عبد الرحيم لوزان
مشرف سابق
- المشاركات
- 2,244
- الإقامة
- morocco
بواسطة (رويترز) - 21 مارس 2016
عندما حدث هبوط شديد في أسواق الأسهم الصينية العام الماضي سارع البنك المركزي الصيني للتواصل مع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي وطلب منه معرفة ما اتخذه من تدابير في التعامل مع انهيار "الاثنين الأسود" في أسواق وول ستريت عام 1987.
جاء هذا الطلب في رسالة بالبريد الالكتروني بتاريخ 27 يوليو تموز من مسؤول في بنك الشعب الصيني (المركزي) كان عنوانها "مساعدتكم العاجلة مبعث امتنان شديد".
ففي رسالة إلى مسؤول كبير بمجلس الاحتياطي الاتحادي أشار سونج شيانجيان كبير مندوبي بنك الشعب الصيني في الامريكتين ومقره نيويورك إلى هبوط الأسهم الصينية 8.5 في المئة وقال إن المحافظ "يود الاستعانة بخبراتكم الممتازة."
وليس من المعروف ما إذا كان بنك الشعب الصيني سبق أن اتصل بالمجلس الاحتياطي الاتحادي طلبا للعون في تقلبات سابقة في الأسواق.
وامتنع البنكان المركزيان عن التعقيب عندما اتصلت بهما رويترز.
وفي تحليل نشرته رويترز العام الماضي قال بعض العالمين ببواطن الأمور والمسؤولين والاقتصاديين في مجلس الاحتياطي الاتحادي إنه لا يوجد خط رسمي ساخن بين البنكين وإن الجانب الصيني كثيرا ما يرفض التواصل في اللقاءات الدولية.
وأطلق انهيار سوق الاسهم اليابانية سلسلة من الانخفاضات الحادة في الأسواق المالية العالمية وفي غضون ساعات أرسل مجلس الاحتياطي الاتحادي للبنك المركزي الصيني مجموعة من الوثائق المتاحة للجمهور تفصل ما اتخذه من تدابير عام 1987.
وبدأ المسؤولون عن رسم السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي في اليوم التالي اجتماعا لبحث السياسات لمدة يومين اطلع فيه حسب ما ورد في محضر الاجتماع على ما شهدته الصين من هبوط في الأسهم. وقال عدد من المسؤولين إن التباطؤ الاقتصادي الصيني قد يكون له تأثير على الولايات المتحدة.
وكان انتشار عدوى الأسواق المالية من الصين أحد الأسباب التي استند إليها مجلس الاحتياطي الاتحادي في سبتمبر ايلول عندما أرجأ رفع أسعار الفائدة الذي توقعه كثير من المحللين وذلك في مؤشر على مدى أهمية الصين كقوة صناعية وسوق مالية.
* لا أسرار
وتظهر الرسائل التي حصلت رويترز عليها من خلال طلب بمقتضى قانون حرية المعلومات مدى انزعاج الصين من تزايد الاضطرابات المالية ويسلط الضوء على واحد من أكثر البنوك المركزية الرئيسية غموضا في العالم.
وتوضح الرسائل أيضا أنه رغم علاقات الزمالة التي تربط بين البنكين فقد لا يتبادلان الأسرار حتى في وقت الأزمات.
وقال سونج لمدير شعبة التمويل الدولي في مجلس الاحتياطي الاتحادي ستيفن كامين في الرسالة بتاريخ 27 يوليو تموز "رجاء إطلاعنا بأسرع ما يمكن على التدابير الرئيسية التي اتخذتموها في ذلك الوقت."
وسارع كامين بالرد قائلا "سنحاول إرسال شيء ما إليكم على وجه السرعة."
وبعد خمس ساعات جاء ملخص من 259 كلمة لما فعله مجلس الاحتياطي الاتحادي لتهدئة الأسواق والحيلولة دون الركود بعد أن هوى مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 بنسبة 20 في المئة في 19 أكتوبر تشرين الأول عام 1987.
كما أرسل كامين ملاحظات لإرشاد مسؤولي البنك المركزي الصين في تصفح عشرات الصفحات من وثائق مجلس الاحتياطي الاتحادي وبياناته وتقاريره التي أرفقت بالرسالة.
وكانت كل الوثائق المرفقة متاحة منذ مدة على موقع مجلس الاحتياطي الاتحادي على الانترنت ولم يتضح ما إذا كانت لعبت دورا فيما اتخذته بكين من قرارات.
وفصلت وثائق كامين كيف بدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي إصدار بيانات في اليوم التالي لانهيار السوق تعهد فيها بتزويد الأسواق بالسيولة الكافية لانتظام عملها.
وعندما كتب سونج رسالته إلى كامين كانت الصين قد أمضت شهرا في محاولات التصدي لانخفاض أسواق الأسهم وتشابه الكثير من الإجراءات التي اتخذها المركزي الصيني وغيره من السلطات الصينية مع الخطة التي نفذها مجلس الاحتياطي الاتحادي عام 1987.
وكان الانخفاض الذي شهده مؤشر شنغهاي المجمع في 27 يوليو تموز الأكبر من نوعه في يوم واحد منذ 2007 وحينها كانت السوق قد فقدت ثلث قيمتها تقريبا على مدى ستة أسابيع.