رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة في كتاب دعاء القنوت
المؤلف بكر بن عبد الله أبو زيد والكتاب يدور حول بعض المسائل المتعلقة بما يسمى دعاء القنوت وفى هذا قال المؤلف:
"أما بعد فهذه تنبيهات مهمة على بعض ما يتعلق بدعاء القنوت في الوتر من أمور كثير السؤال عن بعضها وانتشر بعض آخر ولم نعرف له أصلا فما رأيناه في الوارد ولا سمعنا أنه فيه بعد التحري والاستقراء وقد دعت الحاجة إلى بيانها لاسيما والقنوت عبادة جهرية حين يدعوا الإمام جهرا ويؤمن على دعائه المأمومون فيتلقنها المأموم والمتعين أن يتوارث الناس هدي النبي (ص) في تعبدهم ودعائهم وقنوتهم وسائر أحوالهم فذلك أزكى لهم وأطيب وأرجى لهم عند ربهم ومعبودهم ."
بداية لا وجود في دين الله لما يسمى دعاء القنوت باعتباره عبادة جهرية في الصلاة لأن الصلاة طبقا للقرآن ليست جهرية ولا سرية وإنما وسط بين الاثنين كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ومن ثم فالكتاب بنى على عبادة محرمة طبقا لكتاب الله ولكننا سنسير مع المؤلف في كتابه للتعليق وقد بين أنه قسم الكتاب لثلاثة فصول فقال:
"لما ذكر اقتضى الحال التنبيه على أمور منها ما هو خطأ والصواب خلافه ومنها ما هو مفضول والأفضل سواه ومنها ما هو اعتداء في الدعاء يأباه الله ورسوله والمؤمنون. ثم نص دعاء القنوت وضوابط الزيادة فيه شرعا ثم سياق بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة ليختار منها القانت قدرا لا يشق على المأمومين فإلى بيانها في فصول ثلاثة"
والفصل الأول في مجتنبات دعاء القنوت وفيها قال :
"الفصل الأول
تنبيهات في بيان ما يجتنب في القنوت
التنبيه الأول
إن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث.
فعلى من وفقه الله تعالى وصار إماما للناس في الصلوات وقنت في الوتر أن يجتهد في تصحيح النية وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد بضراعة وابتهال متخلصا مما ذكر مجتنبا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه.
التنبيه الثاني
يجتنب جلب أدعية مخترعة لا أصل لها فيها إغراب في صيغتها وسجعها وتكلفها حتى إن الإمام ليتكلف حفظها ويتصيدها تصيدا ولذا يكثر غلطه في إلقائها ومع ذلك تراه يلتزمها ويتخذها شعارا وكأنما أحيا سنة هجرتها الأمة.
التنبيه الثالث
يجتنب التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي (ص)لأن في سندها كذابا أو متهما بالكذب أو ضعيفا لا يقبل حديثه وهكذا.
ومنها حديث فرات عن علي قال قال لي علي (( ألا يقوم أحد فيصلي أربع ركعات فهديت فلك الحمد عظم حلمك فعفوت فلك الحمد ... إلى قوله ولا يبلغ مدحتك قول قائل )) رواه أبو يعلى بسند ضعيف لأن فيه عدة علل منها أن فرات بن سلمان لم يلق عليا فهو منقطع الإسناد .
ومع ذلك تسمع من يجهد نفسه بهذا الذكر فيغلط فيه ثم يغلط فهو في مجاهدة مع ذاكرته حتى يأتي به ولو أخذ بالصحيح الثابت عن النبي (ص) وهو ذكر مبارك سهل ميسور لكان أبر وأبرك وأقرب للإجابة وتأسيا بالنبي (ص) بما دعا به ربه سبحانه .
ومنها ما يروى عن أنس مرفوعا أن الرسول (ص)مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول (( يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ... الحديث )) أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) بسند فرد من لا يعرف وهو شيخ الطبراني وتدليس أحد رواته مع ثقته.
ومنها ما يروى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال (( نزل جبريل على النبي (ص)حتى ذكر كلمات من كنوز العرش وهي (( يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة ... إلى قوله أسألك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار )) رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد فإن رواته كلهم مدنيون ثقات )).
وقد تعقبه الحافظ الذهبي في ترجمة أحمد بن داود الصنعاني في الميزان (( الميزان 1/136 )) فقال(أتى بخبر لا يحتمل ثم ذكره))ثم علق على قول الحاكم المذكور(قال الحاكم صحيح الإسناد .قلت كلا.
قال فرواته كلهم مدنيون قلت كلا قال ثقات قلت أنا أتهم به أحمد.
وأما أفلح بن كثير فذكره ابن أبي حاتم ولم يتكلم عنه بشيء))انتهى.
وفيه أيضا عنعنة ابن جريج وهو مدلس.
فانظر نعوذ بالله من الخذلان كيف يتعلق الداعي بحديث هذه منزلته ويهجر الدعاء بآيات القرآن العظيم وما يثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي (ص)
ومنها التزام ما ورد بسند فيه واهي الحديث فلا يصح ومنه((اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين )). وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور.
لكن يحصل الغلط من جهات هي هجر الصحيح والتزام ما لم يصح والزيادة فيه بلفظ محتمل وهو(في مقامنا هذا)) فيحتمل أن يكون شرطا على الله فهو باطل ثم الزيادة بسجعات أضعافها.
وهكذا من تتابع سجع متكلف ودعاء مخترع لبعض المستجدات حتى قاربت العشرين على هذا الروي والنمط."
ونلاحظ أن منهج بكر أو زيد فيه تناقض هو يحرم قول اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين بسبب الإسناد الواهى مع أنه قال عنه" وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور"
فالحرمة هى بسبب مخالفة الأحكام وليس بسبب ضعف إسناد الحديث فالمقول كدعاء هو دعاء سواء قاله الرسول(ص) أم لم يقله وهو دعاءئ ليس فيه مخالفة حتى يتم رفضه
وقال بكر:
"التنبيه الرابع
ويجتنب قصد السجع في الدعاء والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد.
وقد ثبت في(صحيح البخاري)) رحمه الله تعالى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له(فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله (ص)وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).
ومن الأدعية المخترعة المسجوعة( اللهم ارحمنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض وارحمنا يوم العرض)).
ولا يرد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية فهي غير مقصودة ولا متكلفة ولهذا فهي في غاية الانسجام."
لم يرد في كتاب الله شىء عن السجع وحرمته ولكن العديد من آيات القرآن نفسه تسير على أسلوب السجع ومع هذا لم يحرم أحد هذا الأسلوب فالحرمة هى في مخالفة أحكام الله وليس في طريقة الكلام
والغريب أن كل ما يسمى بدعاء القنوت قائك على السجع كدعاء:
"اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق"
فالسطرين قائمين على السجع بحرف الكاف وحرف الدال
وكذلك دعاء:
"اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت"قائم على السجع بالتاء في الفعل
وطبقا لكلام بكر تكون كل أدعية القنوت لا أصل لها لقيامها جميعا على السجع
وقال :
ا"لتنبيه الخامس
ويجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة لما تحدثه من تحريك العواطف وإزعاج الأعضاء والبكاء والشهيق والضجيج والصعق إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم وقدراتهم وطاقاتهم قوة وضع فا.
ومن تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة أوصافا وتفصيلات ورص كلمات مترادفات يخرج عن مقصود الاستعاذة والدعاء إلى الوعظ والتخويف والترهيب.
وكل هذا خروج عن حد المشروع واعتداء على الدعاء المشروع وهجر له واستدراك عليه وأخشى أن تكون ظاهرة ملل وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها."
وعلى حد علمى فإن أى صيغة للدعاء خارجة من القلب مقبولة عند الله طالما أنها ليست في الصلاة لأن الصلاة هى ذكر لاسم الله أى قراءة للقرآن كما قال تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه"
وقال :
"فاسعوا إلى ذكر الله"
وقال :
"التنبيه السادس
ويجتنب التطويل بما يشق على المأمومين ويزيد أضعافا على الدعاء الوارد فيحصل من المشقة واستنكار القلوب وفتور المأمومين مما يؤدي إلى خطر عظيم يخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في مقدار القنوت في الوتر على ثلاث روايات
1- بقدر سورة إذا السماء انشقت).
2- بقدر دعاء عمر ويأتي.
3- كيف شاء.
لكن إذا كان القانت إماما فلا يختلفون في منع التطويل الذي يشق بالمأمومين وإذا كان النبي (ص)قال لمعاذ رضي الله عنه لما أطال في صلاة الفرضية(أفتان أنت يا معاذ؟)) فكيف في هذه الحال!
التنبيه السابع
ويجتنب إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء لكن فيها إدلال على الله تعالى حتى إنك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلا(اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا)) وقد يدعو بذلك في آخر رمضان ولا يقرنه بقوله(وتجاوز عن تقصيرنا وتفريطنا))."
والقول " اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا" ليس فيه إدلال على اله وإنما هو دعاء
وقال:
"التنبيه الثامن
ويترك زيادة ألفاظ لا حاجة إليها
في مثل قول الداعي((اللهم انصر المجاهدين في سبيلك)) فيزيد(في كل مكان)) أو يزيد( فوق كل أرض وتحت كل سماء)) ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لا محل لها بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا شرعا.
ومن الألفاظ المولدة لفظة(الشعب)) في الدعاء المخترع(واجعلهم رحمة لشعوبهم....)).
وهو من إطلاقات اليهود من أنهم (شعب الله المختار)).
ولا يلتبس عليك هذا بلفظ (الشعب)) في باب النسب فلكل منهما مقام معلوم لغة.
ومن الدعاء بأساليب الصحافة والإعلام قول بعض الداعين للأمة الإسلامية (وهي ترفل في ثوب الصحة والعافية)) فمادة(رفل)) مدارها على التبختر والخيلاء كما في الحديث المرفوع أن النبي (ص)قال( مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها )) رواه الترمذي . الرافلة أي المتبخترة.
فانظر كيف يحصل الدعاء بأن تقابل النعمة بالمعصية.
وهكذا يفعل التجاوز للسنن وهجر التفتيش بكتب العرب."
بكر هنا يجعل كلمة شعب كلمة يهودية فهل الله يهودى تعالى عن ذلك علوا كبيرا في قوله:
"وجعلكم شعوبا وقبائل"
وقال:
"التنبيه التاسع
ولا يأتي الإمام بأدعية ليس لها صفة العموم بل تكون خاصة بحال ضر أو نصرة ونحو ذلك.
ومنه الدعاء بدعاء نبي الله موسى (ص) في سورة طه 25/35 إلى قوله ((واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي)) إلى آخر الآيات.
ومنه دعاء الإمام بمن معه ((اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا)).
لما ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال النبي (ص) ((لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل ((اللهم أحيني...)) الحديث.
وعليه ترجم لنووي فى ((الأذكار)) بقوله ((باب كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان وجوازه إذا خاف فتنة في دينه)).
وما ورد بنحوه مطلقا محمول على هذا المقيد."
وبكر هنا يذكر حرمة قول اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا مع أن الحديث الذى ذكره كدليل حرمة يثبته اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
وقال :
"التنبيه العاشر
ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم ويؤمنون معه على دعاء مخترع لم يرد عن النبي (ص)أو يكونوا في شك من مشروعيته وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج.
ولو سمع بعض الأئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم وشكوى من التطويل وأدعية يؤمن عليها ولا يعرفها وتستنكرها القلوب لرجع إلى السنة من فوره.
فيجب على من وفقه الله وأم الناس في الصلاة أن يتقيد بالسنة وأن لأ يوظف مزاجه واجتهاداته مع قصور أهليته وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله تعالى وفي مناجاته وأنه في مقام القدوة وتلقن المسلمين للقنوت المشروع ونشره وتوارثهم له.
ومن استحضر هذه المعاني في قلبه لم يقع في شيء من ذلك نسال الله سبحانه البصيرة في دينه وأن لا يجعله ملتبسا علينا فنضل.
كما يجب على المأموم إحسان الظن بإمامه في الصلاة وأن يتحلى بالتحمل وأن لا يبادر إلى الاستنكار إلا بعد التأكد من أهل العلم الهداة ومن ثم يكون تبادل النصيحة بالرفق واللين والبعد كل البعد عن الشنيع وإلحاق الأذى به ومن فعل فقد احتمل إثما.
ولقد لوحظ أن بعض المأمومين لا يتابع الإمام برفع اليدين للدعاء والتأمين وهذه مشاقة وحرمان."
وقطعا لا وجود في الدعاء لرفع اليدين لأن الله ليس له جهة كخلقه كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وفى الفصل الثانى ذكر صيغة الدعاء فقال :
"الفصل الثاني
دعاء قنوت الوتر المشروع وضوابط الزيادة فيه
وهنا يحسن بيان الدعاء المشروع في((قنوت الوتر)) بضوابطه الشرعية وهي
1- على الإمام القانت في ((صلاة الوتر)) التزام اللفظ الوارد عن النبي (ص)الذي علمه سبطه الحسن بن علي فيدعو به بصيغة الجمع مراعاة لحال المأمومين وتأمينهم عليه ونصه
((اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت لا منجا منك إلا إليك)).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن النبي (ص)كان يقول في آخر وتره
((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).
ثم يصلي على النبي (ص)كما ثبت عن بعض الصحابة في آخر قنوت الوتر منهم أبي ابن كعب ومعاذ الأنصاري
وليتنبه فإن ضبط لفظ ( ولا يذل )) بفتح الياء وكسر الذال وضبط لفظ ( ولا يعز )) بفتح الياء وكسر العين."
ودعاء القنوت باطل لاحتوائه على حملة مخالفة لشرع الله وهى :
"وقنا شر ما قضيت "
فالوقاية من القضاء محالة لأنه ما قضى الله ربد من وقوعه كما قال تعالى :
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
فكل المكتوب وهو القضاء سيخلق فيما بعد قال :
"وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
ومن ثم فالوقاية محالة وإلا لطلب أيوب(ص) منع الشر الذى أصيب به من الأمراض وكذلك لطلب يعقوب منه الشر عنه وهو العمى بسبب حزنه على يوسف(ص)
وقال :
2- ليحرص الإمام على أداء الدعاء بالكيفية الشرعية بضراعة وابتهال وصوت بعيد عن التلحين والتطريب.
3- إن زاد على الوارد المذكور فعليه مراعاة خمسة أمور
1. أن تكون الزيادة من جنس المدعو به في دعاء القنوت المذكور.
2. وأن تكون الزيادة من الأدعية العامة في القرآن والسنة.
3. وأن يكون محلها بعد القنوت الوارد في حديث الحسن وقبل الوارد في حديث علي رضي الله عنهما.
4. وأن لا يتخذ الزيادة فيه شعارا يداوم عليه.
5. وأن لا يطيل إطالة تشق على المأمومين.
4- قد يحصل من الأمور العارضة ما يأتي لها الداعي من إمام وغيره بدعاء مناسب لها كالاستغاثة حال الجدب لكن لا يجعله راتبا لا يتغير بحال.
ومن أعمل هذا الفرق بين الدعاء الراتب والدعاء لأمر عارض كسب السنة وانحلت عنه إشكالات كثيرة.
ومن ذلك دعاء أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب وهو
((اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم عذب الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسول الله (ص)وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذى عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم)).
ومن العلماء من قال بعمومه في الوتر وهو مذهب الحنابلة."
وحديث القنوت عن عمر باطل لم يقله بسبب جملة :
"وألق عليهم رجزك"
فالرجز لم يعد ينزل على الناس بسبب منع الآيات المعجزات عنهم وهو عذاب مهلك للكل ولم يعد أحد يرى هلاك كل الكفار مرة واحدة كمال كان قبل خاتم النبيين(ص)
وذكر بعض الأدعية في الفصل الثالث فقال:
"الفصل الثالث
ذكر بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة
أسوق هنا دعاء القنوت المتقدم في أول القنوت وآخره ثم أسوق بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة ليختار منها من رغب الزيادة في القنوت ما شاء وسياق المرويات منها بصيغة الجمع حتى تناسب الدعاء بها من الإمام وهي
(1) ((اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.لا منجا منك إلا إليك))
(2) ((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا))
وهذا الدعاء باطل لطلبه محالا وهو الابقاء على الأسماع وألبصار والقوات طول الحياة فسنة الحياة هى ضعف كل من يلغ الشيخوخة كما قال زكريا(ص):
" رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا"
ثم قال :
(3) ((ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار))
(4) ((ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين))
(5) ((ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))
(6) ((ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا))
(7) ((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم))
(8) ((ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)
(9) ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))
(10) ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))
(11) ((اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا))
(12) ((اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)
(13) ((اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك))
(14) ((يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك))
(15) ((اللهم لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصمنا اللهم إنا نعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنا أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون))
(16) ((اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر)
(17) ((اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا من وما لم نعلم ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ونسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا))
الدعاء باطل بسبب طلبه محالا وهو جعل القضاء كله خير فالقضاء كما قال تعالى خيرا وشر :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقال :
(18) ((اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.يا ذا الجلال والإكرام.يا حي يا قيوم))
(19) ((اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء))
نفس الخطأ وهو طلب الحماية من سو القضاء وهو محال
وقال :
(20) ((اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك))
(21) ((اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهم وعذاب القبر اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها))
الخطأ وجود عذاب في القبر وهو ما يخالف كون العذاب في النار الموعودة في السماء كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وهو ما يسمى عذاب البرزخ
وقال :
(22) ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا))
(23) ((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))(4).
(24) ((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك))
(25) ((اللهم صل على النبي الأمي وصحبه وسلم))
هذا ما لزم بيانه من تنبيهات مهمة في تصحيح هذه العبادة العظيمة وبيان الدعاء المشروع فيها بضوابطه الشرعية وسياق بعض الأدعية الجامعة.
وعلي العبد المسلم اغتنام الذكر والدعاء مطلقا ومقيدا وأن يري الله من نفسه خيرا فيجتهد باللهج بهما وأن يكون لسانه دائما رطبا من ذكر الله تعالى وأن يذكره ويدعوه كثيرا بما وردت به الشريعة المطهرة."
وكما سبق القول الكتاب مبنى على باطل فلا وجود للدعاء في الصلاة كلها لكونها قراءة لبعض القرآن
المؤلف بكر بن عبد الله أبو زيد والكتاب يدور حول بعض المسائل المتعلقة بما يسمى دعاء القنوت وفى هذا قال المؤلف:
"أما بعد فهذه تنبيهات مهمة على بعض ما يتعلق بدعاء القنوت في الوتر من أمور كثير السؤال عن بعضها وانتشر بعض آخر ولم نعرف له أصلا فما رأيناه في الوارد ولا سمعنا أنه فيه بعد التحري والاستقراء وقد دعت الحاجة إلى بيانها لاسيما والقنوت عبادة جهرية حين يدعوا الإمام جهرا ويؤمن على دعائه المأمومون فيتلقنها المأموم والمتعين أن يتوارث الناس هدي النبي (ص) في تعبدهم ودعائهم وقنوتهم وسائر أحوالهم فذلك أزكى لهم وأطيب وأرجى لهم عند ربهم ومعبودهم ."
بداية لا وجود في دين الله لما يسمى دعاء القنوت باعتباره عبادة جهرية في الصلاة لأن الصلاة طبقا للقرآن ليست جهرية ولا سرية وإنما وسط بين الاثنين كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ومن ثم فالكتاب بنى على عبادة محرمة طبقا لكتاب الله ولكننا سنسير مع المؤلف في كتابه للتعليق وقد بين أنه قسم الكتاب لثلاثة فصول فقال:
"لما ذكر اقتضى الحال التنبيه على أمور منها ما هو خطأ والصواب خلافه ومنها ما هو مفضول والأفضل سواه ومنها ما هو اعتداء في الدعاء يأباه الله ورسوله والمؤمنون. ثم نص دعاء القنوت وضوابط الزيادة فيه شرعا ثم سياق بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة ليختار منها القانت قدرا لا يشق على المأمومين فإلى بيانها في فصول ثلاثة"
والفصل الأول في مجتنبات دعاء القنوت وفيها قال :
"الفصل الأول
تنبيهات في بيان ما يجتنب في القنوت
التنبيه الأول
إن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث.
فعلى من وفقه الله تعالى وصار إماما للناس في الصلوات وقنت في الوتر أن يجتهد في تصحيح النية وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد بضراعة وابتهال متخلصا مما ذكر مجتنبا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه.
التنبيه الثاني
يجتنب جلب أدعية مخترعة لا أصل لها فيها إغراب في صيغتها وسجعها وتكلفها حتى إن الإمام ليتكلف حفظها ويتصيدها تصيدا ولذا يكثر غلطه في إلقائها ومع ذلك تراه يلتزمها ويتخذها شعارا وكأنما أحيا سنة هجرتها الأمة.
التنبيه الثالث
يجتنب التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي (ص)لأن في سندها كذابا أو متهما بالكذب أو ضعيفا لا يقبل حديثه وهكذا.
ومنها حديث فرات عن علي قال قال لي علي (( ألا يقوم أحد فيصلي أربع ركعات فهديت فلك الحمد عظم حلمك فعفوت فلك الحمد ... إلى قوله ولا يبلغ مدحتك قول قائل )) رواه أبو يعلى بسند ضعيف لأن فيه عدة علل منها أن فرات بن سلمان لم يلق عليا فهو منقطع الإسناد .
ومع ذلك تسمع من يجهد نفسه بهذا الذكر فيغلط فيه ثم يغلط فهو في مجاهدة مع ذاكرته حتى يأتي به ولو أخذ بالصحيح الثابت عن النبي (ص) وهو ذكر مبارك سهل ميسور لكان أبر وأبرك وأقرب للإجابة وتأسيا بالنبي (ص) بما دعا به ربه سبحانه .
ومنها ما يروى عن أنس مرفوعا أن الرسول (ص)مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول (( يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ... الحديث )) أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) بسند فرد من لا يعرف وهو شيخ الطبراني وتدليس أحد رواته مع ثقته.
ومنها ما يروى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال (( نزل جبريل على النبي (ص)حتى ذكر كلمات من كنوز العرش وهي (( يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة ... إلى قوله أسألك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار )) رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد فإن رواته كلهم مدنيون ثقات )).
وقد تعقبه الحافظ الذهبي في ترجمة أحمد بن داود الصنعاني في الميزان (( الميزان 1/136 )) فقال(أتى بخبر لا يحتمل ثم ذكره))ثم علق على قول الحاكم المذكور(قال الحاكم صحيح الإسناد .قلت كلا.
قال فرواته كلهم مدنيون قلت كلا قال ثقات قلت أنا أتهم به أحمد.
وأما أفلح بن كثير فذكره ابن أبي حاتم ولم يتكلم عنه بشيء))انتهى.
وفيه أيضا عنعنة ابن جريج وهو مدلس.
فانظر نعوذ بالله من الخذلان كيف يتعلق الداعي بحديث هذه منزلته ويهجر الدعاء بآيات القرآن العظيم وما يثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي (ص)
ومنها التزام ما ورد بسند فيه واهي الحديث فلا يصح ومنه((اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين )). وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور.
لكن يحصل الغلط من جهات هي هجر الصحيح والتزام ما لم يصح والزيادة فيه بلفظ محتمل وهو(في مقامنا هذا)) فيحتمل أن يكون شرطا على الله فهو باطل ثم الزيادة بسجعات أضعافها.
وهكذا من تتابع سجع متكلف ودعاء مخترع لبعض المستجدات حتى قاربت العشرين على هذا الروي والنمط."
ونلاحظ أن منهج بكر أو زيد فيه تناقض هو يحرم قول اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين بسبب الإسناد الواهى مع أنه قال عنه" وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور"
فالحرمة هى بسبب مخالفة الأحكام وليس بسبب ضعف إسناد الحديث فالمقول كدعاء هو دعاء سواء قاله الرسول(ص) أم لم يقله وهو دعاءئ ليس فيه مخالفة حتى يتم رفضه
وقال بكر:
"التنبيه الرابع
ويجتنب قصد السجع في الدعاء والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد.
وقد ثبت في(صحيح البخاري)) رحمه الله تعالى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له(فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله (ص)وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).
ومن الأدعية المخترعة المسجوعة( اللهم ارحمنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض وارحمنا يوم العرض)).
ولا يرد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية فهي غير مقصودة ولا متكلفة ولهذا فهي في غاية الانسجام."
لم يرد في كتاب الله شىء عن السجع وحرمته ولكن العديد من آيات القرآن نفسه تسير على أسلوب السجع ومع هذا لم يحرم أحد هذا الأسلوب فالحرمة هى في مخالفة أحكام الله وليس في طريقة الكلام
والغريب أن كل ما يسمى بدعاء القنوت قائك على السجع كدعاء:
"اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق"
فالسطرين قائمين على السجع بحرف الكاف وحرف الدال
وكذلك دعاء:
"اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت"قائم على السجع بالتاء في الفعل
وطبقا لكلام بكر تكون كل أدعية القنوت لا أصل لها لقيامها جميعا على السجع
وقال :
ا"لتنبيه الخامس
ويجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة لما تحدثه من تحريك العواطف وإزعاج الأعضاء والبكاء والشهيق والضجيج والصعق إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم وقدراتهم وطاقاتهم قوة وضع فا.
ومن تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة أوصافا وتفصيلات ورص كلمات مترادفات يخرج عن مقصود الاستعاذة والدعاء إلى الوعظ والتخويف والترهيب.
وكل هذا خروج عن حد المشروع واعتداء على الدعاء المشروع وهجر له واستدراك عليه وأخشى أن تكون ظاهرة ملل وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها."
وعلى حد علمى فإن أى صيغة للدعاء خارجة من القلب مقبولة عند الله طالما أنها ليست في الصلاة لأن الصلاة هى ذكر لاسم الله أى قراءة للقرآن كما قال تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه"
وقال :
"فاسعوا إلى ذكر الله"
وقال :
"التنبيه السادس
ويجتنب التطويل بما يشق على المأمومين ويزيد أضعافا على الدعاء الوارد فيحصل من المشقة واستنكار القلوب وفتور المأمومين مما يؤدي إلى خطر عظيم يخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في مقدار القنوت في الوتر على ثلاث روايات
1- بقدر سورة إذا السماء انشقت).
2- بقدر دعاء عمر ويأتي.
3- كيف شاء.
لكن إذا كان القانت إماما فلا يختلفون في منع التطويل الذي يشق بالمأمومين وإذا كان النبي (ص)قال لمعاذ رضي الله عنه لما أطال في صلاة الفرضية(أفتان أنت يا معاذ؟)) فكيف في هذه الحال!
التنبيه السابع
ويجتنب إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء لكن فيها إدلال على الله تعالى حتى إنك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلا(اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا)) وقد يدعو بذلك في آخر رمضان ولا يقرنه بقوله(وتجاوز عن تقصيرنا وتفريطنا))."
والقول " اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا" ليس فيه إدلال على اله وإنما هو دعاء
وقال:
"التنبيه الثامن
ويترك زيادة ألفاظ لا حاجة إليها
في مثل قول الداعي((اللهم انصر المجاهدين في سبيلك)) فيزيد(في كل مكان)) أو يزيد( فوق كل أرض وتحت كل سماء)) ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لا محل لها بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا شرعا.
ومن الألفاظ المولدة لفظة(الشعب)) في الدعاء المخترع(واجعلهم رحمة لشعوبهم....)).
وهو من إطلاقات اليهود من أنهم (شعب الله المختار)).
ولا يلتبس عليك هذا بلفظ (الشعب)) في باب النسب فلكل منهما مقام معلوم لغة.
ومن الدعاء بأساليب الصحافة والإعلام قول بعض الداعين للأمة الإسلامية (وهي ترفل في ثوب الصحة والعافية)) فمادة(رفل)) مدارها على التبختر والخيلاء كما في الحديث المرفوع أن النبي (ص)قال( مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها )) رواه الترمذي . الرافلة أي المتبخترة.
فانظر كيف يحصل الدعاء بأن تقابل النعمة بالمعصية.
وهكذا يفعل التجاوز للسنن وهجر التفتيش بكتب العرب."
بكر هنا يجعل كلمة شعب كلمة يهودية فهل الله يهودى تعالى عن ذلك علوا كبيرا في قوله:
"وجعلكم شعوبا وقبائل"
وقال:
"التنبيه التاسع
ولا يأتي الإمام بأدعية ليس لها صفة العموم بل تكون خاصة بحال ضر أو نصرة ونحو ذلك.
ومنه الدعاء بدعاء نبي الله موسى (ص) في سورة طه 25/35 إلى قوله ((واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي)) إلى آخر الآيات.
ومنه دعاء الإمام بمن معه ((اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا)).
لما ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال النبي (ص) ((لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل ((اللهم أحيني...)) الحديث.
وعليه ترجم لنووي فى ((الأذكار)) بقوله ((باب كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان وجوازه إذا خاف فتنة في دينه)).
وما ورد بنحوه مطلقا محمول على هذا المقيد."
وبكر هنا يذكر حرمة قول اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا مع أن الحديث الذى ذكره كدليل حرمة يثبته اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
وقال :
"التنبيه العاشر
ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم ويؤمنون معه على دعاء مخترع لم يرد عن النبي (ص)أو يكونوا في شك من مشروعيته وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج.
ولو سمع بعض الأئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم وشكوى من التطويل وأدعية يؤمن عليها ولا يعرفها وتستنكرها القلوب لرجع إلى السنة من فوره.
فيجب على من وفقه الله وأم الناس في الصلاة أن يتقيد بالسنة وأن لأ يوظف مزاجه واجتهاداته مع قصور أهليته وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله تعالى وفي مناجاته وأنه في مقام القدوة وتلقن المسلمين للقنوت المشروع ونشره وتوارثهم له.
ومن استحضر هذه المعاني في قلبه لم يقع في شيء من ذلك نسال الله سبحانه البصيرة في دينه وأن لا يجعله ملتبسا علينا فنضل.
كما يجب على المأموم إحسان الظن بإمامه في الصلاة وأن يتحلى بالتحمل وأن لا يبادر إلى الاستنكار إلا بعد التأكد من أهل العلم الهداة ومن ثم يكون تبادل النصيحة بالرفق واللين والبعد كل البعد عن الشنيع وإلحاق الأذى به ومن فعل فقد احتمل إثما.
ولقد لوحظ أن بعض المأمومين لا يتابع الإمام برفع اليدين للدعاء والتأمين وهذه مشاقة وحرمان."
وقطعا لا وجود في الدعاء لرفع اليدين لأن الله ليس له جهة كخلقه كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وفى الفصل الثانى ذكر صيغة الدعاء فقال :
"الفصل الثاني
دعاء قنوت الوتر المشروع وضوابط الزيادة فيه
وهنا يحسن بيان الدعاء المشروع في((قنوت الوتر)) بضوابطه الشرعية وهي
1- على الإمام القانت في ((صلاة الوتر)) التزام اللفظ الوارد عن النبي (ص)الذي علمه سبطه الحسن بن علي فيدعو به بصيغة الجمع مراعاة لحال المأمومين وتأمينهم عليه ونصه
((اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت لا منجا منك إلا إليك)).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن النبي (ص)كان يقول في آخر وتره
((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).
ثم يصلي على النبي (ص)كما ثبت عن بعض الصحابة في آخر قنوت الوتر منهم أبي ابن كعب ومعاذ الأنصاري
وليتنبه فإن ضبط لفظ ( ولا يذل )) بفتح الياء وكسر الذال وضبط لفظ ( ولا يعز )) بفتح الياء وكسر العين."
ودعاء القنوت باطل لاحتوائه على حملة مخالفة لشرع الله وهى :
"وقنا شر ما قضيت "
فالوقاية من القضاء محالة لأنه ما قضى الله ربد من وقوعه كما قال تعالى :
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
فكل المكتوب وهو القضاء سيخلق فيما بعد قال :
"وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
ومن ثم فالوقاية محالة وإلا لطلب أيوب(ص) منع الشر الذى أصيب به من الأمراض وكذلك لطلب يعقوب منه الشر عنه وهو العمى بسبب حزنه على يوسف(ص)
وقال :
2- ليحرص الإمام على أداء الدعاء بالكيفية الشرعية بضراعة وابتهال وصوت بعيد عن التلحين والتطريب.
3- إن زاد على الوارد المذكور فعليه مراعاة خمسة أمور
1. أن تكون الزيادة من جنس المدعو به في دعاء القنوت المذكور.
2. وأن تكون الزيادة من الأدعية العامة في القرآن والسنة.
3. وأن يكون محلها بعد القنوت الوارد في حديث الحسن وقبل الوارد في حديث علي رضي الله عنهما.
4. وأن لا يتخذ الزيادة فيه شعارا يداوم عليه.
5. وأن لا يطيل إطالة تشق على المأمومين.
4- قد يحصل من الأمور العارضة ما يأتي لها الداعي من إمام وغيره بدعاء مناسب لها كالاستغاثة حال الجدب لكن لا يجعله راتبا لا يتغير بحال.
ومن أعمل هذا الفرق بين الدعاء الراتب والدعاء لأمر عارض كسب السنة وانحلت عنه إشكالات كثيرة.
ومن ذلك دعاء أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب وهو
((اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم عذب الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسول الله (ص)وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذى عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم)).
ومن العلماء من قال بعمومه في الوتر وهو مذهب الحنابلة."
وحديث القنوت عن عمر باطل لم يقله بسبب جملة :
"وألق عليهم رجزك"
فالرجز لم يعد ينزل على الناس بسبب منع الآيات المعجزات عنهم وهو عذاب مهلك للكل ولم يعد أحد يرى هلاك كل الكفار مرة واحدة كمال كان قبل خاتم النبيين(ص)
وذكر بعض الأدعية في الفصل الثالث فقال:
"الفصل الثالث
ذكر بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة
أسوق هنا دعاء القنوت المتقدم في أول القنوت وآخره ثم أسوق بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة ليختار منها من رغب الزيادة في القنوت ما شاء وسياق المرويات منها بصيغة الجمع حتى تناسب الدعاء بها من الإمام وهي
(1) ((اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.لا منجا منك إلا إليك))
(2) ((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا))
وهذا الدعاء باطل لطلبه محالا وهو الابقاء على الأسماع وألبصار والقوات طول الحياة فسنة الحياة هى ضعف كل من يلغ الشيخوخة كما قال زكريا(ص):
" رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا"
ثم قال :
(3) ((ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار))
(4) ((ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين))
(5) ((ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))
(6) ((ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا))
(7) ((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم))
(8) ((ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)
(9) ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))
(10) ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))
(11) ((اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا))
(12) ((اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)
(13) ((اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك))
(14) ((يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك))
(15) ((اللهم لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصمنا اللهم إنا نعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنا أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون))
(16) ((اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر)
(17) ((اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا من وما لم نعلم ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ونسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا))
الدعاء باطل بسبب طلبه محالا وهو جعل القضاء كله خير فالقضاء كما قال تعالى خيرا وشر :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقال :
(18) ((اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.يا ذا الجلال والإكرام.يا حي يا قيوم))
(19) ((اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء))
نفس الخطأ وهو طلب الحماية من سو القضاء وهو محال
وقال :
(20) ((اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك))
(21) ((اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهم وعذاب القبر اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها))
الخطأ وجود عذاب في القبر وهو ما يخالف كون العذاب في النار الموعودة في السماء كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وهو ما يسمى عذاب البرزخ
وقال :
(22) ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا))
(23) ((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))(4).
(24) ((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك))
(25) ((اللهم صل على النبي الأمي وصحبه وسلم))
هذا ما لزم بيانه من تنبيهات مهمة في تصحيح هذه العبادة العظيمة وبيان الدعاء المشروع فيها بضوابطه الشرعية وسياق بعض الأدعية الجامعة.
وعلي العبد المسلم اغتنام الذكر والدعاء مطلقا ومقيدا وأن يري الله من نفسه خيرا فيجتهد باللهج بهما وأن يكون لسانه دائما رطبا من ذكر الله تعالى وأن يذكره ويدعوه كثيرا بما وردت به الشريعة المطهرة."
وكما سبق القول الكتاب مبنى على باطل فلا وجود للدعاء في الصلاة كلها لكونها قراءة لبعض القرآن