طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة

xm    xm

 

 

مؤشرات الأسهم الأمريكية تنخفض في تعاملاتها الآجلة، في حين يترقب المستثمرون اليوم بيانات أسعار الواردات

يوم جديد يهل علينا في الولايات المتحدة الأمريكية عزيزي القارئ، حيث انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 0.2 بالمئة ليصل إلى مستويات 10312 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بواقع 0.3 نقطة ليصل إلى مستويات 1081.7 نقطة، في حين انخفض مؤشر النازداك 100 في تعاملاته الآجلة أيضاً بواقع 0.2 بالمئة ليصل إلى 1830.25 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:59 بتوقيت لندن)، حيث جاء الانخفاض في المؤشرات بسبب حالة التشاؤم التي تسود الأسواق حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
حالة التشاؤم تلك تشكلت عقب إعلان البنك الفدرالي الأمريكي قبيل أمس أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد مزيدا من التباطؤ خلال الفترة القادمة الأمر الذي شكل غمامة تشاؤم كبيرة في الأسواق يوم أمس الأربعاء، خصوصوا بعد اصدار الصين عن بيانات أشارت إلى تراجع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في ثالث أكبر اقتصاد عالمي، حيث كان البنك الفدرالي قد قرر إعادة إحياء بعض البرامج التي انتهى العمل بها في وقت سابق من العام الحالي، وذلك في مسعى من الفدرالي الأمريكي لدعم عجلة النمو المتعثرة في البلاد،، إلا أن المستثمرين يعتقدون بأن البنك الفدرالي لا يزال عليه أخذ المزيد من الاجراءات لدعم مستويات النمو في أكبر اقتصاد عالمي، مع الإشارة إلى أن نتائج شركة سيسكو سيستمز أكدت على أن مبيعات الشركة لم ترتقي إلى مستوى التوقعات، الأمر الذي شكل حافزاً إضافياً لانخفاض مؤشرات الأسهم في تعاملاتها الآجلة اليوم.
وقد أغلقت الأسهم الأمريكية يوم أمس بانخفاض شديد تجاوز 2.5 بالمئة، وذلك في ظل البيانات السيئة التي صدرت عن اقتصاديات رئيسية حول العالم يوم أمس، حيث أثارت تلك البيانات تساؤلات المستثمرين حول مستقبل النمو في الاقتصاد العالمي، فمن توسع العجز في الميزران التجاري الأمريكي وبأسوأ من التوقعات، إلى بيانات الصين الصناعية، ناهيك عن الحالة التي خلفها البنك الفدرالي الأمريكي في الأسواق عقب الإعلان عن إحياء سياسة التخفيف الكمي، مشيراً إلى أنه سيغلق مراكز سندات الخزينة وسيعيد فتحها مجدداً، بالإضافة إلى أنه سيعيد استثمار الأموال المحصلة من برنامج شراء الديون وشراء السندات المدعومة بالرهونات العقارية في السندات طويلة الأمد، لتظهر جميع تلك البيانات على أن الاقتصاد العالمي يواجه مشاكلاً في عجلة تعافيه وانتعاشه.
تلك البيانات وجهت المستثمرين في تداولاتهم يوم أمس نحو العملات ذات العائد المتدني، مبتعدين عن العملات ذات العائد المرتفع والأسهم بشكل رئيس هذا إلى جانب ابتعادهم عن السلع الأساسية، في حين ينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات عن الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح ما بين منخفضة إلى متوسطة التأثير على الأسواق، والتي قد ترجع بعضاً من الثقة للأسواق، ولكن الأمر يبدو بعيد المنال، حيث سنشهد اليوم صدور مؤشر أسعار الواردات في الولايات المتحدة الأمريكية، لتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع على الصعيد الشهري وخلال شهر تموز بنسبة 0.3% بالمقارنة مع الانخفاض السابق والذي بلغ 1.3%، أما على الصعيد السنوي، فتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 5.4% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 4.5 بالمئة.
ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق مستويات 80 دولار أمريكي للبرميل وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي خلال تموز أدت على الأرجح إلى ارتفاع أسعار الواردات أو السلع المستوردة في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية عقب ذلك أثر على الصادرات، لذا فلا بد لنا من الإشارة إلى أن توسع العجز في الميزان التجاري الأمريكي يوم أمس أكد على الأمر ذاته، فقد أكد المؤشر على أن ارتفاع أسعار الواردات واصل التأثير على العجز في الميزان التجاري، فيما أثقل ارتفاع الدولار الأمريكي كاهل الصادرات الأمريكية.
مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الميزان التجاري الأمريكي أشار يوم أمس إلى أن الواردات ارتفعت خلال حزيران بنسبة 3.0% لتصل إلى 200.345 مليار دولار أمريكي، بينما انخفضت الصادرات بنسبة 1.3% لتصل إلى 150.451 مليار دولار أمريكي، لنشهد توسع العجز في الميزان التجاري الأمريكي خلال حزيران وبأسوأ من التوقعات.
كما وسيشهد الاقتصاد الأمريكي اليوم صدور بيانات أسبوعية، تصدر بشكل دوري عن قطاع العمالة الأمريكي، وبصفتها تصدر بشكل أسبوعي فهي شديدة التأرجح والتقلب، حيث سيصدر عن قطاع العمالة اليوم قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في السابع من آب، لتشير التوقعات إلى أن وتيرة تقديم الطلبات تراجعت لتصل إلى 464 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 479 ألف طلب، أما طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 31 من تموز، فمن المتوقع أن تنخفض بشكل طفيف لتصل إلى 4535 الف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 4537 ألف طلب.
وتقف معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية عند أعلى مستوى لها في أكثر من 25 عام عند 9.5%، حيث تقف معدلات البطالة ضمن الاقتصاد الأمريكي كالشوكة في حلق عجلة التعافي والانتعاش، ولا بد لنا من الإشارة إلى أننا لن نشهد تقدماً قوياً في عجلة التعافي والانتعاش الأمريكية، ما لم يتم السيطرة على مستويات البطالة المرتفعة.
وفي النهاية فقد انخفضت أسعار عقود النفط عقب القوة التي اكتسبها الدولار الأمريكي في أسواق العملات في ظل إقبال المستثمرين على العملات ذات العائد المتدني خلال اليومين الماضيين، حيث وصل سعر النفط إلى 77.27 دولار للبرميل عقب افتتاح تداولاته على سعر 77.51 دولار للبرميل محققاً أعلى مستوياته عند 77.97 دولار للبرميل وأدناها عند 76.92 دولار للبرميل، هذا إلى جانب ارتفاع الذهب ليصل إلى 1204.62 دولار للأونصة بالمقارنة مع مستويات الافتتاح والتي بلغت 1200.60 دولار للأونصة محققاً أعلى مستوياته عند 1204.85 دولار للأونصة وأدناها عند 1197.10 دولار للأونصة، وذلك بسبب توجه المستثمرين أيضاً نحو ملاذهم الآمن -الذهب-.