كتاب بيج يشير إلى ارتفاع وتيرة الأنشطة الاقتصادية ضمن الاقتصاد الأمريكي بشكل معتدل

[طارق جبور]

   

 

 

كتاب بيج يشير إلى ارتفاع وتيرة الأنشطة الاقتصادية ضمن الاقتصاد الأمريكي بشكل معتدل​

أصدر البنك الفدرالي الأمريكي اليوم كتاب بيج والذي اشتمل على أداء الاقتصاد الأمريكي خلال فترة الماضية وبالتحديد في الفترة الواقعة ما بين منتصف شهر تشرين الأول وحتى منتصف شهر تشرين الثاني على مستوى إثني عشر مقاطعة فدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار التقرير أن النشاطات الاقتصادية واصلت تحسنها بشكل معتدل في معظم المقاطعات.
وأشار التقرير أن الأنشطة الصناعية واصلت توسعها في معظم المقاطعات، في حين أشار التقرير إلى أن أنشطة تصنيع المعادن والسيارات أظهرت نمواً قوياً في فترة إعداد التقرير، مع الإشارة إلى ان التقرير أكد على أن مستويات الإنفاق تواصل تحسنها التدريجي والمعتدل وبشكل إيجابي، وسط تركيز أنفاق المستثمرين على السلع الأساسية، إلا أن التقرير أشار إلى أن موسم العطلات والأعياد والذي يوشك على البداية سيكون إيجابياً من حيث مستويات الإنفاق.
ومن جهة أخرى فقد أشار التقرير إلى أن السياحة شهدت تحسناً في كافة المقاطعات الأمريكية، وبما يخص قطاع المنازل الأمريكي فقد أشار التقرير إلى أن أنشطة القطاع لا تزال مخيبة للآمال في معظم مقاطعات الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن القطاع شهد تراجعاً في الآونة الأخيرة من حيث مستويات الطلب على المنازل، إلا أن أداء القطاع لا يزال يوصف بالمتذبذب والضعيف، فتارة يفاجئنا بأرقام جيدة، وتارة تراه مخيباً للآمال بشكل كبير، ليوصف أداء القطاع بشكل عام بالهزيل.
وقد أكد التقرير على أن أنشطة الإقراض لا تزال مستقرة وذلك في معظم مناطق الولايات المتحدة الأمريكية، وسط استقرار أسعار السلع والخدمات على حد وصف التقرير، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار المدخلات أو المواد الخام، وبالأخص أسعار المعادن والوقود والسلع الزراعية، أما قطاع العمالة الأمريكي فلا يزال يبحث عن استقراره المفقود، وإن كان التقرير قد أكد على أن أنشطة التوظيف بدأت بالتجسن في معظم مقاطعات الولايات المتحدة.
وبالانتقال إلى القطاع المالي، فقد ألمح التقرير إلى أن الأنشطة في القطاع المصرفي أو الأوضاع الاقتصادية بشكل عام لا تزال مستقرة في معظم المقاطعات، إلا أن أوضاع الائتمان لا تزال صارمة ومشددة، الأمر الذ يحد من مستويات الطلب على القروض، أما بالنسبة لقطاع العمالة فقد تطرق البنك الفدرالي إلى أن القطاع يسير بوتيرة تعافي تعد "معتدلة وتدريجية" وذلك في ظل انتظار أرباب العمل لنظرة أوضح لما آلت إليه الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي قبيل البدء بتوفير فرص العمل.
كما وسلّط البنك الفدرالي الضوء على التضخم، مشيرا التقرير أن الأسعار بما فيها البضائع والخدمات لا تزال تحت السيطرة في معظم المقاطعات، على الرغم من ارتفاع أسعار المدخلات، وذلك في خضم الضعف الجاري في الأجور، حيث أن البنك الفدرالي أشار إلى ان الضغوطات التي تقع على عاتق الأجور لا تزال تحت السيطرة.
وهنا نشير إلى أن التقرير الذي صدر لم يقدم أية مفاجآت جديدة، وذلك لأنه عكس الوضع الاقتصادي الراهن، في حين أكد التقرير أن مرحلة التعافي لا تزال قائمة وأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير على خطى التعافي التام ولكن "بوتيرة معتدلة"، مشيرا البنك الفدرالي أن مرحلة التعافي قد تظهر بشكل أوضح خلال الفترة المقبلة.
وفي النهاية فقد أشار التقرير إلى أن أنشطة قطاع الخدمات والذي يشكل ما نسبته 70 بالمئة تقريباً من الاقتصاد الأمريكي لا تزال مستقرة في معظم المقاطعات التي يشملها التقرير، وهنا نؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى التركيز على قطاع العمالة، والذي يشكل مفتاح الحل في الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى ان ارتفاع مستويات البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ ما ينوف عن الربع قرن من الزمان لتقف عند 9.6 بالمئة لا يزال يثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي.
وبالنظر إلى سوق الأسهم الأمريكية فسنلاحظ بأن مؤشرات الأسهم الأمريكية وسعت من دائرة ارتفاعها عقب صدر التقرير، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي في تمام الساعة 14:33 بتوقيت نيويورك بواقع 256.38 نقطة أو 2.33% ليصل إلى مستويات 11262.40 نقطة، أما مؤشر s&p 500 فقد ارتفع في نفس الوقت بمقدار 25.46 نقطة أو 2.16% ليصل إلى مستويات 1206.01 نقطة، وأخيراً ارتفع مؤشر النازداك المجمع بمقدار 54.59 نقطة أو 2.19% ليصل إلى مستويات 2552.82 نقطة...