لماذا تتعب العملات طوال النهار و الدولار يعود ليسلبها المكاسب ؟!

[طارق جبور]

   

 

 

لماذا تتعب العملات طوال النهار و الدولار يعود ليسلبها المكاسب ؟!​

ارتفع سعر صرف كل من اليورو و الجنيه الإسترليني هذا اليوم خلال التداولات الأوروبية وسط حالة من التفاؤل سادت المستثمرين رغم حقيقة الوضع الأوروبي السيئ بسبب اتساع العجز في الميزانيات و أزمة الديون السيادية الأوروبية. كذلك الأمر في البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من أوروبا مشيرة إلى أن مبيعات التجزئة انكمشت خلال شهر نيسان بشكل حاد و غير متوقع ليسجّل مؤشر مبيعات التجزئة انكماشاً مقداره 1.2%. في نفس الوقت، نرى بأن البيانات الاقتصادية الأمريكي هذا اليوم كانت إيجابية لكنها خيّبت الآمال إذ أنها أقل من ما أشارت التوقعات حيث أن مؤشر adp للتغير في الوظائف أشار إلى ارتفاع عدد الموظفين في شهر أيار بمقدار 55 ألف من مستوى 32 ألف لشهر نيسان الماضي و رغم القيمة الإيجابية للبيانات إلا أن التوقعات كانت تشير إلى أن يكون العدد خلال شهر أيار 70 ألف وظيفة.
إثر البيانات الأوروبية السلبية، انخفض سعر صرف اليورو من الأعلى الذي جاهد ليحققه هذا اليوم عند مستوى 1.2326 دولار لليورو الواحد حتى وصل في موجته الهابطة إلى مستوى 1.2214فاقداً المكاسب التي حققها و أصبح التداول لصالح الدولار الأمريكي وسط حالة التخلّي عن اليورو بعد ظهور البيانات السلبية التي أشارت إلى أن وضع الاقتصاد الأوروبي غير مستقر البتّة و احتمال وقوع الاقتصاد في ركود و انكماش آخر أصبح وارداً جداً.
يتداول سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 1.2200 و مستوى المقاومة 1.2280 بميل واضح لصالح الدولار الأمريكي. رغم أن التحليل الفني يشير إلى احتمال أن يعود اليورو ليتقدم على الدولار الأمريكي، إلا أن ذلك رهن في الثبات فوق مستوى الدعم 1.2175 المهم جداً و في حال فشل الزوج في تحقيق ذلك فقد نرى مزيداً من الاتجاه الهابط اليوم. مؤشر ستوكاستيك يضغط بسلبية كبيرة على الزوج فيما الكلمة الأخيرة سوف تكون لمستوى الدعم المشار إليه أعلاه في إفشال التقاطع السلبي أو تحقيقه.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني خلال تداولات هذا اليوم و حقق الأعلى عند مستوى 1.4741 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، لكن لم يستطع الجنيه الإسترليني أن يتمسّك في مكاسبه إثر موجة صاعدة للدولار الأمريكي عصفت في الأسواق المالية أخذت الزوج لتحقيق الأدنى عند مستوى 1.4608دولار للجنيه الإسترليني الواحد. ما زال الزوج يتداول في هذه اللحظات قريباً من مستوياته الأدنى هذا اليوم بين مستوى الدعم 1.4585 و مستوى المقاومة 1.4675 و التي يتبعها المقاومة الأكثر أهمية عند 1.4700
مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات في بريطانيا ظهر هذا اليوم ببعض الإيجابية لكن ما دون الآمال و التوقعات السابقة. ارتفع المؤشر من مستوى 55.3 نحو مستوى 55.4 فيما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع نحو مستوى 55.7. لكن نرى بأن السبب الرئيسي وراء انخفاض الزوج هو موجة الدولار الصاعدة و التي سلبت الجنيه و اليورو تعب هذا اليوم جميعه في تسلّق سلم الارتفاع مقابله.
موجة الدولار الصاعدة مستمرّة أمام الين الياباني، الارتفاع الكبير في مؤشرات البورصات الآسيوية إلى جانب القلق السياسي في اليابان و كل ذلك يرافقه مخاوف انكماش التضخم في اليابان تجعل الين الياباني عرضة لأن يتم استخدامه كعملة تزويد تجارة العائد أو ما يشابهها من تجارة في ظل القلق في الأسواق المالية و الذي يمنع اتخاذ مراكز تجارة العائد بشكل حقيقي.
اندفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من الأدنى عند مستوى 92.02 نحو الأعلى عند مستوى 92.80 ين للدولار الأمريكي الواحد و يتداول الزوج في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 91.80 و مستوى المقاومة 92.80 بميل لا شك فيه لصالح الدولار الأمريكي الذي يرتفع سعر صرفه مقابل الين الياباني لليوم الثاني على التوالي.