رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى محاورة مينيكسينوس أو عن الخطابة لأفلاطون
محاورة مينيكسينوس أو عن الخطابة تدور حول فن الخطابة وهو إلقاء كلمة طويلة أم قصيرة أو وسط أمام جمع من الناس ونلاحظ أن أفلاطون يدلى بأرائه من خلال شخصية سقراط الذى هو المحاور المشترك فى كل المحاورات ويبدأ الرجل بالعيب الأول عند الخطباء من بنى الأغريق فى أثينا فيقول على لسان رجله سقراط :
سقراط :ويقوم هؤلاء بإلقاء عبارات الثناء بأسلوب رائع يصل إلى حد أنهم يمدحون كل فرد على ما قدم وما لم يقدم وبما له من خصال وما ليس له وينعتون أسماءهم بأنواع شتى من أرفع الفضائل بشكل يسحر ألبابنا ويقرظون المدينة بكل صور المجد ويكيلون ص50(235إ) المدائح لكل من سقطوا فى الحرب الأخيرة ومن لاقوا حتفهم من أسلافنا فى الحروب السابقة كما يثنون علينا نحن الذين لا نزال على قيد الحياة لدرجة أنى يا مينكسينوس أشعر بأننى قد أصبحت أكثر نبلا عندما أسمع مديحهم ص51
إذا العيب الأول فى الخطبة عند الرجل هو المديح المفرط صادقا وكاذبا ومن ثم فالرجل يريد أن يبين أن المدح فى الخطب يجب أن يكون بحق ودون إسراف
ويتحدث الرجل على لسان سقراط مظهرا العيب الثانى وهو أثر الخطبة على الجماهير حتى العلماء منهم وهو أن يدخل فى أنفسهم شعورا كاذبا بالنبل والفخار والعظمة يظل مسيطرا على حتى على العلماء عدة أيام فيقول :
ويظل هذا الشعور بالعظمة يلازمنى ما يزيد على ثلاثة أيام كما يبقى حديث الخطيب وصوته يتردد فى اذناى بصفة مستمرة لدرجة أنى لا أثوب إلى رشدى إلا بالكاد فى اليوم الرابع أو الخامس وأشعر بأنى أعيش على الأرض وحتى ذلك الحين يظل الشعور يلازمنى بأنى أعيش وسط القديسين فى جزرهم هكذا كما ترى كم يبدو خطباؤنا مبرزين ص51 (235 ب)
ومن ثم فالعيب الثانى هو أن الخطبة تستعمل للسيطرة على الجماهير عندما يكال المديح بالحق وبالباطل فتعطى شعورا باطلا بالنبل والعظمة قد لا يكون له أساس من الصحة والرجل هنا يريد أن تعطى الخطبة شعورا صادقا حقيقيا وليس شعورا كاذبا يزول عند التفكير السليم فى الخطبة
وقد بين أن من شروط المديح فى الخطبة أن المديح لا يجب فى ذكر الأمور المعروفة وإنما فى الأمور المنسية وهو قوله " أما منجزاتهم التى لم يستوفيها الشعراء حقها من الثناء بعد لسبب ما من الأسباب ولا تزال فى طى النسيان فأعتقد أن من واجبى أن أعطيها من المديح ما تستوجب وأن أمد الأخرين بمادتها لتكون أساسا لقصائدهم وأشكال اشعارهم الأخرى حتى يتمكنوا من تدبيجها بصورة تليق بهعذه المنجزات "ص 59 (239-ج ()
ومن شروط الخطبة عنده أنها مهما طالت فلابد أن تكون قاصرة عن ذكر القصة سردا كاملا شاملا وهو قوله :
لقد ذكرنا الشىء الكثير مما يتعلق بالانجازات النبيلة التى قام بها هؤلاء الأبطال الراقدون هنا هنا تحت التراب وكذلك ما يتعلق ببقية الرجال الذين ضحوا بحياتهم وهم يذودون عن ثرى مدينتهم ولكننا لم نوفيهم حقهم فى الذكرى فلم يزال هناك الكثير الذى يجدر بالذكر وهو أنبل بل وأكثر من أن تكفيه العديد من الأيام والليالى حتى يكون فى الامكان سرد قصته سردا كاملا وبصورة شاملة ص72 (246أ)
ومن شروط الخطبة أن تكون أجزاء مرتبطة ببعضها ارتباطا سليما وهو ما يسمى حاليا الوحدة المعنوية أو الموضوعية وهو قوله
سقراط :لقد كنت أستمع بالأمس إلى أسباسيا وهى تدبج خطبة جنائزية من أجل نفس هؤلاء الرجال ذلك أنها كانت قد عرفت ما قلت به من أن الأثينييين ينتون اختيار خطيب ومن ثم ألقت على مسامعى تلك الخطبة بالصورة التى يجب أن تلقى بها لقد ارتجلت جزءا من هذا الحديث أما بقية الأجزاء فكانت قد أعدتها من قبل وذلك عندما كانت تصيغ الخطبة التى كان قد ألقاها بركلبيس كما أعتقد وبعد أن ربطت بين هذه الأجزاء كونت خطبتها ص53 (236ب)
ومن شروط الخطبة أن تذكر بعض وصايا الآباء وذلك للحض على القوة والتذكير بالواجب فعله وهو ما ذكره فى قوله :
ولقد كان هذا هو ما قالوه " أيها الصبية إن كونكم قد انحدرتم من سلالة آباء مغاويرليشهد عليه الدليل الماثل أمامنا لقد كان من الواجب علينا نحن الذين نعيش بغير كرامة أن نختار الموت أعزاء وذلك قبل أن نأتى بكم وبمن يأتون بعدكم إلى حياة العار وقبل أن نجلب الخزى على آبائنا وكل الأجيال السالفة إننا لنعتقد بأنه لا يستحق أن يعيش الحياة كل إنسان يكون سببا فى جلب العار والمهانة على ذويه وأن مثل هذا الإنسان لن يجد محبا من بين الآلهة أو صديقا من بين البشر سواء فى أثناء حياته على وجه البسيطة أو فى العالم الأخر بعد انتقاله إليه ومن ثم وجب عليكم أن تحرصوا على تذكر أقوالنا فإذا كان عليكم أن تمارسوا مهمة فلتمارسوا القيام بها بإقدامه لأنكم تعلمون أنه من الوضاعة والخسة أن تتخلوا عن ممتلكاتكم ومساعيكم نحو ما هو واجب عليكم إن الثروة لا يمكن أن تجلب شرفا على من يستحوذ عليها إذا ارتبطت بالجبن ذلك لأن مثل هذا الإنسان إنما يثرى ص73(246د-هـ)
فلنلطف من هذه الأحزان بأن نذكرهم أنه فى أشد الأوقات عسرا كانت الآلهة تستجيب دائما إلى دعواتهم ذلك لأنه لم تكن دعواتهم بأن ينال أبناؤهم الخلود بل أن يصبحوا أشداء ذوى بأس حتى ينالوا المجد ولقد استجابت الآلهة فكانت نصيبهم الشهرة التى هى من أجل النعم ولكن ليس من اليسر بمكان أن تسير كل الأمور فى حياة إنسان وفق ما يصبوا إليه دائما ص75(247 د)
ومن شروط الخطبة ذكر بعض العيوب التى حدثت من أجل إصلاحها وقد ذكرت الخطبة بعض المعايب فى أقوال مثل :
وكان فى غالب الأحيان ملوك يتولون السلطة بالوراثة أحيانا وبالانتخاب أحيانا أخرى "ص57(238-د)
وقوله:
لقد اشتعل سعير الحرب الأهلية بين مواطنينا بصورة رهيبة جعلت كل مواطن دون استثناء يبتهل من أجل مدينته أنه إذا كان مقدرا على رجالها أن يضطروا إلى أن يخوضوا غمار حرب أهلية ألا يكون ما سوف قد يحل بها من كوارث فى بشاعة ما حل بمدينتنا من وباء "ص67 (243 –هـ)
وأما الغرض من الخطبة العامة فهو حض الناس على الظهور بمظهر البأس وهو قوله:
وأما عن نفسى يا سلالة الرجال الصناديد فإنى أعاهد نفسى أن أحثكم الآن وفى مقبل الأيام كلما صادفتكم ولسوف أظل على عهدى أن أذكركم وأحضكم أن تحرصوا على الظهور بمظهر البأس ص72 (246ب-ج)
ويشير افلاطون على لسان سقراط أن الخطب أنواعها هى :
1- تعد مسبقا 2- قد ترتجل وهو قوله :
إنه من المعتاد أن يكون لدى كل شخص من هؤلاء أحاديث معدة وبالأضافة إلى ذلك فإنه ليس من العسير أن يرتجل شخص مثل هذه الأحاديث ص51(235-د)
3- يلقى بعضها ارتجالا وبعضها معد من قبل وهو قوله :
ومن ثم ألقت على مسامعى تلك الخطبة بالصورة التى يجب أن تلقى بها لقد ارتجلت جزءا من هذا الحديث أما بقية الأجزاء فكانت قد أعدتها من قبل وذلك عندما كانت تصيغ الخطبة التى كان قد ألقاها بركلبيس كما أعتقد وبعد أن ربطت بين هذه الأجزاء كونت خطبتها ص53 (236ب)
طريقة المديح السليمة عند الرجل :
"ومن ثم فلنبدأ بالثناء على نبل منبتهم ثم نقرظ نشأتهم وتعليمهم وبالإضافة إلى ذلك تناول طبيعة منجزاتهم لنبين كم كانت نبيلة جديرة بهذا التعليم " ص55(237-ج)
وبالقطع فالثناء على نبل المنبت هو دليل على الجهل بأن الرجال ليسوا بأسرهم وإنما بأنفسهم فعظمة الرجل تأتى من نفسه وليس من غيره وأيضا تقريظ النشأة والتعليم دليل على الجهل فكم من متعلم أفضل تعليم جاهل وكم من ناشىء فى القذارة والتعليم الخاطىء أصبح عبقريا فالتعليم والنشأة لا دخل لهم بالرجل وإنما هى الجزئية الثالثة وهى منجزات الرجل فهذه هى ما يستحق عليها المدح
محاورة مينيكسينوس أو عن الخطابة تدور حول فن الخطابة وهو إلقاء كلمة طويلة أم قصيرة أو وسط أمام جمع من الناس ونلاحظ أن أفلاطون يدلى بأرائه من خلال شخصية سقراط الذى هو المحاور المشترك فى كل المحاورات ويبدأ الرجل بالعيب الأول عند الخطباء من بنى الأغريق فى أثينا فيقول على لسان رجله سقراط :
سقراط :ويقوم هؤلاء بإلقاء عبارات الثناء بأسلوب رائع يصل إلى حد أنهم يمدحون كل فرد على ما قدم وما لم يقدم وبما له من خصال وما ليس له وينعتون أسماءهم بأنواع شتى من أرفع الفضائل بشكل يسحر ألبابنا ويقرظون المدينة بكل صور المجد ويكيلون ص50(235إ) المدائح لكل من سقطوا فى الحرب الأخيرة ومن لاقوا حتفهم من أسلافنا فى الحروب السابقة كما يثنون علينا نحن الذين لا نزال على قيد الحياة لدرجة أنى يا مينكسينوس أشعر بأننى قد أصبحت أكثر نبلا عندما أسمع مديحهم ص51
إذا العيب الأول فى الخطبة عند الرجل هو المديح المفرط صادقا وكاذبا ومن ثم فالرجل يريد أن يبين أن المدح فى الخطب يجب أن يكون بحق ودون إسراف
ويتحدث الرجل على لسان سقراط مظهرا العيب الثانى وهو أثر الخطبة على الجماهير حتى العلماء منهم وهو أن يدخل فى أنفسهم شعورا كاذبا بالنبل والفخار والعظمة يظل مسيطرا على حتى على العلماء عدة أيام فيقول :
ويظل هذا الشعور بالعظمة يلازمنى ما يزيد على ثلاثة أيام كما يبقى حديث الخطيب وصوته يتردد فى اذناى بصفة مستمرة لدرجة أنى لا أثوب إلى رشدى إلا بالكاد فى اليوم الرابع أو الخامس وأشعر بأنى أعيش على الأرض وحتى ذلك الحين يظل الشعور يلازمنى بأنى أعيش وسط القديسين فى جزرهم هكذا كما ترى كم يبدو خطباؤنا مبرزين ص51 (235 ب)
ومن ثم فالعيب الثانى هو أن الخطبة تستعمل للسيطرة على الجماهير عندما يكال المديح بالحق وبالباطل فتعطى شعورا باطلا بالنبل والعظمة قد لا يكون له أساس من الصحة والرجل هنا يريد أن تعطى الخطبة شعورا صادقا حقيقيا وليس شعورا كاذبا يزول عند التفكير السليم فى الخطبة
وقد بين أن من شروط المديح فى الخطبة أن المديح لا يجب فى ذكر الأمور المعروفة وإنما فى الأمور المنسية وهو قوله " أما منجزاتهم التى لم يستوفيها الشعراء حقها من الثناء بعد لسبب ما من الأسباب ولا تزال فى طى النسيان فأعتقد أن من واجبى أن أعطيها من المديح ما تستوجب وأن أمد الأخرين بمادتها لتكون أساسا لقصائدهم وأشكال اشعارهم الأخرى حتى يتمكنوا من تدبيجها بصورة تليق بهعذه المنجزات "ص 59 (239-ج ()
ومن شروط الخطبة عنده أنها مهما طالت فلابد أن تكون قاصرة عن ذكر القصة سردا كاملا شاملا وهو قوله :
لقد ذكرنا الشىء الكثير مما يتعلق بالانجازات النبيلة التى قام بها هؤلاء الأبطال الراقدون هنا هنا تحت التراب وكذلك ما يتعلق ببقية الرجال الذين ضحوا بحياتهم وهم يذودون عن ثرى مدينتهم ولكننا لم نوفيهم حقهم فى الذكرى فلم يزال هناك الكثير الذى يجدر بالذكر وهو أنبل بل وأكثر من أن تكفيه العديد من الأيام والليالى حتى يكون فى الامكان سرد قصته سردا كاملا وبصورة شاملة ص72 (246أ)
ومن شروط الخطبة أن تكون أجزاء مرتبطة ببعضها ارتباطا سليما وهو ما يسمى حاليا الوحدة المعنوية أو الموضوعية وهو قوله
سقراط :لقد كنت أستمع بالأمس إلى أسباسيا وهى تدبج خطبة جنائزية من أجل نفس هؤلاء الرجال ذلك أنها كانت قد عرفت ما قلت به من أن الأثينييين ينتون اختيار خطيب ومن ثم ألقت على مسامعى تلك الخطبة بالصورة التى يجب أن تلقى بها لقد ارتجلت جزءا من هذا الحديث أما بقية الأجزاء فكانت قد أعدتها من قبل وذلك عندما كانت تصيغ الخطبة التى كان قد ألقاها بركلبيس كما أعتقد وبعد أن ربطت بين هذه الأجزاء كونت خطبتها ص53 (236ب)
ومن شروط الخطبة أن تذكر بعض وصايا الآباء وذلك للحض على القوة والتذكير بالواجب فعله وهو ما ذكره فى قوله :
ولقد كان هذا هو ما قالوه " أيها الصبية إن كونكم قد انحدرتم من سلالة آباء مغاويرليشهد عليه الدليل الماثل أمامنا لقد كان من الواجب علينا نحن الذين نعيش بغير كرامة أن نختار الموت أعزاء وذلك قبل أن نأتى بكم وبمن يأتون بعدكم إلى حياة العار وقبل أن نجلب الخزى على آبائنا وكل الأجيال السالفة إننا لنعتقد بأنه لا يستحق أن يعيش الحياة كل إنسان يكون سببا فى جلب العار والمهانة على ذويه وأن مثل هذا الإنسان لن يجد محبا من بين الآلهة أو صديقا من بين البشر سواء فى أثناء حياته على وجه البسيطة أو فى العالم الأخر بعد انتقاله إليه ومن ثم وجب عليكم أن تحرصوا على تذكر أقوالنا فإذا كان عليكم أن تمارسوا مهمة فلتمارسوا القيام بها بإقدامه لأنكم تعلمون أنه من الوضاعة والخسة أن تتخلوا عن ممتلكاتكم ومساعيكم نحو ما هو واجب عليكم إن الثروة لا يمكن أن تجلب شرفا على من يستحوذ عليها إذا ارتبطت بالجبن ذلك لأن مثل هذا الإنسان إنما يثرى ص73(246د-هـ)
فلنلطف من هذه الأحزان بأن نذكرهم أنه فى أشد الأوقات عسرا كانت الآلهة تستجيب دائما إلى دعواتهم ذلك لأنه لم تكن دعواتهم بأن ينال أبناؤهم الخلود بل أن يصبحوا أشداء ذوى بأس حتى ينالوا المجد ولقد استجابت الآلهة فكانت نصيبهم الشهرة التى هى من أجل النعم ولكن ليس من اليسر بمكان أن تسير كل الأمور فى حياة إنسان وفق ما يصبوا إليه دائما ص75(247 د)
ومن شروط الخطبة ذكر بعض العيوب التى حدثت من أجل إصلاحها وقد ذكرت الخطبة بعض المعايب فى أقوال مثل :
وكان فى غالب الأحيان ملوك يتولون السلطة بالوراثة أحيانا وبالانتخاب أحيانا أخرى "ص57(238-د)
وقوله:
لقد اشتعل سعير الحرب الأهلية بين مواطنينا بصورة رهيبة جعلت كل مواطن دون استثناء يبتهل من أجل مدينته أنه إذا كان مقدرا على رجالها أن يضطروا إلى أن يخوضوا غمار حرب أهلية ألا يكون ما سوف قد يحل بها من كوارث فى بشاعة ما حل بمدينتنا من وباء "ص67 (243 –هـ)
وأما الغرض من الخطبة العامة فهو حض الناس على الظهور بمظهر البأس وهو قوله:
وأما عن نفسى يا سلالة الرجال الصناديد فإنى أعاهد نفسى أن أحثكم الآن وفى مقبل الأيام كلما صادفتكم ولسوف أظل على عهدى أن أذكركم وأحضكم أن تحرصوا على الظهور بمظهر البأس ص72 (246ب-ج)
ويشير افلاطون على لسان سقراط أن الخطب أنواعها هى :
1- تعد مسبقا 2- قد ترتجل وهو قوله :
إنه من المعتاد أن يكون لدى كل شخص من هؤلاء أحاديث معدة وبالأضافة إلى ذلك فإنه ليس من العسير أن يرتجل شخص مثل هذه الأحاديث ص51(235-د)
3- يلقى بعضها ارتجالا وبعضها معد من قبل وهو قوله :
ومن ثم ألقت على مسامعى تلك الخطبة بالصورة التى يجب أن تلقى بها لقد ارتجلت جزءا من هذا الحديث أما بقية الأجزاء فكانت قد أعدتها من قبل وذلك عندما كانت تصيغ الخطبة التى كان قد ألقاها بركلبيس كما أعتقد وبعد أن ربطت بين هذه الأجزاء كونت خطبتها ص53 (236ب)
طريقة المديح السليمة عند الرجل :
"ومن ثم فلنبدأ بالثناء على نبل منبتهم ثم نقرظ نشأتهم وتعليمهم وبالإضافة إلى ذلك تناول طبيعة منجزاتهم لنبين كم كانت نبيلة جديرة بهذا التعليم " ص55(237-ج)
وبالقطع فالثناء على نبل المنبت هو دليل على الجهل بأن الرجال ليسوا بأسرهم وإنما بأنفسهم فعظمة الرجل تأتى من نفسه وليس من غيره وأيضا تقريظ النشأة والتعليم دليل على الجهل فكم من متعلم أفضل تعليم جاهل وكم من ناشىء فى القذارة والتعليم الخاطىء أصبح عبقريا فالتعليم والنشأة لا دخل لهم بالرجل وإنما هى الجزئية الثالثة وهى منجزات الرجل فهذه هى ما يستحق عليها المدح