- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
المأزق الاوروبي مستمر بكل همومه وكل أثقاله. البنك المركزي أقرض 523 بنكا اوروبيا 489 مليار يورو بفائدة منخفضة على أمل أن تتسرب أجزاء منها في عروق الإقتصاد. لم يحصل هذا .. بعد...
ماذا الذي تراه قد حصل؟
ما حدث لم يكن بالحسبان. المركزي يقرض البنوك لتؤمن بدورها القروض المُيسرة للمشاريع المُنتجة، أو تشتري سندات ايطالية فتساهم في تخفيض عوائدها، فإذا بها تعيد المبالغ الى صندوقه..
ليلة الإثنين الثلاثاء كدّست البنوك في صندوق المركزي 413 مليار يورو. إستهول الجميع الأمر على أساس ان المبلغ كان قياسيا غير مسبوق، وقال البعض ننتظر يوما آخر.
ليلة الثلاثاء الاربعاء بلغ المبلغ المودع 452 مليار يورو. رقم قياسي جديد. هذا ما يُسمى بمؤشر الخوف. إنه على أعلى مستوياته الغير مسبوقة.
هي إشارات مقلقة، ويبقى الأمل بتبدل الوضع مع بداية السنة الجديدة.
إصدار السندات الإيطالية الجديدة بثت روحا تفاؤليا عند الإعلان عن نتائجها. الطلب عليها كان مرتفعا والفوائد تراجعت بنسبة كبيرة قياسا على إصدارات شهر نوفمبر الماضي. وفرة السيولة في الأسواق كانت عاملا مساعدا لا شك. السوق اكتفى بأخذ العلم ولم يترجم الحدث أرباحا إلا لفترة وجيزة ونسبة محدودة، إن في أسواق الأسهم أو في سوق العملات. أيضا فائدة سندات العشر سنوات عاودت الإقفال على ال 7.0% بعد تراجع الى 6.75% لم يدم طويلا.
اليوم الخميس نحن أمام إصدار جديد بمبلغ 8.5 مليار يورو ل 3 و 10 سنوات. لعلها مناسبة تعيد لليورو بعضا من خسائره إن سارت الأمور على ما يُرام...
وماذا في المانيا والولايات المتحدة الأميركية؟
فوائد السندات الألمانية من تراجع الى آخر. إنه مؤشر التوتر والخوف أيضا. عندما يحار المستثمرون في بحثهم عن مركز آمن يلجأون دوما الى السندات الألمانية .. والأميركية أيضا .. حتى الآن على الأقل.
فوائد العشر سنوات للبلدين أقفلت دون ال 2.0%.
والملفت أيضا من الولايات المتحدة هو خبر إصدار سندات جديدة ( 36.3 مليار دولار لاربعة أسابيع ) تم يوم أمس وكان على الخزانة الأميركية دفع فائدة تساوي 0.0% عليه. إنها ظاهرة تتردد منذ ثلاث سنوات في شهر ديسمبر ولن نحملها أكثر مما تحتمل حتى ولو ان ظاهرة هذه السنة كانت مميزة اذ ان الطلب كان هائلا وبلغ 5 مرات اعلى من العرض ( 206.7 مليار دولار ).. إنه البحث عن الأمان أيضا قبيل عيد رأس السنة. لهذا تمت تلبية طلبات المستثمرين الذين عرضوا الشراء بدون فوائد..
الدولار مستفيد من أجواء القلق.. كعادته. الين مستفيد ايضا من تراجع الشهية على المخاطرات.
اليورو بات ليلته تحت ال 1.3000 وهي الآن عائقا صلبا بوجه أي ارتفاع.
اليوم الخميس نترقب إصدار السندات الإيطالية الثاني والأخير لهذا العام.
أميركيا النظر الى بيانات البطالة الأسبوعية تعقبها مبيعات البيوت الموعودة ومؤشر مديري المشتريات لمنطقة شيكاجو. تأثيرات إيجابية للبيانات تتطلب انحسارا واضحا لأجواء القلق والخوف.