- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
حذرت الولايات المتحدة من قيام تركيا بأي عملية عسكرية أحادية الجانب بمناطق شرق الفرات في شمال سوريا، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الماضي أن بلاده ستشن تلك العملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وأنه أبلغ موسكو وواشنطن بخصوصها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم الثلاثاء إن بلاده ستمنع أي توغل أحادي الجانب شمالي سوريا، وإن أي عملية تركية هناك "غير مقبولة".
كما قال إسبر، في تصريحات للصحفين المرافقين له في زيارة لليابان، إن تنفيذ عملية تركية في شمال سوريا، قد يحول دون تركيز "قوات سوريا الديمقراطية" على منع تنظيم الدولة الإسلامية من استعادة أراض كان يسيطر عليها من قبل. وتعد وحدات حماية الشعب الكردية الفصيل المسلح الرئيسي في "قوات سوريا الديمقراطية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه المحادثات بين وفد عسكري أمريكي مع مسؤولين أتراك في أنقرة للتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري شرق الفرات.
أردوغان يجدد تهديده
وبعد ساعات من التصريحات الأمريكية، جدد أردوغان عزمه القضاء على التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية "في وقت قريب جدا".
وأضاف أردوغان في كلمة متلفزة اليوم الثلاثاء "لتركيا الحق في القضاء على كل ما يهدد أمنها القومي".
وكان الرئيس التركي قد قال يوم الأحد إن تركيا، ستشن عملية عسكرية شرق نهر الفرات، حيث تبسط وحدات الشعب الكردية المدعومة من قبل القوات الأمريكية سيطرتها.
كما ألمح أردوغان إلى صفقة نظام المقاتلات الروسية من طراز إس 400 التي استلمتها بلاده مؤخرا، والتي تسببت بخلاف مع الولايات المتحدة.
وقال إنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لن يسمح للعلاقات بين حليفتي الناتو أن تكون أسيرة الخلاف حول شراء أنقرة لتلك المنظومة.
وتجري مفاوضات بين واشنطن وأنقرة بغية التوصل لإنشاء "منطقة آمنة" في المناطق التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في شمال سوريا، لفصل الحدود التركية عن بعض المواقع الكردية السورية.
لكن تركيا حذرت من أنه في حال لم تكن المواقف الأميركية "مرضية" فإنها ستشن عملية عسكرية في سوريا لإنشاء هذه "المنطقة الآمنة" بشكل أحادي.
وقال أردوغان "تركيا تتوقع من الولايات المتحدة خطوات تتناسب مع وضعها كحليف في حلف شمال الأطلسي وشريك استراتيجي".
وكانت واشنطن اقترحت نهاية العام الماضي إنشاء "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومترا على طول الحدود بين الطرفين، تتضمن أبرز المدن الكردية.
ورحبت أنقرة حينها بالاقتراح لكنها أصرت على أن تدير تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.
وتطالب أنقرة واشنطن بوقف دعم المقاتلين الأكراد. وتخشى من إقامتهم حكما ذاتيا قرب حدودها، وتعتبر الوحدات الكردية منظمة "إرهابية" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ عقود.
وفي حال شنت تركيا هذه العملية ستكون ثالث توغل تركي في شمال سوريا خلال ثلاث سنوات ضد الوحدات الكردية وتنظيم الدولة، إذ شن الجيش التركي عمليتين في عفرين وجرابلس والباب بمحافظة حلب عامي 2016 و2018.