- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
قطاع الصناعة الأمريكي يبعث أنوارا ساطعة على الساحة الاقتصادية
يواصل قطاع الصناعة الأمريكي عزيزي القارئ إظهار المزيد من بوادر التعافي التدريجي سواءا من ناحية الأنشطة الاقتصادية أو حتى الأوضاع خلال الفترة الأخيرة، حيث صدر اليوم مؤشر نيويورك الصناعي ليشير إلى ارتفاع خلال شهر نيسان الحالي، ليؤكد التوسع والتحسن في قطاع الصناعة الأمريكي، ناهيك أيضا عن ارتفاع المؤشر بأعلى من التوقعات وبأفضل من القراءة السابقة أيضا.حيث أن مؤشر نيويورك الصناعي ارتفع خلال نيسان بمقدار 31.86 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 22.86 وبأعلى من التوقعات التي بلغت 24.00، وذلك ما يؤكد أن قطاع الصناعة الأمريكي يسير فعلا على خطى التعافي من الأزمة الأسوأ من الركود منذ الكساد العظيم، مع العلم أن قطاع الصناعة تمكن من التوسع خلال شهر آب من العام 2009 للمرة الأولى منذ الأزمة، وبذلك المؤشر والصادر اليوم يشير القطاع إلى استمرارية التوسع بأفضل من التوقعات.
كما أشار التقرير الصادر على هامش المؤشر إلى أن الأسعار المدفوعة ارتفعت بشكل كبير إلى 41.77 مقابل 29.63، بينما الأسعار المقبوضة فقد ارتفعت إلى 6.33 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 8.64، في حين أن الطلبات الصناعية الجديدة ارتفعت بمقدار 29.49 فقط خلال نيسان مقابل ارتفاعها خلال آذار بمقدار 25.43، مضيفين أن الشحنات ارتفعت بمقدار 32.10 مقابل 25.58.
واضعين بعين الاعتبار أن الاهتمام الأكبر ينصب حول مستويات المخزونات التي ارتفعت خلال شهر نيسان إلى 11.39 مقابل القراءة السابقة التي بلغت 4.94، الأمر الذي يثبت المسألة التي تكمن في أن قطاع الصناعة يعد الداعم الأكبر لمرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى تراجع زمن التوصيلات إلى 7.59 مقابل الارتفاع السابق الذي بلغ 1.23، أما بالنسبة إلى أعداد الموظفين فقد تحسنت لتصل إلى 29.11 خلال شباط مقابل 17.28.
وعلى ما يبدو وأن قطاع الصناعة الأمريكي يواصل سيره على خطى ثابتة نحو التعافي حيث تمكن من التوسع خلال شهر آب من العام 2009 للمرة الأولى منذ شهر تشرين الثاني للعام 2008، ومن المتوقع أن يكمل مسيرة التوسع هذه خلال الفترة المقبلة ليشكل الدعم للنشاطات الاقتصادية في الولايات المتحدة ويكون سببا في نمو الاقتصاد الأكبر في العالم.
مشيرين إلى أن المستثمرين سيتلّقون الثقة خلال اليوم، وذلك نظرا للبيانات الداعمة والصادرة عن قطاع الصناعة، إلى جانب تأهبهم لنتائج الشركات التي ستصدر اليوم، حيث أن شركة جوجل ستفرج عن أدائها المالي خلال الربع الأول من هذا العام، حيث من المتوقع أن تشير إلى أرباح تصل إلى 6.615 دولار للسهم الواحد، وبالتالي فمن المحتمل أن يكون التفاؤل عنوانا لتداولات اليوم عن إثر البيانات التي صدرت عن قطاع الصناعة.
ولكن بالمقابل أتت البيانات الصادرة عن قطاع العمالة الأمريكي متباينة، حيث صدر التقرير الأسبوعي لطلبات الإعانة الأمريكية للأسبوع المنتهي في العاشر من نيسان والذي ارتفع إلى 484 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 460 ألف وبأعلى من التوقعات التي بلغت 440 ألف طلب، في حين ارتفعت طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في الثالث من نيسان إلى 4639 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 4566 الف طلب وبأعلى أيضا من التوقعات التي بلغت 4580 ألف طلب، الأمر الذي يشير إلى تباين في أداء قطاع العمالة الأمريكي وسط ضعف الأوضاع الاقتصادية، وذلك على الرغم من التحسن الملحوظ الذي شهده الاقتصاد خلال الفترة الأخيرة.
مشيرين إلى ان أوضاع التشديد الائتماني دفعت البنوك إلى تضييق الشروط للحصول على قروض سواءا للمستهلكين أو للشركات، مما أثقل كاهل قطاع العمالة الذي يحاول جاهدا تحقيق الاستقرار ليلحق بباقي القطاعات الرئيسية، محققين النمو والتوسع خلال العام المقبل عن طريق تحسن مستويات الإنفاق لدى المستهلكين.
إضافة إلى ذلك فقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي مؤشر صافي التدفقات النقدية عن شهر شباط والذي أشار إلى فائض بأعلى من التوقعات، وذلك نظرا للتحسن الملحوظ الذي شوهد في النشاطات الاقتصادية إلى جانب ارتفاع الأسهم والتي شهدت قفزة نوعية خلال الأيام الأخيرة من العام المنصرم، حيث ارتفع صافي التفقات النقدية طويلة الأمد بمقدار 47.1 مليار دولار مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 19.1 مليار دولار والتي تم تعديلها إلى 15.0 مليار دولار، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 29.7 مليار دولار.
أما بالنسبة لمجمل التفقات النقدية الأمريكية فقد ارتفعت خلال الشهر نفسه لتصل إلى 9.0 مليار دولار أمريكي مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -33.4 مليار دولار والتي تم تعديلها إلى -10.2 مليار دولار.
وهذا ما يؤكد ما ذكرناه أعلاه وهو أن المؤشرات الأمريكية ستنتعش اليوم وسط اجتياح التفاؤل والأمل في نفوس المستثمرين، وهذا ما سيشكل دعما أيضا للسلع الأساسية والاستثمارات ذات العائد العالي التي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا اليوم أيضا، مما سيشكل ضغطا على الدولار الأمريكي إلى جانب العملات ذات العائد المتدني خلال اليوم.
مشيرين أخيرا إلى أن الاقتصاد الأمريكي من المتوقع أن يكمل مسيرته نحو التعافي خلال هذا العام ليخرج من الأزمة المالية الأسوأ منذ عقود وذلك حتى يتمكن من الوصول إلى مرحلة النمو على المدى البعيد خلال العام 2011، مع العلم أن البنك الفدرالي توقع أن معدلات البطالة ستبقي ضمن المستويات الأعلى لها منذ 26 عام، إذ أنها الآن تقف عند 9.7% مضيفين لها أوضاع التشديد الائتماني التي من المحتمل أن تعيق سير الاقتصاد نحو التعافي خلال العام المقبل.