رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب ذكر العقبتين وعمره (ص)
هذا المخطوط للضياء المقدسي المتوفى : 643 هـ والغريب أن الله لم يذكر شىء عن حكايات العقبة فى القرآن وهو ما يدل على أنهما من التاريخ المكذوب على النبى(ص)والآن لذكر الروايات فى الكتاب:
"ذكر العقبة الأولى:
1- أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك الحريمي ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن أبي إسحاق ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، عن عبادة بن الصامت ، قال : " كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثنى عشر رجلا فبايعنا ... رسول الله (ص)، على بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله إن شاء عذب ، وإن شاء غفر "
الرواية الخطأ فيها هو مبايعة الرجال على بيعة النساء وبيعة النساء كانت للمهاجرات وهؤلاء ليسوا مهاجرين وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم" فمبايعة المؤمنات المهاجرات تختلف هنا عن المناصرة
والمصيبة الأخرى هى المبايعة على ألا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم فهذا معناه ألا تلد المرأة طفل من غير زوجها وتنسبه لزوجها وهو أمر غير ممكن التحقق فى الرجال لكونهم لا يلدون
ثم قال:
"ذكر العقبة الثانية
2- أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي ، قراءة عليه ونحن نسمع ، بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، أخبرتهم ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذة ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا موسى بن هارون بن عبد الله الجمال ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، ثنا معاوية بن عمار الدهني ، عن أبيه ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : " حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله (ص)من الأنصار ليلة العقبة ، فخرج علينا رسول الله (ص)، ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ، فقال : يا عم خذ على أخوالك , فقال له السبعون : يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت فقال : أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركوا به شيئا ، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم , قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : الجنة "
3- أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي الحريمي ، ببغداد ، أن هبة الله بن محمد ، أخبرهم ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثني أبي ، عن عامر ، قال : " انطلق النبي (ص)ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار ، عند العقبة تحت الشجرة ، فقال : ليتكلم متكلمكم ، ولا يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم , فقال قائلهم وهو أبو أمامة : سل يا محمد لربك ما شئت ، ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذلك ، قال : فقال : أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم " قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : لكم الجنة , قالوا : فلك ذلك " وبه ثنا يحيى بن زكريا ، ثنا مجالد ، عن عامر ، عن أبي مسعود الأنصاري ، نحو هذا ، قال : وكان أبو مسعود أصغرهم سنا .
4- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي ، بها ، أن هبة الله بن محمد ، أخبرهم ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إسحاق بن عيسى ، ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن خثيم ، عن أبي الزبير ، أنه حدثه ، عن جابر بن عبد الله ، " أن رسول الله (ص)لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وعكاظ ، ومنازلهم بمنى : من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي عز وجل وله الجنة , فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه ، حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو ذي رحمة فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل ، يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله إليه من يثرب ، فيأتيه الرجل فيؤمن به ، ويقرؤه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، ثم بعثنا إليه فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله (ص)يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدناه شعب العقبة ، فقال عمه العباس : يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك ، إني ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا ، قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم ، هؤلاء أحداث ، قلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة , فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو أصغر السبعين ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله (ص)، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم وإن تعضكم السيوف ، فأما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم ، وعلى قتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه وأجركم على الله عز وجل ، فأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة ، فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل ، قالوا : يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ، ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجلا رجلا ، يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة " . كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وقد رواه عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن خثيم ، بنحوه ، وفيه وأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو من أصغرهم ورواه أبو حاتم بن حيان ، عن عبد الله بن محمد ، عن إسحاق بن راهويه ، عن عبد الرزاق به .
5- وأخبرنا الإمام الزاهد أبو علي عمر بن علي بن عمر الواعظ ، بالحربية ، أن هبة الله بن الحصين ، أخبرهم ، أنبا أبو علي بن المذهب ، أنبا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن كعب بن القين ، أخو بني سلمة ، أن أخاه عبيد الله بن كعب ، وكان من أعلم الأنصار ، حدثه أن أباه كعب بن مالك ، وكان كعب ممن شهد العقبة ، وبايع رسول الله (ص)، قال : " خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، وقد صلينا وفقهنا ، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما وجهنا لسفرنا ، وخرجنا من المدينة قال البراء : يا هؤلاء إني قد رأيت والله رأيا ، وإني والله ما أدري ، أتوافقوني عليه أم لا ؟ قال : قلنا له : وما ذاك ؟ قال : قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر ، يعني الكعبة ، وأن أصلي إليها قال : فقلنا : والله ما بلغنا أن نبينا يصلي الآن إلى الشام ، وما نريد أن نخالفه فقال : إني أصلي إليها قال : فقلنا له : لكنا لا نفعل ، قال : فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة ، قال : وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة عليه ، فلما قدمنا مكة قال : يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله (ص)، سله وفي صحبة حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء ، لما رأيت من خلافكم إياي فيه ، قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله (ص)، وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك ، فلقينا رجل من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله (ص)، فقال : هل تعرفانه ؟ قال : قلنا : لا قال : هل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قلنا : نعم قال : وقد كنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا ، قال : فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه جالس ، فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله (ص)للعباس : " هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ " قال : نعم ، هذا البراء بن معرور سيد قومه ، وهذا كعب بن مالك ، قال : فوالله ما أنسى قول رسول الله (ص): " الشاعر ؟ " قال : نعم , فقال البراء بن معرور : يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام ، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر ، فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله؟ قال : لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها قال : فرجع البراء إلى قبلة رسول الله (ص)فصلى معنا إلى الشام ، قال : وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، وليس ذلك كما قالوا : نحن أعلم به منهم , قال : وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله (ص)العقبة من أوسط أيام التشريق ، فلما فرغنا من الحج ، وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله (ص)، ومعنا عبد الله بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا ، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين ، أمرنا فكلمناه ، وقلنا له : يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه ، أن تكون حطبا للنار غدا ، ثم دعوته إلى الإسلام ، وأخبرته بميعاد رسول الله (ص)، فأسلم وشهد معنا العقبة ، وكان نقيبا ، قال : فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله (ص)، نتسلل مستخفين تسلل القطا ، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع ، قال : فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله (ص)حتى جاءنا ومعه
يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب ، وهو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق ، فلما جلسنا كان العباس أول متكلم ، فقال : يا معاشر الخزرج , - قال : وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها ، - إن محمدا منا ، حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، وهو في عز من قومه والمنعة في بلده قال : فقلنا : قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال : فتكلم رسول الله (ص)فتلا ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام قال : " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " قال : فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب ، وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر ، فاعترض للقول والبراء يكلم رسول الله (ص)، أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل ، فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها ، يعني العهود ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، قال : تبسم رسول الله (ص)، ثم قال : " بل الدم الدم والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم " وقد قال رسول الله (ص): " أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم " فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس" .
وأما معبد بن مالك فحدثني في حديثه ، عن أخيه ، عن أبيه كعب بن مالك ، قال : " أول من ضرب على يد رسول الله (ص)البراء بن معرور ، ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله (ص)، صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط ، يا أهل الجباجب - والجباجب المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم , قال : فقال رسول الله (ص): " هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب ، اسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك ، ثم قال رسول الله (ص): ارفعوا " وفي رواية : " ارفضوا إلى رحالكم " قال : فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منا غدا بأسيافنا ، قال : فقال رسول الله (ص): " لم أؤمر بذلك " قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا ، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا : يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا ، وتبايعونه على حربنا ، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم ، قال : فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء ، وما علمناه ، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا قال : فبعضنا ينظر إلى بعض , قال : وقال القوم ، وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ، وعليه نعلان جديدان ، قال : فقلت كلمه ، كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا أما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش ، فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إلي ، فقال : والله ، قال : يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه ، قال : فقلت : والله لا أردهما ، قال : والله يعني قال صالح والله لئن صدق الفال لأسلبنه " .
فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر فيها كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده وروى أبو حاتم بن حبان بعضه عن محمد بن أحمد بن أبي عون ، عن عمار بن الحسن الهمداني ، عن سلمة بن الفضل بن عدي بن إسحاق ، عن معبد بن كعب ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه روى هذا الحديث بطوله من حديث محمد بن إبراهيم بن يسار ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الشعبي ، وعن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبيد بن أبي طالب ، وعن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري ، عن الزهري ، في الجزء الأول من حديث أبي بكر بن القاسم الأنباري "
يوجد فى روايات العقبة الثانية تناقضات هى :
الأول :ما سأله النبى (ص) من القوم وهو المنعة لنفسه فقط فى قولهم "يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت فقال : أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركوا به شيئا ، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم" وهو ما ينقضه أنه سأل المنعة لنفسه وأصحابه وهو قولهم:
"أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم"
الثانى : كون المنعة لمن ففى رواية كانت منعة الأنصار لأنفسهم كما فى رواية:
"وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم"
وهو ما يناقض كونها المنعة التى يمنعونها نساءهم وأولادهم فى قولهم:
" أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم "
الثالث نص المبايعة كان على المنعة فقط فى الروايات الثلاث الأولى كقولهم "وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم" وهو ما يناقض كون المبايعة كانت على السمع والطاعة والنفقة وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم بالإضافة للمنعة وهى النصر فى قول الرواية الخامسة:
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ,
الرابع: عدد المبايعين هم70 فى كما قولهم "ثم بعثنا إليه فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا " وقولهم"انطلق النبي (ص)ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار " وهو ما يناقض كونهم72 فى قول إحدى الروايات السابقة " ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع "
وأما الأخطاء فهى :
الأول ائتمان كافر على المبايعة وهو العباس عم الرسول (ص)وقطعا لا يمكن أن يكون المؤتمن كافر حتى وإن كان عمه لأن عمه الثانى فى الروايات التاريخية كان كافرا وكان على رأس الأعداء ولو كان متخذ أحد ممن فى الروايات التاريخية لاختار عمه شيخ قريش أبو طالب فالكافر لا يمكن أن يؤتمن على شىء فيه حياة الرسول(ص) وحياة المسلمين
الثانى معجزة ظهور الشيطان وندائه الكفار كى يجتمعوا لفضح البيعة وهو ما يخالف أن إبليس فى جهنم ولا يخرج منها لأرض من يوم أن طرده الله من الجنة وظهوره هو آية أى معجزة وهو ما منعه الله بقوله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ثم حدثنا الضياء عن عمر النبى(ص) فقال :
"ذكر عمره (ص):
6- أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي ، أن الحسين بن عبد الملك الخلال ، أخبره ، أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبا أبو يعلى الموصلي ، ثنا هدبة ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، أن أنسا أخبره " أن رسول الله (ص)اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة ، إلا التي مع حجته عمرته من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرته من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرته في الجعرانة ، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ، وعمرته مع حجته " أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، جميعا عن هدبة ، وهو ابن خالد القيسي ، بنحوه
7- أخبرنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب ، أن أحمد بن الحسن بن البنا ، أخبره ، أنبا الحسن بن علي الجوهري ، أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا إسحاق بن الحسن بن الحربي ، وبشر بن موسى الأسدي . وأخبرنا أحمد بن علي بن محمد الخزاز ، بالكرخ ، أن أبا بكر ابن عبد الباقي الأنصاري ، أخبرهم ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قالا : ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، ثنا عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : " اعتمر النبي (ص)أربع عمر : عمرة الجحفة ، وعمرة الثانية حين تواطئوا على عمرة قابل ، والثالثة من الجعرانة ، والرابعة التي مع حجته " أخرجه أبو داود في الحج عن النفيلي ، عن قتيبة ورواه الترمذي ، عن قتيبة , وأخرجه ابن ماجه ، عن إبراهيم بن محمد الشافعي ، بثلاثتهم عن داود بن عبد الرحمن ، بنحوه , وقال الترمذي : حديث غريب ورواه عبد الأعلى بن حماد .
8- وأخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي ، بأصبهان ، أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، وعبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد الثقفي ، أخبراهم ، قراءة عليهما ، أنبا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي ، أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ ، ثنا محمد بن سلمة بن قرباء البغدادي ، نزيل عسقلان ، وابن أبي غيلان ، وأبو خبيب البرتي عباس بن أحمد القاضي ، ببغداد ، قالوا : ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت عكرمة ، يحدث عن ابن عباس ، " أن رسول الله (ص)اعتمر أربع عمر : عمرة الحديبية ، وعمرة القضاء من قابل ، والثالثة من الجعرانة ، والرابعة التي مع حجته " ."
الخطأ فى روايات العمر هو وجود عمرة الحديبية وهى ليست بعمرة لأنه هو والمسلمون لم يقوموا بمناسك العمرة لأنهم الكفار صدوهم عن المسجد الحرام ومن ثم لا يمكن احتسابها كعمرة فضلا عن أن الله لم يسم ذلك الحدث عمرة أو الحديبية وإنما هى بيعة الشجرة أو بيعة الرضوان
ثم قال:
9- أخبرنا أبو الفضل ابن أبي نصر بن عاصم بن خالد بن عبد الواحد ، بأصبهان ، أن جده عاصم بن خالد أخبرهم ، قراءة عليه ، أنبا عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، أنبا محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ، ثنا علان بن أحمد بن سليمان ، ثنا محمد بن رمح ، ثنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر " أن حاطب بن أبي بلتعة ، كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله (ص)أتى لغزوهم ، فدله رسول الله (ص)على المرأة التي معها الكتاب ، فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها فقال : " يا حاطب أفعلت ؟ " قال : نعم ، أما إني لم أفعله غشا لرسول الله (ص)ولا نفاقا ، قد علمت أن الله عز وجل يظهر رسوله ويتم له أمره ، غير أني كنت غريبا بين أظهرهم وكانت والدتي معهم ، فأردت أن أجدها عندهم ، فقال عمر : ألا اضرب رأس هذا فقال : " أتقتل رجلا من أهل بدر ، ما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم " لفظ ابن رمح ، وفي رواية أحمد بن يونس : " أراد غزوهم" ، وعنده : " مظفر رسوله ومتم له " ، وعنده : " ظهرانيهم " , وعنده : " تقتل رجلا " , وعنده : "وما يدريك " والباقي مثله .
والخطأ هو أن الله أمر أهل بدر بعمل ما يريدون وهو يخالف أن الله يأمر الناس بأمر واحد هو عمل ما يريد الله لا ما يريدون هم ولذا قال فى آيات عدة "أطيعوا الله "كما أن العمل السابق لا يغفر سوى السيئات الماضية مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "
هذا المخطوط للضياء المقدسي المتوفى : 643 هـ والغريب أن الله لم يذكر شىء عن حكايات العقبة فى القرآن وهو ما يدل على أنهما من التاريخ المكذوب على النبى(ص)والآن لذكر الروايات فى الكتاب:
"ذكر العقبة الأولى:
1- أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك الحريمي ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن أبي إسحاق ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، عن عبادة بن الصامت ، قال : " كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثنى عشر رجلا فبايعنا ... رسول الله (ص)، على بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله إن شاء عذب ، وإن شاء غفر "
الرواية الخطأ فيها هو مبايعة الرجال على بيعة النساء وبيعة النساء كانت للمهاجرات وهؤلاء ليسوا مهاجرين وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم" فمبايعة المؤمنات المهاجرات تختلف هنا عن المناصرة
والمصيبة الأخرى هى المبايعة على ألا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم فهذا معناه ألا تلد المرأة طفل من غير زوجها وتنسبه لزوجها وهو أمر غير ممكن التحقق فى الرجال لكونهم لا يلدون
ثم قال:
"ذكر العقبة الثانية
2- أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي ، قراءة عليه ونحن نسمع ، بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، أخبرتهم ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذة ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا موسى بن هارون بن عبد الله الجمال ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، ثنا معاوية بن عمار الدهني ، عن أبيه ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : " حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله (ص)من الأنصار ليلة العقبة ، فخرج علينا رسول الله (ص)، ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ، فقال : يا عم خذ على أخوالك , فقال له السبعون : يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت فقال : أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركوا به شيئا ، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم , قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : الجنة "
3- أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي الحريمي ، ببغداد ، أن هبة الله بن محمد ، أخبرهم ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثني أبي ، عن عامر ، قال : " انطلق النبي (ص)ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار ، عند العقبة تحت الشجرة ، فقال : ليتكلم متكلمكم ، ولا يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم , فقال قائلهم وهو أبو أمامة : سل يا محمد لربك ما شئت ، ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذلك ، قال : فقال : أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم " قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : لكم الجنة , قالوا : فلك ذلك " وبه ثنا يحيى بن زكريا ، ثنا مجالد ، عن عامر ، عن أبي مسعود الأنصاري ، نحو هذا ، قال : وكان أبو مسعود أصغرهم سنا .
4- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي ، بها ، أن هبة الله بن محمد ، أخبرهم ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إسحاق بن عيسى ، ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن خثيم ، عن أبي الزبير ، أنه حدثه ، عن جابر بن عبد الله ، " أن رسول الله (ص)لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وعكاظ ، ومنازلهم بمنى : من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي عز وجل وله الجنة , فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه ، حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو ذي رحمة فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل ، يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله إليه من يثرب ، فيأتيه الرجل فيؤمن به ، ويقرؤه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، ثم بعثنا إليه فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله (ص)يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدناه شعب العقبة ، فقال عمه العباس : يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك ، إني ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا ، قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم ، هؤلاء أحداث ، قلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة , فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو أصغر السبعين ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله (ص)، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم وإن تعضكم السيوف ، فأما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم ، وعلى قتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه وأجركم على الله عز وجل ، فأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة ، فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل ، قالوا : يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ، ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجلا رجلا ، يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة " . كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وقد رواه عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن خثيم ، بنحوه ، وفيه وأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو من أصغرهم ورواه أبو حاتم بن حيان ، عن عبد الله بن محمد ، عن إسحاق بن راهويه ، عن عبد الرزاق به .
5- وأخبرنا الإمام الزاهد أبو علي عمر بن علي بن عمر الواعظ ، بالحربية ، أن هبة الله بن الحصين ، أخبرهم ، أنبا أبو علي بن المذهب ، أنبا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن كعب بن القين ، أخو بني سلمة ، أن أخاه عبيد الله بن كعب ، وكان من أعلم الأنصار ، حدثه أن أباه كعب بن مالك ، وكان كعب ممن شهد العقبة ، وبايع رسول الله (ص)، قال : " خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، وقد صلينا وفقهنا ، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما وجهنا لسفرنا ، وخرجنا من المدينة قال البراء : يا هؤلاء إني قد رأيت والله رأيا ، وإني والله ما أدري ، أتوافقوني عليه أم لا ؟ قال : قلنا له : وما ذاك ؟ قال : قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر ، يعني الكعبة ، وأن أصلي إليها قال : فقلنا : والله ما بلغنا أن نبينا يصلي الآن إلى الشام ، وما نريد أن نخالفه فقال : إني أصلي إليها قال : فقلنا له : لكنا لا نفعل ، قال : فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة ، قال : وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة عليه ، فلما قدمنا مكة قال : يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله (ص)، سله وفي صحبة حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء ، لما رأيت من خلافكم إياي فيه ، قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله (ص)، وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك ، فلقينا رجل من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله (ص)، فقال : هل تعرفانه ؟ قال : قلنا : لا قال : هل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قلنا : نعم قال : وقد كنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا ، قال : فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه جالس ، فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله (ص)للعباس : " هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ " قال : نعم ، هذا البراء بن معرور سيد قومه ، وهذا كعب بن مالك ، قال : فوالله ما أنسى قول رسول الله (ص): " الشاعر ؟ " قال : نعم , فقال البراء بن معرور : يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام ، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر ، فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله؟ قال : لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها قال : فرجع البراء إلى قبلة رسول الله (ص)فصلى معنا إلى الشام ، قال : وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، وليس ذلك كما قالوا : نحن أعلم به منهم , قال : وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله (ص)العقبة من أوسط أيام التشريق ، فلما فرغنا من الحج ، وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله (ص)، ومعنا عبد الله بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا ، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين ، أمرنا فكلمناه ، وقلنا له : يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه ، أن تكون حطبا للنار غدا ، ثم دعوته إلى الإسلام ، وأخبرته بميعاد رسول الله (ص)، فأسلم وشهد معنا العقبة ، وكان نقيبا ، قال : فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله (ص)، نتسلل مستخفين تسلل القطا ، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع ، قال : فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله (ص)حتى جاءنا ومعه
يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب ، وهو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق ، فلما جلسنا كان العباس أول متكلم ، فقال : يا معاشر الخزرج , - قال : وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها ، - إن محمدا منا ، حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، وهو في عز من قومه والمنعة في بلده قال : فقلنا : قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال : فتكلم رسول الله (ص)فتلا ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام قال : " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " قال : فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب ، وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر ، فاعترض للقول والبراء يكلم رسول الله (ص)، أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل ، فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها ، يعني العهود ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، قال : تبسم رسول الله (ص)، ثم قال : " بل الدم الدم والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم " وقد قال رسول الله (ص): " أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم " فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس" .
وأما معبد بن مالك فحدثني في حديثه ، عن أخيه ، عن أبيه كعب بن مالك ، قال : " أول من ضرب على يد رسول الله (ص)البراء بن معرور ، ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله (ص)، صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط ، يا أهل الجباجب - والجباجب المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم , قال : فقال رسول الله (ص): " هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب ، اسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك ، ثم قال رسول الله (ص): ارفعوا " وفي رواية : " ارفضوا إلى رحالكم " قال : فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منا غدا بأسيافنا ، قال : فقال رسول الله (ص): " لم أؤمر بذلك " قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا ، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا : يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا ، وتبايعونه على حربنا ، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم ، قال : فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء ، وما علمناه ، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا قال : فبعضنا ينظر إلى بعض , قال : وقال القوم ، وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ، وعليه نعلان جديدان ، قال : فقلت كلمه ، كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا أما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش ، فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إلي ، فقال : والله ، قال : يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه ، قال : فقلت : والله لا أردهما ، قال : والله يعني قال صالح والله لئن صدق الفال لأسلبنه " .
فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر فيها كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده وروى أبو حاتم بن حبان بعضه عن محمد بن أحمد بن أبي عون ، عن عمار بن الحسن الهمداني ، عن سلمة بن الفضل بن عدي بن إسحاق ، عن معبد بن كعب ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه روى هذا الحديث بطوله من حديث محمد بن إبراهيم بن يسار ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الشعبي ، وعن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبيد بن أبي طالب ، وعن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري ، عن الزهري ، في الجزء الأول من حديث أبي بكر بن القاسم الأنباري "
يوجد فى روايات العقبة الثانية تناقضات هى :
الأول :ما سأله النبى (ص) من القوم وهو المنعة لنفسه فقط فى قولهم "يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت فقال : أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركوا به شيئا ، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم" وهو ما ينقضه أنه سأل المنعة لنفسه وأصحابه وهو قولهم:
"أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم"
الثانى : كون المنعة لمن ففى رواية كانت منعة الأنصار لأنفسهم كما فى رواية:
"وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم"
وهو ما يناقض كونها المنعة التى يمنعونها نساءهم وأولادهم فى قولهم:
" أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم "
الثالث نص المبايعة كان على المنعة فقط فى الروايات الثلاث الأولى كقولهم "وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم" وهو ما يناقض كون المبايعة كانت على السمع والطاعة والنفقة وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم بالإضافة للمنعة وهى النصر فى قول الرواية الخامسة:
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ,
الرابع: عدد المبايعين هم70 فى كما قولهم "ثم بعثنا إليه فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا " وقولهم"انطلق النبي (ص)ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار " وهو ما يناقض كونهم72 فى قول إحدى الروايات السابقة " ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع "
وأما الأخطاء فهى :
الأول ائتمان كافر على المبايعة وهو العباس عم الرسول (ص)وقطعا لا يمكن أن يكون المؤتمن كافر حتى وإن كان عمه لأن عمه الثانى فى الروايات التاريخية كان كافرا وكان على رأس الأعداء ولو كان متخذ أحد ممن فى الروايات التاريخية لاختار عمه شيخ قريش أبو طالب فالكافر لا يمكن أن يؤتمن على شىء فيه حياة الرسول(ص) وحياة المسلمين
الثانى معجزة ظهور الشيطان وندائه الكفار كى يجتمعوا لفضح البيعة وهو ما يخالف أن إبليس فى جهنم ولا يخرج منها لأرض من يوم أن طرده الله من الجنة وظهوره هو آية أى معجزة وهو ما منعه الله بقوله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ثم حدثنا الضياء عن عمر النبى(ص) فقال :
"ذكر عمره (ص):
6- أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي ، أن الحسين بن عبد الملك الخلال ، أخبره ، أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبا أبو يعلى الموصلي ، ثنا هدبة ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، أن أنسا أخبره " أن رسول الله (ص)اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة ، إلا التي مع حجته عمرته من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرته من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرته في الجعرانة ، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ، وعمرته مع حجته " أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، جميعا عن هدبة ، وهو ابن خالد القيسي ، بنحوه
7- أخبرنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب ، أن أحمد بن الحسن بن البنا ، أخبره ، أنبا الحسن بن علي الجوهري ، أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا إسحاق بن الحسن بن الحربي ، وبشر بن موسى الأسدي . وأخبرنا أحمد بن علي بن محمد الخزاز ، بالكرخ ، أن أبا بكر ابن عبد الباقي الأنصاري ، أخبرهم ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قالا : ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، ثنا عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : " اعتمر النبي (ص)أربع عمر : عمرة الجحفة ، وعمرة الثانية حين تواطئوا على عمرة قابل ، والثالثة من الجعرانة ، والرابعة التي مع حجته " أخرجه أبو داود في الحج عن النفيلي ، عن قتيبة ورواه الترمذي ، عن قتيبة , وأخرجه ابن ماجه ، عن إبراهيم بن محمد الشافعي ، بثلاثتهم عن داود بن عبد الرحمن ، بنحوه , وقال الترمذي : حديث غريب ورواه عبد الأعلى بن حماد .
8- وأخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي ، بأصبهان ، أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، وعبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد الثقفي ، أخبراهم ، قراءة عليهما ، أنبا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي ، أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ ، ثنا محمد بن سلمة بن قرباء البغدادي ، نزيل عسقلان ، وابن أبي غيلان ، وأبو خبيب البرتي عباس بن أحمد القاضي ، ببغداد ، قالوا : ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت عكرمة ، يحدث عن ابن عباس ، " أن رسول الله (ص)اعتمر أربع عمر : عمرة الحديبية ، وعمرة القضاء من قابل ، والثالثة من الجعرانة ، والرابعة التي مع حجته " ."
الخطأ فى روايات العمر هو وجود عمرة الحديبية وهى ليست بعمرة لأنه هو والمسلمون لم يقوموا بمناسك العمرة لأنهم الكفار صدوهم عن المسجد الحرام ومن ثم لا يمكن احتسابها كعمرة فضلا عن أن الله لم يسم ذلك الحدث عمرة أو الحديبية وإنما هى بيعة الشجرة أو بيعة الرضوان
ثم قال:
9- أخبرنا أبو الفضل ابن أبي نصر بن عاصم بن خالد بن عبد الواحد ، بأصبهان ، أن جده عاصم بن خالد أخبرهم ، قراءة عليه ، أنبا عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، أنبا محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ، ثنا علان بن أحمد بن سليمان ، ثنا محمد بن رمح ، ثنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر " أن حاطب بن أبي بلتعة ، كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله (ص)أتى لغزوهم ، فدله رسول الله (ص)على المرأة التي معها الكتاب ، فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها فقال : " يا حاطب أفعلت ؟ " قال : نعم ، أما إني لم أفعله غشا لرسول الله (ص)ولا نفاقا ، قد علمت أن الله عز وجل يظهر رسوله ويتم له أمره ، غير أني كنت غريبا بين أظهرهم وكانت والدتي معهم ، فأردت أن أجدها عندهم ، فقال عمر : ألا اضرب رأس هذا فقال : " أتقتل رجلا من أهل بدر ، ما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم " لفظ ابن رمح ، وفي رواية أحمد بن يونس : " أراد غزوهم" ، وعنده : " مظفر رسوله ومتم له " ، وعنده : " ظهرانيهم " , وعنده : " تقتل رجلا " , وعنده : "وما يدريك " والباقي مثله .
والخطأ هو أن الله أمر أهل بدر بعمل ما يريدون وهو يخالف أن الله يأمر الناس بأمر واحد هو عمل ما يريد الله لا ما يريدون هم ولذا قال فى آيات عدة "أطيعوا الله "كما أن العمل السابق لا يغفر سوى السيئات الماضية مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "