- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
نقل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى سجن كوبر في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد أيام من عزل الجيش له من منصب رئيس البلاد.
وتقول تقارير إن الرئيس السابق كان محتجزا حتى وقت قريب في القصر الرئاسي تحت حراسة مشددة، ويشار إلى أنه معزول في حبس انفرادي ومحاط بإجراءات أمنية مشددة.
وأدت احتجاجات شهدتها السودان لشهور إلى الإطاحة بالبشير والقبض عليه يوم الخميس الماضي، بعد فترة حكم للبلاد استمرت لعقود.
وكان وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم قد قال لوكالة رويترز للأنباء إن أوغندا ستبحث منح حق اللجوء للرئيس المعزول، رغم اتهامات موجهة إليه من المحكمة الجنائية الدولية.
إلا أنها وبصفتها عضوا في المحكمة، سيكون على أوغندا تسليم البشير للمحكمة حال وصوله إليها، فيما لم يرد تعليق من جانب المحكمة حتى الآن.
ومنذ الإطاحة به، لم يكن مكان البشير معلوما، وقال عوض بن عوف رئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق آنذاك إن البشير كان محتجزا في "مكان آمن"، قبل أن يتنحى هو أيضا عن رئاسة المجلس بعد ذلك بوقت قليل.
وعين الفريق عبد الفتاح البرهان مكان بن عوف رئيسا للمجلس العسكري. ليصبح ثالث رجل يقود البلاد خلال أيام.
وتعهد المتظاهرون بالبقاء معتصمين في الشوارع إلى أن يتم الخضوع لمطلبهم الرئيسي المتمثل في انتقال فوري للسلطة إلى حكومة مدنية.
مقترحات المعارضة
وسلمت قوى المعارضة التي تتبنى الاحتجاجات في السودان اليوم الأربعاء مقترحاتها بشأن تشكيل الحكومة الانتقالية للمجلس العسكري.
وطبقا للوثيقة التي اطلعت عليها بي بي سي، طالب التحالف بتشكيل مجلس رئاسي يتكون من تسعة أشخاص من بينهم ممثل للجيش.
وتضمن المقترح تشكيل مجلس وزراء مكون من سبعة عشر وزيرا من بينهم رئيس الوزراء على أن تتولى القوات النظامية حقيبتي الدفاع والداخلية.
واقترح التحالف تشكيل مجلس تشريعي مكون من مائة وعشرين عضوا على أن يكون تمثيل المرأة فيه بنسبة أربعين في المائة.
وقال التحالف ان وزراء الحكومة يجب أن يكونوا من أصحاب الكفاءات المشهود لهم بالنزاهة، وأن يتم تعيينهم بالتشاور معهم.
وأوضحت قيادات المعارضة أنهم في انتظار المجلس العسكري للموافقة على المقترحات، قبل أن تسلم أسماء المرشحين للمناصب.
من عمر البشير؟
قاد عمر البشير السودان لما يقارب الثلاثين عاما.
ووجهت إليه الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور جنوبي السودان، وهو ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة باعتقاله.
وبعد أشهر من الاحتجاجات، التي اندلعت في البداية نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد وتحولت فيما بعد للمطالبة بإقالة الحكومة، قام الجيش بعزل البشير يوم الخميس.
وفي أعقاب عزله، عُيِّن المجلس العسكري الانتقالي الذي قال إنه سيبقى في السلطة لعامين كحد أقصى إلى أن تكون هناك فرصة لتعيين حكومة مدنية مكانه.
ما الأوضاع داخل سجن كوبر؟
بني سجن كوبر، الواقع على الضفة الشرقية من النيل الأزرق، خلال فترة الاستعمار البريطاني الذي استمر يحكم السودان 60 عاما.
ويتسع السجن، المحاط بأسوار خرسانية مرتفعة، لإيواء مئات السجناء، لكن يقال إن مساحة زنازينه الضيقة بالفعل باتت محدودة للغاية.
وكان العديد من المحتجين وقادة المعارضة ممن خرجوا إلى الشوارع مطالبين باستقالة البشير قد حبسوا خلف قضبان ذلك السجن في جناحه الخاص بالسجناء السياسيين، ويدار ذلك الجناح في السجن من قبل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وليس الشرطة.
وقال أليكس وال، وهو محلل سوداني زار السجن، لبي بي سي إنه لم يجر تجديد بنيته التحتية منذ بنائه.
إلا أنه استدرك أن السجن يتمتع بسمعة جيدة من حيث معاملة نزلائه وعدم تعريضهم لأي شكل من أشكال "العنف غير المبرر".
وذكر أحد السجناء السابقين فيه لوكالة فرانس برس للأنباء، والذي كان قد احتجز في يناير كانون الثاني العام الماضي لمشاركته في احتجاجات مناهضة للبشير، أنه يجري احتجاز ما يصل إلى سبعة سجناء في كل زنزانة تقريبا، ومعظمهم من المدانين في قضايا جنائية بسيطة.