رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب الظلم
المؤلف أزهري أحمد محمود وموضوع الكتاب هو حرمة الظلم وأنه السبيل لخراب البلاد وضرر العباد وقد تحدث عن الخلق الرذيل فقال في مقدمته للكتاب :
"وبعد:
أخي المسلم: إن كل مجتمع أيا كانت شريعته يحب أن يعيش أفراده في أمن وطمأنينة تسودهم المحبة والتعاون، ويسلموا من أسباب الفوضى والعداوات ..
وهذا ما سعى الإسلام إلى تقريره .. فقد شرع الله تعالى للعباد خير دين، فيه كل القواعد التي تنبني عليها السعادة من أوامر ونواهي ..
ومن هذه القواعد التي دعا إليها الإسلام، وحض عليها؛ قاعدة: (العدل) وإذا أخل الخلق بهذه القاعدة حلت محلها قاعدة أخرى اسمها: (الظلم)؛ فما أقبحه من خلق رذيل!!"
وحدثنا عن كون الظلم ظلمات حيث بين تحريم الله للظلم وعقابه عليه يوم القيامة فقال :
"** الظلم ظلمات!! **
أخي المسلم: الظلم! ذلك الاسم الذي جمع الرذائل! ودل على القبائح!
اسم تبغض سماعه الآذان، وتتأفف من النطق به الألسنة!
ولا تجد عاقلا يحب أن يوصف بهذا الخلق القبيح! بل حتى الظالم لا يرضى أن يقال له: يا ظالم!
وتأمل في اسمه ما أقبحه! وما أقبح دلالاته ومعانيه! ولقبحه فإن الله تعالى لما خاطب عباده بتحريمه، أخبرهم أنه حرمه أولا على نفسه تبارك وتعالى ..
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عن الله تبارك وتعالى، أنه قال: (قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ... ». [رواه مسلم].
أخي المسلم: الظلم طريق مهلك .. ما سلكه أحد فنجا! فإياك أن تكون من سالكيه!
فإن ظلمة الظلم أقبح الظلمات! وهي ظلمة أشد من ظلمة سواد الليل! لأن ظلمته مربوطة بظلمة يوم الهول والنشور! وما أشد ظلمات ذلك اليوم!
وهي ظلمة حذرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون من أهلها ..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم، فإن الظلم؛ ظلمات يوم القيامة .. » [رواه مسلم]"
وقد فسر أزهر عبارة الظلم ظلمات بأنه ظلم الناس بعضهم في الدنيا بالحديث التالي:
"وفي وصية سلمان الفارسي لجرير بن عبد الله رضي الله عنهما: يا جرير تدري ما ظلمة النار؟! قال: لا. قال سلمان: فإنه ظلم الناس بعضهم بعضا في الأرض!"
وهو تفسير لا علاقة له بحديث الظلم ظلمات التى تتحدث عن كون الظلمات يوم القيامة وليس كما قالوا عن ظلم الناس بعضهم في الدنيا والرواية عن الرسول(ص) باطلة لم يقلها فالنار من اسمها لا يمكن أن تكون مظلمة وإنما هى تنار من اللهب كما قال سبحانه:
" سيصلى نارا ذات لهب"
كما أن الشرر يضىء جنبات النار حيث يرمى به الكفار كما قال سبحانه:
"انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر"
والتفسير الوحيد لكون الظلم ظلمات هو أن الظلم الواحد المسكوت عليه يؤدى إلى ارتكاب ظلم وراء ظلم وراء ظلم ...ومن تتجمع كل الظلمات ممثلة في المجتمع الكافر
وحدثنا أزهرى خطورة الظلم والتعوذ منه فقال :
"وينبيك عن خطورة الظلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بالتعوذ منه!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعوذوا بالله من الفقر، والقلة، والذلة، وأن تظلم، أو تظلم». [رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه/ السلسلة الصحيحة: 1445].
أخي المسلم: لا يفوتنك التعوذ من الظلم؛ عسى أن تكون من الناجين من مخازيه في الدنيا والآخرة .."
وحدثنا المؤلف عم كون الظلم يؤدى لهلاك البلاد فقال :
"** الظلم هلاك .. وخراب للديار! **
أخي المسلم: نار الظلم نار لا ترحم! وعقاب الظالم إذا حل عقاب لا يوصف!
الظلم هلاك للأفراد .. وخراب للديار والدول!
وإذا حلت نقمة الله تعالى على الظالم فيا ويله، ما أشدها!!
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم!».
وقال سفيان بن عيينة : «أول ما كتب في الزبور: ويل للظلمة».
وقال شريح القاضي : «سيعلم الظالمون حق من انتقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب».
وقال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رحب الذارعين، سفاكي الدماء، فإن لهم قاتلا لا يموت!»."
والكلام المنقول عن أن المظلوم منصور مثاب يناقض كلام الله فالمظلوم المنصور المثاب هو من سعى لأخذ حقه بأى وسيلة وأما من سكت ورضى فعقابه دخول النار مع الظالم كما قال تعالى :
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
وحدثنا عن عقاب الله للظلمة فقال :
"فيا من رتعت في مراتع الظلم الوخيمة .. ويا من غرك حلم الله تعالى، وإمهاله للظالمين .. أفق! فعما قليل سينزل عقاب من لا يهمل الظالمين! فتصبح كأمس الدابر!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته» ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود: 102] [رواه البخاري ومسلم].
قال مسعر بن كدام : «أناة الله حيرت قلوب المظلومين، وحلم الله بسط آمال الظالمين!».
فيا غافلا عن عقاب الله تعالى، فإن الله لن يغفل عنك! ظلمت عباده، وظننت أنك تنجو! كلا؛ إن لك يوما ينسيك النعمة!
قال بعض الحكماء: «إنه ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة، أو تعجيل نقمة من إقامة ظالم على ظلمه!»."
وحدثنا عن كون سبب هلاك الكفار هو الظلم وهو تكذيبهم لوحى الله وإصرارهم على اتباع دين الآباء فقال :
"أخي المسلم: إن عقوبات الظالمين ليست قاصرة على الأفراد .. بل إن الظلم إذا عم أرضا؛ كان ذلك إيذانا بهلاكها وخرابها! ونذير شؤم بدمارها! فكم من دول هلكت بسبب الظلم .. وكم من دار أصبحت خرابا بسبب الظلم!
عن سفيان بن عيينة، قال: قال كعب الأحبار: إني أجد في كتاب الله المنزل: أن الظلم يخرب الديار. فقال ابن عباس: أنا أوجدكه في القرآن: قول الله تبارك وتعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ... }."
ونقل أزهرى قولة خاطئة عن نصر الله للدولة العادلة وإن كانت كافرة فقال :
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ويروى: الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة! ولا ينصر الدولة الظالمة، وإن كانت مؤمنة!».
فالعدل صلاح للدول .. وعمار للبلاد .. وسعادة للخلق .. وضده الظلم؛ فإنه فساد للدول .. وخراب للبلاد .. وشقاء .. ودمار!"
وهذه المقولة باطلة فدولة الكفار لا يمكن أن تكون عادلة لأن الله عرف الكفار بكونهم الظالمين فقال :
" والكافرون هم الظالمون"
ثم كيف توصف دولة الكفر بالعدل وهم لا يحكمون بحكم الله الذى وحده الحكم العادل كما قال سبحانه:
"وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا"
وحدثنا عن كون العدل هو سبب حماية البلاد فقال :
كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد: فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به.
فوقع في كتابه: «أما بعد: فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فإنه مرمتها. والسلام!».
أخي المسلم: احذر الظلم؛ فإن عواقبه وخيمة .. وعقابه نازل لا محالة!
وإن شئت فاسأل عن الظالمين، وما نزلت بهم من العقوبات .. وما ذاقوه من المرارات التي أذاقوها الضعفاء!
يا أيها الظالم في فعله
فالظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى
تسلو المصيبات وتنسى النقم"
وحدثنا عن المؤلف دعوة المظلوم فقال :
"** اتق دعوة المظلوم!! **
أخي المسلم: أتدري ما هي دعوة المظلوم؟!
دعوة المظلوم تلك الدعوة التي تفتح لها أبواب السماء .. وقد تكفل الله تعالى بنصرة صاحبها!
ودعاء المظلوم دعاء يخرج من قلب صادق في دعائه مخلص في
توجهه موقن بالنصر، وإن كان صاحبه فاجرا!
ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا بن جبل - رضي الله عنه - إلى اليمن زوده بالوصايا الغالية في الدين والدنيا ..
ومن هذه الوصايا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب!». [رواه البخاري ومسلم].
وفي ذلك إشارة واضحة إلى خطورة الظلم، وعواقبه الوخيمة .. وقدر كيف ستكون حال دعوة ليس بينها وبين الله حجاب؟!
إن دعوة المظلوم دعوة خرجت من قلب اكتوى بنار الظلم .. فهي إذا خرجت؛ فكأنما تخرج من نار مستعرة!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار!!». [رواه الحاكم والديلمي في المسند/ السلسلة الصحيحة: 871].
فيا غافلا عن دعاء فتحت له أبواب السماء، احذر! واعلم أن نصر من ظلمته سينزل قريبا!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين!». [رواه الطبراني وغيره/ السلسلة الصحيحة: 870].
فالمظلوم مستنصر بالله تعالى .. ولن يضيع مستعيذ بالله تعالى!
كان يزيد بن حاتم يقول: «ما هبت شيئا قط هيبتني من رجل
ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبك الله، الله بيني وبينك!».
وقال بلال بن مسعود: «اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله!».
فيا ظالما للضعيف! أتنام آمنا؟! وها هي الأكف التي ظلمتها ترفع بالدعاء عليك .. وأنت غافل لا تشعر!
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام!».
فما أشد شواد الليل على الظالمين! فكم من دعاء فيه مستجاب .. وكم من ظالم أذن في هلاكه عند الصباح!
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
فيا غافلا احذر سهام الليل! فكم من ظالم أردته! وكم من باغ مع الأموات أسكنته!
أتهزأ الدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن ... بها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
فراجع نفسك أيها الظالم .. وتب .. وأعط المظلوم حقه .. قبل أن
يرفع كفه للقوي .. ناصر كل مظلوم!
ولتعلم أيها الظالم أن الله تعالى يجيب دعاء المظلوم ولو كان كافرا! فيهلك من أجله الظالم، ولو كان من أتقى خلقه!!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة المظلوم وإن كان كافرا، ليس دونها حجاب!». [رواه أحمد/ صحيح الترغيب للألباني: 2231].
أخي المسلم: احذر الظلم .. احذر الظلم .. فإنه بضاعة الهالكين .. ودمار الغافلين!"
والقول بأن دعوة المظلوم مجابة هو ضرب من الوهم فالأدعية تستجاب على حسب ما كتب الله في لوح القدر فإن كان كتب أنه يعاقب الظالم بسبب دعاء المظلوم عليه فالدعاء مستجاب وإن لم يكتب لم تكن هناك استجابة وأمامنا دعوة المظلومين من مؤمنى الأقوام فمعظمها لم يستجاب إلا في نهاية الرسالة حيث أنزل الله العقاب المدمر لكل الكفار
وقد بين الله أن استجابته للدعاء متوقفة على مشيئته وهى ما كتبه في لوح القدر فقال :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وحدثنا المؤلف عما يحدث للظلمة في القيامة فقال :
" ** الظالمون يوم القيامة!! **
يا ويل الظالمين في ذلك اليوم الذي يشيب من هوله الوليد!
يوم الشدائد والأهوال!
يوم تدنو الشمس فيه من رؤوس الخلائق!
فما أشده من يوم! وما أفظعه من موقف!
{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 1، 2].
في ذلك اليوم المهول .. كيف سيكون حال الظالمين؟!
إنه يوم القصاص!
فيا ويل الظالم من حساب ذلك اليوم!
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم ما استطعتم؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة، يرى أنها ستنجيه، فما زال عبد يقوم يقول: يا رب ظلمني عبدك مظلمة، فيقول: امحوا من حسناته، وما يزال كذلك، حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب .. ». [رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني/ صحيح الترغيب: 2221]."
الحديث باطل لم يقله الرسول(ص) والخطأ محو كل حسنة مقابل كل مظلمة وهو ما يعارض أن كما أن الحسنة الواحد تزيل كل السيئات فإن السيئة الواحدة تزيل كل الحسنات كما قال تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
وقال :
" من جاء بالحسنة فله خير منها "
وحدثنا عن ندم الظالم فقال :
"وسيندم الظالم في ذلك اليوم ندامة من لا ينفعه الندم .. وسيذوق من ويل العذاب أصنافا!
أما والله إن الظلم لؤم ... وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا ... غدا عند الإله من الملوم"
وحدثنا عن بعض أشكال الظلم فقال :
"** صور من الظلم **
أخي المسلم: هناك الكثير من صور الظلم، تطل علينا في كل يوم، في واقعنا المعاصر .. ويقع فيها الكثيرون، ممن أعمى الله بصائرهم ..
وهذه الصور نذكرها من باب التذكرة، إذ إن حقيقة الظلم لا تخفى على أحد:
* منها: أكل مال اليتيم:
فكم من ظالم تجده راتعا في أموال اليتامى مسرفا في أكلها! وقد توعد الله تعالى هذا الصنف بالنار ..قال الله تعالى: {إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [النساء: 10].
* ومنها: المماطلة في قضاء الدين:
الكثيرون إذا لزمتهم الديون ماطلوا في قضائها، مع أنهم قادرون على قضائها .. بل إن البعض يستدين وفي نيته عدم القضاء! وهذا من الظلم كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
قال - صلى الله عليه وسلم -: «مطل الغنى ظلم». [رواه البخاري ومسلم].
* ومنها: ظلم المرأة في حقها وصداقها ونفقتها وكسوتها:
لقد أمرت الشريعة بالعشرة الحسنة، وبالتسريح الحسن إذا حدث خلاف بين الزوجين ..
قال الله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ... } [البقرة: 231].
فيجب على الرجل أن لا يظلم امرأته في النفقة والكسوة، والصداق؛ بل يوفيها حقها في كل ذلك، وإن كان له أكثر من زوجة؛ فيجب عليه أن يعدل في حقوقهن، فقد جاء الوعيد الشديد في حق من لا يعدل بين نسائه.
* ومنها: ظلم العمال في أجورهم:
وهو ظلم قبيح وقع فيه الكثيرون، ممن شغلهم حب المال، وهذا النوع من الظلم يكون بعدة صور:
(1) عدم إعطاء العامل أجره.
(2) إعطاء العامل أقل من أجره الذي يستحقه.
(3) تأخير أجر العامل ومماطلته دون عذر شرعي.
وكل هذه الصور يصدق عليها اسم الظلم .. وجاء الوعيد في ذلك شديدا ..
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا، فاستوفى منه ولم يعطه أجره». [رواه البخاري].
أخي المسلم: ذاك هو الظلم .. وتلك هي عواقبه الرديئة! خلق لا يتخلق به إلا أسوأ الناس حظا في المكارم! فاحذر أن تكون منهم .. وانج بنفسك عن طريق الظالمين .."
والحديث باطل لا يصح عن الرسول(ص) لأن الخصومة تكون مع كل مرتكبى أنواع الظلم وهى كل الذنوب التى لم يتب أصحابها منها ولذا سمى الله الفريقين المسلم والكافر خصمان فقال :
" هذان خصمان اختصموا في ربهم"
المؤلف أزهري أحمد محمود وموضوع الكتاب هو حرمة الظلم وأنه السبيل لخراب البلاد وضرر العباد وقد تحدث عن الخلق الرذيل فقال في مقدمته للكتاب :
"وبعد:
أخي المسلم: إن كل مجتمع أيا كانت شريعته يحب أن يعيش أفراده في أمن وطمأنينة تسودهم المحبة والتعاون، ويسلموا من أسباب الفوضى والعداوات ..
وهذا ما سعى الإسلام إلى تقريره .. فقد شرع الله تعالى للعباد خير دين، فيه كل القواعد التي تنبني عليها السعادة من أوامر ونواهي ..
ومن هذه القواعد التي دعا إليها الإسلام، وحض عليها؛ قاعدة: (العدل) وإذا أخل الخلق بهذه القاعدة حلت محلها قاعدة أخرى اسمها: (الظلم)؛ فما أقبحه من خلق رذيل!!"
وحدثنا عن كون الظلم ظلمات حيث بين تحريم الله للظلم وعقابه عليه يوم القيامة فقال :
"** الظلم ظلمات!! **
أخي المسلم: الظلم! ذلك الاسم الذي جمع الرذائل! ودل على القبائح!
اسم تبغض سماعه الآذان، وتتأفف من النطق به الألسنة!
ولا تجد عاقلا يحب أن يوصف بهذا الخلق القبيح! بل حتى الظالم لا يرضى أن يقال له: يا ظالم!
وتأمل في اسمه ما أقبحه! وما أقبح دلالاته ومعانيه! ولقبحه فإن الله تعالى لما خاطب عباده بتحريمه، أخبرهم أنه حرمه أولا على نفسه تبارك وتعالى ..
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عن الله تبارك وتعالى، أنه قال: (قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ... ». [رواه مسلم].
أخي المسلم: الظلم طريق مهلك .. ما سلكه أحد فنجا! فإياك أن تكون من سالكيه!
فإن ظلمة الظلم أقبح الظلمات! وهي ظلمة أشد من ظلمة سواد الليل! لأن ظلمته مربوطة بظلمة يوم الهول والنشور! وما أشد ظلمات ذلك اليوم!
وهي ظلمة حذرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون من أهلها ..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم، فإن الظلم؛ ظلمات يوم القيامة .. » [رواه مسلم]"
وقد فسر أزهر عبارة الظلم ظلمات بأنه ظلم الناس بعضهم في الدنيا بالحديث التالي:
"وفي وصية سلمان الفارسي لجرير بن عبد الله رضي الله عنهما: يا جرير تدري ما ظلمة النار؟! قال: لا. قال سلمان: فإنه ظلم الناس بعضهم بعضا في الأرض!"
وهو تفسير لا علاقة له بحديث الظلم ظلمات التى تتحدث عن كون الظلمات يوم القيامة وليس كما قالوا عن ظلم الناس بعضهم في الدنيا والرواية عن الرسول(ص) باطلة لم يقلها فالنار من اسمها لا يمكن أن تكون مظلمة وإنما هى تنار من اللهب كما قال سبحانه:
" سيصلى نارا ذات لهب"
كما أن الشرر يضىء جنبات النار حيث يرمى به الكفار كما قال سبحانه:
"انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر"
والتفسير الوحيد لكون الظلم ظلمات هو أن الظلم الواحد المسكوت عليه يؤدى إلى ارتكاب ظلم وراء ظلم وراء ظلم ...ومن تتجمع كل الظلمات ممثلة في المجتمع الكافر
وحدثنا أزهرى خطورة الظلم والتعوذ منه فقال :
"وينبيك عن خطورة الظلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بالتعوذ منه!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعوذوا بالله من الفقر، والقلة، والذلة، وأن تظلم، أو تظلم». [رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه/ السلسلة الصحيحة: 1445].
أخي المسلم: لا يفوتنك التعوذ من الظلم؛ عسى أن تكون من الناجين من مخازيه في الدنيا والآخرة .."
وحدثنا المؤلف عم كون الظلم يؤدى لهلاك البلاد فقال :
"** الظلم هلاك .. وخراب للديار! **
أخي المسلم: نار الظلم نار لا ترحم! وعقاب الظالم إذا حل عقاب لا يوصف!
الظلم هلاك للأفراد .. وخراب للديار والدول!
وإذا حلت نقمة الله تعالى على الظالم فيا ويله، ما أشدها!!
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم!».
وقال سفيان بن عيينة : «أول ما كتب في الزبور: ويل للظلمة».
وقال شريح القاضي : «سيعلم الظالمون حق من انتقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب».
وقال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رحب الذارعين، سفاكي الدماء، فإن لهم قاتلا لا يموت!»."
والكلام المنقول عن أن المظلوم منصور مثاب يناقض كلام الله فالمظلوم المنصور المثاب هو من سعى لأخذ حقه بأى وسيلة وأما من سكت ورضى فعقابه دخول النار مع الظالم كما قال تعالى :
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
وحدثنا عن عقاب الله للظلمة فقال :
"فيا من رتعت في مراتع الظلم الوخيمة .. ويا من غرك حلم الله تعالى، وإمهاله للظالمين .. أفق! فعما قليل سينزل عقاب من لا يهمل الظالمين! فتصبح كأمس الدابر!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته» ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود: 102] [رواه البخاري ومسلم].
قال مسعر بن كدام : «أناة الله حيرت قلوب المظلومين، وحلم الله بسط آمال الظالمين!».
فيا غافلا عن عقاب الله تعالى، فإن الله لن يغفل عنك! ظلمت عباده، وظننت أنك تنجو! كلا؛ إن لك يوما ينسيك النعمة!
قال بعض الحكماء: «إنه ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة، أو تعجيل نقمة من إقامة ظالم على ظلمه!»."
وحدثنا عن كون سبب هلاك الكفار هو الظلم وهو تكذيبهم لوحى الله وإصرارهم على اتباع دين الآباء فقال :
"أخي المسلم: إن عقوبات الظالمين ليست قاصرة على الأفراد .. بل إن الظلم إذا عم أرضا؛ كان ذلك إيذانا بهلاكها وخرابها! ونذير شؤم بدمارها! فكم من دول هلكت بسبب الظلم .. وكم من دار أصبحت خرابا بسبب الظلم!
عن سفيان بن عيينة، قال: قال كعب الأحبار: إني أجد في كتاب الله المنزل: أن الظلم يخرب الديار. فقال ابن عباس: أنا أوجدكه في القرآن: قول الله تبارك وتعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ... }."
ونقل أزهرى قولة خاطئة عن نصر الله للدولة العادلة وإن كانت كافرة فقال :
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ويروى: الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة! ولا ينصر الدولة الظالمة، وإن كانت مؤمنة!».
فالعدل صلاح للدول .. وعمار للبلاد .. وسعادة للخلق .. وضده الظلم؛ فإنه فساد للدول .. وخراب للبلاد .. وشقاء .. ودمار!"
وهذه المقولة باطلة فدولة الكفار لا يمكن أن تكون عادلة لأن الله عرف الكفار بكونهم الظالمين فقال :
" والكافرون هم الظالمون"
ثم كيف توصف دولة الكفر بالعدل وهم لا يحكمون بحكم الله الذى وحده الحكم العادل كما قال سبحانه:
"وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا"
وحدثنا عن كون العدل هو سبب حماية البلاد فقال :
كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد: فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به.
فوقع في كتابه: «أما بعد: فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فإنه مرمتها. والسلام!».
أخي المسلم: احذر الظلم؛ فإن عواقبه وخيمة .. وعقابه نازل لا محالة!
وإن شئت فاسأل عن الظالمين، وما نزلت بهم من العقوبات .. وما ذاقوه من المرارات التي أذاقوها الضعفاء!
يا أيها الظالم في فعله
فالظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى
تسلو المصيبات وتنسى النقم"
وحدثنا عن المؤلف دعوة المظلوم فقال :
"** اتق دعوة المظلوم!! **
أخي المسلم: أتدري ما هي دعوة المظلوم؟!
دعوة المظلوم تلك الدعوة التي تفتح لها أبواب السماء .. وقد تكفل الله تعالى بنصرة صاحبها!
ودعاء المظلوم دعاء يخرج من قلب صادق في دعائه مخلص في
توجهه موقن بالنصر، وإن كان صاحبه فاجرا!
ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا بن جبل - رضي الله عنه - إلى اليمن زوده بالوصايا الغالية في الدين والدنيا ..
ومن هذه الوصايا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب!». [رواه البخاري ومسلم].
وفي ذلك إشارة واضحة إلى خطورة الظلم، وعواقبه الوخيمة .. وقدر كيف ستكون حال دعوة ليس بينها وبين الله حجاب؟!
إن دعوة المظلوم دعوة خرجت من قلب اكتوى بنار الظلم .. فهي إذا خرجت؛ فكأنما تخرج من نار مستعرة!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار!!». [رواه الحاكم والديلمي في المسند/ السلسلة الصحيحة: 871].
فيا غافلا عن دعاء فتحت له أبواب السماء، احذر! واعلم أن نصر من ظلمته سينزل قريبا!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين!». [رواه الطبراني وغيره/ السلسلة الصحيحة: 870].
فالمظلوم مستنصر بالله تعالى .. ولن يضيع مستعيذ بالله تعالى!
كان يزيد بن حاتم يقول: «ما هبت شيئا قط هيبتني من رجل
ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبك الله، الله بيني وبينك!».
وقال بلال بن مسعود: «اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله!».
فيا ظالما للضعيف! أتنام آمنا؟! وها هي الأكف التي ظلمتها ترفع بالدعاء عليك .. وأنت غافل لا تشعر!
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام!».
فما أشد شواد الليل على الظالمين! فكم من دعاء فيه مستجاب .. وكم من ظالم أذن في هلاكه عند الصباح!
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
فيا غافلا احذر سهام الليل! فكم من ظالم أردته! وكم من باغ مع الأموات أسكنته!
أتهزأ الدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن ... بها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
فراجع نفسك أيها الظالم .. وتب .. وأعط المظلوم حقه .. قبل أن
يرفع كفه للقوي .. ناصر كل مظلوم!
ولتعلم أيها الظالم أن الله تعالى يجيب دعاء المظلوم ولو كان كافرا! فيهلك من أجله الظالم، ولو كان من أتقى خلقه!!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة المظلوم وإن كان كافرا، ليس دونها حجاب!». [رواه أحمد/ صحيح الترغيب للألباني: 2231].
أخي المسلم: احذر الظلم .. احذر الظلم .. فإنه بضاعة الهالكين .. ودمار الغافلين!"
والقول بأن دعوة المظلوم مجابة هو ضرب من الوهم فالأدعية تستجاب على حسب ما كتب الله في لوح القدر فإن كان كتب أنه يعاقب الظالم بسبب دعاء المظلوم عليه فالدعاء مستجاب وإن لم يكتب لم تكن هناك استجابة وأمامنا دعوة المظلومين من مؤمنى الأقوام فمعظمها لم يستجاب إلا في نهاية الرسالة حيث أنزل الله العقاب المدمر لكل الكفار
وقد بين الله أن استجابته للدعاء متوقفة على مشيئته وهى ما كتبه في لوح القدر فقال :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وحدثنا المؤلف عما يحدث للظلمة في القيامة فقال :
" ** الظالمون يوم القيامة!! **
يا ويل الظالمين في ذلك اليوم الذي يشيب من هوله الوليد!
يوم الشدائد والأهوال!
يوم تدنو الشمس فيه من رؤوس الخلائق!
فما أشده من يوم! وما أفظعه من موقف!
{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 1، 2].
في ذلك اليوم المهول .. كيف سيكون حال الظالمين؟!
إنه يوم القصاص!
فيا ويل الظالم من حساب ذلك اليوم!
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم ما استطعتم؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة، يرى أنها ستنجيه، فما زال عبد يقوم يقول: يا رب ظلمني عبدك مظلمة، فيقول: امحوا من حسناته، وما يزال كذلك، حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب .. ». [رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني/ صحيح الترغيب: 2221]."
الحديث باطل لم يقله الرسول(ص) والخطأ محو كل حسنة مقابل كل مظلمة وهو ما يعارض أن كما أن الحسنة الواحد تزيل كل السيئات فإن السيئة الواحدة تزيل كل الحسنات كما قال تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
وقال :
" من جاء بالحسنة فله خير منها "
وحدثنا عن ندم الظالم فقال :
"وسيندم الظالم في ذلك اليوم ندامة من لا ينفعه الندم .. وسيذوق من ويل العذاب أصنافا!
أما والله إن الظلم لؤم ... وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا ... غدا عند الإله من الملوم"
وحدثنا عن بعض أشكال الظلم فقال :
"** صور من الظلم **
أخي المسلم: هناك الكثير من صور الظلم، تطل علينا في كل يوم، في واقعنا المعاصر .. ويقع فيها الكثيرون، ممن أعمى الله بصائرهم ..
وهذه الصور نذكرها من باب التذكرة، إذ إن حقيقة الظلم لا تخفى على أحد:
* منها: أكل مال اليتيم:
فكم من ظالم تجده راتعا في أموال اليتامى مسرفا في أكلها! وقد توعد الله تعالى هذا الصنف بالنار ..قال الله تعالى: {إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [النساء: 10].
* ومنها: المماطلة في قضاء الدين:
الكثيرون إذا لزمتهم الديون ماطلوا في قضائها، مع أنهم قادرون على قضائها .. بل إن البعض يستدين وفي نيته عدم القضاء! وهذا من الظلم كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
قال - صلى الله عليه وسلم -: «مطل الغنى ظلم». [رواه البخاري ومسلم].
* ومنها: ظلم المرأة في حقها وصداقها ونفقتها وكسوتها:
لقد أمرت الشريعة بالعشرة الحسنة، وبالتسريح الحسن إذا حدث خلاف بين الزوجين ..
قال الله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ... } [البقرة: 231].
فيجب على الرجل أن لا يظلم امرأته في النفقة والكسوة، والصداق؛ بل يوفيها حقها في كل ذلك، وإن كان له أكثر من زوجة؛ فيجب عليه أن يعدل في حقوقهن، فقد جاء الوعيد الشديد في حق من لا يعدل بين نسائه.
* ومنها: ظلم العمال في أجورهم:
وهو ظلم قبيح وقع فيه الكثيرون، ممن شغلهم حب المال، وهذا النوع من الظلم يكون بعدة صور:
(1) عدم إعطاء العامل أجره.
(2) إعطاء العامل أقل من أجره الذي يستحقه.
(3) تأخير أجر العامل ومماطلته دون عذر شرعي.
وكل هذه الصور يصدق عليها اسم الظلم .. وجاء الوعيد في ذلك شديدا ..
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا، فاستوفى منه ولم يعطه أجره». [رواه البخاري].
أخي المسلم: ذاك هو الظلم .. وتلك هي عواقبه الرديئة! خلق لا يتخلق به إلا أسوأ الناس حظا في المكارم! فاحذر أن تكون منهم .. وانج بنفسك عن طريق الظالمين .."
والحديث باطل لا يصح عن الرسول(ص) لأن الخصومة تكون مع كل مرتكبى أنواع الظلم وهى كل الذنوب التى لم يتب أصحابها منها ولذا سمى الله الفريقين المسلم والكافر خصمان فقال :
" هذان خصمان اختصموا في ربهم"