رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نظرات فى كتاب9 خرافات عن النحس
مؤلف البحث اياد العطار وهو يدور حول مجموعة من الاعتقادات الشائعة فى ثقافات شعوب العالم وعلى ألأخص منطقتنا وقد استهل البحث بإطلاق سؤال عن أسباب التشاؤم وحاول أن يجيب فقال :
"لماذا يتشاءم الناس من بعض الأمور؟ .
"لا تفعل ذلك .. إنه أمر سيء " .. عبارة طالما شنفت أسماعنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نهم بالقيام ببعض الأمور , عادة ما يطلقها كبار السن من الأهل والأقارب وهم يلوحون بأصابعهم محذرين. وتنضوي تحت هذه العبارة مجموعة من النواهي والمكروهات التي يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ويتجنبها لئلا تعود عليه بالبؤس والنحس والبلاء. والناس منقسمون في آرائهم حول هذه المحذورات , فهناك من يضحك منها ويستهزأ بها , وهناك أيضا من يؤمن بها إلى درجة تؤرق خياله وتنغص عليه حياته.
أذكر شخصيا بأني في فترة ما من حياتي كنت أحرص أشد الحرص على أن تكون أول خطواتي عندما أغادر المنزل بالقدم اليمنى , وأن أفتح الباب وأغلقه باليد اليمنى مع أني أعسر , وقد تحول ذلك إلى هاجس رافقني لفترة طويلة .. إنه وسواس .. وهو لا يعتمد دوما على الموروث الشعبي , بل قد يبتكر الناس أحيانا أشكالا وأنماطا خاصة بهم من هذه الوساوس , كأن يعتقد شخص ما بأن ارتداءه لقميص معين يجلب له الحظ وأن رؤيته لشخص بذاته في الصباح يجلب له النحس. "
الرجل يجيب بأن ألسباب لا تعود للموروث الشعبى وحده ولكن البعض يخترع نحسه بيده
وأول الأشياء التى ذكرها هو ايمان الناس بضرر الحسد والعمل على ابعاده بما يظنونه يمنع الضرر
قال العطار :
"يؤمن الناس بالحسد .. ويحاولون درءه بكل وسيلة ..
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين , ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة. والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم , ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد , وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته. وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها. والحسد مذكور في القرآن الكريم.
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة , كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة , فترى أحدهم يسمي أبنه "زبالة"! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا , أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد .. كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه. وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها .. هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال , كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب , وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة. وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء! ".
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن .. وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد , كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب , وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة , وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية. ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة". والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة , حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود"."
واستعرض أراء الأديان فى الموضوع فقال :
"لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة , يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور , وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة , وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة , إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه.
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم , فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك من باب الإقتداء والإعجاب. وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي."
وبالعودة لنصوص الوحى الإلهى التى لم يذكرها العطار نجد أن الحسد لا يمكن أن يضر أحد لأنه مجرد تمنى قلبى كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"
وأما الضرر فهو شر الحاسد أى أعماله السيئة لإزالة النعمة كإشعال الحرائق فى أملاك غيره أو خطف أطفاله أو الايقاع بينه وبين أحبابه أو شركائه أو منافسته وفى هذا قال تعالى :
" ومن شر حاسد إذا حسد"
وثانى ألأمور التى يؤمن بها البشر كسبب للنحس القطط السوداء وقد ذكرها فقال :
"القط الأسود
القط الاسود .. لماذا يحدق إليك؟ .. القطط حيوانات أليفة محبوبة عموما , لكنها في نفس الوقت غامضة , وأحيانا مخيفة , خصوصا حين نلمح قطا أسود يجلس بصمت على قارعة الطريق وهو يطيل التحديق إلينا .. إنه أمر يثير الرعب في قلوب أولئك الذين يؤمنون بأن القط الأسود ليس مجرد حيوان جميل وبريء , وإنما هو وسيلة تمويه وتنكر تستخدمها كائنات ما وراء الطبيعة كالجن والشياطين والعفاريت للدخول إلى عالم البشر والتلاعب بهم.
المعتقدات حول القط الأسود قديمة ومنتشرة في جميع أصقاع الأرض. في الفلكلور الغربي كان هناك ربط دائم بين القط الأسود والسحر , فكانوا يعتقدون بأن القطط السوداء هي خدم الساحرات وكانوا يؤمنون بأن مرور القط الأسود قاطعا الطريق على إنسان هو نذير شؤم , وقد يكون إشارة لموته القريب أما في الشرق فقد آمن بعض الناس بأن القط الأسود هو تجسيد الجن , وإن الجن يظهر في هيئة قط أسود ليقترب من البشر ويتلبسهم ويرى آخرون بأن أجساد القطط السوداء هي مأوى العفاريت تسكن إليها بعد حلول الظلام.
وفي السحر ذكروا خواصا عجيبة للقطط السوداء , فقالوا بأن أكل لحومها يدرأ السحر , ذكر ذلك الجاحظ في حيوانه حيث يقول:
"والعامة تزعم أن من أكل السنور الأسود لم يعملْ فيه السحر". وذهب إلى مثل ذلك الدميري في كتابه الحيوان حيث يقول: "السنور الأهلي، من أكل لحم الأسود منه، لم يعمل فيه السحر. وقال القزويني: مرارة الأسود، ومرارة الدجاجة السوداء، إذا جففتا وسحقتا، واكتحل بهما مع الكحل ظهر له الجن، وخدموه. قال: وهو مجرب "."
قطعا القطط السوداء مخلوقات مسلمة ساجدة مسبحة لله لا علاقة لها بمعتقدات الإنسان فيها من حيث كونها شؤم وفيها وفى الغراب القادم ذكره قال تعالى :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"
وقال :
"ولله يسجد من فى السموات والأرض"
وقال :
ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه"
وثالث ما يجعله البشر نذير شؤم هو العراب وفيه قال :
"الغراب
طير الساحرات المدلل .. هو الأكثر ذكاء بين الطيور قاطبة , لكن ذلك لم يشفع له لدى البشر , فالكثير منهم ينظر إليه بعين الريبة ويتشاءم منه .. ربما لقبح صوته وهيئته , ولمكره ودهائه , ولكونه من الحيوانات القمامة التي تعتاش على الجيف وأجساد الموتى. هذا النفور من الغربان يعود لعصور سحيقة , ففي انجلترا وايرلندا كانوا يعتبرون الغراب تجسيدا لآلهة الحرب ونذيرا للموت.
أما في السويد فكانوا يعتقدون بأن الغربان هي أرواح الناس الذي ماتوا قتلى , وفي الدنمارك اعتبروها أرواحا شريرة تم طردها من الأجساد الممسوسة. أما العرب فرأوا في الغراب تجسيدا كاملا للشؤم والنكد , وعن ذلك يحدثنا الجاحظ في كتابه الحيوان قائلا:
"ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقُّوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب. وليس في الأرض بارح ولا نطيح، ولا قَعيد، ولا أَعضب ولا شيءٌ مما يتشاءمون به إلا والغراب عندهم أنكد منه ".
ولأنه تجسيد للشر والشؤم فلا عجب أن يكون الغراب حاضرا في الكثير من أفلام الرعب , حيث نراه يرافق الساحرات الشريرات ويعيش في الأماكن المهجورة والبيوت المسكونة , وقد يهاجم البشر بوحشية كما فعل في فيلم الطيور للمخرج العالمي الفريد هتشكوك عام 1963 , أو قد يعيدهم إلى الحياة من القبر , كما في فيلم الغراب الشهير عام 1994 , الذي يعتبره البعض دلالة على شؤم الغراب , إذ شهد وقوع واحدة من أغرب الحوادث في تاريخ السينما , فخلال تصوير أحد المشاهد كان مقررا أن يقوم الممثل مايكل ماسي بإطلاق النار على الممثل براندون لي ليرديه قتيلا , وكان المسدس الذي سيطلق النار حقيقيا لكن تم افراغ رصاصاته من البارود , غير أن الطاقم المسئول عن الأسلحة نسي على ما يبدو إفراغ إحدى الرصاصات فانطلقت أثناء تمثيل المشهد لتستقر في أحشاء براندون وترديه قتيلا وهناك من يعتقد بأن الحادثة كانت مدبرة لإنهاء حياة الممثل الشاب كما حدث مع أبوه نجم الفنون القتالية بروس لي."
قطعا الغراب طير مطيع لله ولكن البشر يؤلفون الحكايات عن كونه مصدر لأذاهم وفى الحقيقة الغرب كان أحد معلمى البشر الخير وهو دفن الجثث كما قال تعالى :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين"
ورابع أمور التشاؤم الحمامات وقد تحدث عنها مبينا اعتقاد البشر أن الجن يسكنون فيها لأذى البشر فقال :
"سكب الماء الساخن في الحمام
هل يفضل الجن حقا السكن في الحمامات ..
هناك اعتقاد لدى الناس بأن الحمام هو مسكن الجن , ذلك أنه المكان الوحيد في المنزل الذي لا يكون مسكونا من أهل البيت , فلا يطيل الناس المكوث فيه ولا يتخذونه مجلسا أو مخدعا لنومهم , وهو المكان الوحيد الذي لا تقام فيه صلاة ولا يذكر فيه أسم الله , والمكان الوحيد الذي يمكث الناس فيه عراة ربي كما خلقتني من دون خجل واستحياء ... لا عجب بعد هذا كله أن يتخذه الجن مسكنا ومنزلا له! .. ولهذا يجب الحرص أشد الحرص عند التعامل مع الحمام لكي لا يتعرض ساكنوه الغير مرئيون للأذى من دون قصد , فسكب الماء الساخن في الحمام ليلا قد يصيب الجن الساكن فيه , أو قد يقتل أحد أطفاله , خصوصا إذا نسي الساكب أن يسمي بالرحمن ويتعوذ من الشيطان , مما يدفع الجني للانتقام من البشري بشتى الوسائل وقد يتلبسه. طبعا هناك من يضحك ملئ شدقيه من هذه الخرافة , وهناك أيضا من لديه اعتقاد راسخ بحقيقتها , وللناس قصصا كثيرة يتداولها عن المس بسبب سكب الماء الساخن في الحمام"
وهو كلان بعيد عن الصحة فالجن يسكنون فى مساكن خفية كماكن البشر ولا يعيشون فى حمتمتن البشر لأن لو افترضنا أنهم موجودون فى الحمام فكيف ينامون ويجبسون ويطبخون فى مكان لا يتجاوز متر أو مترين فى معظم البيوت؟
وكيف يتوافق ذلك مع إيمان الناس بوجود ضخام الأجسام منهم كالأغوال والمردة والعملاقة ؟
وإذا عدنا لقصة سليمان(ص) معهم سنجد أنهم كانوا يصنعون أشياء ضخمة كالقدور الراسيات والمحاريب والتماثيل وهو ما يعنى أن فى الأجسام كالبشر وفى هذا قال تعالى :
"ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات"
وخامس الأمور المشئومة عند البشر هو المقص المفتوح وفيه قال العطار:
"المقص المفتوح .. شؤم ..
تركه مفتوحا يجلب النكد , هذه خرافة يصدقها البعض. ليس هذا فحسب , لكن فتحه وإغلاقه من دون داعي , أي من دون أن يكون هناك شيء يقصه , هو أمر سيء أيضا وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من المصائب والويلات. وعلى العكس من هذه الخرافة هناك من يؤمن بأن المقص يمكن أن يوفر الحماية , خصوصا إذا وضع تحت الوسادة أثناء النوم فأنه يمنع الكوابيس.
من غير المعلوم كيف نشأت هذه الخرافات المتعلقة بالمقص , ربما لأن المقص أداة جارحة , وتركه مفتوحا أو اللعب به من قبل الأطفال قد يؤدي إلى حوادث خطيرة. وللعلم هذه الخرافات لا تتعلق بالشرق فقط , ففي الغرب لديهم خرافاتهم الخاصة بالمقص , إذ يعتقدون بأن كسر نصلي المقص هو أمر في غاية السوء ونذير الكوارث , وبأن استعمال المقص في اليوم الأول من السنة الجديدة يجلب الحظ السيئ طوال العام , وأن تعليق المقص مفتوحا فوق عتبة الدار سيدرأ عنها السحرة والشياطين. ولديهم أيضا اعتقاد في أن المقص يجب أن لا يقدم أبدا كهدية لأن ذلك سيؤدي إلى خراب العلاقة مع الشخص المُهدى إليه."
ويبدو أن حكاية المقص المفتوح سببها أنه إذا سقط على أى أحد سيجرحه فليس الهدف من المعتقدات فى ألأصل الشؤم وإنما هو احتمالية جرح الناس
وتحدث عن النعل المقلوب والتشاؤم به فقال :
"النعل المقلوب .. مكروه ..
من الشائع لدى الكثير من الناس عدم ترك الحذاء أو النعل مقلوبا , أي كعبه نحو الأعلى. شخصيا فأن عبارة "اقلب النعال من فضلك" مرت على مسمعي كثيرا في منزلي , وكم هي كثيرة الأحذية والنعل التي قلبتها في طفولتي! .. لكني بصراحة لم افهم حينها لماذا يجب أن أقوم بقلب الحذاء أو النعل معيدا إياه إلى وضعيته الصحيحة .. هل للأمر علاقة بالتشاؤم؟ .. بأن الملائكة لا تدخل البيت إذا كان فيه نعل مقلوب. طبعا هذه خرافة لا أصل ولا سند لها دينيا , لكنها رائجة بين الناس وقد يتشدد البعض فيها. وهناك أيضا من يزعم بأن أصل الخرافة له علاقة باللياقة وآداب السلوك , لأن كعب الحذاء أو النعال عادة ما يكون متسخا , لهذا فأن منظره مقلوبا يكون غير مستحب."
ويبدو أن أن النعل المقلوب كالمقص سبب فى حدوث شىء ضار لفنسان وهو نقض الوضوء أو الطهارة أو التسبب فى رائحة كريهة لأن الإنسان يدوس بها على الروث وغيره أثناء المشى أو العمل
وتحدث عن حركات العين والأذن التى ياشاءم البعض منها فقال :
"اختلاج العين وطنين الإذن
اختلاج العين قد يكون شرا ..
رفة العين واختلاجها قد تكون نذيرا سيئا أو طيبا , بحسب العين التي رفت , فإذا كانت اليسرى فذلك شؤم , أما لو كانت اليمنى فبشارة وتوقع ورود أخبار سارة.
من الصعب أيجاد تفسير منطقي لهذه الخرافة , ربما تكون متعلقة باليسار واليمين , إذ دأب الناس منذ القدم على التفاؤل بالجهة اليمنى والتشاؤم من اليسرى , وكان العرب قديما يتطيرون من الرجل الأعسر. أما علميا فلا علاقة لرفة العين بشؤم أو سعد , فهي ليست سوى اختلاجات لا إرادية سببها أما التهابات في العين أو قلة نوم وتعب.
وهناك خرافة مشابهة عن طنين الأذن , فقالوا بأن طنين الأذن اليمنى معناها بأن هناك من يمدحك ويثني عليك , أما طنين اليسرى فمعناها أن هناك من يغتابك وينال منك. وبعيدا عن الخرافة فأن طنين الأذن طبيا ربما كان دليلا على التهابات الأذن أو ارتفاع ضغط الدم وكذلك التعرض الطويل للضوضاء."
قطعا تلك الحركات أو ألصوات ليست مصدر للتشاؤم ولكن التعود على الموروث الشعبى من خلال قول خير اللهم اجعله خير هو السبب فارتعاش العين أو الصغارة فى ألذن ليس لها معنى أساس سوى خلل فى الجسد وبيس لها معنى أخر
وتحدث العطار عن التشاؤم من قص الأظافر ليلا فقال :
"قص الأظافر بالليل
و صادف وأردت قص أظافرك ليلا فلا تتعجب إذا ما سمعت أحدهم يخبرك بأن ذلك مكروه , ومثل بقية الخرافات التي أتينا على ذكرها فمن غير المعلوم ما وجه الكراهة في قص الأظافر ليلا. البعض يحاول ربط الأمر بالموروث الديني , مع أنه لا يوجد سند أو دليل يشير إلى النهي عن قص الأظافر بالليل. وهناك أيضا من يربط الأمر بالسحر , فالمعروف أن الساحر يحتاج إلى جزء من جسد ضحيته لإجراء السحر , وهذا الجزء عادة ما يكون خصلة شعر أو قلامة أظفر , ولهذا السبب يجري التحذير من إلقاء قلامات الأظافر في سلة القمامة , ويفضل دفنها , لئلا يستولي عليها أحدهم ويستخدمها في عمل السحر المؤذي , خصوصا إذا ما علمنا بأن السحرة ينشطون ويعلمون في الليل تحت جنح الظلام."
هذه الخرافة مماثلة للمقص المفتوح والنعل المقلوب فى كونهما سبب محتمل للأذى فالقص ليلا يعنى خفوت الضوء ومن ثم احتمالية قطع الإنسان لجزء من جلده كبيرة ومن ثم لا علاقة بالشؤن
وتحدث عن خرافة التشاؤم بالأرقام كرقم 13 و4 فقال :
"الرقم 13
الخرافة الاكثر شؤما ..
لعلها الخرافة الأشهر على مستوى العالم , فالكثير من الناس غربا وشرقا لا يرتاحون لهذا الرقم , لا يرغبون أبدا أن يحملوا الرقم 13 أو أن يسكنوا في منزل أو شقة تحمل هذا الرقم. ولقد تحول هذا الخوف في بعض المجتمعات إلى نوع من الفوبيا التي يحرص الجميع على مراعاتها حتى ولو لم يؤمنوا بها , خصوصا في الغرب حيث نشئت الخرافة أصلا , فلا تستغرب عزيزي القارئ إذا ما دخلت عمارة يوما وصعدت المصعد ولم تجد الرقم 13 ضمن أرقام الطوابق , ففي بعض المدن يقومون بتغيير ترقيم الطابق الثالث عشر إلى (12 a) .. أو قد يلغونه تماما , فترى الرقم 14 يأتي مباشرة بعد 12 , ذلك أن لا أحد يود بالسكن أو العمل في طابق يحمل الرقم 13. ومن شدة تشاؤمهم بهذا اليوم يتجنبون الزواج فيه , ويتشاءمون بصورة خاصة إذا ما صادف يوم 13 من الشهر يوم جمعة.
بالتأكيد ليس كل الناس يؤمنون بهذه الخرافة , معظمهم يضحك منها ويعتبرها لا تليق إلا بالمغفلين , لكنها بصراحة ما زالت تلقى رواجا كبيرا , أحيانا حتى أولئك الذين لا يؤمنون بها يتجنبونها , فلا أحد يريد تجريب القدر. 9 خرافات عن النحس
لا تستغرب اذا لم تعثر على الرقم 13 بين ازرار المصعد ..
ويختلف المؤرخون والباحثون في أصل هذه الخرافة. أحد الآراء الراجحة تعزوها إلى العشاء الأخير للسيد المسيح , إذ كان عدد الجلوس حول المائدة 13 , السيد المسيح وحواريه الاثنا عشر, واحد هؤلاء الحواريين (يهوذا) كان هو الخائن الذي سلم السيد المسيح للكهنة مقابل دارهم معدودة , ولهذا يتشاءم الناس من هذا الرقم.
هناك أيضا من يعتقد بأن واقعة مقتل هابيل على يد شقيقه قابيل صادفت يوم 13 بالشهر.
ولدى القبائل الاسكندينافية القديمة أسطورة عن اجتماع حضره أثنا عشر إلها من آلهتهم ولم يدعى إليه الإله الثالث عشر لوكي , فعاد هذا الإله المشاكس الذي شاهدناه في فيلم ثور - 2011 - وانتقم بقتل أحد الآلهة الحضور.
ويقال بأن عدد درجات سلم المشنقة هي 13.
وفي التقويم الفارسي القديم كان اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة يعتبر يوم نحس , ومازال الإيرانيون حتى يومنا هذا يقضون اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة (نيروز) والذي يطلقون عليه اسم "سيزده بدر" محتفلين في الحدائق والساحات العامة لاعتقادهم بأن البقاء في البيت في هذا اليوم يجلب النحس.
خرافة الرقم 13 لا أصل لها في الثقافة العربية , لكنها راجت بين الناس خلال القرن العشرين نتيجة الاحتكاك بالغرب."
قطعا لا وجود لتلك الخرافة كحقيقة وإنما هى عملية ربط نفسى خاطئة حيث يربط الإنسان بين الرقم فىيوم أو عدد شىء وبين حدوث شىء كريه له ما بينما لو بحث عن رقم أخر قد يجده أكثر عدد أصيب فى أيامه أو أعداد الأشياء فيه بضرر
واختتم العطار بوجود خرافات مضحكة وخرافات كريهة فقال :
"ختاما ..
هناك الكثير من الخرافات في هذا العالم , بعضها خفيف الدم , نقابله بضحكة وابتسامة , وبعضها ثقيل سمج قد يؤثر في حياتنا وينغص علينا عيشنا. ولو أردنا إحصاء جميع الخرافات في عالمنا العربي لاحتجنا إلى تأليف كتاب , ذلك أن كل مدينة وإقليم ودولة لها منظومتها الخاصة من الخرافات والمعتقدات الشعبية , لهذا آثرنا الكتابة عن الخرافات الأكثر شهرة والمعروفة للجميع "
مؤلف البحث اياد العطار وهو يدور حول مجموعة من الاعتقادات الشائعة فى ثقافات شعوب العالم وعلى ألأخص منطقتنا وقد استهل البحث بإطلاق سؤال عن أسباب التشاؤم وحاول أن يجيب فقال :
"لماذا يتشاءم الناس من بعض الأمور؟ .
"لا تفعل ذلك .. إنه أمر سيء " .. عبارة طالما شنفت أسماعنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نهم بالقيام ببعض الأمور , عادة ما يطلقها كبار السن من الأهل والأقارب وهم يلوحون بأصابعهم محذرين. وتنضوي تحت هذه العبارة مجموعة من النواهي والمكروهات التي يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ويتجنبها لئلا تعود عليه بالبؤس والنحس والبلاء. والناس منقسمون في آرائهم حول هذه المحذورات , فهناك من يضحك منها ويستهزأ بها , وهناك أيضا من يؤمن بها إلى درجة تؤرق خياله وتنغص عليه حياته.
أذكر شخصيا بأني في فترة ما من حياتي كنت أحرص أشد الحرص على أن تكون أول خطواتي عندما أغادر المنزل بالقدم اليمنى , وأن أفتح الباب وأغلقه باليد اليمنى مع أني أعسر , وقد تحول ذلك إلى هاجس رافقني لفترة طويلة .. إنه وسواس .. وهو لا يعتمد دوما على الموروث الشعبي , بل قد يبتكر الناس أحيانا أشكالا وأنماطا خاصة بهم من هذه الوساوس , كأن يعتقد شخص ما بأن ارتداءه لقميص معين يجلب له الحظ وأن رؤيته لشخص بذاته في الصباح يجلب له النحس. "
الرجل يجيب بأن ألسباب لا تعود للموروث الشعبى وحده ولكن البعض يخترع نحسه بيده
وأول الأشياء التى ذكرها هو ايمان الناس بضرر الحسد والعمل على ابعاده بما يظنونه يمنع الضرر
قال العطار :
"يؤمن الناس بالحسد .. ويحاولون درءه بكل وسيلة ..
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين , ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة. والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم , ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد , وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته. وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها. والحسد مذكور في القرآن الكريم.
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة , كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة , فترى أحدهم يسمي أبنه "زبالة"! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا , أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد .. كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه. وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها .. هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال , كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب , وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة. وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء! ".
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن .. وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد , كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب , وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة , وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية. ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة". والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة , حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود"."
واستعرض أراء الأديان فى الموضوع فقال :
"لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة , يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور , وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة , وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة , إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه.
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم , فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك من باب الإقتداء والإعجاب. وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي."
وبالعودة لنصوص الوحى الإلهى التى لم يذكرها العطار نجد أن الحسد لا يمكن أن يضر أحد لأنه مجرد تمنى قلبى كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"
وأما الضرر فهو شر الحاسد أى أعماله السيئة لإزالة النعمة كإشعال الحرائق فى أملاك غيره أو خطف أطفاله أو الايقاع بينه وبين أحبابه أو شركائه أو منافسته وفى هذا قال تعالى :
" ومن شر حاسد إذا حسد"
وثانى ألأمور التى يؤمن بها البشر كسبب للنحس القطط السوداء وقد ذكرها فقال :
"القط الأسود
القط الاسود .. لماذا يحدق إليك؟ .. القطط حيوانات أليفة محبوبة عموما , لكنها في نفس الوقت غامضة , وأحيانا مخيفة , خصوصا حين نلمح قطا أسود يجلس بصمت على قارعة الطريق وهو يطيل التحديق إلينا .. إنه أمر يثير الرعب في قلوب أولئك الذين يؤمنون بأن القط الأسود ليس مجرد حيوان جميل وبريء , وإنما هو وسيلة تمويه وتنكر تستخدمها كائنات ما وراء الطبيعة كالجن والشياطين والعفاريت للدخول إلى عالم البشر والتلاعب بهم.
المعتقدات حول القط الأسود قديمة ومنتشرة في جميع أصقاع الأرض. في الفلكلور الغربي كان هناك ربط دائم بين القط الأسود والسحر , فكانوا يعتقدون بأن القطط السوداء هي خدم الساحرات وكانوا يؤمنون بأن مرور القط الأسود قاطعا الطريق على إنسان هو نذير شؤم , وقد يكون إشارة لموته القريب أما في الشرق فقد آمن بعض الناس بأن القط الأسود هو تجسيد الجن , وإن الجن يظهر في هيئة قط أسود ليقترب من البشر ويتلبسهم ويرى آخرون بأن أجساد القطط السوداء هي مأوى العفاريت تسكن إليها بعد حلول الظلام.
وفي السحر ذكروا خواصا عجيبة للقطط السوداء , فقالوا بأن أكل لحومها يدرأ السحر , ذكر ذلك الجاحظ في حيوانه حيث يقول:
"والعامة تزعم أن من أكل السنور الأسود لم يعملْ فيه السحر". وذهب إلى مثل ذلك الدميري في كتابه الحيوان حيث يقول: "السنور الأهلي، من أكل لحم الأسود منه، لم يعمل فيه السحر. وقال القزويني: مرارة الأسود، ومرارة الدجاجة السوداء، إذا جففتا وسحقتا، واكتحل بهما مع الكحل ظهر له الجن، وخدموه. قال: وهو مجرب "."
قطعا القطط السوداء مخلوقات مسلمة ساجدة مسبحة لله لا علاقة لها بمعتقدات الإنسان فيها من حيث كونها شؤم وفيها وفى الغراب القادم ذكره قال تعالى :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"
وقال :
"ولله يسجد من فى السموات والأرض"
وقال :
ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه"
وثالث ما يجعله البشر نذير شؤم هو العراب وفيه قال :
"الغراب
طير الساحرات المدلل .. هو الأكثر ذكاء بين الطيور قاطبة , لكن ذلك لم يشفع له لدى البشر , فالكثير منهم ينظر إليه بعين الريبة ويتشاءم منه .. ربما لقبح صوته وهيئته , ولمكره ودهائه , ولكونه من الحيوانات القمامة التي تعتاش على الجيف وأجساد الموتى. هذا النفور من الغربان يعود لعصور سحيقة , ففي انجلترا وايرلندا كانوا يعتبرون الغراب تجسيدا لآلهة الحرب ونذيرا للموت.
أما في السويد فكانوا يعتقدون بأن الغربان هي أرواح الناس الذي ماتوا قتلى , وفي الدنمارك اعتبروها أرواحا شريرة تم طردها من الأجساد الممسوسة. أما العرب فرأوا في الغراب تجسيدا كاملا للشؤم والنكد , وعن ذلك يحدثنا الجاحظ في كتابه الحيوان قائلا:
"ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقُّوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب. وليس في الأرض بارح ولا نطيح، ولا قَعيد، ولا أَعضب ولا شيءٌ مما يتشاءمون به إلا والغراب عندهم أنكد منه ".
ولأنه تجسيد للشر والشؤم فلا عجب أن يكون الغراب حاضرا في الكثير من أفلام الرعب , حيث نراه يرافق الساحرات الشريرات ويعيش في الأماكن المهجورة والبيوت المسكونة , وقد يهاجم البشر بوحشية كما فعل في فيلم الطيور للمخرج العالمي الفريد هتشكوك عام 1963 , أو قد يعيدهم إلى الحياة من القبر , كما في فيلم الغراب الشهير عام 1994 , الذي يعتبره البعض دلالة على شؤم الغراب , إذ شهد وقوع واحدة من أغرب الحوادث في تاريخ السينما , فخلال تصوير أحد المشاهد كان مقررا أن يقوم الممثل مايكل ماسي بإطلاق النار على الممثل براندون لي ليرديه قتيلا , وكان المسدس الذي سيطلق النار حقيقيا لكن تم افراغ رصاصاته من البارود , غير أن الطاقم المسئول عن الأسلحة نسي على ما يبدو إفراغ إحدى الرصاصات فانطلقت أثناء تمثيل المشهد لتستقر في أحشاء براندون وترديه قتيلا وهناك من يعتقد بأن الحادثة كانت مدبرة لإنهاء حياة الممثل الشاب كما حدث مع أبوه نجم الفنون القتالية بروس لي."
قطعا الغراب طير مطيع لله ولكن البشر يؤلفون الحكايات عن كونه مصدر لأذاهم وفى الحقيقة الغرب كان أحد معلمى البشر الخير وهو دفن الجثث كما قال تعالى :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين"
ورابع أمور التشاؤم الحمامات وقد تحدث عنها مبينا اعتقاد البشر أن الجن يسكنون فيها لأذى البشر فقال :
"سكب الماء الساخن في الحمام
هل يفضل الجن حقا السكن في الحمامات ..
هناك اعتقاد لدى الناس بأن الحمام هو مسكن الجن , ذلك أنه المكان الوحيد في المنزل الذي لا يكون مسكونا من أهل البيت , فلا يطيل الناس المكوث فيه ولا يتخذونه مجلسا أو مخدعا لنومهم , وهو المكان الوحيد الذي لا تقام فيه صلاة ولا يذكر فيه أسم الله , والمكان الوحيد الذي يمكث الناس فيه عراة ربي كما خلقتني من دون خجل واستحياء ... لا عجب بعد هذا كله أن يتخذه الجن مسكنا ومنزلا له! .. ولهذا يجب الحرص أشد الحرص عند التعامل مع الحمام لكي لا يتعرض ساكنوه الغير مرئيون للأذى من دون قصد , فسكب الماء الساخن في الحمام ليلا قد يصيب الجن الساكن فيه , أو قد يقتل أحد أطفاله , خصوصا إذا نسي الساكب أن يسمي بالرحمن ويتعوذ من الشيطان , مما يدفع الجني للانتقام من البشري بشتى الوسائل وقد يتلبسه. طبعا هناك من يضحك ملئ شدقيه من هذه الخرافة , وهناك أيضا من لديه اعتقاد راسخ بحقيقتها , وللناس قصصا كثيرة يتداولها عن المس بسبب سكب الماء الساخن في الحمام"
وهو كلان بعيد عن الصحة فالجن يسكنون فى مساكن خفية كماكن البشر ولا يعيشون فى حمتمتن البشر لأن لو افترضنا أنهم موجودون فى الحمام فكيف ينامون ويجبسون ويطبخون فى مكان لا يتجاوز متر أو مترين فى معظم البيوت؟
وكيف يتوافق ذلك مع إيمان الناس بوجود ضخام الأجسام منهم كالأغوال والمردة والعملاقة ؟
وإذا عدنا لقصة سليمان(ص) معهم سنجد أنهم كانوا يصنعون أشياء ضخمة كالقدور الراسيات والمحاريب والتماثيل وهو ما يعنى أن فى الأجسام كالبشر وفى هذا قال تعالى :
"ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات"
وخامس الأمور المشئومة عند البشر هو المقص المفتوح وفيه قال العطار:
"المقص المفتوح .. شؤم ..
تركه مفتوحا يجلب النكد , هذه خرافة يصدقها البعض. ليس هذا فحسب , لكن فتحه وإغلاقه من دون داعي , أي من دون أن يكون هناك شيء يقصه , هو أمر سيء أيضا وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من المصائب والويلات. وعلى العكس من هذه الخرافة هناك من يؤمن بأن المقص يمكن أن يوفر الحماية , خصوصا إذا وضع تحت الوسادة أثناء النوم فأنه يمنع الكوابيس.
من غير المعلوم كيف نشأت هذه الخرافات المتعلقة بالمقص , ربما لأن المقص أداة جارحة , وتركه مفتوحا أو اللعب به من قبل الأطفال قد يؤدي إلى حوادث خطيرة. وللعلم هذه الخرافات لا تتعلق بالشرق فقط , ففي الغرب لديهم خرافاتهم الخاصة بالمقص , إذ يعتقدون بأن كسر نصلي المقص هو أمر في غاية السوء ونذير الكوارث , وبأن استعمال المقص في اليوم الأول من السنة الجديدة يجلب الحظ السيئ طوال العام , وأن تعليق المقص مفتوحا فوق عتبة الدار سيدرأ عنها السحرة والشياطين. ولديهم أيضا اعتقاد في أن المقص يجب أن لا يقدم أبدا كهدية لأن ذلك سيؤدي إلى خراب العلاقة مع الشخص المُهدى إليه."
ويبدو أن حكاية المقص المفتوح سببها أنه إذا سقط على أى أحد سيجرحه فليس الهدف من المعتقدات فى ألأصل الشؤم وإنما هو احتمالية جرح الناس
وتحدث عن النعل المقلوب والتشاؤم به فقال :
"النعل المقلوب .. مكروه ..
من الشائع لدى الكثير من الناس عدم ترك الحذاء أو النعل مقلوبا , أي كعبه نحو الأعلى. شخصيا فأن عبارة "اقلب النعال من فضلك" مرت على مسمعي كثيرا في منزلي , وكم هي كثيرة الأحذية والنعل التي قلبتها في طفولتي! .. لكني بصراحة لم افهم حينها لماذا يجب أن أقوم بقلب الحذاء أو النعل معيدا إياه إلى وضعيته الصحيحة .. هل للأمر علاقة بالتشاؤم؟ .. بأن الملائكة لا تدخل البيت إذا كان فيه نعل مقلوب. طبعا هذه خرافة لا أصل ولا سند لها دينيا , لكنها رائجة بين الناس وقد يتشدد البعض فيها. وهناك أيضا من يزعم بأن أصل الخرافة له علاقة باللياقة وآداب السلوك , لأن كعب الحذاء أو النعال عادة ما يكون متسخا , لهذا فأن منظره مقلوبا يكون غير مستحب."
ويبدو أن أن النعل المقلوب كالمقص سبب فى حدوث شىء ضار لفنسان وهو نقض الوضوء أو الطهارة أو التسبب فى رائحة كريهة لأن الإنسان يدوس بها على الروث وغيره أثناء المشى أو العمل
وتحدث عن حركات العين والأذن التى ياشاءم البعض منها فقال :
"اختلاج العين وطنين الإذن
اختلاج العين قد يكون شرا ..
رفة العين واختلاجها قد تكون نذيرا سيئا أو طيبا , بحسب العين التي رفت , فإذا كانت اليسرى فذلك شؤم , أما لو كانت اليمنى فبشارة وتوقع ورود أخبار سارة.
من الصعب أيجاد تفسير منطقي لهذه الخرافة , ربما تكون متعلقة باليسار واليمين , إذ دأب الناس منذ القدم على التفاؤل بالجهة اليمنى والتشاؤم من اليسرى , وكان العرب قديما يتطيرون من الرجل الأعسر. أما علميا فلا علاقة لرفة العين بشؤم أو سعد , فهي ليست سوى اختلاجات لا إرادية سببها أما التهابات في العين أو قلة نوم وتعب.
وهناك خرافة مشابهة عن طنين الأذن , فقالوا بأن طنين الأذن اليمنى معناها بأن هناك من يمدحك ويثني عليك , أما طنين اليسرى فمعناها أن هناك من يغتابك وينال منك. وبعيدا عن الخرافة فأن طنين الأذن طبيا ربما كان دليلا على التهابات الأذن أو ارتفاع ضغط الدم وكذلك التعرض الطويل للضوضاء."
قطعا تلك الحركات أو ألصوات ليست مصدر للتشاؤم ولكن التعود على الموروث الشعبى من خلال قول خير اللهم اجعله خير هو السبب فارتعاش العين أو الصغارة فى ألذن ليس لها معنى أساس سوى خلل فى الجسد وبيس لها معنى أخر
وتحدث العطار عن التشاؤم من قص الأظافر ليلا فقال :
"قص الأظافر بالليل
و صادف وأردت قص أظافرك ليلا فلا تتعجب إذا ما سمعت أحدهم يخبرك بأن ذلك مكروه , ومثل بقية الخرافات التي أتينا على ذكرها فمن غير المعلوم ما وجه الكراهة في قص الأظافر ليلا. البعض يحاول ربط الأمر بالموروث الديني , مع أنه لا يوجد سند أو دليل يشير إلى النهي عن قص الأظافر بالليل. وهناك أيضا من يربط الأمر بالسحر , فالمعروف أن الساحر يحتاج إلى جزء من جسد ضحيته لإجراء السحر , وهذا الجزء عادة ما يكون خصلة شعر أو قلامة أظفر , ولهذا السبب يجري التحذير من إلقاء قلامات الأظافر في سلة القمامة , ويفضل دفنها , لئلا يستولي عليها أحدهم ويستخدمها في عمل السحر المؤذي , خصوصا إذا ما علمنا بأن السحرة ينشطون ويعلمون في الليل تحت جنح الظلام."
هذه الخرافة مماثلة للمقص المفتوح والنعل المقلوب فى كونهما سبب محتمل للأذى فالقص ليلا يعنى خفوت الضوء ومن ثم احتمالية قطع الإنسان لجزء من جلده كبيرة ومن ثم لا علاقة بالشؤن
وتحدث عن خرافة التشاؤم بالأرقام كرقم 13 و4 فقال :
"الرقم 13
الخرافة الاكثر شؤما ..
لعلها الخرافة الأشهر على مستوى العالم , فالكثير من الناس غربا وشرقا لا يرتاحون لهذا الرقم , لا يرغبون أبدا أن يحملوا الرقم 13 أو أن يسكنوا في منزل أو شقة تحمل هذا الرقم. ولقد تحول هذا الخوف في بعض المجتمعات إلى نوع من الفوبيا التي يحرص الجميع على مراعاتها حتى ولو لم يؤمنوا بها , خصوصا في الغرب حيث نشئت الخرافة أصلا , فلا تستغرب عزيزي القارئ إذا ما دخلت عمارة يوما وصعدت المصعد ولم تجد الرقم 13 ضمن أرقام الطوابق , ففي بعض المدن يقومون بتغيير ترقيم الطابق الثالث عشر إلى (12 a) .. أو قد يلغونه تماما , فترى الرقم 14 يأتي مباشرة بعد 12 , ذلك أن لا أحد يود بالسكن أو العمل في طابق يحمل الرقم 13. ومن شدة تشاؤمهم بهذا اليوم يتجنبون الزواج فيه , ويتشاءمون بصورة خاصة إذا ما صادف يوم 13 من الشهر يوم جمعة.
بالتأكيد ليس كل الناس يؤمنون بهذه الخرافة , معظمهم يضحك منها ويعتبرها لا تليق إلا بالمغفلين , لكنها بصراحة ما زالت تلقى رواجا كبيرا , أحيانا حتى أولئك الذين لا يؤمنون بها يتجنبونها , فلا أحد يريد تجريب القدر. 9 خرافات عن النحس
لا تستغرب اذا لم تعثر على الرقم 13 بين ازرار المصعد ..
ويختلف المؤرخون والباحثون في أصل هذه الخرافة. أحد الآراء الراجحة تعزوها إلى العشاء الأخير للسيد المسيح , إذ كان عدد الجلوس حول المائدة 13 , السيد المسيح وحواريه الاثنا عشر, واحد هؤلاء الحواريين (يهوذا) كان هو الخائن الذي سلم السيد المسيح للكهنة مقابل دارهم معدودة , ولهذا يتشاءم الناس من هذا الرقم.
هناك أيضا من يعتقد بأن واقعة مقتل هابيل على يد شقيقه قابيل صادفت يوم 13 بالشهر.
ولدى القبائل الاسكندينافية القديمة أسطورة عن اجتماع حضره أثنا عشر إلها من آلهتهم ولم يدعى إليه الإله الثالث عشر لوكي , فعاد هذا الإله المشاكس الذي شاهدناه في فيلم ثور - 2011 - وانتقم بقتل أحد الآلهة الحضور.
ويقال بأن عدد درجات سلم المشنقة هي 13.
وفي التقويم الفارسي القديم كان اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة يعتبر يوم نحس , ومازال الإيرانيون حتى يومنا هذا يقضون اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة (نيروز) والذي يطلقون عليه اسم "سيزده بدر" محتفلين في الحدائق والساحات العامة لاعتقادهم بأن البقاء في البيت في هذا اليوم يجلب النحس.
خرافة الرقم 13 لا أصل لها في الثقافة العربية , لكنها راجت بين الناس خلال القرن العشرين نتيجة الاحتكاك بالغرب."
قطعا لا وجود لتلك الخرافة كحقيقة وإنما هى عملية ربط نفسى خاطئة حيث يربط الإنسان بين الرقم فىيوم أو عدد شىء وبين حدوث شىء كريه له ما بينما لو بحث عن رقم أخر قد يجده أكثر عدد أصيب فى أيامه أو أعداد الأشياء فيه بضرر
واختتم العطار بوجود خرافات مضحكة وخرافات كريهة فقال :
"ختاما ..
هناك الكثير من الخرافات في هذا العالم , بعضها خفيف الدم , نقابله بضحكة وابتسامة , وبعضها ثقيل سمج قد يؤثر في حياتنا وينغص علينا عيشنا. ولو أردنا إحصاء جميع الخرافات في عالمنا العربي لاحتجنا إلى تأليف كتاب , ذلك أن كل مدينة وإقليم ودولة لها منظومتها الخاصة من الخرافات والمعتقدات الشعبية , لهذا آثرنا الكتابة عن الخرافات الأكثر شهرة والمعروفة للجميع "