- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
نهى اليورو اسبوعه الماضي على ارتياح ولكنه ما لبث ان عاد الى ثوبه المعتم مع بداية الاسبوع الحالي.
صدور بيانات مديري المشتريات لم تكن مفيدة لحاملي العملة الاوروبية والمراهنين على ارتفاعات جديدة لها، اذ ان النتائج كانت هي الاضعف منذ سنة. الى ذلك فقد اتى تصريح لمصدر في المركزي الاوروبي ( " ليكانن" ) تأكيدا على الاستعداد لعمل ما يلزم، في اشارة الى اقتراب موعد اجتماع المركزي وامكانية اتخاذ اجراءات تيسير جديدة.
هذا ولا ننسى تأثير البلبلة المتأتية مما يجري في بريطانيا من صراع سياسي على خروج او بقاء المملكة في الاتحاد الاوروبي. اليورو لن يكون حتما بمعزل عن نتائج هذه الجولة من العراك. ايضا لا ننسى المخاوف الجدية على الاتحاد الاوروبي ان لجهة المخاوف من انتشار ظاهرة الاستفتاءات هذه في بلدان أخرى، أو لجدية التحدي الذي خلقته أزمة اللجوء بدءا بانهيار نظام ال"شنجن" الى الاعباء التي ستظهر تباعا على ميزانيات البلدان المضيفة للاجئين.
ال ذلك فان الدولار لا يزال مستفيدا من تحسن صورة التضخم الاميركي بحسب بيانات يوم الجمعة الماضي، ما أعاد الى الاذهان تلك الرهانات السابقة بامكانية ان تتسارع خطوات رفع الفائدة من جديد.
وان وجب إظهار التأثير الأبلغ على اليورو فلا يبقى سوى تكرار المقولة التي تحتل واجهة المؤثرات في هذه المرحلة، ألا وهي خضوع اليورو لوجهة الشهية على المخاطرات نظرا لتحوله الى عملة التمويل الاولى عالميا. الاقبال على المخاطرات نتيجة لانفراجات عامة تكون ضارة لليورو بينما الابتعاد عنها يعيد له رونقه. المرحلة الراهنة لا تزال حتى الان مصنفة ضمن خانة الصورة الاولى ( انفتاح الشهية على المخاطرات ) ولو ان الاسواق الاسيوية شهدت برودة واضحة في اسواق الاسهم.
انتقالا الى الصورة التقنية المؤثرة فان الميل التراجعي واضح على المعطيات المستخرجة من الرسم البياني اليومي والتي لم تتبدل بفعل الارتفاع الذي تحقق يوم الجمعة الماضي. ايضا كسر ال 1.1050/60 والمبيت تحتها مستجد سلبي لا يمكن التقليل من أهميته التقنية.
الخيار اذا حاليا نراه بين المخاطرة في الرهان على تراجعات اضافية بيعا استغلالا لارتفاعات مؤقتة، او بين البقاء على الحياد ريثما تتضح الصورة أكثر حيال معاودة الشراء.
الى الجنيه الاسترليني الذي تدهور بسرعة امام الدولار والين ( كما مقابل سلة العملات الرئيسية كاملة) الى مستوى خطر بات يهدد بانهيارات كبيرة، خاصة وان وكالات الانباء تتحدث عن تحول 150 نائبا من حزب المحافظين الى الضفة المناهضة لسياسة رئيس الوزراء كاميرون.. التدهور هذا لا يأتي بفعل عوامل اقتصادية مالية مستجدة، انما بردة فعل انفعالية طبيعية مفهومة على التجاذبات الداخلية بعد فتح باب الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الاوروبي، ولا يخفى تأثير المفاجأة الكبيرة التي فجرها رئيس بلدية لندن باعلانه الوقوف الى جانب التيار المناهض لاوروبا.
الى كل ذلك تأتي أيضا مواقف وكالات التصنيف الائتماني بعد بيان وكالة «موديز» عن ان الخسائر أكبر من المكاسب في حال اختار البريطانيون الانسحاب.
اليوم سيكون من المفيد الانتباه الى التأثير المرجح لتقرير التضخم 10:00 جمت وكلمة رئيس المركزي امام لجنة شؤون الخزانة في مجلس العموم البريطاني.
من اوروبا يصدر مؤشر " ifo " ال 09:00 جمت والتوقعات له ميالة الى السلبية بخاصة وان مؤشرات ZEW- و sentix
جاءت بنتائج غير سارة في الاسبوع الماضي. نتيجة ضعيفة ان صدرت ستكون للشهر الثالث على التوالي وهذا سيطرح تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الالماني على متابعة مسيرة الصعود التفاؤلية الماضية. اليورو معني بالامر كما سوق الاسهم الاوروبي ايضا.
ايضا في الولايات المتحدة يأتي مؤشر ثقة المستهلك اليوم ليوضح الصورة أكثر عما اذا كان ارتفاع التضخم هو نتيجة لحالة تفاؤلية تدفع الى الاستهلاك. التفاؤل حذر جدا واحتمال عدم التأكيد على هذا التفاؤل راجح.