SUH75

عضو نشيط

xm    xm

 

 

فتتاح الأسواق الأميركية: ارتفع اليورو بعد أن لاحظ البنك المركزي الأوروبي بروز مخاطر صعودية تهدّد التضخّم، في حين حافظ بنك انجلترا على سياسته الحالية


واصل اليورو تعويض التراجع الذي سجّله في وقت سابق من هذا الشهر، مع تسارع معدّلات الصرف صعودًا الى ذروة 1.3267 يوم الخميس، وقد ترتفع العملة الموحّدة في نهاية الأسبوع، إذ تخلّى الساسة الأوروبيون عن آفاقهم الحذرة للتضخّم.

أ
واصل اليورو تعويض التراجع الذي سجّله في وقت سابق من هذا الشهر، مع تسارع معدّلات الصرف صعودًا الى ذروة 1.3267 يوم الخميس، وقد ترتفع العملة الموحّدة في نهاية الأسبوع، إذ تخلّى الساسة الأوروبيون عن آفاقهم الحذرة للتضخّم. كما أبقى البنك المركزي الأوروبي معيار معدّلات الفائدة ثابتًا عند 1.00% وشدّد على أنّ السياسة النقدية لا تزال "ملائمة"، إذ تواجه المنطقة انتعاشًا متفاوتًا. كما أفاد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أنّ الغموض يواصل تخييمه على الآفاق الاقتصادية، بما أنّ الساسة يطبّقون تدابير تقشّفية من أجل معالجة عجز الميزانية، وتعهّد بتعديل السياسة النقدية عندما تقتضي الحاجة الى ذلك، في إطار مساعيه لتقويض المخاطر التي تهدّد المنطقة. كما اشار رئيس البنك المركزي الى أنّ المخاطر التضخّمية قد تتفاقم، وسط ارتفاع أسعار الطاقة، بيد أنّه أردف أنّ مخاطر النمو لا تزال هبوطية "نوعًا ما"، بما أنّ التدابير التقشفية الصارمة تلقي بثقلها على الإنتعاش. ونتيجة لذلك، من المرجّح أن يعتمد البنك المركزي الأوروبي نهج التريث والترقّب خلال النصف الأوّل من العام 2011، بيد أنّ المصرف المركزي قد يستأنف استراتيجية الخروج في وقت لاحق من هذا العام، إذ يتمسّك ببنده الأوحد الذي ينصّ على ضمان استقرار الأسعار.
على الرغم من ذلك، عرضت أسبانيا للبيع ديون بقيمة 3.0 مليار يورو مستحقّة في خمسة أعوام بنسبة فوائد تصل الى 4.542% مقابل 3.576% في نوفمبر، بينما تزايدت تكاليف الإقتراض في ايطاليا الى 3.67% من 3.24%. وفي ظلّ تفاقم مخاطر انتشار عدوى الأزمة، من المحتمل أن يضافر الساسة الأوروبيون جهودهم الرامية الى إعادة إحلال ثقة المستثمرين في الأسبوع المقبل، وقد يظهر الإتحاد الأوروبي رغبة متزايدة في توسيع قيمة صندوق الإستقرار المالي الأوروبي لتصل الى 750 مليار، إذ تواجه الحكومات العاملة تحت لواء نظام معدّل الثابت ارتفاعًا غير مستدام لتكاليف الإقتراض. وبما أنّ المخاوف المحيطة بأزمة الديون السيادية تواصل إلقاء ثقلها على اتّجاه الأسواق، قد تعصف باليورو رياحًا معاكسة شديدة خلال الأجل القريب، ومن المرجّح أن يكون تسارع اليورو/دولار الصعودي وجيزًا، إذ يقدّر المستثمرون أن تلقى أسبانيا والبرتغال مصير ايرلندا عينه.
تقدّم الجنيه الاسترليني الى ذروة شهريّة جديدة عند 1.5832، على خلفيّة حفاظ بنك انجلترا على سياسته الراهنة دون تغيير في يناير، ومن المرجّح أن تواصل معدلات الصرف ارتفاعها خلال الأجل القريب، في ظلّ تقليص المستثمرين توقعات توسيع دائرة التيسير. هذا وامتنع المصرف المركزي عن نشر بيان سياسته، ومن المقرّر أن يصدر بنك انجلترا محضر اجتماعه في السادس والعشرين من يناير لتحديد نبرة تحرّكات الأسعار المستقبليّة، ويقدّر ان نلحظ توسّع الشرخ في صفوف لجنة السياسة النقديّة في وقت يتطلّع الساسة الى تماسك التضخّم فوق عتبة 2% خلال العام 2011. مع ذلك، توسّع قطاع التصنيع في بريطانيا بنسبة 0.6% للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر، مع تقدّم المخرجات الصناعيّة بنسبة 0.4% خلال الفترة عينها، هذا وقد يرى المصرف المركزي أن المجال متاح امام بدء تطبيع سياسته النقديّة في وقت لاحق من العام، على خلفيّة استجماع الانتعاش الاقتصادي الزخم بشكل تدريجي. وبدورها، من المحتمل أن تتسارع التحرّكات الصعوديّة الأخيرة لزوج الجنيه الاسترليني/دولار خلال الأجل القريب، ونتطلّع الى تصحيح الجنيه الاسترليني/دولار التراجع الذي سجّله في الشهر السابق في خضمّ ازدياد توقعات معدلات الفائدة.
كانت تحرّكات أسعار الدولار الأميركي متباينة يوم الخميس، مع هبوط زوج الدولار/ين من ذروة تجاراته المسائيّة المحقّقة عند 83.14، ومن المرجّح أن يواجه الأخضر تذبذبات متزايدة خلال دورة أميركا الشماليّة في وقت لا يزال الغموض يخيّم على آفاق أوسع اقتصاد في العالم. هذا ويتوقّع أن تزداد أسعار المنتجين في الولايات المتّحدة الى وتيرة سنويّة تبلغ 3.8% في ديسمبر من 3.5% في الشهر السابق، بينما يقدّر توسّع العجز التجاري الى 40.0 مليار دولار في نوفمبر من 38.7 مليار دولار في الشهر السابق. وفي الوقت عينه، من المقرّر أن يدلي رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي بكلمة تتناول الاقتصاد في تمام الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش، ومن المحتمل أن تنعكس التعليقات الحذرة لرئيس المصرف المركزي بشكل سلبي على اتجاه الأسواق، بما أنها تلقي بظلال من الشكّ على إمكانيّة تحقيق انتعاش مستدام. وبدوره، قد يقلّص المستثمرون شهيّتهم للمخاطر، ويعوّض الدولار الأميركي الخسائر التي تكبّدها مطلع الأسبوع، على خلفيّة استفادته من تدفقات الملاذ الآمن.