رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال حركة التدبر ما لها وما عليها
مؤلف الكتاب أو كاتب المقال هو مصطفى بن محمد شريفى القائم على جمعية التراث بالجزائر وهو معد المكتبة الشاملة الإباضية والكتاب يتناول حركة التدبر وهى ما يسميه أهل السنة والشيعة حركة القرآنيين والرجل يبدو من خلال المقال محايدا نوعا ما وهو يبين للقراء أن الخطأ فى تقويم الحركة سيكون له رد فعل سلبى حيث ينفر الناس من كتاب الله أو يجعل دراسة القرآن دراسة فوضوية وفى هذا قال فى التمهيد:
"تمهيد :
إن مناقشة هذا الموضوع يكتسي صعوبة علمية ، ومسؤولية شرعية فأما الصعوبة العلمية فتكمن في تعدد الإشكالات المطروحة ، من حيث الجانب الاجتماعي والجانب العلمي المنهجي
وأما المسؤولية الشرعية فتتمثل في كونها متعلقة بأقدس كلام ، وأول مصدر للتشريع ، فإن الخطأ في تقويم الحركة إما أن يسبب نفورا عن القرآن ، أو يسبب إقبالا غير مدروس وغير منضبط على كتاب الله ، وجرأة على الله ، وتقولا عليه"
وبين ابن شريفى أن دراسة الحركة تطرح مشاكل عديدة منها الجانب الاجتماعى حيث قال:
"إشكالات مطروحة :
تقويم الحركة من الناحية الاجتماعية :
ينبغي دراستها كحركة لها أبعادها وآثارها الاجتماعية والنفسية ، وهذا بالإحصائيات ، ويجب ضبط معايير هذا التقويم ، مثلا :
- ما عدد أتباعها القدامى (الإحباطيين سابقا) والجدد ؟
- ما عدد المنتمين إليها ممن لم يكن لهم سابقا أي انتماء ، وممن لهم سوابق في حركات أخرى (أي متذبذبون بين التيارات) ، أو كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية ؟
- ما مدى فائدتها نفسيا واجتماعيا أي كم حلت من مشاكل ؟ وكم قومت من انحرافات ؟
- ما مدى خطورتها نفسيا واجتماعيا ؛ أي : كم ولدت من مشاكل ؟ وكم سببت من آثار سلبية على الأفراد والأسر والمجتمع ؟ (حالات طلاق ، ونفور وفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة : الوالدين وأولادهم ، والإخوان ، وبين الأصدقاء) ؟"
ما قاله ابن شريفى هو كلام لا يمكن ضبطه فلا يمكن معرفة عدد أفراد الحركة خاصة أنهم معرضون للاعتقال والمضايقات وأحيانا التصفية إذا أعلنوا انتماءهم للحركة فى كل ما يسمى بلاد العالم الإسلامى وهم مثلهم مثل كل ما تسميه النظم الجاهلية التى تحكم باسم الإسلام تلك البلاد الجماعات وكل الجماعات عدا الصوفية بالطبع معرضون للاعتقال والسجن والتصفية وإعلانهم جماعات إرهابية
وأما فوائد الحركة وأضرارها فهى شىء مسلم به فكلنا يخطىء ويصيب وكأى حركة توجد فى المجتمع يكون لها من يحبها ومن يكرهها ويكون لها من يتبرأ منها من الأقارب كما يكون لها من ينتمى لها
والرجل ينسى أهم شىء فى دراسة الحركة وهو ما الذى أدى إلى قيامها فقيامها هو رد فعل على غياب العدل فى المجتمع وتكريس الظلم والجهل من خلال الروايات التى تتناقض مع الواقع وحتى مع الدساتير العلمانية ومع آيات القرآن وكان علماء السلطة هم من يكرسون هذا الظلم والجهل واتهام كل من يحاول تعديل ذلك بكونه متطرف او إرهابى أو خارج على الإسلام
ثم طرح الرجل تساؤلات عن علم حركة التدبر فقال:
"تقويم الحركة من الناحية العلمية والمنهجية :
- سؤال جوهري : هل هناك منهج واضح لدى هذه الحركة ، وهل لها كتابات يمكن تقويمها على ضوئها ؟
- ما معنى التدبر ؟ هل هو فهم الأوامر والنواهي التي يتضمنها القرآن الكريم ، والامتثال لها ، أم هو فهم وتفسير كلماته ؟
- ما الفرق بين التدبر والتفسير ؟
- هل الآيات التي تنعى على من لا يتدبر القرآن تنطبق على مجتمع متدين ملتزم ـ عموما ـ بالأوامر والنواهي ، غير أنه قد لا يفهم كثيرا من مفردات القرآن وأساليبه ، أو لا يحاول فهمها ؟ وبالتالي هل يكون من لم يتدبر منافقا ؛ لأن عدم التدبر ورد في سياق صفات المنافقين ؟
- ما هو الضابط الفاصل بين الآيات الواضحات (المحكمات) وبين الآيات غير الواضحة (المتشابهات) ؟ ومن المعلوم أن التشابه أمر نسبي ، فقد تكون آية عند شخص متشابهة ، وهي عند آخر محكمة واضحة"
السؤال الجوهرى هل هناك منهج واضح لدى هذه الحركة ، وهل لها كتابات يمكن تقويمها على ضوئها ؟
إجابته حتى لا نضحك على أنفسنا هو أن الحركة منهجها المتفق عليه القرآن وكفى ولكن ككل الحركات السابقة التى تسمى فرق أو جماعات بينها اختلافات كثيرة وكبيرة ومن ثم حدث لها ما حدث لكل السابقين كما قال الشاعر :
وكل يدعى وصلا بليلى ولكن ليلى لا تقر لهم بذاك
فوجدنا فى الحركة فقهاء وكل منهم لهم أتباعه فى الهند ومصر والجزائر وغيرهم
وطرح شريفى السؤال ما معنى التدبر ؟ هل هو فهم الأوامر والنواهي التي يتضمنها القرآن الكريم ، والامتثال لها ، أم هو فهم وتفسير كلماته ؟
وهو لم يجب وسؤاله يتضمن نية سوء فى الجزء الأخير وهو اتهام الحركة بأنها لا يهمها سوى المعرفة وأما التطبيق العملى فلا ولا يمكن لأى حركة تريد تغيير المجتمع أن تقتصر على مجرد العلم
وأما السؤال التالى ما هو الضابط الفاصل بين الآيات الواضحات (المحكمات) وبين الآيات غير الواضحة (المتشابهات) ؟ ومن المعلوم أن التشابه أمر نسبي ، فقد تكون آية عند شخص متشابهة ، وهي عند آخر؟ محكمة واضحة"
فهو يجرنا إلى ما قلته سابقا وهو اختلاف أفراد الحركة وانقسامهم فى تفسيراتهم أى تدبراتهم وهو أمر واقع بالفعل لا يمكن إنكاره ومن ثم فالحركة كسابقاتها سوف تفشل فى التغيير
كل الحركات التى أرادت التغيير وكانت نية أفرادها حسنة فشلت وستظل تفشل لأنها احتكمت إلى تفسيرات ناس سواء سموهم مشايخ أو علماء أو فقهاء
بالقطع الكثير من الناس يعتبروننى من أهل الحركة ولذا طردت من كثير من المنتديات على اختلاف توجهاتها وأصبح اسمى محظور حتى من قبل التسجيل فعندما أسجل فى بعض المنتديات أجد رسالة رفض عندما أضع اسمى وما أومن به مختلف عما يؤمنون به فأنا أومن أن كتاب الله يفسره الله تعالى وحده وهذا الكتاب موجود فى الكعبة الحقيقية هو وتفسيره الذكر ولذا قلت فى مقدمة تفسيرى للقرآن المصحفى "وقطعا أنا لا أعترف بما يسمى التفسير الإنسانى للقرآن لإيمانى أن التفسير هو حق الله وحده ولكن فى حالة الجهل بمكان الكعبة الحقيقية ومن ثم الجهل بالقرآن الكامل وتفسيره فلابد لأحد ما أن يقوم بتفسيره مبتغيا الحق وعند ظهور الكعبة وفيها القرآن الكامل وتفسيره الإلهى فهذا التفسير يكون ملغيا فلا قول بعد قول الله"
ثم تحدث الرجل عن إيجابيات الحركة فقال:
" الإيجابيات :
من الإيجابيات التي يمكن تسجيلها لدى الحركة :
- رد كثير من المنحرفين إلى جادة الطريق
- رجوع كثير من الناس إلى القرآن الكريم ، والاهتمام بحسن تلاوته ، مع محاولة فهمه
- البساطة في الطرح الفطري للآيات جعل الناس يشعرون بأن القرآن يمسهم في أعماقهم
- ثبات أتباع الحركة على آرائها، والاستماتة في سبيلها
- الحركية في الدعوة إلى هذه الحركة ، والقوة في التأثير
- وجود هذه الحركة أثار همم الباحثين إلى ضرورة الكشف عن منظومتنا المعرفية في التعامل مع القرآن والسنة ، وإعادة النظر في وسائل إصلاح الأمة"
الرجل هنا ينسب للحركة دورها الايجابى فى عودة الكثيرين للقرآن وكونها الأكثر فائدة للناس فى رد الشبهات وعودة من أنكروا الوجود الإلهى للدين
ثم تحدث عما أسماه سلبيات الحركة فقال :
"السلبيات :
أولا - إقصاء الحديث النبوي : الاقتصار في الدورات المغلقة (الرحلات) على القرآن ، وعدم إيراد أي قول للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولد عدة أمور خطيرة ، منها :
- اعتماد كثير من الأتباع هذا المنهج "المؤقت" كأسلوب دائم في الحياة ، فلا يقبل أحدهم غير القرآن في كثير من الأحيان ، بدعوى ضعف حجية السنة فوقعوا ـ دون شعور ـ في نفس منهج أحمد صبحي منصور صاحب كتاب : «القرآن وكفى مصدرا للتشريع الإسلامي» مع العلم أن السنة مبينة للقرآن ـ كما هو ثابت بالقرآن ـ وبالمفهوم المجمع عليه ، لا بالمفهوم الذي يريد أتباع الحركة تركيزه في الأذهان"
هنا الرجل يقول القرآن ما لم يقله فلم يثبت القرآن وجود الروايات فلا يوجد نص واحد يمكن ان يقول أن الروايات هى الوحى المفسر للقرآن لأنها معظمها يعتمد على أعمال تنسب للنبى(ص) والصحابة المؤمنون والروايات التى تفسر بعض الآيات قليلة جدا وما يقوله القرآن هو أن الله أنزل وحيا مفسرا مبينا سماه الذكر أى البيان كما قال " إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه "
ثم قال عن السلبية الثانية:
"- تصور الأتباع أن ما يقال في الرحلات هو القول الفصل الذي لا محيد عنه ؛ لأنه كان تفسيرا للقرآن بالقرآن ، لكلام الله بكلام الله ، فهو يحمل الكمال الإلهي ، وغفلوا عن أن الشرح فكر بشري قاصر ، وأن عملية الربط بين الآيات هو عمل بشري ، فقد يربط هذا المفسر بطريقة ، ويربط الآخر بطريقة أخرى فهنا مكمن الخطر ، فقد تكون عملية الربط خاطئة مثلا قوله تعالى : "ما فرطنا في الكتاب من شيء" (الأنعام : 38) ، إذا فهمنا لفظ الكتاب على أنه القرآن ، وربطناه بقوله تعالى : "ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" (البقرة : 2) ، فإن هذا الربط غير مسلم به ، فإن الأولى فهمه على أنه اللوح المحفوظ ، وبالتالي ربطه بقوله تعالى في سورة ق : "أذا متنا وكنا ترابا ذالك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ" (الآية : 3 ـ 4) ، وبقوله : "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين" (الأنعام : 59) وغيرهما بدليل سياق آية سورة الأنعام : "وما من دآبة في الارض ولا طآئر يطير بجناحيه إلآ أمم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" (الآية : 38) "
ابن شريفى هنا يتغافل عن كون الكتاب هو كتاب الله الموحى به للنبى(ص) فمثلا قوله تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء" هنا الكتاب لا يمكن أن يكون هو الكتاب المبين أو الكتاب الحفيظ المسمى القضاء والقدر لكونه منزل على النبى(ص) وهو نفسه الوحى المنزل على موسى(ص) تفصيل أى تبيين لكل شىء كما قال تعالى "ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن وتفصيلا لكل شىء" وقال "وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء"
وقوله تعالى " ما كان حديث يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء" يبين أن القرآن اى الكتاب هو تصديق لما عند الله ومن ثم فهذا غير ذلك والحديث وهو القرآن تفصيل كل شىء
والسلبية الثالثة عنده هى :
"- إقصاء السنة والتفاسير يؤدي إلى غموض في بعض الآيات التي نزلت في مناسبات معينة
ثانيا - إقصاء التفاسير : الاقتصار في الدورات المغلقة (الرحلات) على القرآن ، وعدم إيراد رأي أي عالم مهما كان علمه ، ولد عدة أمور خطيرة منها :
- التطاول على العلماء ، باعتبارهم حواجز معوقة لفهم القرآن ، أو أنهم رجال ونحن رجال
- عدم الاعتماد على أساطين اللغة يؤدي إلى سوء فهم النصوص ، إذ كيف لمن لم يتفرس في اللغة أن يفرق بين الحقيقة والمجاز ، وبين الأسلوب المباشر وغير المباشر ؟ ومما هو مقرر في الأصول :
أ- أن الفهم الصحيح للنصوص يستلزم معرفة باللسان العربي ؛ فتعلم اللغة ومختلف أساليبها وتراكيبها أمر واجب ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وبمعرفة تلك الأساليب يمكن التمييز بين الأمر الذي هو للإرشاد ، أو الأدب ، أو الوجوب الخ
ب- أن ما ثبت عن الرسول (ص) من بيان لكلام الله تعالى أولى بالاعتماد من أقوال أهل اللغة
ج- أنه من الضروري معرفة سياق الخطاب ، إما السياق اللفظي ، كأوجه الإعراب ، والتقديم والتأخير وإما السياق الاجتماعي ، كالظروف الزمانية والبيئة المكانية التي ورد فيها النص القرآني"
الرجل فى مناقشته للسلبية ناقض نفسه فهو يطلب من أهل حركة التدبر اللجوء للغة عند التفسير فيقول" أن الفهم الصحيح للنصوص يستلزم معرفة باللسان العربي ؛ فتعلم اللغة ومختلف أساليبها وتراكيبها أمر واجب" ويناقض نفسه فيبين أن الروايات أفضل من اللغة فى التفسير فيقول " أن ما ثبت عن الرسول (ص) من بيان لكلام الله تعالى أولى بالاعتماد من أقوال أهل اللغة"
وهذه السلبية وهى ابعاد التفاسير القديمة والمعاصرة لا يمكن أن تكون سلبية إلا فى حالة واحدة وهى اجماع تلك التفاسير على تفسير واحد ولكن هناك الكثير من الاختلافات ومن ثم فإنكار ابعادها هو إنكار للاجتهاد فمن الممكن أن يكون فهم واحد أفضل من فهم السابقين
وأنا أقر أن الكثير من أهل الحركة ركزوا على شىء غير مفيد وهو اتهام شخصيات معينة كأبى هريرة بدلا من مناقشة المقولات نفسها رغم علمهم أن الكثير من التاريخ هو كذب محض يناقض كتاب الله فالمفترض هو مناقشة المقولات وليس ذم أشخاص قد لا يكون لهم وجود أساسا
ثم تحدث عما رآه واجبا لتقويم وتعديل الحركة فقال:
"تقويم وتعديل :
كان على المتدبر ـ بدل أن يقصي الحديث وأقوال العلماء بدعاوى مختلفة ـ كان عليه أن يحاول الرفع من مستوى الأتباع والمخاطبين إلى :
1- تفهم أن في الحديث ما هو صحيح وفيه ما هو ضعيف ، وأن يسعى إلى الاعتماد على الصحيح منها والموافق للقرآن، وسيجد المئات من هذا النوع ، وأن يكون لدى المتدبرين الفكر النقدي البناء
2- تقبل الرأي ممن جاء به مهما يكن ، وبأن يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة حيثما وجدت ، وأن ينظر إلى ما قيل لا إلى من قال
3- ضرورة الرجوع في كثير من الأحيان إلى أسباب النزول مع التأكيد على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ لضمان صلاحية القرآن لكل زمان ومكان "
ما قاله بن شريفى يؤكد على أن المرتبطين بما يسمى السنة لا يعلمون بما فيها فمثلا القول بأن هناك صلاتين فقط وهو ما قاله العديد من أهل الحركة يوجد عليه أدلة من الروايات مثل "من صلى البردين دخل الجنة" ومثل " صلوا صلاة كذا فى حين كذا وصلاة كذا فى حين كذا" ومثلا كون الصلاة قعودا علها رواية " صلى النبى(ص) متربعا"
الغريب أن القوم مروا على روايات مثل هذه فى كتبهم ولم يعلقوا عليها ولم يشرحوها مع أنها فى أصح الكتب عندهم وهو صحيح البخارى لأنها تناقض معتقدهم
ثم تحدث عن كون أهل الحركة يفعلون فعل السلفيين وهو تكفير المجتمع فقال :
"ثالثا - المجتمع مكي إن طريقة التدبر في الرحلات (من حيث مضمونها) يوحي بالتعامل مع مجتمعنا على أساس تشبيهه بالمجتمع المكي (حيث الوثنية ضاربة أطنابها ، والشرك مسيطر على الأذهان) بينما مجتمعنا أشبه ما يكون بالمجتمع المدني ، حيث الدولة الإسلامية ، وكان حينها الاهتمام منصبا على كل الجوانب على حد سواء : العقيدة والمعاملات (الاقتصادية ، والأسرية والاجتماعية والسياسية)"
وهو أمر قليل الحدوث ونادرا ما يفعله القوم ثم تحدث عن جزء من أهل الحركة وهم الخارجين على الحركة إلإباضية الذين يقتصرون على النعم وعظمة الله في الكون من القرآن فيقول:
رابعا - التقليص من دور القرآن ، والاقتصار على الآيات الكونية (النعم ، وعظمة الله في الكون) بينما القرآن دين ودنيا ، عبادة وسياسة واقتصاد وتربية واجتماع وتولد عن العنصرين الأخيرين ما يأتي :
- التطرف في جانب على حساب جوانب أخرى ، لعدم فقه للأولويات ، ودون توازن ولا وسطية "في التفكير ، فربما قدم المتدبر ما من شأنه التأخير ، أو أخر ما من شأنه التقديم، أو تطرف في جانب على حساب جانب آخر
قال الشاطبي : «فإذا نظرت في كلية الشريعة ، فتأملها تجدها حاملة على التوسط ، فإن رأيت ميلا إلى جهة طرف من الأطراف فذلك في مقابلة واقع أو متوقع في الطرف الآخر فطرف التشديد ـ وعامة ما يكون في التخويف والترهيب والزجر ـ يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الانحلال في الدين وطرف التخفيف ـ وعامة ما يكون في الترجية والترغيب والترخيص ـ يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الحرج في التشديد فإذا لم يكن هذا ولا ذاك رأيت التوسط لائحا ، ومسلك الاعتدال واضحا ، وهو الأصل الذي يرجع إليه ، والمعقل الذي يلجأ إليه» "
والملاحظ أن التدبريين في رحلاتهم لا يفرقون بين حالة وأخرى ، فقد يكون الشخص من أصله متقيا ، ورعا ، زاهدا فيزاد له في باب التشديد والترغيب والترهيب ، حتى يصل به الأمر إلى نوع من الهلوسة والوسوسة والأمراض النفسية ، بل حتى الاختلال العقلي !
خامسا - احتكار الحق : ظهرت فئات من المجتمع تحتكر الحق لنفسها ، وتتصور أن كل الناس غافلون ، وأن المجتمع كله يسير نحول الهاوية
سادسا - الفظاظة في النقاش ، بإيراد آيات قد لا تكون مناسبة للموضوع ، وتنزيلها على من لا يستحقها ، وبعضهم يستعملها مع والديه ، مثل قوله تعالى : "وإذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم" (لقمان : 7) ، "ويل لكل أفاك اثيم يسمع ءايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب اليم وإذا علم من ـ اياتنا شيئا اتخذها هزؤا اولئك لهم عذاب مهين" (الجاثية : 7 ـ 9) ، "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا" (الفرقان : 30) ، "أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالهآ إن الذين ارتدوا على أدبارهم منم بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم" (سورة محمد : 24 ـ 25) "
وفى الفقرة السابق يكرر بن شريفى الكثير مما قاله سابقا كالتكفير والفظاظة وأحيانا عديدة عدم احتمال المخالف نهائيا بدلا من التحاور والمناقشة رغم أن أساس هذا واضح فى القرآن وهو ذكر الله أقوال الكفار ومناقشتها وتضعيفها فلو كان هذا الحذف والمنع أسلوب قرآنى لأزال الله كل أقوال الكفار منه ولكنه أثبتها
وتحت عنوان نحو قراءة جديدة للنص القرآني والنبوي نقل ابن شريفى نقولا فقال :
"يقول طه جابر العلواني عن القرآن : «أما في المرحلة الراهنة فإن العقلية السائدة هي عقلية الإدراك المنهجي للأمور ، والبحث عن علاقاتها الناظمة بطرق تحليلية ونقدية ، توظف الأطر العلمية المختلفة ، وتربطها بموضوعات حضارية متشعبة ، وعلاقات متنوعة ، مما يجعل إعادة النظر في علوم وسائل فهم النص ضرورة ملحة لخدمته وقراءته قراءة الجمع مع الكون ، واكتشاف التداخل المنهجي بينهما» "
ويقول عن السنة : «فالسنة النبوية باعتبارها المصدر التفسيري البياني الملزم الوحيد للنص القرآني ، لا بد من الوعي بحقيقتها وحقيقة دورها فبدون السنة لا يمكن بيان المنهج والشرعة والمعرفة ومقومات الشهود الحضاري والعمراني ، كما لا يمكن بدونها فهم وفقه تنزيل قيم النص القرآني على الواقع»
كما قلت سابقا أنه لا يمكن طبقا للروايات وتفسيرات البشر للقرآن أن يكون هناك اتفاق بين الأفراد فالشىء الوحيد للاتفاق هو الوصول للكعبة الحقيقية حيث يوجد القرآن وتفسيره الإلهى وهو بكل لغات البشر فساعتها لن يقدر أحد على رفض تفسير الله وإنما ما يحدث حاليا هو أن الكثير حاليا يكتب من أجل أن يكون له أتباع أو من اجل الشهرة وليس من أجل الوصول للحقيقة وتحقيق العدل ومن ثم يرفض كلام الأخر حتى ولو كان هو الحق
مؤلف الكتاب أو كاتب المقال هو مصطفى بن محمد شريفى القائم على جمعية التراث بالجزائر وهو معد المكتبة الشاملة الإباضية والكتاب يتناول حركة التدبر وهى ما يسميه أهل السنة والشيعة حركة القرآنيين والرجل يبدو من خلال المقال محايدا نوعا ما وهو يبين للقراء أن الخطأ فى تقويم الحركة سيكون له رد فعل سلبى حيث ينفر الناس من كتاب الله أو يجعل دراسة القرآن دراسة فوضوية وفى هذا قال فى التمهيد:
"تمهيد :
إن مناقشة هذا الموضوع يكتسي صعوبة علمية ، ومسؤولية شرعية فأما الصعوبة العلمية فتكمن في تعدد الإشكالات المطروحة ، من حيث الجانب الاجتماعي والجانب العلمي المنهجي
وأما المسؤولية الشرعية فتتمثل في كونها متعلقة بأقدس كلام ، وأول مصدر للتشريع ، فإن الخطأ في تقويم الحركة إما أن يسبب نفورا عن القرآن ، أو يسبب إقبالا غير مدروس وغير منضبط على كتاب الله ، وجرأة على الله ، وتقولا عليه"
وبين ابن شريفى أن دراسة الحركة تطرح مشاكل عديدة منها الجانب الاجتماعى حيث قال:
"إشكالات مطروحة :
تقويم الحركة من الناحية الاجتماعية :
ينبغي دراستها كحركة لها أبعادها وآثارها الاجتماعية والنفسية ، وهذا بالإحصائيات ، ويجب ضبط معايير هذا التقويم ، مثلا :
- ما عدد أتباعها القدامى (الإحباطيين سابقا) والجدد ؟
- ما عدد المنتمين إليها ممن لم يكن لهم سابقا أي انتماء ، وممن لهم سوابق في حركات أخرى (أي متذبذبون بين التيارات) ، أو كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية ؟
- ما مدى فائدتها نفسيا واجتماعيا أي كم حلت من مشاكل ؟ وكم قومت من انحرافات ؟
- ما مدى خطورتها نفسيا واجتماعيا ؛ أي : كم ولدت من مشاكل ؟ وكم سببت من آثار سلبية على الأفراد والأسر والمجتمع ؟ (حالات طلاق ، ونفور وفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة : الوالدين وأولادهم ، والإخوان ، وبين الأصدقاء) ؟"
ما قاله ابن شريفى هو كلام لا يمكن ضبطه فلا يمكن معرفة عدد أفراد الحركة خاصة أنهم معرضون للاعتقال والمضايقات وأحيانا التصفية إذا أعلنوا انتماءهم للحركة فى كل ما يسمى بلاد العالم الإسلامى وهم مثلهم مثل كل ما تسميه النظم الجاهلية التى تحكم باسم الإسلام تلك البلاد الجماعات وكل الجماعات عدا الصوفية بالطبع معرضون للاعتقال والسجن والتصفية وإعلانهم جماعات إرهابية
وأما فوائد الحركة وأضرارها فهى شىء مسلم به فكلنا يخطىء ويصيب وكأى حركة توجد فى المجتمع يكون لها من يحبها ومن يكرهها ويكون لها من يتبرأ منها من الأقارب كما يكون لها من ينتمى لها
والرجل ينسى أهم شىء فى دراسة الحركة وهو ما الذى أدى إلى قيامها فقيامها هو رد فعل على غياب العدل فى المجتمع وتكريس الظلم والجهل من خلال الروايات التى تتناقض مع الواقع وحتى مع الدساتير العلمانية ومع آيات القرآن وكان علماء السلطة هم من يكرسون هذا الظلم والجهل واتهام كل من يحاول تعديل ذلك بكونه متطرف او إرهابى أو خارج على الإسلام
ثم طرح الرجل تساؤلات عن علم حركة التدبر فقال:
"تقويم الحركة من الناحية العلمية والمنهجية :
- سؤال جوهري : هل هناك منهج واضح لدى هذه الحركة ، وهل لها كتابات يمكن تقويمها على ضوئها ؟
- ما معنى التدبر ؟ هل هو فهم الأوامر والنواهي التي يتضمنها القرآن الكريم ، والامتثال لها ، أم هو فهم وتفسير كلماته ؟
- ما الفرق بين التدبر والتفسير ؟
- هل الآيات التي تنعى على من لا يتدبر القرآن تنطبق على مجتمع متدين ملتزم ـ عموما ـ بالأوامر والنواهي ، غير أنه قد لا يفهم كثيرا من مفردات القرآن وأساليبه ، أو لا يحاول فهمها ؟ وبالتالي هل يكون من لم يتدبر منافقا ؛ لأن عدم التدبر ورد في سياق صفات المنافقين ؟
- ما هو الضابط الفاصل بين الآيات الواضحات (المحكمات) وبين الآيات غير الواضحة (المتشابهات) ؟ ومن المعلوم أن التشابه أمر نسبي ، فقد تكون آية عند شخص متشابهة ، وهي عند آخر محكمة واضحة"
السؤال الجوهرى هل هناك منهج واضح لدى هذه الحركة ، وهل لها كتابات يمكن تقويمها على ضوئها ؟
إجابته حتى لا نضحك على أنفسنا هو أن الحركة منهجها المتفق عليه القرآن وكفى ولكن ككل الحركات السابقة التى تسمى فرق أو جماعات بينها اختلافات كثيرة وكبيرة ومن ثم حدث لها ما حدث لكل السابقين كما قال الشاعر :
وكل يدعى وصلا بليلى ولكن ليلى لا تقر لهم بذاك
فوجدنا فى الحركة فقهاء وكل منهم لهم أتباعه فى الهند ومصر والجزائر وغيرهم
وطرح شريفى السؤال ما معنى التدبر ؟ هل هو فهم الأوامر والنواهي التي يتضمنها القرآن الكريم ، والامتثال لها ، أم هو فهم وتفسير كلماته ؟
وهو لم يجب وسؤاله يتضمن نية سوء فى الجزء الأخير وهو اتهام الحركة بأنها لا يهمها سوى المعرفة وأما التطبيق العملى فلا ولا يمكن لأى حركة تريد تغيير المجتمع أن تقتصر على مجرد العلم
وأما السؤال التالى ما هو الضابط الفاصل بين الآيات الواضحات (المحكمات) وبين الآيات غير الواضحة (المتشابهات) ؟ ومن المعلوم أن التشابه أمر نسبي ، فقد تكون آية عند شخص متشابهة ، وهي عند آخر؟ محكمة واضحة"
فهو يجرنا إلى ما قلته سابقا وهو اختلاف أفراد الحركة وانقسامهم فى تفسيراتهم أى تدبراتهم وهو أمر واقع بالفعل لا يمكن إنكاره ومن ثم فالحركة كسابقاتها سوف تفشل فى التغيير
كل الحركات التى أرادت التغيير وكانت نية أفرادها حسنة فشلت وستظل تفشل لأنها احتكمت إلى تفسيرات ناس سواء سموهم مشايخ أو علماء أو فقهاء
بالقطع الكثير من الناس يعتبروننى من أهل الحركة ولذا طردت من كثير من المنتديات على اختلاف توجهاتها وأصبح اسمى محظور حتى من قبل التسجيل فعندما أسجل فى بعض المنتديات أجد رسالة رفض عندما أضع اسمى وما أومن به مختلف عما يؤمنون به فأنا أومن أن كتاب الله يفسره الله تعالى وحده وهذا الكتاب موجود فى الكعبة الحقيقية هو وتفسيره الذكر ولذا قلت فى مقدمة تفسيرى للقرآن المصحفى "وقطعا أنا لا أعترف بما يسمى التفسير الإنسانى للقرآن لإيمانى أن التفسير هو حق الله وحده ولكن فى حالة الجهل بمكان الكعبة الحقيقية ومن ثم الجهل بالقرآن الكامل وتفسيره فلابد لأحد ما أن يقوم بتفسيره مبتغيا الحق وعند ظهور الكعبة وفيها القرآن الكامل وتفسيره الإلهى فهذا التفسير يكون ملغيا فلا قول بعد قول الله"
ثم تحدث الرجل عن إيجابيات الحركة فقال:
" الإيجابيات :
من الإيجابيات التي يمكن تسجيلها لدى الحركة :
- رد كثير من المنحرفين إلى جادة الطريق
- رجوع كثير من الناس إلى القرآن الكريم ، والاهتمام بحسن تلاوته ، مع محاولة فهمه
- البساطة في الطرح الفطري للآيات جعل الناس يشعرون بأن القرآن يمسهم في أعماقهم
- ثبات أتباع الحركة على آرائها، والاستماتة في سبيلها
- الحركية في الدعوة إلى هذه الحركة ، والقوة في التأثير
- وجود هذه الحركة أثار همم الباحثين إلى ضرورة الكشف عن منظومتنا المعرفية في التعامل مع القرآن والسنة ، وإعادة النظر في وسائل إصلاح الأمة"
الرجل هنا ينسب للحركة دورها الايجابى فى عودة الكثيرين للقرآن وكونها الأكثر فائدة للناس فى رد الشبهات وعودة من أنكروا الوجود الإلهى للدين
ثم تحدث عما أسماه سلبيات الحركة فقال :
"السلبيات :
أولا - إقصاء الحديث النبوي : الاقتصار في الدورات المغلقة (الرحلات) على القرآن ، وعدم إيراد أي قول للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولد عدة أمور خطيرة ، منها :
- اعتماد كثير من الأتباع هذا المنهج "المؤقت" كأسلوب دائم في الحياة ، فلا يقبل أحدهم غير القرآن في كثير من الأحيان ، بدعوى ضعف حجية السنة فوقعوا ـ دون شعور ـ في نفس منهج أحمد صبحي منصور صاحب كتاب : «القرآن وكفى مصدرا للتشريع الإسلامي» مع العلم أن السنة مبينة للقرآن ـ كما هو ثابت بالقرآن ـ وبالمفهوم المجمع عليه ، لا بالمفهوم الذي يريد أتباع الحركة تركيزه في الأذهان"
هنا الرجل يقول القرآن ما لم يقله فلم يثبت القرآن وجود الروايات فلا يوجد نص واحد يمكن ان يقول أن الروايات هى الوحى المفسر للقرآن لأنها معظمها يعتمد على أعمال تنسب للنبى(ص) والصحابة المؤمنون والروايات التى تفسر بعض الآيات قليلة جدا وما يقوله القرآن هو أن الله أنزل وحيا مفسرا مبينا سماه الذكر أى البيان كما قال " إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه "
ثم قال عن السلبية الثانية:
"- تصور الأتباع أن ما يقال في الرحلات هو القول الفصل الذي لا محيد عنه ؛ لأنه كان تفسيرا للقرآن بالقرآن ، لكلام الله بكلام الله ، فهو يحمل الكمال الإلهي ، وغفلوا عن أن الشرح فكر بشري قاصر ، وأن عملية الربط بين الآيات هو عمل بشري ، فقد يربط هذا المفسر بطريقة ، ويربط الآخر بطريقة أخرى فهنا مكمن الخطر ، فقد تكون عملية الربط خاطئة مثلا قوله تعالى : "ما فرطنا في الكتاب من شيء" (الأنعام : 38) ، إذا فهمنا لفظ الكتاب على أنه القرآن ، وربطناه بقوله تعالى : "ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" (البقرة : 2) ، فإن هذا الربط غير مسلم به ، فإن الأولى فهمه على أنه اللوح المحفوظ ، وبالتالي ربطه بقوله تعالى في سورة ق : "أذا متنا وكنا ترابا ذالك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ" (الآية : 3 ـ 4) ، وبقوله : "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين" (الأنعام : 59) وغيرهما بدليل سياق آية سورة الأنعام : "وما من دآبة في الارض ولا طآئر يطير بجناحيه إلآ أمم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" (الآية : 38) "
ابن شريفى هنا يتغافل عن كون الكتاب هو كتاب الله الموحى به للنبى(ص) فمثلا قوله تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء" هنا الكتاب لا يمكن أن يكون هو الكتاب المبين أو الكتاب الحفيظ المسمى القضاء والقدر لكونه منزل على النبى(ص) وهو نفسه الوحى المنزل على موسى(ص) تفصيل أى تبيين لكل شىء كما قال تعالى "ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن وتفصيلا لكل شىء" وقال "وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء"
وقوله تعالى " ما كان حديث يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء" يبين أن القرآن اى الكتاب هو تصديق لما عند الله ومن ثم فهذا غير ذلك والحديث وهو القرآن تفصيل كل شىء
والسلبية الثالثة عنده هى :
"- إقصاء السنة والتفاسير يؤدي إلى غموض في بعض الآيات التي نزلت في مناسبات معينة
ثانيا - إقصاء التفاسير : الاقتصار في الدورات المغلقة (الرحلات) على القرآن ، وعدم إيراد رأي أي عالم مهما كان علمه ، ولد عدة أمور خطيرة منها :
- التطاول على العلماء ، باعتبارهم حواجز معوقة لفهم القرآن ، أو أنهم رجال ونحن رجال
- عدم الاعتماد على أساطين اللغة يؤدي إلى سوء فهم النصوص ، إذ كيف لمن لم يتفرس في اللغة أن يفرق بين الحقيقة والمجاز ، وبين الأسلوب المباشر وغير المباشر ؟ ومما هو مقرر في الأصول :
أ- أن الفهم الصحيح للنصوص يستلزم معرفة باللسان العربي ؛ فتعلم اللغة ومختلف أساليبها وتراكيبها أمر واجب ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وبمعرفة تلك الأساليب يمكن التمييز بين الأمر الذي هو للإرشاد ، أو الأدب ، أو الوجوب الخ
ب- أن ما ثبت عن الرسول (ص) من بيان لكلام الله تعالى أولى بالاعتماد من أقوال أهل اللغة
ج- أنه من الضروري معرفة سياق الخطاب ، إما السياق اللفظي ، كأوجه الإعراب ، والتقديم والتأخير وإما السياق الاجتماعي ، كالظروف الزمانية والبيئة المكانية التي ورد فيها النص القرآني"
الرجل فى مناقشته للسلبية ناقض نفسه فهو يطلب من أهل حركة التدبر اللجوء للغة عند التفسير فيقول" أن الفهم الصحيح للنصوص يستلزم معرفة باللسان العربي ؛ فتعلم اللغة ومختلف أساليبها وتراكيبها أمر واجب" ويناقض نفسه فيبين أن الروايات أفضل من اللغة فى التفسير فيقول " أن ما ثبت عن الرسول (ص) من بيان لكلام الله تعالى أولى بالاعتماد من أقوال أهل اللغة"
وهذه السلبية وهى ابعاد التفاسير القديمة والمعاصرة لا يمكن أن تكون سلبية إلا فى حالة واحدة وهى اجماع تلك التفاسير على تفسير واحد ولكن هناك الكثير من الاختلافات ومن ثم فإنكار ابعادها هو إنكار للاجتهاد فمن الممكن أن يكون فهم واحد أفضل من فهم السابقين
وأنا أقر أن الكثير من أهل الحركة ركزوا على شىء غير مفيد وهو اتهام شخصيات معينة كأبى هريرة بدلا من مناقشة المقولات نفسها رغم علمهم أن الكثير من التاريخ هو كذب محض يناقض كتاب الله فالمفترض هو مناقشة المقولات وليس ذم أشخاص قد لا يكون لهم وجود أساسا
ثم تحدث عما رآه واجبا لتقويم وتعديل الحركة فقال:
"تقويم وتعديل :
كان على المتدبر ـ بدل أن يقصي الحديث وأقوال العلماء بدعاوى مختلفة ـ كان عليه أن يحاول الرفع من مستوى الأتباع والمخاطبين إلى :
1- تفهم أن في الحديث ما هو صحيح وفيه ما هو ضعيف ، وأن يسعى إلى الاعتماد على الصحيح منها والموافق للقرآن، وسيجد المئات من هذا النوع ، وأن يكون لدى المتدبرين الفكر النقدي البناء
2- تقبل الرأي ممن جاء به مهما يكن ، وبأن يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة حيثما وجدت ، وأن ينظر إلى ما قيل لا إلى من قال
3- ضرورة الرجوع في كثير من الأحيان إلى أسباب النزول مع التأكيد على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ لضمان صلاحية القرآن لكل زمان ومكان "
ما قاله بن شريفى يؤكد على أن المرتبطين بما يسمى السنة لا يعلمون بما فيها فمثلا القول بأن هناك صلاتين فقط وهو ما قاله العديد من أهل الحركة يوجد عليه أدلة من الروايات مثل "من صلى البردين دخل الجنة" ومثل " صلوا صلاة كذا فى حين كذا وصلاة كذا فى حين كذا" ومثلا كون الصلاة قعودا علها رواية " صلى النبى(ص) متربعا"
الغريب أن القوم مروا على روايات مثل هذه فى كتبهم ولم يعلقوا عليها ولم يشرحوها مع أنها فى أصح الكتب عندهم وهو صحيح البخارى لأنها تناقض معتقدهم
ثم تحدث عن كون أهل الحركة يفعلون فعل السلفيين وهو تكفير المجتمع فقال :
"ثالثا - المجتمع مكي إن طريقة التدبر في الرحلات (من حيث مضمونها) يوحي بالتعامل مع مجتمعنا على أساس تشبيهه بالمجتمع المكي (حيث الوثنية ضاربة أطنابها ، والشرك مسيطر على الأذهان) بينما مجتمعنا أشبه ما يكون بالمجتمع المدني ، حيث الدولة الإسلامية ، وكان حينها الاهتمام منصبا على كل الجوانب على حد سواء : العقيدة والمعاملات (الاقتصادية ، والأسرية والاجتماعية والسياسية)"
وهو أمر قليل الحدوث ونادرا ما يفعله القوم ثم تحدث عن جزء من أهل الحركة وهم الخارجين على الحركة إلإباضية الذين يقتصرون على النعم وعظمة الله في الكون من القرآن فيقول:
رابعا - التقليص من دور القرآن ، والاقتصار على الآيات الكونية (النعم ، وعظمة الله في الكون) بينما القرآن دين ودنيا ، عبادة وسياسة واقتصاد وتربية واجتماع وتولد عن العنصرين الأخيرين ما يأتي :
- التطرف في جانب على حساب جوانب أخرى ، لعدم فقه للأولويات ، ودون توازن ولا وسطية "في التفكير ، فربما قدم المتدبر ما من شأنه التأخير ، أو أخر ما من شأنه التقديم، أو تطرف في جانب على حساب جانب آخر
قال الشاطبي : «فإذا نظرت في كلية الشريعة ، فتأملها تجدها حاملة على التوسط ، فإن رأيت ميلا إلى جهة طرف من الأطراف فذلك في مقابلة واقع أو متوقع في الطرف الآخر فطرف التشديد ـ وعامة ما يكون في التخويف والترهيب والزجر ـ يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الانحلال في الدين وطرف التخفيف ـ وعامة ما يكون في الترجية والترغيب والترخيص ـ يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الحرج في التشديد فإذا لم يكن هذا ولا ذاك رأيت التوسط لائحا ، ومسلك الاعتدال واضحا ، وهو الأصل الذي يرجع إليه ، والمعقل الذي يلجأ إليه» "
والملاحظ أن التدبريين في رحلاتهم لا يفرقون بين حالة وأخرى ، فقد يكون الشخص من أصله متقيا ، ورعا ، زاهدا فيزاد له في باب التشديد والترغيب والترهيب ، حتى يصل به الأمر إلى نوع من الهلوسة والوسوسة والأمراض النفسية ، بل حتى الاختلال العقلي !
خامسا - احتكار الحق : ظهرت فئات من المجتمع تحتكر الحق لنفسها ، وتتصور أن كل الناس غافلون ، وأن المجتمع كله يسير نحول الهاوية
سادسا - الفظاظة في النقاش ، بإيراد آيات قد لا تكون مناسبة للموضوع ، وتنزيلها على من لا يستحقها ، وبعضهم يستعملها مع والديه ، مثل قوله تعالى : "وإذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم" (لقمان : 7) ، "ويل لكل أفاك اثيم يسمع ءايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب اليم وإذا علم من ـ اياتنا شيئا اتخذها هزؤا اولئك لهم عذاب مهين" (الجاثية : 7 ـ 9) ، "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا" (الفرقان : 30) ، "أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالهآ إن الذين ارتدوا على أدبارهم منم بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم" (سورة محمد : 24 ـ 25) "
وفى الفقرة السابق يكرر بن شريفى الكثير مما قاله سابقا كالتكفير والفظاظة وأحيانا عديدة عدم احتمال المخالف نهائيا بدلا من التحاور والمناقشة رغم أن أساس هذا واضح فى القرآن وهو ذكر الله أقوال الكفار ومناقشتها وتضعيفها فلو كان هذا الحذف والمنع أسلوب قرآنى لأزال الله كل أقوال الكفار منه ولكنه أثبتها
وتحت عنوان نحو قراءة جديدة للنص القرآني والنبوي نقل ابن شريفى نقولا فقال :
"يقول طه جابر العلواني عن القرآن : «أما في المرحلة الراهنة فإن العقلية السائدة هي عقلية الإدراك المنهجي للأمور ، والبحث عن علاقاتها الناظمة بطرق تحليلية ونقدية ، توظف الأطر العلمية المختلفة ، وتربطها بموضوعات حضارية متشعبة ، وعلاقات متنوعة ، مما يجعل إعادة النظر في علوم وسائل فهم النص ضرورة ملحة لخدمته وقراءته قراءة الجمع مع الكون ، واكتشاف التداخل المنهجي بينهما» "
ويقول عن السنة : «فالسنة النبوية باعتبارها المصدر التفسيري البياني الملزم الوحيد للنص القرآني ، لا بد من الوعي بحقيقتها وحقيقة دورها فبدون السنة لا يمكن بيان المنهج والشرعة والمعرفة ومقومات الشهود الحضاري والعمراني ، كما لا يمكن بدونها فهم وفقه تنزيل قيم النص القرآني على الواقع»
كما قلت سابقا أنه لا يمكن طبقا للروايات وتفسيرات البشر للقرآن أن يكون هناك اتفاق بين الأفراد فالشىء الوحيد للاتفاق هو الوصول للكعبة الحقيقية حيث يوجد القرآن وتفسيره الإلهى وهو بكل لغات البشر فساعتها لن يقدر أحد على رفض تفسير الله وإنما ما يحدث حاليا هو أن الكثير حاليا يكتب من أجل أن يكون له أتباع أو من اجل الشهرة وليس من أجل الوصول للحقيقة وتحقيق العدل ومن ثم يرفض كلام الأخر حتى ولو كان هو الحق