رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,732
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال اكتشاف مواهب الصبيان وتنميتها
صاحب المقال هو سعيد العريدى وهو يدور حول مواهب الأطفال واكتشافها ومكافأة الطفل عليها وقد استهل المقال بنقل كلام ابن قيم الجوزية عن استعدادات الطفل فقال :
"قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود (ص 243):
(ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له من الأعمال ومهيأ له منها فيعلم أنه مخلوق له فلا يحمله على غير ما كان مأذونا فيه شرعا فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه وفاته ما هو مهيأ له فإذا رآه حسن الفهم صحيح الإدراك جيد الحفظ واعيا فهذه من علامات قبوله وتهيئه للعلم لينقشه في لوح قلبه ما دام خاليا فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه لا نفاذ له في العلم ولم يخلق له مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمين وإن رآه بخلاف ذلك وأنه لم يخلق لذلك ورأى عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع مستعدا لها قابلا لها وهي صناعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في دينه فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد فإن له على عباد الحجة البالغة كما له عليهم النعمة السابغة والله أعلم)."
استعدادات الطفل أو ما يسمى مواهبه أو قدراته غالبا ما تكون بسبب تقليده لمن حوله من الأسرة فالطفل في طفولته الأولى يجب توجيهه إلى العلم أولا وليس إلى أعمال كتعليمه الفروسية أو غيرها
الطفل يولد صفحة بيضاء لا يعلم شىء ومن ثم على الأسرة أن تربيه والمراد تعلمه العلوم الصحيحة وإن وجدت بوادر مشكلة عليها تعليمه الصحيح فمثلا الأطفال الرضع كثيرا ما يقومون بالتوجه لأماكن الخطر في البيت كالسلالم فيقعون من عليها أو يقومون بضرب الأم أو الأب أو غيرهم ومن ثم يجب منعهم من التوجه لأماكن الخطر ومنعهم من ضرب الناس بالنهى الكلامى أو حتى بالنظر عن طريق اظهار علامات الغضب فإن لم ينتهوا بعد تكرار علامات الغضب مرارا وتكرارا يجب ايلامهم بالضرب الخفيف ليشعروا بالألم ويربطوا بينه وبين حرمة الفعل الخاطىء ليكفوا عن تلك الأفعال
وأما الاستعدادات فتكون في المرحلة المتأخرة من الطفولة وهو ما يسمونه بلوغ سن النكاح أو المراهقة والاستعدادات تكون للعمل الوظيفى وليس لمساعدتهم على المواهب التى أصبحت نتيجة الجهل هى ممارسة الرياضات والرسم والنحت والتمثيل والرقص وهو ما تشجعه الدول حاليا من أجل افساد المجتمع بينما تلك ألمور يجب استغلالها للفوائد كزيادة اللياقة البدنية واستغلال موهبة الرسم في رسوم الهندسة او رسوم الاختراعات وأما موهبة النحت فتستغل في تشكيل الأماكن الجبلية أو الوعرة لتكون بيوتا أو منافع للبشر وليس تماثيل للكائنات وموهبة الرقص يتم التدرب عليها لاسعاد الزوج او لاسعاد الزوجة وليس للرقص أمام الناس وهكذا يجب أن تكون تلك القدرات في طاعة الله وليس في طاعة أهواء الشيطان
ونقل العريدى أحاديث يظن أنها في الموضوع فقال :
"1-عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت أبا محذورة يقول:
كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر يوم حنين فلما بلغت حي على الصلاة حي على الفلاح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألحق فيها الصلاة خير من النوم. أخرجه الدارقطني وفي رواية أتم عند الدارقطني وأحمد: قال أبو محذورة: (خرجت في عشرة فتيان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وهو أبغض الناس إلينا فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ائتوني بهؤلاء الفتيان فقال أذنوا فأذنوا فكنت آخرهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نعم هذا الذي سمعت صوته اذهب فأذن لأهل مكة وقل لعتاب بن أسيد أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آذن لأهل مكة ومسح على ناصيتي وقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم ارجع وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فإذا أذنت بالأولى من الصبح فقل الصلاة خير من النوم مرتين وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت قال فكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح عليها).
قطعا الحديث يتناقض مع الإسلام فالأطفال لا يدخلون المساجد العامة للآذان أو حتى للصلاة وإنما المساجد هى للرجال وهم من بلغوا وعقلوا للصلاة كما قال تعالى:
" لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
وقال :
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)"
ثم قال :
2. عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: «يا غلام هل معك من لبن؟»، فقلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: «ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل»، فأتيته بعناق، فاعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جعل يمسح الضرع، ويدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر رضوان الله عليه بشيء، فاحتلب فيه، ثم قال لأبي بكر: «اشرب»، فشرب أبو بكر رضي الله عنه، ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده، ثم قال للضرع: «اقلص»، فقلص، فعاد كما كان، قال: ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقلت: يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن، فمسح رأسي، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنك غلام معلم» قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورة، ما نازعني فيها بشر. رواه ابن حبان"
والحديث هو والسابق ليس فيه تشجيع على المواهب فالآذان حكم مفروض طاعته من المسلمين وليس موهبة ورعى ألغنام هنا ليس موهبة ولا ترك الغلام الشلالة للرسول(ص) موهبة
والحديث لم يحدث لأنه معجزة رآها الناس وهو ما يعارض منع الله الآيات عن الناس كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم تحدث عن مكافأة المجتهد من الأطفال فروى الأحاديث التالية :
الجائزة للمجتهد منهم
1. عن عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول: من سبق إلي فله كذا وكذا قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم. أخرجه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن.
2. قالت عائشة رضي الله عنها كنا نأخذ الصبيان من الكتاب ليقوموا بنا في شهر رمضان فنعمل لهم القلية أخرجه البيهقي."
قطعا تعويد الطفل على انه مقابل كل عمل نافع منه يكون له مقابل مالى سواء تقبيل أو طعام أو نقود هو تربية خاطئة لم يفعلها النبى(ص) فالمفروض تعويد الطفل على أن جائزته من العمل الصالح هو :
الجزاء الأخروى وهو الجنة
وأما تعويدهم على مكافئات دنيوية فستحدث عملية ربط ولن يتحرك أحد منهم للعمل النافع إلا نادرا طالما لا يوجد مقابل ما
وتحدث عن مدح الأطفال والثناء عليهم عند عمل الأعمال النافعة فنقل الأحاديث التالية :
المدح والثناء على الصبي وإظهار الفرح بنجابته
لما كان الولد في مرحلة الطفولة بحاجة إلى المدح والثناء لترغيبه بالالتزام بالسلوك القويم والأعمال النافعة والأخلاق الفاضلة شرع النبي - صلى الله عليه وسلم - للمربين المدح والثناء على من يستحق ذلك من الأولاد ترغيبا وتشجيعا لهم للمداومة على فعل الخيرات من الأقوال والأفعال والأخلاق.
1. عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا بن ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. أخرجه البخاري.
2. عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا. أخرجه البخاري ومسلم.
3. عن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر معه فقال: يا غلام هل معك من لبن فقلت نعم ولكني مؤتمن فقال ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها ثم قال لأبي بكر: اشرب فشرب أبو بكر ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده ثم قال للضرع اقلص فقلص فعاد كما كان قال ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فقلت يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال إنك غلام معلم قال فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر. رواه أحمد ابن حبان وأبو يعلى واللفظ له.
4. عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحات فقال القوم هي شجرة كذا هي شجرة كذا فأردت أن أقول هي النخلة وأنا غلام شاب فاستحييت فقال: هي النخلة وعن شعبة حدثنا خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن بن عمر مثله وزاد فحدثت به عمر فقال لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا. رواه البخاري. "
والأحاديث الأربعة ليس فيها أى لفظ مدح من النبى(ص) للأطفال أو غيرهم وتعويد الأفال على المدح والثناء هو تعويدهم على معصية نهى الله عنها وهى :
تزكية النفس أو الغير
وفيها قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ومن ثم لا يجب لا مكافأة الأطفال ولا مدحهم على العمل الصالح وإنما تعويدهم على أن المسلم ينال أجره على عمله الصالح فى الآخرة كما قال تعالى :
"لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي"
صاحب المقال هو سعيد العريدى وهو يدور حول مواهب الأطفال واكتشافها ومكافأة الطفل عليها وقد استهل المقال بنقل كلام ابن قيم الجوزية عن استعدادات الطفل فقال :
"قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود (ص 243):
(ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له من الأعمال ومهيأ له منها فيعلم أنه مخلوق له فلا يحمله على غير ما كان مأذونا فيه شرعا فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه وفاته ما هو مهيأ له فإذا رآه حسن الفهم صحيح الإدراك جيد الحفظ واعيا فهذه من علامات قبوله وتهيئه للعلم لينقشه في لوح قلبه ما دام خاليا فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه لا نفاذ له في العلم ولم يخلق له مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمين وإن رآه بخلاف ذلك وأنه لم يخلق لذلك ورأى عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع مستعدا لها قابلا لها وهي صناعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في دينه فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد فإن له على عباد الحجة البالغة كما له عليهم النعمة السابغة والله أعلم)."
استعدادات الطفل أو ما يسمى مواهبه أو قدراته غالبا ما تكون بسبب تقليده لمن حوله من الأسرة فالطفل في طفولته الأولى يجب توجيهه إلى العلم أولا وليس إلى أعمال كتعليمه الفروسية أو غيرها
الطفل يولد صفحة بيضاء لا يعلم شىء ومن ثم على الأسرة أن تربيه والمراد تعلمه العلوم الصحيحة وإن وجدت بوادر مشكلة عليها تعليمه الصحيح فمثلا الأطفال الرضع كثيرا ما يقومون بالتوجه لأماكن الخطر في البيت كالسلالم فيقعون من عليها أو يقومون بضرب الأم أو الأب أو غيرهم ومن ثم يجب منعهم من التوجه لأماكن الخطر ومنعهم من ضرب الناس بالنهى الكلامى أو حتى بالنظر عن طريق اظهار علامات الغضب فإن لم ينتهوا بعد تكرار علامات الغضب مرارا وتكرارا يجب ايلامهم بالضرب الخفيف ليشعروا بالألم ويربطوا بينه وبين حرمة الفعل الخاطىء ليكفوا عن تلك الأفعال
وأما الاستعدادات فتكون في المرحلة المتأخرة من الطفولة وهو ما يسمونه بلوغ سن النكاح أو المراهقة والاستعدادات تكون للعمل الوظيفى وليس لمساعدتهم على المواهب التى أصبحت نتيجة الجهل هى ممارسة الرياضات والرسم والنحت والتمثيل والرقص وهو ما تشجعه الدول حاليا من أجل افساد المجتمع بينما تلك ألمور يجب استغلالها للفوائد كزيادة اللياقة البدنية واستغلال موهبة الرسم في رسوم الهندسة او رسوم الاختراعات وأما موهبة النحت فتستغل في تشكيل الأماكن الجبلية أو الوعرة لتكون بيوتا أو منافع للبشر وليس تماثيل للكائنات وموهبة الرقص يتم التدرب عليها لاسعاد الزوج او لاسعاد الزوجة وليس للرقص أمام الناس وهكذا يجب أن تكون تلك القدرات في طاعة الله وليس في طاعة أهواء الشيطان
ونقل العريدى أحاديث يظن أنها في الموضوع فقال :
"1-عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت أبا محذورة يقول:
كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر يوم حنين فلما بلغت حي على الصلاة حي على الفلاح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألحق فيها الصلاة خير من النوم. أخرجه الدارقطني وفي رواية أتم عند الدارقطني وأحمد: قال أبو محذورة: (خرجت في عشرة فتيان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وهو أبغض الناس إلينا فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ائتوني بهؤلاء الفتيان فقال أذنوا فأذنوا فكنت آخرهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نعم هذا الذي سمعت صوته اذهب فأذن لأهل مكة وقل لعتاب بن أسيد أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آذن لأهل مكة ومسح على ناصيتي وقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم ارجع وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فإذا أذنت بالأولى من الصبح فقل الصلاة خير من النوم مرتين وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت قال فكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح عليها).
قطعا الحديث يتناقض مع الإسلام فالأطفال لا يدخلون المساجد العامة للآذان أو حتى للصلاة وإنما المساجد هى للرجال وهم من بلغوا وعقلوا للصلاة كما قال تعالى:
" لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
وقال :
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)"
ثم قال :
2. عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: «يا غلام هل معك من لبن؟»، فقلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: «ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل»، فأتيته بعناق، فاعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جعل يمسح الضرع، ويدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر رضوان الله عليه بشيء، فاحتلب فيه، ثم قال لأبي بكر: «اشرب»، فشرب أبو بكر رضي الله عنه، ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده، ثم قال للضرع: «اقلص»، فقلص، فعاد كما كان، قال: ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقلت: يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن، فمسح رأسي، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنك غلام معلم» قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورة، ما نازعني فيها بشر. رواه ابن حبان"
والحديث هو والسابق ليس فيه تشجيع على المواهب فالآذان حكم مفروض طاعته من المسلمين وليس موهبة ورعى ألغنام هنا ليس موهبة ولا ترك الغلام الشلالة للرسول(ص) موهبة
والحديث لم يحدث لأنه معجزة رآها الناس وهو ما يعارض منع الله الآيات عن الناس كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم تحدث عن مكافأة المجتهد من الأطفال فروى الأحاديث التالية :
الجائزة للمجتهد منهم
1. عن عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول: من سبق إلي فله كذا وكذا قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم. أخرجه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن.
2. قالت عائشة رضي الله عنها كنا نأخذ الصبيان من الكتاب ليقوموا بنا في شهر رمضان فنعمل لهم القلية أخرجه البيهقي."
قطعا تعويد الطفل على انه مقابل كل عمل نافع منه يكون له مقابل مالى سواء تقبيل أو طعام أو نقود هو تربية خاطئة لم يفعلها النبى(ص) فالمفروض تعويد الطفل على أن جائزته من العمل الصالح هو :
الجزاء الأخروى وهو الجنة
وأما تعويدهم على مكافئات دنيوية فستحدث عملية ربط ولن يتحرك أحد منهم للعمل النافع إلا نادرا طالما لا يوجد مقابل ما
وتحدث عن مدح الأطفال والثناء عليهم عند عمل الأعمال النافعة فنقل الأحاديث التالية :
المدح والثناء على الصبي وإظهار الفرح بنجابته
لما كان الولد في مرحلة الطفولة بحاجة إلى المدح والثناء لترغيبه بالالتزام بالسلوك القويم والأعمال النافعة والأخلاق الفاضلة شرع النبي - صلى الله عليه وسلم - للمربين المدح والثناء على من يستحق ذلك من الأولاد ترغيبا وتشجيعا لهم للمداومة على فعل الخيرات من الأقوال والأفعال والأخلاق.
1. عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا بن ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. أخرجه البخاري.
2. عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا. أخرجه البخاري ومسلم.
3. عن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر معه فقال: يا غلام هل معك من لبن فقلت نعم ولكني مؤتمن فقال ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها ثم قال لأبي بكر: اشرب فشرب أبو بكر ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده ثم قال للضرع اقلص فقلص فعاد كما كان قال ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فقلت يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال إنك غلام معلم قال فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر. رواه أحمد ابن حبان وأبو يعلى واللفظ له.
4. عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحات فقال القوم هي شجرة كذا هي شجرة كذا فأردت أن أقول هي النخلة وأنا غلام شاب فاستحييت فقال: هي النخلة وعن شعبة حدثنا خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن بن عمر مثله وزاد فحدثت به عمر فقال لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا. رواه البخاري. "
والأحاديث الأربعة ليس فيها أى لفظ مدح من النبى(ص) للأطفال أو غيرهم وتعويد الأفال على المدح والثناء هو تعويدهم على معصية نهى الله عنها وهى :
تزكية النفس أو الغير
وفيها قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ومن ثم لا يجب لا مكافأة الأطفال ولا مدحهم على العمل الصالح وإنما تعويدهم على أن المسلم ينال أجره على عمله الصالح فى الآخرة كما قال تعالى :
"لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي"