رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك
صاحب المقال ياسين حنكاز وهو يدور حول الحرب الإعلامية التى تشنها النظم الحاكمة ليس بالضرورة ضد الأعداء ولكن أحيانا تشنها ضد شعبها حتى يقوم هو بتحقيق أهداف النظام وهو لا يدرى
قطعا النظم الحاكمة عبر التاريخ هى نظم كافرة غالبا هدفها المعلن غير هدفها الخفى فالهدف المعلن في مقدمات الدساتير المكتوبة وغير المكتوبة هو :
العدالة بين الناس أو بمعنى الجملة الشهيرة :
الأفراد متساوون في الحقوق والواجبات
ومن ثم وجدنا الأغنياء وهم اكابر القوم أو أكابر المجرمين يبينون للعامة وهم بقية القوم أن الهدف من محاربة الرسل (ص) هو أن يكونوا معهم سواء لأنهم مثلهم وفى هذا قال تعالى :
"وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون"
ومع نهيهم العامة عن طاعة بشر مثلهم إلا أنهم يأمرونهم بطاعتهم هم مع أنهم بشر مثلهم وفى هذا قال تعالى :
" وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا"
وقال :
" فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شىء"
إذا الهدف المعلن غير الهدف الخفى وهو أنه لا مساواة بين البشر فلا يمكن أن يستوى عندهم الملأ بالعامة وتجد هذا في المزايا والوظائف التى تعطى للرؤساء والملوك والمجالس النيابية وسواها والتى تجعل الجملة الشهيرة بلا قيمة تذكر
استهل حنكاز مقاله بأصل كلمة البروباغندا معتبرا إياها السلاح الأشد فتكا فقال :
"البروباغاندا هي كلمة لاتينية تعني نشر المعلومات المضللة
مرحباً إخواني، سأتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن سلاح، نعم سلاح لكن ليس كالأسلحة التي خطرت في بالك لا بل سلاح من نوع آخر أكثر فتكا يحمل اسم البروباغاندا .. هذا السلاح الذي يعيش معك ولا تدري أنت ذلك.
إذا فما هو هذا السلاح؟ وما هي أنواعه؟
وما تجلياته؟ ومن يصنعه؟
وما أساليبه أوتقنياته؟ ثم كيف لمجتمعٍ ما أن يحاربه؟.
هذه الأسئلة المطروحة سنسبر بها أغوار هذا الأخير إنشاء الله."
وعرف معنى الكلمة فقال :
"البروباغاندا هي كلمة لاتينية تعني نشر المعلومات المضللة، وتختلف التعريفات عنها لكنها تتفق في كونها استخدام تكتيكات دعائية معينة لتغيير النفس العام للجمهور المستهدف عبر توجيهه لتبني قضية ما في غياب سبب منطقي ملموس يعزز هذه القناعة المولدة بصنع مشاعر وعواطف عند هذا الجمهور تدفعه لهذه القناعة دون علمه بذلك."
قطعا حرب التضليل موجودة منذ القدم لتبرير الامتياز من قبل المخلوقات وهو ما أعلنه إبليس :
" خلقتنى من نار وخلقته من طين "
ودخل بنا حنكاز في التضليل المعاصر ولم يشر لشىء من القديم فقال :
"جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازية الألماني "1897 - 1945 " يعرف البروباغندا على أنها استخدام معلومات ذات طبيعة منحازة أو مضللة من اجل الترويج لقضية سياسية أو وجهة نظر.
في سنة 1916 كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة الرئيس "وودروويلسون"، لم تكن لدى الشعب الأمريكي أي رغبة أو قناعة لدخول أي حرب، وأعني هنا الحرب العالمية الأولى، على عكس الإدارة الأمريكية التي كانت ملتزمة بمواقف سياسية تجاه حلفاءها الأوربيين، فكان لابد من فعل شيء لتغيير رأي وتوجه الشعب الأمريكي ودفعه لقبول دخول الحرب، وهكذا أنشئت لجنة للدعاية الحكومية تحمل اسم "لجنة كريل" استطاعت خلال زمن قياسي أن تغير آراء المواطنين وتحولهم من أناس مسالمين إلى وحوش كاسرة متعطشة للدماء الألمانية.
بعد هذا النجاح في التكتيك الإعلامي توسلت الإدارة نفس المسار لإثارة الجزع من التمدد الشيوعي بالعالم، وكان هذا الأخير قد قضى على حرية الصحافة وحرية الرأي والفكر السياسي وقضى أيضاً على الحركات النقابية وجند جميع الطاقات قسرا للدعاية والتحريض ضد الرأسمالية، مما تسبب بقلق بالغ للإدارة الأمريكية، ولم يكن أمام الإدارة سوى شن دعاية إعلامية مضادة لهذه التوجهات السوفيتية الخطيرة والتي يمكن أن تسبب مفاجئات غير متوقعة.
وقد وظفت البروباغاندا أيضاً في حرب "ستالينغراد" بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي السابق، في الواقع كانت موسكو ستخسر الحرب، وكان ستالين يقضي أيامه في شرب الفودكا وهو يائس تماما من النصر، لكن حدث فجأة ما قلب الموازين لصالح السوفييت ففازوا بالحرب، لكن كيف؟ .. عبر الإعلام والدعاية الموجهة، حينما حولوا "فاسيلي زايتسيف" وهو جندي مغمور وقناص لا يملك من الحنكة إلا الشيء القليل إلى بطل قومي جبار وجسور يستطيع قتل 5 جنود في أقل من 3 ثواني. وهكذا ساهم العامل النفسي في تغيير تفكير الجنود الروس ورفع معنوياتهم المنهارة، تبين لهم بأن الجندي الألماني ليس خارقا أو يستحيل هزيمته كما كانت تروج الدعاية النازية، وهكذا أخذ الجنود السوفييت يقاتلون حتى آخر رمق بلا خوفٍ أو وجل"
وأعادنا حنكاز إلى استعمال حرب التضليل في القدين فقال :
"وقد استخدمت البروباغاندا على مر التاريخ، في الحروب الصليبية والحركة البروتستانتية ومجابهتها من طرف الكنيسة، وكذلك في العالم الإسلامي واستخدمت على الدوام ضد الخصوم الدينيين والسياسيين."
وقسم الرجل حرب التضليل لبيضاء وسوداء فقال :
"والبروباغاندا نوعان:
النوع الأول حينما يكتشف المستهدف أن هناك محاولة للتأثير عليه من قبل جهات معلنة عن أهدافها وقناعاتها هذا ما يسمى "بالبروباغاندا البيضاء "
أما النوع الثاني فهو عندما يتعرض المستهدف للبروباغاندا من قبل جهات تكون أهدافها وقناعاتها ومصادرها خفية مضمرة ونادراً ما يعي ويكتشف أن هناك محاولة للتأثير عليهم وهذا ما يسمى "بالبروباغاندا السوداء" لكن في الغالب تكون البروباغاندا الموظفة مزيج بين الاثنين بخطة كاملة متكاملة تخاطب الوعي والعقل واللاوعي والغريزة في نفس الوقت."
قطعا لا وجود لتضليل أبيض فالتضليل كله واحد عندما يتعلق بالكذب على الناس لتحقيق أهداف ليست أهدافهم وإنما هى أهداف السلطة الحاكمة وقد تحدث عن الجهات المشاركة فيها فقال :
"والبروباغاندا تصنعها كل الجهات السياسية والعسكرية والنقابية والأحزاب ... ، كل هؤلاء يصنعونها لأنهم يتحكمون في وسائل الإعلام (الإنترنيت - التلفاز)."
وحدثنا عن أساليب التضليل متعددة وليست واحدة فقال :
"ولا تعتمد البروباغاندا على أسلوب أو تقنية بل تتعدد منها:
تقنية "صرف الانتباه والإلهاء" وهي تقنية أساسية وحاسمة لتحقيق التحكم والسيطرة على المجتمعات، وتتمركز حول تحويل انتباه الرأي العام من القضايا الجوهرية المتمثلة في ما يطرأ على قرارات النخب السياسية والاقتصادية وتفعل بشكل دائم أساليب التسلية واللهو وكل ما هو تافه لا قيمة له في الوقت التي تقف بالمرصاد أمام محاولة الناس التركيز على المعارف الأساسية بكل مجالاتها.
ليس هذا فقط بل هناك تقنية أخرى تسمى "بالأزمة والحل" تتمحور حول خلق السلطة لأزمات ثم بعد ذلك تقديم حلول لمحاربتها، وتمر هذه التقنية عبر 3 مراحل هي:
أولا: خلق المشكلة
ثانياً: مراقبة ردة الفعل
ثالثاً: تقديم الحل تخلق السلطة المشكلة من أجل أن تثير ردة فعل تساعد السلطة على معرفة ماذا يملكه الشعب من حدة في ردة فعله وكيف سيتعامل مع الأهداف التي خططت السلطة لتنفيذها.
وتسيطر السلطة على وعي الناس عبر إبقائهم منغمسين في الجهل وتشجعهم على استحسان رداءة الجو العام الاجتماعي والسياسي والإقتصادي لدرجة أن يرضى الفرد على حال البلد وأوضاعه وهذا مرتبط بعمق معرفة السلطة لنا أكثر مما نعرف أنفسنا، كما توظف السلطة إيديولوجية معينة في التعليم لكي تتحكم في معرفة الشعب.
وفي سياق الحديث هنالك نقطة مهمة تتمثل في كون السلطة السياسية تكره أي تغيير مفاجئ في أرض الواقع دون أن تكون مجريةً له أي حساب ودون أن تحكم سيطرتها عليه بمعنى آخر أن يحدث حدث ما وبسرعة يصبح في صدارة الوقائع والأحداث."
إذا كل السلطات الحاكمة الحالية والسابقة كلها تعمل على التضليل بلا استثناء ما عدا السلطة العادلة وهى المسلمين الذين حكموا الناس بحكم الله في فترات قصيرة نسبيا إذا قيست بفترات حكم الضلال
وتحدث حنكاز عن أن المجتمع الذى يريد هزيمة حرب التضليل عليه أن يحدد كراهية النظام الحالى ومعرفة النظام العادل وكيفية تطبيقه فقال :
"لكي يحارب مجتمع ما البروباغاندا ويحقق غاياته بعيداً عن غايات صناع البروباغاندا لابد أن يحدد 3 أشياء:
أولاً؛ الوضع الحالي
ثانياً؛ الوضع في المستقبل المرغوب فيه
ثالثاً؛ كيف يمكن أن ينتقل من الوضع الحالي إلى الوضع المستقبلي
هذا من جهة ومن جهة أخرى عليه أن يتعلم التفكير والاستنتاج السليم الذي يحمي من التلاعب بالوعي حيث وفي هذا السياق يقول الفيلسوف "نيتشه": (يكمن التقدم الأعظم الذي أحرزه الإنسان في كونه يتعلم الاستنتاج الصحيح)
هذا يدل على أن الاستنتاج السليم شيء مركزي وجوهري لمحاربة البروباغاندا.
لكن كل هذه الخطوات تبقى نسبية لأن موضوع محاربة البروباغاندا موضوع عميق ومعقد شغل بال العديد من الكتاب والفلاسفة على مر التاريخ. "
قطعا الحل هو إرادة المجتمع التغير للأحسن وهو العدل وإيمانه بذلك وعمله على ذبك كما قال تعالى :
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
صاحب المقال ياسين حنكاز وهو يدور حول الحرب الإعلامية التى تشنها النظم الحاكمة ليس بالضرورة ضد الأعداء ولكن أحيانا تشنها ضد شعبها حتى يقوم هو بتحقيق أهداف النظام وهو لا يدرى
قطعا النظم الحاكمة عبر التاريخ هى نظم كافرة غالبا هدفها المعلن غير هدفها الخفى فالهدف المعلن في مقدمات الدساتير المكتوبة وغير المكتوبة هو :
العدالة بين الناس أو بمعنى الجملة الشهيرة :
الأفراد متساوون في الحقوق والواجبات
ومن ثم وجدنا الأغنياء وهم اكابر القوم أو أكابر المجرمين يبينون للعامة وهم بقية القوم أن الهدف من محاربة الرسل (ص) هو أن يكونوا معهم سواء لأنهم مثلهم وفى هذا قال تعالى :
"وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون"
ومع نهيهم العامة عن طاعة بشر مثلهم إلا أنهم يأمرونهم بطاعتهم هم مع أنهم بشر مثلهم وفى هذا قال تعالى :
" وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا"
وقال :
" فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شىء"
إذا الهدف المعلن غير الهدف الخفى وهو أنه لا مساواة بين البشر فلا يمكن أن يستوى عندهم الملأ بالعامة وتجد هذا في المزايا والوظائف التى تعطى للرؤساء والملوك والمجالس النيابية وسواها والتى تجعل الجملة الشهيرة بلا قيمة تذكر
استهل حنكاز مقاله بأصل كلمة البروباغندا معتبرا إياها السلاح الأشد فتكا فقال :
"البروباغاندا هي كلمة لاتينية تعني نشر المعلومات المضللة
مرحباً إخواني، سأتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن سلاح، نعم سلاح لكن ليس كالأسلحة التي خطرت في بالك لا بل سلاح من نوع آخر أكثر فتكا يحمل اسم البروباغاندا .. هذا السلاح الذي يعيش معك ولا تدري أنت ذلك.
إذا فما هو هذا السلاح؟ وما هي أنواعه؟
وما تجلياته؟ ومن يصنعه؟
وما أساليبه أوتقنياته؟ ثم كيف لمجتمعٍ ما أن يحاربه؟.
هذه الأسئلة المطروحة سنسبر بها أغوار هذا الأخير إنشاء الله."
وعرف معنى الكلمة فقال :
"البروباغاندا هي كلمة لاتينية تعني نشر المعلومات المضللة، وتختلف التعريفات عنها لكنها تتفق في كونها استخدام تكتيكات دعائية معينة لتغيير النفس العام للجمهور المستهدف عبر توجيهه لتبني قضية ما في غياب سبب منطقي ملموس يعزز هذه القناعة المولدة بصنع مشاعر وعواطف عند هذا الجمهور تدفعه لهذه القناعة دون علمه بذلك."
قطعا حرب التضليل موجودة منذ القدم لتبرير الامتياز من قبل المخلوقات وهو ما أعلنه إبليس :
" خلقتنى من نار وخلقته من طين "
ودخل بنا حنكاز في التضليل المعاصر ولم يشر لشىء من القديم فقال :
"جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازية الألماني "1897 - 1945 " يعرف البروباغندا على أنها استخدام معلومات ذات طبيعة منحازة أو مضللة من اجل الترويج لقضية سياسية أو وجهة نظر.
في سنة 1916 كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة الرئيس "وودروويلسون"، لم تكن لدى الشعب الأمريكي أي رغبة أو قناعة لدخول أي حرب، وأعني هنا الحرب العالمية الأولى، على عكس الإدارة الأمريكية التي كانت ملتزمة بمواقف سياسية تجاه حلفاءها الأوربيين، فكان لابد من فعل شيء لتغيير رأي وتوجه الشعب الأمريكي ودفعه لقبول دخول الحرب، وهكذا أنشئت لجنة للدعاية الحكومية تحمل اسم "لجنة كريل" استطاعت خلال زمن قياسي أن تغير آراء المواطنين وتحولهم من أناس مسالمين إلى وحوش كاسرة متعطشة للدماء الألمانية.
بعد هذا النجاح في التكتيك الإعلامي توسلت الإدارة نفس المسار لإثارة الجزع من التمدد الشيوعي بالعالم، وكان هذا الأخير قد قضى على حرية الصحافة وحرية الرأي والفكر السياسي وقضى أيضاً على الحركات النقابية وجند جميع الطاقات قسرا للدعاية والتحريض ضد الرأسمالية، مما تسبب بقلق بالغ للإدارة الأمريكية، ولم يكن أمام الإدارة سوى شن دعاية إعلامية مضادة لهذه التوجهات السوفيتية الخطيرة والتي يمكن أن تسبب مفاجئات غير متوقعة.
وقد وظفت البروباغاندا أيضاً في حرب "ستالينغراد" بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي السابق، في الواقع كانت موسكو ستخسر الحرب، وكان ستالين يقضي أيامه في شرب الفودكا وهو يائس تماما من النصر، لكن حدث فجأة ما قلب الموازين لصالح السوفييت ففازوا بالحرب، لكن كيف؟ .. عبر الإعلام والدعاية الموجهة، حينما حولوا "فاسيلي زايتسيف" وهو جندي مغمور وقناص لا يملك من الحنكة إلا الشيء القليل إلى بطل قومي جبار وجسور يستطيع قتل 5 جنود في أقل من 3 ثواني. وهكذا ساهم العامل النفسي في تغيير تفكير الجنود الروس ورفع معنوياتهم المنهارة، تبين لهم بأن الجندي الألماني ليس خارقا أو يستحيل هزيمته كما كانت تروج الدعاية النازية، وهكذا أخذ الجنود السوفييت يقاتلون حتى آخر رمق بلا خوفٍ أو وجل"
وأعادنا حنكاز إلى استعمال حرب التضليل في القدين فقال :
"وقد استخدمت البروباغاندا على مر التاريخ، في الحروب الصليبية والحركة البروتستانتية ومجابهتها من طرف الكنيسة، وكذلك في العالم الإسلامي واستخدمت على الدوام ضد الخصوم الدينيين والسياسيين."
وقسم الرجل حرب التضليل لبيضاء وسوداء فقال :
"والبروباغاندا نوعان:
النوع الأول حينما يكتشف المستهدف أن هناك محاولة للتأثير عليه من قبل جهات معلنة عن أهدافها وقناعاتها هذا ما يسمى "بالبروباغاندا البيضاء "
أما النوع الثاني فهو عندما يتعرض المستهدف للبروباغاندا من قبل جهات تكون أهدافها وقناعاتها ومصادرها خفية مضمرة ونادراً ما يعي ويكتشف أن هناك محاولة للتأثير عليهم وهذا ما يسمى "بالبروباغاندا السوداء" لكن في الغالب تكون البروباغاندا الموظفة مزيج بين الاثنين بخطة كاملة متكاملة تخاطب الوعي والعقل واللاوعي والغريزة في نفس الوقت."
قطعا لا وجود لتضليل أبيض فالتضليل كله واحد عندما يتعلق بالكذب على الناس لتحقيق أهداف ليست أهدافهم وإنما هى أهداف السلطة الحاكمة وقد تحدث عن الجهات المشاركة فيها فقال :
"والبروباغاندا تصنعها كل الجهات السياسية والعسكرية والنقابية والأحزاب ... ، كل هؤلاء يصنعونها لأنهم يتحكمون في وسائل الإعلام (الإنترنيت - التلفاز)."
وحدثنا عن أساليب التضليل متعددة وليست واحدة فقال :
"ولا تعتمد البروباغاندا على أسلوب أو تقنية بل تتعدد منها:
تقنية "صرف الانتباه والإلهاء" وهي تقنية أساسية وحاسمة لتحقيق التحكم والسيطرة على المجتمعات، وتتمركز حول تحويل انتباه الرأي العام من القضايا الجوهرية المتمثلة في ما يطرأ على قرارات النخب السياسية والاقتصادية وتفعل بشكل دائم أساليب التسلية واللهو وكل ما هو تافه لا قيمة له في الوقت التي تقف بالمرصاد أمام محاولة الناس التركيز على المعارف الأساسية بكل مجالاتها.
ليس هذا فقط بل هناك تقنية أخرى تسمى "بالأزمة والحل" تتمحور حول خلق السلطة لأزمات ثم بعد ذلك تقديم حلول لمحاربتها، وتمر هذه التقنية عبر 3 مراحل هي:
أولا: خلق المشكلة
ثانياً: مراقبة ردة الفعل
ثالثاً: تقديم الحل تخلق السلطة المشكلة من أجل أن تثير ردة فعل تساعد السلطة على معرفة ماذا يملكه الشعب من حدة في ردة فعله وكيف سيتعامل مع الأهداف التي خططت السلطة لتنفيذها.
وتسيطر السلطة على وعي الناس عبر إبقائهم منغمسين في الجهل وتشجعهم على استحسان رداءة الجو العام الاجتماعي والسياسي والإقتصادي لدرجة أن يرضى الفرد على حال البلد وأوضاعه وهذا مرتبط بعمق معرفة السلطة لنا أكثر مما نعرف أنفسنا، كما توظف السلطة إيديولوجية معينة في التعليم لكي تتحكم في معرفة الشعب.
وفي سياق الحديث هنالك نقطة مهمة تتمثل في كون السلطة السياسية تكره أي تغيير مفاجئ في أرض الواقع دون أن تكون مجريةً له أي حساب ودون أن تحكم سيطرتها عليه بمعنى آخر أن يحدث حدث ما وبسرعة يصبح في صدارة الوقائع والأحداث."
إذا كل السلطات الحاكمة الحالية والسابقة كلها تعمل على التضليل بلا استثناء ما عدا السلطة العادلة وهى المسلمين الذين حكموا الناس بحكم الله في فترات قصيرة نسبيا إذا قيست بفترات حكم الضلال
وتحدث حنكاز عن أن المجتمع الذى يريد هزيمة حرب التضليل عليه أن يحدد كراهية النظام الحالى ومعرفة النظام العادل وكيفية تطبيقه فقال :
"لكي يحارب مجتمع ما البروباغاندا ويحقق غاياته بعيداً عن غايات صناع البروباغاندا لابد أن يحدد 3 أشياء:
أولاً؛ الوضع الحالي
ثانياً؛ الوضع في المستقبل المرغوب فيه
ثالثاً؛ كيف يمكن أن ينتقل من الوضع الحالي إلى الوضع المستقبلي
هذا من جهة ومن جهة أخرى عليه أن يتعلم التفكير والاستنتاج السليم الذي يحمي من التلاعب بالوعي حيث وفي هذا السياق يقول الفيلسوف "نيتشه": (يكمن التقدم الأعظم الذي أحرزه الإنسان في كونه يتعلم الاستنتاج الصحيح)
هذا يدل على أن الاستنتاج السليم شيء مركزي وجوهري لمحاربة البروباغاندا.
لكن كل هذه الخطوات تبقى نسبية لأن موضوع محاربة البروباغاندا موضوع عميق ومعقد شغل بال العديد من الكتاب والفلاسفة على مر التاريخ. "
قطعا الحل هو إرادة المجتمع التغير للأحسن وهو العدل وإيمانه بذلك وعمله على ذبك كما قال تعالى :
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "