- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أوردت برقية رسمية صادرة عن السفارة السعودية، معلومات عن أحد النواب البارزين في "مجلس العموم البريطاني"، وعن صلته الوثيقة جدا بـ"إسرائيل" ودفاعه عنها، وكذلك عن زيارته لبشار الأسد في دمشق.
البرقية المخصصة لاستعراض موجز عن تاريخ النواب الذين فازوا في الانتخابات البريطانية لعام 2010، وصفت النائب "بروك نيومارك" بأنه يهودي ولد في أمريكا عام 1958، لكنه عاش في بريطانيا منذ كان عمره 9 سنوات.
وأبانت البرقية أن "نيومارك" عضو في مجموعة "أصدقاء إسرائيل" التابعة لحزب المحافظين، وأنه سبق أن زار بشار الأسد، ومن غير المعلوم إن كانت زيارته تلك تمت بموافقة حزب المحافظين.
ودخل "نيومارك" البرلمان البريطاني منذ انتخابات 2005 نائبا عن حزب المحافظين، وجدد الاحتفاظ بكرسيه في انتخابات 2010، وقبل موعد الانتخابات التالية (2015)، عصفت بـ"نيومارك" فضيحة صور جنسية أطاحت به من الحكومة، وأجبرته على الاستقالة من منصبه (وزير المجتمع المدني)، ثم إعلان تخليه عن خوض انتخابات 2015.
ففي أيلول/سبتمبر من 2014، كشفت إحدى الصحف البريطانية عن قيام "نيومارك" بإرسال صور تظهر عاريا، إلى صحافي خدعه وقدم نفسه على موقع "فيسبوك" بصفته امرأة.
ولاحقا تناقلت صحف بريطانية "عينات" من الصور الفاضحة للوزير، الذي قالت إنه متزوج وأب لخمسة أولاد، فضلا عن "مقتطفات" من محادثاته الخلاعية.
وأجبرت نتائج انتخابات 2010 على تشكيل أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، إذ لم ينجح أي من الأحزاب المتنافسة في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان.
3 ساعات
وبالعودة إلى اجتماعات بشار الأسد بـ"نيومارك"، فقد التقى الشخصان عدة مرات، نشر الإعلام عن مرتين منها على الأقل، ففي بدايات 2008 مرت وسائل إعلام النظام على خبر اللقاء بشكل مقتضب جدا، دون أن تذكر أي شيء عن وظيفة أو تاريخ "نيومارك"، بل حتى دون أن تشير إلى انتمائه السياسي، سواء كان من حزب العمال أو المحافظين.
وأكد الخبر المختصر أن بشار بحث مع "نيومارك" التطورات في المنطقة، ولاسيما الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي 2011، وبينما كان بشار يواصل قمع السوريين الثائرين ضد حكمه ويصعد عمليات قتلهم، قام "نيومارك" بزيارة "الديكتاتور" في قصره، حسب وصف الصحافة البريطانية، التي فتحت النار على وزير الخارجية البريطاني "وليم هيج"، متسائلة عن مغزى زيارة "نيومارك" وجلوسه لمدة 3 ساعات مع بشار، وتناولهما "الشاي" في دلالة على حميمية اللقاء.
وأبدت صحف وشخصيات سياسية بريطانية تشكيكها في حقيقة الرسالة التي حملها "نيومارك" لبشار الأسد خلال 2011، والتي اتفق "نيومارك" ووزارة الخارجية على أنها كانت رسالة تأمر بشار بوقف العنف، وهو ما يتناقض مع تاريخ "نيومارك"، الذي عرف بتردده على دمشق، ودعوته للانفتاح على نظام بشار الأسد.
وأقر "هيج" حينها أن "نيومارك" زار بشار مرارا، ولكن على نفقته الخاصة، وأنه كان –أي "هيج- على علم مسبق بتلك الزيارات.
على الهامش
في 2013، صرح "نيومارك" في مقالة كتبها بقلمه أنه التقى بشار الأسد لأول في دمشق عام 2006، وأن اللقاءات تكررت على مدى 5 سنوات، وأنها دائما كانت لقاءات مغلقة (تتم على انفراد حسب قوله)، مضيفا: "كما حظيت بلقاء مدهش مع زوجته أسماء، وعلى انفراد أيضا.. لن أنسى أبدا الحديث الرائع الذي كان لي معها في أوائل عام 2011. ولقد التقينا مرة أخرى، على انفراد في منزلها الخاص بدمشق، وشربنا الشاي، كما تجاذبنا أطراف الحديث".
نص الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام النظام عن زيارة "نيومارك" في كانون الثاني/يناير 2008:
"استقبل السيد الرئيس بشار الأسد قبل ظهر أمس النائب البريطاني بروك نيومارك.وقد جرى خلال اللقاء عرض عام للمستجدات في المنطقة، ولا سيما ما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعراق، ولبنان".
نص الخبر الذي تناقله إعلام النظام عن زيارة "نيومارك" في حزيران/يونيو 2011:
"التقى السيد الرئيس ظهر أمس النائب البريطاني عن حزب المحافظين بروكس نيومارك.
ووضع الرئيس الأسد النائب بصورة الأحداث التي تشهدها سورية وخطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها، مشددا على أهمية التمييز بين مطالب الناس المحقة التي تلبيها الدولة عبر المراسيم والقوانين التي أقرت، وبين التنظيمات المسلحة، التي تستغل هذه المطالب لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد.
وأعرب النائب نيومارك عن حرصه على أمن سورية واستقرارها الذي يعد ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة".