- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
ما يزال الهوس بالعملات المشفرة يفتح شهية المستثمرين على العملات الرقمية، وذلك حتى بعدما أصبحت صناديق التحوط أكثر حذرا فيما يتعلق بتلك الفئة من الأصول. وبدأ التقلب الشديد الذي تعاني منه بتكوين يرهق بعض المستثمرين، ولكن على طرف النقيض يوجد مستثمرون ينتهزون هذا الانخفاض باعتباره فرصة شراء، حتى وإن لم يكن بالضرورة (لبتكوين).
والبتكوين طبقا لفوربس هي الأشهر، والوجه المعبر عن الظاهرة الجديدة الخاصة بالعملات المشفر. وبالعودة إلى 2017، تحديدا عند بدء العرض الأولي للعملة، وفي هذا الوقت حدث انفجارا، وبلغ الإغلاق الإجمالي 5 مليار دولار في التمويل.
وكانت هذه العروض الأولية فرصة للمستثمرين للحصول على أرباح من فئة الأصول الجديدة (والتي لم تكن مفهوما فهما تاما وقتها)، دون الحاجة إلى دفع المبالغ الكبيرة اللازمة للاستثمار في عملة بتكوين واحدة. ولكن لسوء الحظ، تسببت الشعبية والقيمة المتنامية للعملات البديلة في استخدامها في خطط احتيال، ونشاطات إجرامية وخارجة على القانون.
كما شهدنا في سوق العملات المشفرة ارتفاعا في ما يعرف ب "ضخ، واختفي"، وهي مخططات احتيال تدفع المستثمرين غير المتمرسين لانتهاز فرص الشراء في عرض رقمي جديد في مراحله الأولية. ونلاحظ بأن الاحتيال والتلاعب في السوق ليس من الأمور المستحدثة، حتى في فئة الأصول النامية. وصدرت تحذيرات من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، من ان بعض المحامين الذين يقدمون استشارات للشركات بشأن عمليات الطرح الأولي للعملة، لا يراعون ما يمليه عليهم ضميرهم وواجبهم تجاه هؤلاء العملاء، فهم مُضللون، وربما يقعون تحت طائلة القانون في وقت قريب؛ جاءت هذه التحذيرات على لسان جاي كلايتون عضو مجلس رئاسة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وكان هذا خلال كلمة ألقاها في ندوة قانونية في ولاية كاليفورنيا.
الاكتتاب العام، أم الطرح الأولي للعملة، أم الطرح الأولي للتوكن:
أصبح الطرح الأولي للعملة وهو أحد أشهر الطرق التي تتبعها المشروعات الناشئة للحصول على تمويل، دون أن يعوق طريقها الحاجة للاعتماد على وسطاء مثل: البنوك، أو أصحاب رؤوس أموال المساهمات الأولى. والطرح الأولي للعملة هو بالأساس وثيقة أسهم رقمية. يمكنك اعتباره نوعا من الاكتتاب العام، ولكنه في عالم العملات المشفرة. وأحيانا يطلق على الطرح الأولي للعملة اسم الطرح الأولي للتوكن.
كيف يمكن للمستثمرين أن يفرقوا ما بين الطرح الأولي للعملة ما إذا كان شرعيا، ويمكن أن يحقق لهم هامش ربحي، أو ما إذا كانت هذه العملة المشفرة جديدة نسبيا؛ وبين ما إذا كان هذا الطرح هو عملية احتيال يجب أن يتجاهلها ويتجنبها؟ إليكم 5 أمور يجب مراعاتها قبل أن تضع في الاعتبار المشاركة في الطرح الأولي للعملة:
1. يجب أن تطرح سؤال: كيف سيتم استخدام هذه التمويلات؟
وترايس شميلتز، عضو مكتب شيكاغو للشركة التضامنية محدودة المسؤولية بارنيز آند ثرونبرج، يقول لنا شميلتز بأن أي احتياط يتوجب أخذها قبل الدخول في طرح أولي هو: ما إذا كان هناك استخداما محددا وواضحا لهذه التمويلات، وجاء على لسانه:
"بشكل عام نقول بأنه إذا لم توجد للاستثمار المطروح خطة واضحة حول كيفية استخدامه للتمويل، أو كانت هذه الخطة لا معنى لها، يتوجب عندها على المستثمر أن يولي الأدبار بعيدا عن هذا الاستثمار. وثانيا: يجب على كل نشاط استثماري أن يعطي إجابات شافية عن الأسئلة التالية: (1) هل هناك طلب على هذه السلعة أو الخدمة. (2) كم عدد الشركات التي تزود الأفراد بهذا المنتج أو الخدمة. وثالثا: ليس كل شيء قابلا للتحويل إلى "توكن". خرجت علينا إنرون في بداية الألفينيات بقولها أنه قادرة على خلق سوق لأي شيء على وجه الأرض، ولكنه اتضح فيما بعد أن هذا الزعم غير حقيقي. فلا يوجد سوق لكل شيء، وبالتالي لا يوجد سوق للتوكن يؤهلك لأن تقوم بحلاقة ذقنك".
2. تعرف جيدا على المخاطر:
الطرح الأولي للعملات يشبه كثيرا الاكتتاب العام للأسهم، لذلك عليك أن تحذر من أن بعض العملات المطروح أوليا لن تحقق الأهداف المرجوة منها؛ كما يحذرنا إيدي ترافيا، الرئيس التنفيذي ل Coinsilium، وهي شركة مقرها لندن تقدم استشارات وتستثمر في شركات سلسلة الكتل.
"تخفق العديد من العملات المطروحة طرحا أوليا في تحقيق أهدافها، وعادة ما تتسم هذه الأهداف بأنها إلى حد ما مبالغة في طموحها. كما أن معدلات النجاة والبقاء لكافة المشروعات الناشئة لكل القطاعات تكون منخفضة؛ ولكن بالنسبة لسوق التوكن لاحظت أن أكثر ما يثير قلقي هو أن بعض الشركات والمؤسسات تبيع التوكن إلى أفراد من العامة، وهؤلاء الأفراد عادة لا يكون فهمهم دقيق للمخاطر المرتبطة بهذه النوعية من المشاريع."
3. تعامل مع الطرح الأولي للعملات المشفرة، بطريقة مشابهة لتعاملك مع الأصول التقليدية:
جيل وايت، رئيس قسم التجارة الرقمية، والعملات المشفرة في شركة HFN، وهي شركة محاماة مقرها إسرائيل، ويشير إلى أن أخذ الحيطة من العوامل المهمة للغاية:
"يجب على المستثمرين أن يتعاملوا مع الاستثمار في قطاع الطرح الأولي للعملات، نفس طريقة تعاملهم مع مجالات الاستثمار التقليدية. تعتمد قابلية العملات المشفرة للنجاح على تحليل أساس المشروع، والوضع الاقتصادي للتوكن المشاركة في هذا طرح العملات هذا. ويتعين أن يكون التحليل الاقتصادي لأي من مشروعات العملات المشفرة به نوعا من الابداع والابتكار، ولكنه في الوقت نفسه يجب أن يعتمد على المبادئ الأساسية التقليدية. وسؤال: هل المنصة الإلكترونية تم تطويرها بشكل جذاب للمستخدمين؟ حال كانت الإجابة على السؤال بالنفي، يعني هذا أن العملة المشفرة ليس لها قيمة."
4. دقق عن كثب في الوثيقة البيضاء:
الوثيقة البيضاء هي أكثر المكونات أهمية في عملية الطرح الأولي للعملات. وتقوم الأطراف القائمة على العرض بإصدار هذه الوثيقة قبل الإطلاق الفعلي للعملة، ويجب أن تحتوي هذه الوثيقة على تفاصيل واجب على المستثمرين أن يكونوا محاطين بها قبل الشراء. وتتضمن الوثيقة البيضاء الآتي: الطلبات التجارية على العملة، خصائص التكنولوجيا التي تستعملها، وكذلك التفاصيل المالية المتعلقة بهذا العرض، وكيف سيتم التعامل مع النقد المستثمر. فالوثيقة البيضاء هي أهم العناصر في عملية إقناع الجمهور المستهدف من المستثمرين.
ويشير جيل وايت إلى:
"في إطار تحليل المشروع، يجب بشكل أساسي التعرض لتحليل قدرة الشركة على تحقيق الأهداف المقترحة من وجهة نظر تجارية وتكنولوجية. فيجب أن تحتوي الوثيقة البيضاء على الخطوط العريضة للمشروع، وكذلك الحقوق التي تكفلها هذه العملات المشفرة، والمخاطر المتعلقة بعملية إمدادها برأس المال. وتعد الوثيقة البيضاء المكتوبة بشكل منمق وعبارات متسقة ومتناسقة من أهم المؤشرات على فوائد الشركة، وإدارتها، واحتمالية نجاحها على المدى الطويل."
ويشير ترافيا إلى أن تكنولوجيا سلسلة الكتل تحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن فهمها، والوثيقة البيضاء يمكن أن تكون طويلة ومليئة بالتفصيلات التقنية. كما أن عالم العملات المشفرة ما يزال عالما جديدا لا تحكمه المعايير القانونية الخاصة بالحماية والتي تحكم فئة الأصول القديمة من أمثال الأسهم، وطرحها:
"لا يوجد في الوقت الحالي معلومات ومعايير حول ما يجب أن تفصح عنه الوثيقة البيضاء، كما لا يوجد أيضا توجيهات معينة لمحتواها، كما أن الحقوق المكفولة لحاملي العملات الرقمية لا وجود لها. ولهذا السبب نشجع مبادرات مثل: مباردة الإطار التنظيمي ل DLT، الصادرة في جيبرالتار، وسلسلة الكتل التبادلية في جيبرالتار، والهادفة لأن تصبح أول منظمة محكومة بمعايير لتداول العملات المشفرة، ومساندة مبيعاتها."
5. لا تقبل كافة السطات القضائية عمليات الطرح الأولي للعملات، أو حتى تدعمها:
دكتور جيب ستوكهولم، هو أحد الشركاء، والمستشار العام في شركة بلاك سوان، وهي شركة رأسمال استثماري مقرها زيورخ في سويسرا. حذر في أحد تدويناته:
"لا تقبل كافة السلطات القضائية بعمليات الطرح الأولي للعملة، أو فاعليات التوكن: ففي الرابع من سبتمبر لعام 2017، قام البنك المركزي الصيني، باعتبار كافة عمليات الطرح الأولي للعملة القائمة على الأراضي الصينية عمليات تنافي القانون, كما طلب البنك من كافة القائمين على أنشطة جمع التمويلات التوقف فورا عن هذه الأنشطة. كما قال بنك الشعب الصين لكافة المتورطين في عمليات جمع تمويل من خلال الطرح الأولي للعملات في الصين، بأنه يتعين عليهم رد ما جمعوه من أموال، وإذا لم يمتثلوا للأمر، يكونون معرضين "لعقوبات مشددة" وفقا لما ينص عليه القانون."
وعلى الرغم من أننا لا نشهد حربا حكومية في كافة الدول على العملات المشفرة، ولا نشاهد جهودا تماثل عنف جهود المنظمين الصينيين. إلا أننا نجد الهيئات الحكومية في كلا من آسيا وعلى مستوى العالم بدأت تراقب عن كثب كافة الأنشطة المتعلقة بالعملات المشفرة."
وربما تظل القاعدة الأساسية لمستثمري العملات المشفرة هي: أن هذا السوق جديد، وليس مفروضا عليه تنظيميات كافية، لهذا ستظل المخاطرة فيه عالية. فعلى أي حال يجب على المشتري أن يأخذ حذره.