رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد رسائل الغوث الجيلاني
الكتاب منسوب لعبد القادر الجيلاني الذى يصفونه بالغوث وهو وصف كفرى فالجيلانى ليس سوى إنسان لا يقدر على نفع نفسه ولا غيره وهو ميت ولم يكن فى حياته قادرا على عمل شىء كبير كالانتصار على الكفار وإنما عاش فى عصر من عصور الهزائم الكبرى وهو عصر الظلم من الحكام فما رد ظلم حكم ولا انتصر فى حرب على كفار
الغوث هو من يغيث الخلق وهو الله وحده وأما هذا المخلوق المسمة عبد القادر فلم يكون سوى بشر من البشر إن كان له وجود حقيقى لأن معظم الشخصيات فى تاريخنا لم بم يكن لها وجود لكونه تاريخ مزور بنسبة99% أو يزيد
الكتاب لغته غامضة فهو يلون المكتوبات وهى قصيرة بمصطلحات علوم ومهن متعددة وهو لا يفيد القراء بشىء لأنه غير مفهوم وتبدو الرسائل كلها تدور حول أعمال معينة وثوابها
والمسلم ديدنه وهى عادته فى الدعوة هو التحدث بلغة أى بلسان القوم حتى يفهموا ما يقول كما قال تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"
فالرسائل والمكتبات لا يبين الجيلانى فيها شىء للناس ومن ثم تعتبر بلا قيمة ولا فائدة فهى لا تبين حلالا ولا حراما
ويستهل الكتاب بالرسالة الأولى وهى :
"المكتوب الاول
بسم الله الرحمن الرحيم أيها العزيز إذا أومضت بروق الشهود من غمام فيض يهدي الله لنوره من يشاء وهبت روايح الوصال من مهب عناية يختص برحمته من يشاء تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب وتترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات
يا أسفى على يوسف وتشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير وتكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران وتضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة وتزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار ما قدروا الله حق قدره برياح وهي تجري بهم في موج كالجبال وعند تلاطم امواج بحر عشق يحبهم ويحبونه ينادي كل واحد بلسان الحال رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين فتدركهم سابقة عناية إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وتنزل بهم على ساحل جودي مقعد صدق وتوصلهم الى مجلس * ألست بربكم وتبسط لهم سماط نعيم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بأيدي سقاة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ويتشرفون بملك ابدا ودولة * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا"
قطعا الرسائل والكتب الصوفية لن يفهم القراء منها شىء لأنها تستعمل اللغة بمعانى مختلفة عما فى القرآن كما أنها لغة خاصة منقطعة عن واقع الحياة والسبب فى غموض لغتهم هو الزعم أنهم أعلى فهما من الناس مع أنهم ليسوا ضالين مصلين للبشر فكل الكلام السابق يدور حول معنى واحد وهو أن طاعة الله تجلب كل المنافع وتدفع كل الأضرار ولكنه يقوله بألفاظ تجعلنا حيارى غير فاهمين للموضوع وقال فى الرسالة التالية:
"المكتوب الثاني
ايها العزيز اجعل سبيكة الطلب في بوتقة والذين جاهدوا فينا واثبته في نار ويحذركم الله نفسه فيصير خاليا من الخبث حتى يليق بسكة لنهدينهم سبلنا ويزيد قدرها وقيمتها في سوق إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة واجعل هذا راس مالك فيحصل لك بضاعة ألا لله الدين الخالص ويكشف لك رمز من اسرار *والمخلصون على خطر عظيم*
ويلمع لك شعاع من أنوار أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فيتحرك في قلبك باعة ادعوني أستجب لكم وترتقي من حضيض قل متاع الدنيا قليل* الى اوج *والآخرة خير لمن اتقى* وتشم من نسيم قرب ونحن أقرب إليه من حبل الوريد لتهتز منك شجرة قلبك وتتعرى من الاغيار بعواطف صريف قل الله ثم ذرهم في بستان تجريد فلا تدع مع الله إلها آخر ويهب عليك من رياح ربيع إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ويمطر عليك شابيب الفضل وسحائب الله يجتبي إليه من يشاء بقطرات فيض فتخضر رياض القلوب من نبات وعلمناه من لدنا علما وتثمر أشجار بساتين الارواح من ثمرات إن رحمة الله قريب من المحسنين وتجري عيون الوصول من ينبوع عينا يشرب بها المقربون مبشر اقبال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويبشر ببشارة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وينادي رضوان جنات نعيم رضي الله عنهم ورضوا عنه بنداء كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون"
الرسالة تدور حول معنى الصبر بمعنى طاعة الله وثوابه وقد استهلت بالكلام عنه بلغة صاغة الذهب او المعادن النفسية وبعد ذلك تحول إلى لغة فلاحى البساتين للتعبير عن الصبر وفوائده وثوابه
وفى الرسالة الثالثة قال الجيلانى أو من ألف تلك الرسائل:
المكتوب الثالث
ايها العزيز خف من يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وتفكر في محاسبة إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ولا تشتغل لحظوظ أولئك كالأنعام واخفض راسك في مراقبة فاذكروني أذكركم وافتح عين قلبك في مشاهدة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة واذكر من نعيم ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون عسى تسمع بقلبك نداء * ادعوني أستجب لكم -والله يدعو إلى دار السلام وتنبه من غفلة نوم إنما الحياة الدنيا لعب ولهو واسلك على قدم راسك في طلب درجات والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم وتركض جواد همتك عسى يستقبلك مبشر ألطاف الله لطيف بعباده بأطباق هدايا لهم البشرى وتظفر بعساكر ولله جنود السماوات والأرض على اعداء إن الشيطان للإنسان عدو مبين وتخلص من شبكة إن النفس لأمارة بالسوء وتظهر على قلبك رقوم لطايف أسرار واتقوا الله ويعلمكم الله وتذكر طاير روحك حظاير القدم ويطير في فضاء فاسلكي سبل ربك ذللا بجناح الشوق وتجتبي من ثمار الانس في بساتين كلي من كل الثمرات وتجتلي مرآة سرك من لوامع انوار التجليات فيكشف عليك سر يولج الليل في النهار وتخضر روضة قلبك من امطار مراحم ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد فتصير كلها كروضة آدم وتفهم سر رموزات وأحيينا به بلدة ميتا ويكشف عنك أستار فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد*فتستغرق انت في كمال المشاهدة مرة تغرق من بحار استغنا إن الله لغني عن العالمين ومرة تتحذر من ورطة سموم هيبة أفأمنوا مكر الله ومرة من الشوق تترنم كالعندليب في بستان التمجيد عند هبوب نسيم ولا تيئسوا من روح الله فترتفع عقيرتك من غلبات الوجود بنفحات إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون فيقول الحساد بلسان الملامة تالله إنك لفي ضلالك القديم فلما راو تاثير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا فدعوا بالتضرع والعجز استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين وقالوا بالصدق و الاخلاص تالله لقد آثرك الله علينا وأنت تقول في مناجاة رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
بدأ موضوع الرسالة بالخوف ثم خلط الرجل كلام الله ببعضه دون أى رابط فجاء بكلام عم الماء وعن النحل وكلام عن النبات وكلام عن عمى يعقوب(ص) وبصره
فى
المكتوب الرابع
ايها العزيز التغافل والغرور بالحياة الدنيا ليس بعلامات السعادة اما تسمع بسمع القلب خطاب أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة اما تخاف من وعيد من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا اما تتفكر في تهديد اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون اما تذكر في توبيخ من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب اما تتنبه فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى الى متى تتحير في تيه الغفلة وتتقيد بقيد الشهوات ادخل الى صومعة توبوا إلى الله وتوجه بتلك الحضرة في محراب وأنيبوا إلى ربكم وقل بلسان الصدق إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين عسى يكشف لك نفائس أسرار وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات من خزائن إن الله غفور رحيم ويبشرك بمزيد عناية إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فتدرج لمدارج تعز من تشاء ويناديك الاقبال بلسان الحال) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
الرسالة تدور حول الغفلة وكالعادة يأتى من كل آية بجملة فى الغالب لا ارتباط بينهما فى المعنى وفى الخامسة قال :
"المكتوب الخامس
"أيها العزيز اذا طلعت شموس المعارف من مطالع سموات السرائر لتنور أراضي القلوب من نور وأشرقت الأرض بنور ربها ترتفع اغطية ظلام الجهالة عن بصاير العقول بكحل فكشفنا عنك غطاءك*فتتحير عيون بواطن الافهام في مشاهدة لوامع أنوار القدس وتتعجب خواطر الافكار من مكاشفة عجائب أسرار الملكوت وتتيه من هيجان الشوق في بواد الطلب فتأنس في مواطن القرب من غلبات الشوق و منادي* إن الله لذو فضل على الناس ينادي وهو معكم أين ما كنتم فلما اطلع على سر المعية فقد وجوده ولا تجعلوا مع الله إلها آخر فلما غاص في بحار فناء ليس لك من الأمر شيء ليحصل جوهرة التوحيد رمت به أمواج الغيرة في بحر محيط العظمة فكلما قصد الساحل وقع في ورطة الحيرة فيقول رب إني ظلمت نفسي فتدركه مراكب امداد الطاف وحملناهم في البر والبحر فتنزله على ساحل لطف * نصيب برحمتنا من نشاء وتسلم اليه مفاتيح خزائن اسرار وكان الله بكل شيء محيطا وتطلعه على رموز وأن إلى ربك المنتهى فتعلم معنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وتفهم اشارة لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
الرسالة تدور حول المعرفة فيما يبدو وهو يدخلنا فى متاهات فقد الوجود والفناء بمعرفة الله وهو كلام مجانين فالعارف لله لا يفقد وجود ولا يفنى وإنما هو موجود فى الجنة بعد موته موجود فى الدنيا يعمل بأحكام الله فى دنياه وهو ما سماه الله الخلود فى الجنة
الرسالة التالية
المكتوب السادس
أيها العزيز اذا غلبت عساكر جذبات عناية الله يجتبي إليه من يشاء*أزمة القلوب ذلت وراضت طوامح النفوس الامارة بلجام رياضة وجاهدوا في الله حق جهاده وأدخلت جبابرة الأهوية في سجن التقوى وسلاسل المجاهدة وقيدت فراعنة الامنية بأغلال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول تأدبت أعمال الارادات والاختيارات بتأديب من يعمل سوءا يجز به ونادى منادي الحال بلسان الصدق إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة فاذا صفت وطهرت عرصة القلوب من لوث شوائب اكدار ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وتعطرت حدائق الارواح من نسائم لطائف أولئك كتب في قلوبهم الإيمان صارت مشكاة الضمير من لوامع انوار والله متم نوره مرآة بوارق شهود يوم تبدل الأرض غير الأرض صفة حاله وتتلاشى رواسي الاشواق * هباءا منثورا * ويقول لسان الصدق وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ونفخ اسرافيل العشق صور ونفخ في الصور حتى يظهر صاعقة فصعق من في السماوات ومن في الأرض فيدركهم وعليهم مبشر اقبال لا يحزنهم الفزع الأكبر ويدعوهم الى عليين في مقعد صدق ببشارة رضوان بشراكم اليوم
ويفتح لهم ابواب جنات النعيم ويقول لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين و هم يقولون وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين"
المكتوب يدور حول طاعة الله وهو يتحدث مرة بلغة العسكر سواء جيش أو شرطة ثم بلغة العطور ومنها إلى لغة أهل الأنوار وفى الرسالة التالية قال:
المكتوب السابع
ايها العزيز تجاوز عن عالم غرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور واذكر منازل اهل الحضور تعرف في وجوههم نضرة النعيم عسى تشم بمشام قلبك رائحة من نفحات بستان فروح وريحان وجنة نعيم ويشرب جرعة من جام يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ويكشف عليك دقائق لقد جاءك الحق من ربك وانت على بساط تفريد ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك *وتسمع من مسامرات انس * نحن نقص عليك أحسن القصص *و سر وشاهد ومشهود*فتارة تطرب من عناية الشوق بالتذاذ نغمات خطاب * فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه*وتارة تخفض راسك من مراقبة الحزن من سطوة هيبة فاستقم كما أمرت ومن تاب معك* وتارة تتمسك بحبل متين واعتصموا بحبل الله جميعا*وتارة تتعلق بمعلاق * وما النصر إلا من عند الله*وتارة تنجوا بساحل * وإن الله بكم لرءوف رحيم * وتجني من حدائق * فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه *وتغرف بأيدي الاخلاص من أنهار ولكل درجات مما عملوا *في ظل صورة إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين *وتتمتع من مايدة نعيم * ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به *وتسمع من منادي الفضل نداء * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون *
يدور المكتوب حول موضوع عدم الاغترار بالدنيا وثوابه ويتحدث عنه بلغة أهل الشرب ومجالسهم وبلغة أدوات المطبخ ثم قال:
"المكتوب الثامن
ايها العزيز اذا وصلت نعمة أمير الانس لمسامع القلوب تذكرت لذايذ نغمات ألست بربكم *وسكرت من حالات * قالوا بلى *ويترنم عندليب الاحزان بأوتار * يا أسفى على يوسف *ويصوت عود الكروب برنة انكسار * وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم *وواصل طنبور الفراق بصدا إنما أشكو بثي وحزني إلى الله *بايقاع فصبر جميل *ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار *بحيث تنطمس بصاير عيون العقول وتقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح وتخضر مزرعة اراضي * من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه *بنباتات وعدكم الله مغانم كثيرة *وتعطر حدائق امثال ومن يتوكل على الله فهو حسبه *بنفحات روايح * إن الله بالغ أمره *بالكلية وتثمر اغصان اشجار الصبر بثمار إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب *في غاية الكمال وتهتز برياح عناية هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب *و منادي وربك الغفور ذو الرحمة * ينادي * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد"
يتحدث المكتوب بلغة أهل الموسيقى ثم لغة أهل البستنة عن موضوع سماع الوحى ثم قال:
"المكتوب التاسع
ايها العزيز اعرض عن دواعي شهوات ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله *واخرج من غفلة مواطن * ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا *واجتنب صحبة اهل قسوة فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله *واستمع بسمع قلبك من منادي استجيبوا لربكم من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله *نداء * ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله *وانتبه من نوم غرور ولا يغرنكم بالله الغرور *تنبه أيحسب الإنسان أن يترك سدى واسال عن اخبار مقامات اهل حضور رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله *وسافر الى كعبة المقصود بقدم الرأس في بادية انقطاع وتبتل إليه تبتيلا *بزاد تجريد قل الله ثم ذرهم * على راحلة تفويض وأفوض أمري إلى الله *مع قافلة أهل صدق وكونوا مع الصادقين *و اعبر عن مساكن زخارف دنيا إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وأسلم من سبل مهالك فتن أنما أموالكم وأولادكم فتنة *واستقبل منهاج مسالك هدى إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وادع بلسان اضطرار * أمن يجيب المضطر إذا دعاه *بالتضرع والعجز قائلا * اهدنا الصراط المستقيم *حتى يواجهك مبشر عناية قديم * ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون *ببشارة تحية سلام قولا من رب رحيم *ويحملك على ** نصر من الله وفتح قريب *ويدعوك الى جنات نعيم * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل *فيهب عليك نسيم عبير الوصال من كل جانب وتدار اقداح شراب المحبة بأيدي سقاة الغيب بغنا مشاهدة إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا *ويسمر مناد الانس سمر * وكلم الله موسى تكليما *ويطنب في ديباجة * فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا *فتذوق نواظر عيون البصاير سكرات حالات وخر موسى صعقا *فلما عاينت اثار مشاهدات * وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة *اعترفت بالعجز وقالت بلسان الحال * لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار *"
المكتوب يدور حول البعد عن طاعة الشهوات بلغة أهل القوافل وأهل الخمر وفى الرسالة التالية قال:
"المكتوب العاشر
أيها العزيز ان لم تضع جبهة الاضطرار على تراب العجز ولم تمطر سحائب الاعين دموع الحسرة لا تخضر نباتات طربك في بستان العيش ولا تلقح حدائق الرجا على مرادك ولا تورق أغصان الصبر بأوراق الرضا ولا تثمر ثمرات قرب وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب *ولا تدرك حد الكمال ولا يترنم عندليب القلوب بنغمة الشوق ولا تطير قماري قلبك بأجنحة * إني ذاهب إلى ربي سيهدين *من قفص أم للإنسان ما تمنى *ولا تعبر فضاء * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم *ولا تبلغ الى سدرة * في مقعد صدق عند مليك مقتدر *ولا تجني من ثمار * لهم ما يشاءون عند ربهم *ولا يصل الى مشام قلبك نسيم من بستان والله عنده حسن المآب *ولا يستنشق خيشومك من عرق ورد * لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون *"
المكتوب يدور حول حمل النفس على طاعة الله اضطرارا إن لم تطع برضاها وهو يتحدث عن ذلك بلغة باعة الطيور وأهل البساتين
وفى الرسالة التالية قال:
المكتوب الحادي عشر
"أيها العزيز اذا ظهرت تباشير صبح نور التوحيد على القلوب من افق مشارق * والصبح إذا تنفس *واستوت شموس عين اليقين على بروج افلاك * والشمس تجري لمستقر لها *توارت ظلمات وجود البشرية في لمعان ضوء * يسعى نورهم بين أيديهم * يوم تبلى السرائر *و ظهر سر * يولج الليل في النهار * ويرفع النقاب عن وجه سابقة عناية الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور *وعارض عساكر شيطان * إن الشيطان لكم عدو * في معركة * فاتخذوه عدوا * باعانة جنود * زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين *مع عساكر القلب وهم يقولون بلسان الصدق و الاضطرار ويضيق صدري ولا ينطلق لساني *ويدعون مع التضرع والعجز * واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *فهاتف وعنده مفاتح الغيب *ينادي * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون *فيدركهم امداد اسرار * وإن جندنا لهم الغالبون *مع اعلام إذا جاء نصر الله والفتح * بطليعة * إنا فتحنا *وتسل سيوف * إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا *من غمد * نرفع درجات من نشاء *وتصول على الأعداء فتظهر اثار * فهزموهم بإذن الله *وتتواتر اخبار * نصر من الله وفتح قريب *وينادي منادي الحال قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير *
يتحدث المكتوب عن توحيد الله بلغة أهل الفلك ثم بلغة المجاهدين والحرب ثم قال:
"المكتوب الثاني عشر
أيها العزيز اخرج من مهلة * المال والبنون زينة الحياة الدنيا *واجتنب من مشغلة * شغلتنا أموالنا *وارفع حمل همتك من حضيض صحبة المنقطعين في تيه غفلة نسوا الله فنسيهم *واركض جواد طلبك في ميدان العشق واذهب بصولجان استعانة استعينوا بالله *كرة سبق * والسابقون السابقون* اولئك المقربون *الى غاية * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *عسى يبشر بريد دولة * وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم * ببشارة إن الله بالناس لرءوف رحيم *ويعطيك منشور * قد جاءكم بصآئر من ربكم * فاذا اطلعت على رموز المكنونات اسرعت بقدم الرأس الى سبل سلام * وهذا صراط ربك مستقيما *وقصدت متنزه * أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار *وسألت عن اخبار خلد جنات نعيم * لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم *فيدركك مبشر عناية إن الذين سبقت لهم منا الحسنى *فيخبرك عن ممالك دار سلام * رضي الله عنهم ورضوا عنه *واحدة بعد واحدة ويدعوك الى سرير * ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما *وينولك بتنويل لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون *
الرسالة تدور حول البعد عن متع الدنيا كالمال والبنون بلغة أهل اللعب ثم بلغة أهل البريد ثم قال:
"المكتوب الثالث عشر
أيها العزيز اذا لاحت لوامع أسرار * الله نور السماوات والأرض *على مشكاة الضماير تتنور من تأثيرها زجاجة القلب بنور مصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري *وتلمع بوارق كشوف * يوقد من شجرة مباركة *من سرادقات غمام * لا شرقية ولا غربية *وتسرج قناديل فكرة * يكاد زيتها يضيء *فتتزين سماوات السرائر كلها بنجوم حكم وبالنجم هم يهتدون * بنجوم زينة * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب *وتطلع اقمار الحضور من افق * نور على نور *وتعرج على بروج استعلاء والقمر قدرناه منازل *وتتصف ليالي غفلة * والليل إذا يغشى * بصفة والنهار إذا تجلى * وتفوح رياحين الذكر من نعيم * والمستغفرين بالأسحار *وتترنم بلابل اسحار * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون *بنغمات الاحزان والاسف فيسفر صبح دولة * يهدي الله لنوره من يشاء *وتطلع شموس المعارف في مطلع * من يهد الله فهو المهتدي *فتظهر اسرار * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون *وتكشف من خفايا الاشكال لطائف غوامض اسرار * ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم *"
الرسالة تدور حول موضوع تصفية الضمير بلغة الفلكيين ولغة الموسيقى ثم قال:
"المكتوب الرابع عشر
أيها العزيز اذا بلغت شموس سماء المعرفة الى بروج * اليوم أكملت لكم دينكم *وعرج لوح المحبة على معاجم مدارج * وأتممت عليكم نعمتي *تلمع بوارق انوار * ورضيت لكم الإسلام دينا *وتشاهد عين اليقين اثار * أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه *في عظيم مشاهدة لقد جاءك الحق من ربك *وتطلع على دفاين اسرار * ولله جنود السماوات والأرض *وتشرف على دقائق حقائق * وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون *وتهب رياح فيض * وأرسلنا الرياح لواقح *بروايح فضل * نصيب برحمتنا من نشاء *من مهب * الله لطيف بعباده *في بساتين * إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا *وتورق بأوراق الشهود وتثمر ثمار التجلي الى حد الكمال اشجار رياض * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون *وتجري ينابيع وصول * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء *من شوامخ جبال * والله ذو الفضل العظيم *الى مسيل اودية القلوب فيخبرها هاتف الغيب على السنة الخلائق خبر * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا *ومبشر الاقبال يتفوه ببشارة * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون *ويدركهم الرضوان من * * بلدة طيبة ورب غفور *مع تحف تحيات * سلام قولا من رب رحيم *ويفتح مائدة رضوان نعيم * رضي الله عنهم *ويقول * ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم "
المكتوب يتحدث عن المعرفة بلغة الفلكيين ثم يخلط لغات أهل الطقس مع أهل القضاء ثم قال:
"المكتوب الخامس عشر
أيها العزيز لا بد من قلب سليم يفهم رموز * فاعتبروا يا أولي الأبصار *و فهم كامل يدرك دقايق أسرار * سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم *وبصر صادق يشاهد بعين القلب شواهد معرفة * وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم *ويستقبل بقلبه دواعي وصول * وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان *وينتبه من نوم غفلة * ويلههم الأمل فسوف يعلمون *من زواجر تنبيه * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا *ويستمسك بعروة وثقى * وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير *ويركب على سفينة * ففروا إلى الله *في بحر * وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ويغوص فيه باذلا فان ظفر على جواهر المطلوب * فقد فاز فوزا عظيما *وان تلفت مهجته * فقد وقع أجره على الله *"
يدور المكتوب حول فهم القلب السليم للرموز وكالعادة يلون الكلام بتلوينات تجعل المعنى غامض وغير مفهوم
الكتاب منسوب لعبد القادر الجيلاني الذى يصفونه بالغوث وهو وصف كفرى فالجيلانى ليس سوى إنسان لا يقدر على نفع نفسه ولا غيره وهو ميت ولم يكن فى حياته قادرا على عمل شىء كبير كالانتصار على الكفار وإنما عاش فى عصر من عصور الهزائم الكبرى وهو عصر الظلم من الحكام فما رد ظلم حكم ولا انتصر فى حرب على كفار
الغوث هو من يغيث الخلق وهو الله وحده وأما هذا المخلوق المسمة عبد القادر فلم يكون سوى بشر من البشر إن كان له وجود حقيقى لأن معظم الشخصيات فى تاريخنا لم بم يكن لها وجود لكونه تاريخ مزور بنسبة99% أو يزيد
الكتاب لغته غامضة فهو يلون المكتوبات وهى قصيرة بمصطلحات علوم ومهن متعددة وهو لا يفيد القراء بشىء لأنه غير مفهوم وتبدو الرسائل كلها تدور حول أعمال معينة وثوابها
والمسلم ديدنه وهى عادته فى الدعوة هو التحدث بلغة أى بلسان القوم حتى يفهموا ما يقول كما قال تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"
فالرسائل والمكتبات لا يبين الجيلانى فيها شىء للناس ومن ثم تعتبر بلا قيمة ولا فائدة فهى لا تبين حلالا ولا حراما
ويستهل الكتاب بالرسالة الأولى وهى :
"المكتوب الاول
بسم الله الرحمن الرحيم أيها العزيز إذا أومضت بروق الشهود من غمام فيض يهدي الله لنوره من يشاء وهبت روايح الوصال من مهب عناية يختص برحمته من يشاء تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب وتترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات
يا أسفى على يوسف وتشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير وتكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران وتضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة وتزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار ما قدروا الله حق قدره برياح وهي تجري بهم في موج كالجبال وعند تلاطم امواج بحر عشق يحبهم ويحبونه ينادي كل واحد بلسان الحال رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين فتدركهم سابقة عناية إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وتنزل بهم على ساحل جودي مقعد صدق وتوصلهم الى مجلس * ألست بربكم وتبسط لهم سماط نعيم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بأيدي سقاة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ويتشرفون بملك ابدا ودولة * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا"
قطعا الرسائل والكتب الصوفية لن يفهم القراء منها شىء لأنها تستعمل اللغة بمعانى مختلفة عما فى القرآن كما أنها لغة خاصة منقطعة عن واقع الحياة والسبب فى غموض لغتهم هو الزعم أنهم أعلى فهما من الناس مع أنهم ليسوا ضالين مصلين للبشر فكل الكلام السابق يدور حول معنى واحد وهو أن طاعة الله تجلب كل المنافع وتدفع كل الأضرار ولكنه يقوله بألفاظ تجعلنا حيارى غير فاهمين للموضوع وقال فى الرسالة التالية:
"المكتوب الثاني
ايها العزيز اجعل سبيكة الطلب في بوتقة والذين جاهدوا فينا واثبته في نار ويحذركم الله نفسه فيصير خاليا من الخبث حتى يليق بسكة لنهدينهم سبلنا ويزيد قدرها وقيمتها في سوق إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة واجعل هذا راس مالك فيحصل لك بضاعة ألا لله الدين الخالص ويكشف لك رمز من اسرار *والمخلصون على خطر عظيم*
ويلمع لك شعاع من أنوار أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فيتحرك في قلبك باعة ادعوني أستجب لكم وترتقي من حضيض قل متاع الدنيا قليل* الى اوج *والآخرة خير لمن اتقى* وتشم من نسيم قرب ونحن أقرب إليه من حبل الوريد لتهتز منك شجرة قلبك وتتعرى من الاغيار بعواطف صريف قل الله ثم ذرهم في بستان تجريد فلا تدع مع الله إلها آخر ويهب عليك من رياح ربيع إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ويمطر عليك شابيب الفضل وسحائب الله يجتبي إليه من يشاء بقطرات فيض فتخضر رياض القلوب من نبات وعلمناه من لدنا علما وتثمر أشجار بساتين الارواح من ثمرات إن رحمة الله قريب من المحسنين وتجري عيون الوصول من ينبوع عينا يشرب بها المقربون مبشر اقبال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويبشر ببشارة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وينادي رضوان جنات نعيم رضي الله عنهم ورضوا عنه بنداء كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون"
الرسالة تدور حول معنى الصبر بمعنى طاعة الله وثوابه وقد استهلت بالكلام عنه بلغة صاغة الذهب او المعادن النفسية وبعد ذلك تحول إلى لغة فلاحى البساتين للتعبير عن الصبر وفوائده وثوابه
وفى الرسالة الثالثة قال الجيلانى أو من ألف تلك الرسائل:
المكتوب الثالث
ايها العزيز خف من يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وتفكر في محاسبة إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ولا تشتغل لحظوظ أولئك كالأنعام واخفض راسك في مراقبة فاذكروني أذكركم وافتح عين قلبك في مشاهدة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة واذكر من نعيم ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون عسى تسمع بقلبك نداء * ادعوني أستجب لكم -والله يدعو إلى دار السلام وتنبه من غفلة نوم إنما الحياة الدنيا لعب ولهو واسلك على قدم راسك في طلب درجات والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم وتركض جواد همتك عسى يستقبلك مبشر ألطاف الله لطيف بعباده بأطباق هدايا لهم البشرى وتظفر بعساكر ولله جنود السماوات والأرض على اعداء إن الشيطان للإنسان عدو مبين وتخلص من شبكة إن النفس لأمارة بالسوء وتظهر على قلبك رقوم لطايف أسرار واتقوا الله ويعلمكم الله وتذكر طاير روحك حظاير القدم ويطير في فضاء فاسلكي سبل ربك ذللا بجناح الشوق وتجتبي من ثمار الانس في بساتين كلي من كل الثمرات وتجتلي مرآة سرك من لوامع انوار التجليات فيكشف عليك سر يولج الليل في النهار وتخضر روضة قلبك من امطار مراحم ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد فتصير كلها كروضة آدم وتفهم سر رموزات وأحيينا به بلدة ميتا ويكشف عنك أستار فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد*فتستغرق انت في كمال المشاهدة مرة تغرق من بحار استغنا إن الله لغني عن العالمين ومرة تتحذر من ورطة سموم هيبة أفأمنوا مكر الله ومرة من الشوق تترنم كالعندليب في بستان التمجيد عند هبوب نسيم ولا تيئسوا من روح الله فترتفع عقيرتك من غلبات الوجود بنفحات إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون فيقول الحساد بلسان الملامة تالله إنك لفي ضلالك القديم فلما راو تاثير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا فدعوا بالتضرع والعجز استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين وقالوا بالصدق و الاخلاص تالله لقد آثرك الله علينا وأنت تقول في مناجاة رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
بدأ موضوع الرسالة بالخوف ثم خلط الرجل كلام الله ببعضه دون أى رابط فجاء بكلام عم الماء وعن النحل وكلام عن النبات وكلام عن عمى يعقوب(ص) وبصره
فى
المكتوب الرابع
ايها العزيز التغافل والغرور بالحياة الدنيا ليس بعلامات السعادة اما تسمع بسمع القلب خطاب أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة اما تخاف من وعيد من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا اما تتفكر في تهديد اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون اما تذكر في توبيخ من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب اما تتنبه فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى الى متى تتحير في تيه الغفلة وتتقيد بقيد الشهوات ادخل الى صومعة توبوا إلى الله وتوجه بتلك الحضرة في محراب وأنيبوا إلى ربكم وقل بلسان الصدق إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين عسى يكشف لك نفائس أسرار وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات من خزائن إن الله غفور رحيم ويبشرك بمزيد عناية إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فتدرج لمدارج تعز من تشاء ويناديك الاقبال بلسان الحال) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
الرسالة تدور حول الغفلة وكالعادة يأتى من كل آية بجملة فى الغالب لا ارتباط بينهما فى المعنى وفى الخامسة قال :
"المكتوب الخامس
"أيها العزيز اذا طلعت شموس المعارف من مطالع سموات السرائر لتنور أراضي القلوب من نور وأشرقت الأرض بنور ربها ترتفع اغطية ظلام الجهالة عن بصاير العقول بكحل فكشفنا عنك غطاءك*فتتحير عيون بواطن الافهام في مشاهدة لوامع أنوار القدس وتتعجب خواطر الافكار من مكاشفة عجائب أسرار الملكوت وتتيه من هيجان الشوق في بواد الطلب فتأنس في مواطن القرب من غلبات الشوق و منادي* إن الله لذو فضل على الناس ينادي وهو معكم أين ما كنتم فلما اطلع على سر المعية فقد وجوده ولا تجعلوا مع الله إلها آخر فلما غاص في بحار فناء ليس لك من الأمر شيء ليحصل جوهرة التوحيد رمت به أمواج الغيرة في بحر محيط العظمة فكلما قصد الساحل وقع في ورطة الحيرة فيقول رب إني ظلمت نفسي فتدركه مراكب امداد الطاف وحملناهم في البر والبحر فتنزله على ساحل لطف * نصيب برحمتنا من نشاء وتسلم اليه مفاتيح خزائن اسرار وكان الله بكل شيء محيطا وتطلعه على رموز وأن إلى ربك المنتهى فتعلم معنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وتفهم اشارة لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
الرسالة تدور حول المعرفة فيما يبدو وهو يدخلنا فى متاهات فقد الوجود والفناء بمعرفة الله وهو كلام مجانين فالعارف لله لا يفقد وجود ولا يفنى وإنما هو موجود فى الجنة بعد موته موجود فى الدنيا يعمل بأحكام الله فى دنياه وهو ما سماه الله الخلود فى الجنة
الرسالة التالية
المكتوب السادس
أيها العزيز اذا غلبت عساكر جذبات عناية الله يجتبي إليه من يشاء*أزمة القلوب ذلت وراضت طوامح النفوس الامارة بلجام رياضة وجاهدوا في الله حق جهاده وأدخلت جبابرة الأهوية في سجن التقوى وسلاسل المجاهدة وقيدت فراعنة الامنية بأغلال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول تأدبت أعمال الارادات والاختيارات بتأديب من يعمل سوءا يجز به ونادى منادي الحال بلسان الصدق إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة فاذا صفت وطهرت عرصة القلوب من لوث شوائب اكدار ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وتعطرت حدائق الارواح من نسائم لطائف أولئك كتب في قلوبهم الإيمان صارت مشكاة الضمير من لوامع انوار والله متم نوره مرآة بوارق شهود يوم تبدل الأرض غير الأرض صفة حاله وتتلاشى رواسي الاشواق * هباءا منثورا * ويقول لسان الصدق وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ونفخ اسرافيل العشق صور ونفخ في الصور حتى يظهر صاعقة فصعق من في السماوات ومن في الأرض فيدركهم وعليهم مبشر اقبال لا يحزنهم الفزع الأكبر ويدعوهم الى عليين في مقعد صدق ببشارة رضوان بشراكم اليوم
ويفتح لهم ابواب جنات النعيم ويقول لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين و هم يقولون وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين"
المكتوب يدور حول طاعة الله وهو يتحدث مرة بلغة العسكر سواء جيش أو شرطة ثم بلغة العطور ومنها إلى لغة أهل الأنوار وفى الرسالة التالية قال:
المكتوب السابع
ايها العزيز تجاوز عن عالم غرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور واذكر منازل اهل الحضور تعرف في وجوههم نضرة النعيم عسى تشم بمشام قلبك رائحة من نفحات بستان فروح وريحان وجنة نعيم ويشرب جرعة من جام يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ويكشف عليك دقائق لقد جاءك الحق من ربك وانت على بساط تفريد ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك *وتسمع من مسامرات انس * نحن نقص عليك أحسن القصص *و سر وشاهد ومشهود*فتارة تطرب من عناية الشوق بالتذاذ نغمات خطاب * فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه*وتارة تخفض راسك من مراقبة الحزن من سطوة هيبة فاستقم كما أمرت ومن تاب معك* وتارة تتمسك بحبل متين واعتصموا بحبل الله جميعا*وتارة تتعلق بمعلاق * وما النصر إلا من عند الله*وتارة تنجوا بساحل * وإن الله بكم لرءوف رحيم * وتجني من حدائق * فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه *وتغرف بأيدي الاخلاص من أنهار ولكل درجات مما عملوا *في ظل صورة إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين *وتتمتع من مايدة نعيم * ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به *وتسمع من منادي الفضل نداء * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون *
يدور المكتوب حول موضوع عدم الاغترار بالدنيا وثوابه ويتحدث عنه بلغة أهل الشرب ومجالسهم وبلغة أدوات المطبخ ثم قال:
"المكتوب الثامن
ايها العزيز اذا وصلت نعمة أمير الانس لمسامع القلوب تذكرت لذايذ نغمات ألست بربكم *وسكرت من حالات * قالوا بلى *ويترنم عندليب الاحزان بأوتار * يا أسفى على يوسف *ويصوت عود الكروب برنة انكسار * وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم *وواصل طنبور الفراق بصدا إنما أشكو بثي وحزني إلى الله *بايقاع فصبر جميل *ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار *بحيث تنطمس بصاير عيون العقول وتقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح وتخضر مزرعة اراضي * من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه *بنباتات وعدكم الله مغانم كثيرة *وتعطر حدائق امثال ومن يتوكل على الله فهو حسبه *بنفحات روايح * إن الله بالغ أمره *بالكلية وتثمر اغصان اشجار الصبر بثمار إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب *في غاية الكمال وتهتز برياح عناية هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب *و منادي وربك الغفور ذو الرحمة * ينادي * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد"
يتحدث المكتوب بلغة أهل الموسيقى ثم لغة أهل البستنة عن موضوع سماع الوحى ثم قال:
"المكتوب التاسع
ايها العزيز اعرض عن دواعي شهوات ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله *واخرج من غفلة مواطن * ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا *واجتنب صحبة اهل قسوة فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله *واستمع بسمع قلبك من منادي استجيبوا لربكم من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله *نداء * ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله *وانتبه من نوم غرور ولا يغرنكم بالله الغرور *تنبه أيحسب الإنسان أن يترك سدى واسال عن اخبار مقامات اهل حضور رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله *وسافر الى كعبة المقصود بقدم الرأس في بادية انقطاع وتبتل إليه تبتيلا *بزاد تجريد قل الله ثم ذرهم * على راحلة تفويض وأفوض أمري إلى الله *مع قافلة أهل صدق وكونوا مع الصادقين *و اعبر عن مساكن زخارف دنيا إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وأسلم من سبل مهالك فتن أنما أموالكم وأولادكم فتنة *واستقبل منهاج مسالك هدى إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وادع بلسان اضطرار * أمن يجيب المضطر إذا دعاه *بالتضرع والعجز قائلا * اهدنا الصراط المستقيم *حتى يواجهك مبشر عناية قديم * ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون *ببشارة تحية سلام قولا من رب رحيم *ويحملك على ** نصر من الله وفتح قريب *ويدعوك الى جنات نعيم * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل *فيهب عليك نسيم عبير الوصال من كل جانب وتدار اقداح شراب المحبة بأيدي سقاة الغيب بغنا مشاهدة إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا *ويسمر مناد الانس سمر * وكلم الله موسى تكليما *ويطنب في ديباجة * فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا *فتذوق نواظر عيون البصاير سكرات حالات وخر موسى صعقا *فلما عاينت اثار مشاهدات * وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة *اعترفت بالعجز وقالت بلسان الحال * لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار *"
المكتوب يدور حول البعد عن طاعة الشهوات بلغة أهل القوافل وأهل الخمر وفى الرسالة التالية قال:
"المكتوب العاشر
أيها العزيز ان لم تضع جبهة الاضطرار على تراب العجز ولم تمطر سحائب الاعين دموع الحسرة لا تخضر نباتات طربك في بستان العيش ولا تلقح حدائق الرجا على مرادك ولا تورق أغصان الصبر بأوراق الرضا ولا تثمر ثمرات قرب وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب *ولا تدرك حد الكمال ولا يترنم عندليب القلوب بنغمة الشوق ولا تطير قماري قلبك بأجنحة * إني ذاهب إلى ربي سيهدين *من قفص أم للإنسان ما تمنى *ولا تعبر فضاء * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم *ولا تبلغ الى سدرة * في مقعد صدق عند مليك مقتدر *ولا تجني من ثمار * لهم ما يشاءون عند ربهم *ولا يصل الى مشام قلبك نسيم من بستان والله عنده حسن المآب *ولا يستنشق خيشومك من عرق ورد * لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون *"
المكتوب يدور حول حمل النفس على طاعة الله اضطرارا إن لم تطع برضاها وهو يتحدث عن ذلك بلغة باعة الطيور وأهل البساتين
وفى الرسالة التالية قال:
المكتوب الحادي عشر
"أيها العزيز اذا ظهرت تباشير صبح نور التوحيد على القلوب من افق مشارق * والصبح إذا تنفس *واستوت شموس عين اليقين على بروج افلاك * والشمس تجري لمستقر لها *توارت ظلمات وجود البشرية في لمعان ضوء * يسعى نورهم بين أيديهم * يوم تبلى السرائر *و ظهر سر * يولج الليل في النهار * ويرفع النقاب عن وجه سابقة عناية الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور *وعارض عساكر شيطان * إن الشيطان لكم عدو * في معركة * فاتخذوه عدوا * باعانة جنود * زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين *مع عساكر القلب وهم يقولون بلسان الصدق و الاضطرار ويضيق صدري ولا ينطلق لساني *ويدعون مع التضرع والعجز * واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *فهاتف وعنده مفاتح الغيب *ينادي * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون *فيدركهم امداد اسرار * وإن جندنا لهم الغالبون *مع اعلام إذا جاء نصر الله والفتح * بطليعة * إنا فتحنا *وتسل سيوف * إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا *من غمد * نرفع درجات من نشاء *وتصول على الأعداء فتظهر اثار * فهزموهم بإذن الله *وتتواتر اخبار * نصر من الله وفتح قريب *وينادي منادي الحال قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير *
يتحدث المكتوب عن توحيد الله بلغة أهل الفلك ثم بلغة المجاهدين والحرب ثم قال:
"المكتوب الثاني عشر
أيها العزيز اخرج من مهلة * المال والبنون زينة الحياة الدنيا *واجتنب من مشغلة * شغلتنا أموالنا *وارفع حمل همتك من حضيض صحبة المنقطعين في تيه غفلة نسوا الله فنسيهم *واركض جواد طلبك في ميدان العشق واذهب بصولجان استعانة استعينوا بالله *كرة سبق * والسابقون السابقون* اولئك المقربون *الى غاية * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *عسى يبشر بريد دولة * وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم * ببشارة إن الله بالناس لرءوف رحيم *ويعطيك منشور * قد جاءكم بصآئر من ربكم * فاذا اطلعت على رموز المكنونات اسرعت بقدم الرأس الى سبل سلام * وهذا صراط ربك مستقيما *وقصدت متنزه * أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار *وسألت عن اخبار خلد جنات نعيم * لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم *فيدركك مبشر عناية إن الذين سبقت لهم منا الحسنى *فيخبرك عن ممالك دار سلام * رضي الله عنهم ورضوا عنه *واحدة بعد واحدة ويدعوك الى سرير * ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما *وينولك بتنويل لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون *
الرسالة تدور حول البعد عن متع الدنيا كالمال والبنون بلغة أهل اللعب ثم بلغة أهل البريد ثم قال:
"المكتوب الثالث عشر
أيها العزيز اذا لاحت لوامع أسرار * الله نور السماوات والأرض *على مشكاة الضماير تتنور من تأثيرها زجاجة القلب بنور مصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري *وتلمع بوارق كشوف * يوقد من شجرة مباركة *من سرادقات غمام * لا شرقية ولا غربية *وتسرج قناديل فكرة * يكاد زيتها يضيء *فتتزين سماوات السرائر كلها بنجوم حكم وبالنجم هم يهتدون * بنجوم زينة * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب *وتطلع اقمار الحضور من افق * نور على نور *وتعرج على بروج استعلاء والقمر قدرناه منازل *وتتصف ليالي غفلة * والليل إذا يغشى * بصفة والنهار إذا تجلى * وتفوح رياحين الذكر من نعيم * والمستغفرين بالأسحار *وتترنم بلابل اسحار * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون *بنغمات الاحزان والاسف فيسفر صبح دولة * يهدي الله لنوره من يشاء *وتطلع شموس المعارف في مطلع * من يهد الله فهو المهتدي *فتظهر اسرار * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون *وتكشف من خفايا الاشكال لطائف غوامض اسرار * ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم *"
الرسالة تدور حول موضوع تصفية الضمير بلغة الفلكيين ولغة الموسيقى ثم قال:
"المكتوب الرابع عشر
أيها العزيز اذا بلغت شموس سماء المعرفة الى بروج * اليوم أكملت لكم دينكم *وعرج لوح المحبة على معاجم مدارج * وأتممت عليكم نعمتي *تلمع بوارق انوار * ورضيت لكم الإسلام دينا *وتشاهد عين اليقين اثار * أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه *في عظيم مشاهدة لقد جاءك الحق من ربك *وتطلع على دفاين اسرار * ولله جنود السماوات والأرض *وتشرف على دقائق حقائق * وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون *وتهب رياح فيض * وأرسلنا الرياح لواقح *بروايح فضل * نصيب برحمتنا من نشاء *من مهب * الله لطيف بعباده *في بساتين * إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا *وتورق بأوراق الشهود وتثمر ثمار التجلي الى حد الكمال اشجار رياض * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون *وتجري ينابيع وصول * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء *من شوامخ جبال * والله ذو الفضل العظيم *الى مسيل اودية القلوب فيخبرها هاتف الغيب على السنة الخلائق خبر * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا *ومبشر الاقبال يتفوه ببشارة * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون *ويدركهم الرضوان من * * بلدة طيبة ورب غفور *مع تحف تحيات * سلام قولا من رب رحيم *ويفتح مائدة رضوان نعيم * رضي الله عنهم *ويقول * ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم "
المكتوب يتحدث عن المعرفة بلغة الفلكيين ثم يخلط لغات أهل الطقس مع أهل القضاء ثم قال:
"المكتوب الخامس عشر
أيها العزيز لا بد من قلب سليم يفهم رموز * فاعتبروا يا أولي الأبصار *و فهم كامل يدرك دقايق أسرار * سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم *وبصر صادق يشاهد بعين القلب شواهد معرفة * وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم *ويستقبل بقلبه دواعي وصول * وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان *وينتبه من نوم غفلة * ويلههم الأمل فسوف يعلمون *من زواجر تنبيه * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا *ويستمسك بعروة وثقى * وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير *ويركب على سفينة * ففروا إلى الله *في بحر * وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ويغوص فيه باذلا فان ظفر على جواهر المطلوب * فقد فاز فوزا عظيما *وان تلفت مهجته * فقد وقع أجره على الله *"
يدور المكتوب حول فهم القلب السليم للرموز وكالعادة يلون الكلام بتلوينات تجعل المعنى غامض وغير مفهوم