ما يعنيه بيان الاحتياطي الفيدرالي لتداولات الدولار الأمريكي
عقب أن طال انتظار المتداولين لأهم أحداث الأسبوع الماضي، ألا وهو اجتماعالاحتياطي الفيدرالي جاء قرار البنك بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير عند 0.25% للمرة التاسعة منذ الأزمة المالية عام 2008، وقد كان هذا الأمر بمثابة خيبة أمل كبيرة بالنسبة لمشترين الدولار الذين كانوا يتوقعون رفع الفائدة هذا الشهر، ولكن هل يعني هذا الأمر حقًا فرصة لبداية بيع الدولار الأمريكي على المدى الطويل؟
في حقيقة الأمر، لم يكن قرار الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه الأخير مفاجئًا بالنسبة للعديد، فقد توقع العديد من الاقتصاديين بالفعل إبقاء أعضاء البنك على السياسة النقدية المتبعة حاليًا في ضوء تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وتداعياته المحتملة على الاقتصاد العالمي، وإلى جانب ذلك، تميل يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، عادًة في تصريحاتها إلى إتخاذ الحذر لذلك فقد كان من المستبعد أن تتجه نحو تشديد السياسة التقدية في ظل كل هذه الشكوك.
وبالحديث عن الشكوك، فقد لخص أعضاء البنك العوامل التي دفعتهم إلى الإبقاء على السياسة المتبعة في الوقت الحالي من خلال الإشارة إلى أن “تطورات الأوضاع العالمية الأخيرة قد تحد من تعافي النمو الاقتصادي إلى حدٍ ما، ومن المرجع أن تزيد من الضغوط على التضخم على المدى القريب”، وكما هو الحال دائمًا فقد أكدوا أيضًا على رغبتهم في رؤية المزيد من التحسن في سوق العمل والثقة في ارتفاع معدلات التضخم نحو النسبة المستهدفة 2% قبل رفع معدلات الفائدة.
وفي هذه الحالة، فإن رفع معدلات الفائدة هذا العام لا يزال أمرًا محتملًا خلال اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة في منتصف أكتوبر وديمسبر المقبلين. في الواقع، فلا يزال 13 عضو، عقب أن كان 15 عضو، من أصل 17 عضو في الاحتياطي الفيدرالي يعتقدون بإمكانية رفع معدلات الفائدة هذا العام، كما صوت عضو واحد بالفعل وهو جيفري لاكر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي بولاية ريتشومند، في صالح رفع معدلات الفائدة هذا الشهر، بينما اقترح أعضاء آخرين خفض معدلات الفائدة إلى النطاق السلبي.
وعلى الرغم من ذلك، فقد أظهرت أحدث توقعات الاحتياطي الفيدرالي استقرار توقعات غالبية الأعضاء برفع معدلات الفائدة هذا العام، ومن المثير للاهتمام رفع أعضاء البنك لتوقعاتهم لمعدلات النمو لعام 2015، بينما قاموا بخفض توقعاتهم للنمو والتضخم والتوظيف للعامين المقبلين!! وهو الأمر الذي زاد من حيرة الأسواق إلى حد كبير.
هذا، ولا يزال من المحتمل أن تعمل البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها خلال الفترة المقبلة من التأثير على توقعات رفع معدلات الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام، وفي حال أظهرت البيانات استمرار قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على وتيرة تحسن النمو حتى وإن كانت بطيئة فإن هذا من شأنه أن يدعم الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية بشكل كبير.
بالطبع لا يمكن تجاهل عمليات بيع الدولار المكثفة عقب بيان الفائدة، كما هو موضح بالرسم البياني التالي، ولكن هذا يعتبر مجرد رد فعل غير محسوب للأنباء المخيبة للآمال، وفي نهاية الأمر، لا يزال الاحتياطي الفيدرالي في طريقه الصحيح نحو تشديد السياسة النقدية في مرحلة ما، وذلك على النقيض بمعظم نظرائه من البنوك المركزية الأخرى التي لا يزال المجال مفتوحًا أمامها لإتخاذ مزيد من السياسة التسهيلية
بالطبع لا يمكن تجاهل عمليات بيع الدولار المكثفة عقب بيان الفائدة، كما هو موضح بالرسم البياني التالي، ولكن هذا يعتبر مجرد رد فعل غير محسوب للأنباء المخيبة للآمال، وفي نهاية الأمر، لا يزال الاحتياطي الفيدرالي في طريقه الصحيح نحو تشديد السياسة النقدية في مرحلة ما، وذلك على النقيض بمعظم نظرائه من البنوك المركزية الأخرى التي لا يزال المجال مفتوحًا أمامها لإتخاذ مزيد من السياسة التسهيلية