رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد خطبة توحيد الباري جل جلاله
الخطيب عبدالمحسن القاسم وقد استهلها بالحديث عن خلق الله الناس لطاعته وأنهم يرزقهم ,ان معرفة الرب أول سؤال في القبر فقال:
"أيّها المسلمون، خلق الله الخَلقَ لتكونَ الطاعة له والتذلُّلُ إليه، وكمالُ السعادة في معرفةِ الله والإيمان به، ومعرفةُ العبد ربَّه هو الأصل الأوّلُ الذي يجب على الإنسانِ معرفتُه، وهو أوّلُ ما يسأَل عنه العبد في قبرِه."
والخطأ وجود ملائكة تسأل الإنسان من ربك في القبرلا لأن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وتحدث عن رزق الله لهم فقال :
"أوجدَ الله الخلقَ بعد عدَمٍ، وأغدق عليهم من النِّعَم، وضمِن لهم الرّزق، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود:6]. أوجدَ العالمين بعدَ أن لم يكونوا شيئًا، هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان:1]."
وتحدث عما يسمونه صفات البارى فقال :
"رَبٌّ متفرِّد بالخلق والرّزق والتدبير، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]، منفرِد بالوحدانيّة متَّصِف بالعظمَة والجبروت، مقاليدُ الأمور كلِّها بيديه، قويٌ متين قاهِر فوقَ عباده، لا يرضَى أن تصرَفَ العبادة إلا له، إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر:7]."
وتحدث عن أن الله جعل في الإنسان وغيره ما يدل على الوحدانية فقال :
"نصَب في كلِّ مخلوقٍ آيةً دلالةً على وحدانيّته ليزدادَ تعلُّق القلب بربِّه، آيَتان تتعاقَبان علينا تذكِّرنا بوحدانيّة الله: ليلٌ يغشى ونهارُ يتجلَّى، يطلبُ كلٌّ منهما الآخَرَ طلبًا سريعًا، يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا [الأعراف:54]، والشمس والقمرُ يجريان في مسارٍ دقيق أبهر ذوِي العقول، هذه تشرِق، وذاك يدبِر، سَيرٌ منتظِم، لا يتقدَّم ولا يتأخَّر، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:40]. أرضٌ تُقِلّنا وسماء تظِلّنا، لا غِنى لنا عن أحدِهما، خَلقٌ متقَن وتدبير من بديعٍ، هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [لقمان:11]."
وهو كلام خاطىء فما في الكون دليل على القدرة وليس دليل على الوحدانية التى هى أمر يأتى من الوحى والتفكير
وتحدث عن عبودية المسلم لله فقال :
"والمسلِم يعتَزّ إذا كان عبدًا لمدبِّر هذا الكونِ العظيم، قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الأنعام:161]، لا يعبد إلا ربَّ هذا الكون جلّ وعلا، ولا يصرِف شيئًا من أنواع العبادة لغيرِه، يلجأ إليه في الملِمّات، ويخاف منه وحدَه في العلانية والحفيّات، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [يونس:107]، فلا يخاف من ميِّتٍ أن يضرَّه بسوء، أو يرجو منه إحسانًا. والفَزَع إليه وحدَه رُجحان في العقلِ وأمانٌ في القلب وطمأنينَة على الروح، ومن خافَ ربَّه لم يفزَعه أحدٌ، بل هو ثابِت القلبِ ساكنُ الجوارح، وأنعِم بنفسٍ لا تأنس إلاّ مع الله، فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، يقول أبو سليمان الداراني: "ما فارَق الخوف قلبًا إلا خرِب"."
وتحدث عن أقرب العباد لله هو أخوفهم منه فقال :
وأقرَبُ العباد إلى الله أخوَفهم منه، يقول المصطفى : ((إني أعلَمكم بالله وأشَدُّكم له خشية)) متفق عليه، وهو مِن لوازِم الإيمان وموجباته، ومَن خاف ربَّه وحده فتِّحَت له أبواب الجنان، قال سبحانه: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، قال أهلُ العلم: "لا يجمَع الله على عبده بين خوفَين؛ فمن خافَه في الدنيا أمِنَه يومَ القيامة، ومن أمِنَه في الدنيا ولم يخَف ربَّه أخافه في الآخرة". فراقِب ربَّك وخَف من خالقِك تكن أسعَدَ الخلقِ عند الله."
واأقرب العباد لله هم المجاهدون في سيبيله بأموالهم وأنفسهم كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن وجوب الرغبة وهى الرجاء في الله وحده فقال :
"ولا ترجُ من غيرِ الله تحقيقَ مرغوبٍ أو سلامةً من مرهوب مِن زوال عِلّة أو شفاءِ سقمٍ أو طلب رزقٍ أو جلب عافية، وحقِّق رجاءك بالله دون سِواه، فالخَلق مجبولون على الضّعف، عاجزون عن جلبِ النفع لأنفسهم ودفع الضرِّ عنهم، وهم أعجَز عن ذلك لغيرِهم. وما رجَا أحدٌ مخلوقًا إلا خابَ ظنّه فيه، فلا تعلِّق أطماعَك وأملَك بغير الله، فلن تجنيَ سوى العَدَم وذلّ المسألة، وارجُ كرَم الله وعطاءَه وجزيلَ مِنَنه، فرجاء ما عندَ الله تعبُّدٌ، وفي ذلّ القلبِ لله عِزّة النفس ورفعُ الدرجات وتحقيقُ المأمول."
وتحدث عن راحة النفس بتفويض الأمر للخالق فقال :
"وراحةُ النفسِ في تفويض أمرِها لخالقها، ويزداد تعلّقُها بباريها إذا تذكَّرَت أن الربَّ عليمٌ بحالِها رَحيم بأمرِها قديرٌ على كشفِ ضرِّها، ولِمَ التّعلُّق بمخلوقٍ عاجزٍ عن كشفِ الضر قتورٍ في العطاء؟! وربُّك كافيك جميعَ أمورك، وهو متولِّيها إن ألقيتَ إليه حاجاتِك وسلَّمتَ إليه مقاليدَ أمورك، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]."
والحق أن الراحة وهى الطمأنينة ليست عملية استسلام لأمر الله بمعنى قدره وإنما استسلام بمعنى طاعة أحكام الله وهى ذكر الله كما قال تعالى :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وتحدث عمن هو السعيد وهو الراغب الراهب لله فقال :
"والسّعيدُ هو الراغِب في رحمةِ الله الرّاهِب من عذابِه الخاضِع المتذلّل في عبادتِه لمولاه، وتلك المحامِدُ السنيّة اتَّصفَت بها بيوتُ الأنبياء، قال سبحانه عن زكريّا وأهلِه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
والرّسُل سبَّاقون إلى الرغبة فيما عند الله، قال جلّ وعلا لنبيِّه محمّد : وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح:8]، وهي تنحسِر عن العبدِ على قدرِ ذنوبه، وتزيد بزيادةِ إيمانه، قال ابن القيم رحمه الله: "إذا أرادَ الله بعبدِه خيرًا وفَّقه لاستفراغِ وسعِه وبذلِ جهده في الرّغبة والرّهبة إليه، فإنهما مادَتَّا التوفيق، فبقدرِ قِيام الرّغبة والرّهبة في القلبِ يحصل التوفيق".
والخشيةُ من المخلوقِ ذلٌّ ومَهانة، ومن خَشِي من خالقِه عاش عَزيزًا، وفي حياتِه سعيدًا، وأنار بصيرتَه فكان متذكِّرًا، قال سبحانه: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [الأعلى:10]، واتَّعَظ بالمواعظ والعِبَر، قال جلّ وعلا: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى [النازعات:26] وكان كتابُ الله له سعادَة وذِكرًا: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى [طه:2، 3]، وهي موجِبَة لمغفِرة الله وجزيل نواله: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:12]."
ووعظ المسلم طالبا المحال وهو وضع الله بين ناظريه والمفروض وضع حكم الله في نفسه ليكون هو الحاكم المتحكم فيها فقال :
"فاجعَل ربَّك بين ناظِرَيك، واخشَ الأمنَ من مكره وحلولِ عقوبته، ولا تخشَ غيرَ الله في قطع رزقٍ أو تأخّر شفاء أو حلولِ شقاء، قال سبحانه: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [البقرة:150]." وتحدث عن افتقار العبد لله فقال :
"والعبدُ ضَعيف بنفسه مفتقِرٌ إلى عون ربِّه القويّ، وبالاستعانة به جلّ وعلا تستَغني عن الاستعانةِ بالخلق، ومن سعَى في تحقيق مطلوبٍ ولم يكن مستعِينًا بالله مفتقِرًا إليه في حصولِه أغلِقَت في وجههِ الدّروب، وتعثَّرَت أمامه المكاسِب، يقول النبيّ لابن عبّاس رضي الله عنهما: ((يا غلام، إني أعلّمُك كلِّمات: احفَظِ الله يحفظك، احفظِ الله تجِده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله)) رواه الترمذي.
والاستعانَةُ عليها مدار الدّين: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وبها أمر الرسل أقوامَهم، قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا [الأعراف:128]، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "الدّين أن لا يُعبَد إلا الله، ولا يستعان إلاّ به".
وكمالُ غِنى العبد في تعلّقِه بربِّه، ومِن فضل الله على عبادِه أن من تعلَّقَ به أعانَه، فالرِّزق يتيسَّر بالطاعة والاستعانة، ويزداد بالتوكّل والاستكانَة، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2، 3]."
وتحدث عن الابتلاءات التى سماها المكاره والآفات فقال :
"والحياةُ مليئةٌ بالآفاتِ والمكارهِ، قال سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4]، ولكلِّ مخلوقٍ أعداء منه الجنِّ والإنس، وفي مقدِّمَتهم إبليس لعنَه الله، قال جل وعلا: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6].
ولا غِنى للعبد من الاحتماءِ بجناب اللهِ والاستعاذةِ به وحدَه والاعتصامِ بحِماه من الشرور، والرّبُّ متَّصِف بالجبَروتِ والعِزّة، من اعتصَم به لم ينَله أذى أحَدٍ، وتخلَّف عنه الضّرَر ولو مع وجودِ السّبب، قال : ((من نزَل منزلاً فقال: أعوذ بكلماتِ الله التامات من شرِّ ما خلَق لم يضرَّه شيء حتى يرتحِلَ من منزله ذلك)) رواه مسلم، قال القرطبيّ رحمه الله: "منذ سمِعتُ هذا الخبر عمِلت به فلم يضرَّني شيء، إلى أن تركتُه فلدغَتني عقربٌ بالمهديّة ليلاً، فتفكَّرتُ في نفسي فإذا بي قد نسِيتُ أن أتعوَّذَ بتلك الكلمات".
والمَخلوق يتعرَّض للأذى، ولن تهنَأَ حياتُه إلاّ بالاعتصام بالله واللّياذةِ به، فالضّرَر والنّفع كلُّه بيدِ الله، ومن سعى للإضرارِ بك لم يتحقَّق له مُناه ما لم يشأ الله ذلك، قال المصطفى : ((واعلَم أنَّ الأمة لو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) رواه الترمذي، وقد أمر الله نبيَّه أن يستعيذَ بخالِقِ الإصباحِ من شرِّ جميعِ المخلوقات ومِن شرِّ الغاسقِ والحاسد، والقادِرُ على إزالةِ هذه الظّلمةِ عن الكون قادِرٌ أن يرفعَ عن المستعيذِ ما يخافه ويخشاه، والمعتصِم بالله المستعيذ به في كلِّ شأن في حِصنٍ مكين من أهل الشّرور والماكرين."
وبالطبع الله يبتلى بالشر وهو المكاره كما يبتلى بالخير ةفى هذا قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وتحدث عن الاستغاثة بالله وحده ولم يبين ماهيتها ولكنه نهى عن الاستغاثة بالموتى فقال :
"وربُّنا لا مفزَعَ لنا في الشدائد سواه، ولا ملجَأَ لنا منه إلا إليه، والمستغيثُ بالله المستجير به يطرُق أخصَّ أنواع الدعاء، والاستغاثة بالربِّ العظيم مفزَعُ الأنبياء والصالحين في الشدائدِ والمكائد، قال سبحانه: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال:9]، وقال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62].
ومَن دعا الأمواتَ فنِداؤه لا يسمَع وحاجاتُه لا تُرفَع، قال سبحانه: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ [فاطر:13، 14]، فإذا حلَّت بك الخطوبُ واشتدَّت بك الكروب فاستغِث بعلاّم الغيوب، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]."
والحق أن معنى الاستغاثة بالله هو ألأخذ بالأسباب التى بينها الله كالذهاب للطبيب عند المرض وكطلب المساعدة عن السقوط على الرض من المارة وليست مجرد دعاء لله وحده
وتحدث عما يجلب السعادة ويقفلا باب الشرور فقال :
أيّها المسلِمون، أبوابُ السّعادةِ والخيرِ تفتَّح بتعلُّق القلب بالله، وتغلَق "أبواب الشّرور بالتوبةِ والاستغفار، وعافِيَة القلبِ في تركِ الآثام، ونَعيم الدّنيا في انجذابِ القلب إلى اللهِ حُبًّا له وخوفًا منه ورجاءَ فضله، فالخوفُ يبعدِك عن معصيةِ الله، والرّجاء يدفعك إلى طاعتِه، ومحبّتُه تسوقك إليه سوقًا، فاجعَل أعمالَك كلَّها خالصة لله، قائمةً على أكمل الوجوه في الظاهرِ والباطن، مع اليقين بأنَّ الله مطَّلعٌ على السرائر والنّيات، بصيرٌ عليم بالخفيّات."
والحقيقة ان لا أحد يقدر على قفل باب الشرور في الدنيا وإنما تقفل في الآخرة فقط لأن الحياة ابتلاء بالشرور والخيرات كما قال تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
الخطيب عبدالمحسن القاسم وقد استهلها بالحديث عن خلق الله الناس لطاعته وأنهم يرزقهم ,ان معرفة الرب أول سؤال في القبر فقال:
"أيّها المسلمون، خلق الله الخَلقَ لتكونَ الطاعة له والتذلُّلُ إليه، وكمالُ السعادة في معرفةِ الله والإيمان به، ومعرفةُ العبد ربَّه هو الأصل الأوّلُ الذي يجب على الإنسانِ معرفتُه، وهو أوّلُ ما يسأَل عنه العبد في قبرِه."
والخطأ وجود ملائكة تسأل الإنسان من ربك في القبرلا لأن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وتحدث عن رزق الله لهم فقال :
"أوجدَ الله الخلقَ بعد عدَمٍ، وأغدق عليهم من النِّعَم، وضمِن لهم الرّزق، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود:6]. أوجدَ العالمين بعدَ أن لم يكونوا شيئًا، هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان:1]."
وتحدث عما يسمونه صفات البارى فقال :
"رَبٌّ متفرِّد بالخلق والرّزق والتدبير، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]، منفرِد بالوحدانيّة متَّصِف بالعظمَة والجبروت، مقاليدُ الأمور كلِّها بيديه، قويٌ متين قاهِر فوقَ عباده، لا يرضَى أن تصرَفَ العبادة إلا له، إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر:7]."
وتحدث عن أن الله جعل في الإنسان وغيره ما يدل على الوحدانية فقال :
"نصَب في كلِّ مخلوقٍ آيةً دلالةً على وحدانيّته ليزدادَ تعلُّق القلب بربِّه، آيَتان تتعاقَبان علينا تذكِّرنا بوحدانيّة الله: ليلٌ يغشى ونهارُ يتجلَّى، يطلبُ كلٌّ منهما الآخَرَ طلبًا سريعًا، يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا [الأعراف:54]، والشمس والقمرُ يجريان في مسارٍ دقيق أبهر ذوِي العقول، هذه تشرِق، وذاك يدبِر، سَيرٌ منتظِم، لا يتقدَّم ولا يتأخَّر، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:40]. أرضٌ تُقِلّنا وسماء تظِلّنا، لا غِنى لنا عن أحدِهما، خَلقٌ متقَن وتدبير من بديعٍ، هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [لقمان:11]."
وهو كلام خاطىء فما في الكون دليل على القدرة وليس دليل على الوحدانية التى هى أمر يأتى من الوحى والتفكير
وتحدث عن عبودية المسلم لله فقال :
"والمسلِم يعتَزّ إذا كان عبدًا لمدبِّر هذا الكونِ العظيم، قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الأنعام:161]، لا يعبد إلا ربَّ هذا الكون جلّ وعلا، ولا يصرِف شيئًا من أنواع العبادة لغيرِه، يلجأ إليه في الملِمّات، ويخاف منه وحدَه في العلانية والحفيّات، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [يونس:107]، فلا يخاف من ميِّتٍ أن يضرَّه بسوء، أو يرجو منه إحسانًا. والفَزَع إليه وحدَه رُجحان في العقلِ وأمانٌ في القلب وطمأنينَة على الروح، ومن خافَ ربَّه لم يفزَعه أحدٌ، بل هو ثابِت القلبِ ساكنُ الجوارح، وأنعِم بنفسٍ لا تأنس إلاّ مع الله، فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، يقول أبو سليمان الداراني: "ما فارَق الخوف قلبًا إلا خرِب"."
وتحدث عن أقرب العباد لله هو أخوفهم منه فقال :
وأقرَبُ العباد إلى الله أخوَفهم منه، يقول المصطفى : ((إني أعلَمكم بالله وأشَدُّكم له خشية)) متفق عليه، وهو مِن لوازِم الإيمان وموجباته، ومَن خاف ربَّه وحده فتِّحَت له أبواب الجنان، قال سبحانه: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، قال أهلُ العلم: "لا يجمَع الله على عبده بين خوفَين؛ فمن خافَه في الدنيا أمِنَه يومَ القيامة، ومن أمِنَه في الدنيا ولم يخَف ربَّه أخافه في الآخرة". فراقِب ربَّك وخَف من خالقِك تكن أسعَدَ الخلقِ عند الله."
واأقرب العباد لله هم المجاهدون في سيبيله بأموالهم وأنفسهم كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن وجوب الرغبة وهى الرجاء في الله وحده فقال :
"ولا ترجُ من غيرِ الله تحقيقَ مرغوبٍ أو سلامةً من مرهوب مِن زوال عِلّة أو شفاءِ سقمٍ أو طلب رزقٍ أو جلب عافية، وحقِّق رجاءك بالله دون سِواه، فالخَلق مجبولون على الضّعف، عاجزون عن جلبِ النفع لأنفسهم ودفع الضرِّ عنهم، وهم أعجَز عن ذلك لغيرِهم. وما رجَا أحدٌ مخلوقًا إلا خابَ ظنّه فيه، فلا تعلِّق أطماعَك وأملَك بغير الله، فلن تجنيَ سوى العَدَم وذلّ المسألة، وارجُ كرَم الله وعطاءَه وجزيلَ مِنَنه، فرجاء ما عندَ الله تعبُّدٌ، وفي ذلّ القلبِ لله عِزّة النفس ورفعُ الدرجات وتحقيقُ المأمول."
وتحدث عن راحة النفس بتفويض الأمر للخالق فقال :
"وراحةُ النفسِ في تفويض أمرِها لخالقها، ويزداد تعلّقُها بباريها إذا تذكَّرَت أن الربَّ عليمٌ بحالِها رَحيم بأمرِها قديرٌ على كشفِ ضرِّها، ولِمَ التّعلُّق بمخلوقٍ عاجزٍ عن كشفِ الضر قتورٍ في العطاء؟! وربُّك كافيك جميعَ أمورك، وهو متولِّيها إن ألقيتَ إليه حاجاتِك وسلَّمتَ إليه مقاليدَ أمورك، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]."
والحق أن الراحة وهى الطمأنينة ليست عملية استسلام لأمر الله بمعنى قدره وإنما استسلام بمعنى طاعة أحكام الله وهى ذكر الله كما قال تعالى :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وتحدث عمن هو السعيد وهو الراغب الراهب لله فقال :
"والسّعيدُ هو الراغِب في رحمةِ الله الرّاهِب من عذابِه الخاضِع المتذلّل في عبادتِه لمولاه، وتلك المحامِدُ السنيّة اتَّصفَت بها بيوتُ الأنبياء، قال سبحانه عن زكريّا وأهلِه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
والرّسُل سبَّاقون إلى الرغبة فيما عند الله، قال جلّ وعلا لنبيِّه محمّد : وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح:8]، وهي تنحسِر عن العبدِ على قدرِ ذنوبه، وتزيد بزيادةِ إيمانه، قال ابن القيم رحمه الله: "إذا أرادَ الله بعبدِه خيرًا وفَّقه لاستفراغِ وسعِه وبذلِ جهده في الرّغبة والرّهبة إليه، فإنهما مادَتَّا التوفيق، فبقدرِ قِيام الرّغبة والرّهبة في القلبِ يحصل التوفيق".
والخشيةُ من المخلوقِ ذلٌّ ومَهانة، ومن خَشِي من خالقِه عاش عَزيزًا، وفي حياتِه سعيدًا، وأنار بصيرتَه فكان متذكِّرًا، قال سبحانه: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [الأعلى:10]، واتَّعَظ بالمواعظ والعِبَر، قال جلّ وعلا: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى [النازعات:26] وكان كتابُ الله له سعادَة وذِكرًا: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى [طه:2، 3]، وهي موجِبَة لمغفِرة الله وجزيل نواله: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:12]."
ووعظ المسلم طالبا المحال وهو وضع الله بين ناظريه والمفروض وضع حكم الله في نفسه ليكون هو الحاكم المتحكم فيها فقال :
"فاجعَل ربَّك بين ناظِرَيك، واخشَ الأمنَ من مكره وحلولِ عقوبته، ولا تخشَ غيرَ الله في قطع رزقٍ أو تأخّر شفاء أو حلولِ شقاء، قال سبحانه: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [البقرة:150]." وتحدث عن افتقار العبد لله فقال :
"والعبدُ ضَعيف بنفسه مفتقِرٌ إلى عون ربِّه القويّ، وبالاستعانة به جلّ وعلا تستَغني عن الاستعانةِ بالخلق، ومن سعَى في تحقيق مطلوبٍ ولم يكن مستعِينًا بالله مفتقِرًا إليه في حصولِه أغلِقَت في وجههِ الدّروب، وتعثَّرَت أمامه المكاسِب، يقول النبيّ لابن عبّاس رضي الله عنهما: ((يا غلام، إني أعلّمُك كلِّمات: احفَظِ الله يحفظك، احفظِ الله تجِده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله)) رواه الترمذي.
والاستعانَةُ عليها مدار الدّين: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وبها أمر الرسل أقوامَهم، قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا [الأعراف:128]، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "الدّين أن لا يُعبَد إلا الله، ولا يستعان إلاّ به".
وكمالُ غِنى العبد في تعلّقِه بربِّه، ومِن فضل الله على عبادِه أن من تعلَّقَ به أعانَه، فالرِّزق يتيسَّر بالطاعة والاستعانة، ويزداد بالتوكّل والاستكانَة، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2، 3]."
وتحدث عن الابتلاءات التى سماها المكاره والآفات فقال :
"والحياةُ مليئةٌ بالآفاتِ والمكارهِ، قال سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4]، ولكلِّ مخلوقٍ أعداء منه الجنِّ والإنس، وفي مقدِّمَتهم إبليس لعنَه الله، قال جل وعلا: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6].
ولا غِنى للعبد من الاحتماءِ بجناب اللهِ والاستعاذةِ به وحدَه والاعتصامِ بحِماه من الشرور، والرّبُّ متَّصِف بالجبَروتِ والعِزّة، من اعتصَم به لم ينَله أذى أحَدٍ، وتخلَّف عنه الضّرَر ولو مع وجودِ السّبب، قال : ((من نزَل منزلاً فقال: أعوذ بكلماتِ الله التامات من شرِّ ما خلَق لم يضرَّه شيء حتى يرتحِلَ من منزله ذلك)) رواه مسلم، قال القرطبيّ رحمه الله: "منذ سمِعتُ هذا الخبر عمِلت به فلم يضرَّني شيء، إلى أن تركتُه فلدغَتني عقربٌ بالمهديّة ليلاً، فتفكَّرتُ في نفسي فإذا بي قد نسِيتُ أن أتعوَّذَ بتلك الكلمات".
والمَخلوق يتعرَّض للأذى، ولن تهنَأَ حياتُه إلاّ بالاعتصام بالله واللّياذةِ به، فالضّرَر والنّفع كلُّه بيدِ الله، ومن سعى للإضرارِ بك لم يتحقَّق له مُناه ما لم يشأ الله ذلك، قال المصطفى : ((واعلَم أنَّ الأمة لو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) رواه الترمذي، وقد أمر الله نبيَّه أن يستعيذَ بخالِقِ الإصباحِ من شرِّ جميعِ المخلوقات ومِن شرِّ الغاسقِ والحاسد، والقادِرُ على إزالةِ هذه الظّلمةِ عن الكون قادِرٌ أن يرفعَ عن المستعيذِ ما يخافه ويخشاه، والمعتصِم بالله المستعيذ به في كلِّ شأن في حِصنٍ مكين من أهل الشّرور والماكرين."
وبالطبع الله يبتلى بالشر وهو المكاره كما يبتلى بالخير ةفى هذا قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وتحدث عن الاستغاثة بالله وحده ولم يبين ماهيتها ولكنه نهى عن الاستغاثة بالموتى فقال :
"وربُّنا لا مفزَعَ لنا في الشدائد سواه، ولا ملجَأَ لنا منه إلا إليه، والمستغيثُ بالله المستجير به يطرُق أخصَّ أنواع الدعاء، والاستغاثة بالربِّ العظيم مفزَعُ الأنبياء والصالحين في الشدائدِ والمكائد، قال سبحانه: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال:9]، وقال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62].
ومَن دعا الأمواتَ فنِداؤه لا يسمَع وحاجاتُه لا تُرفَع، قال سبحانه: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ [فاطر:13، 14]، فإذا حلَّت بك الخطوبُ واشتدَّت بك الكروب فاستغِث بعلاّم الغيوب، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]."
والحق أن معنى الاستغاثة بالله هو ألأخذ بالأسباب التى بينها الله كالذهاب للطبيب عند المرض وكطلب المساعدة عن السقوط على الرض من المارة وليست مجرد دعاء لله وحده
وتحدث عما يجلب السعادة ويقفلا باب الشرور فقال :
أيّها المسلِمون، أبوابُ السّعادةِ والخيرِ تفتَّح بتعلُّق القلب بالله، وتغلَق "أبواب الشّرور بالتوبةِ والاستغفار، وعافِيَة القلبِ في تركِ الآثام، ونَعيم الدّنيا في انجذابِ القلب إلى اللهِ حُبًّا له وخوفًا منه ورجاءَ فضله، فالخوفُ يبعدِك عن معصيةِ الله، والرّجاء يدفعك إلى طاعتِه، ومحبّتُه تسوقك إليه سوقًا، فاجعَل أعمالَك كلَّها خالصة لله، قائمةً على أكمل الوجوه في الظاهرِ والباطن، مع اليقين بأنَّ الله مطَّلعٌ على السرائر والنّيات، بصيرٌ عليم بالخفيّات."
والحقيقة ان لا أحد يقدر على قفل باب الشرور في الدنيا وإنما تقفل في الآخرة فقط لأن الحياة ابتلاء بالشرور والخيرات كما قال تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"