وفى هذا يقول:
"أنهم الشعب الوحيد فى تلك الأجزاء من العالم الذى يكتفى رجاله بزوجة واحدة كما أن الزواج قلما يفصم لديهم إلا بالموت أو بسبب الخيانة الزوجية أو ما لا يطاق من طباع منفرة فإذا ما حدث ذلك للزوج أو الزوجة صدر له إذن من المجلس بأن يتزوج ثانية أما الطرف الأخر فيقضى بقية عمره يحمل وصمة العار"ص193 ويبين عادة يقول إنها سخيفة ولكنها فى الحقيقة عنده أفضل فى اختيار الزوج او الزوجة فيقول:
"وعند اختيار شريك الحياة يراعون بكل جدية وحرص عادة بدت لى غاية فى الحماقة والسخف ذلك أن سيدة وقور محترمة ترى المرأة سواء كانت عذراء أم ارمل عارية لراغب الزواج كما يقدم رجل عاقل راغب الزواج عاريا كذلك أمام الفتاة"ص192
وكلامه عن الزوجة الواحدة مأخوذ من العهد الجديد:
" وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 6إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7قَالُوا لَهُ:«فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».سفر متى 19
-الملابس المختلفة بين النوعين وبين المتزوجين وغير المتزوجين وفيها قال :
وتتخذ الملابس شكل زى موحد فى جميع أنحاء الجزيرة على مر العصور وإن اختلفت ملابس الرجال عن ملابس النساء وملابس المتزوجين عن غير المتزوجين وهذه الملابس مريحة للعين ملائكة لحركة الجسم وصالحى للاستخدام فى الحر والبرد ص151
والكلام مأخوذ من أقوال فى كتاب تعاليم الرسل مثل:
-"لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا اردتن أن تكن مؤمنات اهتمى بزوجك لترضيه وحده وإذا مشيت فى الطريق فغطى رأسك بردائك فإنك عن تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزوقى وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شىء ينقصه زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية أبعد من كل حميم غير لائق يكون فى حمام مع ذكور كثيرة هى اشراك الفسقة لا تستحم امرأة مؤمنة مع ذكور وإذا غطت وجهها فتغطيه بفزع عن نظر رجال غرباء وإلا كيف تدخل إلى حمام وهى مكشوفة مع ذكور إذا ثم حمام للنساء فلنستحم بقدر وترتيب وحشمة وهذا أيضا لا تفعليه دفعات كثيرة منه غير حاجة إليه بغير مقدار ولا فى وسط النهار إذا كان ممكنا ولا تستحم كل يوم "ص27
-الابقاء على العبيد والعبودية فى الدولة التى يزعم أنها عادلة فيقول :
لا يصبح أسرى الحرب عبيدا إلا إذا أسروا فى معارك خاضها اليوتوبيون أنفسهم .. فالعبيد عنهم إما أولئك الذين حكم عليهم بأن يصبحوا عبيدا فى بلادهم عقابا على جرائم منكرة ارتكبوها وإما أولئك المحكوم عيلهم بالموت فى مكان أخر عقابا على جرم ما ..أما العبيد من أبناء بلدهم فيعاملونهم بقسوة أشد ص190
والكلام مأخوذ من كتب النصرانية مثل تعاليم الرسل كقوله:
"ترى ما الذى يقال لأجل العبيد إلا أنه يجب على العبد أن يخدم سيده جيدا بخوف الله وإن كان سيده مخالفا أو فاسقا لكن لا يتشبه به فى فعله "ص114
-حرمة استخدام مساحيق التجميل وهو يقول:
"كذلك يعد استخدام مساحيق التجميل لزيادة الجمال ضربا من التكلف المخجل فقد تبين لهم بالتجربة لأن الظهر الخارجى مهما بلغت أناقته لن يرفع من شان الزوجة فى عينى زوجها بقدر ما يرفع من شأنها الوقار والاستقامة"ص195
والكلام مأخوذ من كتب النصرانية مثل تعاليم الرسل كقوله:
"إن أردت أن تكونى مؤمنة ومرضية لله فلا تتزينى لكى ترضى رجالا غرباء ولا تشتهى لبس المقانع والثياب الخفيفة التى لا تليق إلا بالزانيات "ص26
-يبين الرجل أنه لا عقل يصل للصدق إلا عبر الوحى السماوى فيقول :
"وهم يعتقدون أن عقل الإنسان لا يمكن أن يتوصل إلى رأى أصدق ما لم يلهمه دين سماوى شيئا أكثر قدسية"ص185
ويبين صفات الله فيقول:
"بل يؤمنون بكائن واحد معين غير معروف أبدى يفوق التصور والفهم وابعد بكثير عن متناول العقل البشرى منتشر فى العالم كله لا حجما بل قوة ويطبقون عليه لفظ الأب وإليه ينسبون بدايات كل الأشياء ونموها وتطورها وتغيرها ونهاياتها كما يرونها ولا يقدمون العبادة لسواه" ص212
-احتقار العرافة وهو العلم بالغيب وهو يبين حدوث المعجزات فى كل عصر فيقول :
"وهم يحتقرون تماما ويسخرون من العرافة وجميع انواع التنبؤ القائمة على الخرافة الباطلة ...أما المعجزات التى تحدث بدون مساعدة من الطبيعة فهم يحترمونها كدلائل وشواهد على وجود قوة إلهية ويقولون ايضا ان المعجزات كثيرا ما تحدث فى بلادهم وأحيانا فى حالة الأزمات الحرجة يصلون صلوات جماعية طالبين تحقيق معجزة ينتظرونها وتتحقق لهم بإيمان عظيم ص217
25"وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ:«إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ:«تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً:«يَارَبُّ، نَجِّنِي!». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:«يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33"سفر متى 14
20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». سفر متى17
ويذكر الرجل معلومات خاطئة جغرافيا فى الكتاب لقوله:
"فمما لا شك أنه تحت خط الاستواء وعلى كل من جانبيه بقدر ما تمتد الشمس فى مدارها نوجد كما يقول صحار قاحلة ظمأى محرفة جافة بفهل الحرارة المستمرة وكل شىء هناك قبيح لا يسر العين فالمنطقة قاتمة كئيبة خالية من الزراعة والجمال تسكنها الحيوانات المتوحشة والحيات وأناس لا يقلون وحشية وضراوة بالفعل عن الوحوش"ص94
والكتاب فيه أمور كثيرة ناقشها الرجل واخترنا هنا أهم ما فيها
عنوان الكتاب الحكومة المثلى للدولة وجزيرة يوتوبيا الجديدة والمؤلف توماس مور كان مسئولا ذو مناصب متنوعة فى انجلترا منها الوزير الأول أى رئيس الوزراء وكبير القضاة والمنصب المكتوب على غلاف الكتاب أنه رئيس الأمن فى لندن والكتاب ترجمة انجيل بطرس سمعان ومن إصدارات الهيئة العامة المصرية للكتاب
ويبدو أن الرجل اتخذ هذا الكتاب لنقد النظام فى انجلترا خاصة الملك والنبلاء ولكنه من أجل ألا يؤذيه أحد كتب فى الكتاب أمرين :
الأول مدح الملك كما فى بداية الكتاب الأول :
"نشأ خلاف بين الملك الذى لا يقهر ملك انجلترا الملك هنرى الثامن الذى يتميز بجميع صفات الملك المثالى " ص89
الثانى أعلن أنه لا يوافق على كل ما قاله هيثلوداى من كلام عن انتقاد النظام الملكى وعيوب النبلاء والنظام الموجود فى بلاد العالم القديمة فقال:
"وحتى ذلك الحين لا أستطيع الموافقة على كل ما قاله بالرغم من أنه فيما عدا ذلك رجل لا يشق له غبار فى علمه "ص231
ومما سبق نجد أن الرجل استعمل خياله فى انتقاد النظام الذى ينتمى له والانتقادات معظمها نابع من دراسة مور للعهدين القديم والجديد وبصفته كرئيس للوزراء وكبير للقضاة وغير ذلك كان ذو منصب فى الكنيسة يستطيع به أن يصلح النظام الكنسى المتبع وقت ذاك ومن ثم ليس من المستبعد أن يكون هذا الكتاب وغيره من كتاباته فى انتقاد النظام سببا فى اعدامه فيما بعد مع أنه خدم النظام
ومور الاشتراكى فى الكتاب هو كاثوليكى محافظ على كبار رجال الدين الذين فى رأى الكتاب لا يحاكمون كباقى الناس وهو عنصرى يؤيد بقاء العبيد والعبودية وهى أمور لا يمكن أن تجتمع معا فى نفس رجل يدعى الإنسانية والتى هى أساسا كلمة لا يفهم معناها من يقولها لأن الإنسانية تعنى خير وشر الإنسان معا وليس كما يتصور البعض خير الإنسان
الكتاب هو حكاية روفائيل هيثلوداى رحلاته ليوتوبيا لتوماس مور من خلال صديقهما المشترك بطرس جايلز الذى يعرفه على روفائيل فى مدينة انتويرب ويجلسون معا فى بيت مور فى تلك المدينة وهم يسمعون حكايات الرجل ويناقشونه فى بعض منها وروفائيل هيثلوداى شخصية خيالية تمثل مور نفسه فيما أراده من إصلاحات عجز أن يقولها علنا للملك والنبلاء والكنيسة وهيثلوداى فى أول الكتاب يقول أنه لم يعمل مستشارا للملوك أو الكبار لأنه فى حالة عمله سيكون خاسرا لو عمل معهم لأنه إما أن ينافقهم وإما أن ينصحهم وينتقدهم ولن يسمع أحد لكلامه فى أحسن الأحوال وفى أسوأ الأحوال سيحاكم ويعاقب ولذا فهو فر من ذلك العمل وهذا الرأى من مور يعلن فيه ندمه على عمله بالمناصب الحكومية لأنه لم يقدر على النصيحة والانتقاد ومن ثم لم يصلح شىء لأن كل الأمور تؤدى إلى سير دائرة الظلم كما هى عليه
الكتاب يناقش قضايا هامة فى النظام السياسى للدولة منها:
- عقوبة جريمة السرقة فى عهده فيقول أن عقوبة اعدام اللص عقوبة غير مناسبة لهذا الجرم فهى قاسية ومع هذا لم يمنع وجودها من وجود السرقة وأن الأولى هو توفير عمل للصوص أولا قبل عقابهم فلا يمكن أن نعاقب إنسان ليس لديه دخل يوفر له الضروريات وهو قوله على لسان هيث لوداى :
"فإن التى تفرض على اللصوص تتعدى حدود العدالة كما أنها ضارة بالصالح العام فهى عقوبة بالغة القسوة ومع ذلك فليست رادعا كافيا فالسرقة وحدها ليست جرما كبيرا يعاقب عليه بالموت كما انه ليست هناك عقوبة يمكن التفكير فيها كفيلة بأن تمنع من السرقة أولئك الذين يفتقرون إلى حرفة يكسبون منها عيشهم ...فى حين كان من الأفضل تدبير بعض الوسائل ليكسبوا بها عيشهم " ص101
ويبين أن ضياع جزء من مال الشخص لا يمكن أن يكون مقابله ضياع حياة آخذ المال فيقول :
"أنى لا أحسبه من العدل فى شىء ـن يفقد الإنسان حياته لأن شخصا منى بضياع بعض ماله فرأيى الشخصى هو ان جميع متاع الدنيا لا يمكن أن يساوى حياة إنسان "ص110
ويتناول أمورا قضائية أخرى منها وهى تشجيع الناس على الفضيلة بإقامة تماثيل للعظماء منهم وهو قوله:
"ولا يعمل اليوتوبيون على مقاومة الجريمة بالعقوبة فقط بل يحثون الناس على الفضيلة بأنواع من التكريم ومن هنا يكرمون فى السوق عظماء الرجال ممن قاموا بخدمات جليلة لبلادهم لتماثيل تظل شاهدة بأعمالهم النبيلة "ص196
ويستبعد المحامين من القضاء لأنه هذا يفضى للحقيقة بسرعة فيقول:
"ويرون من الخير أن يقوم الشخص بالدفاع عن قضيته ويقول للقاضى ما كان سيقوله للمحامى وهكذا يقل الغموض وتتكشف الحقيقة بسهولة أكثر "ص196
كما تبنى مبدأ عدم محاكمة الكهنة فقال :
"ولا تنال أية فئة اخرى فى يوتوبيا ما يناله الكهنة من تكريم ويبلغ ذلك درجة تجعلهم حتى إذا ارتكبوا جريمة لا يحاكمون أما محكمة بل يتركون لله وحده وأنفسهم "ص220
آخذا ذلك من قول كتاب تعاليم الرسل(الديسقولية) فقال :
" لا تدن الأسقف ولا صاحبك العلمانى إذا دنت أخاك فقد صيرت نفسك دينا ربا وما يصطفيك أحدا لهذا الفعل بل أنت وحدك الذى توجبه على نفسك لأن الكهنة وحدهم هم الذين أمروا أن يدينوا يقول الرب احكموا بالحق وكونوا محسنين فى الوساطة بعدل ص73
-ينعى الرجل على النبلاء تعطلهم عن العمل فهم لا يعملون ويعيشون عالة على غيرهم حلالا وحرما وينعى عليهم أن كل واحد منهم يعطل عشرات الرجال والنساء من خدمه عن العمل حيث لا يعملون عملا منتجا كالحرس واللبيس وفى هذا قال على لسان هيث :
"هناك أولا ذلك العدد الكبير من النبلاء الذين لا يكتفون بأن يعيشوا عاطلين مثل ذكور النحل على عمل الغير وكدهم وأقصد اولئك الذين يؤجرون أراضيهم والذين يسلبونهم كل صغيرة وكبيرة عن طريق رفع الإيجار علما بأن هذه هى الناحية الوحيدة التى يمارسون فيها التقشف أما فيما عدا هذا فهم مسرفون لدرجة أن اسرافهم المفرط يؤدى بهم إلى التسول هؤلاء النبلاء لا يكتفون بان يعيشوا هم انفسهم فقط فى تعطل ولكتهم يجرون وراءهم قطيعا ضخما من الخدم العاطلين ممن لم يتعلموا قط حرفة يكسبون منها عيشهم"ص102
ولعل هذا النقد مأخوذ من مثل العبد الحكيم والعبد الردى فى العهد الجديد وهو :
45"فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! 47اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. 50يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، 51فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ" سفر متى 25
-ينتقد مور عملية تحويل الملاك الكبار أراضيهم وأراضى غيرهم بالتزوير والاغتصاب إلى مراعى وهو ما خرب عملية الإنتاج الزراعى وقد بين أن الله عاقبهم على هذا الظلم بوباء تفشى فى الأغنام والواجب هو ترك الأراضى الزراعية على ما هى عليه من الزراعة وعدم تحويلها لمراعى طمعا فى الصوف الذى تحتكره قلة من الأغنياء لأن هذا يكثر من عدد العاطلين وفى هذا قال :
"وهكذا اضطرت أعداد كبيرة من الناس إلى التحول إلى البطالة ذلك بعد ان تحولت كل هذه الراضى إلى مراع مات عدد كبير من الأغنام بالطاعون....فقد تجمعت الأغنام فى أيدى قلة من الأغنياء الذين لا تضطرهم الحاجة إلى البيع قبل أن يرغبوا فى ذلك وهم لا يرغبون فى ذلك حتى يتسنى لهم البيع بالأسعار التى يطلبونها "ص107
وقد اقترح الرجل اقتراحات لعلاج المشاكل الناتجة من تحويل الأرض الزراعية لمراعى فقال:
"سنوا قانونا بأن كل من يهدم مزرعة أو قرية من القرى الزراعية يعيد إقامتها أو يسلمها لمن يعيد إقامتها ويرغب فى بنائها حدوا من حق الأغنياء فى شراء كل شىء ومن ذلك الامتياز الذى يخول لهم ممارسة نوع من الاحتكار لمصلحتهم" ص108
-يعترض الرجل على كثرة المتسولين وكثرة النساك والرهبان ويقترح الحلول للقضاء على هذه البطالة التى تبرر بالدين وهو لا يقول هذا صراحة وإنما يقولها من باب الدعابة ويبدو أن هذا كان خوفا من سلطة الكنيسة فيقول :
"ولو كان بيدى الأمر لأصدرت قانونا يقضى بأن يوزع كل أولئك المتسولين بين الأديرة البندكتية وأن يصلح الرجال اخوة بالأديرة كما يسمونهم وتصبح النساء راهبات وهنا التسم الكاردينال معتبرا الأمر مجرد دعابة تؤخذ مأخذ العزل أما الباقون فأخذوه مأخذ الجد إلا ان عالما فى اللاهوت وكان ناسكا سر سورا بالغا بهذه الدعابة التى تنال من القسوس والرهبان فأهذ هو ايضا فى الدعابة ...قال لا لن تتخلصوا ولا حتى بهذه الطريقة من المتسولين إلا إذا دبرتم أمرنا نحن النساك أيضا فأجاب المتطفل ولكن هذا أمر قد دبر بالفعل فقد دبر قداسة الكاردينال أمركم خير تدبير عندما قرر حبس جميع المتشردين وجرهم إلى العمل فأنتم أسوأ المتشردين على الإطلاق"ص118
ويحارب الرجل الرهبنة ويبين أنها لا تباح للنساء إلا فى سن العجز وبعد فقدان الأزواج بالموت والرجال من الكهنة لابد أن يتزوجوا فيقول :
"ولا يحرم جنس الإناث من الانخراط فى سلك الكهنة إلا أنه لا يختار لذلك إلا الأرامل المتقدمات فى السن ولا يحدث إلا نادرا والكهنة من الرجال يتخذون لهم زوجات من افضل نساء البلد"ص220
وكلامه مأخوذ من كتاب تعاليم الرسل المسمى بالديسقولية وهو يقول:
"الأرامل فليقمن على أن لا يكون سنهن دون ستين سنة لكى يكون لهن بذلك ثبات حتى لا يتزوجن بعد ذلك ثانية لأنكم إذا أقمتم حداثة السن وعددتموها فى عداد الأرامل ولم تحتمل أن تقيم أرملة لحداثة سنها بل تزوجت دفعة أخرى فإنها تأتى بعار على مجد الأرملة" ص129
-ينتقد مور النظام الملكى فيقول ان الحكم ليس بالتوريث وإنما باختيار الشعب وأن الملك يرعى مصالح الشعب وليس مصلحته الخاصة فيقول على لسان هيث :
"لنفرض أنى سأبين لهم أن أفراد الشعب يختارون الملك ليرعى مصالحهم وليس مصلحته الخاصة ...ولذا فواجب الملك أن يسهر على مصلحة شعبه أكثر مما يسهر على مصلحته الخاصة تماما كما أن واجب الراعى ما دام راعيا هو أن يطعم خرافه قبل أن يطعم نفسه"ص127
ويبين الرجل أن الحاكم يكون منتخبا وهو يعزل إن ظلم وكذلك كل أصحاب المناصب الأخرى فيقول
"ويشغل الحاكم منصبه طوال الحياة ما لم يعزل إن اتهم بالطغيان أما الرؤساء الأول فينتخبون سنويا ولكنهم لا يستبدلون بغيرهم إلا لسبب قوى "ص149
وهو يبين أن الحكام يختارون فقط من اهل العلم فيقول:
"ويرفع إلى طبقة رجال العلم ومن بين جماعة الدراسين هذه يختار أهل يوتوبيا السفراء والكهنة والرؤساء ألأول وأخيرا الحاكم أو الأمير ذاته" ص155
ويبدو أن هذه الانتقادات ضد الملك والنبلاء ورجال الكنيسة هى التى قادته للإعدام فيما بعد فهى اتهامات صريحة لهم بالجهل والفساد والظلم
-يبين مور أن سبب البلاء أى الظلم فى كل الأنظمة هو الملكية الخاصة وأما فى يوتوبيا فالملكية المشتركة هى الحل لكل المشاكل الناتجة من الملكية الخاصة حيث يسود العدل بسببها فيقول :
"فلو أن تلك النظم أفضل وهى أفضل بالفعل إلا أنها قد تبدو غريبة لأن الأفراد هنا يتمتعون بحق الملكية الخاصة أما هناك فكل شىء مشترك "ص132
"فإنه يبدو لى أنه حيثما وجدت الملكية الخاصة وكان المال هو المعيار الذى يقاس به كل شىء فيكاد يكون من المستحيل تقريبا أن يسود المجتمع العدل أو الرخاء "ص133
والرجل يبين أن ما حصل من ظلم هو مؤامرة ينظمها أغنياء كل عصر فيقول:
"لهذا عندما أفكر فى هذه الأمور وأتأمل حالة جميع الدول المزدهرة فى كل مكان فى هذه الأيام فإنى ولتدركنى رحمة الله لا أرى سوى نوع من المؤامرة التى يدبرها الأغنياء الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة باسم المصلحة ص229 العامة وهم يعدون ويخططون الطرق والوسائل التى يستطيعون بواسطتها ان يحتفظوا بكل ما جهزوه عن طريق ما يمارسونه من أعمال شريرة "ص228
وهو يبين أن لا حل سوى الاشتراكية ومنع البيع والشراء بالنقود وإنما عن طريق تبادل السلع فيقول :
"بل الأكثر فى تلك الناحية التى تشكل الأساس الرئيسى للبناء كله وأعنى لذلك اشتراكية الحياة والمعيشة عندهم وعدم تبادل النقود فهذا وحده يقضى تماما على النبل والعظمة والفخامة والجلال وهى صفات تعد فى تقدير عامة الشعب الأمجاد والمفاخر الحقيقية للدولة" ص231
والفكرة مأخوذة من قول العهد الجديد "21قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». سفر متى 19
-النظام الصحى حيث يبين وجود نظام صحى يحرص على المشاعر الانسانية حيث تذبح البهائم خارج المدينة حتى لا تلوث المدينة فتظل نظيفة فيقول :
"وتنقل الذبائح من هناك بعد ان يقوم العبيد بذبحها وتنظيفها فهم لا يسمحون للمواطنين بالتعود على ذبح الحيوان إذ يظنون أن ممارسة ذلك تقلل تدريجيا من الشعور بالرحمة وهى أروع مشاعر الطبيعة الإنسانية كما أنهم لا يسمحون لإحضار أى شىء قذر أو غير نظيف إلى المدينة لئلا يتلوث الهواء برائحة التعفن فيؤدى ذلك إلى الأوبئة" ص160
ويبين نظام العلاج فى يوتوبيا فى المشافى حيث يقدم طعام واحد للكل فيما عدا الرؤساء والأجانب فيقول:
"يفضل أن يعالج فى المستشفى عن أن يعالج فى بينه ولعد ان يتسلم المشرف على المرضى الطعام الموصى به من ألأطباء عندئذ يقسم أفضل المأكولات بالتساوى بين القاعات تبعا لعدد الأفراد فى كل منها فيما إدا الحاكم .. وكذلك السفراء والأجانب" ص161
ويتحدث عن حالات الأمراض المستعصية التى تتحول لعبء على المريض وغيره ويطالب فيها المريض بإنهاء حياته أو السماح للآخرين بإنهاء حياته فيقول:
" أما من يعانون من أمراض ميئوس من شفائها فيواسونهم بالجلوس نعهم والتحدث إليهم وبالتخفيف عنهم بجميع الوسائل الممكنة فإذا لم يكن مستعصيا فحسب بل مصحوبا أيضا لعذاب وألم مستمر فعندئذ يدعو الكهنة والرؤساء المريض ما دام قد أصلح غير قادر على تحمل جميع واجبات الحياة وأصبح عبئا على ذاته وحملا على غيره وصار ميتا حيا يدعونه ألا يطيل هذا الداء والبلاء أكثر من ذلك وألا يتردد فى الموت بعد أن اصبحت الحياة عذابا بل يعتمد على الرجاء الصالح ويحرر ذاته من تلك الحياة المرة وكأنه يتحرر من سجن وآلة التعذيب أو أن يسمح بإرادته للغير أن يخلصوه منها فإن فعل ذلك فقد تصرف بحكمة لأنه بموته لم يضع حدا لمتعة بل لعذاب ولأنه بذلك يطيع مشورة الكهنة فهم مفسروا كلمة و إرادة الله" ص191
وهذا الحل هو ما يسمونه الموت الرحيم حاليا والغريب أنه ينسبه لإرادة الله
-السياسة الخارجية ليوتوبيا فيتحدث مور عنها ومن بين ما ذكره التالى:
الدفاع عن مواطنيها بالخارج فيقول:
"أما إذا أصيب أحد مواطنى يوتوبيا بعاهة أو قتل ظلما فى بلد أخر وسوار كان المسئول عن ذلك هو الحكومة أو فرد من المواطنين فإنهم يتحققون من الوقائع أولا عن طريق سفير من سفراءهم ثم إذا لم يسلم لهم المذنبون فإنهم يعاقبونهم إما بالموت وإما بان يجعلوا منهم عبيدا" ص202
ويبين أنهم يستخدمون المال لاستئجار جنود للحرب بدلا عنهم فى البلاد البعيدة عنهم فيقول:
"ذلك أنه فضلا عن المال الذى يحتفظون به فى بلادهم فلديهم اموال طائلة خارج البلاد نتيجة لأن شعوبا كثيرة مدينة لهم بكثير من المال كما أسلفت وهكذا يستأجرون الجند من جميع البلاد الأخرى ويبعثون بهم إلى القتال" ص205
ويبين أنهم لا يحاربون عدوا إلا إذا على حدودهم أو على حدود المستعمرات التى يقيمونها لمساعدة غيرهم وهم لا يقتلون الأسرى وفى هذا قال :
"فإذا تحقق لهم النصر فلا يتبع ذلك عمليات قتل لا ينجو منها أخد فهم يفضلون اسر المهزومين عن قتلهم كما أنهم لا يطاردون الجيش الهارب أبدا دون أن يتركوا وراءهم فرقة مجهزة من الرجال على استعداد للقتال تحت لوائهم وتلك قاعدة لا يخرجون عنها ص208
ويبدو مور فى الحكاية وكأنه اختار من النصرانية ما راق له ونسبه لدولة يوتوبيا ومن أمثلة ذلك :
-زواج امرأة واحدة فقط وفى هذا يقول:
"أنهم الشعب الوحيد فى تلك الأجزاء من العالم الذى يكتفى رجاله بزوجة واحدة كما أن الزواج قلما يفصم لديهم إلا بالموت أو بسبب الخيانة الزوجية أو ما لا يطاق من طباع منفرة فإذا ما حدث ذلك للزوج أو الزوجة صدر له إذن من المجلس بأن يتزوج ثانية أما الطرف الأخر فيقضى بقية عمره يحمل وصمة العار"ص193 ويبين عادة يقول إنها سخيفة ولكنها فى الحقيقة عنده أفضل فى اختيار الزوج او الزوجة فيقول:
"وعند اختيار شريك الحياة يراعون بكل جدية وحرص عادة بدت لى غاية فى الحماقة والسخف ذلك أن سيدة وقور محترمة ترى المرأة سواء كانت عذراء أم ارمل عارية لراغب الزواج كما يقدم رجل عاقل راغب الزواج عاريا كذلك أمام الفتاة"ص192
وكلامه عن الزوجة الواحدة مأخوذ من العهد الجديد:
" وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 6إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7قَالُوا لَهُ:«فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».سفر متى 19
-الملابس المختلفة بين النوعين وبين المتزوجين وغير المتزوجين وفيها قال :
وتتخذ الملابس شكل زى موحد فى جميع أنحاء الجزيرة على مر العصور وإن اختلفت ملابس الرجال عن ملابس النساء وملابس المتزوجين عن غير المتزوجين وهذه الملابس مريحة للعين ملائكة لحركة الجسم وصالحى للاستخدام فى الحر والبرد ص151
والكلام مأخوذ من أقوال فى كتاب تعاليم الرسل مثل:
-"لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا اردتن أن تكن مؤمنات اهتمى بزوجك لترضيه وحده وإذا مشيت فى الطريق فغطى رأسك بردائك فإنك عن تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزوقى وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شىء ينقصه زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية أبعد من كل حميم غير لائق يكون فى حمام مع ذكور كثيرة هى اشراك الفسقة لا تستحم امرأة مؤمنة مع ذكور وإذا غطت وجهها فتغطيه بفزع عن نظر رجال غرباء وإلا كيف تدخل إلى حمام وهى مكشوفة مع ذكور إذا ثم حمام للنساء فلنستحم بقدر وترتيب وحشمة وهذا أيضا لا تفعليه دفعات كثيرة منه غير حاجة إليه بغير مقدار ولا فى وسط النهار إذا كان ممكنا ولا تستحم كل يوم "ص27
-الابقاء على العبيد والعبودية فى الدولة التى يزعم أنها عادلة فيقول :
لا يصبح أسرى الحرب عبيدا إلا إذا أسروا فى معارك خاضها اليوتوبيون أنفسهم .. فالعبيد عنهم إما أولئك الذين حكم عليهم بأن يصبحوا عبيدا فى بلادهم عقابا على جرائم منكرة ارتكبوها وإما أولئك المحكوم عيلهم بالموت فى مكان أخر عقابا على جرم ما ..أما العبيد من أبناء بلدهم فيعاملونهم بقسوة أشد ص190
والكلام مأخوذ من كتب النصرانية مثل تعاليم الرسل كقوله:
"ترى ما الذى يقال لأجل العبيد إلا أنه يجب على العبد أن يخدم سيده جيدا بخوف الله وإن كان سيده مخالفا أو فاسقا لكن لا يتشبه به فى فعله "ص114
-حرمة استخدام مساحيق التجميل وهو يقول:
"كذلك يعد استخدام مساحيق التجميل لزيادة الجمال ضربا من التكلف المخجل فقد تبين لهم بالتجربة لأن الظهر الخارجى مهما بلغت أناقته لن يرفع من شان الزوجة فى عينى زوجها بقدر ما يرفع من شأنها الوقار والاستقامة"ص195
والكلام مأخوذ من كتب النصرانية مثل تعاليم الرسل كقوله:
"إن أردت أن تكونى مؤمنة ومرضية لله فلا تتزينى لكى ترضى رجالا غرباء ولا تشتهى لبس المقانع والثياب الخفيفة التى لا تليق إلا بالزانيات "ص26
-يبين الرجل أنه لا عقل يصل للصدق إلا عبر الوحى السماوى فيقول :
"وهم يعتقدون أن عقل الإنسان لا يمكن أن يتوصل إلى رأى أصدق ما لم يلهمه دين سماوى شيئا أكثر قدسية"ص185
ويبين صفات الله فيقول:
"بل يؤمنون بكائن واحد معين غير معروف أبدى يفوق التصور والفهم وابعد بكثير عن متناول العقل البشرى منتشر فى العالم كله لا حجما بل قوة ويطبقون عليه لفظ الأب وإليه ينسبون بدايات كل الأشياء ونموها وتطورها وتغيرها ونهاياتها كما يرونها ولا يقدمون العبادة لسواه" ص212
-احتقار العرافة وهو العلم بالغيب وهو يبين حدوث المعجزات فى كل عصر فيقول :
"وهم يحتقرون تماما ويسخرون من العرافة وجميع انواع التنبؤ القائمة على الخرافة الباطلة ...أما المعجزات التى تحدث بدون مساعدة من الطبيعة فهم يحترمونها كدلائل وشواهد على وجود قوة إلهية ويقولون ايضا ان المعجزات كثيرا ما تحدث فى بلادهم وأحيانا فى حالة الأزمات الحرجة يصلون صلوات جماعية طالبين تحقيق معجزة ينتظرونها وتتحقق لهم بإيمان عظيم ص217
25"وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ:«إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ:«تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً:«يَارَبُّ، نَجِّنِي!». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:«يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33"سفر متى 14
20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». سفر متى17
ويذكر الرجل معلومات خاطئة جغرافيا فى الكتاب لقوله:
"فمما لا شك أنه تحت خط الاستواء وعلى كل من جانبيه بقدر ما تمتد الشمس فى مدارها نوجد كما يقول صحار قاحلة ظمأى محرفة جافة بفهل الحرارة المستمرة وكل شىء هناك قبيح لا يسر العين فالمنطقة قاتمة كئيبة خالية من الزراعة والجمال تسكنها الحيوانات المتوحشة والحيات وأناس لا يقلون وحشية وضراوة بالفعل عن الوحوش"ص94
والكتاب فيه أمور كثيرة ناقشها الرجل واخترنا هنا أهم ما فيها