رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال عالم الأقزام
صاحبة المقال بنت بحري وهو يدور حول ما يحدث لمن يولد قزما فى عالم الإنسان والقزمية معناها قصر الفرد عمن يعيش بينهم فى الطول قرا ظاهرا للعيان وقد حدد المعاصرون حدا للقزمية بأن القزم لا يتعدى 130 سم
استهلت الكاتبة مقالها بأنه لم تعرف عالم الأقزام إلا من خلال فيلم كرتونى فقالت :
"لعل أول معرفتي بعالم الأقزام كانت من خلال الفيلم الكرتوني (سنووايت والاقزام السبعة) وكنت أظنها حياة هانئة، ولكن وكما يقول نجيب محفوظ: (مهما كان الخيال جميل يغتاله قبح الواقع)، فحياة القزم السعيدة ما هي إلا أكذوبة أصلا وفصلا وفرعا وجذرا."
وتحدثت عن أن ولادة الإنسان كقزم هى أمر محبط له ولأهله فقالت :
"أن تولد قزما في هذا العالم لهو أمر يدعو إلى الإحباط واليأس، قد يدفع أصحابه إلى عدم مبارحة مساكنهم تجنبا لتلك النظرات النارية عديمة الذوق التي يطلقها البعض كسهام حارقة على صغار القامة كما أحب أن أدعوهم، بل قد تدفعهم دفعا للانتحار، فالإنسان بطبعه عنصري، وما إن يرى أمامه من هو مختلف عنه في المظهر أو العقيدة أو غيرهما حتى يبدأ بشحذ أسلحته ووضعه في خانة المنبوذين"
قطعا الأمر ليس محبطا وإنما قضاء قضاه الله على قلة من الناس ولو حكم المجتمع بحكم الله فلن يسخر أحد من القزم أو غيره كما قال الله ناهيا عن السخرية :
" لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء عسى أن يكن خيرا منهن "
والسخرية هى جريمة لها عقوبة باعتبارها شتمة أو سبة للإنسان المسخور منه ومن ثم يعاقب الساخر بالجلد عليها ثمانين جلدة باعتبار كل الشتائم كذب وزر فهى شهادة زور
المجتمعات منذ القديم حملت صورة مخالفة للشرع فى القزمية ومن صدرت عنهم أمثال مثل :
اتق شر كل من اقترب من ألأرض
كل قصير مكير
الأقزام هم بشر كباقى البشر يوجد منهم الطيب ويوجد منهم الخبيث ويجب معاملة الكل حسب الشرع وليس الهوى الذى يصدر عن أمثال تلك القوال الكاذبة
وحملت بنت بحرى السينما فقط مسئولية النظرة الخاطئة للأقزام فقالت :
"ويقع الذنب الأكبر في هذا الشأن على كيفية تجسيد السينما لتلك الفئة كما لو كانوا قد خلقوا لا لشيء إلا لإضحاك الناس كمهرجين بعروض السيرك! مع أنهم في الحقيقة بشر مثلي ومثلك .. بل قد يكونوا أفضل."
والحقيقة ان المسئولية واقعة على المجتمع الذى يسمح بالسخرية من خلقة الله والأمثال التى ذكرت بعضها صدرت قبل وجود فن الخيالة وهو السينما فى العصر الحالى
وعرفت بنت بحرى القزمية فقالت :
"والقزمية هي حالة مرضية تنتج عن خلل هرموني في الغدد النخامية الموجودة أسفل الدماغ تمنع نمو القامة لأكثر من 130 سم."
ثم حكت لنا حكايات بعض الأقزام المشهورين فى الغرب فقالت :
"نماذج من عالم الأقزام القزم الجاسوس:
ريتشبورج .. اقصر جاسوس في العالم بحسب موسوعة غينيس
قامت الثورة الفرنسية نتيجة معاناة العامة من الضرائب الباهظة، بينما كان رجال الدين والطبقة الارستقراطية ينعمون بالامتيازات، ويحلون ضيوفا على موائد الملك والملكة العامرة، في الوقت الذي لا يجد رجل الشارع المحتقر ما يسد جوعه!
أثناء أحداث تلك الثورة ظهر (ريتشبورج) .. وهو قزم لا يتعدى طوله 58 سم، كان يقوم بدور الجاسوس لصالح رجال الثورة، كان يسير بجوار سيدة وكأنه طفلها، وقد ساعده صغر حجمه على إتقان دور الطفل .. وتميز (ريتشبورج) بذاكرة فولاذية مكنته من حفظ كم هائل من المعلومات التي كانت سببا مباشرا لنجاح الثورة، ويقال أنه ساهم في الإمساك بالملك لويس السادس أثناء محاولة فراره خارج باريس، حيث تم التعرف عليه هو وزوجته واقتيدا إلى شوارع باريس داخل عربة مكشوفة ليلقي عليهما العامة كل ما طالته أياديهم من فضلات، وقد توفى (ريتشبورج) عن عمر يناهز 90 عاما في سنة 1858، بعد أن قدم خدمات لبلاده يعجز طوال القامة على تقديمها ..
القزمة اللصة:
مثلت دور الطفلة مع انها امرأة جاوزت الاربعين من العمر
المرأة ذات الأربع أرجل (لويزا)، والرجل ذو الثلاث أرجل (فرانشيسكولينتيني)، والمرأة الذئب .. كل هؤلاء عملوا جنبا إلى جنب مع كثير من الأقزام لتقديم عروض داخل السيرك، ومنهم تلك القزمة التي تدعي (استيلا رايدلي) .. في عام 1870 تعرف عليها أحد اللصوص، وعلى الرغم من أن عمرها في هذا الوقت كان يتعدى 40 عاما إلا أن هذا اللص نجح في تغير مظهرها لتبدو كما لو كانت طفلة لا تتعدى العاشرة، ولتقوم بنقل المجوهرات المسروقة داخل دمية زجاجية كانت تحملها أثناء عبورها نقاط التفتيش، تطورت العلاقة بينهما إلى علاقة عاطفية حتى نشبت الخلافات بين العاشقين، قام على إثرها اللص بإبلاغ السلطات عنها، وعند تفتيش الدمية عثر رجال الأمن على ثروة من المجوهرات، قدمت للمحاكمة وحكم عليها بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد ماتت وحيدة داخل زنزانتها.
القزم الموسيقار:
ماثيو باشينجر كان بلا كفين وبلا قدمين
يعد الموسيقار (ماثيو باشينجر) من أشهر الأقزام، نظرا لعبقريته الموسيقية، فعلى الرغم من أن لا كفين له بذراعه، إلا أنه كان وبحق أبرع العازفين على آلة (الترومبيت) .. إذا أراد أن يعزف وضعه الحضور على مائدة حتى يتمكن من ذلك، فجسده خالي من الساقين، وقد تزوج الموسيقار القزم عدة مرات وأنجب عشرات الأبناء.
القزم رئيس الوزراء:
بدأ حياته كمهرج وانتهى كرئيس وزراء
في القرن التاسع عشر كان هناك رجلا يعد أعجوبة هذا العصر يدعي (برث هولد)، كان قزما مخيف الشكل، نشأ في أسرة معدمة، بدأ حياته كمهرج في البلاط الملكى لمملكة (لومباردي) وهي إحدى ممالك شمال إيطاليا، وتدرج في المناصب حتى استطاع أن يصل لمنصب رئيس الوزراء، الغريب في الأمر أن برث هذا ولد إنسانا طبيعيا، ونتيجة لسبب مجهول تغيرت ملامحه وتشوهت، ويقال أنه كان ضحية أحد المنظمات السرية التي تعمل على صناعة الأقزام وتشوية الأشكال!
وقد كان هذا العمل تجارة رائجة في ذلك الوقت، وتدر ربحا وفيرا على أصحابها!
نعم عزيزي القارئ .. فقد شاعت تلك الصناعة في هذا الزمان بهدف خلق مخلوقات مشوهة ومسوخ لبيعها للراغبين .. وما أكثرهم، وكانت لهم أسواق بجوار الجواري الحسان والعبيد يتهافت رجال البلاط على اقتنائها للترويح عنهم كمهرجين، وكانت تلك الصناعة تتم عن طريق وضع الأطفال حديثي الولادة ما عدا الرأس داخل صندوق خشبي صغير يضغط على عظامهم أو داخل وعاء زجاجي يسمى (تشينج)، ولا يقدم لهم إلا القليل من الطعام لمنع نموهم الطبيعي، ويظلوا على هذا النحو حتى سن العشرين، وعند إتمام المهمة وإحداث التشويه المطلوب يفتح بعدها الصندوق ويعرض للبيع بعد أن يدعي هؤلاء الوحوش أنهم وجدوا هذا المسخ داخل الغابات، فيتهافت عليه المشترين ..
هناك طرق معروفة لتشكيل جسد الانسان عن طريق وضعه في قالب منذ الصغر
وكان السوق الذي تعرض فيه تلك المخلوقات تسمى (فيورم مورينيوم)، وكلما زاد التشوه والقبح كلما زاد الثمن والربح، وبجانب تلك الصناعة كان هناك صناعة مزج الإنسان بالحيوان! وكان ذلك يتم باختطاف الأطفال وإخضاعهم لتجارب وعمليات يقومون خلالها باقتطاع جلودهم جزء بعد جزء ثم استبدالها بجلود الحيوانات، وغالبا كانت جلود الكلاب!
وهناك أيضا (الديك الإنسان) .. وكان ذلك يتم بأبشع الأساليب، حيث تجري عملية للقصبة الهوائية للطفل، لا يستطيع بعدها الحديث كالبشر، وكل ما يصدر منه أصوات تشبه صياح الديكة!
وأرجوا عزيزي القارئ ألا تلقي باللوم على تلك العصور، لأن عصرنا الرشيد الرغيد يشهد حالات مماثلة ... فهناك مافيا ومنظمات سرية تقوم بخطف الأطفال وإحداث تشوهات بهم كقطع الأطراف وفقئ العين من أجل جلب شفقة المارة تحت مرأى وسمع أجهزة الدولة والمواطنين!"
قطعا الحكايات تدل على ان المجتمعات أحيانا تقدر الاقزام فتجعلهم رؤساء وزراء أو تجعلهم شياطين كما فى حكاية من استغل القزمة فى السرقة
وتدل الحكايات على أن بعض من البشر يستغلون فريقا من البشر فى تعذيبهم لجعلهم فى صورة أقزام أو غير هذا كبيع الأعضاء أو اجراء تجارب محرمة عليهم
وذكرن بنت بحرى وجود تمثال فرعونى يدل على أن الفراعنة الذيم لم يكن لهم وجود كان مجتمعهم يسمح بوصول الأقزام إلى الوظائف العليا دون تمييز فقالت فى خاتمة المقال :
"الخاتمة:
تمثال سنيت وزوجته
أتعجب كثيرا عندما أجد قيما وخلقا كانت سائدة في حضارات قديمة دفنت واندثرت الآن، فقصار القامة في الحضارة الفرعونية كانوا محل تقدير واحترام من الجميع، لم يكونوا يعاملوا معاملة خاصة فهم كأي إنسان طبيعي، عملهم هو ما يحدد وضعهم داخل الهرم الطبقي لهذا المجتمع، بل أن بعضهم وصل إلى مراتب مرموقة مثل (سنيت) الذي كان يعد أهم رجال البلاط بالأسرة الخامسة وتزوج هذا الوزير من امرأة ذات بنية عادية، وبنيت مقبرته الفخمة بجوار هرم خوفو، ويعد هذا قمة التبجيل والاحترام الذي لا يحظى به إلا القليلون."
وتحدثت عن القوانين والدساتير تحمى الأقزام وغيرهم ولكن للأسف قليل من ينفذها فقال :
"نعم لدينا دساتير وقوانين تنص على أننا سواسية، وأنه لا فرق بين قصير القامة وطويلها ولكنها لا تساوي حتى ثمن الحبر الذي كتبت به، حاول أحد الأقزام في مصر أن يحصل على أبسط الحقوق وهو استخراج رخصة قيادة بعد أن أستدان والده من الجميع ليحصل ابنه على سيارة معدلة لتناسب ظروفه الجسدية ليجنبه نظرات الناس في وسائل المواصلات فما كان من الجهات المسئولة إلا الرفض! متعللة بحجج واهية لا تنطلي على طفل صغير!
دخلت إحدى المعلمات - وكانت في شهور حملها الأولى - الفصل، فوجدت أحد قصار القامة يجلس في الصفوف الأمامية، هل تعلم عزيزي القارئ ماذا قالت لهذا الصغير: (أرجع ورى عشان مجبش عيل زيك)، ومن يومها وهذا المسكين لم يطأ أرض المدرسة! إذا كان هذا هو حال مربية النشئ المتعلمة، فتصوروا معي كيف سيكون حال رجل الشارع!"
وما سبق من حكايات هو :
تربية خاطئة من المجتمع الذى يربى أبنائه على معتقدات خاطئة مثل : ان الحامل إذا نظرت إلى طفل تأتى بطفل مثله وهو ما يسمى بالوحم
وهو كلام مخالف للشرع فالله هو من يصور الناس فى أرحام الأمهات كيف شاء كما قال :
" هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
صاحبة المقال بنت بحري وهو يدور حول ما يحدث لمن يولد قزما فى عالم الإنسان والقزمية معناها قصر الفرد عمن يعيش بينهم فى الطول قرا ظاهرا للعيان وقد حدد المعاصرون حدا للقزمية بأن القزم لا يتعدى 130 سم
استهلت الكاتبة مقالها بأنه لم تعرف عالم الأقزام إلا من خلال فيلم كرتونى فقالت :
"لعل أول معرفتي بعالم الأقزام كانت من خلال الفيلم الكرتوني (سنووايت والاقزام السبعة) وكنت أظنها حياة هانئة، ولكن وكما يقول نجيب محفوظ: (مهما كان الخيال جميل يغتاله قبح الواقع)، فحياة القزم السعيدة ما هي إلا أكذوبة أصلا وفصلا وفرعا وجذرا."
وتحدثت عن أن ولادة الإنسان كقزم هى أمر محبط له ولأهله فقالت :
"أن تولد قزما في هذا العالم لهو أمر يدعو إلى الإحباط واليأس، قد يدفع أصحابه إلى عدم مبارحة مساكنهم تجنبا لتلك النظرات النارية عديمة الذوق التي يطلقها البعض كسهام حارقة على صغار القامة كما أحب أن أدعوهم، بل قد تدفعهم دفعا للانتحار، فالإنسان بطبعه عنصري، وما إن يرى أمامه من هو مختلف عنه في المظهر أو العقيدة أو غيرهما حتى يبدأ بشحذ أسلحته ووضعه في خانة المنبوذين"
قطعا الأمر ليس محبطا وإنما قضاء قضاه الله على قلة من الناس ولو حكم المجتمع بحكم الله فلن يسخر أحد من القزم أو غيره كما قال الله ناهيا عن السخرية :
" لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء عسى أن يكن خيرا منهن "
والسخرية هى جريمة لها عقوبة باعتبارها شتمة أو سبة للإنسان المسخور منه ومن ثم يعاقب الساخر بالجلد عليها ثمانين جلدة باعتبار كل الشتائم كذب وزر فهى شهادة زور
المجتمعات منذ القديم حملت صورة مخالفة للشرع فى القزمية ومن صدرت عنهم أمثال مثل :
اتق شر كل من اقترب من ألأرض
كل قصير مكير
الأقزام هم بشر كباقى البشر يوجد منهم الطيب ويوجد منهم الخبيث ويجب معاملة الكل حسب الشرع وليس الهوى الذى يصدر عن أمثال تلك القوال الكاذبة
وحملت بنت بحرى السينما فقط مسئولية النظرة الخاطئة للأقزام فقالت :
"ويقع الذنب الأكبر في هذا الشأن على كيفية تجسيد السينما لتلك الفئة كما لو كانوا قد خلقوا لا لشيء إلا لإضحاك الناس كمهرجين بعروض السيرك! مع أنهم في الحقيقة بشر مثلي ومثلك .. بل قد يكونوا أفضل."
والحقيقة ان المسئولية واقعة على المجتمع الذى يسمح بالسخرية من خلقة الله والأمثال التى ذكرت بعضها صدرت قبل وجود فن الخيالة وهو السينما فى العصر الحالى
وعرفت بنت بحرى القزمية فقالت :
"والقزمية هي حالة مرضية تنتج عن خلل هرموني في الغدد النخامية الموجودة أسفل الدماغ تمنع نمو القامة لأكثر من 130 سم."
ثم حكت لنا حكايات بعض الأقزام المشهورين فى الغرب فقالت :
"نماذج من عالم الأقزام القزم الجاسوس:
ريتشبورج .. اقصر جاسوس في العالم بحسب موسوعة غينيس
قامت الثورة الفرنسية نتيجة معاناة العامة من الضرائب الباهظة، بينما كان رجال الدين والطبقة الارستقراطية ينعمون بالامتيازات، ويحلون ضيوفا على موائد الملك والملكة العامرة، في الوقت الذي لا يجد رجل الشارع المحتقر ما يسد جوعه!
أثناء أحداث تلك الثورة ظهر (ريتشبورج) .. وهو قزم لا يتعدى طوله 58 سم، كان يقوم بدور الجاسوس لصالح رجال الثورة، كان يسير بجوار سيدة وكأنه طفلها، وقد ساعده صغر حجمه على إتقان دور الطفل .. وتميز (ريتشبورج) بذاكرة فولاذية مكنته من حفظ كم هائل من المعلومات التي كانت سببا مباشرا لنجاح الثورة، ويقال أنه ساهم في الإمساك بالملك لويس السادس أثناء محاولة فراره خارج باريس، حيث تم التعرف عليه هو وزوجته واقتيدا إلى شوارع باريس داخل عربة مكشوفة ليلقي عليهما العامة كل ما طالته أياديهم من فضلات، وقد توفى (ريتشبورج) عن عمر يناهز 90 عاما في سنة 1858، بعد أن قدم خدمات لبلاده يعجز طوال القامة على تقديمها ..
القزمة اللصة:
مثلت دور الطفلة مع انها امرأة جاوزت الاربعين من العمر
المرأة ذات الأربع أرجل (لويزا)، والرجل ذو الثلاث أرجل (فرانشيسكولينتيني)، والمرأة الذئب .. كل هؤلاء عملوا جنبا إلى جنب مع كثير من الأقزام لتقديم عروض داخل السيرك، ومنهم تلك القزمة التي تدعي (استيلا رايدلي) .. في عام 1870 تعرف عليها أحد اللصوص، وعلى الرغم من أن عمرها في هذا الوقت كان يتعدى 40 عاما إلا أن هذا اللص نجح في تغير مظهرها لتبدو كما لو كانت طفلة لا تتعدى العاشرة، ولتقوم بنقل المجوهرات المسروقة داخل دمية زجاجية كانت تحملها أثناء عبورها نقاط التفتيش، تطورت العلاقة بينهما إلى علاقة عاطفية حتى نشبت الخلافات بين العاشقين، قام على إثرها اللص بإبلاغ السلطات عنها، وعند تفتيش الدمية عثر رجال الأمن على ثروة من المجوهرات، قدمت للمحاكمة وحكم عليها بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد ماتت وحيدة داخل زنزانتها.
القزم الموسيقار:
ماثيو باشينجر كان بلا كفين وبلا قدمين
يعد الموسيقار (ماثيو باشينجر) من أشهر الأقزام، نظرا لعبقريته الموسيقية، فعلى الرغم من أن لا كفين له بذراعه، إلا أنه كان وبحق أبرع العازفين على آلة (الترومبيت) .. إذا أراد أن يعزف وضعه الحضور على مائدة حتى يتمكن من ذلك، فجسده خالي من الساقين، وقد تزوج الموسيقار القزم عدة مرات وأنجب عشرات الأبناء.
القزم رئيس الوزراء:
بدأ حياته كمهرج وانتهى كرئيس وزراء
في القرن التاسع عشر كان هناك رجلا يعد أعجوبة هذا العصر يدعي (برث هولد)، كان قزما مخيف الشكل، نشأ في أسرة معدمة، بدأ حياته كمهرج في البلاط الملكى لمملكة (لومباردي) وهي إحدى ممالك شمال إيطاليا، وتدرج في المناصب حتى استطاع أن يصل لمنصب رئيس الوزراء، الغريب في الأمر أن برث هذا ولد إنسانا طبيعيا، ونتيجة لسبب مجهول تغيرت ملامحه وتشوهت، ويقال أنه كان ضحية أحد المنظمات السرية التي تعمل على صناعة الأقزام وتشوية الأشكال!
وقد كان هذا العمل تجارة رائجة في ذلك الوقت، وتدر ربحا وفيرا على أصحابها!
نعم عزيزي القارئ .. فقد شاعت تلك الصناعة في هذا الزمان بهدف خلق مخلوقات مشوهة ومسوخ لبيعها للراغبين .. وما أكثرهم، وكانت لهم أسواق بجوار الجواري الحسان والعبيد يتهافت رجال البلاط على اقتنائها للترويح عنهم كمهرجين، وكانت تلك الصناعة تتم عن طريق وضع الأطفال حديثي الولادة ما عدا الرأس داخل صندوق خشبي صغير يضغط على عظامهم أو داخل وعاء زجاجي يسمى (تشينج)، ولا يقدم لهم إلا القليل من الطعام لمنع نموهم الطبيعي، ويظلوا على هذا النحو حتى سن العشرين، وعند إتمام المهمة وإحداث التشويه المطلوب يفتح بعدها الصندوق ويعرض للبيع بعد أن يدعي هؤلاء الوحوش أنهم وجدوا هذا المسخ داخل الغابات، فيتهافت عليه المشترين ..
هناك طرق معروفة لتشكيل جسد الانسان عن طريق وضعه في قالب منذ الصغر
وكان السوق الذي تعرض فيه تلك المخلوقات تسمى (فيورم مورينيوم)، وكلما زاد التشوه والقبح كلما زاد الثمن والربح، وبجانب تلك الصناعة كان هناك صناعة مزج الإنسان بالحيوان! وكان ذلك يتم باختطاف الأطفال وإخضاعهم لتجارب وعمليات يقومون خلالها باقتطاع جلودهم جزء بعد جزء ثم استبدالها بجلود الحيوانات، وغالبا كانت جلود الكلاب!
وهناك أيضا (الديك الإنسان) .. وكان ذلك يتم بأبشع الأساليب، حيث تجري عملية للقصبة الهوائية للطفل، لا يستطيع بعدها الحديث كالبشر، وكل ما يصدر منه أصوات تشبه صياح الديكة!
وأرجوا عزيزي القارئ ألا تلقي باللوم على تلك العصور، لأن عصرنا الرشيد الرغيد يشهد حالات مماثلة ... فهناك مافيا ومنظمات سرية تقوم بخطف الأطفال وإحداث تشوهات بهم كقطع الأطراف وفقئ العين من أجل جلب شفقة المارة تحت مرأى وسمع أجهزة الدولة والمواطنين!"
قطعا الحكايات تدل على ان المجتمعات أحيانا تقدر الاقزام فتجعلهم رؤساء وزراء أو تجعلهم شياطين كما فى حكاية من استغل القزمة فى السرقة
وتدل الحكايات على أن بعض من البشر يستغلون فريقا من البشر فى تعذيبهم لجعلهم فى صورة أقزام أو غير هذا كبيع الأعضاء أو اجراء تجارب محرمة عليهم
وذكرن بنت بحرى وجود تمثال فرعونى يدل على أن الفراعنة الذيم لم يكن لهم وجود كان مجتمعهم يسمح بوصول الأقزام إلى الوظائف العليا دون تمييز فقالت فى خاتمة المقال :
"الخاتمة:
تمثال سنيت وزوجته
أتعجب كثيرا عندما أجد قيما وخلقا كانت سائدة في حضارات قديمة دفنت واندثرت الآن، فقصار القامة في الحضارة الفرعونية كانوا محل تقدير واحترام من الجميع، لم يكونوا يعاملوا معاملة خاصة فهم كأي إنسان طبيعي، عملهم هو ما يحدد وضعهم داخل الهرم الطبقي لهذا المجتمع، بل أن بعضهم وصل إلى مراتب مرموقة مثل (سنيت) الذي كان يعد أهم رجال البلاط بالأسرة الخامسة وتزوج هذا الوزير من امرأة ذات بنية عادية، وبنيت مقبرته الفخمة بجوار هرم خوفو، ويعد هذا قمة التبجيل والاحترام الذي لا يحظى به إلا القليلون."
وتحدثت عن القوانين والدساتير تحمى الأقزام وغيرهم ولكن للأسف قليل من ينفذها فقال :
"نعم لدينا دساتير وقوانين تنص على أننا سواسية، وأنه لا فرق بين قصير القامة وطويلها ولكنها لا تساوي حتى ثمن الحبر الذي كتبت به، حاول أحد الأقزام في مصر أن يحصل على أبسط الحقوق وهو استخراج رخصة قيادة بعد أن أستدان والده من الجميع ليحصل ابنه على سيارة معدلة لتناسب ظروفه الجسدية ليجنبه نظرات الناس في وسائل المواصلات فما كان من الجهات المسئولة إلا الرفض! متعللة بحجج واهية لا تنطلي على طفل صغير!
دخلت إحدى المعلمات - وكانت في شهور حملها الأولى - الفصل، فوجدت أحد قصار القامة يجلس في الصفوف الأمامية، هل تعلم عزيزي القارئ ماذا قالت لهذا الصغير: (أرجع ورى عشان مجبش عيل زيك)، ومن يومها وهذا المسكين لم يطأ أرض المدرسة! إذا كان هذا هو حال مربية النشئ المتعلمة، فتصوروا معي كيف سيكون حال رجل الشارع!"
وما سبق من حكايات هو :
تربية خاطئة من المجتمع الذى يربى أبنائه على معتقدات خاطئة مثل : ان الحامل إذا نظرت إلى طفل تأتى بطفل مثله وهو ما يسمى بالوحم
وهو كلام مخالف للشرع فالله هو من يصور الناس فى أرحام الأمهات كيف شاء كما قال :
" هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"