هل بدأ تصحيح الدولار؟ أم هذه محاولة فاشلة أخرى؟

[طارق جبور]

   

 

 

هل بدأ تصحيح الدولار؟ أم هذه محاولة فاشلة أخرى؟​

منذ 25/آب/2010، شهدنا حوالي 12 محاولة للدولار الأمريكي في أن يدخل اتجاهاً صاعداً و نحن نعيش الآن في المحاولة الـ 13 التي بدأت يوم الجمعة الماضي. في كل مرّة حاول فيها الدولار الأمريكي أن يدخل اتجاهاً صاعداً، لم يكن هذا الاتجاه الصاعد قادراً على أن يستمر لأكثر من يومين متتالين و منذ التاريخ المشار له أعلاه، و نحن نرى بأن الاتجاه الإجمالي للدولار الأمريكي هو هابط بشكل حاد و هذه الأرقام و الإشارات جميعها هي بحسب مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الرئيسية الستة.
هذا اليوم، ارتفع الدولار الأمريكي بشكل واضح مقابل سلّة العملات الست الرئيسية من الأدنى 76.91 محققاً الأعلى 77.63 فيما هو يتداول في هذه اللحظات بإيجابية لكنه فقد الكثير من ما اكتسبه خلال تداولات آسيا و أوروبا اليوم. البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية أعطت المتداولين سبباً للتساؤل حول مدى فعالية اختلاط الآراء بين الفيدرالي الأمريكي تجاه كمية سياسة التخفيف الكمي اللازمة لدعم و تحفيز الاقتصاد الأمريكي. يخشى المتداولين بأن لا تكون سياسة التخفيف الكمي كافية لدعم الاقتصاد، فيما المهتمين في أسواق العملات بدئوا يرون بأن هذه السياسة لن تكون كبيرة جداً و لهذا اعتقدوا بأن سعر صرف الدولار ما دون السعر العادل له مقارنة في التوقعات السابقة في أن تكون سياسة التخفيف الكمي كبيرة.
انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي محققاً الأدنى له عند 1.3829 منخفضاً من الأعلى 1.3991. يبدو بأن الحاجز النفسي 1.4000 لم يتمكن اليورو من الاستقرار فوقه بشكل واضح و هذا ما أعاد العزم الهابط لليورو في ظل موجة صاعدة قوية للدولار الأمريكي. يتداول سعر صرف اليورو في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 1.3915 و مستوى المقاومة 1.3990 بميل واضح لصالح الدولار الأمريكي بالنظر إلى إجمالي تداولات هذا اليوم لكن خلال الخمس ساعات الأخيرة نرى بأن اليورو يحاول تعويض خسائره مقابل الدولار لكن على ما يبدو فطلب الدولار في الأسواق المالية كعملة تصفية مراكز مالية ما زال يمنع اليورو من تحقيق تعويض لكامل الخسائر التي تعرّض لها.
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم خصوصاً بعد أن عاد الزوج للتداول تحت مستوى 1.5965 الفاصل بين الاتجاه الصاعد و الهابط بشكل عام. انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بعد ملامسته لمستوى 1.6002 دولار للجنيه الإسترليني الواحد و حقق الأدنى عند مستوى 1.5835 دولار للجنيه الإسترليني. هذا و نرى الزوج الآن يتداول بميل لصالح الدولار الأمريكي على مدى اليوم كاملاً رغم محاولات الجنيه في تعويض الخسائر التي تعرّض لها خلال تداولات يوم الجمعة و هذا اليوم. يتداول سعر صرف الجنيه الآن بين مستوى الدعم 1.5860 و مستوى المقاومة 1.5965 الذي تبعه أيضاً مستوى المقاومة 1.5980 و في حال ثبتت التداولات ما دون هذه المستويات من المقاومة، قد نرى محاولة اختبار مستوى الدعم 1.5820 قبل أن نرى محاولة جديدة لاكتساب العزم الصاعد.
برغم قوّة الدولار الأمريكي في الأسواق المالية، نرى بأن سعر صرف الدولار الأمريكي ما زال يتجه للانخفاض مقابل الين الياباني. انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم من الأعلى له مقابل الين عند 81.48 نحو الأدنى 81.10 ين للدولار الأمريكي الواحد.تداولات الين الياباني هذا اليوم كانت إيجابية مقابل معظم العملات الأجنبية في الأسواق المالية، لكن لو قارنا حركة الين مقابل العملات الرئيسية، سوف نجد بأن انخفاض الدولار اليوم كان طفيفاً و لم يخرج عن نطاق تداولات الزوج يوم الجمعة الماضي. يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بين مستوى الدعم 81.00 و المقاومة الأقرب 81.45 في نطاق تداولات ضيق جداً طوال هذا اليوم في اتجاه جانبي. لكن بشكل عام، نستطيع أن نلاحظ بأن الين الياباني قد استطاع أن يحقق استمرارية في الاتجاه الصاعد بشكل عام لأربع أسابيع متتالية منذ تدخل بنك اليابان في سعر صرف الين الياباني مفشلاً بذلك التدخّل الحكومي الذي حصل.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سوف تستمر موجة الدولار التصحيحية الصاعدة؟ أم سوف تكون مثل الموجات الصاعدة السابقة التي لم تدم أكثر من جلستان متتاليتان في الأسواق المالية؟ في ظل قلق المتداولين حول مقدار سياسة التخفيف الكمي و حول مخاطر انكماش التضخم في الاقتصاد الأمريكي، و بين انتظار اجتماع مجموعة الدول العشرين، نرى الأسواق المالية الآن تتداول في تذبذب شديد يصب لصالح الدولار الأمريكي و الين الياباني في أغلب الأوقات رغم بعض الانخفاض الذي حصل خلال الفترة الأمريكية في سعر الدولار.