- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
بفضل كورونا ستغيب ولأول مرة منذ عقود سحنة الإعلام الأسدي في نسخه الورقية الثلاث القاتمة "البعث، الثورة، تشرين"، التي تعد في حقيقتها نسخة واحدة ولكن بعناوين مختلفة بعض الشيء.
فقد أمر بشار الأسد وزراة الإعلام في نظامه بالإعلان عن "تعليق" إصدار الصحف الورقية الحكومية والخاصة "حتى إشعار آخر"، بسبب فيروس كورونا.
ويعني تعليق إصدار هذه الصحف حدثا أكثر من استثنائي، فقد مرت سوريا بقلاقل وزلازل ومشاكل تنهار لها دول، ولكن رمش نظام الأسد (الوالد والولد) لم يهتز لها ولم يأمر يوما بتعليق إصدار صحيفة واحدة من صحفه، لأنه ببساطة سيخسر بوقا دعائيا، مهمته تحويل مخازي النظام إلى مفاخر وهزائمه إلى انتصارات وخياناته إلى وطنية، وجرائمه إلى بطولات.
وهكذا يكون "كورونا" قد تفضل على عموم السوريين، وحجب عنهم صحفا لم تكن في أفضل الحالات لديهم سوى أداة للف السندويش أو "مفرشا" تحت الأكل أو "ممسحة" تستخدمها ربات البيوت لمسح الزجاج، أو تضعها تحت "قطرميزات" المونة.
وهكذا يكون الفيروس المجهري أيضا قد هز عرش الأسد الإعلامي، الذي لم تهز شعرة منه كل المجازر والجرائم والآثام والهزائم والانكسارات التي لعب فيها الأسد دور "البطولة المطلقة".