Dr yara Mahmoud
عضو نشيط
وجاء هذا بعدما حافظ الدولار الامريكي على تحركاته في نطاق ضيق منذ التعاملات المبكرة بالجلسة الأسيوية وعلى مدار اليوم، حيث كان المستثمرون يترقبون صدور بيانات سوق العمل، وسط عطلة البنوك في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، وانخفاض السيولة بشكل كبير.
أهم العوامل التي أثرت على تحركات الدولار
وسع مؤشر الدولار مكاسبه عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية الإيجابية للغاية، ليقترب من ملامسة مستوى 102.3 نقطة، متجاوزا أثر البيانات السلبية التي صدرت على مدار الاسبوع بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة.
وأظهرت البيانات الصادرة منذ قليل تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.5% خلال شهر مارس الماضي، على عكس التوقعات التي كانت تشير لبقائه عند 3.6% التي سجلها بالشهر السابق.
وجاء هذا تزامنا مع إضافة الاقتصاد لعدد من الوظائف فاق التوقعات؛ مسجلا 236 ألف وظيفة، وإن كان أقل من الوظائف التي أضافها الاقتصاد الشهر الماضي، والتي سجلت 326 ألف وظيفة، بعدما تمت مراجعتها على نحو مرتفع.
وأدت قوة بيانات تقرير الوظائف غير الزراعية على تجديد رهانات المستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يواصل رفعه لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس باجتماعه في شهر مايو المقبل، بدلا من الإبقاء عليها دون تغيير.
وأظهرت أداة متابعة توقعات سعر الفائدة الفيدرالية FEDWATCH ارتفاعا على الرهانات بأن الفيدرالي الأمريكي سيرفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى 5.25%، لتصبح 64.3%، بعدما كانت قد بلغت 51% قبل صدور البيانات، مما أدى لصعود الدولار بقوة.
وكانت الأداة تشير قبل صدور البيانات إلى تساوي توقعات رفع الفائدة تقريبا مع توقعات أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء عليها دون تغيير، في ظل تباطؤ بيانات التضخم، والتوقعات بأن الفيدرالي قد يحد من التشديد النقدي لتجنب نشر أزمة السيولة بالقطاع المصرفي.
وفي نفس الوقت، فقد لاقى الدولار أيضا دعما من الصعود القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية عقب صدور بيانات سوق العمل اليوم، فضلا عن استمرار التوترات الجيوسياسية التي زادت الإقبال على الدولار كملاذ آمن.
ومع ذلك، لا تزال التوقعات بشأن ركود اقتصاد الولايات المتحدة المحتمل تحد من حجم أرباح الدولار ، حيث جاءت بيانات مؤشرات مديري المشتريات ISM ، وتقرير ADP لوظائف القطاع الخاص وتقرير الوظائف الشاغرة ومعدل دوران الأعمال JOLTS الصادرة خلال هذا الأسبوع سلبية، بما يعكس تضرر الاقتصاد من التشديد القوي للسياسة النقدية.
ورغم الارتفاع الكبير الذي شهده الدولار اليوم، إلا أنه ،حتى الآن، لا يزال على الطريق لتكبد خسائره الأسبوعية الخامسة على التوالي، حيث بلغت خسائره الأسبوعية نحو 0.12% حتى الآن، مقارنة بمستوى إغلاقه لتداولات الجمعة الماضية.
الدولار الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – خلال تعاملات اليوم بنحو 0.20% ليسجل 102.142 نقطة.
وبالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، فقد تراجع اليورو مقابل الدولار بواقع 0.15% ليسجل 1.0901 دولارا، كما انخفض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.25% إلى 1.2407 دولارا.
وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.33% ليصل إلى 132.20 ين، كما صعد الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.19%؛ مسجلا 0.9064 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد استقر الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي عند 0.6672 دولار أمريكي، في حين صعد الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% إلى 0.6250 دولار أمريكي، بينما ارتفع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 0.13% إلى 1.3509 دولار كندي.