إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

لولا لعنة وكالات التصنيف الإئتماني لكان التبشير ...

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,631
الإقامة
قطر-الأردن

xm    xm

 

 

نحن في الأسبوع الأخير من العام. كان الأمل* بأيام هادئة تخلو من التوتر الحاد الذي عودتنا الاسواق عليه ليكون كبيرا، لولا وجود وكالات التصنيف الإئتماني وجهوزيتها الدائمة لتعكير صفو الأسواق ببياناتها الهادفة.
*
كانت سنة مقلقة ومتعبة. ما تم إنجازه في آخرها ليس قليلا على الصعيد الأوروبي، وإن كان لا يزال غير مكتمل. ما تم إنجازه مهم جدا ولو أنه قد لا يكون أكثر من تأجيل المشاكل وعدم السماح بتفجرها. حتى تأجيلها من الأفضل أن ننظر اليه بعين الإيجابية على أمل ان يتحقق النجاح ببلوغ النهاية السعيدة للحلول المعمول عليها.
*
لا يجب أن نقلل من أهمية الخطوات التي خطتها إيطاليا وإسبانيا. ألأولى سعت حكومتها الجديدة جاهدة لإقرار خطة التقشف ووضعها موضع التنفيذ، وهي نجحت في ذلك قبل وداع عام الأزمات المرهقة. الثانية تسعى حكومتها الجديدة للسيطرة على المشكلة الرئيسية المتعلقة ببنوك البلاد التي تعاني من أزمة قروض العقارات في ميزانياتها.
لا ننسى الإيجابيات التي تطغى في الولايات المتحدة من خلال البيانات الإقتصادية، وقد أضيف اليها نهاية الأسبوع الماضي التصويت على تمديد العمل بقانون التخفيضات الضريبية على الأجور العادية. المهم في ما تقدم هو أن السياسيين عملوا جاهدين في أوروبا كما في الولايات المتحدة لجعل المستثمرين يغادرون العام على مسحة من الأمل تبشر بانطلاقة سعيدة للعام القادم. أميركا أجواؤها مشرقة. يجب الإنتباه الى أهمية مغادرة ال داو جونز للعام المضطرب على أرباح جاوزت ال 5% يُرجى أن تضاف اليها نسبة جديدة في الأيام المتبقية من هذا العام ، بينما يغادر ال داكس الألماني عامه على خسارة قاربت ال 15%.
*
كنا لنجزم بأن الإنطلاقة الإيجابية حاصلة، وربما قبل بداية العام الجديد - أي في ما تبقى من أيام يودّعها العام الحالي -. كنا لنفعل ذلك لولا وجود الإطلالات المفاجئة لوجوه الشؤم .. تلك المؤسسات المدعوة وكالات التصنيف الإئتماني التي عودتنا على تخريب كل جهد، وفاجأتنا دوما بالدخول على الخط في الوقت الخطأ...
*
الخشية من وكالات التصنيف في الأسبوع الأخير أكبر من خشيتها في ما سبق من أسابيع؟
بالطبع هذا صحيح. ضعف السيولة في الأسواق، وغياب قطاعات مهمة عنها في عطلة مطولة عاملان مهمان يعرضان السوق لانهيارات حادة ومتسارعة فيما لو تبلغ خبرا غير مرغوب. بغياب مواعيد البيانات المهمة لا شك بأن خبرا من وكالات التصنيف - إن أتى - سيحتل عناوين الأخبار وهذا سيزيد الطين بلة ويفسد على البنّاء عمله...
وهل لا تحتفل وكالات التصنيف بالأعياد؟
الماضي القريب كما البعيد لم يدلا على ذلك. مساء الخميس الماضي نشطت وكالة موديز في تخفيض درجة تصنيف سلوفينيا، بينما منّت على النمسا بالاحتفاظ بدرجتها الممتازة.
وأية مخاطر أمامنا؟
قد تصدر تقييمات جديدة حول البنوك الإيطالية وتكون سلبية. وربما أيضا لتصنيف الائتمان الايطالي نفسه.
*
وإن مرّت الأيام القليلة القادمة على خير؟
فالشهر الأول من العام القادم لن يمرّ. إن ننسى لا ننسى إنذارات وكالة " اس اند بي " - المنافس الأول لوكالة " موديز " - التي وجهتها منذ فترة الى 15 دولة أوروبية والتي ستصدر الأحكام بحقها في شهر يناير القادم... ( ألمانيا قد تكون من ضمن هذه البلدان. فرنسا مؤكدا ستكون بينها). فقدان ألمانيا لدرجة تصنيفها الحالية لن يمرّ بسلام حتما...
*
وإن رأفت وكالات التصنيف بالأسواق كُرمى بالأعياد؟
*
بهذه الحالة سيكون لبعض البيانات الإقتصادية الأميركية بروز الى الواجهة وتقدم في اهتمام المتداولين.
الثلاثاء يصدر بيان ثقة المستهلك الأميركي لديسمبر.
الخميس يصدر مؤشر مديري المشتريات لمنطقة شيكاجو.
ألأمل غالب على الخيبة بالنسبة للبيانات الأميركية كما بالنسبة لكون التأثيرات السلبية للأزمة الأوروبية باتت وراءنا. ألأزمة هذه نأمل ونرجح ان تكون قد رأت ذروتها في شهر نوفمبر الماضي والعد العكسي لتراجعها بدأ.
ما تقدم لا يعني ان انتعاش الأسواق هو مسألة أسابيع. المسيرة هذه ستستغرق أشهرا عديدة وقد لا تقل عن أربعة وعشرين...
 
عودة
أعلى