رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة في كتاب الآثار وفتوى الفوزان
المؤلف هو عبد الرحمن اليحيا والكتاب الذى سماه صاحبه مذكرة كانت ردا على من عقبوا على فتوى الفوزان في الآثار وكذلك فتوى البراك وفى هذا قال في المقدمة:
"وهذه المذكرة كتبتها تعقيبا على من عقب على فتوى الشيخ الفوزان في جريدة الوطن وقد نزل ردي عليهم في صفحة الردود في حينها حينما تبنى مجموعة من الكتاب الرد على الشيخ وايضا تعقيبا على فتوى الشيخ البراك في مسجد البيعة "
وقد استهل الكتاب بمقولة لكارل ماركس عن انسياق النخب المثقفة وراء اليهود فقال :
"ومما يحسن ذكره ذكر كلام كارل ماركس في كتابه الظفر بالجماهير (ان في عقيدتي ان المنساقين في التيارات المضادة لمصالح امتهم وبلادهم لتحقيق مصالح اليهود اناس انانيون جاهلون مضللون يتوهمون انهم يعملون الخير لأمتهم وهم في الحقيقة مخدوعون بالشعارات المبهرجة ولن يكون جزاؤهم الا مثل جزاء سنمار) الا فليعلم المضللون ان من الخير لهم ان يتبصروا بالحقائق وان يدفعوا عن انفسهم الاوهام وان يسيروا في طريق النور حتى يهتدوا الى اشرف الغايات ويظفروا بالغاية الحسنى فنصيحتي للنخب المثقفة ان يسيروا في طريق النور ولا يحملوا اضاليل الكفار بغباء ويظنونها خير وهي شر ودمار ولقد علموا وايقنوا بان كل ما نقضوه من فتاوى العلماء انها فتاوى صحيحة وثابتة ولكن ليخلطوا امر الناس ويزعزعوا عقائدهم ويشوشوا افكارهم"
وحدقنا عن بداية علم الآثار في للاد المنطقة فحدثنا عما فعلته حملة نابليون في مصر فقال :
"نشأة علم الآثار :
في عام 1798جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون وكان في صحبة الحملة البعثة العلمية المتخصصة في تنقيب الآثار ورغم ذهاب الحملة التي استقدمت معها البعثة الا ان مآثر البعثة العلمية بقيت تواصل عملها في صعيد مصر وبقي معهد الآثار الفرعونية الذي أنشأه نابليون في حي المنيرة بالقاهرة قائما مكانه الى هذه اللحظة"
ثم تعرض لسبب إنشاء الكفار لهذا العلم في بلادنا وهو ٌارة النعرات القومية فقال :
"الغرض من احياء الآثار الفرعونية وغيرها من الآثار :
ان الرحلات العلمية المغلفة بطلب العلم والتي قام بها النصارى من القرن السادس عشر ميلادي لها مخطط خبيث حمله الصليبيون معهم وهم يجوسون خلال الديار الاسلامية لقد كانت هذه الآثار الفرعونية موجودة منذ الوف السنين وفيها معابد وهياكل ضخمة يزورها من يزور مصر ويعتبرها من عجائب الماضي السحيق ويعود الى بلاده ليصفها لمن لم يراها اما المسلمون من اهل مصر فقد كانوا يرونها دون شك ويعجبون من دقائق صنعها ولكنها في حسهم اصنام وأوثان تركها قوم غابرون انقطعت الصلة بينهم وبينهم لكون هؤلاء مسلمين وأولئك كفرة عبدة أوثان وهكذا كان الحال في كل مكان في العالم الاسلامي توجد فيه آثار من بقايا عبدة الأوثان الذين سكنوا الارض قبل مجيء الاسلام سواء في الجزيرة العربية او بلاد الشام او العراق او غيرها من البلاد فهذه الآثار وأماكن عبدة الأوثان لا تثير فيهم الا عبرة التاريخ
حتى جاء الصليبيون ومعهم البعثات العلمية لنبش الآثار وكان الغرض منها ليس الاستكشافات العلمية وانما نبش الارض الاسلامية لاستخراج حضارات ما قبل التاريخ الاسلامي لذبذبة ولاء المسلمين بين الاسلام وبين تلك الحضارات تمهيدا لاقتلاعهم نهائيا من الولاء للإسلام وهذا كله هو الهدف من البعثة العلمية التي جاء بها نابليون معه الى مصر بخلاف ما يعتقده المثقفون السذج الذين يرون أن أهداف الحملة العلمية بحتة"
واستشهد اليحيا على صحة ما ذهب إليه من تعدد الولاءات بقول أحدهم في كتاب له وهو:
"فقد شهد شاهد منهم ففي كتاب الشرق الادنى مجتمعه وثقافته (يقول اننا في كل بلد اسلامي دخلناه نبشنا الارض لنستخرج حضارات ما قبل الاسلام ولسنا نطمع بطبيعة الحال ان يرتد المسلم عن عقائد ما قبل الاسلام ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الاسلام وحضارات ما قبل الاسلام
فالغرض من الآثار الفرعونية آثار ة النعرات الفرعونية حتى اذا انتسبوا ينتسبون لها ويفتخرون بها حتى قال حافظ ابراهيم
اننا مصري بناني من بنى ... هرم الدهر الذي اعيا الفنا
ولما قلت هذا البيت اعترض علي رجل فقال يا اخي اتق الله حافظ ابراهيم رجل طيب فقلت له بيت الشعر هو الذي قاله ولست انا الذي قلته وقس عليها في شعارات البلد في الرياضة والطوابع وغيرها من الافتخارات مع ان المسلمين الاوائل كانت لا تثير فيها الا عبرة التاريخ لكن بعد حملة الآثار تغير الوضع بدأ أناس جهلة يفتخرون بها وينتسبون اليها مع ان الدين قد فرق بيننا وبينهم هم عبدة أوثان ونحن مسلمون وفي الحديث عند البخاري في الأدب المفرد: {من افتخر بتسعة آباء من الكفار فهو عاشرهم في النار} قال تعالى: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "
والرواية التى استشهد بها باطلة فالفخر بأى أب كافر هو كفر وعلى حد القول من افتخر فليفتخر بالله
وتحدث عن انقسام الآثار لنوعين فقال :
"الآثار نوعان:-
منها ما هو قبل الاسلام وسبق بيان الهدف من احياءها
ومنها ما هو اسلامي مما دفع بعض المتأخرين الى الشخوص الى الآثار والمواضع والغلو فيها وبناء ما اندثر منها وتكلف الطلوع والنزول وفي المقابل تجد الرجل منهم يضيع السنن الواجبة بل والامور التي هي من اصل الدين وأساسه ثم يطالب الناس ويحثهم بتتبع هذه الآثار ويغالي فيها ويشنع على من ترك زيارة هذه الآثار التي ليست من الدين ولا حتى من المستحبات بل رأينا من يجادل ويناظر ويناقش في مثل هذه المسائل بدعوى احياء التراث والقسم الاخر بدعوى التبرك بها"
وفى دين الله لا يوجد ما يسمى آثار إسلامية فما يطلق عليه آثار كالمساجد والمقابر والأسبلة وما شاكلها هى مؤسسات تقوم بأدوار في المجتمع فالمساجد للصلاة والمقابر للدفن والأسبلة كانت لسقى الناس الماء ويمكن استغلالها حاليا في أى منفعة تفيد المسلمين لأن ترك اى مبنى بلا وظيفة نافعة هو من باب قوله تعالى:
" ولا تبذر تبذيرا"
وتحدث اليحيا هم حكاية التبرك بالأماكن التاريخية فقال :
"ومما يحسن ذكره في هذا الباب ذكر ردي على الكاتب في جريدة الوطن حينما ذكران التبرك مشروعا بذات النبي (ص)وبقبرة ومقبرة حواء وغار ثور وجبل الرحمة وجبل النور وقرر ذلك واستدل باحاديث ليست في محل النزاع وقدم واخر واصل وقعد بغير زمام ولا خطام فقلت له هذا الرد
والتبرك ينقسم الى قسمين
الاول التبرك المشروع كالتبرك بذاته (ص)فيجوز لنا ان تبرك بريقة وعرقه وشعره ولباسه وضوئه وبجسده يقول الشيخ ابن باز (ولا يجوز التبرك بأحد غير النبي (ص)ان هذا خاص به لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة ولم يتبرك الصحابة بأحد منهم لا حيا ولا ميتا) ولو قدر لأحدنا ان يجد شيئا منها لأحتفظ به وتبرك به وهو امر مشروع
والثاني التبرك الغير مشروع كالتبرك بقبره والتمسح به او الاستغاثة بغير الله عند قبره او قصد الصلاة عند قبره للتبرك فهذا تبرك محرم وغير مشروع وصاحبه آثم ولوشرع لنا ان نتبرك بقبره لتبركنا به ولكن لم يشرع لنا لان الله جعل الانبياء وسائط بين الله وخلقه في امره ونهيه ووعيده ووعده وخبره فعلينا ان نصدقهم ونطيعهم فعلى سبيل المثال لو ان رجلا جاء وقال انا نذرت ان اذبح ابني تقربا لله لقلنا له هذا تقرب غير مشروع وانت أثم لان الله حرمه ولم يأمربه فان قال نبي الله ابراهيم أمر بذبح ابنه لقلنا له نعم أمر براهيم بذلك ولكن لم نؤمر به
وعليه فالكاتب خلط في ادلته بين المشروع وغير المشروع ومن هذا المنطلق نود ان نبين حقيقة الأمر ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة تعالوا لنبين ما ذكر من حق ومن باطل ونرد الأمر الى نصابه
اما قول الكاتب انه يجوز الصلاة عند الآثار النبوية كجبل الرحمة وحراء وموقع المولد لأنه من باب التبرك فهو جائز والجواب عليه ان شجرة بيعة الرضوان التي بايع رسول الله صحابته تحتها وذكرها الله في كتابه فقال (اذ يبايعونك تحت الشجرة) فهي من أكبر الآثار ومع ذلك قطعها عمر لما رأى الناس يتبركون بهذا المكان وبهذه الشجرة وقال من ادركته الصلاة فليصلي حيث ادركته وقطعها قطعا لمادة الشرك
اما قول الكاتب ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد واستدل بحديث (وجعلت لي الارض مسجد وطهورا) هذا الحديث المراد به انه في حالة تعذر المساجد فإن الرجل يصلي في أي مكان بخلاف النصارى لا يصلون الا في الكنائس وكذلك اذا فقد الماء وتعذر عليه يجوز له أن يتيمم وليس معنى الحديث ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد كما فسرها الكاتب ولبس على لناس في ذلك
اما وقوفة (ص)خلف الصخرات في عرفة فهذه عبادة ليست مقصودة انما حصلت اتفاقا ولذا قال وقفت هاهنا وكل عرفة موقف اما تقبيل الحجر الاسود فهي عبادة مقصودة عند الاستطاعة وليست اتفاقا
اما صعوده الى غار ثور قبل البعثة فلم يفعله بعد نزول الوحى عليه ولم يأمر بصعوده فمن صعده من أجل التقرب والصلاة عنده والدعاء هنالك فهذا العمل محرم وبدعة ومن صعده للفرجة والنزهة فلا شيء عليه"
والتبرك المزعوم كله محرم فلا يجوز التبرك بأحد حتى بالنبى محمد(ص) أو غيره وابن باز مخطىء في التبرك بمحمد(ص) وحده لأنه لو أعمل النص " لا نفرق بين أحد من رسله" لوجب أن يتبرك بكل الرسل(ص)
ولا ندرى عن أى بركة أى نفع يتحدثون في عرق النبى (ص)وشعره وثيابه وكلها لا تضر أو لا تنفع والتبرك هو عودة للوثنية فما الفارق بين وثن لا يتحرك وبين جثة لا تتحرك ؟
وزيارة الأماكن هى من باب التبذير في الوقت والمال والجهد في منفعة ترجى من زيارة تلك الأماكن والتى غالبا ليست هى الأماكن الحقيقية لأن الكفار غيروا أسماء البلاد فمصر الحالية لا ينطبق عليها وصف مصر القرآنية ففى القرآنية فيها أنهار وتجاور مدين بينما الحالية لا تجاور مدين وفيها نهر واحد
وحدثنا عن حراء فقال :
"أما قول الكاتب (اثبت حراء او احنثي حراء) وان هذا يدل على جواز زيارة هذه الآثار والجواب عليه لم يأمر به رسول الله ولم يفعله صحابته بعده فمن زار هذه الأماكن للقربة والعبادة فهي بدعة محرمة لأننا ذكرنا حديث (من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ومن زار جبل حراء للفرجة جاز له ذلك"
والقول لا يدل على شىء وهى رواية لم تحدث لأنها تتحدث عن علم النبى(ص) بالغيب ممثل في استشهاد بعض من كانوا على الجبل والنبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال تعالى:
"لو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
بل أعلن أنه لا يعرف ما سيحدث أو لغيره في الدنيا فقال :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
ثم قال :
"أما قول الكاتب موقع ابليس في مشعر منى ولم يشكك فيه أحد :
أولا ليس هو موقع ابليس ولا هو موجود هناك وانما يسمى الموقع الجمرات صحيح ان ابليس اعترض سيدنا ابراهيم هنالك ولكن رسول الله امرنا برمي الجمار وقال خذوا عنى مناسككم) ثم بين في حديث أخر ان سبب رمي الجمار من اجل اقامة ذكر الله وكذلك السعي والطواف بالبيت ثم ان السعي شرع بين الصفا والمروة وكان سببه ان هاجر سعت هناك فهل نحن نسعى من أجل أن هاجر سعت هنالك لا بل لأن الله أمرنا بذلك وبين لنا رسول الله ان سبب شرعية الطواف بالبيت والصفا والمروة من اجل اقامة ذكر الله كما أخرجه الامام احمد ولو لم نؤمر بالسعي لم نسعى فنحن ندور مع الأمر وكله بأمر الله وليس معناه أن هاجر سعت فنحن نسعى بل لان الله امرنا بذلك"
وهذا الرد تخريف كقول الكاتب الذى يرد عليه اليحيا فالحج موجود من آدم(ص) لأن البيت كان موضوع من أول البشرية كما قال تعالى:
"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"
ومن ثم السعى موجود من البداية
ثم حدثنا عن التبرك مرة أخرى فقال :
اما قول الكاتب هؤلاء هم ممن بشر بالجنة فهل كانوا على خطأ أو اشركوا حين تبركوا بآثار سيدنا محمد (ص)والجواب اما ما ذكرت مما يتعلق بذات سيدنا محمد (ص)كريقه وشعره ولباسه فهذا تبرك مشروع اما التبرك بالآثار كجبل الرحمة وموقع المولد وغار ثور وجبل حراء فهو عمل غير مشروع خصوصا ممن زارها بقصد القربة والطاعة والعبادة والدليل (من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد) ولا يوجد لديكم أي دليل ولو جد دليل لعملنا به اما من زارها بقصد الفرجة فلا شيء عليه ومن هنا كانت البدعة من اعظم المعاصي بعد الكفر والشرك انظروا لو ان شخص قال انا اصلي صلاة الظهر خمس ركعات وهذا زيادة خير لبطلت صلاته كلها وكان اثما لأنه يصبح مشرع لنفسه (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) فهو ترك شرع الله وشرع للناس أذكار أو عبادات او أورادا واصبح يعطي الناس عبادات واقوال لم يأذن بها الله ورسوله فيصبح الناس مطيعين له وليسوا مطيعين لله ولذلك كانت هذه القاعدة الشرعية (اياك اريد بما تريد) وليس بما يريد البشر ومن كتب أوراد للناس ويقول هذا مجرب هذا ذكر مفيد هذا دعاء يحفظك من كذا فهو مشرع واعماله مردودة ففي صحيح مسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)
خلاصة الأمر من ينافح عن هذه الآثار من مقابر أو موقع مولد أو عيد مولد او غار ويجادل عنها الا تتقي الله في امة محمد صلى الله عليه وسلم
حرام ان يضلل عوام المسلمين ويلبس عليهم دينهم ويجروا الى مالا اصل له وعلى المسلم ان يتقي الله ولا يقول على الله الا بعلم وقد امر الله رسوله ان يكشف للناس في كتابه الكريم عن حدود طاقته وامكانياته (قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا اقول اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير)"
واليحيا لا يدرى وهو يجيز التبرك بالنبى(ص) الميت من حيث العرق والشعر والثياب والنعال وما شابه أنه يعيدنا لعصور الكفر السابقة من حيث التبرك بالكهنة وهو أمر ما زال موجودا في الديانات ألأخرى
النبى(ص) ليس حالة خاصة من البشر وإنما هو بشر كما قال تعالى:
"قل إنما بشر مثلكم "
ومن ثم لو جاز التبرك به لجاز التبرك بكل مسلم
ومن ثم لا يجوز التبرك بأحد باعتبار أن فضلاته الضارة كالعرق أو ثيابه أو نعاله لا تجلب رزقا ولا تمنع هزيمة أو غير هذا من الاعتقادات المجنونة
وتحدث هم حكم إحياء الآثار فقال :
"حكم احياء الآثار :
بداية انا لا اتبنى التكفير في هذا الموضوع حتى لا يبحث باحث بين الاسطر ويحمل الكلام ما يحتمل
أما آثار ما قبل الاسلام فيكفي من أراد الحق فتوى الشيخ الفوزان في حرمة احيائها لان الهدف من احياء آثار الكفار كسر النفرة من الكافرين وذبذبة ولاء المسلم ... والتشويش على المسلمين وإثارة الشبهات وايقاف العداء الاسلامي للكفار وهدم قاعدة الولاء والبراء فهي
بدعة منكرة ومحرمة فتجد من يأتي الى معابد الكفار التي اندثرت فيجدد بنائها ويجمع ما تفرق منها وقد يلفق فيها ويأتي الى التماثيل او الاصنام التي فيها فيجعلها كنوزا مهمة من كنوز حضارات العالم مع انها بيوت كفر وضلال فيقول أحدهم المعابد التي تتسم بالفن الرائع الذي يبهر السائحين القادمين متناسين انها بيوت كفر وضلال ويكفيك شرا رؤيتها فدخول ديار الظالمين شرا وبلاء ففي الحديث عند احمد (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما اصابهم) وعند البخاري (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين) حتى ان رسول الله لما نزل بالحجر من ديار ثمود اثناء ذهابه الى تبوك قال لأصحابه (لا تشربوا من مياهها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الابل ولا تأكلوا منه شيئا) وقال (اني اخشى ان يصيبكم مثل ما اصابهم فلا تدخلوا عليهم) وفي رواية (ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم) "
هذا الأحاديث باطلة تتناقض مع كتاب الله فالله طلب من الكفار مشاهدة تلك الآثار للاعتبار بما حدث لأهلها من عذاب بسبب كفرهم وهو قوله تعالى :
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
وقال:
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق"
وتحدث عن عدم وجود فائدة من التنزه بمشاهدة الآثار فقال :
"فماذا يصنع اقوام يذهبون للنزهة كما يدعون الى ديار قوم قد غضب الله عليهم وينظرون الى معابدهم وتماثيلهم على انها تراث وكنوز مهمة وقد حذرنا رسول الله من ذلك بل ان رسول الله لما دخل مكة وفتحها وكان حولها ثلثمائة وستين صناما مشدودة بالرصاص فجعل يشير عليها بقضيب في يده الى الاصنام فتتهاوى وهو يقول (وجاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) حتى انه ما بقي صنم الا وقع وارسل خالد بن الولدين لهدم صنم العزى وبيتها وقال رسول الله بعد قتل المراة وبيتها (تلك العزى ولا تعبد ابدا) حكيم بن حزم لما آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ
ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلية، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله (ص) فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:
"لقد بعت مكرمة قريش يا عم".
فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، وعهد رسول الله الى علي (الا يدع تمثالا الا كسره ولا صورة الا طمسها)
كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها ... ونهدم فوقها الكفارا
بمعابد الافرنج كان اذاننا ... قبل الكتائب يفتح الامصارا
ولك ان تتصور موقف سلطان الاسلام الاعظم محمود الغزنوي كاسر الاصنام (ت421) حينما غزا الهند وكسر صنمها الاعظم المسمى (بسومنات) وكان يفد اليه من كل فج عميق كما يفد الناس الى الكعبة وينفقون عنده النفقات العظيمة التي لا توصف ولا تعد وعنده الف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤوسهم كل يوم وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه وكان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ الصنم واستخار الله السلطان محمود في هدمه فعزم الله له عليه فانتدب معه ثلاثون الفا من المقاتله من الافغان فسلمهم الله حتى بلغوا بلد الوثن ونزل بساحة الكفر وقلع الوثن مع ان الهنود بذلوا له اموالا جزيلة ليترك لهم الصنم الاعظم فقال استخير الله فلما اصبح قال فكرت7 في الأمر الذي ذكر فرايت انه اذا نوديت يوم القيامة اين محمود الذي كسر الصنم احب الي من ان يقال اين محمود الذي ترك الصنم لأجل ما ينا7له من الدنيا ثم عزم على كسره رحمه الله فوجد فيها من الجواهر والذهب ما يزيد على اضعاف مضاعفة ونرجوا له في الاخرة الثواب الجزيل الذي مثقال الدانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الحسن في الدنيا) ابن كثير اين هذا ممن يعتبر هدم مثل هذه الأوثان انه تعد على التراث العالمي هل يستطيع احد ان يقول عن محمد نبينا (ص)الذي ازال الاصنام ان يقول ان عقيدة طالبانية كما يحلو لكل من اراد ان يدافع عن هذه المعابد والاصنام والتماثيل
ولك ان تتعجب من كاتب في جريدة الوطن يقول (كان هناك عرضا عن مملكة سبأ والتماثيل العادئة لتلك الحضارات واحسرتاه) وهؤلاء المثقفين تشبعوا بالثقافة الغربية في مختلف التخصصات ولم تكن عندهم فرصة كافية للاطلاع على ثقافة الاسلام ولهذا تجدهم منهمكين في تنظير قضايا كبيرة وتحتاج الى مقدار كبير من الثقافة الشرعية وهم افقر الناس من ذلك وتراهم يخطئون العلماء الذين شابت لحاهم في الاسلام وما افتهم الا الجهل فيدعون المعرفة وهم لا يمتلكونها"
تكسير الأوثان أو نسفها هو ديدن الرسل(ص) كما فعل إبراهيم(ص) وكما حرق موسى(ص) العجل ونسفه ولكن ليس الهدف هو التكسير كتكسير وإنما إثبات حقيقة للكفار وهى أن تلك الأصنام لا تضر ولا تنفع
وحدثنا عما سماه الآثار الإسلامية فقال :
"أما الآثار الاسلامية واحياءها فنحن عندنا أمر ووسيلة إليه ونهي ووسيلة إليه فما امرت به تؤمر بما هو وسيلة اليه وما نهيت عنه تنتهى عما هو وسيلة اليه فمنه ما هو مأمور به لذاته او مقصود لغيره ومنه ما هو منهي عنه لذاته ومنهي عنه لغيره فزيارة الآثار الاسلامية بقصد التقرب اليها محرم وفاعلة اثم وقد يصل الى الشرك لان العبادات توقيفية يقول الله (فاستقم كما امرت) ولا يوجد دليل واحد على مشروعية زيارة هذه الآثار
أما الزيارة الى أماكن الآثار بقصد الفرجة وتكرار ذلك واحياء ما اندثر منها فهي وسيلة الى تعظيم هذه الأماكن في المستقبل والوقوع بعدها في الشرك وهي من مكائد الشيطان فأول وقوع في الشرك في قوم نوح حينما عظموا الموتى فلما مات منهم قوم صالحين كانوا فيهم عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم بعد ذلك وهكذا ابتدع عباد الأوثان الشرك في جزيرة العرب يبدأ الأمر بشبه7ات زينها لهم الشيطان بالأقيسة الفاسدة والفلسفة الحائدة حتى سحبوا الناس الى كفر او ردة شاملة بعد ان كانوا على ملة ابراهيم"
وقطعا لا وجود لتلك الآثار التى يسمونها الإسلامية فمثلا المساجد لا يجوز للكفار زيارتها ولا حتى أن يسافر المسلمين لزيارتها من بلد لبلد أن هدف بناءها هو ذكر الله كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت لهدف واحد وهو الصلاة أى ذكر الله ومن ثم لا يجوز زيارتها لمشاهدتها
ولذا يقال أن المسيح (ص) حطم كل ما في المسجد مما زاده قومه من موائد الصيارفة وبضاعة التجار... وقال لهم :
"إنه بيت للصلاة وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
ولو فتح الباب لزيارة لكان معنى هذا دخولهم الكعبة المحرمة عليهم بقوله تعالى :
" إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"
وتحدث عن البعثات العلمية لدراسة الآثار وخطورتها على أخلاق المبتعثين والمبتعثات للخارج فقال :
"البعثات العلمية لدراسة الآثار
ان ارسال الشبان والفتيات الصغار بأعداد متزايدة الى الغرب وهم في سن الفتنة غير محصنين بشيء لينهلوا من العلم ان شاءوا ومن الفساد ان شاءوا او من العلم والفساد معا في غالب الاحيان وقد يجمعون في قاعات قبل بعثتهم ويؤتى لهم بداعية او عالم ليؤمهم بالصلاة ويحثهم على التمسك بالدين فيخرجون من بلادهم ونقطة الارتكاز الضخمة قائمة في نفوسهم وهي الاسلام ونقطة ضئيلة في غاية الضآلة هي الحضارة الغربية ورويدا رويدا حتى اخذت النقطة الضئيلة تكبر وتتضخم وهي الحضارة الغربية واصبحت النقطة الضخمة وهي الاسلام تتضاءل تدريجيا حتى يأتي وقت تكاد تنمحي من الوجود ولقد استغرقت عملية الانتقال سنوات يرجع اولئك الشبان والفتيات وهم معاول هدم تتفلت عن تعاليم الاسلام وتتقاعس عن اداء الواجبات ويصبحوا دعاة من ائمة التغريب ولقد قرات كتابات وافكار منحرفة لبعضهم وهم لازالوا يدرسون هناك
والله اني لازلت غير مصدق لما يحصل اعداد كبيرة من الفتيات يسافرن لطلب العلم في بلاد الغرب بلا محرم وهن غير متزوجات وبعد الثانوية وفي سن الفتنة وغير محصنين بحجة ان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة غير ابهين بدينهم وغرر ببعضهم فذهب ببنته ليكون محرما لها فجلس في المنزل وتخرج هي تطلب العلم في الجامعات ساعات طويلة وما ترجع له الا في اخر الليل حتى رجع بعضهم بعد ان ضيع امانته والله سائله ان المغفلين يحملون اضاليلهم بغباء وقد يظهر لأحدهم حاصل فتوى البراك بانه نوع دياثة بل قد ارشدنا نبينا بانه سوف يأتي اقوام يستحلون محرمات معلومة من الدين بالضرورة (ليكونن اقوام من امتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) اما تسمعون من يقول من الذي يقول ان الموسيقى حرام والنتيجة (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل) قد يحصلون على الشهادات العلمية ولكن دينهم ذهب والدنيا لا تبقى لهم
بل اخبرني احد الاخوة المبتعثين بانه رأى بعينيه نساء متزوجات مبتعثات ومعهن أزواجهم فهو يدرس في قسم وزوجته تدرس في قسم الآخر وهي تجلس مع زملائها وتتبادل معهم النكات والمزاح ويقولون نظرات بريئة ونفس طاهرة ومن آمن الفتنة فتن
ينهى الاسلام عن تعلم العلوم الضارة كالنظريات الفلسفية المزيفة والمبهرجة وغيرها مما يبثه المضللون باسم العلم ويرى ان ضرر الجهل على المراة او الرجل اهون ضرر ضياع دينه واهون من ضرر العلوم الضارة والتي تهدف الى نشر الرذيلة والفساد
ولو كان العلم دون التقي شرف ... لكان اشرف خلق الله ابليس
واذا قادك فهمك الى مغاوي ... فليتك ثم ليتك ما فهمت
واذا لم يفدك العلم خيرا ... فخير منها ان لو قد جهلتا
ستجنى ثمار اللهو جهلا ... وتصغرفي العيون اذا كبرتا
نعم قد يسافر احدهم الى بلاد الغرب ويحصل على درجات علمية وبراءة اختراع ولكنه يخسر اعز ما يملك في هذه الحياة دينة وقد مات احدهم اثناء عودة من غربته في المطار بعد الانتهاء من الدراسة عشر سنوات (حتى اذا اخذت الارض زخرفها وظن اهلها انهم قادرون عليها اتها امرنا ليلا او نهارا فاصبحت حصيدا كان لم تغن بالامس) فمات في الطريق فخسر الدنيا والاخرة
يعرض على اهل الاسلام بين يدي الساعة امران وهذا العرض على الامة كلها
1 - يعرض عليهم عجز وامتهان فيبقى عاجزا لا ينظر اليه ولا يؤبه به فيذل ويمتهن ويؤخر
2 - ويعرض عليهم عرض زائل وحطام لكن مع معصية الله
فإما أن تؤخر وتمتهن او تقدم لكن مقابل التنازل عن دينك وفي الحديث (بين يدي الساعة فتنا يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع اقوام دينهم وفي رواية خلاقهم بعرض من الدنيا قليل)
واظن ان التقلب بين مادتي الايمان والكفر في الحديث بسبب استحلال الزنا والربا والخمر والاغاني كما سبق بيانه في حديث ليكونن)
فيخير العبد بين العجز والفجور بين ان يصبح راسا في الشر ويخسر دينة وينال المراتب العلمية والشهرة وبين ان يحافظ على دينه ويصبح ذنبا في الخير ولا يؤبه به ففي الحديث (بين يدي الساعة يخير العبد بين العجز والفجور فمن ادرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور) رواه احمد عن ابي هريرة وعند ابن ابي شيبة يقول حذيفة (كيف بكم اذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها فقالوا لحذيفة لا ندري فقال انتم يومئذ بين عاجز وفاجر) لان المرأة اذا جاهرت بالزنا فلا يوجد اخبث منها ولا اقل حياء منها"
ومما لا شك فيه أن الابتعاث السابق والحالى سواء كان من قبل الحكومات أو ألأهل هو خطر ما بعده خطر على البلاد فدول الكفر لا تلعب وإنما تعد من يدرس فيها ليكون إما عميلا صريحا إن قبل برضاه أو دون إرادته بتصويره وهو يرتكب المنكرات وإما ليكون مخربا لدين بلاده من خلال تدريس العلوم التى هى تكذيب صريح للدين وأكثر من90 % من الدارسين لا يدرسون علوما لها فائدة فهناك قلة تدرس العلوم التقنية والنووية وهى العلوم المطلوب نقلها بالفعل ولكن في الغالب من يدرسها إما أن يبقى في بلاد الابتعاث أو يأتى ليقتل أو لا يجد عمل بالفعل في بلاده لأن بلاد المنطقة أكثرها يحذر اقامة المفاعلات النووية ومصانع التقنية العالية
وأما من جهة الأخلاق فمما لاشك فيه أن الكثيرون والكثيرات يتأثر بعادات الكفار في الغرب وينقلها لبلاده
واختتم اليحيا الكتاب بالحذر من إحياء الآثار والعمل على نشرها فقال :
"خلاصة الكلام
بلادنا حماها الله من كل مكروه وحماها من كيد الكافرين والمنافقين والمفسدين لازالت سليمة من احياء الآثار ولكن نسمع بين الحين والاخر من ينادي بالاهتمام بهذه الآثار وقد يكون بحسن نية ولكن نخشى من سذاجة صاحب الفاس الذي اراد ان يخرق السفيه وغرضة حسن فيا ليتنا نحافظ على مبادئنا واخلاقنا وديننا فهو عصمة أمرنا "
المؤلف هو عبد الرحمن اليحيا والكتاب الذى سماه صاحبه مذكرة كانت ردا على من عقبوا على فتوى الفوزان في الآثار وكذلك فتوى البراك وفى هذا قال في المقدمة:
"وهذه المذكرة كتبتها تعقيبا على من عقب على فتوى الشيخ الفوزان في جريدة الوطن وقد نزل ردي عليهم في صفحة الردود في حينها حينما تبنى مجموعة من الكتاب الرد على الشيخ وايضا تعقيبا على فتوى الشيخ البراك في مسجد البيعة "
وقد استهل الكتاب بمقولة لكارل ماركس عن انسياق النخب المثقفة وراء اليهود فقال :
"ومما يحسن ذكره ذكر كلام كارل ماركس في كتابه الظفر بالجماهير (ان في عقيدتي ان المنساقين في التيارات المضادة لمصالح امتهم وبلادهم لتحقيق مصالح اليهود اناس انانيون جاهلون مضللون يتوهمون انهم يعملون الخير لأمتهم وهم في الحقيقة مخدوعون بالشعارات المبهرجة ولن يكون جزاؤهم الا مثل جزاء سنمار) الا فليعلم المضللون ان من الخير لهم ان يتبصروا بالحقائق وان يدفعوا عن انفسهم الاوهام وان يسيروا في طريق النور حتى يهتدوا الى اشرف الغايات ويظفروا بالغاية الحسنى فنصيحتي للنخب المثقفة ان يسيروا في طريق النور ولا يحملوا اضاليل الكفار بغباء ويظنونها خير وهي شر ودمار ولقد علموا وايقنوا بان كل ما نقضوه من فتاوى العلماء انها فتاوى صحيحة وثابتة ولكن ليخلطوا امر الناس ويزعزعوا عقائدهم ويشوشوا افكارهم"
وحدقنا عن بداية علم الآثار في للاد المنطقة فحدثنا عما فعلته حملة نابليون في مصر فقال :
"نشأة علم الآثار :
في عام 1798جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون وكان في صحبة الحملة البعثة العلمية المتخصصة في تنقيب الآثار ورغم ذهاب الحملة التي استقدمت معها البعثة الا ان مآثر البعثة العلمية بقيت تواصل عملها في صعيد مصر وبقي معهد الآثار الفرعونية الذي أنشأه نابليون في حي المنيرة بالقاهرة قائما مكانه الى هذه اللحظة"
ثم تعرض لسبب إنشاء الكفار لهذا العلم في بلادنا وهو ٌارة النعرات القومية فقال :
"الغرض من احياء الآثار الفرعونية وغيرها من الآثار :
ان الرحلات العلمية المغلفة بطلب العلم والتي قام بها النصارى من القرن السادس عشر ميلادي لها مخطط خبيث حمله الصليبيون معهم وهم يجوسون خلال الديار الاسلامية لقد كانت هذه الآثار الفرعونية موجودة منذ الوف السنين وفيها معابد وهياكل ضخمة يزورها من يزور مصر ويعتبرها من عجائب الماضي السحيق ويعود الى بلاده ليصفها لمن لم يراها اما المسلمون من اهل مصر فقد كانوا يرونها دون شك ويعجبون من دقائق صنعها ولكنها في حسهم اصنام وأوثان تركها قوم غابرون انقطعت الصلة بينهم وبينهم لكون هؤلاء مسلمين وأولئك كفرة عبدة أوثان وهكذا كان الحال في كل مكان في العالم الاسلامي توجد فيه آثار من بقايا عبدة الأوثان الذين سكنوا الارض قبل مجيء الاسلام سواء في الجزيرة العربية او بلاد الشام او العراق او غيرها من البلاد فهذه الآثار وأماكن عبدة الأوثان لا تثير فيهم الا عبرة التاريخ
حتى جاء الصليبيون ومعهم البعثات العلمية لنبش الآثار وكان الغرض منها ليس الاستكشافات العلمية وانما نبش الارض الاسلامية لاستخراج حضارات ما قبل التاريخ الاسلامي لذبذبة ولاء المسلمين بين الاسلام وبين تلك الحضارات تمهيدا لاقتلاعهم نهائيا من الولاء للإسلام وهذا كله هو الهدف من البعثة العلمية التي جاء بها نابليون معه الى مصر بخلاف ما يعتقده المثقفون السذج الذين يرون أن أهداف الحملة العلمية بحتة"
واستشهد اليحيا على صحة ما ذهب إليه من تعدد الولاءات بقول أحدهم في كتاب له وهو:
"فقد شهد شاهد منهم ففي كتاب الشرق الادنى مجتمعه وثقافته (يقول اننا في كل بلد اسلامي دخلناه نبشنا الارض لنستخرج حضارات ما قبل الاسلام ولسنا نطمع بطبيعة الحال ان يرتد المسلم عن عقائد ما قبل الاسلام ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الاسلام وحضارات ما قبل الاسلام
فالغرض من الآثار الفرعونية آثار ة النعرات الفرعونية حتى اذا انتسبوا ينتسبون لها ويفتخرون بها حتى قال حافظ ابراهيم
اننا مصري بناني من بنى ... هرم الدهر الذي اعيا الفنا
ولما قلت هذا البيت اعترض علي رجل فقال يا اخي اتق الله حافظ ابراهيم رجل طيب فقلت له بيت الشعر هو الذي قاله ولست انا الذي قلته وقس عليها في شعارات البلد في الرياضة والطوابع وغيرها من الافتخارات مع ان المسلمين الاوائل كانت لا تثير فيها الا عبرة التاريخ لكن بعد حملة الآثار تغير الوضع بدأ أناس جهلة يفتخرون بها وينتسبون اليها مع ان الدين قد فرق بيننا وبينهم هم عبدة أوثان ونحن مسلمون وفي الحديث عند البخاري في الأدب المفرد: {من افتخر بتسعة آباء من الكفار فهو عاشرهم في النار} قال تعالى: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "
والرواية التى استشهد بها باطلة فالفخر بأى أب كافر هو كفر وعلى حد القول من افتخر فليفتخر بالله
وتحدث عن انقسام الآثار لنوعين فقال :
"الآثار نوعان:-
منها ما هو قبل الاسلام وسبق بيان الهدف من احياءها
ومنها ما هو اسلامي مما دفع بعض المتأخرين الى الشخوص الى الآثار والمواضع والغلو فيها وبناء ما اندثر منها وتكلف الطلوع والنزول وفي المقابل تجد الرجل منهم يضيع السنن الواجبة بل والامور التي هي من اصل الدين وأساسه ثم يطالب الناس ويحثهم بتتبع هذه الآثار ويغالي فيها ويشنع على من ترك زيارة هذه الآثار التي ليست من الدين ولا حتى من المستحبات بل رأينا من يجادل ويناظر ويناقش في مثل هذه المسائل بدعوى احياء التراث والقسم الاخر بدعوى التبرك بها"
وفى دين الله لا يوجد ما يسمى آثار إسلامية فما يطلق عليه آثار كالمساجد والمقابر والأسبلة وما شاكلها هى مؤسسات تقوم بأدوار في المجتمع فالمساجد للصلاة والمقابر للدفن والأسبلة كانت لسقى الناس الماء ويمكن استغلالها حاليا في أى منفعة تفيد المسلمين لأن ترك اى مبنى بلا وظيفة نافعة هو من باب قوله تعالى:
" ولا تبذر تبذيرا"
وتحدث اليحيا هم حكاية التبرك بالأماكن التاريخية فقال :
"ومما يحسن ذكره في هذا الباب ذكر ردي على الكاتب في جريدة الوطن حينما ذكران التبرك مشروعا بذات النبي (ص)وبقبرة ومقبرة حواء وغار ثور وجبل الرحمة وجبل النور وقرر ذلك واستدل باحاديث ليست في محل النزاع وقدم واخر واصل وقعد بغير زمام ولا خطام فقلت له هذا الرد
والتبرك ينقسم الى قسمين
الاول التبرك المشروع كالتبرك بذاته (ص)فيجوز لنا ان تبرك بريقة وعرقه وشعره ولباسه وضوئه وبجسده يقول الشيخ ابن باز (ولا يجوز التبرك بأحد غير النبي (ص)ان هذا خاص به لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة ولم يتبرك الصحابة بأحد منهم لا حيا ولا ميتا) ولو قدر لأحدنا ان يجد شيئا منها لأحتفظ به وتبرك به وهو امر مشروع
والثاني التبرك الغير مشروع كالتبرك بقبره والتمسح به او الاستغاثة بغير الله عند قبره او قصد الصلاة عند قبره للتبرك فهذا تبرك محرم وغير مشروع وصاحبه آثم ولوشرع لنا ان نتبرك بقبره لتبركنا به ولكن لم يشرع لنا لان الله جعل الانبياء وسائط بين الله وخلقه في امره ونهيه ووعيده ووعده وخبره فعلينا ان نصدقهم ونطيعهم فعلى سبيل المثال لو ان رجلا جاء وقال انا نذرت ان اذبح ابني تقربا لله لقلنا له هذا تقرب غير مشروع وانت أثم لان الله حرمه ولم يأمربه فان قال نبي الله ابراهيم أمر بذبح ابنه لقلنا له نعم أمر براهيم بذلك ولكن لم نؤمر به
وعليه فالكاتب خلط في ادلته بين المشروع وغير المشروع ومن هذا المنطلق نود ان نبين حقيقة الأمر ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة تعالوا لنبين ما ذكر من حق ومن باطل ونرد الأمر الى نصابه
اما قول الكاتب انه يجوز الصلاة عند الآثار النبوية كجبل الرحمة وحراء وموقع المولد لأنه من باب التبرك فهو جائز والجواب عليه ان شجرة بيعة الرضوان التي بايع رسول الله صحابته تحتها وذكرها الله في كتابه فقال (اذ يبايعونك تحت الشجرة) فهي من أكبر الآثار ومع ذلك قطعها عمر لما رأى الناس يتبركون بهذا المكان وبهذه الشجرة وقال من ادركته الصلاة فليصلي حيث ادركته وقطعها قطعا لمادة الشرك
اما قول الكاتب ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد واستدل بحديث (وجعلت لي الارض مسجد وطهورا) هذا الحديث المراد به انه في حالة تعذر المساجد فإن الرجل يصلي في أي مكان بخلاف النصارى لا يصلون الا في الكنائس وكذلك اذا فقد الماء وتعذر عليه يجوز له أن يتيمم وليس معنى الحديث ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد كما فسرها الكاتب ولبس على لناس في ذلك
اما وقوفة (ص)خلف الصخرات في عرفة فهذه عبادة ليست مقصودة انما حصلت اتفاقا ولذا قال وقفت هاهنا وكل عرفة موقف اما تقبيل الحجر الاسود فهي عبادة مقصودة عند الاستطاعة وليست اتفاقا
اما صعوده الى غار ثور قبل البعثة فلم يفعله بعد نزول الوحى عليه ولم يأمر بصعوده فمن صعده من أجل التقرب والصلاة عنده والدعاء هنالك فهذا العمل محرم وبدعة ومن صعده للفرجة والنزهة فلا شيء عليه"
والتبرك المزعوم كله محرم فلا يجوز التبرك بأحد حتى بالنبى محمد(ص) أو غيره وابن باز مخطىء في التبرك بمحمد(ص) وحده لأنه لو أعمل النص " لا نفرق بين أحد من رسله" لوجب أن يتبرك بكل الرسل(ص)
ولا ندرى عن أى بركة أى نفع يتحدثون في عرق النبى (ص)وشعره وثيابه وكلها لا تضر أو لا تنفع والتبرك هو عودة للوثنية فما الفارق بين وثن لا يتحرك وبين جثة لا تتحرك ؟
وزيارة الأماكن هى من باب التبذير في الوقت والمال والجهد في منفعة ترجى من زيارة تلك الأماكن والتى غالبا ليست هى الأماكن الحقيقية لأن الكفار غيروا أسماء البلاد فمصر الحالية لا ينطبق عليها وصف مصر القرآنية ففى القرآنية فيها أنهار وتجاور مدين بينما الحالية لا تجاور مدين وفيها نهر واحد
وحدثنا عن حراء فقال :
"أما قول الكاتب (اثبت حراء او احنثي حراء) وان هذا يدل على جواز زيارة هذه الآثار والجواب عليه لم يأمر به رسول الله ولم يفعله صحابته بعده فمن زار هذه الأماكن للقربة والعبادة فهي بدعة محرمة لأننا ذكرنا حديث (من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ومن زار جبل حراء للفرجة جاز له ذلك"
والقول لا يدل على شىء وهى رواية لم تحدث لأنها تتحدث عن علم النبى(ص) بالغيب ممثل في استشهاد بعض من كانوا على الجبل والنبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال تعالى:
"لو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
بل أعلن أنه لا يعرف ما سيحدث أو لغيره في الدنيا فقال :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
ثم قال :
"أما قول الكاتب موقع ابليس في مشعر منى ولم يشكك فيه أحد :
أولا ليس هو موقع ابليس ولا هو موجود هناك وانما يسمى الموقع الجمرات صحيح ان ابليس اعترض سيدنا ابراهيم هنالك ولكن رسول الله امرنا برمي الجمار وقال خذوا عنى مناسككم) ثم بين في حديث أخر ان سبب رمي الجمار من اجل اقامة ذكر الله وكذلك السعي والطواف بالبيت ثم ان السعي شرع بين الصفا والمروة وكان سببه ان هاجر سعت هناك فهل نحن نسعى من أجل أن هاجر سعت هنالك لا بل لأن الله أمرنا بذلك وبين لنا رسول الله ان سبب شرعية الطواف بالبيت والصفا والمروة من اجل اقامة ذكر الله كما أخرجه الامام احمد ولو لم نؤمر بالسعي لم نسعى فنحن ندور مع الأمر وكله بأمر الله وليس معناه أن هاجر سعت فنحن نسعى بل لان الله امرنا بذلك"
وهذا الرد تخريف كقول الكاتب الذى يرد عليه اليحيا فالحج موجود من آدم(ص) لأن البيت كان موضوع من أول البشرية كما قال تعالى:
"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"
ومن ثم السعى موجود من البداية
ثم حدثنا عن التبرك مرة أخرى فقال :
اما قول الكاتب هؤلاء هم ممن بشر بالجنة فهل كانوا على خطأ أو اشركوا حين تبركوا بآثار سيدنا محمد (ص)والجواب اما ما ذكرت مما يتعلق بذات سيدنا محمد (ص)كريقه وشعره ولباسه فهذا تبرك مشروع اما التبرك بالآثار كجبل الرحمة وموقع المولد وغار ثور وجبل حراء فهو عمل غير مشروع خصوصا ممن زارها بقصد القربة والطاعة والعبادة والدليل (من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد) ولا يوجد لديكم أي دليل ولو جد دليل لعملنا به اما من زارها بقصد الفرجة فلا شيء عليه ومن هنا كانت البدعة من اعظم المعاصي بعد الكفر والشرك انظروا لو ان شخص قال انا اصلي صلاة الظهر خمس ركعات وهذا زيادة خير لبطلت صلاته كلها وكان اثما لأنه يصبح مشرع لنفسه (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) فهو ترك شرع الله وشرع للناس أذكار أو عبادات او أورادا واصبح يعطي الناس عبادات واقوال لم يأذن بها الله ورسوله فيصبح الناس مطيعين له وليسوا مطيعين لله ولذلك كانت هذه القاعدة الشرعية (اياك اريد بما تريد) وليس بما يريد البشر ومن كتب أوراد للناس ويقول هذا مجرب هذا ذكر مفيد هذا دعاء يحفظك من كذا فهو مشرع واعماله مردودة ففي صحيح مسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)
خلاصة الأمر من ينافح عن هذه الآثار من مقابر أو موقع مولد أو عيد مولد او غار ويجادل عنها الا تتقي الله في امة محمد صلى الله عليه وسلم
حرام ان يضلل عوام المسلمين ويلبس عليهم دينهم ويجروا الى مالا اصل له وعلى المسلم ان يتقي الله ولا يقول على الله الا بعلم وقد امر الله رسوله ان يكشف للناس في كتابه الكريم عن حدود طاقته وامكانياته (قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا اقول اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير)"
واليحيا لا يدرى وهو يجيز التبرك بالنبى(ص) الميت من حيث العرق والشعر والثياب والنعال وما شابه أنه يعيدنا لعصور الكفر السابقة من حيث التبرك بالكهنة وهو أمر ما زال موجودا في الديانات ألأخرى
النبى(ص) ليس حالة خاصة من البشر وإنما هو بشر كما قال تعالى:
"قل إنما بشر مثلكم "
ومن ثم لو جاز التبرك به لجاز التبرك بكل مسلم
ومن ثم لا يجوز التبرك بأحد باعتبار أن فضلاته الضارة كالعرق أو ثيابه أو نعاله لا تجلب رزقا ولا تمنع هزيمة أو غير هذا من الاعتقادات المجنونة
وتحدث هم حكم إحياء الآثار فقال :
"حكم احياء الآثار :
بداية انا لا اتبنى التكفير في هذا الموضوع حتى لا يبحث باحث بين الاسطر ويحمل الكلام ما يحتمل
أما آثار ما قبل الاسلام فيكفي من أراد الحق فتوى الشيخ الفوزان في حرمة احيائها لان الهدف من احياء آثار الكفار كسر النفرة من الكافرين وذبذبة ولاء المسلم ... والتشويش على المسلمين وإثارة الشبهات وايقاف العداء الاسلامي للكفار وهدم قاعدة الولاء والبراء فهي
بدعة منكرة ومحرمة فتجد من يأتي الى معابد الكفار التي اندثرت فيجدد بنائها ويجمع ما تفرق منها وقد يلفق فيها ويأتي الى التماثيل او الاصنام التي فيها فيجعلها كنوزا مهمة من كنوز حضارات العالم مع انها بيوت كفر وضلال فيقول أحدهم المعابد التي تتسم بالفن الرائع الذي يبهر السائحين القادمين متناسين انها بيوت كفر وضلال ويكفيك شرا رؤيتها فدخول ديار الظالمين شرا وبلاء ففي الحديث عند احمد (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما اصابهم) وعند البخاري (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين) حتى ان رسول الله لما نزل بالحجر من ديار ثمود اثناء ذهابه الى تبوك قال لأصحابه (لا تشربوا من مياهها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الابل ولا تأكلوا منه شيئا) وقال (اني اخشى ان يصيبكم مثل ما اصابهم فلا تدخلوا عليهم) وفي رواية (ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم) "
هذا الأحاديث باطلة تتناقض مع كتاب الله فالله طلب من الكفار مشاهدة تلك الآثار للاعتبار بما حدث لأهلها من عذاب بسبب كفرهم وهو قوله تعالى :
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
وقال:
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق"
وتحدث عن عدم وجود فائدة من التنزه بمشاهدة الآثار فقال :
"فماذا يصنع اقوام يذهبون للنزهة كما يدعون الى ديار قوم قد غضب الله عليهم وينظرون الى معابدهم وتماثيلهم على انها تراث وكنوز مهمة وقد حذرنا رسول الله من ذلك بل ان رسول الله لما دخل مكة وفتحها وكان حولها ثلثمائة وستين صناما مشدودة بالرصاص فجعل يشير عليها بقضيب في يده الى الاصنام فتتهاوى وهو يقول (وجاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) حتى انه ما بقي صنم الا وقع وارسل خالد بن الولدين لهدم صنم العزى وبيتها وقال رسول الله بعد قتل المراة وبيتها (تلك العزى ولا تعبد ابدا) حكيم بن حزم لما آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ
ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلية، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله (ص) فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:
"لقد بعت مكرمة قريش يا عم".
فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، وعهد رسول الله الى علي (الا يدع تمثالا الا كسره ولا صورة الا طمسها)
كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها ... ونهدم فوقها الكفارا
بمعابد الافرنج كان اذاننا ... قبل الكتائب يفتح الامصارا
ولك ان تتصور موقف سلطان الاسلام الاعظم محمود الغزنوي كاسر الاصنام (ت421) حينما غزا الهند وكسر صنمها الاعظم المسمى (بسومنات) وكان يفد اليه من كل فج عميق كما يفد الناس الى الكعبة وينفقون عنده النفقات العظيمة التي لا توصف ولا تعد وعنده الف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤوسهم كل يوم وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه وكان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ الصنم واستخار الله السلطان محمود في هدمه فعزم الله له عليه فانتدب معه ثلاثون الفا من المقاتله من الافغان فسلمهم الله حتى بلغوا بلد الوثن ونزل بساحة الكفر وقلع الوثن مع ان الهنود بذلوا له اموالا جزيلة ليترك لهم الصنم الاعظم فقال استخير الله فلما اصبح قال فكرت7 في الأمر الذي ذكر فرايت انه اذا نوديت يوم القيامة اين محمود الذي كسر الصنم احب الي من ان يقال اين محمود الذي ترك الصنم لأجل ما ينا7له من الدنيا ثم عزم على كسره رحمه الله فوجد فيها من الجواهر والذهب ما يزيد على اضعاف مضاعفة ونرجوا له في الاخرة الثواب الجزيل الذي مثقال الدانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الحسن في الدنيا) ابن كثير اين هذا ممن يعتبر هدم مثل هذه الأوثان انه تعد على التراث العالمي هل يستطيع احد ان يقول عن محمد نبينا (ص)الذي ازال الاصنام ان يقول ان عقيدة طالبانية كما يحلو لكل من اراد ان يدافع عن هذه المعابد والاصنام والتماثيل
ولك ان تتعجب من كاتب في جريدة الوطن يقول (كان هناك عرضا عن مملكة سبأ والتماثيل العادئة لتلك الحضارات واحسرتاه) وهؤلاء المثقفين تشبعوا بالثقافة الغربية في مختلف التخصصات ولم تكن عندهم فرصة كافية للاطلاع على ثقافة الاسلام ولهذا تجدهم منهمكين في تنظير قضايا كبيرة وتحتاج الى مقدار كبير من الثقافة الشرعية وهم افقر الناس من ذلك وتراهم يخطئون العلماء الذين شابت لحاهم في الاسلام وما افتهم الا الجهل فيدعون المعرفة وهم لا يمتلكونها"
تكسير الأوثان أو نسفها هو ديدن الرسل(ص) كما فعل إبراهيم(ص) وكما حرق موسى(ص) العجل ونسفه ولكن ليس الهدف هو التكسير كتكسير وإنما إثبات حقيقة للكفار وهى أن تلك الأصنام لا تضر ولا تنفع
وحدثنا عما سماه الآثار الإسلامية فقال :
"أما الآثار الاسلامية واحياءها فنحن عندنا أمر ووسيلة إليه ونهي ووسيلة إليه فما امرت به تؤمر بما هو وسيلة اليه وما نهيت عنه تنتهى عما هو وسيلة اليه فمنه ما هو مأمور به لذاته او مقصود لغيره ومنه ما هو منهي عنه لذاته ومنهي عنه لغيره فزيارة الآثار الاسلامية بقصد التقرب اليها محرم وفاعلة اثم وقد يصل الى الشرك لان العبادات توقيفية يقول الله (فاستقم كما امرت) ولا يوجد دليل واحد على مشروعية زيارة هذه الآثار
أما الزيارة الى أماكن الآثار بقصد الفرجة وتكرار ذلك واحياء ما اندثر منها فهي وسيلة الى تعظيم هذه الأماكن في المستقبل والوقوع بعدها في الشرك وهي من مكائد الشيطان فأول وقوع في الشرك في قوم نوح حينما عظموا الموتى فلما مات منهم قوم صالحين كانوا فيهم عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم بعد ذلك وهكذا ابتدع عباد الأوثان الشرك في جزيرة العرب يبدأ الأمر بشبه7ات زينها لهم الشيطان بالأقيسة الفاسدة والفلسفة الحائدة حتى سحبوا الناس الى كفر او ردة شاملة بعد ان كانوا على ملة ابراهيم"
وقطعا لا وجود لتلك الآثار التى يسمونها الإسلامية فمثلا المساجد لا يجوز للكفار زيارتها ولا حتى أن يسافر المسلمين لزيارتها من بلد لبلد أن هدف بناءها هو ذكر الله كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت لهدف واحد وهو الصلاة أى ذكر الله ومن ثم لا يجوز زيارتها لمشاهدتها
ولذا يقال أن المسيح (ص) حطم كل ما في المسجد مما زاده قومه من موائد الصيارفة وبضاعة التجار... وقال لهم :
"إنه بيت للصلاة وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
ولو فتح الباب لزيارة لكان معنى هذا دخولهم الكعبة المحرمة عليهم بقوله تعالى :
" إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"
وتحدث عن البعثات العلمية لدراسة الآثار وخطورتها على أخلاق المبتعثين والمبتعثات للخارج فقال :
"البعثات العلمية لدراسة الآثار
ان ارسال الشبان والفتيات الصغار بأعداد متزايدة الى الغرب وهم في سن الفتنة غير محصنين بشيء لينهلوا من العلم ان شاءوا ومن الفساد ان شاءوا او من العلم والفساد معا في غالب الاحيان وقد يجمعون في قاعات قبل بعثتهم ويؤتى لهم بداعية او عالم ليؤمهم بالصلاة ويحثهم على التمسك بالدين فيخرجون من بلادهم ونقطة الارتكاز الضخمة قائمة في نفوسهم وهي الاسلام ونقطة ضئيلة في غاية الضآلة هي الحضارة الغربية ورويدا رويدا حتى اخذت النقطة الضئيلة تكبر وتتضخم وهي الحضارة الغربية واصبحت النقطة الضخمة وهي الاسلام تتضاءل تدريجيا حتى يأتي وقت تكاد تنمحي من الوجود ولقد استغرقت عملية الانتقال سنوات يرجع اولئك الشبان والفتيات وهم معاول هدم تتفلت عن تعاليم الاسلام وتتقاعس عن اداء الواجبات ويصبحوا دعاة من ائمة التغريب ولقد قرات كتابات وافكار منحرفة لبعضهم وهم لازالوا يدرسون هناك
والله اني لازلت غير مصدق لما يحصل اعداد كبيرة من الفتيات يسافرن لطلب العلم في بلاد الغرب بلا محرم وهن غير متزوجات وبعد الثانوية وفي سن الفتنة وغير محصنين بحجة ان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة غير ابهين بدينهم وغرر ببعضهم فذهب ببنته ليكون محرما لها فجلس في المنزل وتخرج هي تطلب العلم في الجامعات ساعات طويلة وما ترجع له الا في اخر الليل حتى رجع بعضهم بعد ان ضيع امانته والله سائله ان المغفلين يحملون اضاليلهم بغباء وقد يظهر لأحدهم حاصل فتوى البراك بانه نوع دياثة بل قد ارشدنا نبينا بانه سوف يأتي اقوام يستحلون محرمات معلومة من الدين بالضرورة (ليكونن اقوام من امتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) اما تسمعون من يقول من الذي يقول ان الموسيقى حرام والنتيجة (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل) قد يحصلون على الشهادات العلمية ولكن دينهم ذهب والدنيا لا تبقى لهم
بل اخبرني احد الاخوة المبتعثين بانه رأى بعينيه نساء متزوجات مبتعثات ومعهن أزواجهم فهو يدرس في قسم وزوجته تدرس في قسم الآخر وهي تجلس مع زملائها وتتبادل معهم النكات والمزاح ويقولون نظرات بريئة ونفس طاهرة ومن آمن الفتنة فتن
ينهى الاسلام عن تعلم العلوم الضارة كالنظريات الفلسفية المزيفة والمبهرجة وغيرها مما يبثه المضللون باسم العلم ويرى ان ضرر الجهل على المراة او الرجل اهون ضرر ضياع دينه واهون من ضرر العلوم الضارة والتي تهدف الى نشر الرذيلة والفساد
ولو كان العلم دون التقي شرف ... لكان اشرف خلق الله ابليس
واذا قادك فهمك الى مغاوي ... فليتك ثم ليتك ما فهمت
واذا لم يفدك العلم خيرا ... فخير منها ان لو قد جهلتا
ستجنى ثمار اللهو جهلا ... وتصغرفي العيون اذا كبرتا
نعم قد يسافر احدهم الى بلاد الغرب ويحصل على درجات علمية وبراءة اختراع ولكنه يخسر اعز ما يملك في هذه الحياة دينة وقد مات احدهم اثناء عودة من غربته في المطار بعد الانتهاء من الدراسة عشر سنوات (حتى اذا اخذت الارض زخرفها وظن اهلها انهم قادرون عليها اتها امرنا ليلا او نهارا فاصبحت حصيدا كان لم تغن بالامس) فمات في الطريق فخسر الدنيا والاخرة
يعرض على اهل الاسلام بين يدي الساعة امران وهذا العرض على الامة كلها
1 - يعرض عليهم عجز وامتهان فيبقى عاجزا لا ينظر اليه ولا يؤبه به فيذل ويمتهن ويؤخر
2 - ويعرض عليهم عرض زائل وحطام لكن مع معصية الله
فإما أن تؤخر وتمتهن او تقدم لكن مقابل التنازل عن دينك وفي الحديث (بين يدي الساعة فتنا يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع اقوام دينهم وفي رواية خلاقهم بعرض من الدنيا قليل)
واظن ان التقلب بين مادتي الايمان والكفر في الحديث بسبب استحلال الزنا والربا والخمر والاغاني كما سبق بيانه في حديث ليكونن)
فيخير العبد بين العجز والفجور بين ان يصبح راسا في الشر ويخسر دينة وينال المراتب العلمية والشهرة وبين ان يحافظ على دينه ويصبح ذنبا في الخير ولا يؤبه به ففي الحديث (بين يدي الساعة يخير العبد بين العجز والفجور فمن ادرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور) رواه احمد عن ابي هريرة وعند ابن ابي شيبة يقول حذيفة (كيف بكم اذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها فقالوا لحذيفة لا ندري فقال انتم يومئذ بين عاجز وفاجر) لان المرأة اذا جاهرت بالزنا فلا يوجد اخبث منها ولا اقل حياء منها"
ومما لا شك فيه أن الابتعاث السابق والحالى سواء كان من قبل الحكومات أو ألأهل هو خطر ما بعده خطر على البلاد فدول الكفر لا تلعب وإنما تعد من يدرس فيها ليكون إما عميلا صريحا إن قبل برضاه أو دون إرادته بتصويره وهو يرتكب المنكرات وإما ليكون مخربا لدين بلاده من خلال تدريس العلوم التى هى تكذيب صريح للدين وأكثر من90 % من الدارسين لا يدرسون علوما لها فائدة فهناك قلة تدرس العلوم التقنية والنووية وهى العلوم المطلوب نقلها بالفعل ولكن في الغالب من يدرسها إما أن يبقى في بلاد الابتعاث أو يأتى ليقتل أو لا يجد عمل بالفعل في بلاده لأن بلاد المنطقة أكثرها يحذر اقامة المفاعلات النووية ومصانع التقنية العالية
وأما من جهة الأخلاق فمما لاشك فيه أن الكثيرون والكثيرات يتأثر بعادات الكفار في الغرب وينقلها لبلاده
واختتم اليحيا الكتاب بالحذر من إحياء الآثار والعمل على نشرها فقال :
"خلاصة الكلام
بلادنا حماها الله من كل مكروه وحماها من كيد الكافرين والمنافقين والمفسدين لازالت سليمة من احياء الآثار ولكن نسمع بين الحين والاخر من ينادي بالاهتمام بهذه الآثار وقد يكون بحسن نية ولكن نخشى من سذاجة صاحب الفاس الذي اراد ان يخرق السفيه وغرضة حسن فيا ليتنا نحافظ على مبادئنا واخلاقنا وديننا فهو عصمة أمرنا "