- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
استعاد معتقل سابق تفاصيل تسعة أشهر قضاها في سجن تدمر العسكري من خلال صورة داخلية لهذا السجن تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على المدينة.
وعلّق "طارق جانسيز" على الصورة قائلاً: "هذه الساحة الرابعة بسجن تدمر يلي كنت فيها من سنتين وقضيت فيها تسعة شهور".
وكان جانسيز –كما يقول- يقلب في صفحات "فيس بوك" حين ظهرت له الصورة وللمفارقة –كما يضيف– أنه رأى الصورة في ذكرى خروجه من هذا السجن. ووصف المعتقل السابق ما رآه في الصورة في منشور على صفحته الشخصية في"فيسبوك"، فالباب الأول على اليمين هو مدخل للحمام الذي كنا نغسل فيه ثيابنا، والباب الذي إلى جانبه مخرج الحمام والباب الذي يقع على الجدار الثاني هو المؤدي إلى المهجع رقم 11 على الأغلب، والجدار الذي يبدو في صدر الصورة هو الفاصل بين الساحة وما بعدها.
وأردف "كان المعتقلون الذين يُصابون بالجرب والتقيحات في أجسادهم يتداوون فيها، حيث يوقفهم عناصر السجن عراة ويجبروهم على دهن أجسادهم بمادة بيضاء كاوية تسبب حروقاً أليمة في أجسادهم، أما الساحة التي تقع مقابل الجدار فهي المكان الذي كان المعتقلون يخرجون إليه للتنفس".
ويمضي المعتقل جانسيز واصفاً أهوال ما رأى في هذه الساحة بالذات ففيها-كما يقول– رأى أناساً ماتوا أمام عينيه، وفي هذا الممر رافقه نزيل من حي الميدان الدمشقي، كان الملازم "باسل العلي" يضرب رأسه بالحائط حتى ملأ الممر بالدماء".
ويصف جانسيز شعوره بالرجفة عندما رأى صورة السجن التي أعادت إلى ذاكرته ذكريات الموت والعذاب فيه: "رجعت أيام ما حكيت لحدا عنها حتى لأهلي. رجعت كأنو هلأ".
ويتابع بتأثر أنه استرجع من خلال الصورة أصوات البشر الذين كان يسكب عليهم الماء المغلي، فيطلقون صيحات لا يسمع بها أحد، لكنها لا زالت ترن في أذنيه –حسب وصفه- ويردف "طارق جانسيز" بنبرة مؤثرة: "لو كانت هذه الحجارة تنطق لكانت حكت عما ضمته بين حيطانها من آلام وآهات شبان سوريين ماتت أحلامهم في قلب الصحراء وتحت ضربات الجلادين".
ويختم جانسيز كلامه داعياً كل من خضع لتجربة الموت في هذا السجن إلى عدم المسامحة والمصالحة والرأفة بمن ظلمهم ولم يرحمهم، مضيفاً:"قلبي من يوم طلعت أسود متل الليل".
وأردف: "من سمع ليس كمن رأى وكل من خرج من هذا السجن كُتب له عمر جديد من هذا المكان الذي يبدو الموت اللعبة الوحيدة للجلادين في وسط الصحراء".