تفتتح القمة الاوروبية حول العملة المشتركة الخميس في بروكسل وسط اجواء من الغموض بشان نتائجها بعد اجتماع تمهيدي مساء الاربعاء في بروكسل شارك فيه مسؤولون كبار لم يتمكنوا من التقريب بين وجهات نظرهم بشان تسوية للخروج من الازمة، بحسب ما افاد مصدر قريب من المفاوضات.وقال المصدر ان هذه الخلافات الكبيرة في وجهات النظر لا تزال قائمة سواء بشان الاجراءات الواجب اتخاذها لتشديد الانضباط المالي لدول منطقة اليورو، او الوسائل الواجب منحها لآلية تتصدى ازمة الديون وتمنع انتشارها.واوضح المصدر ان المندوب الالماني الى اجتماع كبار مستشاري القادة الاوروبيين نيكولاوس ماير-لاندروت تمسك بموقف "متصلب" خلال الاجتماع. وتشدد برلين على وجوب استخلاص العبر من ازمة الديون بادراج اجراءات تعزز انضباط الدول على صعيد موازناتها ضمن معاهدة الاتحاد الاوروبي.ورفض ماير-لاندروت اقتراح اكثر ليونة لتغيير المعاهدة قدمه رئيسا الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو, يسمح بالالتفاف على آلية المصادقة على التعديلات في دول الاتحاد الاوروبي الـ 27 . وينص الاقتراح على تعديل بسيط يدرج في بروتوكول يلحق بالمعاهدة.غير ان المندوب الالماني شدد على تعديل للمعاهدة من خلال تغيير بنودها ما يتطلب طرحها على الدول لاقرارها في عمليات تصويت غير محسومة النتائج. كما ترفض برلين العديد من الاقتراحات لتعزيز امكانات الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي عبر السماح له بصورة خاصة بالتزود بالاموال من البنك المركزي الاوروبي. كما ترفض برلين وباريس على السواء اي حديث عن اصدار سندات باليورو في حين تدعو بعض الدول الى ترك الامكانية مستقبلا* باعتماد هذه الادوات للتشارك في الديون العامة.كما يبقى موقف بريطانيا "ملتبسا" اذ يترك هذا البلد التهديد مخيما باشتراط نقل الصلاحيات الاوروبية من بروكسل الى لندن لقاء اعطاء ضوءه الاخضر لاي تعديل في المعاهدة.ومن المحتمل في ظل هذه الظروف التخلي عن خيار تعديل معاهدة الاتحاد الاوروبي وان تقرر دول منطقة اليورو التوصل الى معاهدة فيما بينها. غير ان مثل هذه المعاهدة الخاصة بمنطقة اليورو تهدد بتعميق الخلافات بين الاوروبيين حتى لو ان المنطقة تبقى مفتوحة لمن يرغب بالانضمام اليها من بين دول الاتحاد العشر التي لا تعتمد العملة الموحدة.