ما تريد أن تعرفه قبل تقرير الوظائف الأمريكية...

[mohammad-k]

   

 

 

غداً الجمعة سيصدر تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وكل التوقعات تشير إلى قوة واستقرار في أداء قطاع العمالة في ظل تحسن في أرباح الشركات التي استفادت من تراجع أسعار الطاقة.

التوقعات تشير أن الاقتصاد الأمريكي قد خلق 230 ألف وظيفة خلال نوفمبر/تشرين الثاني بعد تسجيله 214 ألف وظيفة خلال أكتوبر/تشرين الأول، في حين من المتوقع أن تستقر معدلات البطالة عند أدنى معدلاتها في ستة سنوات عند 5.8%.

التقرير المنتظر بشكل كبير من قبل الأسواق من المنتظر أن يظهر تقديم الاقتصاد الأمريكي لوظائف بأعلى من 200 ألف وظيفة للشهر العاشر على التوالي، ليصبح 2014 أقوى عام لنمو الوظائف منذ 1999.

معدلات البطالة انخفضت إلى 5.8% في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي من 7.2% خلال نفس الفترة من عام 2013 ليصبح هذا أكبر معدل انخفاض في معدلات البطالة خلال عام منذ ثلاثة عقود.

هناك إشارات قوية على قوة واستقرار قطاع العمالة في الولايات المتحدة نوضحها فيما يلي...

احصائية البنك الاحتياطي الفدرالي "بيج بوك"

أعلن البنك الاحتياطي الفدرالي عن الإحصائية المعروفة باسم "بيج بوك" وأشار خلالها أن قطاعات الأعمال في كل التقسيمات الفدرالية في الولايات المتحدة قد قامت بتعيين عمالة جديدة، ليزيد هذا الدلائل على قوة قطاع العمالة.

أفاد تقرير البيج بوك أيضاً أن إنفاق المستهلكين قد تحسن نتيجة انخفاض أسعار الوقود، وأن النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي قد انتعشت لدى المستهلكين بشكل عام.

عمليات التوظيف لم تقتصر على منطقة بعينها بل انتشرت في الـ 12 مقاطعة فدرالية المكونة للولايات المتحدة، حيث تزايد التفاؤل لدى متاجر التجزئة المختلفة بشأن موسم الإجازات المقبل.

إحصائية الاحتياطي الفدرالي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي يستكمل العام الخام من التوسع في ظل الدعم الذي وجده هذا العام من انخفاض أسعار النفط الخام والطاقة بشكل عام، الأمر الذي زاد من إنفاق المستهلكين خلال فترة الإجازات، بالإضافة إلى قرار منظمة الأوبك بتثبيت مستويات الإنتاج الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على مستويات الأسعار منخفضة لفترة من الوقت.

وظائف القطاع الخاص وإعانات البطالة

مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص أظهر نمو الوظائف بقيمة 208 ألف وظيفة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني ليدل على استقرار قطاع العمالة في الولايات المتحدة ويعد مؤشر إيجابي قبل تقرير الوظائف الحكومي المرتقب.

إنفاق القطاع العائلي _الإنفاق المحلي_ والذي يمثل 70% من الاقتصاد الأمريكي شهد انتعاش مدعوم بانخفاض أسعار الوقود، الأمر الذي شجع الشركات الأمريكية على التوسع الاستثماري وبالتالي على تعيين المزيد من الوظائف، وذلك بالرغم من التراجع والتباطؤ في الاقتصاديات العالمية الأخرى.

أما عن طلبات إعانات البطالة خلال الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني فقد تراجعت إلى 297 ألف طلب بعد أن كانت بقيمة 314 ألف طلب خلال الأسبوع السابق.

عودة أرقام طلبات إعانات البطالة إلى الانخفاض تحت المستوى 300 ألف مجدداً يعد مؤشر إيجابي قد يساعد على تحسن قطاع العمالة، ويدل على توافر فرص العمل مع بداية موسم الأعياد والإجازات والتسوق.

مشكلات لم تحسم بعد في تقرير الوظائف

بالرغم من استقرار وقوة قطاع العمالة في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يظهر بوضوح في التحسن المستمر في تقارير الوظائف الحكومية كل شهر، إلا أنه لا تزال هناك بعض المشكلات التي لم يحسم تقرير الوظائف أمرها بعد.

أهم هذه المشكلات هي توقف معدلات الأجور عن النمو، الأمريكيين ينتظرون زيادة في معدلات الأجور بفارغ الصبر فانكماش معدلات الأجور مستمر منذ الأزمة العالمية ولعل هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء ضعف معدلات التضخم التي تهدد الولايات المتحدة حالياً إلى جانب انخفاض أسعار النفط الخام.

مؤشر متوسط الدخل في الساعة (السنوي) ارتفع بنسبة 2.2% خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهو أدنى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.

على الرغم من تحسن واستقرار قطاع العمالة إلا أن معدلات الأجور لا تزال متدنية ولا تظهر علامات على التحسن، في حين بعض التوقعات تشير إلى تحسن منتظر في معدلات الأجور خلال عام 2015 بسبب قوة قطاع التوظيف الذي قد يدفع الشركات إلى زيادة الأجور من أجل الاحتفاظ بالعمالة المدربة وجذب عمالة جديدة.

المشكلة الثانية تكمن في كون عدد كبير من الأمريكيين الذي يريدون العمل في وظائف بدوام كامل يعملون حالياً في أعمال بدوام جزئي. فضلاً عن إحصائية "بيج بوك" التي أظهرت تغير طفيف في عمليات التعيين المتعلقة بموسم الإجازات مقارنة مع العام الماضي في عدة مناطق.

هذا وقد يوفر تقرير وظائف شهر نوفمبر/تشرين الثاني بعض الحلول لهذه المشكلات وهذا ما سنتعرف عليه غداً.