كتب د . حسن البراري - فجأة ومن دون سابق انذار، يشتعل النقاش العام في اسرائيل حول ضرورة من عدم ضرورة اللجوء للخيار العسكري لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية بهدف منع طهران من تطوير قدرات عسكرية نووية.
وعلى نحو لافت يتجاهل النقاش العام الذي انضم له كبار قادة تل أبيب مسألة امتلاك اسرائيل خياراً عسكرياً من عدم ذلك، فكل المؤشرات العسكرية تشير الى ان القضاء على المشروع الإيراني لا يتحقق بنجاح الا بطلعات جوية مستمرة لمدة ثلاثة أسابيع وقصف مركز يستند على معلومات استخبارية دقيقة وهو الامر الذي لا يتوافر لإسرائيل دون مساندة لوجستية كبيرة من الولايات المتحدة وربما احدى الدول العربية التي بدأت حملة إعلامية ضد ايران.
ربما لن يقدم أوباما على ذلك وهو في خضم معركة اعادة الانتخاب وفي ظل التغير الجيوبوليتي وانتقاله الى الهادي بدلا من الأطلسي وما يعنيه ذلك من ضرورة استثمار أميركا الكبير في الترتيبات في شرق آسيا اذا ما أرادت واشنطن لعب الدور القيادي ذاته الذي لعبته وما زالت عندما كان الاطلنطي وليس الهادي الثقل الجيوبوليتي للعالم. وهذا ما تؤكد عليه هيلاري كلينتون في دراسة مستفيضة نشرتها مجلة الفورين بوليسي في عددها الاخير.
ومع ذلك تجري أميركا تمريناً عسكرياً هو الاكبر في تاريخ العلاقات بين الحليفين، ويتزامن هذا التمرين مع التمارين غير المنقطعة التي يجريها سلاح الجو الاسرائيلي للانقضاض على المنشآت الإيرانية عندما تحين ساعة الصفر، ومع ذلك فإسرائيل تعاني من انكشاف استراتيجي وآخر امني، يتمثل الاول بامتلاك ايران لإمكانيات الضربة الثانية ويتمثل الثاني باحتمالية اشتعال جبهة الشمال اذا ما وظفت إيران حزب الله وربما حماس. بمعنى ان لإيران قدرات ردع تدفع قادة اسرائيل لإعادة الحسابات اكثر من مرة قبل البدء باي حماقة استراتيجية.
اللافت ان رئيس دولة اسرائيل شمعون بيرس انضم لقائمة المحذرين من احتمال قيام اسرائيل بهجوم في وقت مازال فيه نتنياهو صامتاً وفي وقت يحاول فيه رئيس الموساد السابق مئير داغان وزعيم شاس ووزير الداخلية ايلي يشاي من إبراز عبثية الخيار العسكري. والحجة لدى بيرس هي ان تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي سيصدر قريبا يشير الى ان ايران وصلت الى مرحلة اللا عودة وان ثمة صوراً جوية تظهر اقتراب ايران من امتلاك قدرات نووية عسكرية، وبما ان وظيفة قادة اسرائيل هي منع هولوكوست آخر نجد حالة من الهلع تسيطر على النقاش العام.
ومن ناحية اخري نجد القوى المؤيدة لإسرائيل على الساحة الاميركية تضاعف من نشاطها لتذكير الجميع في الولايات المتحدة بانه لا يجوز ترك اسرائيل وحيدة في هذه المعركة، والمقولة السائدة هذه الايام في واشنطن تفيد بان مصالح أميركا وليس اسرائيل هي من سيتهدد في حال نجاح ايران في مساعيها النووية، لكن هناك تقارير اخرى كالتقرير الذي نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تفيد بأن اسرائيل هي ذخر استراتيجي لأميركا التي لا مناص من حمايتها ضد الخطر الإيراني القادم من الشرق.
ومع كل هذه المحاولات نرى ان الخطر النووي الإيراني على اسرائيل قد يكون خطراً وجودياً في حين انه بالنسبة لأميركا احد التحديات الذي لن يصل الى التحدي الصيني على سبيل المثال، بمعنى ان أميركا التي تمتلك قدرات مسح ايران عن الخارطة تمتلك قوة الردع المطلوبة واكثر لإقناع الإيرانيين بعدم العبث مع أميركا عندما يتعلق الامر بمصالحها الحيوية.
وحتى تكتمل الصورة، نقول ان لإسرائيل قوة الردع الاستراتيجية لانها تمتلك قدرات الضربة الثانية وهو ما يعرفه الإيرانيون جيدا. غير ان التغير في موازين القوى النووية في الشرق الاوسط في حال امتلاك ايران للسلاح النووي سينهي الهيمنة الاسرائيلية التي تعرف بإمكانية اسرائيل الاعتداء على الآخرين دون ان تحاسب كما ينبغي. وإيران لا تهاجم اسرائيل ولا تهدد بذلك في حين تتبخر العقلانية على نيران النقاش العام الاخير في اسرائيل الامر الذي دفع جدعون ليفي من هارتس للقول بان على اسرائيل ان تثبت عقلانية وليس ايران.
ان أحدا لا يمكنه التنبؤ بما ستقدم عليه اسرائيل في الأشهر القادمة، فالشروط الموضوعية لا تعمل لصالح انضاج خيار عسكري إسرائيلي ومع ذلك لا يمكن الركون الى عقلانية اليمين الحاكم في اسرائيل وبخاصة عندما يتنطح بيرس لبناء حالة الحرب لترويجها دوليا، وربما تمارس واشنطن خداعا استراتيجيا للتحضير لضربة عسكرية لإيران بعد انهاء انسحاب قواتها من العراق، بمعنى ان ما يجري على الارض لا يدل على ان عام ٢٠١٢ سيكون خاليا من حرب قد تكون فيها أميركا وبريطانيا وإسرائيل في تحالف ثلاثي مدعوم من دولة بترولية بدأت بتسخين الأجواء توطئة لسيناريو الحرب.
وعلى نحو لافت يتجاهل النقاش العام الذي انضم له كبار قادة تل أبيب مسألة امتلاك اسرائيل خياراً عسكرياً من عدم ذلك، فكل المؤشرات العسكرية تشير الى ان القضاء على المشروع الإيراني لا يتحقق بنجاح الا بطلعات جوية مستمرة لمدة ثلاثة أسابيع وقصف مركز يستند على معلومات استخبارية دقيقة وهو الامر الذي لا يتوافر لإسرائيل دون مساندة لوجستية كبيرة من الولايات المتحدة وربما احدى الدول العربية التي بدأت حملة إعلامية ضد ايران.
ربما لن يقدم أوباما على ذلك وهو في خضم معركة اعادة الانتخاب وفي ظل التغير الجيوبوليتي وانتقاله الى الهادي بدلا من الأطلسي وما يعنيه ذلك من ضرورة استثمار أميركا الكبير في الترتيبات في شرق آسيا اذا ما أرادت واشنطن لعب الدور القيادي ذاته الذي لعبته وما زالت عندما كان الاطلنطي وليس الهادي الثقل الجيوبوليتي للعالم. وهذا ما تؤكد عليه هيلاري كلينتون في دراسة مستفيضة نشرتها مجلة الفورين بوليسي في عددها الاخير.
ومع ذلك تجري أميركا تمريناً عسكرياً هو الاكبر في تاريخ العلاقات بين الحليفين، ويتزامن هذا التمرين مع التمارين غير المنقطعة التي يجريها سلاح الجو الاسرائيلي للانقضاض على المنشآت الإيرانية عندما تحين ساعة الصفر، ومع ذلك فإسرائيل تعاني من انكشاف استراتيجي وآخر امني، يتمثل الاول بامتلاك ايران لإمكانيات الضربة الثانية ويتمثل الثاني باحتمالية اشتعال جبهة الشمال اذا ما وظفت إيران حزب الله وربما حماس. بمعنى ان لإيران قدرات ردع تدفع قادة اسرائيل لإعادة الحسابات اكثر من مرة قبل البدء باي حماقة استراتيجية.
اللافت ان رئيس دولة اسرائيل شمعون بيرس انضم لقائمة المحذرين من احتمال قيام اسرائيل بهجوم في وقت مازال فيه نتنياهو صامتاً وفي وقت يحاول فيه رئيس الموساد السابق مئير داغان وزعيم شاس ووزير الداخلية ايلي يشاي من إبراز عبثية الخيار العسكري. والحجة لدى بيرس هي ان تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي سيصدر قريبا يشير الى ان ايران وصلت الى مرحلة اللا عودة وان ثمة صوراً جوية تظهر اقتراب ايران من امتلاك قدرات نووية عسكرية، وبما ان وظيفة قادة اسرائيل هي منع هولوكوست آخر نجد حالة من الهلع تسيطر على النقاش العام.
ومن ناحية اخري نجد القوى المؤيدة لإسرائيل على الساحة الاميركية تضاعف من نشاطها لتذكير الجميع في الولايات المتحدة بانه لا يجوز ترك اسرائيل وحيدة في هذه المعركة، والمقولة السائدة هذه الايام في واشنطن تفيد بان مصالح أميركا وليس اسرائيل هي من سيتهدد في حال نجاح ايران في مساعيها النووية، لكن هناك تقارير اخرى كالتقرير الذي نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تفيد بأن اسرائيل هي ذخر استراتيجي لأميركا التي لا مناص من حمايتها ضد الخطر الإيراني القادم من الشرق.
ومع كل هذه المحاولات نرى ان الخطر النووي الإيراني على اسرائيل قد يكون خطراً وجودياً في حين انه بالنسبة لأميركا احد التحديات الذي لن يصل الى التحدي الصيني على سبيل المثال، بمعنى ان أميركا التي تمتلك قدرات مسح ايران عن الخارطة تمتلك قوة الردع المطلوبة واكثر لإقناع الإيرانيين بعدم العبث مع أميركا عندما يتعلق الامر بمصالحها الحيوية.
وحتى تكتمل الصورة، نقول ان لإسرائيل قوة الردع الاستراتيجية لانها تمتلك قدرات الضربة الثانية وهو ما يعرفه الإيرانيون جيدا. غير ان التغير في موازين القوى النووية في الشرق الاوسط في حال امتلاك ايران للسلاح النووي سينهي الهيمنة الاسرائيلية التي تعرف بإمكانية اسرائيل الاعتداء على الآخرين دون ان تحاسب كما ينبغي. وإيران لا تهاجم اسرائيل ولا تهدد بذلك في حين تتبخر العقلانية على نيران النقاش العام الاخير في اسرائيل الامر الذي دفع جدعون ليفي من هارتس للقول بان على اسرائيل ان تثبت عقلانية وليس ايران.
ان أحدا لا يمكنه التنبؤ بما ستقدم عليه اسرائيل في الأشهر القادمة، فالشروط الموضوعية لا تعمل لصالح انضاج خيار عسكري إسرائيلي ومع ذلك لا يمكن الركون الى عقلانية اليمين الحاكم في اسرائيل وبخاصة عندما يتنطح بيرس لبناء حالة الحرب لترويجها دوليا، وربما تمارس واشنطن خداعا استراتيجيا للتحضير لضربة عسكرية لإيران بعد انهاء انسحاب قواتها من العراق، بمعنى ان ما يجري على الارض لا يدل على ان عام ٢٠١٢ سيكون خاليا من حرب قد تكون فيها أميركا وبريطانيا وإسرائيل في تحالف ثلاثي مدعوم من دولة بترولية بدأت بتسخين الأجواء توطئة لسيناريو الحرب.