- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
تعتبر الحروب التجارية من أسهل الحروب التي يمكن الفوز بها، وهذه العبارة قد قالها الرئيس الأمريكي "دونالد رتامب" خلال العام الماضي وقبل فرضه للرسوم الجمركية على بعض السلع الصينية، وها هو الآن يقوم بزيادة التعريفات الجمركية المفروضة على الصين.
وخلال تغريده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم الأحد الماضي قال "ترامب" أنه سيقوم بفرض رسوماً جمركية إضافية على سلع ومنتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار أي زيادة من 10% إلى 25% وذلك خلال يوم الجمعة القادمة.
حيث أوضح "ترامب" أن الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية لم يكن للولايات المتحدة تأثير يذكر عليها، حيث أن معظم التكلفة كانت تتحملها الصين، مشيراً إلى أن المفاوضات بين واشنطن وبكين مازالت مستمرة ولكن تسير ببطء شديد للغاية.
وتعتبر هذه الخطوة هي بمثابة ضربة قاضية للمنتجات الصينية، ففي حالة تطبيق هذه الرسوم الجديدة بالفعل سيتجه المستهلكون الأمريكيون إلى شراء هذه اللسع ولكن عن طريق دول أخرى بعيداً عن الصين، الأمر الذي يترتب عليه خفض المصانع الصينية أسعارها، وذلك بهدف الاحتفاظ بحصتها في السوق.
وفي نفس السياق قال بعض الاقتصاديين في البنك الفيدرالي الأمريكي خلال شهر إبريل الماضي أن فرض تعريفات على الغسالات المستوردة من الصين، لم تؤدي إلى ارتفاع أسعارها فحسب بل اضطر تجار التجزئة من ارتفاع أسعار الغسالات حتى التي لم تطبق عليها الرسوم.
بالإضافة إلى أن أمريكا تقوم باستيراد نصف أثاثها تقريباً من دولة الصين، حيث فرضت أمريكا 10% على واردات الأثاث، كما أنه في حالة فرض رسوم أخرى على منتجات الأثاث الصينية فسيتجه التجار الأمريكيون لاستيراد الأثاث من ماليزيا أو فيتنام أو المكسيك.
وتمثل واردات الصين من الأثاث إلى أمريكا نحو 38 مليار دولار، فمن الصعب الانتقال إلى مورد أخر غير الصين بين اللحظة والأخرى، وترك التجار الصينيون في هذا المأزق الكبير، كما أن هذه الدول لم تستطع إنتاج هذه الكميات من الأثاث التي كانت تنتجها الصين، حيث أن واردات الأثاث الأمريكية من هذه الدول الثلاثة لم تتجاوز نصف ما تستورده أمريكا من الصين.
أما في حالة تراجع "ترامب" عن هذا القرار وأوقف تطبيق التعريفات الجمركية على الصين، فإن هذه الدول سوف تجد أنفسها أمام كميات كبيرة من الأثاث فائضة، ولم تتمكن من المنافسة مع الصين في حالة إلغاء الرسوم لأنها صاحبة النصيب الأكبر من واردات الأثاث إلى أمريكا.
وعلاوة على ذلك، فمن المتوقع أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين مرة أخرى وقبل قدوم يوم الجمعة وتطبيق هذه الرسوم الجديدة، ويوضح البعض أن تصريحات "ترامب" ما هي إلا تصريحات عالية المخاطر، وفي حالة عدم السيطرة عليها سيكون لها تداعيات حقيقة وملموسة.