رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نظرات في بحث أهل الحديث
الكتاب من تأليف علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف وسبب تأليفه هو سؤال تم طرحه في منتدى أهل الحديث عن معنى أهل الحديث عند أهل السنة وقد أجاب السقاف عن السؤال في البحث وفى هذا قال في المقدمة:
"الإخوة الكرام بملتقى ((أهل الحديث))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتم -بارك الله فيكم- عن بيان معنى مصطلح (أهل الحديث) وماذا يقصد به عند أهل السنة ؟ وهل هو خاص بعلماء الحديث أم أنه عام لجميع علماء الأمة؟"
و قد أجاب فعرف أهل الحديث فقال :
"فأقول وبالله التوفيق:
أهل الشيء أخص الناس به، ولقد جاء في اللغة: أهل الرجل أخص الناس به.
- فأهل الحديث: هم أخص الناس به وأكثرهم تمسكاً به، واتباعاً له قولاً وعملاً في الأخلاق والسلوك والعبادة والمعاملة، وفي الاعتقاد ظاهراً وباطناً، ويدخل فيهم دخولاً أولياً من كان مشتغلاً به سماعاً وجمعاً وكتابةً وتعليماً ، رواية ودراية، تصحيحاً وتضعيفاً.
- وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة فالحديث هو السنة والجماعة هي الحق ومن كان متبعاً للحديث فهو على الحق.
- وأهل الحديث هم الفرقة الناجية فمن لم ينج باتباع الحديث فبما ينجو؟!. ((أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)) (مجموع الفتاوى 3/347)
- وأهل الحديث هم الطائفة المنصورة فمن لم ينتصر بالحديث فبم ينتصر؟! ((قال الإمام أحمد: عن الطائفة المنصورة: إن لم يكن هم أصحاب الحديث فما أدري من هم!)) (فتح الباري 1/85)
- وهم الظاهرون على الحق إلى قيام الساعة، فبالحديث ظهروا وبه انتصروا وبسببه نجوا، وهذه كلها ألفاظ ومصطلحات بينها عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد، فإذا أطلق أحدها دخل فيه الآخر وأصبح اللفظ دالاً بمفرده على جميع طوائف الفرقة الناجية، وإذا اجتمع لفظ أهل الحديث مع لفظ آخر دلَّ على أن المقصود المشتغلين بالحديث، وهذا ما يفسر إطلاق كثير من السلف لفظ أهل الحديث على المشتغلين به خاصة، قال شيخ الإسلام: ((ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً)) (مجموع الفتاوى4/95). ومن هنا يُعلم سرُّ الخلاف بين من فرَّق بين هذه المصطلحات من المنتسبين لأهل الحديث في زماننا هذا وبين من لم يفرق.
- و ((أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف)) (مجموع الفتاوى6/355 )
- وأهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه، أنفاسه صحبوا
- وأهل الحديث هم الذين ((التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقربوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبهم لآثاره براً وبحراً وشرقاً وغرباً)) (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص80)"
وهذه التعاريف هى تعاريف متعددة خاطئة خاصة مع اختلاف أهل الحديث في الحكم على الروايات فلو كانوا على مذهب واحد في قبول الأحاديث لكان تعاريفهم تعريفا صحيحا لأنه بناء على قبولهم وردهم للروايات نشأت مذاهب كثيرة منها ما مات واندرس لعدم وجود تلاميذ له ومنها ما هو حى كالمذاهب الأربعة ومذهب الظاهرية ومذهب المعتزلة والخلافات بين تلك المذاهب لا تجعل أهلها أتباع للنبى(ص) لأن النبى(ص) لن يقول كل تلك الأحاديث المتناقضة مع بعضها والتى ألفت أديانا غير دين الله لأن99% وما يزيد منها معارض للقرآن
والحديث في القرآن غير الحديث المعروف وهو الروايات فهو :
حديث الله وهو آيات القرآن كما قال تعالى :
" فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون"
فهنا الله منع الإيمان بحديث غير حديثه وما نسبوه للنبى(ص) الكل من أهل الحديث مجمع على أنه أحاديث ظنية لا يمكن التأكد من نسبتها للنبى(ص) وهذا موجود في مئات الكتب التى ألفوها مثل :
"الأول:الصحيح وفيه مسائل:
الأولى: في حده. وهو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة، وإذا قيل صحيح فهذا معناه لا أنه مقطوع به، وإذا قيل غير صحيح فمعناه لم يصح إسناده، والمختار أنه لا يجزم. في إسناده أنه أصح الأسانيد مطلقاً، التقريب ج1ص1
حيث قال اهل الحديث هذا حديث صحيح او حسن فمرداهم فيما ظهر لنا عملا بظاهر الاسناد لا انه مقطوع بصحته في نفس الامر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة
الرفع والتكميل ج1ص189
( وإذا قيل ) هذا حديث ( صحيح فهذا معناه ) أي ما اتصل سنده مع الأوصاف المذكورة فقبلناه عملا بظاهر الاسناد ( لا أنه مقطوع به ) في نفس الأمر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة
تدريب الراوى ج1ص75
وقد خالف في هذه المسألة الشيخ محي الدين النووي, وقال: "لا يستفاد القطع بالصحة من ذلك"شرح اختصار علوم الحديث ج1ص70
وتحدث السقاف أنواع أهل الحديث فقال :
" وأهل الحديث فيهم العالم والفقيه والخطيب والداعية الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، جعلهم الله: ((أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأياً تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه العدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في الحديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع، منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلته، وخطيب محسن، وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، ولا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالشر إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير)) ( شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص4)
- وأهل الحديث هم أهل الجهاد والثغور قال أبو منصور البغدادي: (( إن ثغور الروم والجزيرة والشام وأذربيجان كل أهلها كانوا على مذهب أهل الحديث، وكذلك ثغور إفريقية والأندلس وكل ثغر وراء بحر المغرب، وكذلك ثغور اليمن على ساحل الزنج كان أهلها أهل الحديث)) (أصول الدين1/317 نقلا عن قدم أصحاب الحديث للهاشمي ص56)"
وتحدث عن جمعهم الروايات في الكتب حيث قال :
" ومن أهل الحديث من جمع الحديث والآثار ورحل لها براً وبحراً وشرقاً وغرباً من المتقدمين كأصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، وليس كل من اشتغل بالحديث تصحيحاً وتضعيفاً صار من أهل الحديث، بل رأينا من هؤلاء من المتأخرين من يطعن في أهل الحديث ويعاديهم، بل رأينا منهم: الصوفي الخرافي، والمبتدع الضال.
- و أهل الحديث أعلم الناس بالحديث فـ ((من المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع وأحواله وبواطن أموره وظواهرها أعلم وهو بذلك أقوم كان أحق بالاختصاص به، ولا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول وعلم خاصته مثل الخلفاء الراشدين وسائر العشرة)) (مجموع الفتاوى4/91)
- وأهل الحديث هم المتبعون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم ((أهل الآثار النبوية وهم أهل الحديث والسنة العالمون بطريقهم -أي الصحابة- المتبعون لها وهم أهل العلم بالكتاب والسنة في كل عصر ومصر فهؤلاء الذين هم أفضل الخلق من الأولين والآخرين)) (العقيدة الأصفهانية1/156).
- و أهل الحديث ((ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعاً لها تصديقاً وعملاً، وحباً وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف فما كان من معانيها موافقا للكتاب والسنة أثبتوه وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس فإن إتباع الظن جهل وإتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم وجماع الشر الجهل والظلم)) (مجموع الفتاوى 3/347)
- ومما يميز أهل الحديث عن غيرهم ثباتهم على مبادئهم عند المحن والفتن ((فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك وإن امتحنوا بأنواع المحن وفتنوا بأنواع الفتن، ... فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة)) (مجموع الفتاوى 4/ 51)
- وهم أكثر الناس حباً للاتفاق وأكثرهم بغضاً للافتراق ((ولست تجد اتفاقاً وائتلافاً إلا بسبب إتباع آثار الأنبياء من القرآن والحديث وما يتبع ذلك ولا تجد افتراقاً واختلافاً إلا عند من ترك ذلك وقدم غيره عليه، قال تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ () إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولاً وفعلاً وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة فمن خالفهم في شيء فاته من الرحمة بقدر ذلك)) (مجموع الفتاوى 4/50-51)
- وأهل الحديث يتميزون بوحدة منهجهم واتفاق كلمتهم وقلة اختلافهم ((ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة، ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، وفعلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قلْ. بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلبٍ واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟!)) (الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني ص45)"
والحديث عن وحدة واتحاد أهل الحديث هو وهم فلو كانوا متفقين ما اختلفت أقوالهم في الرجال وفى رد وقبول الأحاديث
وقد تحدث عن وقوع أهل الحديث فى الذنوب فقال :
" وأهل الحديث ليسوا بمعصومين، فقد يقعوا في المعاصي والآثام، بل قد يقعوا في بدع أهل الكلام، -كالأشعري وابن حزم والنووي وابن حجر- وهم من أئمة أهل الحديث، لكن ما أسرع أوبتهم إلى الحق إذا عُرِّفوا به، قال شيخ الإسلام عن أبي الحسن الأشعري: ((ولهذا كان هو وأمثاله يعدُّون من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف وأقربها إلى الكتاب والسنة، ولكن خبرته بالحديث والسنة كانت مجملة وخبرته بالكلام كانت مفصَّلة، فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة والحديث من أتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد)) (درء تعارض العقل والنقل 7/462)، بل قد يقع بعضهم في الإرجاء ولا يخرج من كونه من أهل الحديث بالكليَّة ما لم يكن ذلك منه بإصرار وسوء طوية، فقال أيضاً: ((وهذا الوجه تختاره طائفة من متكلمي أهل الحديث المائلين إلى الإرجاء كالأشعري وغيره ممن يقول بالاستثناء ولا يدخل الأعمال في مسمى الإيمان فيجعل الاستثناء لا يعود إلا إلى النوايا فقط)) (الاستقامة1/150)
- وأهل الحديث ليسوا حزباً واحداً يعرف بهذا الاسم بل هم متفرقون في أقطار المعمورة فـ ((منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض)) (شرح مسلم للنووي 13/67)
وبعد: فهؤلاء هم أهل الحديث وهذه صفاتهم وهذه خصائصهم"
الغريب في كلام السقاف وأمثاله هو ابتعادهم عن القرآن تماما فهو لا يقول أنهم مسلمون أو مؤمنون أو متقون أو غير هذا مما سمى الله به أهل القرآن وهو ما يعنى تركهم الإسلام واختراعهم دين أخر هو دين الحديث
الكتاب من تأليف علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف وسبب تأليفه هو سؤال تم طرحه في منتدى أهل الحديث عن معنى أهل الحديث عند أهل السنة وقد أجاب السقاف عن السؤال في البحث وفى هذا قال في المقدمة:
"الإخوة الكرام بملتقى ((أهل الحديث))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتم -بارك الله فيكم- عن بيان معنى مصطلح (أهل الحديث) وماذا يقصد به عند أهل السنة ؟ وهل هو خاص بعلماء الحديث أم أنه عام لجميع علماء الأمة؟"
و قد أجاب فعرف أهل الحديث فقال :
"فأقول وبالله التوفيق:
أهل الشيء أخص الناس به، ولقد جاء في اللغة: أهل الرجل أخص الناس به.
- فأهل الحديث: هم أخص الناس به وأكثرهم تمسكاً به، واتباعاً له قولاً وعملاً في الأخلاق والسلوك والعبادة والمعاملة، وفي الاعتقاد ظاهراً وباطناً، ويدخل فيهم دخولاً أولياً من كان مشتغلاً به سماعاً وجمعاً وكتابةً وتعليماً ، رواية ودراية، تصحيحاً وتضعيفاً.
- وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة فالحديث هو السنة والجماعة هي الحق ومن كان متبعاً للحديث فهو على الحق.
- وأهل الحديث هم الفرقة الناجية فمن لم ينج باتباع الحديث فبما ينجو؟!. ((أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)) (مجموع الفتاوى 3/347)
- وأهل الحديث هم الطائفة المنصورة فمن لم ينتصر بالحديث فبم ينتصر؟! ((قال الإمام أحمد: عن الطائفة المنصورة: إن لم يكن هم أصحاب الحديث فما أدري من هم!)) (فتح الباري 1/85)
- وهم الظاهرون على الحق إلى قيام الساعة، فبالحديث ظهروا وبه انتصروا وبسببه نجوا، وهذه كلها ألفاظ ومصطلحات بينها عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد، فإذا أطلق أحدها دخل فيه الآخر وأصبح اللفظ دالاً بمفرده على جميع طوائف الفرقة الناجية، وإذا اجتمع لفظ أهل الحديث مع لفظ آخر دلَّ على أن المقصود المشتغلين بالحديث، وهذا ما يفسر إطلاق كثير من السلف لفظ أهل الحديث على المشتغلين به خاصة، قال شيخ الإسلام: ((ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً)) (مجموع الفتاوى4/95). ومن هنا يُعلم سرُّ الخلاف بين من فرَّق بين هذه المصطلحات من المنتسبين لأهل الحديث في زماننا هذا وبين من لم يفرق.
- و ((أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف)) (مجموع الفتاوى6/355 )
- وأهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه، أنفاسه صحبوا
- وأهل الحديث هم الذين ((التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقربوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبهم لآثاره براً وبحراً وشرقاً وغرباً)) (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص80)"
وهذه التعاريف هى تعاريف متعددة خاطئة خاصة مع اختلاف أهل الحديث في الحكم على الروايات فلو كانوا على مذهب واحد في قبول الأحاديث لكان تعاريفهم تعريفا صحيحا لأنه بناء على قبولهم وردهم للروايات نشأت مذاهب كثيرة منها ما مات واندرس لعدم وجود تلاميذ له ومنها ما هو حى كالمذاهب الأربعة ومذهب الظاهرية ومذهب المعتزلة والخلافات بين تلك المذاهب لا تجعل أهلها أتباع للنبى(ص) لأن النبى(ص) لن يقول كل تلك الأحاديث المتناقضة مع بعضها والتى ألفت أديانا غير دين الله لأن99% وما يزيد منها معارض للقرآن
والحديث في القرآن غير الحديث المعروف وهو الروايات فهو :
حديث الله وهو آيات القرآن كما قال تعالى :
" فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون"
فهنا الله منع الإيمان بحديث غير حديثه وما نسبوه للنبى(ص) الكل من أهل الحديث مجمع على أنه أحاديث ظنية لا يمكن التأكد من نسبتها للنبى(ص) وهذا موجود في مئات الكتب التى ألفوها مثل :
"الأول:الصحيح وفيه مسائل:
الأولى: في حده. وهو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة، وإذا قيل صحيح فهذا معناه لا أنه مقطوع به، وإذا قيل غير صحيح فمعناه لم يصح إسناده، والمختار أنه لا يجزم. في إسناده أنه أصح الأسانيد مطلقاً، التقريب ج1ص1
حيث قال اهل الحديث هذا حديث صحيح او حسن فمرداهم فيما ظهر لنا عملا بظاهر الاسناد لا انه مقطوع بصحته في نفس الامر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة
الرفع والتكميل ج1ص189
( وإذا قيل ) هذا حديث ( صحيح فهذا معناه ) أي ما اتصل سنده مع الأوصاف المذكورة فقبلناه عملا بظاهر الاسناد ( لا أنه مقطوع به ) في نفس الأمر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة
تدريب الراوى ج1ص75
وقد خالف في هذه المسألة الشيخ محي الدين النووي, وقال: "لا يستفاد القطع بالصحة من ذلك"شرح اختصار علوم الحديث ج1ص70
وتحدث السقاف أنواع أهل الحديث فقال :
" وأهل الحديث فيهم العالم والفقيه والخطيب والداعية الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، جعلهم الله: ((أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأياً تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه العدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في الحديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع، منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلته، وخطيب محسن، وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، ولا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالشر إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير)) ( شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص4)
- وأهل الحديث هم أهل الجهاد والثغور قال أبو منصور البغدادي: (( إن ثغور الروم والجزيرة والشام وأذربيجان كل أهلها كانوا على مذهب أهل الحديث، وكذلك ثغور إفريقية والأندلس وكل ثغر وراء بحر المغرب، وكذلك ثغور اليمن على ساحل الزنج كان أهلها أهل الحديث)) (أصول الدين1/317 نقلا عن قدم أصحاب الحديث للهاشمي ص56)"
وتحدث عن جمعهم الروايات في الكتب حيث قال :
" ومن أهل الحديث من جمع الحديث والآثار ورحل لها براً وبحراً وشرقاً وغرباً من المتقدمين كأصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، وليس كل من اشتغل بالحديث تصحيحاً وتضعيفاً صار من أهل الحديث، بل رأينا من هؤلاء من المتأخرين من يطعن في أهل الحديث ويعاديهم، بل رأينا منهم: الصوفي الخرافي، والمبتدع الضال.
- و أهل الحديث أعلم الناس بالحديث فـ ((من المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع وأحواله وبواطن أموره وظواهرها أعلم وهو بذلك أقوم كان أحق بالاختصاص به، ولا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول وعلم خاصته مثل الخلفاء الراشدين وسائر العشرة)) (مجموع الفتاوى4/91)
- وأهل الحديث هم المتبعون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم ((أهل الآثار النبوية وهم أهل الحديث والسنة العالمون بطريقهم -أي الصحابة- المتبعون لها وهم أهل العلم بالكتاب والسنة في كل عصر ومصر فهؤلاء الذين هم أفضل الخلق من الأولين والآخرين)) (العقيدة الأصفهانية1/156).
- و أهل الحديث ((ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعاً لها تصديقاً وعملاً، وحباً وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف فما كان من معانيها موافقا للكتاب والسنة أثبتوه وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس فإن إتباع الظن جهل وإتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم وجماع الشر الجهل والظلم)) (مجموع الفتاوى 3/347)
- ومما يميز أهل الحديث عن غيرهم ثباتهم على مبادئهم عند المحن والفتن ((فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك وإن امتحنوا بأنواع المحن وفتنوا بأنواع الفتن، ... فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة)) (مجموع الفتاوى 4/ 51)
- وهم أكثر الناس حباً للاتفاق وأكثرهم بغضاً للافتراق ((ولست تجد اتفاقاً وائتلافاً إلا بسبب إتباع آثار الأنبياء من القرآن والحديث وما يتبع ذلك ولا تجد افتراقاً واختلافاً إلا عند من ترك ذلك وقدم غيره عليه، قال تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ () إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولاً وفعلاً وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة فمن خالفهم في شيء فاته من الرحمة بقدر ذلك)) (مجموع الفتاوى 4/50-51)
- وأهل الحديث يتميزون بوحدة منهجهم واتفاق كلمتهم وقلة اختلافهم ((ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة، ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، وفعلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قلْ. بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلبٍ واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟!)) (الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني ص45)"
والحديث عن وحدة واتحاد أهل الحديث هو وهم فلو كانوا متفقين ما اختلفت أقوالهم في الرجال وفى رد وقبول الأحاديث
وقد تحدث عن وقوع أهل الحديث فى الذنوب فقال :
" وأهل الحديث ليسوا بمعصومين، فقد يقعوا في المعاصي والآثام، بل قد يقعوا في بدع أهل الكلام، -كالأشعري وابن حزم والنووي وابن حجر- وهم من أئمة أهل الحديث، لكن ما أسرع أوبتهم إلى الحق إذا عُرِّفوا به، قال شيخ الإسلام عن أبي الحسن الأشعري: ((ولهذا كان هو وأمثاله يعدُّون من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف وأقربها إلى الكتاب والسنة، ولكن خبرته بالحديث والسنة كانت مجملة وخبرته بالكلام كانت مفصَّلة، فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة والحديث من أتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد)) (درء تعارض العقل والنقل 7/462)، بل قد يقع بعضهم في الإرجاء ولا يخرج من كونه من أهل الحديث بالكليَّة ما لم يكن ذلك منه بإصرار وسوء طوية، فقال أيضاً: ((وهذا الوجه تختاره طائفة من متكلمي أهل الحديث المائلين إلى الإرجاء كالأشعري وغيره ممن يقول بالاستثناء ولا يدخل الأعمال في مسمى الإيمان فيجعل الاستثناء لا يعود إلا إلى النوايا فقط)) (الاستقامة1/150)
- وأهل الحديث ليسوا حزباً واحداً يعرف بهذا الاسم بل هم متفرقون في أقطار المعمورة فـ ((منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض)) (شرح مسلم للنووي 13/67)
وبعد: فهؤلاء هم أهل الحديث وهذه صفاتهم وهذه خصائصهم"
الغريب في كلام السقاف وأمثاله هو ابتعادهم عن القرآن تماما فهو لا يقول أنهم مسلمون أو مؤمنون أو متقون أو غير هذا مما سمى الله به أهل القرآن وهو ما يعنى تركهم الإسلام واختراعهم دين أخر هو دين الحديث