رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نظرات فى مقال رموز ومعاني: ماذا تعرف عن الفوضوية؟
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول حركة تسميها السلطات الحاكمة فى العالم الحركة الفوضوية لأنها تقوم على عكس مقولة السلطة والتى تميز بعض البشر على بقية الشعب وهى الأغلبية الساحقة بما تعطيهم من حقوق ليست لغيرهم
الحركة الفوضوية حسب تسمية السلطات هى :
حركة تسعى للعدل النام بين الأفراد وهو ما لا تريده أى حكومة أو سلطة قائمة لأن تحقيق العدالة التامة يفقد كل من بالسلطة المزايا التى يتمتع بها على حساب الاخرين
وتحدث العطار عن هدف الحركة فقال :
"الفوضوية حركة ضد جميع انواع السلطات والحكومات
هل يمكنك عزيزي القارئ تخيل الحياة في مجتمع لا تحكمه دولة، لا توجد فيه وزارات ولا مؤسسات حكومية، ليس هناك شرطة ولا جيش ولا محاكم ولا سجون ولا بنوك ولا شركات .. مجتمع يخلو تماما من كل ما يمكن أن يصنف ضمن خانة التسلط والاستبداد والتمييز .. أفراده سواسية كأسنان المشط، لا يوجد فيه حاكم ولا محكوم، وكل فرد يعيش حياته حرا كما يشاء ..
لكن أي مجتمع هذا الذي لا تحكمه سلطة ولا يسوده قانون؟ ..
أنه المجتمع الذي ينادي به الفوضوييون، أو بالأحرى اللاسلطوييون، ومازلت حناجرهم تصدح مطالبة بتحقيقه حتى يومنا هذا."
قطعا هذا التهيل هو لبعض الأفراد ولكنه تخيل وهمى فلا يوجد نجتمع بدون مؤسسات ولا مجتمع بدون أحكام تحدد المسئوليات
فحكاية الحرية التى يريدها هؤلاء الواهمون لا يمكن وجودها بتلك الطريقة لأن حياة أى فرد متعلقة بحياة غيره فمثلا حرية الشهوة الجنسية ستؤدى عند ممارسة المثلية لانقطاع النسل وشيوع ألأمراض ومثلا حرية ممارشة الشهوة مع حيوان ستؤدى إلى ايذاء الحبوان ومثلا حرية جماع أى امرأة أو أى رجل ستؤدى إلى عدم وجود نسب ومن ثم ضياع الأطفال الناتجين من ممارسة الزنى
الحرية مثلا فى حالة التعرى التام ستؤدى إلى مرض المتعرى بسبب تعرضه للشمس والبرد والمطر ومرضه يؤدى بالضرورة إلى تكليف أخرين برعايته
الحرية مثلا فى التخلى عن الأطفال سنؤدى إلى موت الأطفال أو نشردهم أو تعرضهم لذى من الأخرين خاصة المتحرشين والعصابات
وتحدث عن رفض أفراد الحركة لتسميتهم بالفوضويين فقال :
"رمز الفوضوية
في الواقع مصطلح "فوضوية" قد يبدو مضللا، فالفوضويون أنفسهم لا يقبلونه، ذلك أنهم لا يدعون إلى الفوضى، ولا يرغبون في القضاء على سلطات الحكومة لكي يحل محلها الاضطراب والفوضى، وإنما يريدون بناء مجتمعات تحكم وتدير نفسها ذاتيا عن طريق مؤسسات تفتقد الهرمية ويكون العمل فيها تطوعيا واختياريا. الفوضويون يؤمنون بالفرد، لا يوجد في نظرهم ما هو أسمى من الفرد، أما الحكومة وجميع القيود الاجتماعية الأخرى فهي بنظرهم مجرد سلطة غاشمة تسعى لتكبيل الفرد وكبح حريته. فالسلطة هي منبع الاستبداد، لم تخلق لخدمة الفرد أو حمايته، وإنما لخدمة حفنة من المستفيدين والمحتكرين من سياسيين ورأسماليين ورجال دين. وأن الظلم والطبقية والتمييز والأستغلال الناتج عن استبداد السلطة هو الذي يزرع العنف والشر في نفوس البشر، ولولاها لبقي الانسان على فطرته الطيبة."
وما نقله الكاتب عن أصحاب الحركة هو كلام صحيح فلا يمكن لعاقل أن يعيش فى مجتمع بلا نظام يحكمه فهم فقط يريدون القضاء على مزايا أفراد السلطة على غيرهم وهو مبدأ يحكم كل السلطات فى العالم
والعدل التام هو ما أمر الله به عندما قال :
"إنما المؤمنون اخوة"
فكل الاخوة لهم نفس الحقوق والواجبات كما بين الله أن كل فرد من الشعب هو مالك أى حاكم لنفسه بأحكام الله فقال :
" وجعلكم ملوكا"
وقام العطار بطرح السؤال عن كيفية إدارة المجتمع بلا سلطة وأجاب حسب وجهة أصحاب الحركة فقال :
"طبعا هنا قد يقول قائل:
كيف يمكن أن يدار المجتمع بدون حكومة أو سلطات؟ .. فحتى لو سلمنا بأن الفوضوية ستخلق حقا مجتمعا فاضلا ومثاليا، لكن ذلك لا يعني بالتأكيد اختفاء الجريمة تماما، فهناك أشخاص عنيفين ويستمتعون بإيذاء الاخرين نتيجة خلل جيني أو مشكلة عقلية .. فكيف سيتم التعامل مع هؤلاء في ظل غياب الشرطة وعدم وجود سجون؟! ..
بالمقاطعة والتقويم المجتمعي، الفوضوييون لا يقبلون بوجود سجون، ولا يسمحون بأن يسجن شخص أو يعدم، لكن بالمقابل يدعون لتقويم السلوك المنحرف عن طريق رد فعل مجتمعي رادع، مثلا لو قام رجل باغتصاب امرأة، فلن يعاقب بالسجن، بل ستكون عقوبته عدم تكلم النساء معه ومقاطعته وعزله تدريجيا عن المجتمع، ومراقبته تطوعيا وباستمرار من قبل أفراد اخرين في المجتمع لكي لا يكرر فعلته .. ونفس الأمر يمكن أن يطبق على جرائم أخرى .."
قطعا بعض ما طرحه أصحاب الحركة هو خطأ فادح فالتخلى عن العقوبات الرادعة كقتل القاتل أو قتل من يغتصب النساء سوف يؤدى إلى تكرار الحوادث ومن ثم من الممكن أن ينقرض أفراد ذلك المجتمع تماما طالما لا يوجد أمام القاتل شىء يردعه
وسوف تتكرر حوادث الاغتصاب والتحرش إلى ما لانهاية لعدم وجود رادع فعلى
فالغرض من العقوبة فى الشرع هو ردع الآخرين عن وحتى المجرمين عن ارتكاب تلك الجرائم مستقبلا عن طريق توبتهم كما قال تعالى :
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم
"فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين"
وطرح العطار سؤالا عن واقعية أقوال أفراد تلك الحركة فقال:
"لكن هل هذا واقعي؟ ..
وأعلن العطار عدم درايته بما سيحدق لأنه لا يوجد أى مجتمع قام على ذلك الأساس لكى نعرف فقال:
"لا أدري، في الحقيقة لا يوجد لحد اليوم مجتمع فوضوي حقيقي على أرض الواقع، يقال - حسب بعض المصادر التي قرأتها - أن بعض البلدات الفرنسية - وفرنسا معقل الفوضوية - كانت ومازالت تطبق هذه العقوبات المجتمعية على المجرمين ولا يتم أبدا تسليمهم للسلطات."
وتحدث عن تصنيف الحركة سياسيا حيث اعتبرت حركة يسارية نظرا لأنها تجعل الملكية للثروات ملكية شائعة للكل فقال :
"مظاهرة للفوضويين
الفوضوية تصنف كحركة يسارية، هي أقرب ما تكون للماركسية والليبرالية، لكنها مختلفة عنهما في رفض كل أشكال السلطات وكذلك في تصورها عن حجم الملكية الفردية. ولهذا السبب سرعان ما دب الخلاف بين الماركسيين والفوضويين بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا، ليصبح الفوضويون مطاردون لاحقا من قبل البلاشفة."
وتحدث عن تاريخ الحركة فى كتب التاريخ مبينا أنها لها جذور فى كتابات بعض فلاسفة الاغريق فقال:
"طبعا أنا لا أريد الخوض في سرد ممل حول تاريخ الفوضوية وفلاسفتها ومنظريها، من يريد الاستزادة عليه بالمصادر، لكن أقول بأن هناك من يرى أن جذور الفوضوية ضاربة في القدم وأن لها وجود في كتابات بعض الفلاسفة الإغريق، مع أن الواقع يقول بأن الفوضوية كحركة وتيار لم تظهر بشكل منظم للوجود إلا في منتصف القرن التاسع عشر، مع وجود ارهاصات اثناء الثورة الفرنسية اواخر القرن الثامن عشر."
وتحدث عن أن مظاهرات الحركة الأخيرة فى فرنسا تتخذ شكل العنف وقد اتخذته من قبل فى حركة اغتيال للملوك والرؤساء فقال:
"مظاهرات الفوضويين تتخذ احيانا طابعا عنيفا ضد السلطات .. وقد شاركوا بقوة في مظاهرات باريس الأخيرة
جدير بالذكر، أن الفوضوية، مثلها مثل كل الحركات المجتمعة والسياسية، لا تقتصر على تيار واحد، بل تتفرع إلى عدة تيارات ولكل منها تصوراته ونظرياته، ورغم أن الفوضوية عموما تدعو إلى السلم والسلام وتحكيم العقل، لكن هناك تيارات فوضوية مارست عنفا ضد ما تعتبره استبدادا سلطويا، وأبرز صور هذا العنف يتجسد في تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات على هرم السلطة، لعل أشهرها هي اغتيال ملك ايطاليا اومبيريتو الاول عام 1900، واغتيال ملك اليونان جورج الاول 1913، واغتيال رئيس الولايات المتحدة ويليام ماكينلي عام 1901."
الحركة إذا هى نتاج المظالم التى تمارسها السلطات الحاكمة فى كل مكان ولا تجد هى الأخرى من يردعها عن تلك المظالم فحتى معظم إن لم يكن كل حركات ومنظمات حقوق الإنسان الحالية هى إنتاج من السلطات القائمة سواء كانت تابعة لدولة أو تابعة لمنظمات دولية
ونرى ذلك فى أن تلك الحركات تستخدمها الدول الكبرى كستار لتبرير قيامها بحروب ضد سطات بلد ما لا تستجيب لما تريد تلك الحكومات الكبرى ويتجلى ذلك مثلا فى أن محكمة العدل الدولية تقوم بتجريم رؤساء وملوك بعض الدول وتصدر بحقهم أحكام تجعلهم مطلوب القبض عليهم دوليا فى حين أن رؤساء وملوك الدول الكبرى نفسها مجرمون حسب القانون الدولى ولكن لأنها تفرض سلطتها على ما يسمى محكمة العدل الدولية فلا يمكن اصدار حكم بتجريم أولئك الرؤساء الحكام
نجد محاكمات نورمبرج فى محاكمة الحكام الألمان فى فترة هتلر احدى مظاهر ذلك الظلم العالمى فهم حوكموا لأنهم اتهموا بإبادة الناس وهو نفس ما فعلته الحكومات المنتصرة فى الشعب الألمانى حيث تم تسوية المدن بالأرض وتم قتل الملايين من الألمان فى الحرب وهم ليسوا فى الجيش
نجد نفس الأمر حاليا ومن قرن مضى فى منع محاكمة قادة إسرائيل على جرائمهم التى تتكرر سنويا فى فلسطين من قتل وتخريب وتدمير ومحو للبلدات
وتستعمل تلك المنظمات كرأس حربة ضد الأنظمة فى بلاد معينة تتهم فى العادة بإلحاق الأذى بمعارضيها فى حين لا تقول تلك المنظمات أى شىء ضد السلطات فى بلدها والتى تفعل نفس الفعل
مثلا فى أثناء الحرب الباردة كانت التهمة ضد الأنظمة الحاكمة الشيوعية قتل وسجن المعارضة وحظر قيام الأحزاب والقضاء على الملكية الخاصة ومع هذا لم يتهم أحد الولايات المتحدة بأنها حظرت الحزب الشيوعى وقامت بإلقاء القبض على كل من يشتم أنه شيوعى من سكان الولايات المتحدة ولم يتهم أحد الرأسماليين الكبار بأنهم يظلمون الشعب من خلال احتكارهم للأموال ومنع المساعدات عن الناس
والحركة كما سبق القول هى :
نتاج تلك المظالم وهى :
الكيل بمكيالين
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول حركة تسميها السلطات الحاكمة فى العالم الحركة الفوضوية لأنها تقوم على عكس مقولة السلطة والتى تميز بعض البشر على بقية الشعب وهى الأغلبية الساحقة بما تعطيهم من حقوق ليست لغيرهم
الحركة الفوضوية حسب تسمية السلطات هى :
حركة تسعى للعدل النام بين الأفراد وهو ما لا تريده أى حكومة أو سلطة قائمة لأن تحقيق العدالة التامة يفقد كل من بالسلطة المزايا التى يتمتع بها على حساب الاخرين
وتحدث العطار عن هدف الحركة فقال :
"الفوضوية حركة ضد جميع انواع السلطات والحكومات
هل يمكنك عزيزي القارئ تخيل الحياة في مجتمع لا تحكمه دولة، لا توجد فيه وزارات ولا مؤسسات حكومية، ليس هناك شرطة ولا جيش ولا محاكم ولا سجون ولا بنوك ولا شركات .. مجتمع يخلو تماما من كل ما يمكن أن يصنف ضمن خانة التسلط والاستبداد والتمييز .. أفراده سواسية كأسنان المشط، لا يوجد فيه حاكم ولا محكوم، وكل فرد يعيش حياته حرا كما يشاء ..
لكن أي مجتمع هذا الذي لا تحكمه سلطة ولا يسوده قانون؟ ..
أنه المجتمع الذي ينادي به الفوضوييون، أو بالأحرى اللاسلطوييون، ومازلت حناجرهم تصدح مطالبة بتحقيقه حتى يومنا هذا."
قطعا هذا التهيل هو لبعض الأفراد ولكنه تخيل وهمى فلا يوجد نجتمع بدون مؤسسات ولا مجتمع بدون أحكام تحدد المسئوليات
فحكاية الحرية التى يريدها هؤلاء الواهمون لا يمكن وجودها بتلك الطريقة لأن حياة أى فرد متعلقة بحياة غيره فمثلا حرية الشهوة الجنسية ستؤدى عند ممارسة المثلية لانقطاع النسل وشيوع ألأمراض ومثلا حرية ممارشة الشهوة مع حيوان ستؤدى إلى ايذاء الحبوان ومثلا حرية جماع أى امرأة أو أى رجل ستؤدى إلى عدم وجود نسب ومن ثم ضياع الأطفال الناتجين من ممارسة الزنى
الحرية مثلا فى حالة التعرى التام ستؤدى إلى مرض المتعرى بسبب تعرضه للشمس والبرد والمطر ومرضه يؤدى بالضرورة إلى تكليف أخرين برعايته
الحرية مثلا فى التخلى عن الأطفال سنؤدى إلى موت الأطفال أو نشردهم أو تعرضهم لذى من الأخرين خاصة المتحرشين والعصابات
وتحدث عن رفض أفراد الحركة لتسميتهم بالفوضويين فقال :
"رمز الفوضوية
في الواقع مصطلح "فوضوية" قد يبدو مضللا، فالفوضويون أنفسهم لا يقبلونه، ذلك أنهم لا يدعون إلى الفوضى، ولا يرغبون في القضاء على سلطات الحكومة لكي يحل محلها الاضطراب والفوضى، وإنما يريدون بناء مجتمعات تحكم وتدير نفسها ذاتيا عن طريق مؤسسات تفتقد الهرمية ويكون العمل فيها تطوعيا واختياريا. الفوضويون يؤمنون بالفرد، لا يوجد في نظرهم ما هو أسمى من الفرد، أما الحكومة وجميع القيود الاجتماعية الأخرى فهي بنظرهم مجرد سلطة غاشمة تسعى لتكبيل الفرد وكبح حريته. فالسلطة هي منبع الاستبداد، لم تخلق لخدمة الفرد أو حمايته، وإنما لخدمة حفنة من المستفيدين والمحتكرين من سياسيين ورأسماليين ورجال دين. وأن الظلم والطبقية والتمييز والأستغلال الناتج عن استبداد السلطة هو الذي يزرع العنف والشر في نفوس البشر، ولولاها لبقي الانسان على فطرته الطيبة."
وما نقله الكاتب عن أصحاب الحركة هو كلام صحيح فلا يمكن لعاقل أن يعيش فى مجتمع بلا نظام يحكمه فهم فقط يريدون القضاء على مزايا أفراد السلطة على غيرهم وهو مبدأ يحكم كل السلطات فى العالم
والعدل التام هو ما أمر الله به عندما قال :
"إنما المؤمنون اخوة"
فكل الاخوة لهم نفس الحقوق والواجبات كما بين الله أن كل فرد من الشعب هو مالك أى حاكم لنفسه بأحكام الله فقال :
" وجعلكم ملوكا"
وقام العطار بطرح السؤال عن كيفية إدارة المجتمع بلا سلطة وأجاب حسب وجهة أصحاب الحركة فقال :
"طبعا هنا قد يقول قائل:
كيف يمكن أن يدار المجتمع بدون حكومة أو سلطات؟ .. فحتى لو سلمنا بأن الفوضوية ستخلق حقا مجتمعا فاضلا ومثاليا، لكن ذلك لا يعني بالتأكيد اختفاء الجريمة تماما، فهناك أشخاص عنيفين ويستمتعون بإيذاء الاخرين نتيجة خلل جيني أو مشكلة عقلية .. فكيف سيتم التعامل مع هؤلاء في ظل غياب الشرطة وعدم وجود سجون؟! ..
بالمقاطعة والتقويم المجتمعي، الفوضوييون لا يقبلون بوجود سجون، ولا يسمحون بأن يسجن شخص أو يعدم، لكن بالمقابل يدعون لتقويم السلوك المنحرف عن طريق رد فعل مجتمعي رادع، مثلا لو قام رجل باغتصاب امرأة، فلن يعاقب بالسجن، بل ستكون عقوبته عدم تكلم النساء معه ومقاطعته وعزله تدريجيا عن المجتمع، ومراقبته تطوعيا وباستمرار من قبل أفراد اخرين في المجتمع لكي لا يكرر فعلته .. ونفس الأمر يمكن أن يطبق على جرائم أخرى .."
قطعا بعض ما طرحه أصحاب الحركة هو خطأ فادح فالتخلى عن العقوبات الرادعة كقتل القاتل أو قتل من يغتصب النساء سوف يؤدى إلى تكرار الحوادث ومن ثم من الممكن أن ينقرض أفراد ذلك المجتمع تماما طالما لا يوجد أمام القاتل شىء يردعه
وسوف تتكرر حوادث الاغتصاب والتحرش إلى ما لانهاية لعدم وجود رادع فعلى
فالغرض من العقوبة فى الشرع هو ردع الآخرين عن وحتى المجرمين عن ارتكاب تلك الجرائم مستقبلا عن طريق توبتهم كما قال تعالى :
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم
"فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين"
وطرح العطار سؤالا عن واقعية أقوال أفراد تلك الحركة فقال:
"لكن هل هذا واقعي؟ ..
وأعلن العطار عدم درايته بما سيحدق لأنه لا يوجد أى مجتمع قام على ذلك الأساس لكى نعرف فقال:
"لا أدري، في الحقيقة لا يوجد لحد اليوم مجتمع فوضوي حقيقي على أرض الواقع، يقال - حسب بعض المصادر التي قرأتها - أن بعض البلدات الفرنسية - وفرنسا معقل الفوضوية - كانت ومازالت تطبق هذه العقوبات المجتمعية على المجرمين ولا يتم أبدا تسليمهم للسلطات."
وتحدث عن تصنيف الحركة سياسيا حيث اعتبرت حركة يسارية نظرا لأنها تجعل الملكية للثروات ملكية شائعة للكل فقال :
"مظاهرة للفوضويين
الفوضوية تصنف كحركة يسارية، هي أقرب ما تكون للماركسية والليبرالية، لكنها مختلفة عنهما في رفض كل أشكال السلطات وكذلك في تصورها عن حجم الملكية الفردية. ولهذا السبب سرعان ما دب الخلاف بين الماركسيين والفوضويين بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا، ليصبح الفوضويون مطاردون لاحقا من قبل البلاشفة."
وتحدث عن تاريخ الحركة فى كتب التاريخ مبينا أنها لها جذور فى كتابات بعض فلاسفة الاغريق فقال:
"طبعا أنا لا أريد الخوض في سرد ممل حول تاريخ الفوضوية وفلاسفتها ومنظريها، من يريد الاستزادة عليه بالمصادر، لكن أقول بأن هناك من يرى أن جذور الفوضوية ضاربة في القدم وأن لها وجود في كتابات بعض الفلاسفة الإغريق، مع أن الواقع يقول بأن الفوضوية كحركة وتيار لم تظهر بشكل منظم للوجود إلا في منتصف القرن التاسع عشر، مع وجود ارهاصات اثناء الثورة الفرنسية اواخر القرن الثامن عشر."
وتحدث عن أن مظاهرات الحركة الأخيرة فى فرنسا تتخذ شكل العنف وقد اتخذته من قبل فى حركة اغتيال للملوك والرؤساء فقال:
"مظاهرات الفوضويين تتخذ احيانا طابعا عنيفا ضد السلطات .. وقد شاركوا بقوة في مظاهرات باريس الأخيرة
جدير بالذكر، أن الفوضوية، مثلها مثل كل الحركات المجتمعة والسياسية، لا تقتصر على تيار واحد، بل تتفرع إلى عدة تيارات ولكل منها تصوراته ونظرياته، ورغم أن الفوضوية عموما تدعو إلى السلم والسلام وتحكيم العقل، لكن هناك تيارات فوضوية مارست عنفا ضد ما تعتبره استبدادا سلطويا، وأبرز صور هذا العنف يتجسد في تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات على هرم السلطة، لعل أشهرها هي اغتيال ملك ايطاليا اومبيريتو الاول عام 1900، واغتيال ملك اليونان جورج الاول 1913، واغتيال رئيس الولايات المتحدة ويليام ماكينلي عام 1901."
الحركة إذا هى نتاج المظالم التى تمارسها السلطات الحاكمة فى كل مكان ولا تجد هى الأخرى من يردعها عن تلك المظالم فحتى معظم إن لم يكن كل حركات ومنظمات حقوق الإنسان الحالية هى إنتاج من السلطات القائمة سواء كانت تابعة لدولة أو تابعة لمنظمات دولية
ونرى ذلك فى أن تلك الحركات تستخدمها الدول الكبرى كستار لتبرير قيامها بحروب ضد سطات بلد ما لا تستجيب لما تريد تلك الحكومات الكبرى ويتجلى ذلك مثلا فى أن محكمة العدل الدولية تقوم بتجريم رؤساء وملوك بعض الدول وتصدر بحقهم أحكام تجعلهم مطلوب القبض عليهم دوليا فى حين أن رؤساء وملوك الدول الكبرى نفسها مجرمون حسب القانون الدولى ولكن لأنها تفرض سلطتها على ما يسمى محكمة العدل الدولية فلا يمكن اصدار حكم بتجريم أولئك الرؤساء الحكام
نجد محاكمات نورمبرج فى محاكمة الحكام الألمان فى فترة هتلر احدى مظاهر ذلك الظلم العالمى فهم حوكموا لأنهم اتهموا بإبادة الناس وهو نفس ما فعلته الحكومات المنتصرة فى الشعب الألمانى حيث تم تسوية المدن بالأرض وتم قتل الملايين من الألمان فى الحرب وهم ليسوا فى الجيش
نجد نفس الأمر حاليا ومن قرن مضى فى منع محاكمة قادة إسرائيل على جرائمهم التى تتكرر سنويا فى فلسطين من قتل وتخريب وتدمير ومحو للبلدات
وتستعمل تلك المنظمات كرأس حربة ضد الأنظمة فى بلاد معينة تتهم فى العادة بإلحاق الأذى بمعارضيها فى حين لا تقول تلك المنظمات أى شىء ضد السلطات فى بلدها والتى تفعل نفس الفعل
مثلا فى أثناء الحرب الباردة كانت التهمة ضد الأنظمة الحاكمة الشيوعية قتل وسجن المعارضة وحظر قيام الأحزاب والقضاء على الملكية الخاصة ومع هذا لم يتهم أحد الولايات المتحدة بأنها حظرت الحزب الشيوعى وقامت بإلقاء القبض على كل من يشتم أنه شيوعى من سكان الولايات المتحدة ولم يتهم أحد الرأسماليين الكبار بأنهم يظلمون الشعب من خلال احتكارهم للأموال ومنع المساعدات عن الناس
والحركة كما سبق القول هى :
نتاج تلك المظالم وهى :
الكيل بمكيالين