رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب الصحابي و عدالته
الكتاب من تأليف مرتضى العسكري وموضوعه هو تعريف الصحابة وهل هو مقبول أم لا
الغريب ان العسكرى ذكر فى أول الكتاب حديثا لو كان يصدقه فمعظم ما كتبه الشيعة دفاعا عن أحاديث الطير والدار والثقلين وغيرهما يكون كذبا فهذا الحديث يعلن فيه النبى(ص) حسب الرواية أنه ى يعلم ما يحدثه الصحابة بعده وهو :
"قال رسول الله (ص) في حقّ شهداء أُحد:"هؤلاء أشهد عليهم" فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟! فقال رسول الله (ص):"بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي" الموطأ 2 : 462 ح32 كتاب الجهاد"
وبعد هذا يذكر العسكرى الخلافات بين الفرق وحلها فيقول:
"وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرّق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال/46)
وينبغي لنا اليوم وفي كلّ يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنّة في ما اختلفنا فيه ونوحّد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)(النساء/59) "
وبعد ذلك يدخلنا الرجل فى تعريف السنة والشيعة للصحابى فيقول:
"تعريف الصحابي لدى المدرستين:
1 ـ تعريف الصحابي في مدرسة الخلفاء:
قال ابن حجر في مقدمة الإصابة، الفصل الأوّل في تعريف الصحابي:
الصحابيّ من لقي النبي (ص) مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى
وذكر في "ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير" قال:إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة وانّه لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع وانّه لم يبق في الأوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الإسلام
وما مات النبي (ص) وأحد منهم يُظهِر الكفر"
وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق" يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث
2 ـ تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت
الصاحب وجمعه: صحب، وأصحاب، وصحاب، وصحابة والصاحب: المعاشر والملازم، ولا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته، وانّ المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما أنّ الصحبة تكون بين اثنين، يتّضح لنا أنّه لابدّ أن يضاف لفظ "الصاحب" وجمعه "الصحب و" إلى اسم ما في الكلام،وكذلك ورد في القرآن في قوله تعالى: (يَا صَاحِبَي السِّجْنِ) و (أَصْحَابُ مُوسَى)، وكان يقال في عصر الرسول(ص) : "صاحب رسول الله" و"أصحاب رسول الله" مضافاً إلى رسول الله (ص) ، كما كان يقال: "أصحاب بيعة الشجرة" و "أصحاب الصفَّة" مضافاً إلى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والأصحاب يوم ذاك أسماء لأصحاب الرسول (ص) ، ولكن المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (ص) بالصحابي والأصحاب، وعلى هذا فإنّ التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرّعة كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي "
وتعليقا على هذا نقول أن المصطلح لم يستعمل فى القرآن واستعماله القرآنى ينافى كون الصحابة هو المسلم أو المؤمن فالصحبة قد تكون صحبة الكفار كما قال تعالى :
"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
وقد تكون صحبة مسلمين كما فى قوله تعالى :
"إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"
ومن ثم فإطلاق كلمة الصحابة على المسلمين إطلاق خاطىء ولذا استعمل الله فى القرآن ألفاظ أخرى لا تدل على الشركة بين المسلم والكافر مثل المسلمين المؤمنين المتقين المحسنين ........
ثم تناول الرجل ما سماه ضابط معرفة الصحابى فقال:
"3 ـ ضابطتهم لمعرفة الصحابي ومناقشتها:
بالإضافة إلى ما ذكرنا عرّف مترجمو الصحابة بمدرسة الخلفاء ضابطة لمعرفة الصحابي كما نقلها ابن حجر في الإصابة وقال:
وممّا جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابياً وإن لم يرد التنصيص على ذلك، ما أورده ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق لا بأس به: أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة
والرواية التي جاءت من طريق لا بأس به بهذا الصدد، هي التي رواها الطبري وابن عساكر بسندهما عن سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قال فيها:وكانت الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدوا من يحتمل ذلك وفي رواية أُخرى عند الطبري عن سيف قال:
إنّ الخليفة عمر كان لا يعدل أن يؤمّر الصحابة إذا وجد من يجزي عنه في حربه، فإن لم يجد ففي التابعين بإحسان، ولا يطمع مَن انبعث في الرواة في الرئاسة "
وقد ناقش العسكرى هذا الضابط عند أهل السنة فقال :
"4ـ مناقشة ضابطة معرفة الصحابي:
إنّ مصدر الروايتين هو سيف المتّهم بالوضع والزندقة
وسيف يروي الضابطة عن أبي عثمان، وأبو عثمان الذي يروي عن خالد وعبادة في روايات سيف، تخيّله سيف، يزيد بن أسيد الغساني، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة ومهما تكن حال الرواة الذين رووا هذه الروايات وكائناً من كان، فإنّ الواقع التاريخي يناقض ما ذكروا فقد روى صاحب الأغاني وقال:أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولاّه قبل أن يصلّي لله ركعة واحدة وتفصيل الخبر في رواية بعدها عن عوف بن خارجة المرّي قال:والله إنّي لعند عمر بن الخطاب في خلافته إذ أقبل رجل أفحج أجلح أمعر يتخطّى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر فحيّاه بتحية الخلافة فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي، فعرفه عمر، فقال له: فما تريد؟ قال: الإسلام فعرضه عليه عمر، فقبله ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه "ويخالفه ـ أيضاً ـ ما في قصة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده، وقصته كما في الأغاني والإصابة بترجمته ما يلي:أسلم علقمة على عهد رسول الله وأدرك صحبته ثمّ ارتدّ على عهد أبي بكر، فبعث أبو بكر إليه خالد ففرّ منه قالوا: ثمّ رجع فأسلم
وفي الإصابة:شرب الخمر على عهد عمر فحدّه فارتدّ ولحق بالروم فأكرمه ملك الروم، قال له: أنت ابن عمّ عامر بن الطفيل، فغضب وقال: لا أراني أُعرف إلاّ بعامر فرجع وأسلم وفي الأغاني والإصابة واللفظ للأول:
لمّا قدم علقمة بن علاثة المدينة وكان قد ارتدّ عن الإسلام، وكان لخالد بن الوليد صديقاً، فلقيه عمر بن الخطاب في المسجد في جوف الليل، وكان عمر يشبّه بخالد، فسلّم عليه وظنّ أنّه خالد فقال له: عزلك؟ قال: كان ذلك قال: والله ما هو إلاّ نفاسة عليك وحسداً لك فقال له عمر: فما عندك معونة على ذلك؟قال: معاذ الله، إنّ لعمر علينا سمعاً وطاعةً وما نخرج إلى خلافه فلمّا أصبح عمر أذن للناس فدخل خالد وعلقمة فجلس علقمة إلى جنب خالد، فالتفت عمر إلى علقمة، فقال له:
أيه يا علقمة أنت القائل لخالد ما قلت؟ فالتفت علقمة إلى خالد، فقال:
يا أبا سليمان أفعلتها؟ قال: ويحك! والله ما لقيتك قبل ما ترى، وإنّي أراك لقيت الرجل قال: أراه والله ثمّ التفت إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! ما سمعت إلاّ خيراً قال: أجل، فهل لك أن أُولّيك حوران
قال: نعم فولاّه إيّاها فمات بها، فقال الحطيئة يرثيه "
وزاد في الإصابة:فقال عمر: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا كان ما نقلناه هو الواقع التاريخي، غير أنّ علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول الله (ص) ، وأدخلوا في عداد الصحابة مختلقات سيف بن عمر المتّهم بالزندقة ممّا درسناه في كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق"
العسكرى ينتقد ضابط أهل السنة بكون من روى الرواية زنديق وضاع للروايات وهو ما يقال عما استشهد به فى انتقاده للضابط بأنه يستشهد بكتاب الأغانى للأصفهانى وهو ليس كتاب حديث ولا سيرة ولا فقه وإنما كتاب جمع الروايات من العصور المختلفة ورواته متهمون فى الغالب بحيث أنه فى النهاية لا تسلم رواية فى الكتاب من وجود متهم مجروح أو أكثر فيها
ومن ثم فما انتقده على القوم وقع فيه هو
تبقى كلمة هى أن الضابط المذكور وهو رئاسة الصحابة لغيرهم تناقض كتاب الله فى كون الرئاسة فى المسلمين عقدها الله لكل من أنفق وجاهد قبل فتح مكة على من أسلموا بعدها وعلى من فتحت بلادهم ومن ثم فما يروى عن تولية الخلفاء أيا كان اسمهم هو كذب وافتراء عليهم فما يقدرون على مخالفة أمر الله فى قوله:
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
فالدرجة وهى تولى المناصب كان مقصورا على المهاجرين من كل البلاد وعلى الأنصار فقط
ثم ناقش العسكرى عدالة الصحابة عند الفريقين فقال :
"عدالة الصحابة لدى المدرستين :
1 ـ رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصحابة:
ترى مدرسة الخلفاء أنّ الصحابة كلّهم عدول وترجع إلى جميعهم في أخذ معالم دينها قال إمام أهل الجرح والتعديل الحافظ أبو حاتم الرازي في تقدمة كتابه:
فأمّا أصحاب رسول الله (ص) فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عزّ وجلّ لصحبة نبيّه (ص) ونصرته، وإقامة دينه، وإظهار حقّه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة، فحفظوا عنه (ص) ما بلّغهم عن الله عزّ وجلّ، وما سنَّ وشرع، وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدّب، ووعوه وأتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله (ص) ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقّفهم منه واستنباطهم عنه، فشرّفهم الله عزّ وجلّ بما منّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إيّاهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والفخر واللمز وسمّاهم عدول الأُمّة، فقال عزّ ذكره في محكم كتابه: (وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)، ففسّر النبي (ص) عن الله عزّ ذكره قوله (وَسَطاً)قال: "عدلا" فكانوا عدول الأُمّة، وأئمة الهدى، وحجج الدين، ونقلة الكتاب والسنة وندب الله عزّ وجلّ إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم، فقال: (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نولّهُ مَا تَوَلَّى) الآية ووجدنا النبي (ص) قد حضّ على التبليغ عنه في أخبار كثيرة، ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لهم فقال: "نضّر الله إمرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره"، وقال (ص) في خطبته: "فليبلغ الشاهد منكم الغائب"، وقال: "بلّغوا عنّي ولو آية وحدّثوا عنّي ولا حرج" ثمّ تفرّقت الصحابة في النواحي والأمصار والثغور، وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام، فبثَّ كلّ واحد منهم في ناحيته والبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله (ص)، وأفتوا في ما سألوا عنه ممّا حضرهم من جواب رسول الله (ص) عن نظائرها من المسائل، وجرّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النيّة والقربة إلى الله تقدّس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن الحلال والحرام، حتى قبضهم الله عزّ وجلّ رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين وقال ابن عبد البرّ في مقدمة كتابه الاستيعاب :ثبتت عدالة جميعهم ثمّ أخذ بإيراد آيات وأحاديث وردت في حقّ المؤمنين منهم نظير ما أوردناه من الرازي وقال ابن الأثير في مقدّمة اُسد الغابة : إنّ السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين إنّما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، وأوّلهم والمقدّم عليهم أصحاب رسول الله (ص)، فاذا جهلهم الانسان كان بغيرهم أشدّ جهلا وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك، إلاّ في الجرح والتعديل، فإنّهم كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح
وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث، في بيان حال الصحابة من العدالة من مقدمة الاصابة :اتّفق أهل السنة على أنّ الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة وروى عن أبي زرعة أنّه قال:
إذا رأيت الرجل يتنقّص أحداً من أصحاب رسول الله (ص) فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول حقّ، والقرآن حقّ، وما جاء به حقّ، وإنّما أدّى ذلك إلينا كلّه الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة كان هذا رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصحابة"
بالقطع كما قلنا لا بوجد فى الإسلام مصطلح الصحابة وإنما يوجد المسلمين المؤمنين المتقين.......... ولا يمكن أن يكون مسلما غير عدل وإلا خرج من الإسلام إلى الكفر فلا يكون مسلما وإنما كافرا ومن ثم فكل المسلمين بدون تحديد أسماء عدول رضى الله عنهم كما قال تعالى :
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"
ثم تناول رأى الشيعة قومه فقال :
وفي ما يلي رأي مدرسة أهل البيت في ذلك:
2 ـ رأي مدرسة أهل البيت في عدالة الصحابة
ترى مدرسة أهل البيت تبعاً للقرآن الكريم: أنّ في الصحابة مؤمنين أثنى عليهم الله في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلا: (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح/18)
فقد خصّ الله الثناء بالمؤمنين ممّن حضروا بيعة الشجرة، ولم يشمل المنافقين الذين حضروها مثل عبد الله بن أُبي وأوس بن خولى
وكذلك تبعاً للقرآن ترى فيهم منافقين ذمّهم الله في آيات كثيرة، مثل قوله تعالى: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الاَْعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم )(التوبة/101) وفيهم من أخبر الله عنهم بالإفك، أي من رموا فراش رسول الله (ص) بالإفك ـ نعوذ بالله من هذا القول ـ وفيهم من أخبر الله عنهم بقوله: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً) (الجمعة/11)، وكان ذلك عندما كان رسول الله قائماً في مسجده يخطب خطبة الجمعة وفيهم من قصد اغتيال رسول الله في عقبة هرشى عند رجوعه من غزوة تبوك أو من حجّة الوداع وإنّ التشرّف بصحبة النبي (ص)ليس أكثر امتيازاً من التشرّف بالزواج بالنبي (ص) ، فإنّ مصاحبتهنّ له كانت من أعلى درجات الصحبة، وقد قال الله تعالى في شأنهنّ: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة مُبيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَل صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرهَا مَرَّتَيْنِ وأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ )(الأحزاب/30-32) وقال في اثنتين منهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِير) إلى قوله تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَنْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ، وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فَرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةَ وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ ) (التحريم من أول السورة إلى آخرها)
ومنهم من أخبر عنهم الرسول (ص) في قوله عن يوم القيامة:
"وانّه يُجاء برجال من أُمّتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا ربّ أصيحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)، فيُقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم"
وفي رواية:"ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك"
وفي صحيح مسلم:"ليردنّ عليّ الحوض رجال ممّن صاحبني حتى إذا رأيتهم رفعوا إليّ اختلجوا دوني، فلأقولنّ: أي ربّ أصيحابي، فليقالنّ لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك""
هنا الرجل يتحدث عن الصحابة فى تعريف القوم وليس المؤمنين المسلمين فالصحابة كما سبق أن قلنا منهم مسلمون ومنهم كفار ومن ثم فليس الرأى سليما طبقا للقرآن
والغريب أن روايات وجود منافقين فى الصحابة عند أهل السنة كلها روايات لم تحدث ويجمعها رابط واحد وهو حكاية الحوض المزعوم فطبقا للقرآن يوجد لكل مسلم حوضين أى عينين كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
ومن ثم لا يمكن ان يكون للنبى(ص) حوض واحد فقط
كما أن الرابط الثانى كون القوم من أمة النبى(ص) وأمة النبى (ص) لا يمكن أن يكون منها منافق كما قال تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"فمن نافق فقد خرج من الأمة وأصبح من أمم الكفر
ثم تناول الرجل ما سماه ضابطا لمعرفة المؤمن من المنافق فقال :
"3 ـ ضابطة لمعرفة المؤمن والمنافق:
لمّا كان في الصحابة منافقون لا يعلمهم إلاّ الله، وقد أخبر نبيّه بأنّ علياً لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق، كما رواه: الإمام عليّ (عليه السلام) ، وأمّ المؤمنين أمّ سلمة ، وعبد الله بن عباس ، وأبو ذر الغفاري ، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين ، وكان ذلك شائعاً ومشهوراً في عصر رسول الله (ص) قال أبو ذر: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله والتخلّف عن الصلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب وقال أبو سعيد الخدري: إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب وقال عبد الله بن عباس: إنّا كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم عليّ بن أبي طالب وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب لهذا كلّه ولقول رسول الله (ص) في حقّ الإمام عليّ:
"اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه"
فهم يحتاطون في أخذ معالم دينهم من صحابي عادى عليّاً ولم يواله، حذراً من أن يكون الصحابي من المنافقين الذين لا يعلمهم إلاّ الله "
ما ذكره الرحل من روايات عن كون كل من يكره على منافق هو كلام يخالف القرآن فقد أثبت الله أن المسلمين تكون بينهم كراهية وهى الشنئان وهى الغل وأخبرنا الغل يبقى فى الدنيا ويزال فى الأخرة فقال:
"والذين أمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وفى كراهية بعض المسلمين لبعض المسلمات الزوجات قال تعالى :
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
ومن ثم فكراهية بعض المسلمين لبعض ليست دليل نفاق ولا كفر فالمهم هو أنها لا تتطور إلى إيذاء المسلم لأن المؤذى فى تلك الساعة يكون كافرا
[font="]
[/font]
الكتاب من تأليف مرتضى العسكري وموضوعه هو تعريف الصحابة وهل هو مقبول أم لا
الغريب ان العسكرى ذكر فى أول الكتاب حديثا لو كان يصدقه فمعظم ما كتبه الشيعة دفاعا عن أحاديث الطير والدار والثقلين وغيرهما يكون كذبا فهذا الحديث يعلن فيه النبى(ص) حسب الرواية أنه ى يعلم ما يحدثه الصحابة بعده وهو :
"قال رسول الله (ص) في حقّ شهداء أُحد:"هؤلاء أشهد عليهم" فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟! فقال رسول الله (ص):"بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي" الموطأ 2 : 462 ح32 كتاب الجهاد"
وبعد هذا يذكر العسكرى الخلافات بين الفرق وحلها فيقول:
"وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرّق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال/46)
وينبغي لنا اليوم وفي كلّ يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنّة في ما اختلفنا فيه ونوحّد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)(النساء/59) "
وبعد ذلك يدخلنا الرجل فى تعريف السنة والشيعة للصحابى فيقول:
"تعريف الصحابي لدى المدرستين:
1 ـ تعريف الصحابي في مدرسة الخلفاء:
قال ابن حجر في مقدمة الإصابة، الفصل الأوّل في تعريف الصحابي:
الصحابيّ من لقي النبي (ص) مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى
وذكر في "ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير" قال:إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة وانّه لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع وانّه لم يبق في الأوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الإسلام
وما مات النبي (ص) وأحد منهم يُظهِر الكفر"
وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق" يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث
2 ـ تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت
الصاحب وجمعه: صحب، وأصحاب، وصحاب، وصحابة والصاحب: المعاشر والملازم، ولا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته، وانّ المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما أنّ الصحبة تكون بين اثنين، يتّضح لنا أنّه لابدّ أن يضاف لفظ "الصاحب" وجمعه "الصحب و" إلى اسم ما في الكلام،وكذلك ورد في القرآن في قوله تعالى: (يَا صَاحِبَي السِّجْنِ) و (أَصْحَابُ مُوسَى)، وكان يقال في عصر الرسول(ص) : "صاحب رسول الله" و"أصحاب رسول الله" مضافاً إلى رسول الله (ص) ، كما كان يقال: "أصحاب بيعة الشجرة" و "أصحاب الصفَّة" مضافاً إلى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والأصحاب يوم ذاك أسماء لأصحاب الرسول (ص) ، ولكن المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (ص) بالصحابي والأصحاب، وعلى هذا فإنّ التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرّعة كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي "
وتعليقا على هذا نقول أن المصطلح لم يستعمل فى القرآن واستعماله القرآنى ينافى كون الصحابة هو المسلم أو المؤمن فالصحبة قد تكون صحبة الكفار كما قال تعالى :
"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
وقد تكون صحبة مسلمين كما فى قوله تعالى :
"إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"
ومن ثم فإطلاق كلمة الصحابة على المسلمين إطلاق خاطىء ولذا استعمل الله فى القرآن ألفاظ أخرى لا تدل على الشركة بين المسلم والكافر مثل المسلمين المؤمنين المتقين المحسنين ........
ثم تناول الرجل ما سماه ضابط معرفة الصحابى فقال:
"3 ـ ضابطتهم لمعرفة الصحابي ومناقشتها:
بالإضافة إلى ما ذكرنا عرّف مترجمو الصحابة بمدرسة الخلفاء ضابطة لمعرفة الصحابي كما نقلها ابن حجر في الإصابة وقال:
وممّا جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابياً وإن لم يرد التنصيص على ذلك، ما أورده ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق لا بأس به: أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة
والرواية التي جاءت من طريق لا بأس به بهذا الصدد، هي التي رواها الطبري وابن عساكر بسندهما عن سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قال فيها:وكانت الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدوا من يحتمل ذلك وفي رواية أُخرى عند الطبري عن سيف قال:
إنّ الخليفة عمر كان لا يعدل أن يؤمّر الصحابة إذا وجد من يجزي عنه في حربه، فإن لم يجد ففي التابعين بإحسان، ولا يطمع مَن انبعث في الرواة في الرئاسة "
وقد ناقش العسكرى هذا الضابط عند أهل السنة فقال :
"4ـ مناقشة ضابطة معرفة الصحابي:
إنّ مصدر الروايتين هو سيف المتّهم بالوضع والزندقة
وسيف يروي الضابطة عن أبي عثمان، وأبو عثمان الذي يروي عن خالد وعبادة في روايات سيف، تخيّله سيف، يزيد بن أسيد الغساني، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة ومهما تكن حال الرواة الذين رووا هذه الروايات وكائناً من كان، فإنّ الواقع التاريخي يناقض ما ذكروا فقد روى صاحب الأغاني وقال:أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولاّه قبل أن يصلّي لله ركعة واحدة وتفصيل الخبر في رواية بعدها عن عوف بن خارجة المرّي قال:والله إنّي لعند عمر بن الخطاب في خلافته إذ أقبل رجل أفحج أجلح أمعر يتخطّى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر فحيّاه بتحية الخلافة فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي، فعرفه عمر، فقال له: فما تريد؟ قال: الإسلام فعرضه عليه عمر، فقبله ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه "ويخالفه ـ أيضاً ـ ما في قصة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده، وقصته كما في الأغاني والإصابة بترجمته ما يلي:أسلم علقمة على عهد رسول الله وأدرك صحبته ثمّ ارتدّ على عهد أبي بكر، فبعث أبو بكر إليه خالد ففرّ منه قالوا: ثمّ رجع فأسلم
وفي الإصابة:شرب الخمر على عهد عمر فحدّه فارتدّ ولحق بالروم فأكرمه ملك الروم، قال له: أنت ابن عمّ عامر بن الطفيل، فغضب وقال: لا أراني أُعرف إلاّ بعامر فرجع وأسلم وفي الأغاني والإصابة واللفظ للأول:
لمّا قدم علقمة بن علاثة المدينة وكان قد ارتدّ عن الإسلام، وكان لخالد بن الوليد صديقاً، فلقيه عمر بن الخطاب في المسجد في جوف الليل، وكان عمر يشبّه بخالد، فسلّم عليه وظنّ أنّه خالد فقال له: عزلك؟ قال: كان ذلك قال: والله ما هو إلاّ نفاسة عليك وحسداً لك فقال له عمر: فما عندك معونة على ذلك؟قال: معاذ الله، إنّ لعمر علينا سمعاً وطاعةً وما نخرج إلى خلافه فلمّا أصبح عمر أذن للناس فدخل خالد وعلقمة فجلس علقمة إلى جنب خالد، فالتفت عمر إلى علقمة، فقال له:
أيه يا علقمة أنت القائل لخالد ما قلت؟ فالتفت علقمة إلى خالد، فقال:
يا أبا سليمان أفعلتها؟ قال: ويحك! والله ما لقيتك قبل ما ترى، وإنّي أراك لقيت الرجل قال: أراه والله ثمّ التفت إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! ما سمعت إلاّ خيراً قال: أجل، فهل لك أن أُولّيك حوران
قال: نعم فولاّه إيّاها فمات بها، فقال الحطيئة يرثيه "
وزاد في الإصابة:فقال عمر: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا كان ما نقلناه هو الواقع التاريخي، غير أنّ علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول الله (ص) ، وأدخلوا في عداد الصحابة مختلقات سيف بن عمر المتّهم بالزندقة ممّا درسناه في كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق"
العسكرى ينتقد ضابط أهل السنة بكون من روى الرواية زنديق وضاع للروايات وهو ما يقال عما استشهد به فى انتقاده للضابط بأنه يستشهد بكتاب الأغانى للأصفهانى وهو ليس كتاب حديث ولا سيرة ولا فقه وإنما كتاب جمع الروايات من العصور المختلفة ورواته متهمون فى الغالب بحيث أنه فى النهاية لا تسلم رواية فى الكتاب من وجود متهم مجروح أو أكثر فيها
ومن ثم فما انتقده على القوم وقع فيه هو
تبقى كلمة هى أن الضابط المذكور وهو رئاسة الصحابة لغيرهم تناقض كتاب الله فى كون الرئاسة فى المسلمين عقدها الله لكل من أنفق وجاهد قبل فتح مكة على من أسلموا بعدها وعلى من فتحت بلادهم ومن ثم فما يروى عن تولية الخلفاء أيا كان اسمهم هو كذب وافتراء عليهم فما يقدرون على مخالفة أمر الله فى قوله:
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
فالدرجة وهى تولى المناصب كان مقصورا على المهاجرين من كل البلاد وعلى الأنصار فقط
ثم ناقش العسكرى عدالة الصحابة عند الفريقين فقال :
"عدالة الصحابة لدى المدرستين :
1 ـ رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصحابة:
ترى مدرسة الخلفاء أنّ الصحابة كلّهم عدول وترجع إلى جميعهم في أخذ معالم دينها قال إمام أهل الجرح والتعديل الحافظ أبو حاتم الرازي في تقدمة كتابه:
فأمّا أصحاب رسول الله (ص) فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عزّ وجلّ لصحبة نبيّه (ص) ونصرته، وإقامة دينه، وإظهار حقّه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة، فحفظوا عنه (ص) ما بلّغهم عن الله عزّ وجلّ، وما سنَّ وشرع، وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدّب، ووعوه وأتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله (ص) ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقّفهم منه واستنباطهم عنه، فشرّفهم الله عزّ وجلّ بما منّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إيّاهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والفخر واللمز وسمّاهم عدول الأُمّة، فقال عزّ ذكره في محكم كتابه: (وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)، ففسّر النبي (ص) عن الله عزّ ذكره قوله (وَسَطاً)قال: "عدلا" فكانوا عدول الأُمّة، وأئمة الهدى، وحجج الدين، ونقلة الكتاب والسنة وندب الله عزّ وجلّ إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم، فقال: (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نولّهُ مَا تَوَلَّى) الآية ووجدنا النبي (ص) قد حضّ على التبليغ عنه في أخبار كثيرة، ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لهم فقال: "نضّر الله إمرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره"، وقال (ص) في خطبته: "فليبلغ الشاهد منكم الغائب"، وقال: "بلّغوا عنّي ولو آية وحدّثوا عنّي ولا حرج" ثمّ تفرّقت الصحابة في النواحي والأمصار والثغور، وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام، فبثَّ كلّ واحد منهم في ناحيته والبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله (ص)، وأفتوا في ما سألوا عنه ممّا حضرهم من جواب رسول الله (ص) عن نظائرها من المسائل، وجرّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النيّة والقربة إلى الله تقدّس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن الحلال والحرام، حتى قبضهم الله عزّ وجلّ رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين وقال ابن عبد البرّ في مقدمة كتابه الاستيعاب :ثبتت عدالة جميعهم ثمّ أخذ بإيراد آيات وأحاديث وردت في حقّ المؤمنين منهم نظير ما أوردناه من الرازي وقال ابن الأثير في مقدّمة اُسد الغابة : إنّ السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين إنّما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، وأوّلهم والمقدّم عليهم أصحاب رسول الله (ص)، فاذا جهلهم الانسان كان بغيرهم أشدّ جهلا وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك، إلاّ في الجرح والتعديل، فإنّهم كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح
وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث، في بيان حال الصحابة من العدالة من مقدمة الاصابة :اتّفق أهل السنة على أنّ الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة وروى عن أبي زرعة أنّه قال:
إذا رأيت الرجل يتنقّص أحداً من أصحاب رسول الله (ص) فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول حقّ، والقرآن حقّ، وما جاء به حقّ، وإنّما أدّى ذلك إلينا كلّه الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة كان هذا رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصحابة"
بالقطع كما قلنا لا بوجد فى الإسلام مصطلح الصحابة وإنما يوجد المسلمين المؤمنين المتقين.......... ولا يمكن أن يكون مسلما غير عدل وإلا خرج من الإسلام إلى الكفر فلا يكون مسلما وإنما كافرا ومن ثم فكل المسلمين بدون تحديد أسماء عدول رضى الله عنهم كما قال تعالى :
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"
ثم تناول رأى الشيعة قومه فقال :
وفي ما يلي رأي مدرسة أهل البيت في ذلك:
2 ـ رأي مدرسة أهل البيت في عدالة الصحابة
ترى مدرسة أهل البيت تبعاً للقرآن الكريم: أنّ في الصحابة مؤمنين أثنى عليهم الله في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلا: (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح/18)
فقد خصّ الله الثناء بالمؤمنين ممّن حضروا بيعة الشجرة، ولم يشمل المنافقين الذين حضروها مثل عبد الله بن أُبي وأوس بن خولى
وكذلك تبعاً للقرآن ترى فيهم منافقين ذمّهم الله في آيات كثيرة، مثل قوله تعالى: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الاَْعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم )(التوبة/101) وفيهم من أخبر الله عنهم بالإفك، أي من رموا فراش رسول الله (ص) بالإفك ـ نعوذ بالله من هذا القول ـ وفيهم من أخبر الله عنهم بقوله: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً) (الجمعة/11)، وكان ذلك عندما كان رسول الله قائماً في مسجده يخطب خطبة الجمعة وفيهم من قصد اغتيال رسول الله في عقبة هرشى عند رجوعه من غزوة تبوك أو من حجّة الوداع وإنّ التشرّف بصحبة النبي (ص)ليس أكثر امتيازاً من التشرّف بالزواج بالنبي (ص) ، فإنّ مصاحبتهنّ له كانت من أعلى درجات الصحبة، وقد قال الله تعالى في شأنهنّ: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة مُبيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَل صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرهَا مَرَّتَيْنِ وأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ )(الأحزاب/30-32) وقال في اثنتين منهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِير) إلى قوله تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَنْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ، وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فَرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةَ وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ ) (التحريم من أول السورة إلى آخرها)
ومنهم من أخبر عنهم الرسول (ص) في قوله عن يوم القيامة:
"وانّه يُجاء برجال من أُمّتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا ربّ أصيحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)، فيُقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم"
وفي رواية:"ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك"
وفي صحيح مسلم:"ليردنّ عليّ الحوض رجال ممّن صاحبني حتى إذا رأيتهم رفعوا إليّ اختلجوا دوني، فلأقولنّ: أي ربّ أصيحابي، فليقالنّ لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك""
هنا الرجل يتحدث عن الصحابة فى تعريف القوم وليس المؤمنين المسلمين فالصحابة كما سبق أن قلنا منهم مسلمون ومنهم كفار ومن ثم فليس الرأى سليما طبقا للقرآن
والغريب أن روايات وجود منافقين فى الصحابة عند أهل السنة كلها روايات لم تحدث ويجمعها رابط واحد وهو حكاية الحوض المزعوم فطبقا للقرآن يوجد لكل مسلم حوضين أى عينين كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
ومن ثم لا يمكن ان يكون للنبى(ص) حوض واحد فقط
كما أن الرابط الثانى كون القوم من أمة النبى(ص) وأمة النبى (ص) لا يمكن أن يكون منها منافق كما قال تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"فمن نافق فقد خرج من الأمة وأصبح من أمم الكفر
ثم تناول الرجل ما سماه ضابطا لمعرفة المؤمن من المنافق فقال :
"3 ـ ضابطة لمعرفة المؤمن والمنافق:
لمّا كان في الصحابة منافقون لا يعلمهم إلاّ الله، وقد أخبر نبيّه بأنّ علياً لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق، كما رواه: الإمام عليّ (عليه السلام) ، وأمّ المؤمنين أمّ سلمة ، وعبد الله بن عباس ، وأبو ذر الغفاري ، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين ، وكان ذلك شائعاً ومشهوراً في عصر رسول الله (ص) قال أبو ذر: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله والتخلّف عن الصلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب وقال أبو سعيد الخدري: إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب وقال عبد الله بن عباس: إنّا كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم عليّ بن أبي طالب وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب لهذا كلّه ولقول رسول الله (ص) في حقّ الإمام عليّ:
"اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه"
فهم يحتاطون في أخذ معالم دينهم من صحابي عادى عليّاً ولم يواله، حذراً من أن يكون الصحابي من المنافقين الذين لا يعلمهم إلاّ الله "
ما ذكره الرحل من روايات عن كون كل من يكره على منافق هو كلام يخالف القرآن فقد أثبت الله أن المسلمين تكون بينهم كراهية وهى الشنئان وهى الغل وأخبرنا الغل يبقى فى الدنيا ويزال فى الأخرة فقال:
"والذين أمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وفى كراهية بعض المسلمين لبعض المسلمات الزوجات قال تعالى :
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
ومن ثم فكراهية بعض المسلمين لبعض ليست دليل نفاق ولا كفر فالمهم هو أنها لا تتطور إلى إيذاء المسلم لأن المؤذى فى تلك الساعة يكون كافرا
[font="]
[/font]