- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
لم يكتفِ السجان بت آثاره النفسية على حياة "حسان" الذي بقي عاماً ونصف بعد اعتقاله لا يغادر المنزل ولا يكلم أحداً، بل أن إحدى عيني المعتقل السابق مازالت تحكي معاناتها بعدما أصر السجان على إخماد سجائره فيها.
يحكي حسان قصته لـ"زمان الوصل" قائلاً: كان ذنبي أنني من حي باب سباع، لذلك تم اعتقالي من أحد شوارع مدينة حمص.
ورغم أن مدة اعتقاله لم تتجاوز الشهر، إلا أن ذلك الشهر حسب "حسان" كان كألف سنةٍ مما نعد.
يقول حسان: أخذوني إلى فرع الأمن العسكري في حمص، وهناك تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي.
يحبس "حسان" أنفاسه قبل أن يتحدث عن تفاصيل تعذيبه، ثم يطلق زفيراً محملا بالقهر ويقول: فور دخولي إلى الفرع، تم "تطميش" عيني و"شبحوني" ثلاثة أيام متواصلة حتى قبل أن يحققوا معي أو أن يسألوني عن اسمي أو عن أي شيء، ويضيف: بعد ذلك طُلب مني كتابة قصة انضمامي إلى الجيش الحر.
*جثة "محمد" تلاحق "حسان"
وفق "حسان" فإن فنون التعذيب التي طُبقت على جسده، كانت أرحم عليه من رؤيته للشاب محمد حاتمة، الذي أكل الدود جسده بعدما التهبت جروحه، ورماه العناصر بين المعتقلين الموجودين في الزنزانة التي تغص بأضعاف ما تتسع من بشر.
يقول حسان: عندما دخلت إلى المعتقل كان محمد مرمياً هناك، وكان المعتقلون يحاولون مساعدته من خلال إفساح المجال له كي يتنفس، وإمداده بالماء، ومساعدته على النهوض للذهاب إلى التحقيق، فجروح محمد المتعفنة لم تعفه من التحقيق.
ويضيف: كل ما كنا نستطيع فعله لمحمد هو مسح جروحه بقماش نقطعه من ثيابنا، ونسقيه القليل من الماء.
وأخيراً استجاب الله لدعاء المعتقلين بالرحمة لمحمد، الذب سقط شهيداً بعدما ضاقت الزنزانة بتأوهاته وجروحه، إلا أن عناصر الأمن -حسب "حسان"- لم يأخذوا جثة محمد، إنما تركوها تتآكل في الزنزانة بين المعتقلين، الذين لم يجدوا سوى أن يزيحوها نحو الحمام كي يتمكنوا من النوم مكانها!
ويوضح "حسان"، أنه غادر المعتقل قبل أن يأخذ الأمن جثة "محمد" ، وأنه أخبر عائلة الشهيد بأن أبنهم استشهد تحت التعذيب.
بعد اتفاقات بين "كبار" حارة "حسان" وضباط الأمن العسكري، أُخلي سراح "حسان" مقابل فدية وصلت إلى المليون ونص تقريباً، إلا أن خروجه من السجن ليعني أنه صار حرا، فحسان خرج بعاهات جسدية ونفسية، إذ يقول: فور خروجي من المعتقل غادرت إلى لبنان ومنها إلى مصر، بقيت عاماً ونصف لا أغادر المنزل ولا أكلم أحداً، فجثة "محمد" المتعفنة وعيني المشوهة كانتا تعكران علي ساعات النهار، وتمنعانني من النوم ليلاً.
ويتابع: لا أستطيع وصف كل ماشاهدته في المعتقل، فالكلمات لا تتسع للوصف..أحد الشبان كان في جسده 7 رصاصات وكانوا مع ذلك يحققون معه وظلوا يعذبونه حتى استشهد.
*ابن رئيس الفرع مفتاح التفاوض
وبحسب "حسان"، فإن الطبيب المتطوع "أمين حلواني" المسؤول عن حي "الحمرا" في حمص، كان يهتم بصحة المعتقلين فور خروجهم من المعتقل، وهو أيضاً كان يتفاوض مع النظام لإخراج المعتقلين.
ويضيف "حسان": كان الطبيب حلواني يجري مفاوضات إنسانية مع النظام، أما المفاوضات المالية فكان لكل رئيس فرع مفتاح يتفاوض معه أهل المعتقل. ويضرب "حسان" مثالاً أن مفتاح رئيس فرع أمن الدولة السابق، كان ابنه عبدو أيوب، الذي كان يجلس مساءً في المقهى ويجري المفاوضات مع أهالي المعتقلين.
عندما كان "حسان" في مصر تجرأ على الخروج من المنزل، لكنه تفاجأ بوجود الدبابات في الشوارع بسبب انقلاب السيسي على الحكم، مما أرعبه وسبب له نكسة نفسية.
ويقيم "حسان" في تركيا حاليا، حيث بدأت نفسيته تستعيد عافيتها، فهو اليوم يخرج من المنزل ويتكلم مع أسرته وأصدقائه، إلا أن عينه المحروقة مازالت تذكره بما حدث خلال الشهر الذي قضاه في الأمن العسكري.
يحكي حسان قصته لـ"زمان الوصل" قائلاً: كان ذنبي أنني من حي باب سباع، لذلك تم اعتقالي من أحد شوارع مدينة حمص.
ورغم أن مدة اعتقاله لم تتجاوز الشهر، إلا أن ذلك الشهر حسب "حسان" كان كألف سنةٍ مما نعد.
يقول حسان: أخذوني إلى فرع الأمن العسكري في حمص، وهناك تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي.
يحبس "حسان" أنفاسه قبل أن يتحدث عن تفاصيل تعذيبه، ثم يطلق زفيراً محملا بالقهر ويقول: فور دخولي إلى الفرع، تم "تطميش" عيني و"شبحوني" ثلاثة أيام متواصلة حتى قبل أن يحققوا معي أو أن يسألوني عن اسمي أو عن أي شيء، ويضيف: بعد ذلك طُلب مني كتابة قصة انضمامي إلى الجيش الحر.
*جثة "محمد" تلاحق "حسان"
وفق "حسان" فإن فنون التعذيب التي طُبقت على جسده، كانت أرحم عليه من رؤيته للشاب محمد حاتمة، الذي أكل الدود جسده بعدما التهبت جروحه، ورماه العناصر بين المعتقلين الموجودين في الزنزانة التي تغص بأضعاف ما تتسع من بشر.
يقول حسان: عندما دخلت إلى المعتقل كان محمد مرمياً هناك، وكان المعتقلون يحاولون مساعدته من خلال إفساح المجال له كي يتنفس، وإمداده بالماء، ومساعدته على النهوض للذهاب إلى التحقيق، فجروح محمد المتعفنة لم تعفه من التحقيق.
ويضيف: كل ما كنا نستطيع فعله لمحمد هو مسح جروحه بقماش نقطعه من ثيابنا، ونسقيه القليل من الماء.
وأخيراً استجاب الله لدعاء المعتقلين بالرحمة لمحمد، الذب سقط شهيداً بعدما ضاقت الزنزانة بتأوهاته وجروحه، إلا أن عناصر الأمن -حسب "حسان"- لم يأخذوا جثة محمد، إنما تركوها تتآكل في الزنزانة بين المعتقلين، الذين لم يجدوا سوى أن يزيحوها نحو الحمام كي يتمكنوا من النوم مكانها!
ويوضح "حسان"، أنه غادر المعتقل قبل أن يأخذ الأمن جثة "محمد" ، وأنه أخبر عائلة الشهيد بأن أبنهم استشهد تحت التعذيب.
بعد اتفاقات بين "كبار" حارة "حسان" وضباط الأمن العسكري، أُخلي سراح "حسان" مقابل فدية وصلت إلى المليون ونص تقريباً، إلا أن خروجه من السجن ليعني أنه صار حرا، فحسان خرج بعاهات جسدية ونفسية، إذ يقول: فور خروجي من المعتقل غادرت إلى لبنان ومنها إلى مصر، بقيت عاماً ونصف لا أغادر المنزل ولا أكلم أحداً، فجثة "محمد" المتعفنة وعيني المشوهة كانتا تعكران علي ساعات النهار، وتمنعانني من النوم ليلاً.
ويتابع: لا أستطيع وصف كل ماشاهدته في المعتقل، فالكلمات لا تتسع للوصف..أحد الشبان كان في جسده 7 رصاصات وكانوا مع ذلك يحققون معه وظلوا يعذبونه حتى استشهد.
*ابن رئيس الفرع مفتاح التفاوض
وبحسب "حسان"، فإن الطبيب المتطوع "أمين حلواني" المسؤول عن حي "الحمرا" في حمص، كان يهتم بصحة المعتقلين فور خروجهم من المعتقل، وهو أيضاً كان يتفاوض مع النظام لإخراج المعتقلين.
ويضيف "حسان": كان الطبيب حلواني يجري مفاوضات إنسانية مع النظام، أما المفاوضات المالية فكان لكل رئيس فرع مفتاح يتفاوض معه أهل المعتقل. ويضرب "حسان" مثالاً أن مفتاح رئيس فرع أمن الدولة السابق، كان ابنه عبدو أيوب، الذي كان يجلس مساءً في المقهى ويجري المفاوضات مع أهالي المعتقلين.
عندما كان "حسان" في مصر تجرأ على الخروج من المنزل، لكنه تفاجأ بوجود الدبابات في الشوارع بسبب انقلاب السيسي على الحكم، مما أرعبه وسبب له نكسة نفسية.
ويقيم "حسان" في تركيا حاليا، حيث بدأت نفسيته تستعيد عافيتها، فهو اليوم يخرج من المنزل ويتكلم مع أسرته وأصدقائه، إلا أن عينه المحروقة مازالت تذكره بما حدث خلال الشهر الذي قضاه في الأمن العسكري.