رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,698
- الإقامة
- مصر
نظرات فى محاضرة المسيح(ص) وأمه معالم وبراهين
المحاضر أحمد بن حمد الخليلي والمحاضرة اعتذر فى أولها الخليلى بأنه لم يعدها وإنما هو حديث خواطر مختلفة بدون سابق إعداد وكان أول المحاضرة كلام كثير عن هذا ألأمر وقد ارتأيت أن أبدا النظر فى المحاضرة عند كلامه عن المسيح(ص) وأمه حسب ما جاء فى القرآن
وقد تحدث الخليلى عن أن الله لا حاجة له ولد ينسب له باعتبار أن النصارى يعتقدون كون المسيح ولد الله تعالى عن ذلك فقال :
"الله تبارك وتعالى وهو الأزلي الذي لا أول له وهو الأبدي الذي لا آخر له، فهو سبحانه وتعالى وجوده سابقٌ على وجود غيره وهو غير محدود بأمد لا في البداية ولا في النهاية فوجوده غير مسبوق بعدم ولن يأتي من بعده عدم، إذن كيف يكون الله تبارك وتعالى بحاجة إلى الولد؟!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فالقرآن الكريم نفى عن الله تبارك وتعالى اتخاذ الصاحبة والولد، وفي معرض النفي - نفي اتخاذ الولد - بيّن أنه كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة - سبحانه وتعالى."
وتحدث عن كون المسيح (ص)عبد من البشر مثل غيره فقال :
" والمسيح (ص) هو عبدٌ من عباد الله، هو من جنس البشر تسلسل من آدم (ص) إلى مريم العذراء، فهو - (ص) - كسائر البشر. "
وتحدث عن المعتقد النصرانى فيه فقال :
"على أن الذين قالوا بأن الله سبحانه وتعالى اتخذه ولداً زعموا بأنه اتخذه ولداً وأنزله إلى الأرض وجعل مريم تحمله ثم تلده من أجل أن يكون سبباً لتكفير خطيئة البشر التي ارتكبها آدم (ص). ولننظر، قبل كل شيء ما هي هذه الخطيئة؟ هذه الخطيئة التي يزعمونها إنما هي أكل آدم وحواء - عليهما السلام - من الشجرة التي نهاهما الله سبحانه وتعالى أن يقتربا منها، ولا ريب أن في أكلهما مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى"
ودافع الخليلى عن آدم (ص) مبينا أنه كان ناسيا لأمر ونهى الله وليس متعمدا فقال :
"ولكن قبل كل شيء نجد أن القرآن الكريم يثبت أن آدم (ص) نسي عندما أقدم على هذا الشيء " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً "، فالله سبحانه وتعالى برّأه من التعمد لارتكاب الخطيئة إذ قال بأنه نسي ولم يكن ما ارتكبه عمداً منه. فهذه الخطيئة إن سميت خطيئة إنما ذلك من باب أن يُقال بأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ذلك لأن آدم هو صفي الله وقد كان حريّاً بأن يكون ذاكراً لعهد ربه حريصاً على تذكره باستمرار، وقد حذره الله سبحانه وتعالى من مكائد الشيطان ونهاه عن قربان تلك الشجرة."
وقد أخطأ الخليلى فى ذلك فلم يكن ألأمر نسيانا وارتكابا لذنب غير متعمد لقوله تعالى :
" فعصى آدم ربه فغوى "
وبدليل اعتراف الأبوين بذنبهما واستغفارهما كما قال تعالى :
"قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
وكيف يكون نسيان وشهوة النفس وهى الشيطان ذكرتهما بنهى الله لهما عندما دعتهما للكل " ما نهاكما ربكما عن تلكما الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو من الخالدين"
فهذا تذكير من الشهوة بأن الله نهاهما وهذا ليس له معنى سوى التعمد وليس النسيان
وتحدث عن معتقد النصارى فى قتل وصلب المسيح(ص) فقال :
"هذه الخطيئة عندما تُقرن بقتل النفس ماذا عسى أن يكون قدرها؟! وعندما تكون هذه النفس هي نفس ابن الله سبحانه وتعالى، كيف يكون قتل ابن الله سبحانه وتعالى وصلبه كفارةٌ لتلك الخطيئة التي ارتكبت عن غير عمد؟!! هذه قضية يدركها العاقل من أول وهلة لأنها مرفوضةٌ فطرةً وعقلاً. على أن أولئك الذين زعموا أن المسيح (ص) هو ابنٌ لله سبحانه وتعالى يعترفون أحياناً يعترفون أحياناً بأنه عبد ويعترفون بأنه إنسان من الجنس البشري، ويدّعون مع ذلك تارةً أنه ابنٌ لله وتارةً أخرى يقولون هو الله. والأناجيل الأربعة المحرفة جاءت بهذا التناقض العجيب، ففي أحدها هو عبد وفي الثاني هو إنسان وفي الثالث هو ابنٌ لله وفي الرابع هو الله. ثم في تقديم المقدم لهذه الأناجيل جاء بأنه لا تناقض ما بين هذا الذي قيل فيها، فهذا العبد هو ذلك الإنسان وهو ذلك الابن وهو الله تعالى الله عن ذلك، فكيف يكون هذا الإنسان هو الله أو ابنٌ لله؟!!!
وحديث الخليلى أن كل سفر من الأربعة قال فى المسيح(ص) قولا غير الأخر خطأ فكل الأسفار تقريبا تحدثت عن بنوته وكونه إنسان بشرى وكونه ابن لله وكونه إله فلم يختص واحد منهم بادعاء معين فمثلا كونه ابن الله نجده فى الأربعة:
18: 10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات" متى"
18: 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته" متى"
26: 53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة" متى"
1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله "مرقس"
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو"لوقا
1: 18 الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر"يوحنا"
وتحدث عن أن أساقفة النصارى تحيروا بسبب الكتب وهى الأسفار فقال :
"وكيف يكون هذا العبد هو الله سبحانه وتعالى أو هو ابناً لله؟!!! وعرضت هذه القضية على الأساقفة من النصارى وطلبت منهم الإجابة عن هذه المشكلة وقد حاولوا أن يلفوا ويدوروا حول ذلك ولكنهم ما استطاعوا أن يأتوا بشيء وقالوا بأن العقل يقف حائراً أمام هذا الأمر وما على العقل إلا أن يستسلم لما جاء به الدين.. ولكن كيف يكون هذا الدين مناقضاً للعقل؟!!!."
وتحدث الخليلى عن كون القرآن أثبت الحقايق عن المسيح(ص) وهو كونه عبد لله ونفيه أن يكون ابن زنى كما قالت اليهود أو يكون ابنا لله أو إلها فقال :
"ونحن عندما نقلب صفحات القرآن الكريم لنتأمل الآيات الكريمة، آيات الله تعالى المنزلة، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقرن الحقائق التي يعرضها فيما يتعلق بجانب الألوهية بالأدلة العقلية بما تستسيغه العقول وتقبله الفِطَر ولا تجد إلا أن تُسلّم له تسليماً. والقرآن الكريم جاء بالوسطية فهو لم يغالي في المسيح وأمه حتى يصفهما بصفات الألوهية وهو أيضاً لم يغمطهما حقهما ولم يرمهما بالتهم حتى يجعلهما شيطانين من البشر، فالقرآن الكريم كرّم المسيح (ص) وكرّم أمه عليها السلام ونزلت في القرآن الكريم سورة سميت باسم مريم عليها السلام تخليداً لذكراها وتنويهاً بعفتها وبياناً لقدرها. كذلك نجد في هذه السورة وفي سورٍ متعددة في القرآن الكريم ذكر المسيح (ص) بأحسن الأوصاف ولكن مع ذلك لم يخرج المسيح في وصف القرآن عن كونه عبداً لله تعالى ولم تخرج مريم العذراء عليها السلام عن كونها أمةً لله سبحانه وتعالى. فاليهود جعلوا مريم بغيّة - كرمها الله ونزهها -، وجعلوا المسيح (ص) ابن زنى - كرمه الله تعالى ونزهه عن ذلك -. والنصارى غالوا فيهما حتى جعلوا المسيح ابناً لله أو جعلوه أنه هو الله، ورفعوا منزلته إلى مقام الألوهية ووصفوه بما وصفوه به من الصفات التي لا تليق بالإنسان، مع أنهم في ذلك - كما قلت - متناقضون، فقبل كل شيء كيف يمكن أن يكون هذا الذي يُوصَف بصفات الألوهية كيف يمكن أن تجتمع فيه صفات الألوهية وصفات البشرية معاً؟!! "
وتحدث عن تناقض النصارى فى أمر صفات المسيح(ص) فقال :
"والنصارى هم مختلفون بأنفسهم في هذا الأمر .. هل صفات الناسوتية ذابت في صفات الألوهية في المسيح (ص) حتى لم تبق فيه صفة الناسوتية أو أنها ازدوجت صفات الناسوتية وصفات الألوهية فكان ناسوتياً لاهوتياً في نفس الوقت؟ هذا أمر اختلفوا فيه، وقد أدى الخلاف في الكنائس النصرانية إلى الصراع بين طائفتين مختلفتين في الاعتقاد في هذا الأمر، أدى الأمر إلى صراعٍ ليس صراعاً جدلياً فحسب بل كان صراعاً دموياً عسكرياً دام فترةً من الوقت."
وتحدث الخليلى عن أنه طرح على بعض النصارى أسئلة فى مسألة الصفات ولم يجيبوا عنها فقال :
"ومما طرحته على بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى هذا الدين من الأسئلة: هل المسيح (ص) عندما حملته مريم كان بشراً خالصاً أو أنه كان متصفاً بصفات الألوهية في نفس الوقت؟ فأثبتوا أنه كان متصفاً بصفات الألوهية. وسألتهم: هل كان المسيح (ص) قبل ذلك موجوداً قبل أن تحمله مريم عليها السلام أو أنه خُلِق خلقاً جديداً؟ فادّعوا أنه كان موجوداً من قبل.وهذا من التناقض العجيب، كيف يكون هذا الذي فيه صفات الألوهية والذي تحمله امرأة في رحمها ثم تلده كما تلد سائر النساء بمخاض كيف يمكن أن يكون متصفاً بصفات الألوهية؟!! هذا أمرٌ عجيب."
وتحدث عن القرآن أعلن أن المسيح(ص) مجرد بشرى وهو رسول من رسل الله(ص) فقال :
"القرآن الكريم أثبت قبل كل شيء أن الله سبحانه وتعالى كرّم المسيح (ص) بالرسالة وأنه قد خلت من قبله الرسل فهو ليس بدعاً من الرسل وأن مريم عليها السلام هي صدِّيقة، فهي وفية قائمة بأمر الله من أولياء الله تعالى المتقين الأبرار، يقول الله سبحانه وتعالى : " ما المسيح بن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "، فهما كسائر البشر كانا يأكلان الطعام، كانا بحاجة إلى الغذاء بل لم يكونا كالملائكة الذين هم ليسوا بحاجة إلى غذاء مادي، وإنما كانا بحاجة إلى غذاء مادي، فكيف يكون الذي بحاجة إلى غذاء مادي كيف يكون إلهاً أو ابناً لله ومعنى كونه ابناً لله أنه جزءٌ من الله انفصل عنه سبحانه وتعالى عن ذلك؟!!. "
وتحدث عن أن القرآن نفى على لسان المسيح(ص) الألوهية والبنوة وغير هذا فقال:
"والله سبحانه وتعالى يبين في كتابه الكريم أن المسيح (ص) تبرأ نفسُه مما وُصِف به من صفات الألوهية، فقد قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة "، نجد أن المسيح هنا يتبرأ مما نُسِب إليه ويدعو بني إسرائيل إلى أن يعبدوا الله الذي هو ربه وربهم، ثم يخيفهم عاقبة الإشراك ويبين أن من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. ويقول الله سبحانه وتعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً "، فلو أراد الله سبحانه وتعالى إهلاك المسيح بنقمةٍ منه أو إهلاك أمه أو إهلاك من في الأرض جميعاً لو أراد تعذيبهم من يملك دفع ذلك؟!! بهذا يتبين أن المسيح (ص) ما هو إلا عبدٌ لله تعالى خاضعٌ منيبٌ، وأنه (ص) هو بحاجة إلى رحمة الله تعالى وبحاجة إلى عفوه - عز وجل -، وبحاجة إلى لطفه، فمن الذي يدفع عنه المكروه إلا الله؟!! ولو كان هو إلهاً لكان قادراً على دفع المكروه عنه بنفسه، ولو كان هو ابناً لله سبحانه وتعالى لكان متصفاً بصفات الألوهية لأن الابن يكون من جنس أبيه، فبما أن الأب إله وله ابن - تعالى الله عن ذلك - لا بد من أن يكون الابن أيضاً متصفاً بصفات الألوهية، ومن كان متصفاً بصفات الألوهية فهو قادرٌ على كل شيء لا يحتاج إلى غيره لدفع المكروه عنه."
وتحدث عن إثبات القرآن أن المسيح(ص) بشر خرج من رحم امرأة من بين الدماء فقال :
" وما يتشبثون به من كونه خُلق من غير أب وكان حمله بطريقةٍ لا بالطريقة المألوفة عند البشر جاء القرآن الكريم بما ينقض ذلك إذ الله سبحانه وتعالى أثبت أنه (ص) إنما كان بكلمة من الله، فالله سبحانه وتعالى يحكي بشارة الملائكة لمريم العذراء عليها السلام " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين *"، وهي بنفسها تعجبت من ذلك كيف يكون لها ولدٌ ولم يمسها أحد من البشر " قالت أنّى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون "، فهو كان بهذه الكلمة الإلهية، كلمة " كن " التي أوجدته من عدم كما أوجدت هذا الكون الذي لم يكن له أصلٌ من قبل في الوجود وإنما حدث بأمر الله سبحانه وتعالى بقوله: " كن "، " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "، ذلك أمر الله سبحانه. فهو كلمة، عُبِّر عنه بالكلمة لأن خلقه كان بسبب هذه الكلمة من الله تبارك وتعالى، وإلا فهو بشر ولكن خلقه لم يكن بطريقةٍ طبيعيةٍ مألوفةٍ عند البشر وإنما كان بما يخرق نواميس هذا الكون، والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد هذه النواميس وعندما يريد خرقها فإن ذلك مقدورٌ عليه، إذ هو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فمن قدر على إيجاد هذه النواميس الكونية هو قادرٌ على تبديلها متى شاء بما يريد عز وجل. وبيّن أن ذلك ليس ببدعة، فلئن كان خُلِق بغير أب فآدم (ص) خُلق من غير أبٍ ومن غير أم، يقول الله تعالى: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون "، فعيسى (ص) خُلق كما خُلق آدم (ص) من غير أن يكون خلقه بطريقةٍ طبيعية بتلاقي الخليتين: الخلية الذكرية والخلية الأنثوية، وإنما كان بمجرد كلمة " كن "، فهو مشابهٌ لآدم من حيث الحيثية، أما من حيث كونه حملته أمه ووضعته أمه فهو يختلف عن آدم في ذلك."
وتحدث عن أن القرآن نفى على لسان المسيح (ص) كونه إلها هو وأمه فقال :
"والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه أن عيسى (ص) تنصل وتبرأ مما نسبه إليه هؤلاء الذين ألصقوا به من الصفات ما لا يليق بالبشر، فالله سبحانه وتعالى يقول: " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما نفسي ولا أعلم ما نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن يعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد * "، فقد تبرأ من ذلك وبيّن أنه ما قال لهم إلا " اعبدوا الله ربي وربكم "، وأنه ليس له الحق أن يدعي ذلك، وأنه لو كان قال ذلك لعلمه الله تعالى، فإنه يعلم ما في طوايا نفسه وما في خفايا ضميره، بينما هو لا يعلم من علم الله شيئاً إلا ما علمه سبحانه وتعالى، وهذا مما يدل أيضاً على أنه عبدٌ، فمن كان لا يحيط بكل شيٍ علماً إنما هو متصفٌ بصفات العبودية وليس متصفاً بصفات الربوبية إذ الربوبية تقتضي الإحاطة بكل شيءٍ علماً."
وتحدث الخليلى عن أن القرآن نهى النصارى وغيرهم عن الغلو فى المسيح(ص) وغيره فقال :
"والله سبحانه وتعالى أقام الحجة في كتابه على أهل الكتاب الذي غلوا في المسيح (ص)، فقال لهم : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل "، وقال: " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرٌ لكم إنما الله إلهٌ واحد "؛ نجد أن الله سبحانه وتعالى خاطب أهل الكتاب بما يدحض ما كانوا يزعمونه من أن المسيح (ص) هو ابنٌ لله سبحانه وأن الله ثالث ثلاثة وينهاهم عن الغلو..قبل كل شيء ينهاهم عن الغلو في الدين ويأمرهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ويبين أن المسيح (ص) إنما هو رسولٌ من عند الله، فهو جاء ليبلغ رسالة الله كما جاء من قبله من الرسل بتليغ رسالة الله، وأنه كلمةٌ من الله ورحٌ منه، ويأمرهم أن يؤمنوا برسله الإيمان الصحيح الذي لا يرفع هؤلاء المرسلين إلى درجات الألوهية، فإن المرسلين إنما هم عبادٌ لله وإن تميزوا بما تميزوا به من رجحان العقل وصفاء النفس وطهارة السريرة وقوة البصيرة ونفاذ العقل، إلا أنهم لا يتعدون طور العبودية ولا يتصفون بشيءٍ من صفات الألوهية. يأمر الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب أن يلتزموا المنهج الصحيح وأن لا يقولوا على الله إلا الحق، فالمسيح بن مريم إنما هو رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، كلمة " كن " التي وُجد بسببها وكان ذلك بما شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون من نفخ رسول الله الذي جاء إلى مريم وهو روحٌ منه سبحانه وتعالى أرسله رسولاً إلى مريم من أجل أن ينفخ فيها حتى تحمل بعيسى (ص) كما أراد الله تبارك وتعالى. "
وانتهى الخليلى إلى ما جاء في القرآن عن المسيح(ص) هو المعتقد الصحيح فقال :
"فإذن يتبين من ذلك كله أن ما جاء به القرآن الكريم من الاعتقاد الصحيح في عيسى (ص) إنما هو القول الحق وهو القول الوسط فهو لم يحط من قدره وقدر أمه حتى يجعله زنيماً ويجعل أمه بغياً كما قالت اليهود، وهو أيضاً لم يرفع قدره إلى مرتبة الربوبية أو لم يصفه أنه ابنٌ لله كما زعم أولئك الزاعمون. "
وتحدث عن أن المعتقد النصرانى يشابه المعتقدات الوثنية خاصة البوذية فى عقايد الثالوث وتاريخ الميلاد ... معتمدا فى ذلك على ما قاله الشاعر القروى الخورى النصرانى فقال :
"على أن الإنسان العاقل عندما ينظر في هذه المزاعم يجد أن هذه المزاعم انتقلت إلى هذه الديانة التي نُسبت إلى المسيح (ص) والمسيح براءُ منها ومن اعتقادها من الوثنيات التي كانت من قبل، وحتى ما يقال من أن ميلاده كان في اليوم الخامس والعشرين (25) من الشهر الثاني عشر (12) في فصل الشتاء قبل أكثر من عشرين عاماً كتاباً يتحدث عن هذه الديانة وما فيها من التناقضات العجيبة وعن ارتباطها بالديانات الوثنية، وقال مؤلف الكتاب بأنه مما ثبت أن البوذيين كانوا يعتقدون في بوذا أيضاً أنه ولد في اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر، وكذلك عقيدة التثليث كانت موجودة عند البوذيين، وكذلك عقيدة الفداء كانت موجودة عند البوذيين، فهذا خليطٌ جاءوا به من هنا وهناك. وقبل فترةٍ من الزمن، قبل أكثر من عشرين عاماً وبالتحديد في عام 1977م، كتب أحد علماء النصارى العرب اللبنانيين وأدبائهم وصية نشرتها مجلة الرسالة اللبنانية، هذا العالم الأديب هو الشاعر المعروف بالشاعر القروي وكان معروفاً أيضاً بالخوري، قال في وصيته هذه: ( لقد أثبتت المصارد التأريخية أن يسوع المسيح (ص) كان يعبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، واستمر على ذلك أتباعه إلى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما تنصر قسطنطين عاهل الروم، فأدخل في النصرانية بدعة التثليث، ومالأه على ذلك بعض الأساقفة وعلى رأسهم مكاريوس الذي لقب نفسه أرثوذكس - أي مستقيم الرأي -، وقد عارضه سائر الأساقفة وعلى رأسهم آريوس، وعُقدت مجامع للحوار فاز فيها آريوس بالحجة القاطعة والحق اليقين، ولكن السلطة التي هي مصدر البلاء وضعت ثقلها في الميزان فأسكتت صوت الحق وظل الحق يتململ في قيده منتظراً آريوساً جديداً )، ثم يقول: ( وكم أتمنى وأنا الأرثوذكسي المولد أن يكون هذا الآريوس بطريركاً بطلاً ينفي عن ديننا وصمةً ألصقها به غرباء غربيون، وكثيراً ما كان الغرب مصدر بلاءنا الديني والسياسي معاً..)، ثم أتبع ذلك قوله : ( وتصديقاً مني برسالة نبينا العربي وإيماناً مني بمعجزته القرآن أردت أن أكون قدوةً لإخواني أدباء النصرانية فأدخل في دين الله، ولكنني رأيت إصلاح ديننا الأول خيرٌ من الانتقال عنه إلى دين جديد، وكخطوةٍ في هذا السبيل أُعلن عن عزوفي عن أرثوذكسيتي المكاروسية إلى أرثوذكسيتي الآريوسية...) إلى آخر ما جاء في وصيته هذه، وقد كتب هذه الوصية بعدما بلغ من العمر تسعين عاماً. ونجد في كلامه ما يدل: أولاً أن الديانة النصرانية وعقيدتها الثالوثية إنما هي بعيدة عما جاء به المسيح (ص)، وأن المسيح (ص) إنما جاء بعقيدة الوحدانية، كان يعبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
ثانياً: أن هذه العقيدة - عقيدة التثليث - إنما جاءت من الغرب الوثني عندما تنصّر قسطنطين بعدما كان أباطرة الروم ضد هذه الديانة، ضد ديانة المسيح (ص) وما جاء به من الحق من عند الله، حتى أنهم كانوا ينكلون بأتباع هذه الديانة تنكيلاً، ونقل هذا الإمبراطور المتنصر إلى النصرانية مخلفات ديانته الأولى من الوثنية.
ثالثاً: أن أصحاب البصائر من أتباع المسيح (ص) عارضوا ما جاء به هذا الحاكم المتنصر وما وافقه عليه الذين مالأوه بسبب طمعهم ورغبتهم فيما عنده من المال، وأن الحجة وضحت للناس عندما عُقدت مجامع للحوار، وكان فيما أحسب المجمع الذي أُلِّه فيه المسيح هو مجمع نيقيّه وهذا المجمع كان على رأس القرن الثالث أو بعد القرن الثالث، هذا يعني أن مدة ثلاث قرون مضت والمسيح (ص) لم يُألَّه عند أتباعه. والذين عارضوا، وعلى رأسهم آريوس، فازوا بالحجة القاطعة والحق اليقين إذ أبلجت حجتهم وأفلست حجة أولئك الذين مالأوا من مالأوه من هؤلاء الذين نقلوا إلى هذه الديانة ما كان في دياناتهم الأولى من عقائد الوثنية. ولكن السلطة قد كانت هي مصدر البلاء لأنها هي التي نقلت هذا المعتقد إليهم وضعت ثقلها في الميزان وأسكتت أصوات أولئك الذين كانوا يعارضون ما جاءوا به من هذا الهراء الوثني وظل الحق يتململ ينتظر من يدافع عنه ومن يبلج حجته، وقد أبلج الله تبارك وتعالى حجة الحق ببعثه عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ليقيم الحجة على الناس، فانتظار آريوس جديد يأتي من أجل أن تنبلج الحجة ومن أجل أن يظهر الحق ومن أجل أن يقوى صوت الإيمان إنما هو انتظارٌ مفروغ منه، فقد سبق الحق ظهوره بمجيء عبد الله ورسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم عليه حجة قاطعة وآية بينة كما يعترف بذلك هذا الموصي نفسه.
ثم أننا نجد أن في هذه الوصية اعترافاً بأن دين الإسلام هو دين الله، فهو مما قاله: ( وقد كنت أود أن أكون قدوةً لإخواني أدباء النصرانية فأدخل في دين الله )، وهذا ما جعلني أطمع في ذلك الوقت في إسلام هذا الرجل، وقد كنت أود أن أكتب إليه رسالة أدعوه فيها إلى الإيمان والإسلام وأقيم عليه حجة الحق بأنه لا داعي إلى انتظار آريوس بعد مجيء محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالحجة القاطعة والحق اليقين الذي تعترف به، ولكن وجدت له بيتاً من الشعر ثبطني عن ذلك وهو أنه يدعو إلى وحدة بين العرب جميعاً مسلمهم وكافرهم من غير أن يلتفتوا إلى الدين وكان مما قاله:
فيا مرحباً بالكفر يجمع بيننا.........وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
فلعل الله أراده أن يكون من حصب جهنم والعياذ بالله."
قطعا ما قاله الشاعر القروى إن كان قاله حقا ليس صحيحا فالبوذية ليس فيها ثالوث ولا تؤمن بقيامة أو بعث أخروى وإنما تقوم على أعمدة ثمانية كما جاء فى كتاب سفر بوذا والذى يتشابه مع أسفار العد الجديد تشابها ظاهرا كما كتبت فى فى كتاب نقد البوذية:
اسمع الحقيقة الرابعة جيدا فهى طريق الخلاص له ثمانية دروب احرص أولا على الأعمال التى تصنع مصيرك فى المستقبل لا يكن لديك إلا مشاعر خالية من الإهمال والنهم والغضب احرس شفتيك وكأنهما باب قصر يسكنه ملك واحرص على ألا يخرج منها أى دنس وفى أخر الأمر ليكن كل عمل من أعمالك هجوما على الخطأ أو مساعدة لمن يستحق النمو هذه هى الدروب الأربعة الأولى ""
وأنهى الخليلى محاضرته بالتالى :
"هذه معالم من الحقائق التي برزت من خلال ما جاء في القرآن الكريم ولا بد من الرجوع إليها من أجل استلهام الحقيقة في هذا الأمر، فالقرآن الكريم هو - كما قلت من قبل - كتاب الله الذي لم تطله يد من أيدي المحرفين المضللين، وقد صانه الله تعالى مما وقع على الكتب السابقة " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "، ليكون حجة قائمة إلى أن تقوم الساعة"
المحاضر أحمد بن حمد الخليلي والمحاضرة اعتذر فى أولها الخليلى بأنه لم يعدها وإنما هو حديث خواطر مختلفة بدون سابق إعداد وكان أول المحاضرة كلام كثير عن هذا ألأمر وقد ارتأيت أن أبدا النظر فى المحاضرة عند كلامه عن المسيح(ص) وأمه حسب ما جاء فى القرآن
وقد تحدث الخليلى عن أن الله لا حاجة له ولد ينسب له باعتبار أن النصارى يعتقدون كون المسيح ولد الله تعالى عن ذلك فقال :
"الله تبارك وتعالى وهو الأزلي الذي لا أول له وهو الأبدي الذي لا آخر له، فهو سبحانه وتعالى وجوده سابقٌ على وجود غيره وهو غير محدود بأمد لا في البداية ولا في النهاية فوجوده غير مسبوق بعدم ولن يأتي من بعده عدم، إذن كيف يكون الله تبارك وتعالى بحاجة إلى الولد؟!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فالقرآن الكريم نفى عن الله تبارك وتعالى اتخاذ الصاحبة والولد، وفي معرض النفي - نفي اتخاذ الولد - بيّن أنه كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة - سبحانه وتعالى."
وتحدث عن كون المسيح (ص)عبد من البشر مثل غيره فقال :
" والمسيح (ص) هو عبدٌ من عباد الله، هو من جنس البشر تسلسل من آدم (ص) إلى مريم العذراء، فهو - (ص) - كسائر البشر. "
وتحدث عن المعتقد النصرانى فيه فقال :
"على أن الذين قالوا بأن الله سبحانه وتعالى اتخذه ولداً زعموا بأنه اتخذه ولداً وأنزله إلى الأرض وجعل مريم تحمله ثم تلده من أجل أن يكون سبباً لتكفير خطيئة البشر التي ارتكبها آدم (ص). ولننظر، قبل كل شيء ما هي هذه الخطيئة؟ هذه الخطيئة التي يزعمونها إنما هي أكل آدم وحواء - عليهما السلام - من الشجرة التي نهاهما الله سبحانه وتعالى أن يقتربا منها، ولا ريب أن في أكلهما مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى"
ودافع الخليلى عن آدم (ص) مبينا أنه كان ناسيا لأمر ونهى الله وليس متعمدا فقال :
"ولكن قبل كل شيء نجد أن القرآن الكريم يثبت أن آدم (ص) نسي عندما أقدم على هذا الشيء " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً "، فالله سبحانه وتعالى برّأه من التعمد لارتكاب الخطيئة إذ قال بأنه نسي ولم يكن ما ارتكبه عمداً منه. فهذه الخطيئة إن سميت خطيئة إنما ذلك من باب أن يُقال بأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ذلك لأن آدم هو صفي الله وقد كان حريّاً بأن يكون ذاكراً لعهد ربه حريصاً على تذكره باستمرار، وقد حذره الله سبحانه وتعالى من مكائد الشيطان ونهاه عن قربان تلك الشجرة."
وقد أخطأ الخليلى فى ذلك فلم يكن ألأمر نسيانا وارتكابا لذنب غير متعمد لقوله تعالى :
" فعصى آدم ربه فغوى "
وبدليل اعتراف الأبوين بذنبهما واستغفارهما كما قال تعالى :
"قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
وكيف يكون نسيان وشهوة النفس وهى الشيطان ذكرتهما بنهى الله لهما عندما دعتهما للكل " ما نهاكما ربكما عن تلكما الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو من الخالدين"
فهذا تذكير من الشهوة بأن الله نهاهما وهذا ليس له معنى سوى التعمد وليس النسيان
وتحدث عن معتقد النصارى فى قتل وصلب المسيح(ص) فقال :
"هذه الخطيئة عندما تُقرن بقتل النفس ماذا عسى أن يكون قدرها؟! وعندما تكون هذه النفس هي نفس ابن الله سبحانه وتعالى، كيف يكون قتل ابن الله سبحانه وتعالى وصلبه كفارةٌ لتلك الخطيئة التي ارتكبت عن غير عمد؟!! هذه قضية يدركها العاقل من أول وهلة لأنها مرفوضةٌ فطرةً وعقلاً. على أن أولئك الذين زعموا أن المسيح (ص) هو ابنٌ لله سبحانه وتعالى يعترفون أحياناً يعترفون أحياناً بأنه عبد ويعترفون بأنه إنسان من الجنس البشري، ويدّعون مع ذلك تارةً أنه ابنٌ لله وتارةً أخرى يقولون هو الله. والأناجيل الأربعة المحرفة جاءت بهذا التناقض العجيب، ففي أحدها هو عبد وفي الثاني هو إنسان وفي الثالث هو ابنٌ لله وفي الرابع هو الله. ثم في تقديم المقدم لهذه الأناجيل جاء بأنه لا تناقض ما بين هذا الذي قيل فيها، فهذا العبد هو ذلك الإنسان وهو ذلك الابن وهو الله تعالى الله عن ذلك، فكيف يكون هذا الإنسان هو الله أو ابنٌ لله؟!!!
وحديث الخليلى أن كل سفر من الأربعة قال فى المسيح(ص) قولا غير الأخر خطأ فكل الأسفار تقريبا تحدثت عن بنوته وكونه إنسان بشرى وكونه ابن لله وكونه إله فلم يختص واحد منهم بادعاء معين فمثلا كونه ابن الله نجده فى الأربعة:
18: 10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات" متى"
18: 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته" متى"
26: 53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة" متى"
1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله "مرقس"
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو"لوقا
1: 18 الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر"يوحنا"
وتحدث عن أن أساقفة النصارى تحيروا بسبب الكتب وهى الأسفار فقال :
"وكيف يكون هذا العبد هو الله سبحانه وتعالى أو هو ابناً لله؟!!! وعرضت هذه القضية على الأساقفة من النصارى وطلبت منهم الإجابة عن هذه المشكلة وقد حاولوا أن يلفوا ويدوروا حول ذلك ولكنهم ما استطاعوا أن يأتوا بشيء وقالوا بأن العقل يقف حائراً أمام هذا الأمر وما على العقل إلا أن يستسلم لما جاء به الدين.. ولكن كيف يكون هذا الدين مناقضاً للعقل؟!!!."
وتحدث الخليلى عن كون القرآن أثبت الحقايق عن المسيح(ص) وهو كونه عبد لله ونفيه أن يكون ابن زنى كما قالت اليهود أو يكون ابنا لله أو إلها فقال :
"ونحن عندما نقلب صفحات القرآن الكريم لنتأمل الآيات الكريمة، آيات الله تعالى المنزلة، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقرن الحقائق التي يعرضها فيما يتعلق بجانب الألوهية بالأدلة العقلية بما تستسيغه العقول وتقبله الفِطَر ولا تجد إلا أن تُسلّم له تسليماً. والقرآن الكريم جاء بالوسطية فهو لم يغالي في المسيح وأمه حتى يصفهما بصفات الألوهية وهو أيضاً لم يغمطهما حقهما ولم يرمهما بالتهم حتى يجعلهما شيطانين من البشر، فالقرآن الكريم كرّم المسيح (ص) وكرّم أمه عليها السلام ونزلت في القرآن الكريم سورة سميت باسم مريم عليها السلام تخليداً لذكراها وتنويهاً بعفتها وبياناً لقدرها. كذلك نجد في هذه السورة وفي سورٍ متعددة في القرآن الكريم ذكر المسيح (ص) بأحسن الأوصاف ولكن مع ذلك لم يخرج المسيح في وصف القرآن عن كونه عبداً لله تعالى ولم تخرج مريم العذراء عليها السلام عن كونها أمةً لله سبحانه وتعالى. فاليهود جعلوا مريم بغيّة - كرمها الله ونزهها -، وجعلوا المسيح (ص) ابن زنى - كرمه الله تعالى ونزهه عن ذلك -. والنصارى غالوا فيهما حتى جعلوا المسيح ابناً لله أو جعلوه أنه هو الله، ورفعوا منزلته إلى مقام الألوهية ووصفوه بما وصفوه به من الصفات التي لا تليق بالإنسان، مع أنهم في ذلك - كما قلت - متناقضون، فقبل كل شيء كيف يمكن أن يكون هذا الذي يُوصَف بصفات الألوهية كيف يمكن أن تجتمع فيه صفات الألوهية وصفات البشرية معاً؟!! "
وتحدث عن تناقض النصارى فى أمر صفات المسيح(ص) فقال :
"والنصارى هم مختلفون بأنفسهم في هذا الأمر .. هل صفات الناسوتية ذابت في صفات الألوهية في المسيح (ص) حتى لم تبق فيه صفة الناسوتية أو أنها ازدوجت صفات الناسوتية وصفات الألوهية فكان ناسوتياً لاهوتياً في نفس الوقت؟ هذا أمر اختلفوا فيه، وقد أدى الخلاف في الكنائس النصرانية إلى الصراع بين طائفتين مختلفتين في الاعتقاد في هذا الأمر، أدى الأمر إلى صراعٍ ليس صراعاً جدلياً فحسب بل كان صراعاً دموياً عسكرياً دام فترةً من الوقت."
وتحدث الخليلى عن أنه طرح على بعض النصارى أسئلة فى مسألة الصفات ولم يجيبوا عنها فقال :
"ومما طرحته على بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى هذا الدين من الأسئلة: هل المسيح (ص) عندما حملته مريم كان بشراً خالصاً أو أنه كان متصفاً بصفات الألوهية في نفس الوقت؟ فأثبتوا أنه كان متصفاً بصفات الألوهية. وسألتهم: هل كان المسيح (ص) قبل ذلك موجوداً قبل أن تحمله مريم عليها السلام أو أنه خُلِق خلقاً جديداً؟ فادّعوا أنه كان موجوداً من قبل.وهذا من التناقض العجيب، كيف يكون هذا الذي فيه صفات الألوهية والذي تحمله امرأة في رحمها ثم تلده كما تلد سائر النساء بمخاض كيف يمكن أن يكون متصفاً بصفات الألوهية؟!! هذا أمرٌ عجيب."
وتحدث عن القرآن أعلن أن المسيح(ص) مجرد بشرى وهو رسول من رسل الله(ص) فقال :
"القرآن الكريم أثبت قبل كل شيء أن الله سبحانه وتعالى كرّم المسيح (ص) بالرسالة وأنه قد خلت من قبله الرسل فهو ليس بدعاً من الرسل وأن مريم عليها السلام هي صدِّيقة، فهي وفية قائمة بأمر الله من أولياء الله تعالى المتقين الأبرار، يقول الله سبحانه وتعالى : " ما المسيح بن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "، فهما كسائر البشر كانا يأكلان الطعام، كانا بحاجة إلى الغذاء بل لم يكونا كالملائكة الذين هم ليسوا بحاجة إلى غذاء مادي، وإنما كانا بحاجة إلى غذاء مادي، فكيف يكون الذي بحاجة إلى غذاء مادي كيف يكون إلهاً أو ابناً لله ومعنى كونه ابناً لله أنه جزءٌ من الله انفصل عنه سبحانه وتعالى عن ذلك؟!!. "
وتحدث عن أن القرآن نفى على لسان المسيح(ص) الألوهية والبنوة وغير هذا فقال:
"والله سبحانه وتعالى يبين في كتابه الكريم أن المسيح (ص) تبرأ نفسُه مما وُصِف به من صفات الألوهية، فقد قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة "، نجد أن المسيح هنا يتبرأ مما نُسِب إليه ويدعو بني إسرائيل إلى أن يعبدوا الله الذي هو ربه وربهم، ثم يخيفهم عاقبة الإشراك ويبين أن من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. ويقول الله سبحانه وتعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً "، فلو أراد الله سبحانه وتعالى إهلاك المسيح بنقمةٍ منه أو إهلاك أمه أو إهلاك من في الأرض جميعاً لو أراد تعذيبهم من يملك دفع ذلك؟!! بهذا يتبين أن المسيح (ص) ما هو إلا عبدٌ لله تعالى خاضعٌ منيبٌ، وأنه (ص) هو بحاجة إلى رحمة الله تعالى وبحاجة إلى عفوه - عز وجل -، وبحاجة إلى لطفه، فمن الذي يدفع عنه المكروه إلا الله؟!! ولو كان هو إلهاً لكان قادراً على دفع المكروه عنه بنفسه، ولو كان هو ابناً لله سبحانه وتعالى لكان متصفاً بصفات الألوهية لأن الابن يكون من جنس أبيه، فبما أن الأب إله وله ابن - تعالى الله عن ذلك - لا بد من أن يكون الابن أيضاً متصفاً بصفات الألوهية، ومن كان متصفاً بصفات الألوهية فهو قادرٌ على كل شيء لا يحتاج إلى غيره لدفع المكروه عنه."
وتحدث عن إثبات القرآن أن المسيح(ص) بشر خرج من رحم امرأة من بين الدماء فقال :
" وما يتشبثون به من كونه خُلق من غير أب وكان حمله بطريقةٍ لا بالطريقة المألوفة عند البشر جاء القرآن الكريم بما ينقض ذلك إذ الله سبحانه وتعالى أثبت أنه (ص) إنما كان بكلمة من الله، فالله سبحانه وتعالى يحكي بشارة الملائكة لمريم العذراء عليها السلام " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين *"، وهي بنفسها تعجبت من ذلك كيف يكون لها ولدٌ ولم يمسها أحد من البشر " قالت أنّى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون "، فهو كان بهذه الكلمة الإلهية، كلمة " كن " التي أوجدته من عدم كما أوجدت هذا الكون الذي لم يكن له أصلٌ من قبل في الوجود وإنما حدث بأمر الله سبحانه وتعالى بقوله: " كن "، " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "، ذلك أمر الله سبحانه. فهو كلمة، عُبِّر عنه بالكلمة لأن خلقه كان بسبب هذه الكلمة من الله تبارك وتعالى، وإلا فهو بشر ولكن خلقه لم يكن بطريقةٍ طبيعيةٍ مألوفةٍ عند البشر وإنما كان بما يخرق نواميس هذا الكون، والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد هذه النواميس وعندما يريد خرقها فإن ذلك مقدورٌ عليه، إذ هو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فمن قدر على إيجاد هذه النواميس الكونية هو قادرٌ على تبديلها متى شاء بما يريد عز وجل. وبيّن أن ذلك ليس ببدعة، فلئن كان خُلِق بغير أب فآدم (ص) خُلق من غير أبٍ ومن غير أم، يقول الله تعالى: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون "، فعيسى (ص) خُلق كما خُلق آدم (ص) من غير أن يكون خلقه بطريقةٍ طبيعية بتلاقي الخليتين: الخلية الذكرية والخلية الأنثوية، وإنما كان بمجرد كلمة " كن "، فهو مشابهٌ لآدم من حيث الحيثية، أما من حيث كونه حملته أمه ووضعته أمه فهو يختلف عن آدم في ذلك."
وتحدث عن أن القرآن نفى على لسان المسيح (ص) كونه إلها هو وأمه فقال :
"والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه أن عيسى (ص) تنصل وتبرأ مما نسبه إليه هؤلاء الذين ألصقوا به من الصفات ما لا يليق بالبشر، فالله سبحانه وتعالى يقول: " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما نفسي ولا أعلم ما نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن يعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد * "، فقد تبرأ من ذلك وبيّن أنه ما قال لهم إلا " اعبدوا الله ربي وربكم "، وأنه ليس له الحق أن يدعي ذلك، وأنه لو كان قال ذلك لعلمه الله تعالى، فإنه يعلم ما في طوايا نفسه وما في خفايا ضميره، بينما هو لا يعلم من علم الله شيئاً إلا ما علمه سبحانه وتعالى، وهذا مما يدل أيضاً على أنه عبدٌ، فمن كان لا يحيط بكل شيٍ علماً إنما هو متصفٌ بصفات العبودية وليس متصفاً بصفات الربوبية إذ الربوبية تقتضي الإحاطة بكل شيءٍ علماً."
وتحدث الخليلى عن أن القرآن نهى النصارى وغيرهم عن الغلو فى المسيح(ص) وغيره فقال :
"والله سبحانه وتعالى أقام الحجة في كتابه على أهل الكتاب الذي غلوا في المسيح (ص)، فقال لهم : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل "، وقال: " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرٌ لكم إنما الله إلهٌ واحد "؛ نجد أن الله سبحانه وتعالى خاطب أهل الكتاب بما يدحض ما كانوا يزعمونه من أن المسيح (ص) هو ابنٌ لله سبحانه وأن الله ثالث ثلاثة وينهاهم عن الغلو..قبل كل شيء ينهاهم عن الغلو في الدين ويأمرهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ويبين أن المسيح (ص) إنما هو رسولٌ من عند الله، فهو جاء ليبلغ رسالة الله كما جاء من قبله من الرسل بتليغ رسالة الله، وأنه كلمةٌ من الله ورحٌ منه، ويأمرهم أن يؤمنوا برسله الإيمان الصحيح الذي لا يرفع هؤلاء المرسلين إلى درجات الألوهية، فإن المرسلين إنما هم عبادٌ لله وإن تميزوا بما تميزوا به من رجحان العقل وصفاء النفس وطهارة السريرة وقوة البصيرة ونفاذ العقل، إلا أنهم لا يتعدون طور العبودية ولا يتصفون بشيءٍ من صفات الألوهية. يأمر الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب أن يلتزموا المنهج الصحيح وأن لا يقولوا على الله إلا الحق، فالمسيح بن مريم إنما هو رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، كلمة " كن " التي وُجد بسببها وكان ذلك بما شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون من نفخ رسول الله الذي جاء إلى مريم وهو روحٌ منه سبحانه وتعالى أرسله رسولاً إلى مريم من أجل أن ينفخ فيها حتى تحمل بعيسى (ص) كما أراد الله تبارك وتعالى. "
وانتهى الخليلى إلى ما جاء في القرآن عن المسيح(ص) هو المعتقد الصحيح فقال :
"فإذن يتبين من ذلك كله أن ما جاء به القرآن الكريم من الاعتقاد الصحيح في عيسى (ص) إنما هو القول الحق وهو القول الوسط فهو لم يحط من قدره وقدر أمه حتى يجعله زنيماً ويجعل أمه بغياً كما قالت اليهود، وهو أيضاً لم يرفع قدره إلى مرتبة الربوبية أو لم يصفه أنه ابنٌ لله كما زعم أولئك الزاعمون. "
وتحدث عن أن المعتقد النصرانى يشابه المعتقدات الوثنية خاصة البوذية فى عقايد الثالوث وتاريخ الميلاد ... معتمدا فى ذلك على ما قاله الشاعر القروى الخورى النصرانى فقال :
"على أن الإنسان العاقل عندما ينظر في هذه المزاعم يجد أن هذه المزاعم انتقلت إلى هذه الديانة التي نُسبت إلى المسيح (ص) والمسيح براءُ منها ومن اعتقادها من الوثنيات التي كانت من قبل، وحتى ما يقال من أن ميلاده كان في اليوم الخامس والعشرين (25) من الشهر الثاني عشر (12) في فصل الشتاء قبل أكثر من عشرين عاماً كتاباً يتحدث عن هذه الديانة وما فيها من التناقضات العجيبة وعن ارتباطها بالديانات الوثنية، وقال مؤلف الكتاب بأنه مما ثبت أن البوذيين كانوا يعتقدون في بوذا أيضاً أنه ولد في اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر، وكذلك عقيدة التثليث كانت موجودة عند البوذيين، وكذلك عقيدة الفداء كانت موجودة عند البوذيين، فهذا خليطٌ جاءوا به من هنا وهناك. وقبل فترةٍ من الزمن، قبل أكثر من عشرين عاماً وبالتحديد في عام 1977م، كتب أحد علماء النصارى العرب اللبنانيين وأدبائهم وصية نشرتها مجلة الرسالة اللبنانية، هذا العالم الأديب هو الشاعر المعروف بالشاعر القروي وكان معروفاً أيضاً بالخوري، قال في وصيته هذه: ( لقد أثبتت المصارد التأريخية أن يسوع المسيح (ص) كان يعبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، واستمر على ذلك أتباعه إلى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما تنصر قسطنطين عاهل الروم، فأدخل في النصرانية بدعة التثليث، ومالأه على ذلك بعض الأساقفة وعلى رأسهم مكاريوس الذي لقب نفسه أرثوذكس - أي مستقيم الرأي -، وقد عارضه سائر الأساقفة وعلى رأسهم آريوس، وعُقدت مجامع للحوار فاز فيها آريوس بالحجة القاطعة والحق اليقين، ولكن السلطة التي هي مصدر البلاء وضعت ثقلها في الميزان فأسكتت صوت الحق وظل الحق يتململ في قيده منتظراً آريوساً جديداً )، ثم يقول: ( وكم أتمنى وأنا الأرثوذكسي المولد أن يكون هذا الآريوس بطريركاً بطلاً ينفي عن ديننا وصمةً ألصقها به غرباء غربيون، وكثيراً ما كان الغرب مصدر بلاءنا الديني والسياسي معاً..)، ثم أتبع ذلك قوله : ( وتصديقاً مني برسالة نبينا العربي وإيماناً مني بمعجزته القرآن أردت أن أكون قدوةً لإخواني أدباء النصرانية فأدخل في دين الله، ولكنني رأيت إصلاح ديننا الأول خيرٌ من الانتقال عنه إلى دين جديد، وكخطوةٍ في هذا السبيل أُعلن عن عزوفي عن أرثوذكسيتي المكاروسية إلى أرثوذكسيتي الآريوسية...) إلى آخر ما جاء في وصيته هذه، وقد كتب هذه الوصية بعدما بلغ من العمر تسعين عاماً. ونجد في كلامه ما يدل: أولاً أن الديانة النصرانية وعقيدتها الثالوثية إنما هي بعيدة عما جاء به المسيح (ص)، وأن المسيح (ص) إنما جاء بعقيدة الوحدانية، كان يعبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
ثانياً: أن هذه العقيدة - عقيدة التثليث - إنما جاءت من الغرب الوثني عندما تنصّر قسطنطين بعدما كان أباطرة الروم ضد هذه الديانة، ضد ديانة المسيح (ص) وما جاء به من الحق من عند الله، حتى أنهم كانوا ينكلون بأتباع هذه الديانة تنكيلاً، ونقل هذا الإمبراطور المتنصر إلى النصرانية مخلفات ديانته الأولى من الوثنية.
ثالثاً: أن أصحاب البصائر من أتباع المسيح (ص) عارضوا ما جاء به هذا الحاكم المتنصر وما وافقه عليه الذين مالأوه بسبب طمعهم ورغبتهم فيما عنده من المال، وأن الحجة وضحت للناس عندما عُقدت مجامع للحوار، وكان فيما أحسب المجمع الذي أُلِّه فيه المسيح هو مجمع نيقيّه وهذا المجمع كان على رأس القرن الثالث أو بعد القرن الثالث، هذا يعني أن مدة ثلاث قرون مضت والمسيح (ص) لم يُألَّه عند أتباعه. والذين عارضوا، وعلى رأسهم آريوس، فازوا بالحجة القاطعة والحق اليقين إذ أبلجت حجتهم وأفلست حجة أولئك الذين مالأوا من مالأوه من هؤلاء الذين نقلوا إلى هذه الديانة ما كان في دياناتهم الأولى من عقائد الوثنية. ولكن السلطة قد كانت هي مصدر البلاء لأنها هي التي نقلت هذا المعتقد إليهم وضعت ثقلها في الميزان وأسكتت أصوات أولئك الذين كانوا يعارضون ما جاءوا به من هذا الهراء الوثني وظل الحق يتململ ينتظر من يدافع عنه ومن يبلج حجته، وقد أبلج الله تبارك وتعالى حجة الحق ببعثه عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ليقيم الحجة على الناس، فانتظار آريوس جديد يأتي من أجل أن تنبلج الحجة ومن أجل أن يظهر الحق ومن أجل أن يقوى صوت الإيمان إنما هو انتظارٌ مفروغ منه، فقد سبق الحق ظهوره بمجيء عبد الله ورسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم عليه حجة قاطعة وآية بينة كما يعترف بذلك هذا الموصي نفسه.
ثم أننا نجد أن في هذه الوصية اعترافاً بأن دين الإسلام هو دين الله، فهو مما قاله: ( وقد كنت أود أن أكون قدوةً لإخواني أدباء النصرانية فأدخل في دين الله )، وهذا ما جعلني أطمع في ذلك الوقت في إسلام هذا الرجل، وقد كنت أود أن أكتب إليه رسالة أدعوه فيها إلى الإيمان والإسلام وأقيم عليه حجة الحق بأنه لا داعي إلى انتظار آريوس بعد مجيء محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالحجة القاطعة والحق اليقين الذي تعترف به، ولكن وجدت له بيتاً من الشعر ثبطني عن ذلك وهو أنه يدعو إلى وحدة بين العرب جميعاً مسلمهم وكافرهم من غير أن يلتفتوا إلى الدين وكان مما قاله:
فيا مرحباً بالكفر يجمع بيننا.........وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
فلعل الله أراده أن يكون من حصب جهنم والعياذ بالله."
قطعا ما قاله الشاعر القروى إن كان قاله حقا ليس صحيحا فالبوذية ليس فيها ثالوث ولا تؤمن بقيامة أو بعث أخروى وإنما تقوم على أعمدة ثمانية كما جاء فى كتاب سفر بوذا والذى يتشابه مع أسفار العد الجديد تشابها ظاهرا كما كتبت فى فى كتاب نقد البوذية:
اسمع الحقيقة الرابعة جيدا فهى طريق الخلاص له ثمانية دروب احرص أولا على الأعمال التى تصنع مصيرك فى المستقبل لا يكن لديك إلا مشاعر خالية من الإهمال والنهم والغضب احرس شفتيك وكأنهما باب قصر يسكنه ملك واحرص على ألا يخرج منها أى دنس وفى أخر الأمر ليكن كل عمل من أعمالك هجوما على الخطأ أو مساعدة لمن يستحق النمو هذه هى الدروب الأربعة الأولى ""
وأنهى الخليلى محاضرته بالتالى :
"هذه معالم من الحقائق التي برزت من خلال ما جاء في القرآن الكريم ولا بد من الرجوع إليها من أجل استلهام الحقيقة في هذا الأمر، فالقرآن الكريم هو - كما قلت من قبل - كتاب الله الذي لم تطله يد من أيدي المحرفين المضللين، وقد صانه الله تعالى مما وقع على الكتب السابقة " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "، ليكون حجة قائمة إلى أن تقوم الساعة"