كوادريغا: العملة الإلكترونية المشفرة التي فقدت 135 مليون دولار
جيسيكا مورفي
ندما توفي جيرالد كوتين، مؤسس العملة الكندية المشفرة فجأة، أخذ معه إلى القبر كل أسرار شركة "كوادريغا" التي أطلقت وأدارت تداولات هذه العملة التي يبلغ إجمالي حجم تعاملاتها 135 مليون دولار. وترك مؤسس هذه العملة عشرات الآلاف من مستخدمي ومتداولي عملة "الكوادريغا سي إكس" في حيرة من أمرهم حيال مستقبل ودائع استثماراتهم بهذه العملة.
كانت شركة "ميتغوكس"، وهي واحدة من كبريات الشركات العاملة في العملات المشفرة في العالم، قد أوقفت نشاطها فجأة عام 2014 بعد خسائر بلغت 850 ألف بيتكوين قُدرت قيمتها في ذلك الوقت بحوالي 0.4 مليار دولار.
وتسبب هذا الحدث المفاجيء في انهيارات في أسواق الاقتصادات الناشئة، لكن الأزمة التي اجتاحت الشركة اليابانية جاءت في صالح شركة كندية أطلقت عملة مشفرة جديدة.
وقال جيرالد كوتين، مؤسس العملة الكندية المشفرة الذي توفي عن عمر ناهز 30 سنة، في ذلك الوقت: "لقي وجود الشركة في كندا استحسان العملاء لأنهم يعرفون أين تُستثمر أموالهم".
وتوفي كوتين، بعد خمس سنوات من النجاح، الأمر الذي دفع آلاف المستخدمين والمتداولين لهذه العملة في الأسواق إلى حالة من الارتباك الشديد بسبب عدم توافر المعلومات الكافية لديهم عن مستقبل ودائعهم الاستثمارية في هذه العملة. كما دفعتهم الوفاة إلى السعي الحثيث للحصول على المعلومات عن الكوادريغا سي إكس الرقمية.
وقال تونغ زاو، أحد المستثمرين الذن وضعوا كل مدخراتهم في هذه العملة، لبي بي سي: "لا نعلم ما إذا كنا سنسترد أموالنا أم لا. وهناك الكثير من عدم اليقين الذي يغلف الموقف."
وقررت محكمة كندية منح شركة كوادريغا، المشغلة لمنصة التداول على العملة المشفرة التي تحمل الاسم نفسه، حق إشهار الإفلاس المؤقت من أجل الحماية.
وقالت الشركة في بيان في هذا الشأن بعد موت كوتين بأسابيع: "نبذل جهدا مضنيا في سبيل التعرف على مكان احتياطيات عملتنا الرقمية وتأمينها."
وأضاف البيان أن الشركة الكندية لديها استثمارات من 115 ألف عميل بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار كندي، من بينها 70 مليون دولار كندي بالعملات التقليدية، وعملات مشفرة بقيمة تتراوح ما بين 180 و190 مليون دولار كندي، وفقا للقيمة السوقية المحدثة.
لكن كوادريغا رجحت، رغم عدم تأكدها من أي معلومات حتى الآن، أن هذه الأموال مخزنة في "محفظة باردة" (محفظة إليكترونية غير متصلة بالإنترنت) بمعلومات دخول لا يعرفها إلا كوتين لحمايتها من عمليات القرصنة والسرقة الإلكترونية.
وحتى الآن، لا يزال هناك توقف كامل لجميع تعاملات عملة الكوادريغا سي إكس المشفرة منذ وفاة كوتين.
ووصف بيرني دويل، المدير التنفيذي لشركة "ريفاين لاب" ورئيس وحدة تورنتو في جمعية تكنولوجيا البلوكتشاين الحكومية، الأزمة التي تمر بها الشركة الكندية بأنها "زلزال".
ويفتقر عالم العملات الرقمية والأصول المشفرة إلى الرقابة الكافية، كما أن تاريخ هذا النوع من الأصول حافل بتذبذب الأسعار، والقرصنة الإلكترونية، وغياب الحد الأقصى من حماية المستهلك.
وقال دويل: "إنه حقا سوء حظ أن يتلقى النظام الاقتصادي ضربة من أزمة حلت بشركة واحدة".
ماذا حدث في كوادريغا؟
ذكرت أوراق القضية التي تنظرها المحاكم في كندا بخصوص الشركة في يناير/ كانون الثاني الماضي قدرا كبيرا من التفاصيل الدقيقة عن الشركة.
وتضمنت تلك التفاصيل أن كوادريغا لم يكن لها مقر، وليس بها موظفون، ولا حساب بنكي، ما يجعلها شركة يديرها ويشغلها شخص واحد هو جيرالد كوتين وجهاز الكمبيوتر الخاص به. وكان كوتين يدير الأعمال الخاصة بالعملة المشفرة الكندية من منزله الكائن في فول ريفر في مقاطعة نوفا سكوشيا.
وكان مؤسس الشركة يستعين بمتعاقدين خارجيين لإنهاء الأعمال الإضافية بما في ذلك إجراء التعاملات وتنفيذ المدفوعات.
وقالت جينيفر روبرتسون، أرملة كوتين، إنها لم يكن لها صلة بأعمال زوجها المتوفى في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول في الهند جراء الإصابة بداء كرون أو مرض التهاب الأمعاء.
وأضافت، أثناء شهادتها، أنها بحثت في منزلهما وأماكن أخرى عن مستندات تخص كوادريغا، لكن دون جدوى. كما أن جهاز الكمبيوتر الذي استخدمه مؤسس الشركة مغلق بشفرة وليس لدى زوجته كلمة المرور وتعجز عن استرجاعها.
إضافة إلى ذلك، تمت الاستعانة بمحقق للمساعدة في استعادة أي سجلات للشركة، لكن نجاحه في هذه المهمة كان محدودا.
وقالت تقارير إن الشركة حولت دون قصد وحدات بيتكوين، بقيمة نصف مليون دولار، كانت مخزنة في حافظة باردة، في أوائل فبراير/ شباط الجاري، ولا يمكنها الوصول إليها
لكن مشكلات كوادريغا بدأت قبل أشهر من ذلك بعد أن واجهت أزمة سيولة.
وتضمنت المتاعب التي واجهتها الشركة تجميد بنك "سي آي بي سي" الكندي خمسة حسابات على صلة بمدفوعات كوادريغا بعد خلاف حول المالك الحقيقي لمحتويات تلك الحسابات الذي قُدرت بحوالي 26 مليون دولار كندي، وهو النزاع الذي انتقل إلى أروقة المحاكم.
وقالت الشركة إن لديها حوالات مصرفية بملايين الدولارات لا تستطيع إيداعها لأن البنوك ترفضها.
وتضمنت شهادة روبرتسون، زوجة مؤسس الشركة المتوفى، أمام المحكمة صورا لأكوام من الحوالات المصرفية موضوعة على موقد في مطبخ منزلها.
وكانت النزاعات القضائية مع البنوك في كندا سببا في أزمة سيولة حادة تعاني منها الشركة أسفرت عن حالة من الإحباط لدى المستثمرين في هذه العملة المشفرة بعد مواجهتهم صعوبة بالغة في إجراء التعاملات بسبب التأخير وغيره من الأمور التي تعترض طريقهم أثناء الوصول إلى أموالهم.
من هو جيرالد كوتين؟
من واقع صور ولقاءات صحفية أجريت معه، حصل كوتين على درجة جامعية في إدارة الأعمال، وكان يفضل ارتداء الملابس الفضفاضة والجينز كرواد الأعمال.
ووصفت شركة كوادريغا كوتين بأنه كان "قائدا يتمتع ببصيرة نافذة"، مؤكدة وفاته في الهند أثناء افتتاح دار أيتام للأطفال.
ووصفه صديقه أليكس سولكيلد بأنه كان متعاونا، ومرنا علاوة على تمتعه بحماس شديد لترك بصمة في عالم العملات المشفرة.
وقال سولكيلد لبي بي سي: "لا أعتقد أن أحدا مستعد أن يقول عنه (كوتين) أي كلمة سوء."
وأشار إلى أن صديقه المتوفى كان يعتبر البيتكوين بمثابة تكنولوجيا سوف تغير وجه العالم، إذ أنها عملة لا تخضع لسيطرة الحكومات أو البنوك، وفقا لما رواه سولكيلد على لسان كوتين.
وأكد أن وفاة كوتين أصابت الكثيرين بحيرة بشأن أسباب عدم وضعه أي خطة بديلة لأعماله.
لكن وسط حديث منتشر على الإنترنت يرجح أن عمليات احتيال وراء العملات المشفرة المفقودة، قال سولكيلد: "يبدو الأمر كمسلسل تراجيدي من الأحداث التي يسودها الحظ العثر التي تتشابك مع بعضها البعض بطريقة تعسة.
كما تتضمن وصية كوتين الأخيرة بعض الإشارات إلى حياته والأصول التي كان يمتلكها.
ووقع مؤسس الشركة الكندية الوصية قبل وقت قصير من زيارته للهند حيث توفي، وهي الوثيقة التي تتضمن تعيين زوجته روبرتسون قيما على تركته بعد أن وهبها أغلب ممتلكاته.
كما تقدم الوثيقة بعض التفاصيل عن الأصول التي تتضمن سيارة ليكزوس، وطائرة، إذ كان من هواة الطيران، وقاربا، وبعض العقارات في مقاطعتي نوفا سكوتشيا وبريتيش كولومبيا.
قضية ضد كوادريغا
ارتاب كثيرون بشأن قصة كوادريغا، وزعموا أن كوتين كان لديه المفتاح الوحيد للاحتياطيات التي تعادل قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.
وحلل خبراء المجال تاريخ المعاملات العامة لحافظات كوادريغا المالية، التي استخدمت لتخزين وإرسال واستقبال العملة المشفرة، وهو ما أثار احتمال عدم وجود احتياطات للحافظة الباردة على الإطلاق.
وعزز ذلك بعض المخاوف من أن يكون ثمة تلاعب أكثر من سوء إدارة الأعمال، وحدوث فوضى داخلية في الشركة في أعقاب وفاة كوتين.
كما تحدث آخرون بشأن احتمال اختلاق كوتين فكرة وفاته، وأن يكون كل ذلك عبارة عن "عملية احتيال للخروج" والفرار بالأموال.
ووسط تلك الشائعات تضمنت شهادة روبرتسون نسخة من شهادة الوفاة الصادرة من متعهد الجنازات "هاليفاكس" في نوفا شكوشيا.
كما أصدر المستشفى في جايبور الذي كان يعالج فيه كوتين بيانا تفصيليا بشأن التدخلات الطبية التي حصل عليها قبل وفاته.
وتقول أرملته إنها تلقت تهديدات بالقتل، فضلا عن نشر "تعليقات افتراء" بحقها على الإنترنت منذ أن أعلنت كوادريغا علنا عن مشكلاتها.
كما تم تعيين مراقب مستقل لمراقبة إجراءات المحكمة، وبحوزته حاليا الحاسب المحمول الخاص بكوتين وأجهزة أخرى.
ما هي الخطوات القادمة؟
قالت كوادريغا في رسالة على الإنترنت إلى مستخدميها إنها تسعى إلى حماية الدائنين والبقاء على مستقبل الشركة.
وبحسب إجراءات المحكمة تبحث كوادريغا أيضا فيما إذا كانت بعض العملات المشفرة يمكنها ضمان مركزها في تبادل العملات الأخرى، وقالت إنها تفكر في بيع المنصة للوفاء بديونها.
كما يسعى عدد من المستخدمين المتضررين، من بينهم تونغ زاو، إلى توكيل محامين وإلى المشاركة في الإجراءات القضائية.
في ذات الوقت، أكدت مفوضية أونتاريو للأوراق المالية، الجهة الرئيسية المنظمة للأوراق المالية، إنها تبحث في "الضرر المحتمل الذي لحق بمستثمرين في انتاريو" بسبب كوادريغا.
جيسيكا مورفي
ندما توفي جيرالد كوتين، مؤسس العملة الكندية المشفرة فجأة، أخذ معه إلى القبر كل أسرار شركة "كوادريغا" التي أطلقت وأدارت تداولات هذه العملة التي يبلغ إجمالي حجم تعاملاتها 135 مليون دولار. وترك مؤسس هذه العملة عشرات الآلاف من مستخدمي ومتداولي عملة "الكوادريغا سي إكس" في حيرة من أمرهم حيال مستقبل ودائع استثماراتهم بهذه العملة.
كانت شركة "ميتغوكس"، وهي واحدة من كبريات الشركات العاملة في العملات المشفرة في العالم، قد أوقفت نشاطها فجأة عام 2014 بعد خسائر بلغت 850 ألف بيتكوين قُدرت قيمتها في ذلك الوقت بحوالي 0.4 مليار دولار.
وتسبب هذا الحدث المفاجيء في انهيارات في أسواق الاقتصادات الناشئة، لكن الأزمة التي اجتاحت الشركة اليابانية جاءت في صالح شركة كندية أطلقت عملة مشفرة جديدة.
وقال جيرالد كوتين، مؤسس العملة الكندية المشفرة الذي توفي عن عمر ناهز 30 سنة، في ذلك الوقت: "لقي وجود الشركة في كندا استحسان العملاء لأنهم يعرفون أين تُستثمر أموالهم".
وتوفي كوتين، بعد خمس سنوات من النجاح، الأمر الذي دفع آلاف المستخدمين والمتداولين لهذه العملة في الأسواق إلى حالة من الارتباك الشديد بسبب عدم توافر المعلومات الكافية لديهم عن مستقبل ودائعهم الاستثمارية في هذه العملة. كما دفعتهم الوفاة إلى السعي الحثيث للحصول على المعلومات عن الكوادريغا سي إكس الرقمية.
وقال تونغ زاو، أحد المستثمرين الذن وضعوا كل مدخراتهم في هذه العملة، لبي بي سي: "لا نعلم ما إذا كنا سنسترد أموالنا أم لا. وهناك الكثير من عدم اليقين الذي يغلف الموقف."
وقررت محكمة كندية منح شركة كوادريغا، المشغلة لمنصة التداول على العملة المشفرة التي تحمل الاسم نفسه، حق إشهار الإفلاس المؤقت من أجل الحماية.
وقالت الشركة في بيان في هذا الشأن بعد موت كوتين بأسابيع: "نبذل جهدا مضنيا في سبيل التعرف على مكان احتياطيات عملتنا الرقمية وتأمينها."
وأضاف البيان أن الشركة الكندية لديها استثمارات من 115 ألف عميل بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار كندي، من بينها 70 مليون دولار كندي بالعملات التقليدية، وعملات مشفرة بقيمة تتراوح ما بين 180 و190 مليون دولار كندي، وفقا للقيمة السوقية المحدثة.
لكن كوادريغا رجحت، رغم عدم تأكدها من أي معلومات حتى الآن، أن هذه الأموال مخزنة في "محفظة باردة" (محفظة إليكترونية غير متصلة بالإنترنت) بمعلومات دخول لا يعرفها إلا كوتين لحمايتها من عمليات القرصنة والسرقة الإلكترونية.
وحتى الآن، لا يزال هناك توقف كامل لجميع تعاملات عملة الكوادريغا سي إكس المشفرة منذ وفاة كوتين.
ووصف بيرني دويل، المدير التنفيذي لشركة "ريفاين لاب" ورئيس وحدة تورنتو في جمعية تكنولوجيا البلوكتشاين الحكومية، الأزمة التي تمر بها الشركة الكندية بأنها "زلزال".
ويفتقر عالم العملات الرقمية والأصول المشفرة إلى الرقابة الكافية، كما أن تاريخ هذا النوع من الأصول حافل بتذبذب الأسعار، والقرصنة الإلكترونية، وغياب الحد الأقصى من حماية المستهلك.
وقال دويل: "إنه حقا سوء حظ أن يتلقى النظام الاقتصادي ضربة من أزمة حلت بشركة واحدة".
ماذا حدث في كوادريغا؟
ذكرت أوراق القضية التي تنظرها المحاكم في كندا بخصوص الشركة في يناير/ كانون الثاني الماضي قدرا كبيرا من التفاصيل الدقيقة عن الشركة.
وتضمنت تلك التفاصيل أن كوادريغا لم يكن لها مقر، وليس بها موظفون، ولا حساب بنكي، ما يجعلها شركة يديرها ويشغلها شخص واحد هو جيرالد كوتين وجهاز الكمبيوتر الخاص به. وكان كوتين يدير الأعمال الخاصة بالعملة المشفرة الكندية من منزله الكائن في فول ريفر في مقاطعة نوفا سكوشيا.
وكان مؤسس الشركة يستعين بمتعاقدين خارجيين لإنهاء الأعمال الإضافية بما في ذلك إجراء التعاملات وتنفيذ المدفوعات.
وقالت جينيفر روبرتسون، أرملة كوتين، إنها لم يكن لها صلة بأعمال زوجها المتوفى في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول في الهند جراء الإصابة بداء كرون أو مرض التهاب الأمعاء.
وأضافت، أثناء شهادتها، أنها بحثت في منزلهما وأماكن أخرى عن مستندات تخص كوادريغا، لكن دون جدوى. كما أن جهاز الكمبيوتر الذي استخدمه مؤسس الشركة مغلق بشفرة وليس لدى زوجته كلمة المرور وتعجز عن استرجاعها.
إضافة إلى ذلك، تمت الاستعانة بمحقق للمساعدة في استعادة أي سجلات للشركة، لكن نجاحه في هذه المهمة كان محدودا.
وقالت تقارير إن الشركة حولت دون قصد وحدات بيتكوين، بقيمة نصف مليون دولار، كانت مخزنة في حافظة باردة، في أوائل فبراير/ شباط الجاري، ولا يمكنها الوصول إليها
لكن مشكلات كوادريغا بدأت قبل أشهر من ذلك بعد أن واجهت أزمة سيولة.
وتضمنت المتاعب التي واجهتها الشركة تجميد بنك "سي آي بي سي" الكندي خمسة حسابات على صلة بمدفوعات كوادريغا بعد خلاف حول المالك الحقيقي لمحتويات تلك الحسابات الذي قُدرت بحوالي 26 مليون دولار كندي، وهو النزاع الذي انتقل إلى أروقة المحاكم.
وقالت الشركة إن لديها حوالات مصرفية بملايين الدولارات لا تستطيع إيداعها لأن البنوك ترفضها.
وتضمنت شهادة روبرتسون، زوجة مؤسس الشركة المتوفى، أمام المحكمة صورا لأكوام من الحوالات المصرفية موضوعة على موقد في مطبخ منزلها.
وكانت النزاعات القضائية مع البنوك في كندا سببا في أزمة سيولة حادة تعاني منها الشركة أسفرت عن حالة من الإحباط لدى المستثمرين في هذه العملة المشفرة بعد مواجهتهم صعوبة بالغة في إجراء التعاملات بسبب التأخير وغيره من الأمور التي تعترض طريقهم أثناء الوصول إلى أموالهم.
من هو جيرالد كوتين؟
من واقع صور ولقاءات صحفية أجريت معه، حصل كوتين على درجة جامعية في إدارة الأعمال، وكان يفضل ارتداء الملابس الفضفاضة والجينز كرواد الأعمال.
ووصفت شركة كوادريغا كوتين بأنه كان "قائدا يتمتع ببصيرة نافذة"، مؤكدة وفاته في الهند أثناء افتتاح دار أيتام للأطفال.
ووصفه صديقه أليكس سولكيلد بأنه كان متعاونا، ومرنا علاوة على تمتعه بحماس شديد لترك بصمة في عالم العملات المشفرة.
وقال سولكيلد لبي بي سي: "لا أعتقد أن أحدا مستعد أن يقول عنه (كوتين) أي كلمة سوء."
وأشار إلى أن صديقه المتوفى كان يعتبر البيتكوين بمثابة تكنولوجيا سوف تغير وجه العالم، إذ أنها عملة لا تخضع لسيطرة الحكومات أو البنوك، وفقا لما رواه سولكيلد على لسان كوتين.
وأكد أن وفاة كوتين أصابت الكثيرين بحيرة بشأن أسباب عدم وضعه أي خطة بديلة لأعماله.
لكن وسط حديث منتشر على الإنترنت يرجح أن عمليات احتيال وراء العملات المشفرة المفقودة، قال سولكيلد: "يبدو الأمر كمسلسل تراجيدي من الأحداث التي يسودها الحظ العثر التي تتشابك مع بعضها البعض بطريقة تعسة.
كما تتضمن وصية كوتين الأخيرة بعض الإشارات إلى حياته والأصول التي كان يمتلكها.
ووقع مؤسس الشركة الكندية الوصية قبل وقت قصير من زيارته للهند حيث توفي، وهي الوثيقة التي تتضمن تعيين زوجته روبرتسون قيما على تركته بعد أن وهبها أغلب ممتلكاته.
كما تقدم الوثيقة بعض التفاصيل عن الأصول التي تتضمن سيارة ليكزوس، وطائرة، إذ كان من هواة الطيران، وقاربا، وبعض العقارات في مقاطعتي نوفا سكوتشيا وبريتيش كولومبيا.
قضية ضد كوادريغا
ارتاب كثيرون بشأن قصة كوادريغا، وزعموا أن كوتين كان لديه المفتاح الوحيد للاحتياطيات التي تعادل قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.
وحلل خبراء المجال تاريخ المعاملات العامة لحافظات كوادريغا المالية، التي استخدمت لتخزين وإرسال واستقبال العملة المشفرة، وهو ما أثار احتمال عدم وجود احتياطات للحافظة الباردة على الإطلاق.
وعزز ذلك بعض المخاوف من أن يكون ثمة تلاعب أكثر من سوء إدارة الأعمال، وحدوث فوضى داخلية في الشركة في أعقاب وفاة كوتين.
كما تحدث آخرون بشأن احتمال اختلاق كوتين فكرة وفاته، وأن يكون كل ذلك عبارة عن "عملية احتيال للخروج" والفرار بالأموال.
ووسط تلك الشائعات تضمنت شهادة روبرتسون نسخة من شهادة الوفاة الصادرة من متعهد الجنازات "هاليفاكس" في نوفا شكوشيا.
كما أصدر المستشفى في جايبور الذي كان يعالج فيه كوتين بيانا تفصيليا بشأن التدخلات الطبية التي حصل عليها قبل وفاته.
وتقول أرملته إنها تلقت تهديدات بالقتل، فضلا عن نشر "تعليقات افتراء" بحقها على الإنترنت منذ أن أعلنت كوادريغا علنا عن مشكلاتها.
كما تم تعيين مراقب مستقل لمراقبة إجراءات المحكمة، وبحوزته حاليا الحاسب المحمول الخاص بكوتين وأجهزة أخرى.
ما هي الخطوات القادمة؟
قالت كوادريغا في رسالة على الإنترنت إلى مستخدميها إنها تسعى إلى حماية الدائنين والبقاء على مستقبل الشركة.
وبحسب إجراءات المحكمة تبحث كوادريغا أيضا فيما إذا كانت بعض العملات المشفرة يمكنها ضمان مركزها في تبادل العملات الأخرى، وقالت إنها تفكر في بيع المنصة للوفاء بديونها.
كما يسعى عدد من المستخدمين المتضررين، من بينهم تونغ زاو، إلى توكيل محامين وإلى المشاركة في الإجراءات القضائية.
في ذات الوقت، أكدت مفوضية أونتاريو للأوراق المالية، الجهة الرئيسية المنظمة للأوراق المالية، إنها تبحث في "الضرر المحتمل الذي لحق بمستثمرين في انتاريو" بسبب كوادريغا.