نحن في بداية اسبوع قد يكون هائجا

[طارق جبور]

   

 

 

*
مؤشرات الاسهم تهلع خائفة من من آفاق الاقتصاد الصيني . ترافقا نشهد قلقا يحيط بمصير العملات المرتبطة وثيقا بتطورات الوضع في الصين وعلى رأسها الدولار الاسترالي. بالمقابل شهدنا - وقد نستمر بمعايشة نفس الظاهرة - طلبا مرتفعا على السندات الاوروبية وبوجه خاص تلك التي كان الهروب منها على أشده إبان الازمة الاوروبية. النتيجة انحسار الهامش الفاصل بين فوائد السندات الالمانية وسندات بلدان الجنوب الاوروبي للمستوى الاخفض منذ العام 2010 تاريخ بداية الازمة المالية الاوروبية.
*
اليورو افاد من الحدث ولكأنه بات مطلوبا كمركز لجوء آمن. الذهب ايضا ، ولا شك ان الين الياباني يستفيد تقليديا من كل تأزم او حالة قلق مستجدة. ولا ننسى الفرنك السويسري.

*
اليورو يرتفع ويتقوى . وكالة موديز تحفظ لفرنسا درجة تصنيفها الائتماني على* Aa1. الحكومة الالمانية ترفع توقعاتها للنمو في العام الحالي.
ولكن ليس كل شيء في اوروبا يبدو طيب المذاق والطعم.
حاجة البنوك الاوروبية الى رأس المال ليست محدودة وقليلة. 84 مليار يورو يجب تأمينها بحسب احصاء يصدر اليوم في اسبوعية " الاسبوع الاقتصادي" الالمانية. دوتشيه بنك وكوميرس بنك يحتجزان 19 مليار يورو من هذه المليارات ال 84. كريديت اجريكول وحده ينقصه 31.5 مليار.
*
على صعيد التضخم والانكماش الجديد ليس مريحا ايضا. هذه المرة تاتي المعلومة من صندوق النقد الدولي حيث صرحت رئيسته " كريستين لاجارد " بان منطقة اليورو - بحسب اعتقادها - لا زالت تحت مخاطر الانكماش . " ماريو دراجي " رد مباشرة بان البنك المركزي الاوروبي على تأهب مستمر وهو سيتصرف في حال سجل التضخم تراجعا جديدا دون التوقعات وان الفائدة ستبقى منخفضة وقد يجري تخفيضها اكثر لفترة لن تكون قصيرة ان دعت الحاجة.
اليورو يرتفع ويتقوى؟ لكن بحذر شديد. نهاية الاسبوع الماضي كانت حذرة جدا. عملات البلدان الناشئة كانت تحركاتها المتراجعة غير مريحة. ال بيزو الارجنتيني تراجع مقابل الدولار بنسبة 13.9% خلال يومين فقط. هذا لم يحدث منذ العام 2001.الليرة التركية تواجه ضغوطا هائلة ما استدعى البنك المركزي للتدخل. البعض يتحدث*عن افادة اليورو كعملة ملاذ ولكن هل يستمر ذلك بصرف النظر عن المحاذير الاوروبية؟*ايضا اجتماع الفدرالي هذا الاسبوع يبقى تحت المجهر ويحمل بالطبع محاذير.
*
الاسترليني تراجعه نهاية الاسبوع جاء تحت تاثير تدخل رئيس المركزي " كارني " الذي خفف الحماس تجاه اقتراب موعد رفع الفائدة. هو خفف احتمالات رفع الفائدة حتى ولو ان البطالة تراجعت باسرع مما كان متوقعا لان الاقتصاد عليه ان يجتاز مسافة غير قصيرة ليبلغ الهدف.
وهل سيستطيع السيد كارني ابقاء الفائدة على انخفاضها لفترة طويلة؟
الشك كبير حيال ذلك. الفائدة البريطانية ستكون سباقة ارتفاعا، ولكن السوق لا يستطيع الا التجاوب مع تصريحات من هذا النوع. الحذر ضروري تجاه رهانات على انخفاض كبير للاسترليني .
الفرنك السويسري مستمر بالافادة من اجواء القلق نتيجة هروب الرساميل من المراكز الخطرة.
*
وعن الين الياباني؟ هل من تحول بعيد المدى بالوجهة التراجعية؟
لا نرى ذلك بعد. الارتفاع الحالي نتيجة طبيعية لافادة الين من جهة من هروب الرساميل من المخاطر وبحثها عن الامان. هو نتيجة طبيعية ايضا لاعادة التمركز قبيل اجتماع الفدرالي الاميركي اولا وصدور بيانات التضخم اليابانية هذا الاسبوع. اهمية هذه البيانات بكونها ستظهر المخاطر التي قد يواجهها المركزي الياباني في سياسته القائمة على التيسير الكمي بطباعة 60 مليار دولار شهريا وضخها في السوق. ارتفاع ملفت للتضخم سيكون من شأنه الانعكاس طلبا على الين.
*
الان نحن في بداية اسبوع هائج نظرا للمواعيد المهمة المتلاحقة بدءا من اليوم الاثنين حيث سنكون على موعد مع مؤشر "اي ف و" الالماني المنتظر ان يحمل تطمينات الى صحة وسلامة الاقتصاد الالماني على غرار ما فعل أخوه مؤشر " ز ي و " الاسبوع الماضي. ارتفاع الى ما يزيد عن ال 110 نقاط متوقع وهذا سيكون له على الارجح انعكاسا ايجابيا ولو مؤقتا على اليورو.
البيانات الاميركية تبدأ اليوم مع مبيعات البيوت الجديدة. الثلاثاء مع طلبيات السلع المعمرة وثقة المستهلك. الاربعاء يصدر القرار الاهم وهو يتعلق بالسياسة النقدية الاميركية فائدة ودعما اقتصاديا . الخميس نكون مع بيان الناتج المحلي الاجمالي ومبيعات البيوت الموعودة. الجمعة نكون مع ثقة المستهلك عن جامعة ميشيجان.
مواعيد اسيوية نشير لها: الاربعاء اجتماع المركزي النيوزلندي.* الجمعة اسعار المنتجين من استراليا. السبت مؤشر مديري المشتريات لقطاعات التصنيع من الصين.

*
*
*
*
​